دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف
|
أذكر أنه وقبل أكثر من عشر سنوات أن تمت استضافة د. الباقر العفيف مختار لمناظرة أمين حسن عمر .. باقر حاصر أمين محاصرة شديدة عن منعهم لأمهات الشباب الذين أحرقوهم في الجنوب اذ كانوا يرغمون هؤلاء المسكينات على الهتاف والتكبير الخ الخ استشهد له باقر بالعاطفة الإنسانية في الهدي النبوي الكريم وحديث النبي لعماته أن يبكين على عمه حمزة (ولكن حمزة لا بواكي له) الخ .. شهدت تلك الليلة هزيمة واضحة لأمين حسن عمر الذي اصبح يتمتم ولا يجد ما يقول .. علق الأخ الأستاذ ابراهيم يوسف لدكتور العفيف : نصرك حمزة الآن اعتقادي أن سيلفيا الشابة الجنوبية التي جلدت ورفعها د. القراي كمثال صارخ للظلم قد كانت هي الضربة القاضية للإطاحة بالكاذب ربيع عبدالعاطي فالوعد أن (نريد أن نمن على الذين استضعفوا) فالجنوبيين - وبخاصة نسائهم، هم وهن أكبر من استضعف في سودان الطغمة أزالها الله بحوله وقوته
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف (Re: عبدالله عثمان)
|
شكراً أخي عمر القراي .. كما قال شيخ شعرائنا (محمد المكي ابراهيم) : شئ في قلبي كالأكلان .. كدبيب النمل .. صحوت صباح اليوم و أنا أردد لنفسي : أرفع راسك يأ أخي فأنت جمهوري .. حدثت ابني محمود وقلت له أتذكر عمر القراي الذي قمنا بزيارته في العام الماضي وشربنا الشاي معه ، هو نفس الرجل الذي تردد الأسافير صدى شجاعته الفكرية اليوم وهو يواجه نظام البطش البشيري .. شكراً أخي عمر القراي فقد حققت في ساعة ما لم نقدر على تحقيقه طيلة الفترة الماضية .. بين محادثتي لك أمس واليوم ومحادثتي للأخوان دالي وعبد الله فضل الله وعبد الله عثمان وزوجتي ونسيبي وأخي علي أبونورة .. امتخضت بطموح الملائكة وبراءة الأطفال ، كما قال نجيب محفوظ في ملحمة الحرافيش ، وهم يسعون لتغيير الحياة في الحارة المصرية ، فما بالك وأنت ملك الحوار الجمهوري تشهر سيف العصر السجالي الحواري بكل سطوته الفكرية والروحية .. لقد اتسع ميدان النزال ، فلم تعد الأركان هي الأركان، ولكنه ميدان يتمدد من الجزيرة شرقاً إلى الإطلاق غرباً (بدأ بالجانب الغربي جمال الوجه من سلمى) .. وكما يقول الإفرنجة : You have made my day ولي عودة ..
بتصرف مما كتب الأستاذ سعد عبدالله ابو نورة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف (Re: عبدالله عثمان)
|
كم كان القراى جميلا وسمحا ولماحا وهو يشير للمفارقة الكامنة بين عقوبة التسول فى شوارع الخرطوم والبالغة اربعون جلدة .. والامر الالهى الرحيم "وأما السائل فلا تنهر" .. جميلا بالحس الانسانى .. وسمحا فى فهمه للدين .. ولماحا وهو يلقن ذلك المتجبر عبدالعاطى درسا لن ينساه عن الدين السمح الذى يعرفه أهل السودان وعن الأخلاق والقيم السودانية السمحاء ..
