|
اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات
|
بمناسبة موسم اللوتري أحب أن أضع هنا بعض متفرقات كتبتها من وحي العيش في أمريكا لحوالي عقدين من الزمان ... بالطبع ليس كالوطن شيء ولكن وطن يسيطر عليه الجهل يكون لسان خال كل منا (البلد الأبوك عمدو وجفوك نظارو ... المتلى قاعد فوقو شن أفكارو؟؟!!) وقديما سرب أجدادنا حين سامهم "الباشا الغشيم" لمحل ما سرب ود .... صلواتنا أن تعود بلادنا كما كانت فقد "هرمنا" آمل أن يحد الشياب المؤمل في القدوم لهذه البلاد - في هذه المتفرقات ما يحفزه للتعجيل بالمجيء - أيها الشاب /ة اتجه /ي غربا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
أمريكا: من ليس يسخو بما تسخو الحياة به فإنه جاهل بالحرص ينتحر
((تجميل البيوت استراق سمع لتجميل القلوب))
الاستاذ محمود محمد طه
((هل فكرت ان تقوم بانقلاب فى مناهج التعليم، ومرافق الصحة، ووسائل التغذية، واساليب السكن
على هدى الدستور الازلى، القرأن ؟؟))
من خطاب الاستاذ محمود الى اللواء محمد نجيب
فى يوم 18\8\1958
هذه كلمات قليلة فى اسداء الشكر لأمريكا، هذي البلد العظيم المضياف (تفخر جامعتنا دائما بان بها طلاب من مائة وخمسين دولة يدرس معظمهم على نفقة دافع الضرائب الامريكى وهي في ذلك ليست بدعا فمثلها، في أميركا، كثير) وهل نشر العلم الا قيمة دينية؟؟!! هذه البلاد وصلت علب ساردينها وأكياس لبنها حتى أم زريبة من أعمال تندلتى، (أمّن يغيث الملهوف)؟؟ ثم بعد أن نشبع تهتف أم مغد وشلعوها الخوالدة بالموت لأمريكا ثم يخلدون الى "الضالة" والعم سام يرد عليهم بمزيد من الزراعة (الرد الرد السد السد!!) يذهب نصفها اغراقا فى البحر وأكوام الزبالة ويجود بجزء من النصف الآخر لهايتى وجزر القمر والهوتو والتوتسى (اطلق القراصنة الصومال، بحسب البي بي سي، سراح سفينة لأنها تحمل اغاثة أمريكية لرعايا تلك الدويلة "القاعدة" فى مخيمات بكينيا تقرأ راتب "بن لادن"!!) فتأمل!!
التفت شاب من قطر عربي "ذو عقال" لزميله من قطر عربي آخر مقررا له حقيقة (انت اشتغلت في جامعة الدول العربية بواسطة)... (راجع حاطب الليل البوني وتقسيم الوزارات على أساس قبلي: الرأي العام) ظللت استرجع تلك الحقيقة خاصة وأنني كنت قد خرجت من اجتماع كانت ترأسه سيدة مكسيكية لا تزال العجمة في لسانها واضحة وتستخدم الكثير من المصطلحات الاسبانية في ثنايا حديثها .. حديثها، البوني، وحقيقة ما قرر الشاب العربي "صاحب العقال" جعلني أحس بأن عظمة هذه البلاد، أزاحت العقال عن رأس تلك السيدة وأبدلته "عقلا"... فحق لهذه البلاد التقدم لأن الحكمة، كما يقول الأستاذ محمود، هي وضع الأشياء في مواضعها الصحيحة (لا تأمرّن عليهم العيي النزق)...عقب الإجتماع عرفتني السيدة المكسيكية على بعض أفراد طاقمها وجلهم من الأمريكان "أهل الجلد والرأس"!! يجلونها ككنداكة عظيمة الرأي و(لم تدخلها عليهم وقد حام صقيرها!!) وفي بلاد الأعراب عندنا إئتمروا (الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين)!!
هذه بلاد نجحت، ولقدر كبير، لا تضاهيه فيه أمة في التاريخ المكتوب، في تمثل خلق القرآن الحق في المساواة بين الناس على أساس الكفاءة ومقدرتك على خدمة الناس ...ثم كان مردود ذلك جمالا خلقيا وخلقيا (بفتح الخاء فى الأولى ثم بضمها في الثانية) ظهرعلى إنسان هذه البلاد وعلى نظامها ووبيونانها وبيئتها الخ الخ وسأفصّل في مقالاتي هذه الكثير من ذلك
ثلة من الشباب العرب جاءوا لهذه البلاد، وعلى نفقة دافع الضرائب الأمريكي، ليقفوا بأنفسهم على التجربة الأمريكية، ثم يطلب منهم تطوعا في نهاية البرنامج، وفي أثناءه، أن يكتبوا عما استفادوه من التجربة وما الذي يمكنهم اضافته لها .. ركبوا في الدرجة الأولى من الطائرة وركب مضيفوهم في الدرجة السياحية (حدثني كيف يكون الإيثار)!!! ثم لم يتبرم المضيفون بهذا الوضع (طالب مواطنو دبي، كما روت البي بي سي، الا يركب معهم العمال الهنود في مترو الأنفاق الجديد!!! ذلك الهندي الفقير سيعد لهم العشاء لاحقا!!)
