|
دعوة للمصالحة الوطنية الشاملة
|
يسرقنا الزمن ونحن في خلافاتنا اللامنتهية والبيزنطية أحيانا نغوص بلا منتهى وقد تشربنا لأجيال ولا نزال ثقافة الرفض ... رفض الآخر حتى غدى عندنا التعامل مع ألد الأعداء أقرب من التنعامل مع الذات إن صح التعبير لو اعتبرنا الجميع كيان واحدة وذات موحدة .. العالم كله يتقدم ونحن بخلافاتنا نسير ببلادنا للوراء ... ندحرجها نحو شفير الهاوية فإلى متى ؟؟؟ متى تأخذ عقولنا إستراحة المحارب لتبدأ لحظة حكمة وصدق مع الذات ؟؟؟ لقد جربنا أسلوب الرفض منذ استقلال البلاد بل حتى قبل الإستقلال وكما قرأنا في كتب التاريخ بين من نادى للوحدة مع مصر ومن رفع شعار السودان للسودانيين .... واستمر جرح الخلافات يتعمق يوما بعد يوم ليصبح من يعتلي سدة الحكم أيا كان انتماؤه مرفوض من قبل الكل ... وحتى من حكموا كانوا لا يسلمون من الأخطاء القاتلة التي جاء بعضها عن تحفز مسبق وبعض آخر عن جهل وبعض ثالث عن عمد ... فإلى متى نستمر في أداء دور المسلسل الكرتوني العالمي الشهير العريق ( توم آند جيري ) ؟؟؟ لماذا لانحول قليلا زاوية النظر ونبحث عن نقاط الالتقاء لا نقاط الخلاف ونبدأ في تغذيتها ؟؟؟؟ لماذا لايتنازل الحاكم قليلا والمعارض قليلا ونبدأ معا حقبة جديدة لنسير إلى الأمام ولا أقول نلحق بركب التقدم لأن اللحاق يحتاج منا وقتا أطول وجهدا أكبر وقاعدة إنطلاق أساسية تنبني على الحكمة والعقل لا المكابرة والإصرار على المواقف ( ولا أقصد المباديء ) الكل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بالوسط المتشدد منهم والمعتدل يرفعون شعار الوطنية والتنمية وحب البلاد ورفعتها والتمسك بالدفاع عن التراب والذود عن الأرض ورفع المعاناة عن كاهل المواطن وتأسيس وتقوية البنية التحتية وما إلى ذلك من شعارات رائعة فلماذا لا نبدأ بجدية من هذه النقاط ؟؟؟ السودان مساحته مليون ميل مربع وتعداد سكانه 38 مليون نسمة رسميا وخمسة وأربعين مليون نسمة بالتقريب فعليا ... الأرض تسع الجميع وتفيض ... السودان يحتاج لبنية تحتية شاملة وهي تستوعب كل من حمل الجواز الأخضر مضافا لها أشقاء وأصدقاء من دول مختلفة .... البلد ليست ملكا لحزب أو جماعة أو فئة مما يتطلب جلوسا مسؤولا من جميع الملاك والأطياف الذين يحملون الجواز وحقوق المواطنة لا للوصول لحل الخلافات فحسب بل لوضع البرامج التنموية والإنمائية الشاملة .... البلد مليئة بمختلف الخيرات في باطن الأرض وخارجها فلماذا نتقاتل ؟؟؟ تعالوا جميعا نصهر الخلافات السياسية وننظر لبلادنا من منظور إقتصادي تنموي بحت تأتي بعده السياسة . لقد جربنا الحروب والمعارضة والاعتقالات والتأييد والرفض وتطبقت علينا كافة أنماط قوانين الدنيا وكل ذلك كانت نتيجته ما نحن فيه فلماذا لا نجرب أن نتصالح وبكل صدق وصفات سودانية صرفة ؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|