شكرا يا قراى .. شكرا يا عبدالله ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف (Re: محمد حيدر المشرف)
|
تشكر يا أستاذ حيدر المشرف على المرور والملاحظة اللطيفة والدقيقة ... وبالضبط يا أخ مشرف فكل من تابع الحلقة يتبين له بوضوح أن القراي ينضح دينا وخلقا بينما يعوز ربيع عبدالعاطي كل تلك الصفات فمن الواضح أن ربيع لا خلق له ولا دين لخص هذا الأمر الأستاذ الأديب فضيلي جماع بقوله:
1- الوعي - (عمر القراي) ضد الغيبوبة - (ربيع عبد العاطي)! 2- الحوار كقيمة إنسانية راقية - (عمر القراي) ضد الديماجوجية والهرطقة - (ربيع عبد العاطي)! 3- الإعتراف بالآخر واحترام ما يقول "كأنه ولي حميم"- (عمر القراي) ضد نفي الآخر باعتباره لا يستحق أن يسمع صوته - (ربيع عبد العاطي) ولأني كنت أعرف النتيجة سلفاً فقد مكثت حيث كنت ، ولم أقم للتلفزيون لأشاهد الماتش الذي كان باعتقادي أشبه بمباراة بين فريق برشلونة وفريق امبدة شمال (مع الإعتذار لحبايبنا سكان امبدة وجلهم من أهلي المهمشين)!
القراي ينجض البوووق ربيع نجاض قبورة...!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف (Re: عبدالله عثمان)
|
من الأسافير: قالها مخاطبا ربيع (العبد العاصي): الناس صوروكم بالستالايت، بتكتلوا في الناس، اعملولك شنو؟! كل كلامه، كان بالدارجية السودانية، كأنه أراد أن يوجهه فقط للشعب السوداني العملاق، الذي باهى به في الفضاء الفسيح. من مفرداته الأخر: زول، داير، نفر، قروش، شنو؟ يا سلام...كان ملح أرض ومليح. متواضعا كالأرض، يقبل كل قبيح ولا يخرج إلا مليح. من حركاته: مسح الجانب الأيسر من رأسه، بيده، كأنه أراد أن يزيل ما علق به من هوس محاوره. كان يفعل ذلك، منذ أركان النقاش بالجامعة، وهو يستمع للمتداخل. حينها...يعلق صديقي: خلاص الليله بنتهي منو. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت(الجزيرة) مرحبا يا خير داع مرحبا يا خير داع مرحبا يا خير داع مرحبا يا خير داع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف (Re: عبدالله عثمان)
|
في الذكرى الثالثة لرحيل القائد الفذ: هذا هو جون قرنق!! .. بقلم: د. عمر القراي الأحد, 15 آب/أغسطس 2010 19:56 [email protected]
أول ما رأيت د. جون قرنق، رأيته يقف وهو في كامل زيّه العسكري، يحمل في يده قبعته العسكرية، وفي يده الأخرى حقيبة، في ركن نقاش، كنت أقدمه بكلية الزراعة في جامعة الخرطوم في عام 1983م.. وذلك بعد ان تخرجت من الجامعة بسنوات، وفرغت للتحضير للماجستير. وبعد أيام، حين بدأت الدراسة، كان د. جون من ضمن اساتذتي الأجلاء، وكان وقتها يعمل مديراً لإدارة البحوث العسكرية، قد تبرع للمشاركة في تدريس طلاب الماجستير، بلا مقابل.. واذكر بالإضافة الى د. جون، د. بابكر إدريس، ود. كامل ابراهيم حسن، وبروفسير فرح حسن آدم، والاستاذ الأمريكي الزائر د. براين ديسلفا، والذي ترك د. جون معه أوراق امتحاننا، حين قرر السفر للجنوب، لينشئ الحركة الشعبية لتحرير السودان.
لم تمنع د. قرنق مكانته كأستاذ، أن يقف في ركن نقاش يؤمه الطلاب، ويتجافى عنه الاساتذة.. ولم يؤثر فيه، انه يلبس الزي العسكري، ويشارك طلابه المدنيين، الاستماع لمختلف وجهات النظر، التي كانت في الغالب، تهاجم الحكومة التي يعمل في جيشها.. كان الى جانب تواضعه الجم، حريصاً على سماع مختلف الآراء ووجهات النظر، ومهتماً اهتمام بالغ، بالشأن السوداني، وما يدور في ساحة الحوار الفكري والسياسي، الذي كانت جامعة الخرطوم في ذلك الوقت، رأس الرمح فيه. إلتقيت به بعد ذلك عدة مرات، في حوارات متفرقة، كان فيها مهتماً بان يعرف رأي الجمهوريين في مشكلة الجنوب، وكيفية التغيير.. أهديته كتابين احدهما باللغة الإنجليزية، كان الجمهوريون قد أصدروهم عن موضوع الجنوب، حين بدأ نميري موضوع التفسييم، وإعادة النظر في اتفاقية أديس ابابا. كان يبدي إحتراماً كبيراً للاستاذ محمود محمد طه، ويقف عند ما ينقل له من عباراته. وأذكر من العبارات، التي وقف عندها، وكررها أكثر من مرة، عبارة الاستاذ محمود (حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال).