بدأ هذا البرنامج، الذي عنه أفصّل، عقب الحرب العالمية الثانية وشارك فيه آلآف الشباب من مختلف أنحاء العالم وأصبح العديد منهم قادة لدولهم فيما بعد ومنهم على سبيل المثال،لا الحصر، محمد يونس صاحب تجربة بنك الفقراء في بنغلاديش والحائز على نوبل، راجيف غاندي وطوني بلير.
تخلق ادارة البرنامج كذلك رابطة أعضاؤها كل من شارك فيه ليتواصلون فيما بينهم ويتبادلون الخبرات يتدارسون ما الذي يمكن أن يضيفوه لبلدانهم ولأمريكا .. أليس هذا خلق الذي قال له ابن الصياد (أشهد أنك رسول الأميين) عندما قال له (أتشهد أني رسول الله)!! (راجع غوغل) هم لا يتعالون بعلمهم على أحد وينزلون عند الحكمة أنى وجدوها... وهي هي "ضالة المؤمن" وهو هو خلق من قال
ولا هطلت عليّ ولا بأرضى سحائب ليس تنتظم البلادا
في مستهل فعاليات الوفد رحب بهم وفد من الخارجية الأمريكية فيه سفراء ودبلوماسيون من اصول صينية ويابانية وغيره .. أحدهم جون ماجوك سوداني ربما يكون من الـ
lost boys
وهو يرأس قسم التبادل الثقافي بالخارجية الأمريكية .. عندما نظرت اليه تذكرت أن من رفع علم هذه البلاد في الأولمبياد الأخير كان من الأطفال المفقودين لدينا الذين وجدوا أنفسهم في هذه البلاد ووجدتهم هي كذلك ليساهموا في رفعتها في كل المجالات ... أقول هذا وقد تلقيت منذ ساعات رسالة من عالم سوداني يقيم في بلد عربي خدم فيه بحوالي عمر الإنقاذ تطالبه تلك الدولة بإخراج ابناءه البالغين من البلاد أو فليخرجوا جميعا!! (راجع ما كتب القاضي محمد عثمان محمد الحسن عن المهاجرين: سودانايل 21 يوليو)
حاضر الوفد أمريكي من أصل لبناني... جاء هذا اللبناني لأمريكا وعمره حوالي سبعة عشر عاما .. درس هنا العلاقات الدولية وتحصل على دكتوراة في ذلك ثم عمل بوزارة الخارجية الأمريكية لعشرة سنوات حاز خلالها من الخبرة ما جعله يتأكد بأن هذه بلاد الفرص (الحلم الأمريكي) (سأعود لتاج السر الملك لاحقا) ولا فرق فيها بين جامايكي أو ارتري الا بقدر كفاءتك،ا فأسس شركة تعمل في تقديم المشورة للعديد من المؤسسات الأمريكية كما تقوم شركته باعمال الترجمة والسياحة الخ الخ ويقول انه يعمل بها الآن ربما ثلاثمائة موظف ان لم تخني الذاكرة ..
طاف الوفد على بعض العاصمة الأمريكية فهالهم أن عدد سكانها أقل من نصف مليون، يتساءلون لماذا هي ليست شيئا مما يشبه سيدي بوسعيد في تونس، السيدة زينب في مصر أو حتى الروشة في بيروت .. طفقوا يتحدثون لماذا عواصمنا مكتظة وأريافنا مهملة ولا إجابة بالطبع الا تمثّل (لنا الصدر دون العالمين!!!)
زار الوفد مطعما شهيرا لسيدة فلسطينية هاجرت لهذه البلاد عندما ضاقت بها أرض الله فأصبح لمطعمها شهرة تاريخية بسسب زيارة العديد من الرؤساءالأمريكان وضيوفهم من الرؤساء العرب ومنهم عبدالناصر.
حدثنا لبناني آخرصاحب شركة السيارات الفاخرة المصاحب للوفد أنه يملك هذه الشركة مساهمة مع شقيقه الذي جاء لهذه البلاد منذ ربع قرن فقط ويمتلكون هذه الشركة بلا كفيل وتصلهم بطاقات التهنئة الحكومية شادة من أزرهم كونهم قد وفروا فرص عمل لآخرين!!! (الهام بابكر فضل سيدة سودانية أمريكية تلقت منحة حكومية لفتح مطعم بشرط أن توفر عمالة لثلاثة عمال على الأقل: جريدة أيوا سيتي)
زرنا في الجولة جامعة في فلادلفيا بها مدرسة أعمال من أكبر وأشهر المدارس بأميركا بل والعالم.. قاعات جد أنيقة تبرع بها محسن يهودي درس بهذه الجامعة .. لبنانية – فلسطينية ترافقني قالت لي اليهود بالفعل هم شعب الله المختار.. يعرفون كيف يوظفون أموالهم لذلك يفتح الله عليهم... القاعة الرهيبة ذات ثمانية طوابق بكل طابق العديد من قاعات الدراسة المجهزة بالفيديو والبروجكتر والسبورات المنزلقة والكراسي المريحة المثبتة على الطاولات وكل ذلك فوق سجاد مريح للنظر والجلوس واللوحات الخ الخ
غرف الدراسة الخاصة مجهزة كذلك بالكمبيوترات وما شاكل ذلك وغرف أخرى للاستجمام وتناول المشروبات .. بالقاعة عدة اسانسيرات وأكثر من ذلك سلالم متحركة تعمل على مدار الساعة!!!
