|
حبيبى السمح ..بموت فى الريد البقول ليهو لا
|
Quote: بالبلدى الفصيح انس العاقب [email protected] زمان فى مصر قبل ثورة يوليو 1952م فى ظل هوجة غناء ما بعد الحرب وانتشار الغناء الهابط والخليع، قال الشاعر بيرم التونسى بيت شعر يعبر عن حالة السأم والقرف، قال «يا أهل المغنى دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله». ومرة على ما أذكر فى عام 1982 لفت نظرى على ملصق البرنامج الثقافى الموجود بكثرة على أعمدة خرصانية مستديرة فى مدينة كولون بألمانيا، لفت نظرى عنوان غريب لمحاضرة يقول «الدلالات البلاغية للسكتات فى خطب المستشار هلموت شميت».. نعم السكوت نعمة، وأبلغ كلام فى كثير من الأحيان، وهو أيضا ممكن يكون موقف سلبى وللأسف مننا كلنا ... فى كلام كتير ما مفيد طار فى الهوا وكلام كتير لوث الهوا وغنا أجاركم الله استغرب كيف وجد طريقو بشكل شرعى للجمهور !!!؟ ... يعنى مر بي كل المراحل فى المصنفات قبل شهور، وأجيز نصا ولحنا وأداءً ... أمامى شريط اشتريتو من حرمالى واسم الشريط «حبيبى سمح » وكان فى الأصل اسمو «كَـفِـتْ ولـَـفـِحْ» أى والله العظيم «كفت ولفح» صادر عن شركة معروفة وتغنيه مطربة إسمها وجدان بحرى، لا أنكر إنو صوتها جميل وأداءها كويس، وبعض أغنيات الألبوم مسموعة وبعضها مقبول إلا «كفت ولفح» وهى الأغنية البتتصدر الوجه الأول، وهى برضو اسم الشريط وللأسف هى أغنية غاية فى الهبوط لدرجة لا يمكن تصورها.. صحيح اللحن تمتم راقص، وإيقاع التمتم هو من أكثر الإيقاعات الأساسية فى الموسيقى الإفريقية جنوب الصحراء، وخصوصا فى الحزام السودانى الممتد من الساحل الغربى للمحيط الهندى إلى الساحل الشرقى للأطلنطى، ثم يتجه شمالا إلى دول المغرب العربى، وهو الإيقاع الغالب فى السودان، بجانب إيقاعات السيرة والدليب وإيقاعات الذكر البتجمع العديد من الإيقاعات السودانية المختلفة شرقا وغربا وجنوبا، لكن دا ما معناه يلحنو على التمتم أى كلام والسلام، بغرض الفرفشة والربح المادى، والشاهد على ذلك كلمات الشريط البقول مطلعها: كفت ولفح جميل يا ناس حبيبى السمح طيب دا أول الآية تعالو نشوف الباقى بقول شنو: القليب رجاف جنو نجف وحلا بموت فى الريد البقول ليهو لا سبحان الله الجمال ألوان أنا بريد الزول السمارو قمح ولسه الأغنية تواصل إنحدارها: لى كلمة بحبك ما قال غير با مكسوف خجلان حاحا لىْ بال حا والبا الفى النص والمعاها الكا حلفن ما يمرقن من خشيمو السمح افتكر كده كفاية لأن الكلمات الباقية ما قدرت التقطها بوضوح وسط ضجيج الأداء الآلى، وأنا طبعا ما داير أحلل الأغنية لأنها ما محتاجة، بس عايز أورى بكل أسف لى وين وصلت أغنيتنا. وبالمناسبة الشريط ده وجد رواج فى سوق الكاسيت بدرجة ما متخيلة، وكمان لاحظت أنو هناك شريحة هى البتحرص على النوع ده من الغنا .. بس المحزن انتشارو وسط طلاب الجامعات والثانوى العالى.. رأيكم شنو؟ أنا قبل أيام قليلة مشيت ولأول مره أشارك فى منشط ثقافى لمدرسة أساس راقية «خاصة» فى بحرى سألت التلاميذ: البعرف فيكم الفنان احمد المصطفى يرفع إيدو... عدد قليل جدا رفعو إيديهم من بين حوالى 300 تلميذ.. سألتهم عن حسن عطية برضو الاستجابة كانت ضعيفه، ثم سألتهم عن نانسى عجرم كلهم تقريبا رفعو إيديهم ... طيب حنعمل إيه وفننا الغنائى محاصر من جهة بالغناء المنحط فى الفضائيات العربية إياها، وبين غفلتنا فى المحافظة على الغناء الجميل القديم وتشجيع الجديد ..... الحل عندنا كلنا .... والمصنفات والقوانين لوحدها لا تستطيع مقاومة هذا التيار الكاسح، وهنا يصبح السكوت جريمة ... نرجوك أفتح الباب يا وزير الثقافة، بعدين الباقى هين بإذن الله إذا خلصت النوايا .... ويا كتاب ويا محررى الصفحات الفنية ويا نقاد عوووووووك ......ويا ناس كلية الموسيقى أصحو شوية «ليس فى صمتكم كلام»......... ونلتقى إن شاء الله.
عن جريدة الصحافة http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147513348
|
|
|
|
|
|
|