بعد ذلك تابعت مثل كثير من السودانيين، إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان، التي كانت تبث من اثيوبيا، إذ طرح فيها قرنق نفسه كمفكر، وحركته كحركة ثورية، ذات برنامج واضح المعالم.. برنامج لا يرمي الى حل مشكلة الجنوب، رغم انها المشكلة الماثلة، وانما يرمي الى حل كل مشاكل السودان، على ضوء رؤية لسودان جديد، متجاوز لكل الولاءات القديمة، والتصورات الخاطئة، التي اليها ترجع كافة مشاكلنا. وحتى يضع الأسس للسودان الجديد، درس د. جون تاريخ السودان القديم والحديث، وتعرف على الثقافات العديدة المنتشرة في الشرق والغرب والشمال. وقرأ كثيراً لكل ما كتب السودانيون أو غيرهم عن السودان. وتعرف عن كثب، على افكار، ومواقف السياسيين الشماليين والجنوبيين، بمختلف احزابهم، وشتى رؤاهم. وكانت خلاصة فكرة قرنق، هي خلق سودان جديد، قادر على قبول، واستيعاب، ما به من تباين ثقافي.. وذلك من أجل قيام دولة حديثة، موحدة، قائمة على مبادئ حقوق الإنسان، يتقاسم فيها ابناؤها السلطة، والثروة، والمسئولية، في مساواة تامة، بغض النظر، عن اختلاف العنصر، والدين، واللغة، والجنس، والموقع الجغرافي، في أي مكان في هذه الرقعة المسماه السودان.
كان نظام مايو يترنح تحت ضربات الفساد، والغلاء، وفشل مشاريع التنمية، والتناقض المزري بين المجاعة المعلنة، وتقطيع أيدي الجوعى، باسم القوانين الإسلامية!! وإمام المسلمين الذي كان يعدل له الترابي الدستور، ليجعله خليفة للمسلمين، مدى الحياة، ويوصي بالخلافة لمن يشاء بعده، كان يهرب اليهود الفلاشا الى اسرائيل، تعاوناً مع اليهود، الذين يحتم فهمه السلفي للاسلام قتالهم لا مواددتهم.. في هذه الظروف، أنشأ د. جون قرنق الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان، وبدأت المقاومة المسلحة من الجنوب، وألحقت بالنظام المتهالك هزائم منكرة.
وحين قامت إنتفاضة مارس/أبريل 1985م، وأطاحت بنظام نميري، أُجهضت الانتفاضة بتولي الجيش بقيادة سوار الدهب السلطة. ورغم ان الخدعة جازت على كثير من المثقفين، واعتبروا الحكومة الجديدة من ضمن الإنتفاضة، إلا انها لم تجز على قرنق، فسمى حكومة سوار الدهب مايو الثانية ورفض التعامل معها. ولقد كان حدسه صائباً، إذ ان تلك الحكومة على قصر فترتها، سعت للتمكين للجبهة الإسلامية، وانتهى زعيميها بوظائف كبيرة في منظمات إسلامية دولية.