زرنا الكونجرس وخاطبتنا عضو مجلس الشيوخ لولاية كالفورنيا .. هي من أصل صيني ولا تزال بها لكنة ولكنها تتحدث بافتخار عن كونها أمريكية .. حدثت الأعراب عن امكانيات التنمية بهذه البلاد بما لا يخطر لأحدهم على بال .. خرجنا من المكتب الفسيح ليقابلنا كناس في الممر "أمريكي صر"!! راض ومعتز بأنه والصينية- الأمريكية يخدمان بلادهما على قدم المساوة، تطلّع في وجوهنا علّه يرى فينا "أوباما" قادم ويكون هو بذلك جد سعيد... هذه البلاد تؤمن بالتميز وتعطيك بقدر بذلك ولا أحد يسألك "إبن مين انت في بافلو ستيت"!!!
جامعة أخرى يطغى عليها حضور الأفارقة الأمريكان .. من مموليها الأساسيين الكوميدي الأمريكي من أصل أفريقي بيل كوسبي وزرنا معمل للكمبيوتر يموله لاعب كرة سلة أمريكي من أصول أفريقية أيضا .. يتدرب في هذا المعمل شباب من الجنسين، من مختلف الأعراق، على تنمية مهاراتهم القيادية والبحث عن سبل أفضل لتكوين ذواتهم على جميع الأصعدة .. (أنار السودان قرى في تشاد وارسل اسعافات مجهزة لغزة وغرف عمليات لأفريقيا الوسطى وجهز فريق الكرة المصري باسطول سيارات جديدة ودار فور تنام على الطوى والمسغبة)!!!
هال الأعراب ما تحظى به النساء هنا من مكانة اجتماعية واقتصادية وسياسية .. ففي كل الأمكان التي زاروها كانت هناك نساء قياديات يتولين إدارة المرافق التي يعملن بها ... (عاصمتهم ليس واليها مجذوب الخليفة ولم تحظ قضارفهم بعد بعسس وال يتلبسون الطريق على حرائرها)
أمريكا: الهجرة اليها خير من ضرابها (مصطفى البطل)
ونواصل ان شاء الله
-- عبدالله عثمان وذو الشوق القديم وان تعزى مشوق حين يلقى العاشقينا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
أمريكا: مسجد نيويورك و"كف" الطيب صالح عبدالله عثمان – جامعة أوهايو[email protected] الحلقة الخامسة (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) (لقمة في بطن جائع خير من ألف جامع) يقرر الأستاذ محمود محمد طه حقيقة لا مرية فيها (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين) ذلك أن الإسلام رسالتان يجب أن تفهما في إطارهما التاريخي فلا تسحب احداهن مكان الأخرى فتضيع الحكمة .. فالرسالة الأولى خدمت غرضها أجل خدمة حتى استنفدته وقد كانت حكيمة في وقتها كل الحكمة وقد أظلنا الآن عهد الرسالة الثانية وهي آصل أصول الاسلام وهي حيث "تنتهي العقيدة ويبدأ العلم"يؤسس الأستاذ محمود لذلك الفهم بأيات وأحاديث مستفيضة ما يهمنا في هذا المقام حديث النبي الكريم (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وزراعا بزراع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه .. قالوا أاليهود والنصارى يا رسول الله؟؟!! قال فمن؟؟!!)ينتوي المسلمون اليوم بناء مسجد بمائة مليون دولار وتغيث الكنيسة اخوتهم في باكستان!!! أليس ذلك ما حذر منه النبي الكريم بقوله في حديث طويل لسلمان (قال سلمان:وإنّ هذا لكائن يا رسول الله؟قال:أي والذي نفسي بيده يا سلمان،إنّ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة.) وللنبي الكريم في ذلك أحاديث مستفيضة منها (ما أمرت بتشييد المساجد).. (أمرت ، مبنى للمجهول) ومنها (ما ساء عمل قوم قط الا زخرفوا مساجدهم.) (مزيد من الأحاديث بالصندوق في نهاية هذا المقال) مما يدل على مرحلية بعض التشاريع في الشريعة الاسلامية مثال آخر يخدم عرضنا هنا أيضا خدمة جليلة ففي الحديث الشريف (كنت فد نهيتكم عن زيارة المقابر الا فزوروها) ... كانت الحكمة من نهيهم أنهم حديثو عهد بالاسلام وأن زيارة المقابر قد تثير فيهم شجى قتلاهم ببدر فتعتلج صدورهم ببغض من قتل آبائهم ولكن لما استقر الايمان في قلوبهم هونا ما رخّص لهم في زيارتها لأنها ستحفز فيهم شعور (الاستعداد ليوم الرحيل) .. المسجد المنتوى اقامته قبالة صرح برج التجارة المنهد لا شك سيثير في نفس كل أمريكي ذكرى ثلاثة آلاف من قتلاهم حصدوا في دقائق معدودات فترى ما الحكمة في ذلك؟؟