دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
وباء منح ' البروفساريه' لكل من يتواضع و يقبل بالتعيين قي جامعة إقليمية !
|
Quote: جامعتان جديدتان: عجز القادرين عن التمام بدر الدين حامد الهاشمي قبل نحو سنوات ثلاث كتبت هذه السطور وأعيد نشرها الآن مع بعض التعديل. لا يفرق حكام وقادة عالمنا السعيد بجهله بين الحركة (movement) والتقدم (Progress), و يحسبونهما سواء, فقد تتحرك فى كل الاتجاهات دون أن تتقدم (للامام) قيد أنملة و تملا الدنيا ضجيجا و هتافا, و (يبقى الحال على ما هو عليه) كما يقال فى المحاكم..... من ضمن ما يمكن تصنيفه فى باب ' الحركة” هو القيام بالاعلان عن فتح جامعتين جديدتين تضافان الى ما يزيد على 40 من 'الجامعات', و يبدو أن 'الفيلة دايرالا رفيق' حسبما تقول القصة القديمة! و هو بالطبع قرار جزافى اخر يضاف لعشرات قبله أضرت بالتعليم وبنوعيته, و سيخلق أجيالا كاملة من 'أنصاف المتعلمين' و 'أرباع المهنيين' , و لكنه فى المقابل قرار مفيد سياسيا و حزبيا, إذ سيزيد من أعداد الجامعات و أعداد طلابها و سيتيه الناس فخرا بذلك فى خطب الميزانية و البرامج الدعائية فى الاذاعتين المسموعة و المرئية (حسب ترجمة الليبين!) و هذا هو المهم! أليس كذلك؟! كان بعض الحكام فى عصور بادت يسمعون لمدح الشاعر فإن أعجبهم أمروا له بصلة, و مع التقدم صارت 'الصلة' هى الأمر بفتح جامعة جديدة فى كل قرية و دسكر يخرج أهلها يدقون الطبول ويهتفون و يطالب خطيبهم بجامعة (لإكمال الخدمات!) فى ذلكم الصقع, و يأتى الرد (سريعا فى دقيقة) كما يغنى أبو اللمين أن ها قد أمرنا لكم بجامعة كاملة الدسم, بطبها و هندستها و علومها و قانونها و البقية فى الطريق....وينتشى الجميع (و حق لهم), و ينفض السامر و تذهب النشوة و تأتى الحقيقة...أين أرض المبانى؟ و من سيصرف على البناء و التأثيث و التجهيز؟, و سيسأل 'مزعج اخر' سؤالا صغيرا يلح عليه: أين الاساتذة ؟ و السؤال الاخير مردود عليه فى يسر و جزافية: مهندس توزيع الأراضى هو عميد الهندسة وبروفسير و الحكيمباشى هو عميد الطب وبروقسير و هكذا.. أما المبانى فأمرها هين...فلنغلق معهد التربية العتيق و نغير 'اليافطة'... أين المشكلة يا عدو 'الثورة التعليمية'!؟ قال أحدهم : 'أنا ضد كيمونية باريس Paris Commune تماما و لكن و بما انها قامت فعلا فانى أؤيدها'. و بنفس المنطق 'المعوج قليلا' فأنا ضد التوسع غير الرشيد فى التعليم و التعليم العالى على وجه الخصوص, و لكن قيام هذه 'الجامعات' فعليا يجعلنى من أنصار محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه فى الجامعات قديمها و طريفها و إيقاد شمعة خير من لعن ظلام هذه الجامعات الكاذبة(pseudo-universities), و فى نقاط ثلاث ألخص ما يجب/ يمكن/ أتمنى أن يحدث: 1. كبح جماح شهوة 'فتح جامعات جديدة', و الصوم عن إطلاق الوعود للوفود الشعبية التى تتوافد على الخرتوم لمقابلة ذوى الشوكة ومن بيدهم القلم و القرار, وعدم استغلال الموقف سياسيا و حزبيا, فالتعليم أمانة. 2. العمل الجاد لترميم البنيات الأساسية و الاكاديمية المتهالكة فى الجامعات القديمة ذات الاساس المتين (نسبيا) والمعدومة فى الجامعات الجديدة, ببناء قاعات و معامل حديثة تضارع اخر ما توصل اليه العالم/ العلم الحديث (و العبارة من مأثورات الإعلام الدعائى الفج), و بما أننا نكرر صباح مساء بأن 'الأشيا معدن' و أن الذهب الاسود قد أتخم البلاد و العباد, فلا مجال للتعلل بضعف الميزانية و شح الدراهم. فالتعليم و التدريب هما سيدا 'الاستثمار البشرى' و المال المبذول فى التعليم مال مسترد (و بأرباح كمان). بيد أنى سمعت بالامس من خبير إقتصادى ثرى ووزير مالية أسبق (إن كنت تصدق هؤلاء) أن السودان واحد من أفقر خمس دول فى العالم. من نصدق؟ إن كنا أغنياء - كما نقول - فلننفق و بسخاء على الجامعات و نعمرها, و إن كنا فقراء - كما نزعم - نتكفف البنوك و الصناديق فلم التوسع فى التعليم العالى من الاساس, و بهذه الصورة السرطانية؟! 