وحين جاءت حكومة السيد الصادق المهدي المنتخبة (1986-1989م)، تصور بعض المثقفين ان قرنق سيوقف حركته، ويحضر للخرطوم، ليعمل عملاً سياسياً، أو يشارك في الحكومة. ولقد ذكر بعضهم ان د. جون يجب الا تكون له أي مشكلة مع النظام الديمقراطي. وتساءلوا: الحركة الشعبية لتحرير السودان تريد ان تحررنا من منو؟ لقد تحررنا من السفاح نميري، واقمنا نظاماً ديمقراطياً. ورد قرنق: (التحرير مش من منو. التحرير من شنو؟ التحرير من الفقر، والجهل، والمرض، والظلم)!! لقد كان يرى ببصيرته الثاقبة، ان الصادق المهدي لا يختلف عن الجبهة القومية الإسلامية في شئ.. وانه يواصل برنامجهم، ولهذا لم يلغ قوانين سبتمبر، التي بسببها أطاح الشعب بنظام نميري، رغم انه في الدعاية الانتخابية، كان يقول انها لا تساوي المداد الذي كتبت به!! ومع ذلك، ولأن قرنق كان يؤمن بالسلام، وبالوحدة، فقد عقد مع السيد الصادق اتفاقية كوكادام، ولما لم ينفذ السيد الصادق شيئاً من تلك الإتفاقية، عقد قرنق اتفاقية أخرى مع السيد محمد عثمان الميرغني في 1988م، ولكن ضغوط الجبهة الإسلامية، حليفة السيد الصادق في ذلك الوقت، منعته من الموافقة على اتفاقية قرنق-الميرغني. وحين رضخ لهم، شعروا بضعفه، وبقرب اتجاه السلام، إانقلبوا على حليفهم، واطاحوا به، وجاء انقلاب الإنقاذ 1989م.
ومنذ بدايتها، اتجهت حكومة الانقاذ الى قهر المواطنين في الشمال، حتى لا تظهر اي معارضة، تعطل برنامجها الذي كان في الاساس، محاولة للقضاء التام، على الحركة الشعبية، واخضاع الجنوب للمد العروبي الإسلامي، الذي كان زعماء الجبهة الإسلامية، لجهلهم بحقائق الدين، وبقامة العصر، يظنون انهم يمكن ان يطبقونه في السودان. وحتى تحقق الجبهة الإسلامية، ذلك الغرض وجهت كافة امكانيات البلاد لشراء السلاح، ولاستيعاب اعداد كبيرة من المواطنين في القوات النظامية، وفي ما انشأته من الدفاع الشعبي. ولقد أدى تسخير الاقتصاد للحرب، الى افقار الشعب، بصورة لم تحدث له من قبل.. وتزامن هذا الافقار المتعمد للشعب مع تحويل موارد البلاد لأفراد الجبهة الإسلامية، فأثروا ثراء فاحشاً، تحت شعار "التمكين".. وحتى يقبل الناس مثل هذا الوضع، دون مقاومة، استعملت السلطة أبشع صور القمع والتعذيب في بيوت الأشباح.. ثم زادت من استعمال سلاح الافقار المنظم، حتى ينشغل الشعب بالقوت، عن أي عمل سياسي. وحتى توفر الكوادر البشرية، لهذه الحرب الضروس، التي ظنت حكومة الإنقاذ، انها ستقضي بها نهائياً على الحركة الشعبية، حتى انها اسمتها "نهاية المطاف"، اخذت تختطف الشباب من الشوارع، وتحملهم الى معسكرات التدريب، قسراً، لفترة وجيزة، ثم ترسلهم لميدان المعركة بالجنوب، دون تأهيل كاف. وكان من الطبيعي، أن يقتل هؤلاء الشبان بكميات كبيرة، حتى عمت المآتم معظم البيوت في العاصمة.. وكان لابد للحكومة من ان تجعل الشعب يقبل هذا الوضع الشاذ، فخرج عراب الحركة الإسلامية د. الترابي، بفكرة شيطانية لتحويل المآتم، الى حفلات عرس، إذ كان يخبر أهل الميت، بانه الآن في الجنة مع الحور العين!! ثم وظفت وسائل الإعلام، خاصة البرنامج الشهير "في ساحات الفداء"، لتشيع أكاذيب عن خوارق تحدث للمجاهدين في الجنوب.. مثل قتال القرود معهم، وسماعهم هتاف الملائكة، وشمهم ريح الجنة. ومع كل ذلك، هزمهم قرنق، واحتل مدن كبيرة، وسيطر على منطقة واسعة، مما اضطرهم للتنازل عن الطموح الديني بنشر الإسلام في الجنوب، الى قبول التفاوض بغرض تحقيق السلام. وحين وضعت الحرب اوزارها هزمهم قرنق هزيمة أخرى، أبلغ اثراً، وذلك حين سلمهم آلاف الاسرى من الجيش الشمالي وعجزوا هم ان يسلموه اسير واحد من الحركة الشعبية، لأنهم كانوا يقتلون كل من يقدرون عليه من الاسرى دون رحمة.