يحتج البعض بأن الدستور الامريكي ينص على الحرية الدينية وبالتالى فان المسلمين الامريكان لهم الحق فى تشييد المراكز الاسلامية .. ذلك حق لا مرية فيه ولكن هذا الحق مشروط بـ "حسن التصرف" في الحرية الممنوحة لك حيث تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية جارك واذا أسأت التصرف فيها يجب أن تصادر منك بحق دستوري... هناك مثال صارخ لمخالفة العقائد للدستور وللحقوق الاساسية، وهو، ان هناك جماعة دينية هندية تعتقد ان الزوجة يجب ان تٌقتل فى حالة وفاة الزوج، فهذه عقيدة دينية، هل يمكن ان يٌسمح بممارستها فى الحياة المعاصرة بدعوى الحرية الدينية، ام يجب مواجهتها بالدستور لابطالها؟ وفي عقيدة المسلمين أنه يمكنك الآن عتق رقبة لجبر بعض ما فاتك من فروض فهل يمكننا أن نحدث الأفارقة الأمريكان الآن عن ذلك؟؟ أو عن "ما ملكت أيمانكم"؟؟!! لا تنتطح عنزتان أن الإسلام بالفهم السلفي يحتوي على الكثير من ذلك وقد اضطرت كلية الملك فهد بلندن لحذف الكثير من الآيات الحاضة على قتال غير المسلمين وكراهية اليهود ووضع المرأة الخ الخ ذلك لما أعياهم التوفيق بينها وبين الدساتير الغربية ولكنهم في قرارة أنفسهم يعتقدون بأنهم إنما اضطروا للدنية في دينهم وأن القرآن يعدهم بوراثة الأرض – وهذا حق – ولا شك أنهم فاعلون فسيستجيبون الآن ريثما "التمكين" ومن استعجل التمكين منهم عد الآخرين متخاذلون وخرج بسيفه الى عرصات "المولات"!!!ما من شك أن كل مسلم يعتقد في الفهم السلفي ما هو الامشروع "قنبلة موقوتة" يمكن أن تنفجر في أية لحظة .. خاصة في هذه البلاد فكثير من المسلمين الذين يرتادون المساجد هنا في أمريكا يعانون من مشكلة عدم التوفيق بينما ما يعتقدون وما يعيشون حقيقة (الربا، الاعانات الكنسية، بيع الخمور في بعض متاجرهم، أكل بعض المأكولات التي تحتوي على الخنزير أو تقديمها مع الخمور لمن يعمل منهم نادلا في المطاعم، النظرللكاسيات العاريات، الزام البلدية لبعض سائقي سيارات الأجرة بحمل الركاب "العميان خاصة" الذين يصطحبون كلابا لقيادتهم وفي عرف هؤلاء السائقون أن ال###### نجس الخ الخ) تظل مثل هذه الأشياء تكبر وتكبر في نفس من ينتهج المنهج السلفي فيضطر في خاتمة حياته أن يستشهد غسلا لعار يحس به!!! لذلك يحذر بعض الكتاب المستنيرين هنا من حقيقة "التوبة" المكلفة هذه بقولهم (إننا ننام مع العدو) وما حادثة قاعدة تكساس ببعيدة!!!يقول كثير من المسلمين الآن بأن هؤلاء المتشددون لا يمثلون الاسلام ولكن يا ترى من أين جاءوا بهذا الفهم وهم يقرأون صباح مساء "من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية"، "أنا بريء من إمري يعيش بين ظهراني المشركين" "قاتلو اليهود النصاري" الخ الخ وكيف لنا أن نلوم الأمريكان اذا ما اشاروا لنا لمبنى التجارة المنهد وقالوا لنا "هذا أثر فأسكم" .. لعلهم كلهم الطيب صالح الذي يروى عنه أنه التقاه أحد الإنقاذيين أيام "أنا ماشي نيالا" فسأله لماذا لا يأتي للسودان فقال له الطيب صالح عليه الرحمة والرضوان "أجي عشان يكفتني الأضينة ويعتذر لي العاقل" .. ولعلنا نرى كل صباح جديد من يحاول أن يكون عاقلا ويعتذر عن فعل "الأضينة" بالكفار ولكنه في قرارة نفسه يكون جذلا بل و"غابطا" لذلك الإضينة أن أدى حق الله وقصر عنه هو "حتى يتوب الله عليه ولو بعد حين"يقول النبي الكريم أنه مما خصّ به من بين سائر الإنبياء أن قد "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا"يا أيها الناس"إن الاسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين" الصندوقرفعت الصلاة المساجد بالخصومات وجعلوها مجالس الطعامات وأكثروا من السيئات وقللّوا من الحسنات). وقد مرّ حديث:(وكأن أهل المساجد شرار الخلق منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود).