|
الكاروري يجيز الاجهاض في خطبة الجمعة
|
بحرفية عالية تناول الشيخ عبدالجليل النزير الكاروري في خطبة الجمعة الماضية موضوعا شائكا وصعبا ومسكوتا عنه ... ورغم الاختلافات العديدة حول هذا الموضوع إلا أنه انتقى منها ما جعله يجيز إجهاض حالات عدة أهمها وهو ما لفت نظري ووقفت كثيرا عنده ووجدته جديرا بالكتابة هو جواز إجهاض الفتاة التي يتم اغتصابها أو الاعتداء عليها جنسيا وقسرا ... يقول الكاروري في خطبته أن الاسلام يرفض التزويج بالاكراه ناهيك عن حمل ولد لرجل إعتدى جنسيا بالاكراه وأن الفتاة أصلا لاتريد هذا الحمل ولاهذا الجنين . تساؤلات عدة خطرت ببالي أهمها ماذنب هذا الجنين ؟؟؟؟؟ أليس هو روحا بشرية أم أن الشيخ الكاروري يقصد الاجهاض قبل موعد نفخ الروح ؟؟؟ الموضوع بالفعل موضوع معقد للغاية فالأطفال المصابون بإعاقات ميئوسسة وهم أجنة في بطون أمهاتهم والجنين الذي يجد نفسه في خيارا صعبا بين حياته وحياة أمه قبل أن يخرج للوجود وجنين المسلمة من مغتصب كافر وغيرها من حالات الحمل السفاح أو غير المشروع كيف يتم التعامل معها شرعا وأخلاقا ؟؟؟ لقد أجاز الكاروري في خطبته كما فهمت أنا شخصيا إجهاض هؤلاء وليس من المهم ما شرع به الكاروري فالأهم هو لفته النظر لقضية إجتماعية خطيرة منتشرة بقوة ومسكوت عنها بذات الصرامة ؛ وليس ببعيد عن الأذهان قصة عيادة الاجهاض التي يتولاها رمز من رموز الطب وأيضا القابلات خاصة البعيدات عن سيطرة الحكومة والمساعدين الطبيين وأطباء الممارسة الذين سمحت لهم الدولة بفتح عيادات تطبيب وغفلت عنهم . الخطبة تخص وزيرة الصحة بالدرجة الأولى وهي إنسانة نشطة تسامت في العديد من المواقف من الأطر الضيقة وارتفعت بأفعالها إلى رحاب القومية والسودان الواحد وهي معنية بالتنسيق مع وزارة الداخلية وتوابعها لمراقبة العيادات الخاصة وأيضا لابد للتوعية الاجتماعية أن تأخذ دورها بطريقة مدروسة وعبر مختلف الوسائط والقنوات . وهي تخص وزير الرياضة الذي يجب عليه تنشيط الرياضات الاجتماعية حتى يستطيع الشباب إفراغ طاقاته في قنوات ليست لديها صلة بالجنس وأيضا وزير الاعلام والرعاية وغيرهما من الوزارات المرتبطة بالخدمات والتنمية الاجتماعية . آن الأوان لرسم معالم الدولة المؤسساتية خاصة بعد الانتخابات القادمة التي تشكل مفصلا محوريا في مسيرة السودان .
|
|
|
|
|
|