|
Re: وداعا أختي رقية ابوقرجة: اللهم ان تهلك هذه الفئة فلن تعبد في الأرض (Re: عبدالله عثمان)
|
بعض من رسالة تتحدث عن نفسها من أخي د. علي أحمد ابراهيم .. أحب - تبركا - أن أضعها في هذا المقام طالبا بها مدد لا ينضب
بسم الله الرحمن الرحيم أخواني وأخواتي.. تحية وروح وريحان وبعد.. رحم الله أختنا العزيزة رقية مصطفى حسن أبوقرجة، ووسع مدخلها وطيب مرقدها، وأنزل عليها شآبيب رحمته، ونسأله أن يلهم زوجها المكلوم جمال محمد صالح الصبر، وأن يأوي أبناءها ويقيهم مرارة اليتم، ويتولى امرهم وامرنا جميعا، فهو نعم المولى ونعم النصير، فهو خير لها منا، وخير لنا منها. لقد انتقلت إلى جوار بارئها فى فجر الجمعة 27/4/2012. لقد رحلت رقية عن دنيانا الفانية، بعد ان طهرت جسدها من دنس الدنيا بمعاناة المرض فلم تستصحب منه إلا قشرة رقيقة حفظا لشريعتها بالكاد تحمل روحها الشفاف لتحلق به إلى عالم البرزخ. لقد صبرت رقية على المرض صبرا أدهش الأطباء الذين اشرفوا على علاجها حسب ما نقل لى الأخ جمال محمد صالح حتى قال احدهم: (ما شفت رقية صارة وشيها كلو كلو) وهى فى اشد حالات الألم. نعم لقد كان هذا ديدنها، وهو نهج لم نره إلا عند الاستاذ سعيد الطيب شايب، فقد كانت رقية تهش وتبش فى وجوه ضيوفها وزوارها وتصر على إكرامهم وهى تعاني، تماما كما كان يفعل أستاذ سعيد. تميزت رقية بعلاقات حميمة ومتوازنة مع كل ألوان الطيف، مع أنسبائها ومع أهلها ومع الاخوان الجمهوريين لكل منهم مقام معلوم وخصوصية بل لكل فرد منهم وكيف لا وهى كما وصفها لي الأخ عبد الرحمن حجة عندما عزاني عبر الهاتف فقال: (فى كل قلب لها موقع وفى كل بطن لها لقمة).. لقد توفيت والدة رقية، فاطمة إسماعيل ابوقرجة، عندما كانت طفلة فكفلها وإخواتها، أخوالها وأخص منهم الاخ محمد اسماعيل اب قرجة مما أتاح لها الفرصة ان تتعرف على الاستاذ والمجتمع الجمهوري والفكرة وهى يافعة مما عوضها عن اليتم المر وقد كانوا خير عوض لها (ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى).. حكى لى الاخ محمد اسماعيل أب قرجة، انها عندما كانت فى المرحلة المتوسطة حضرت معه لزيارة الاستاذ بالثورة فقدمها له قائلا: (دي رقية مصطفى ابنة أختي) فرحب بها الاستاذ قائلا: (أهلا بى أورقية)..اضاف محمد اسماعيل: (ظننت اني لم أكن واضحا فى تعريفي بها) وبعد برهة أعدت كلامي عنها وإذا بالاستاذ يكرر مقالته: (أهلا بى اورقية) فعلمت أن الأمر مقصود، ثم سأل الاستاذ رقية قائلا: (بتعرفي أورقية؟) فبدأ عليها الارتباك، فأجابها: (اورقية أم السيد الحسن أب جلابية وهى اسمها رقية إلا أن الدناقلة كانوا يدعونها بـ"اورقية")!! ثم أضاف الاستاذ حديثه عن أورقية قائلا بأنها عندما كانت يافعة فى بارا عرفت فى الحضرة النبوية أنها تحمل ذرية صالحة فتسابق على زواجها السيد محمد عثمان الميرغني من الحجاز والسيد عثمان دانفوديو من نيجيريا، وعندما وصل الاخير بارا كان الاول قد بنى بها فأنجبت له لاحقا السيد الحسن!! ثم قال الاستاذ مخاطبا رقية أب قرجة: (إنتي أورقية تتزوجي وتنجبي الحسن). وتمضي الأيام وفى مدرسة كوستي الثانوية أظهرت التزامها ودخلت فى مناقشات مع اساتذتها حتى انها تعرضت للطرد من استاذ التربية الإسلامية حسب ما روى لى بشير علي حماد عن زوجته هدى محمد الحسن التى كانت زميلتها فى الدراسة. التحقت بالشهادة السودانية للعمل فى مصلحة البريد والبرق وفى نفس الوقت انتسبت لجامعة القاهرة الفرع كلية الآداب مما أتاح لها الفرصة ان تتحرك بحرية أكثر فى المجتمع الجمهوري فى كوستي وفى الخرطوم فتمكنت من تكوين شخصيتها المتفردة. شاءت الاقدار ان تتعرف بالاخ جمال محمد صالح وقد نشأت بينهما علاقة صداقة حسب ما روى لى جمال ثم تطورت شيئا فشيئا حتى تكللت لاحقا بالزواج وقد ذكرني جمال بأنه عندما أبلغني بنبأ خطوبته لرقية قلت له مندهشا: (يا الله!!) ثم ضممته إلى صدري فرحا. وقد أبلغني بأنه عندما نقل النبأ لأستاذ سعيد رد عليه: (أنا عارف)!. ذكر جمال ايضا أنه عندما أراد أن يخطبها من أهلها سافر إلى كوستي فى طريقه لأم غنيم وقد مكث مع الاخ فايز عبد الرحمن ود. اسماء محمد الحسن بمنزلهما ثلاثة أيام فى انتظار أن يفتح طريق ام غنيم الذى اغلقته الأمطار. وأخيرا قال له الاخ فايز: (ياخي خلاص أنا أديتك ليها. وسوف أخبر محمد اسماعيل)! وقد فعل.. وماهى إلا فترة وجيزة حتى حضرنا إلى أم غنيم نزف لها جمال محمد صالح.. نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|