سيأتي زمان على أمّتي لا يعرفون العلماء إلاّ بزّيهم ولا يعرفون القرآن إلاّ بصوت حسن ولا يعبدون الله إلاّ في شهر رمضان فإن كانوا كذلك سلّط الله عليهم سلطاناً لا علم له ولا حلم ولا رحم له،ثُّم يدعون فلا يستجاب لهم). ---- وذهب الإسلام حتى لا يبقى إلاّ اسمه 76- واندرس القرآن من القلوب حتى لا يبقى إلاّ رسمه 77- يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم 78- لا يعلمون بما فيه من وعد ربهم ووعيده وتحذيره وتنذيره وناسخه ومنسوخه فعند ذلك تكون مساجدهم عامرة 79- وقلوبهم خالية من الإيمان 80- علماؤهم شر خلق الله على وجه الأرض منهم بدأت الفتنة وإليهم تعود 81- ويذهب الخير وأهله 82- ويبقى الشرّ وأهله ويصير الناس 83- بحيث لا يعبأ الله بشيء من أعمالهم قد 84-صبّ إليهم الدنياوكأن أهل المساجد شرار الخلق منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود).ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل،ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به مساجدهم يومئذ عامرة من البناء خراب من الهدى سكانها وعمارها شرّ أهل الأرض منهم تخرج الفتنة وإليهم تأوي الخطيئة).(راجع الجامع الصغير لأحاديث البشير النذير : تأليف الامام جلال الدين عبد الرحمن بن ابى بكر السيوطى الجزء الاول ، طبعة دار الفكر ، الكتاب مجلد واحد من جزئين
كنوز الحقائق فى حديث خير الخلائق للامام عبد الرؤوف المناوى )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
أمريكا: بيرغر في "كوري" و"مورة" : أو "التمساح سكن الشايقية"*** عبدالله عثمان [email protected]الحلقة السادسة (ربما والأخيرة)مهداة لمنصور المفتاح وآخرين، منهم تقوى ادريس بالطبع ... بالطبع (أم صلوبيتي ولا كدكاية زول) – مثل دارفوري - (الحشائش دائما ما تبدو أكثر إخضرارا في حقل جارك) - مثل انجليزي - (أنا جنوب يحن الى الشمال والصقيع) - الطيب صالح في موسم الهجرة الى الشمال -
عندما أفضى لي ابن عم لي، وأنا فيما وراء فاس التي قيل ان "ما وراها ناس"، بأن الكهرباء قد دخلت الى قريتنا، عند منحنى النيل، وجدتني و بـ "نوستالجيا" لا أحسد عليها، أرجو ألو كان الأمر غير ذلك فـ "بلدتي ما خلقت لهذا"!!... بينما أعيش الآن في مدينة باهر أنوارها الا أن ظلام القرية التي تركت منذ قرابة النصف قرن لا يزال "يضيء" ويشيع في دواخلي أجواءا كتلك التي حكى عنها السياب (عيناك غابتا نخيل ساعة السحر أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر) .. يظل الحنين الجارف لتلك الأصقاع النائية ينفث في روعي أن "الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام" "السياب برضو!!!"، فالظلام فيها وحفيف جريد النخل وأحاجي الجدات، كل ذلك ينقل المرء، بأجنحة من غير ريش، الى عوالم، غائمة بالأنوار، ولا حدود لها، يعيشها المرء بوجدانه كله، ثم لا يستطيع لها، بعد، وصفا!!قال شاعرنا: أسمع الأنوار في وجدي أرى وقع اللحون وما هي الا خلسة، ثم وجدتني قد يممت صوب تلك البقاع، تردد أغواري كلها قول العارف (سقيا لملاعب الصبا ومغانى الشباب، ما أحلاها وما أمرها على قلوبنا، إذا عدنا اليها بعد طول الإغتراب، لنراها بعيون قد غشاها المشيب بسحب من الوهن فتثير فى صدورنا زوبعة من الذكريات يعتلج فيها الأسى بالحنين والأنس بالوحشة واليأس بالتأسى، فيلذ لنا فى غمرة تلكم الكآبة الحلوة أن نبكى على أنفسنا، وعلى أولئك الذين فارقونا، بكاء المسافر النازح، الذى لا يخفف من لوعته، على فراق أحبة أعزاء، الاّ أمل بلقاء أعزاء آخرين، يننتظرونه فى بلد بعيد!! بعيد!!) رغم لواعج الشوق هذه، الا أنني لم أكن "مقرور" الطيب صالح الذي "طلعت عليه شمس الحياة" اذ لم "يذوب ثلج في دخيلتي" – ولا حاجتين!! - .. هالني ما رأيت فتسآلت "هل فعلا خرج من هذه المنطقة بعانخي ومحمود محمد طه؟؟!!" (د. فتح العليم عبدالله: الصحافة)... على طريقة الفلاش باك تذكرت طفولتي في هذه الأصقاع وكيف أن قد كان "وجيب" حياة يزخ في آذانك صباح مساء .. ورغم أن قد رأيت "البرغير" و"اللانشو" في ثلاجات تلك القري والـ "سي أن أن" تطن وتطن الا أنه لا حياة هناك – على بلاطة كدة – والكل وبخاصة الشباب يودون ألو يلوذون فرارا!!