3. يجب الاهتمام بتأهيل (و إعادة تأهيل) الاساتذة, و هم عماد العملية التعليمية. فليس سرا أن أغلب من يدرسون فى الجامعات الجديدة (و القديمة أيضا و لكن بدرجة أقل و طأة) ينقصهم التأهيل المناسب, و العيب ليس فيهم, فلعلهم من أنبغ من أنجبتهم حواء السودانية: بيد أنهم قد حرموا من فرص التدريب الخارجى (خاصة فى الغرب) و اكتفت الجامعات (خاصة الجديدة منها) بالماجستيرات المحلية وهى (ودون تجنى)–فى غالبها- و فى ظروف جامعاتتنا الحالية 'درجات علمية' لا يزداد بها المرء علما و لا جهلا. و يجب الإبتعاث لدول متقدمة فى العلم و التعليم معا, فلسنا 'أفهم' من أهل الصين و ماليزيا و سنغافوره الذين يبعثون بطلابهم لبريطانيا و كندا و استراليا و هولندا و امريكا.و تحاشى ابتعاث المعيدين لدول تبعث هى نفسها بطلابها للغرب! و إذا قاد الاعمى أعمى مثله وقع الاثنان. و لا يعنى ذلك يالطبع الابتعاث فى كل المواد جميعها...قابلت قبل سنين فى أدنبرا شابا خليجيا من جامعة إسلامية شهيرة ذكر لى – فى فخر- أنه يحضر للدكتوراة فى ألفية ابن مالك! وأخرى من جامعة إسلامية بالسودان كانت تحضر للدكتوراة فى ابن تيمية! ويطلبون ممن يرغب فى الدراسات العليا فى كيمياء النباتات و الامراض البشرية وفيزياء البلازما عملها محليا 'توطينا' للتعليم أو كما يقال... .فتأمل!! 4. والشئ بالشئ يذكر: لا بد من وضع حد لوباء منح ' البروفساريه' لكل من يتواضع و يقبل بالتعيين قي جامعة إقليمية أو خاصة دون النظر فى إنتاجه المنشور. فلقد يلغ التساهل في أمر منح ' البروفساريه' مبلغا يرثي له و أشرت إلي ذلك في مقال قديم ، و لفت النظر إلى الأمر مجددا الأستاذان كمال الجزولي وعبد الرحمن الأمين. و لكن و إحقاقا للحق لا بد من الإشارة إلي أن بلوى منح ' البروفساريه' دون كبير تمييز قد بدأ في عهد مايو قي سنة 1979 و ما تلاها، و وزر ذلك علي مدير 'المؤسسة التي عبثوا بها و لم تك معبثا' انذاك و رحم الله عبد الله الطيب. |
نقلا عن صحيفة الاحداث http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...ID/1733/Default.aspx
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وباء منح ' البروفساريه' لكل من يتواضع و يقبل بالتعيين قي جامعة إقليمية ! (Re: اسعد الريفى)
|
كان بعض الحكام فى عصور بادت يسمعون لمدح الشاعر فإن أعجبهم أمروا له بصلة, و مع التقدم صارت 'الصلة' هى الأمر بفتح جامعة جديدة فى كل قرية و دسكر يخرج أهلها يدقون الطبول ويهتفون و يطالب خطيبهم بجامعة (لإكمال الخدمات!) فى ذلكم الصقع, و يأتى الرد (سريعا فى دقيقة) كما يغنى أبو اللمين أن ها قد أمرنا لكم بجامعة كاملة الدسم, بطبها و هندستها و علومها و قانونها و البقية فى الطريق....وينتشى الجميع (و حق لهم), و ينفض السامر و تذهب النشوة و تأتى الحقيقة...أين أرض المبانى؟ و من سيصرف على البناء و التأثيث و التجهيز؟, و سيسأل 'مزعج اخر' سؤالا صغيرا يلح عليه: أين الاساتذة ؟ و السؤال الاخير مردود عليه فى يسر و جزافية: مهندس توزيع الأراضى هو عميد الهندسة وبروفسير و الحكيمباشى هو عميد الطب وبروقسير و هكذا.. أما المبانى فأمرها هين...فلنغلق معهد التربية العتيق و نغير 'اليافطة'... أين المشكلة يا عدو 'الثورة التعليمية'!؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وباء منح ' البروفساريه' لكل من يتواضع و يقبل بالتعيين قي جامعة إقليمية ! (Re: اسعد الريفى)
|
اكتفت الجامعات (خاصة الجديدة منها) بالماجستيرات المحلية وهى (ودون تجنى)–فى غالبها- و فى ظروف جامعاتتنا الحالية 'درجات علمية' لا يزداد بها المرء علما و لا جهلا. و يجب الإبتعاث لدول متقدمة فى العلم و التعليم معا, فلسنا 'أفهم' من أهل الصين و ماليزيا و سنغافوره الذين يبعثون بطلابهم لبريطانيا و كندا و استراليا و هولندا و امريكا.و تحاشى ابتعاث المعيدين لدول تبعث هى نفسها بطلابها للغرب! و إذا قاد الاعمى أعمى مثله وقع الاثنان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وباء منح ' البروفساريه' لكل من يتواضع و يقبل بالتعيين قي جامعة إقليمية ! (Re: اسعد الريفى)
