|
يا دكتور عصام: صفية اغتصبوها .. مقال لشوقي بدري
|
يا د.دكتور عصام احمد البشير, قلتا اكلمك امكن تكون ما عارف . ياخي الشعب السوداني كلو لم يفق من صدمة التحرش ببناتنا و حرائر المجتمع السوداني , امثال الابنة سماح , التي خرجت بشجاعة و تحدثت عن التحرش الجنسي الذي تعرضت له من النظام , الذي تمثله انت . و انت احد سدنته . و كنت تقبض المرتب و المخصصات , و تسافر و تنزل في افخم الهوتيلات , و تتحدث في اضخم المؤتمرات بضرائب و رسومات دفعها أهل سماح و زميلاتها .
الان يا عصام انت تبصق في وجه الشعب السوداني , لأن الشعب السوداني متألم و مجروح . و يشعر بالقهر . لأن ابنتنا صفية اسحق قد تعرضت للاغتصاب , بواسطة ثلاث من جهاز امنك . انت يا عصام جزء من هذا النظام , و لقد سعيت الى منصب الوزير بطريقة محمومة و جد تحسد عليه .
نحن في مأتم يا عصام . و جثة شرف الشعب السوداني لم تدفن بعد . و أنت يا عصام تكتب عن القذافي تحت عنوان : عتو الكبرياء ... و انكشاف الغطاء . ما قام به رئيسك و صفيك و زميلك في الجرم يا عصام , عمر حسن البشير لأكبر من عتو الكبرياء الذي مارسة القذافي . القذافي يا عصام قتل عشرات أو مئات , زميلك وولي نعمتك قد سبب في موت المليون أو اكثر من الجنوبيين . و لقد قال بعظمة لسانه بأن الذين ماتو في دارفور لا يزيد من اثني عشر الف شخص . و العالم يقول أنهم ثلثمائة الف .
يا دكتور عصام رئيسك وولي نعمتك البشير اعترف بأن بيوت الاشباح كانت حقيقة . و في تلك البيوت مورس كل ما هو بشع و كريه , حتى اغتصاب الرجال . انت يا عزيزي اعطاك الله بياناً و لساناً يتفوق على كل السنة الدنيا. لماذا لم يفتح الله عليك بان تتوجه بكلمة نقد واحدة لتصريحات البشير . الم يقل البشير اسؤا مما قال القذافي ؟ الم يقل البشير على رؤوس الاشهاد , و هو يدفع المجاهدين و الجيوش الجرارة الى دارفور , بأنه لا يريد جريحاً أو اسيراً , أليس هذا بأسؤا من كلام القذافي . ما يؤلمنا ان كل العالم و انت منهم لا يهتم بأهل دارفور مثل ما يحدث الان في ليبيا و اليمن . لأنهم يعتقدون اننا عبيد مساكين لا قيمة لنا . و الا لكانت التغطية الكاملة في قناة الجزيرة التي تتبع لتنظيم الاخوان المسلمين .
يا أخي , اجمل ما عند السودانيون هو العشرة و الوفاء . انتم الاخوان المسلمين لحم اكتافكم من خير القذافي . لقد اطعمكم و مولكم و أسكنكم و دفع لكم المال الكثير من مال الشعب الليبي . بل لقد درب جيوشكم و أعطاكم السلاح و المؤن و العتاد لكي تقتلوا ابناء وطنكم . و الان تنقلبون عليه و تشتمونه و تصفونه بالجنون . و انتم تعرفون أن هذا الجنون ليس وليد اللحظة . بل كان موجودا من أول يوم احتلاله للسلطة . و هرعتم اليه و لثمتم يديه و تمسحتم به . بالرغم انه اول من قضى على قاعدة الاخوان المسلمين التي تكونت في ليبيا ايام الملك السنوسي من مطاريد جمال عبد الناصر , الذي كان كذلك احد الاخوان المسلمين في يوم من الايام .