قفز الى ذهني، وبسرعة، جيمي يوس 1980 (جنون الألهة)، الفيلم يحكي عن أفريقي معروق السواعد، يعيش هنئيا راضيا تحتوشه اربع نساء و"دستتان" من الزغب الحواصل... حياتهم منذ أن خلق الله الأوادم، فاشلها وصحيحها، تسير على ذات الوتيرة وهم بها قانعون، على كل حال .. لا يعرفون أن بهذه القرية الكبيرة ثمة "وول ستريت" يتحكم في مقدار الصلصة في حلة حيزبون بأم كدادة (فاطمة أحمد ابراهيم) ... لا يدور بخلدهم ألو طفت بقعة زيت في خليج المكسيك فسوف لن يرسل مستوطنو كينيا ملابسهم للغسيل الجاف ... طيار، لا مبال، يقذف بزجاجة كوكا كولا، أفرغها في جوفه سريعا وذهب لحال سبيله .. تلقفت النساء ودستتا أطفالهن ذلك "الزائر السماوي" فوجدوا فيه وله عدة مزايا تبدأ بـ "درش" الكول أو البفرا، مرورا بالعزف بها على الشفاه موسيقى شائقة، الى دلك الظهور التي أعياها طول المكث... ثم بدأ "النقار" من يستغلها لوقت أطول؟؟ ... تخربّت البيوت والنفوس جرءا تلكم زجاجة الكولا فما كان لمعروق السواعد من بد الا أن يأخذها ويسير بها الى آخر العالم، الذي يعرف، عند طرف غابته ويعيدها للرب "سعيكم مشكور" ولكن ترى بعدما غزا فتيته أولئك، ذلك الأفريقي المعروق، gene "الجن والغباء" هذا أفلا يدسترون!! كأنها نبؤة، رؤيا جويس تلك، فلم يكد يمض عقدان عليها حتى رأينا فتيان اليابان يرقصون ويغنون "الراب"، شقيقات "آفو في الصين" يردن لعيونهن وأنوفهن أن يكن مثلما لمادونا (فقد أوتيت مادونا حظا عظيم).. وكذلك فتيات بريتوريا يصرفن المليارات ليتجعّد شعرهن مثل جوليا روبرتس، هذا فضلا عن "التاتو" الإسلامي في ايران وهاهو البرغير قد وصل الى "السقاي" و"الحجير" من أعمال مروي!!بدأت أحاول فك "شفرة" لماذا كلنا يريد "الحلم الأمريكي"؟؟ وهل عمليا هناك ما يكفي لتحقيقه لكل فرد؟؟ تذكرت كيف أن نيجيريا مثلا وقعت في مصيدة القمح (جاء كهبة أولا.. ثم اعتادت عليه بطون فشروه بحر "النايرا" فتولعت فيهم "النيران ولا تزال ولعل "نايرتهم" أن قد تصبح مثل "دينار" صابر محمد الحسن)تذكرت الأستاذ محمود يكتب لعميد بخت الرضا عن ضرورة ربط المناهج بالبيئة حتى لا يستنكف الأبناء عن العمل في مناطقهم الأصلية ولكن تراه من كان ينادي والباحث د. حامد درار يحدثنا عن كيف استنكفت "الطبقة الغردونية" نفسها، التي ييستنهضا الأستاذ، عيش الغبش ومن هناك بدأت تنقض عرانا، عروة، عروة، حتى وصلنا الى "الفاتح عروة"!! فنحن جميعنا، ولا شك، ضحايا سياسات تعليمية خاطئة صورّت المجد في أخلادنا صورا شائهة فطفقنا نعدو خلفه ولا ندركه – ببساطة لأنه ما خلق لنا ولا خلقنا له (قاريء نشرتنا الجوية، وبكامل ثلاثة قطع بدلة الصوف، " وقد تكسرت النول في النوراب وحوش أبكر" يبشرنا بأن درجة الحرارة 45).. أتذكر نفسي وأنا في تلك البقاع يأسرني صوت الطنبور وايقاع الدليب، لا ماء معقم ولاهاتف لي ولا انترنت ولا سيارة، ولكني كنت سعيدا، نعم كنت سعيدا، ولا نوستالجيا هنا، ثم رأيت الحشائش من على الجانب الآخر من السياج فخلت أن قد هي تلك "الجنة" ولكن!!! لا عزاء لي، لا عزاء لي وقد "حجّر التمساح علينا العوم" (حاج الماحي) لا عزاء لي وقد أصبحت "مجذوبا" آخر يضاف الى زمرة "المجاذيب" (زارني المشايخ من الدامر .. علي وجوههم نور.. أنفقوا الليل يتحدثون عن الصالحين، وزيارة الرسول.. و ينشدون شعراً من أمداح الصوفية، و يذكرون الأنساب، ومال قلبي إليهم، وأحضرت لهم العشاء، صينية كبيرة في حواشيها دارات كسرة مرققة و اللحم المحمر والسلطة و الملوخية.. وكورية لبن ضخمة.. ثم أويت إلي حجرتي ساهماّ.. وأسمعهم الفينة بعد الفينة يسبحون، ويذكرون الله إذا تحركوا في مضاجعهم.. وأمتلأت عيناي بالدموع.. ليست دمع توبة ولا دموع ندم.. إنما هي دموع ذكري.. لصباي الغابر.. لقد غسلت لهم أيديهم قبل الطعام وبعده، و كنت أقرُب لهم أحذيتهم، وهم يدعون لي بالدعاء الصالح.. وأثرّ فيُ أن تمنياتهم لن تنفعني لأنني أردت أن أكون .. فحقّ علي العذاب.. كنت في صباي أنفر منهم, ولكنني الآن أحنو عليهم وأكبرهم, متعجباّ كيف ظفروا بهذا السلام.. وتمنيت أنني لم أخرج من الدامر قط، وأن الخليفة لم ينهزم في كرري ولكن إلي أين أفر"؟؟!! (محمد المهدي المجذوب نقلا عن علي ابو سن)"
