|
السودان يعود إلى جهالات القبيلة في الشارقة
|
أفتتح صباح أمس معرض الشارقة الدولي للكتاب فعالياته بمشاركة غير مسبوقة أضطرت الإدارة لفتح القاعة الثانية بجانب القاعة الأولى التي عادة ما يقام عليها المعرض. اللافت للنظر في المعرض هو تخلف الأستاذ الكبير الطيب صالح عن الندوة التطبيقية التي توافد لها السودانيون زرافاتا ووحدانا مما وضع الدكتور يوسف عيدابي في حرج بالغ أمام التساؤلات الغاضبة والمحبطة التي كانت تنهال عليه سائلة عن سبب ذلك التخلف . الوجود السوداني في المعرض تميز هذه المرة على غير العادة بالعديد من العناوين الجديدة رغم سيادة العناوين المعتادة ... وما لفت النظر في العناوين الجديدة هو الإهتمام بالتصميم والطباعة غير أن أهم الملاحظات والتي لايمكن لعين أن تخطئها هو العناوين الجديدة التي تراوحت بين الحديث عن الحياة الصوفية وبين الحديث عن القبائل ... والحديث عن القبائل مؤشر خطير جدا ينبيء بعودة إلى عصبية وجهالة القبيلة سيما وأن الكتب التي طالعتنا عناوينها المختلفة ( الجعليين .. الشايقية ... الرباطاب .... الفور .... الزغاوة ... الخ ) كلها تركز في مفهومها على التعريف بالقبيلة وإثارة النعرة التي دفعت البلاد ثمنا باهظا بسببها في السنوات والعقود الماضية . وبقراءة سريعة لبعضها خاب ظني وأصابني الإحباط حينما لم أجد ولا سطرا واحدا منها يحمل ذلك العمق الفكري الذي يتناول التمسك بالقبيلة في إطار المتغيرات الزمنية وكأنما كلتبوا هذه الكتب قد غابت عنهم فترة تفشي التعليم ومتغيرات الحياة المختلفة والمنعطف الذي تمر به بلادنا وكأنما تلك الكتب قد تمت كتابتها في الستينات وما قبلها ولست أدري ما قيمة الدور الرقابي للنشر وكيف سمح ببروز هذه الثقافة المعاقة لفت نظري وجود كتاب في دار عزة للنشر كنت قرأته في المرحلة الإبتدائية وهو ( الأنداية ) وبالتأكيد كل جيلي يتذكر هذا الكتاب ويدرك القيمة العاطفية التي يمثلها. الدارفوريين وأعضاء الحزب الشيوعي محظوظون جدا لأنهم سيجدون في الدور السودانية كتبا عديدة صدرت عنهم . أما آفاق النظرة المستقبلية والدراسات والبحوث في الشأن السوداني وتحليل الأوضاع الراهنة من وجهة نظر حيادية والنظرة التحليلية للمستقبل والفكر الذي يجنح نحو طرح المشكلات السودانية ووضع الحلول والمعالجات إضافة للنقد الأدبي والدرامي والمسرحي والكتب الخاصة بالهوية والبنى التحتية والأساسية ومجمل القضايا الفكرية فلم تجد مكانها بين المطبوعات السودانية المعروضة .. وحتى ما وجد منها فهو على قلته إما قديم عفا الزمن عليه أو سطحي لايطرب العقل. نداء عاجل للكتاب والمفكرين في البلاد ( إخرجوا من فكر الإستهلاك إلى فكر البناء والتطوير ) ولرقابة المصنفات والمطبوعات ( خلو عينكم مفتحة على التوجهات الضارة بالوطن والمجتمع على المديين المتوسط والقريب وليس فقط على ما يضر توجهاتكم السياسية
|
|
|
|
|
|