ألا تجد سيدي البروفيسور بأنه يجرح شعور السودانيين و نحن نعاني من اغتصاب بناتنا , تأتي و تتكلم و تقول ( بالامس حين صعد المجاهد عمر المختار شامخاً فوق المشنقة سقطت نظارته على أرضها , فهتف شاهقاً الله اكبر . فتلقفها شعب ليبيا من فم المختار الى فم الثوار لتؤكد بعد عقود الله اكبر ). نحن نعرف ان الله اكبر و نرددها و نؤمن بها . و لكن لماذا لم تتذكر عملاق حقيقي مشى و في فمه ابتسامة نحو المقصلة و لم يخف . و كان عنده الخيار . كان شيخك الترابي و استاذك وقتها من المهللين . انه يا عصام الاستاذ محمود محمد طه الذي و لا بد انك قد عرفته لأرتباطك برفاعة و تلك المنطقة . لماذا تتركون ابطالكم عادةً و تركضون خلف ابطال الاخرين . عمر المختار لم يكن عنده خيار ليواجه الموت و لكن محمود محمد طه كان عنده خيار . و لكنه اختار الشهادة . و لقد شنقه الاخوان المسلمون و لم يفتح الله عليكم بكلمة . ماهي العظمة في سقوط نظارة عمر المختار . و لماذا يرتدي نظارة و هو ذاهب للمشنقة , هل سيقرأ محاضرة . لقد سقطت كرامة الشعب السوداني , التي أهم من نظارة عمر المختار .
و انضممت انت بكل برود الى حكومة المجرمين الذين سيقول بخصوصهم الشعب السوداني كلمته بعد قليل . و انت تقول ( أن الفجر تنفس تماما و اكتمالا في أرض ليبيا. و الشعب الذي انطلق لن ينكسر, و الخزى قطعاً و الانكسار يقيناً سكيون لهذا الطاغية , الذي نسي الله فأنساه الله نفسه فويل له من خزي الدنيا و عذاب الاخره ) . الا ينطبق هذا الكلام على رئيسك البشير يا عصام ؟. الم يقل رئيسك السابق الترابي ان البشير قد قال ما معناه ان الغرباوية اذا اغتصبها جعلي فهو شرف بالنسبة اليها . و هذا الكلام لم يستطع البشير او اي رجال من دولته ان ينكروه او يحاسبوا عليه الترابي . ماذا عن تصريحات البشير الاخيرة في القضارف , اليست بأكثر جنوناً من كلام القذافي .
مالي اراكم تكثرون الحديث عن الاسلام و العروبة و لماذا تربطون الاسلام عادةً بالعروبة . هل العروبة مكملة للأسلام . لقد درسنا اركان الاسلام في الاولية . و اخرها كان الحج الى بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا . و لكن الله لم يقل و ان تكون عريباً كركن من اركان الاسلام . فمن العرب المسيحيين و اليهود و اللادينيين . و العروبة ليست شيئاً يفتخر به او يميز أي انسان . و غالبية السودانيين لا يوحي شكلهم بأنهم عرب . و العرب يا عصام يحتقروننا و يستخفون بالسودانيين . و لقد اغتصبت الابنة صفية اسحق لأن زبانية نظامك كانو يعرفون بأنها غرباوية و أن قبيلتها و ابناء عمومتها بعيدا عن الخرطوم و امدرمان و أن اسم اسحق يعني انها من غرب السودان . و ما زال المهوسوون يحكون النكت عن الغرباوي ( اساقة ) . و لو كانت جعلية و من اسرة معروفة لما تجرأوا على مسها .
ان صفية التي اغتصبها رجال نظامك لهي اشجع و اشرف من كل النظام . و اقسم بكل غالى و مقدس , فلو كنت شاباً اليوم لقبلت قدميها و طلبت منها ان تكون زوجتي و شريكة حياتي . فهذه فتاة طاهرة و لكن رجال نظامك هم الشياطين .
لماذا لم يفتح الله عليك بكلمة تنتقد فيها هجوم القرضاوي و اباحته لدم القذافي . اذكر ان مولانا و الرجل العاقل صالح فرح قد كتب و هو من علماء بلادنا و لا نحتاج ان نذهب للعلماء الاجانب . انه ليس هنالك قتل الا بثلاثة اسباب في الشريعة , و هو قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق . و زنا بعد احصان و كفر بعد ايمان . من الذي اعطى شيخك القرضاوي الحق لأن يبيح دم مسلم . القذافي يجب ان يقدم الى محاكمة عادلة .
الم يأتي شيخك القرضاوي الى الخرطوم و بالاجر المقبوض , افتى بصلاحية قرار الترابي و البشير بعرس الشهيد . و سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم , لم يقم عرساً لأمير الشهداء حمزة رضي الله عنه .
انك تكثر الكلام عن استاذك و صديقك البروفيسور مالك بدري . انا اعرف مالك بدري ليس لأنه عمي و استاذي و لكن لأن له فكر قرأته . و انا لا اشاطره افكاره السياسية . و لكن احترم نقاءه و ثباته و عدم تلونه . و لقد كنت اشاهده منذ سنة 55 و هو يدرب صبية الاخوان المسلمين على الجمباز في نادي الاخوان المسلمين في حي الهجرة في امدرمان المواجه لمنزل الشيخ عوض عمر الامام . و لقد احببت و احترمت استاذي الصادق عبد الله عبد الماجد الاخ المسلم الذي لم يتمرغ في نعيم دكتاتورية البشير و لم يبع نفسه و فكره .
لقد احترمنا زعماء الاخوان المسلمين الاوائل في شكل رئيسهم العم المفتي , الذي صار وزيراً في حكومة الازهري . ونائبه العم بدوي مصطفى الذي كان وزيرا للمعارف في الديمقراطية الثانية . و سكرتير التنظيم الذي كان الاستاذ على طالب الله . و الذي قاد الجموع الى منزل المفتش البريطاني عندما اشيع بأن احدى الطالبات قد تنصرت . و انها تختبئ في منزل المفتش البريطاني . و عندما سمع صوت الرصاص من بندقية سريعة الطلقات يأتي من المنزل , هرب الجميع و لم يبقى الا الاستاذ على طالب الله . و نحن نحترم الاستاذ بدوي مصطفى رحمة الله عليه لأنه اوقف تجارته , وهو من أكبر مصدري الجلود في السودان لان التجارة صارت شبهه . و صارت في زمن حكومتك يا عصام لا تمارس الى بالرشوة و الغش . و العم بدوي مصطفى رحمة الله عليه كان متديناً بحق و حقيقة . و لكنه كان منفتحاً واسع الافق . و كان شريكاً لأولاد تمام اليهود في مصنع الادوية الذي اشتراه خليل عثمان فيما بعد . فالرسول صلى الله عليه و سلم كان متزوجا من ماريه القبطية , و ريحانه بنت حي بن الاخطب اليهودية.
عندما تحدثت معك في التلفون في نهاية التسعينات , كنت تقول لي بأنك تكن كثير من الاحترام للدكتور كمال بدري اخي الاكبر . و كنت تقول أنك تحترمه لانه عندما كنتم تأتوت في الاجازة من السعودية كان يصر على ان يدفع جماركه كاملة . و كان يرفض ان يكذب في اسعار هداياه الى السودان التي يحملها معه . و لقد اعجبني كلامك كثيراً . فماذا تغيرت عزيزي عصام . و صرت جزأ من هذه الحكومة المجرمة . فعمر المختار ليس بالسوداني , هو بطل في بلاده . لماذا لا تشيد بأبطالنا . و لماذا لا يفتح الله عليك بأنتقاد للبشير . و لماذا لا تكتب عن الابنة صفية التي اغتصبها نظامك . الدين يا عصام ما قشرة , الدين زي ما كان بيعمله صحبك كمال بدري الذي لا يكذب حتى لرجال الجمارك .
|
|
|
|
|
|