*** التمساح" مأخوذة من خيط لطيف لمنصور المفتاح في سودانيزأونلاين عن "الشايقية" تحكموا في مفاصل البلد .. بيوتاتهم الأصلية اندثرت لأنهم نقلوها لـ "منشية" شيخ حسن "مجاورين وكدة"!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
مُستهلكون: التعبد فى "محراب" الأسواق الأمريكية قرآءة وعرض: عبدالله عثمان "للبشرية ما يكفى حاجتها ولكن ليس للبشرية ما يكفى أطماعها" الأستاذ محمود محمد طه بنجامين باربر، مؤلف كتاب الجهاد ضد عالم "مكادونالد"، باحث متخصص فى شئون المجتمع المدنى، يعمل أستاذا بجامعة ميريلاند، صدر له مؤخرا كتابا هاما بعنوان "مستهلكون" بضم الميم. يستعرض الكاتب فى هذا الكتاب القيّم كيف أن العبودية قد تلبست أثوابا جديدة فأصبح الناس، وهم لا يعون، فريسة لآلية رأسمالية تدفعهم للعمل ساعات طوال، وفى ظروف غير متكافئة، ليؤمنون لهم ولأسرهم حاجيات هم أصلا ليسوا فى حاجة اليها ولكن آليات الدعاية الرهيبة بما تقوم به من "غسيل مخ" لهؤلاء التعساء تدفعهم دفعا لـ "يسنوا" كروت الإئتمان كل صباح قائلين "بسم الله!! نوينا أن نستهلك" فتمتلىء مخازنهم بأشياء يكتشفون بعد فترة أنهم ليسوا فى حوجة اليها ولكنهم لا يزالون يكررون نفس العملية لأن آلة الدعاية تقول لهم "أشتر ووفر" "أشتر واحدة وخذ أخرى مجانا" تظل الأسرة تكدح سحابة نهارها لتسهل عملية "سن" كرت الضمان وعندما يجن عليها الليل يجد الرجل نفسه غير راغب فى إنشاء علاقة سوية مع زوجته والعكس وينعكس ذلك أيضا على الأطفال فيلجأون "لآباء تعويضيين" مثل ألعاب البلاى ستيشن، الكمبيوتر والتلفزيون وعندما تحين التاسعة مساءا يأمرون أولئك الأطفال التعساء بالنوم ليوقظوهم فى الخامسة صباحا لللحاق ببص المدرسة، كل ما يراه الطفل من الأب او الأم هو وجه عابس يوقظه صباحا وسبب عبوس ذلك الوجه أنه هو نفسه مضطر للذهاب لأداء عمل لا يجد فيه نفسه ولكن "ساعى البريد" بفواتيره التى لا تنقضى يظل يلح عليه لقطع ذلك المشوار. قد يعثر الأب أثناء تجواله فى محطات التلفزيون على فيلم عاطفى تقول فيه البطلة للبطل، وهما يتناجيان فى مقهى عالى الدرجة او على البلاج: (If reincarnation would be true, I would rather be a woman, because you made it beautiful for me to be a woman) (لو كان تناسخ الأرواح حقيقة أفضَل أن اكون إمرأة، لأنك قد جعلتها لى جميلة أن أكون إمرأة) فتثور فى مخيلة الزوج عديد الصور عن "السعادة الزوجية" ولكن لا يتخيل أن تحقيق تلك السعاة سيتم لولا توفر المال فيسعى ليكد فوق طاقته، على حساب أسرته وصحته ليؤمن مبالغا إضافية تتيح له أن ينعم بتناج مثل الذى رأى فى الفيلم مع زوجه فى إحدى البلاجات. قد يحدث ذلك ولكنه لن يجد راحة البال لأن مرأى الفواتير فى صندوق البريد سيظل يؤرقه. يؤكد الكاتب باربر أن الأطفال هم الحلقة الضعيفة التى يستهدفها الإعلام فيظل الأبناء يضغطون على الآباء لشراء ما يريدون ويظن الآباء انهم ان فعلوا ذلك سينمون علاقات جيدة مع أطفالهم لأنهم لا يجدون وقتا أو آلية أخرى لإنشاء تلك العلاقة ولكن مثل ذلك الصنيع لا شك سينمى فى الأطفال عادات سيئة ستظل تلازمهم طوال حياتهم ثم هى، بعد، لا تفلح فى إنشاء تلك العلاقة المتوهمة. يضرب الكاتب أمثلة عديدة يبين فيها كيف أن عهد السرعة قد أثر على علائق الناس الإجتماعية، فكمثال لذلك قد صغرت غرفة الطعام فى بيوت المدن الحديثة، فبينما كانت غرفة الطعام فى البيوت العتيقة هى أهم الغرف وكانت رحيبة وبها عدد من المقاعد الوثيرة حول منضدة الطعام، أصبحت الآن بكراس صغيرة وغير مريحة "مصنوعة فى الصين" لتجلس عليها لدقائق لا تناقش خلالها أحدا وقد تكون منكبا على حاسوبك الشخصى أو هاتفك الجوال أو حتى الصحيفة اليومية التى لا تجد لها وقتا. كانت غرفة الطعام فى الماضى ملتقى للأسرة تتناول فيها طعاما، جيد الطبخ، بتؤدة وقد يلبسون له زيا خاصا ويناقشون فيه