وبعد حوارات كثيرة، برز فيها قرنق كسياسي متمكن، لم يستطع محاورية من الجبهة الإسلامية، رغم براعتهم في الخداع، ان يجعلوه يوقع اتفاقاً يمكنهم في المستقبل من التنصل، أو التزييف لما جاء فيه، تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في عام 2005م، واوقف نزيف الدم. ولكن قرنق الذي بذل حياته كلها من أجل السودان الجديد، لم ينعم به، ولا حتى ببدايته، فمات بصورة غامضة، لا زالت مجهولة، وربما كشف المستقبل أبعادها.
ظل قرنق الى آخر ايام حياته، على طرحه للسودان الجديد الموحد، وطرح ضرورة تحرك مواطني الريف لأخذ حقوقهم بأنفسهم.. وفتح ابواب الحركة الشعبية لكل مواطني الهامش. وبالفعل سرت روح الحركة الشعبية، في جبال النوبة، وفي الإنقسنا، وفي شرق السودان، وفي دارفور. والى قرنق يرجع الفضل في ثورة هؤلاء البسطاء، ووعيهم بحقوقهم، وتشجعهم للوقوف للدفاع عنها. لقد أصبح د. جون قرنق دمبيور، هو رمز المواطن السوداني البسيط، الذي وعى بظلمه، وهب واقفاً للدفاع عن حقه، في الحياة الإنسانية الكريمة. ولقد أهّل قرنق لهذا الدور الفريد، مقدرته الفائقة على التضحية، والعيش مع البسطاء في الاحراش، لسنوات عديدة، وتقدم الصفوف في كافة المعارك التي خاضها الجيش الشعبي لتحرير السودان. وهذا بطبيعة الحال، خلاف السياسيين الآخرين، فقد درجوا على التمتع برغد العيش، ووثير الفراش، وحفظ انفسهم من المخاطر، وارسال ابنائهم ليتعلموا بالخارج، وارسال ابناء المواطنين ليموتوا في الجنوب.
في عام 2002م زار د. جون قرنق الولايات المتحدة الامريكية. فقامت الجامعة التي نال منها درجة الدكتوراه، وهي جامعة ولاية أيوا بإيمس، بدعوته لتكريمه في حفل، رأى هو ان يكون مخاطبة للسودانيين الموجودين بالمنطقة وما حولها، عن الوضع السياسي في السودان، ورؤية الحركة الشعبية لمستقبل البلاد. ولقد إتصل بي الأخ ياسرعرمان، ودعاني لحضور تلك المناسبة، وكنت حينها أقيم في ولاية أيوا نفسها، في مدينة أيوا سيتي، التي تقع على مسافة تبعد ثلاث ساعات. وبالفعل حضرت تلك المناسبة القيمة. في بداية المحاضرة تحدث أحد اساتذة د. قرنق السابقين، وقرأ من آخر بيانات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقال هذا ما يقوله قرنق، كقائد حركة تغيير، في وطنه، اليوم، وما يطرحه كحل لمشكلة بلده، بعد حوالي عشرين عام من النضال، فماذا كان يقول قرنق عندما كان طالباً؟ وكان يحمل أيضاً اطروحة قرنق للدكتوراه، وقرأ منها من المقدمة التي يلخص فيها د. جون مشكلة السودان، وتصوره العام لكيفية حلها، فضجت القاعة بالتصفيق، لما سمع الحاضرون من الانسجام التام، بين حديث قرنق الماضي حين كان طالباً، وتصوره بعد ان أصبح قائداً!! فعلق البروفسير بانه لا يعتقد بان هناك قائد لحركة تحرر وطني في أفريقيا، أو غيرها، يملك رؤية واضحة بهذه الصورة، سوى ان اتفقنا أو اختلفنا معه!!
