العنوان خطر على بالي ... من عادتي دائما أن أكتب مباشرة على الكيبورد فاعذروني على أي خطأ فكل كتابة هنا ستكون فورية لاتخضع لتنقيح كالمسرح مباشرة لا كالدراما مسجلة . ... الكتابة مباشرة كانت على موقع إلكتروني آخر و نقلتها منه ..... والآن تعالوا نبدأ ..
وغزت أنفه رائحة عطر حالمة سرت مع النسيم كما الخدر ... تلفت ميمنة وميسرة لا يدري أيبحث عن جزيئات العطر التي قطعت مشوارا طويلا حتى الوصول لأنفه أم صاحبة العطر الأخاذ ؟؟؟ ليس يدري ... توقفت عيناه فجأة وتثبتتا عند ارتداد النظرات التي اصطدمت بها ... رباه ياللمفارقات الغريبة ... خانك الخيال هذه المرة فالعطر بالأنف كالصوت عبر الهاتف غالبا ما يخطيء الخيال فيه رسم معالم الشخصية .... رباه .. ما أبعد المسافة بين العطر والشكل ... ولماذا لاتضع المجتمعات تشريعات لبيع وشراء العطور حتى لا تخدعه هذه الرائحة الطيبة .... ولكن هل وراء العطر شيئا آخر غير هذه الجثة الضخمة والوجه الشيطاني ذو الملامح القاسية والذي تحتاجه صاحبته لتعليق لوحة تكتب عليها عبارة ( أنثى ) ضمانا للتعريف وعدم الخلط ؟؟؟؟ وحول عينيه بسرعة عن هذا الاتجاه فاصطدمت بأخرى ... رباه ... لماذا لا تنبعث منك رائحة العطر القوية ؟؟؟ وهل من الانصاف أن يكون العطر في ذاك الجسد والجمال في هذا الجسد ؟؟؟؟ وقال لها في سره بصوت غير مسموع ولكنه مجلجل في الأعماق ... لماذا لا تتبادلان فالدول تتبادل المنافع ناهيك عن الأفراد ... أعطيها شيئا ... أي شيء منك ... روعة الأظافر ... بعض خصلات الشعر ... غيمة من غيوم النظرات الحالمة ... نونة واحدة من نونتيك المحفورتين على وجنتيك ... شيء من جسمك ... رزاز إبتسامة ... أي شيء وخذي منها هذا العطر الذي ضل مكانه ونواصل
03-05-2009, 11:00 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
وانطلق فكره في هرولة إرتدادية بينهما ... خال له أنه يعيش لحظة السعي بين الصفا والمروة ... ويشتته الاختيار.... ليكن إختيارك هذا لعطر الأخاذ الذي يكفيك عبقه الكثير من الهموم ويحجب عنك الروائح الكريهة المنبعثة عن ضغوط الحياة ... تجاوز هذه الملامح المنفرة التي نحتتها إرادة الزمن في هذه التي كان من الممكن أن تقول عنها الغادة الهيفاء لولا العينان الغائتين في جحريهما كحية تغازل البيات ؛ وتلك النتوءات المتناثرة على لخدين كأعشاب السدود على خاصرة الأبيض ؛ ومن دونها الأسنان البارزة كأسلاك شائكة غرست للذود عن ذلك الوجه المجرود اللحم ... ورفعت يدها فبانت وكأنها عظام طليت بطلاء خفيف جدا من اللحم يجعل الرائي يوشك أن يتبين بياضها ... واختلط عليه الأمر فقد خال له أن اليد المرفوعة ليست إشارة تخلط بين اليأس والرجاء والأمل في سائق قد تتعطّف قدماه عليها وتصبان جام غضبهما على مكابح الفرامل والكلتش ؛ ولكنها فردت يدها لاحتضانه... بروز الأسنان ربما هو شكل تقريبي لانفراجة قصدت منها التعبير عن حلم مستحيل بابتسامة . خالها تقترب منه أكثر وأحس بحرارة أنفاسها فأشاح بوجهه قاطعا حبل تواصل خفي ليرتطم بصره بتلك الملامح العاجية لجسد أدمنت تقليده جذوع البان في الطول والاستقامة ؛ وتلك الفوضى المنظمة في نظرات العيون حملت ذلك السحر الغامض الذي انتزع كل حواسه التي خالها وقتئذ تتجول في محطة خرافية احتلت كل مساحاتها باصات كبيرة تسافر به أينما شاء . ورفع قدمه اليمنى ثانيا ركبته وكأنه يهم بركوب الباص الذي يقله لوطنأنفق ما مضى من عمره في تمنيه ؛؛ وذلك الأنف الدقيق المستقيم والشفتين الصغيرتين اللتان تنثران من بينهما الدرر التي وقفت فاصلا مداريا قاطعا ... وعلى الخدين الناعمين انغرست نونتان أنيقتان كرئتين لتلك الشفاه تنكمشان وتنبسطان مع انفراجتهما ؛ وشامة سوداء أنيقة أشبه بالخال فرضت نفسها واكتفت بمساحة لاتكاد تبين بين الصدر والعنق ولكن ..... لماذا لاتبنبعث منها رائحة كتلك المنبعثة عن الشبح المنتصب في الاتجاه المقابل ؟؟؟ وما مصدر هذه الرائحة النتنة التي اجتاحت أنفه بلا استئذان ؟؟؟؟ رباه !!!! رمال عضلات بطنه قد بدأت تتقلص بشدة ولماذا يحس بهذا الاحساس الخانق الذي هو أقرب للرغبة العارمة في القي وإفراغ كل ما بداخل بطنه ؟؟؟؟ ونواصل
03-05-2009, 11:01 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
غالب هذه الرغبة الملحة في القي فمصانع منظفات الفم والأسنان ومعامل صناعة العلكة منتشرة في كل أجزاء الأرض .... تجاوز هذه النقطة فما من إنسان في الكون بلا عيوب فلماذا ينطبق عليك قول الشاعر :- وترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى اكليلا؟؟؟؟ أنظر ... ما أروع العينين الواسعتين اللتان ملأتا كل فراغات الكون ؛ وهذا القد الممتشق الرائع و..... وغمزت عينه اليسرى قمزة دلالة سافرات في فضاءات أمنية الوصل وأمل نشد الود غير أن الغادة الهيفاء أشاحت عنه بوجهها في غضب تمنعي واضح فغمره شعور بالضيق وارتدت آماله تنشد الخروج بشيء أي شيء بدلا عن الخروج صفر اليدين مجرجرا أذيال الخيبة .... إلتفت مضطرا عابسا نحو الاتجاه الآخر حيث تقف مريم الأخرى ... حاول لصق ابتسامة على شفتيه فبدت باهتة توحي بعدم إجادة اللصق وغمزت عينه اليسرى غمزة سافرة غير أن مريم الأخرى أطرقت وقد رسمت على ملامحها لوحة حزن عميق
ونواصل
03-05-2009, 11:03 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
أحس صاحبنا بحرج شديد .... إنكسار مفاجيء غمر أعماقه ... ودون أن يشعر رسم على وجهه كل ملامح الانكسار والاستجداء والمسكنة والتفت نحو الغادة الهيفاء فرمقته بفوقية ظاهرة وقالت له :- - منالي قاسي - وأنا سأدفع الروح مقابلا - شروطي صعبة - حياتي كلها فداءا لشروطك - وإن تعارضت مع ... - وإن تعارضت مع كل قناعاتي - إذا إلى أحضاني هم بالاندفاع غير أن ذات الرائحة العبقة شدته من يده - لا يغرنك المظهر فكم من باب أخفى صدأه وراء الصبغ والدهان .. تعال إلي فإني الوحيدة الحانية عليك ... تعال لأحضان من يشتريك لا من تشتريه - دعك من الانشاء فالله جميل يحب الجمال - الجمال معيار نسبي والجمال الحقيقي جمال الفحوى ... الجوهر لا المظهر والروح لا الجسد - أنا أؤمن بما أرى - الجسد فان والروح باقية - دعك من فلسفة أكل عليها الدهر وشرب ... إلى الجمال ... إلى المال ... إلى المج ... وأكمل جملته الأخيرة وهو ينتزع نفسه عن قبضة ذات العطر العابق ويرتمي في أحضان الهيفاء ذات الرائحة النتنة ونواصل
03-05-2009, 06:56 PM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
أطرقت صاحبة العطر وقد رسمت على وجهها كل ملامح الحسرة والحزن وقالت له بجملة باهتة غزلتها العبرة وبقايا دموع الانكسار :- - النساء كالأسماك ... تختلف الأشكال والألوان والمياه التي تعيش فيها بين عذبة ومالحة ... ولكنها كلها تحمل ذات الرائحة لكنه لم يسمع جملتها ولف يده على خصر الفتاة الهيفاء وابتعد معها بخطواته
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة