|
هلك النفوس والناس تريدو
|
علمتنا كيف يسكننا منك العشق بلا منتهى ... كيف تكوننا ونكونك حتى ولو إرتضيت أن تبقى ساحة لإلهاب ظهورنا بآثار جلد السياط .... علمتا كيف نغضب .. كيف ننفعل ... كيف نرغي ونزبد ونقسم على مغادرة شواطئك لغير رجعة ... علمتنا حينما نركب السفن وتبتعد عنا أضواء لمواني شيئا فشيئا أن يتقمصنا إحساس نقيض فتخمد فجأة نار الغضب وننسى إحساس ما قبل لحظات لينتابنا دافق الحنين إليك .... علمتنا أن نهواك حتى ولو .... ولو .... ولو ... علمتنا الإحساس بالغبن والقهر واللاوجود واليتم ..... علمتنا الكثير المثير . منذ الصغر ونحن في المدارس كنت تعلمنا في كتبك أن سعر الرغيفة قرش واحد فنتشتت عندما نخرج من الدرس لنشتريها من السوق المجاور بجنيهات عديدة ... منذ الصغر علمتنا معنى الكرامة والشموخ والإنتفاض فلم نجد عند الكبر غير الخضوع والخنوع وترك الجمل بما حمل ... علمتنا منذ الصغر كل معاني الحرية فاستيقظنا قبل اشتداد العود على واقع الذل والقهر .... علمتنا منذ الصغر بأنك الماء والغذاء والدواء فوجدناك عند اشتداد العود لوحة خضعت لجراحات تشويهية جسدت السغب والسقم والداء... علمتنا منذ الصغر بأنك الملجأ والملاذ فوجدناك عند طراوة العود وداع قسري إلى مجهول طويل الأمد ... عشناك في كل الشهور .. صغارا في مايو وفتية في أبريل وصبية في يوليو وفي أذهاننا كل هاتيك التناقضات بين ما علمتناه وما عايشناه فيك يا من تعلمنا منك كيف نهوى حرق النار وكيف وكيف وكيف .. والآن هبّت فيك رياح الأمل واعترتك موجات التغيير فهل ندرك جميعنا ما علمتناه قي الصغر ؟؟؟ وهل ندرك حقيقة أنك فسيح تسع الجميع وأنك أم تحنو على الكل وأن قدحك يشبع الكل وأن ( النفوس لو تطايبت البنبر بيشيل ألف ) ؟؟؟ هل سنعي كيفية التمييز بينك وبين من يعتلي صهوتك ؟؟؟ وهل ندرك أن فرحتك هي فرحة الأب حينما يجتمع أبناؤه صبيحة العيد عنده في البيت الكبير؟؟؟ وهل ندرك أن خيرك وغنانا في تكاتفنا لاتنافرنا ؟؟؟ في وحدتنا لاتباعدنا ؟؟؟ في حبنا لاكراهيتنا ؟؟؟ وهل سنتذكر دائما أننا مهما اختفنا نتلاقى في حقيقة واحدة لم يتناقض تعليمك لنا إياها وهي حبك ؟؟؟وإلى متى يا أعظم الأوطان نردد بأسى ( هلك النفوس والناس تريدو )؟؟؟
|
|
|
|
|
|