|
Quote: صلاح الله شافو!! زهير السراج كُتب في: 2007-10-28 * بروفيسور صلاح الدين محمد نموذج صارخ للطريقة التي يتعامل بها العالم المتحضّر مع العلماء وأساتذة الجامعات، والطريقة التي نتعامل بها نحن معهم! * (فـ) بينما نتخلّص نحن من أساتذة الجامعات والباحثين الذين وصلوا إلى قمة النضج الأكاديمي والعلمي، بإحالتهم إلى التقاعد في سن الستين، تمنحهم الدول المتقدمة المنح والجوائز والألقاب التي تساعدهم على البحث والإبتكار وكأنهم شباب في مقتبل العمر، لأنها تعرف وتعلم وتفهم أن العالم والباحث يصل إلى قمة النضج الأكاديمي والعلمي نتيجة السنوات الطويلة التي قضاها يبحث وينقّب ويعطي ويأخذ بعد منتصف العمر!! * لذلك فإن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، تمنح إحدى جامعاتها، وهي جامعة كاربونديل بجنوب ألينوي، لقب الأكاديمي المتميّز لعام 2007م لبروفيسور صلاح، الذي يعطيه الأفضلية على كل أساتذة الجامعة من ناحية التفوق الأكاديمي والعلمي في هذا العام، ويمكّنه من المنافسة على المنح المخصصة للبحث العلمي من الجامعات والمؤسسات الأمريكية الأخرى هو متقدّم بخطوات كبيرة على منافسيه، فهو ليس مجرّد لقب للفشخرة، تجتمع إحدى اللجان، أو يقرر أحد الأشخاص منحه لمن يحب أو يستلطف، وإنما لقب أكاديمي مميّز يستطيع الأستاذ الجامعي وضعه بعد اسمه مدى الحياة، ويُمنح بعد منافسة شديدة، وترشيحات من كل كليات وأقسام الجامعة، وتثنية من الخارج، وانعقاد الكثير من اللجان الأكاديمية للنظر في الترشيحات، من واقع الأعمال الأكاديمية المميّزة، والانجازات العلمية، والأوراق المنشورة في كبرى المجلات العلمية التي تخضع لشروط نشر في غاية الصرامة العلمية، بالإضافة إلى الخبرة والأداء الأكاديمي المميّز عبر السنوات الطويلة التي قضاها الأستاذ بين ردهات الجامعات، سواء في المعامل أو قاعات المحاضرات، وبين أوراق المؤتمرات والمنتديات العلمية التي شارك فيها في مختلف دول العالم! * إذاً، ليس هو مجرّد لقب، مثل الألقاب التي تمنحها بلادنا في جلسات الأنس والمؤانسة بين (أكواب الشاي باللبن مع اللقيمات وكوضيم الفول السوداني والبلح)، وإنما لقب علمي أكاديمي محترم يستمد احترامه ووقاره وسمعته الرنانة، من اللجان التي تمنحه والإجراءات الطويلة التي تمر بها الترشيحات، إلى أن تصل إلى فائز واحد، كان هذا العام هو بروفيسور صلاح الدين محمد، خريج جامعة الخرطوم، كلية العلوم، قسم الرياضيات عام 1970م. والحاصل على درجة الماجستير من جامعة دندبيه باسكتلندا في عام 1972م، ودرجة الدكتوراة من جامعة وارفيك بانجلترا عام 1976م، وقد التحق الدكتور صلاح بجامعة كاربونديل كأستاذ مشارك زائر عام 1984م، وانضم إليها في عام 1985م، وترقى إلى رتبة البروفيسور في عام 1989م.. ولديه أكثر من (37) ورقة علمية منشورة في كبرى المجلات العالمية، وقد منح اللقب الرفيع لأبحاثه الرائدة في نظرية (الاحتمالات الرياضية)! * يتيح هذا اللقب (بكل رفعته ومقامه الأكاديمي السامي).. للبروفيسور صلاح الحصول على مبلغ خمسة عشر ألف دولار أمريكي (فقط) على دفعتين كدعم لأبحاثه العلمية، ويبيّن هذا مدى صعوبة الحصول على منحة أو دعم مالي، إلا إذا كان الباحث متميّزاً، وصاحب سجل أكاديمي وعلمي محترم، مثل بروفيسور الذي حصل على الكثير من المنح من (المؤسسة الوطنية للعلوم)، وهو انجاز ضخم في حدّ ذاته، ولعلم الحكومة السودانية فإن بروفيسور صلاح جاوز الستين بقليل، ولو كان في السودان، لكان الآن على قارعة الطريق، ولكن الله شافو!!
السودانى العدد رقم: 701 2007-10-28 مناظير |
| |
|
|
|
|
|
|
|