وعندما تحدث قرنق، أوضح قضيته بطريقته المعهودة ، وذكر ثلاثة سناريوهات وضعها في شكل معادلات وذكر من ضمنها خيار الاتفاق على السلام. ثم قال ما يمكن ترجمته كالآتي: "لقد قاومنا قوانين سبتمبر بدون تردد منذ اعلانها، واعترض عليها أيضاً بعض المثقفين، ولكن أكبر من قاومها، وقدم روحه فداء لنا جميعاً، وضعضع بذلك سطوة السلطة، وحرك الشعب بالثورة عليها، انما هو الاستاذ محمود محمد طه، فلنقف جميعاً اجلالاً لشهيد الوطن، ورمز عزتنا، وكرامتنا، ووحدتنا". وعلى اثر حديثه هذا، وقف الحاضرون الذين لا يقلون عن الخمسمائة شخص، فصفق قرنق وبدأوا جميعاً يصفقون، ثم بدأ أحدهم يترنم بحداء، بلغتهم مع الضرب على الارض بالقدم، وأخذوا جميعاً يرددون معه بما فيهم قرنق نفسه.. عرفنا فيما بعد انه نشيد، بلغة الدينكا، يقال عندما يموت زعيم القبيلة وهو يدافع عنها!! لقد عاش د. جون قرنق حياته كلها، يحمل قضية شعبه في قلبه، لم يساوم فيها، ولم يتهاون، ولم يهادن، ولقد قدم قضية الوطن على راحته الشخصية وحياة اسرته واهله. ولقد أحس الشعب بفطرته التي لا تخطئ بكل هذا، فاستقبل د. جون قرنق بصورة لم يستقبل بها زعيم سوداني قط. فعبر البسطاء والمهمشين، الذين يعيشون في اطراف العاصمة، في بيوت من الصفيح والكرتون لا يصلها الماء والكهرباء، عن فرحهم بالرجل الذي عاش حياته من اجلهم، وكان في ذلك رسالة لكافة الزعماء والسياسيين، لكنها لم تزدهم الا حقداً، وحسداً للقائد الفذ.. لقد كان د. جون صادقاً فيما يعتقد، مؤمناً بالله وبالوطن، يعيش آلام الفقراء، ويحلم بعهد خلاصهم، وحريتهم، وأمنهم، ورخائهم. كان عمله كله صلاحاً، وخيراً للناس فجزاؤه بفضل الله عليه- ولا نزكيه على ربه – النعيم المقيم. إقرأوا ان شئتم قوله تبارك وتعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). فسلام على جون قرنق في الخالدين.
د. عمر القراي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نصرتك سيلفيا يا القراي كما نصر سيدنا حمزة الباقر العفيف (Re: عبدالله عثمان)
|
القراي يجادل الربيع حول مقدم الربيع .. بقلم: السفير - محمد المكي إبراهيم الخميس, 12 تموز/يوليو 2012 21:38 Share
على طريقة القبائل العربية القديمة ينتظم الصفان متواجهين للقتال وقد رتبوا انفسهم في ميمنة وميسرة وقلب وتواصوا ان تهجم كل وحدة من تلك الواحدات على ما يليها من تشكيلات العدو.وقبل انطلاق الهجوم الشامل والالتحام يخرج رجل واحد من هذا الصف او ذاك ويطلب كفؤه ( قرنه ) للنزال وعند ذ لك يخرج له رجل من القبيلة الاخرى فيتحاوران ويتداوران ثم يلتحمان فتكون الغلبةلاحدهما بينما يخر خصمه صريعا معفرا بالتراب. والذي حدث في قناة الجزيرة أمس الاول كاد ان يكون تطبيقا حرفيا لذلك التقليد القديم من تقاليد القتال فقد اخرجنا لهم الدكتور عمر القراي واخرجوا لنا الدكتور ربيع عبد العاطي فتحاورا وتداورا حتى ثار الغبار وحجب النهار ثم انجلى عن رجلهم صريعا مجندلا وفارسنا واقف على قدميه وسيفه يقطر من دماء غريمه الصريع فكان لذلك قيمة رمزية كبشارة بالنصر المرتقب وتأكيدا لغلبة الحق في حواره الابدي مع القوة. والواقع ان اداء القراي الممتاز كان تعبيرا بليغ الأثر عن القوى المصطفة على الساحة السياسية هذه الايام حيث يقف المعارضون مسلحين بالفكر وتقف السلطة على الجانب الآخر مزودة بالسلاح..ومن الطبيعي ان تلحق بنا السلطة بعض الهزائم لكونها تملك مصادر القوة من رجال وسلاح بما يضمن لها التفوق متى تمت المواجهة في الشوارع والميادين ولكنه من الطبيعي ان يهزمها الفكر متى دار القتال على ساحة فكرية كقناة الجزيرة وبرنامجها الجدالي المثير. خاصة وقد جاء ممثلها بحصيلة فكرية متواضعة معظمها موضع شك.وكان من سوء حظه لجوؤه الى احصاءات غير واقعية ومستفزة وتوصيفه للوضع السوداني الجهنمي بما يجعله قريبا من الحال في جنات عدن من حيث الحرية والرفاه وهو توصيف غير مقبول للمخيلة العربية. وأخشى ان هنالك تصورا عربيا مسبقا للوضع السوداني يرى فيه قمة البؤس والفقر وشظف العيش.وهو تصور توارثوه من ايام رفاعة الطهطاوي الى يومنا هذا وله الكثير من المبررات.وفي يومنا هذا يحتفظ العرب نحو النظام الحاكم بضغينة مرة لكونه حرم خريطة العالم العربي من نتوئها الجنوبي كما اضاع على نفسه ثروة بترولية كانت كفيلة باخراجه من الجب وتحويله لقوة داعمة للعالم العربي بدلا من منافسة دوله الضعيفة على معونات الدول الثرية في الخليج. لقد كانت تلك المناظرة في غاية الخطورة من الناحية السياسية فقد فرغت جعبة النظام من الحجج والاعتذارات ووقف عاريا مكشوفا أمام رأي عام عربي لم يعد يستسيغ اكاذيبه خاصة وهو يقف على اعتاب مرحلة جديدة في التاريخ العربي ترفض القهر باسم القومية او باسم الدين او باسم القضية ويعزو الفشل في تلك المجالات الى الوسائل القهرية التي اتبعتها الانظمة في حشد الناس حولها بغير وسائل الحكمة والاقناع فتنكرت لها الشعوب التي كان مفترضا ان تقاتل من اجلها وباسم تلك الاهداف النبيلة عرف العالم العربي أسوأ انكساراته وهزائمه ورفض الجمهور لتلك الوسائل هو ما يفسر كل احداث الربيع العربي من الالف الى الياء من المؤكد ان معارضي النظام يقفون على الجانب الصحيح من مسيرة التاريخ ولكنهم لايملكون ما يملك النظام من اسباب القوة من مال وسلاح الا انهم يملكون سىلاحا مدمرا اقوى من كل ما في ترسانة النظام وهو قدرة الصبر والتحمل الى ان تكل يد الجلاد من ضربهم وقتلهم فيكون لهم النصر المؤزر ولخصمهم الهزيمة والاندحار. ومن هذا المنظور فان ا نتصار الدكتور القراي هو اولى بشريات النصر النهائي ويضاف مع انتصارات سابقة للاستاذ وراق الى حصيلتنا المتنامية من الانتصارات الفكرية على عتاولة الانقاذيين وابطال سحرهم الدعائي الذي خبت جذوته وانطفأ بريقه منذ خروحهم من اندلس الجنوب. هنيئا للدكتور القراي انتصاره للربيع السوداني على محاوره الذي يحمل نفس الاسم والجمنسية
| |
|
|
|
|
|
|
|