مواضيعهم الأسرية بحميمية وربما على ضوء الشموع ولكن كل ذلك لا مجال له الآن فأنت ربما تأخذ قهوتك وإفطارك عن طريق "ممر السيارات" فى مطاعم الوجبات السريعة ويظل ذلك الحال ينطبق على كل شىء، فى سائر يومك، بل وسائر حياتك، حتى العلاقات العاطفية فلربما تتصل بإحداهن فى عطلة نهاية الأسبوع لتقضيا ليلة واحدة ثم لا تراها ولا تراك بعدها!! فى غرف النوم لا ترى غير الساعة "المنبه" لتوقظك صباحا وهى أكثر الآلآت شعبية وكراهية فى أمريكا ثم بعد ذلك ترى منضدة صغيرة بجوار سرير النوم وقد امتلأت بالعقاقير المهدئة والمنشّطة وخلافه، ذلك لن الناس لم تعد قادرة على العطاء بالصورة الطبيعة فلا بد هم مستعينون بهذه الأدوية لتعينهم على المزيد من "الرسف" فى أغلال العبودية. من المفارقات التى يتطرق لها الكاتب أن وسائل الدعاية تعمد لجعل الأطفال يصبون ليكونوا كبارا فيستهلكون ما ينتج للكبار وما ينتج للصغار أيضا وبنفس الآلية يوهمون الكبار بأن بإمكانهم ان يصيروا شبابا فيعمدون لبيعهم أشياء أشبه بـ "عروق المحبة" وهذه "تجعل شعرك أسودا دائما" والغريب أن كلا الطرفين يصدق تلك الفرية فتمتلىء الأسواق ويجد عمال البريد عملا دائما. يعرض الكاتب أيضا كيف أن العبودية الجديدة قد استغلت المرأة باسترقاقها لجسمها واستغلالها فى الدعاية وكيف أن ذلك لا يزيد على أن يعرض المرأة كجارية فى بلاط السلاطين ويعجب لكون ذلك يتم فى دولة ديمقراطية مثل أمريكا تؤمن بتكافؤ الفرص بغض النظر عن الجنس. لا يرى الكاتب حلا أمثل من إعادة النظر فى مناهج التعليم لإعادة النظر فى أنماط الإستهلاك ويرى أن الديمقراطية الممارسة حاليا تعد نفسها ذراعا من أذرع الإستهلاك والسوق الرأسمالى فيدعو لإعاة النظر فى الديمقراطية نفسها وإصلاحها من "الداخل" لتؤمن فرصا متكافئة للناس لا يستغل فيها بعضهم بعضا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
ضحية: مناحة أفريقية فى أرض غريبة قرآءة وعرض: عبدالله عثمان جامعة أوهايو Zakes Mda Cion زاكس مدا قاص وشاعر جنوب أفريقى له وجود مؤثر وفاعل فى الأوساط الأدبية هناك منذ فترة التمييز العنصرى وما تلاها. لعب مدا أدوارا بارزة بأدبه فى مناهضة سياسة التمييز، ثم كتب لاحقا عن فظائع تلك الفترة فى شكل "مناحات" مؤثرة، لئلا يعود الناس لمثل تلك الممارسات البغيضة. فاز مدا بعدة جوائز فى بلده الأم وقد فازت روايته التى نحن بصددها بعدة جوائز مؤخرا بأمريكا. يعمل مدا بتدريس الأدب الإنجليزى فى جامعة أوهايو حيث تدور معظم أحداث روايته. عنوان الرواية "سيون" أو "ضحية" حسب تعريف المثولوجيا التوارتية، وهى إشارة لإسم سيدنا "اسحق" عندهم، وسيدنا إسماعيل "الذبيح" عند المسلمين، فيه إشارة واضحة لملايين "الضحايا" الذين قضوا نحبهم يرسفون فى أغلال العبودية بأمريكا لقرون عدة، والذين لا يزال أحفادهم، بحسب الرواية، يضحى بهم فى "معابد" الرأسمالية الغربية. خلافا للمثولوجيا التوراتية التى تحث على الا "تنشد أناشيد الرب فى أرض غريبة" فإن بطل "سيون" يقوم برثاء أسلافه الذين قضوا نحبهم فى هذه البلاد رثاءا تتقطع له الأكباد فيعدد مآثرهم وكيف أنهم أبناء عظام لحضارات عظيمة ولكن هذه البلاد قد جارت عليهم وأذلتهم. فى نعيه لأجداده، نجده متقيدا بالنص التوارتى "ليلتصق لسانى بحنكى إن أنا نسيتك يا أورشليم" وأورشليم عنده هنا هى أفريقيا وإنسانها العظيم. تبدأ الرواية فى ليلة الهلاوين "عيد الموتى" فى الغرب الأمريكى الأوسط، وهى ليلة يتحلل الناس فيها من كثير من القيود فيعمدون التى تقمص أرواح الموتى والأرواح الشريرة. فى تلك الليلة يتقمص "عبيد" شخصية جد قضى نحبه سحلا فى قبو أحد البيوت عندما فر من الإسترقاق فى فيرجينيا قبل قرون من الآن. يشاع أن روح ذلك الجد تسكن قبو ذلك المنزل، الذى تسكنه طالبات جامعيات الآن، وأن كثيرا من الطالبات يؤكدن أنه لامسهن فى صدورهن وأن "له ملمس لطيف" أخذت الفتيات فى تصديق ذلك وأن ذلك يجلب لهن البركة الخ الخ ففى تلك الليلة نزلت "بيث تيدى" الى ذلك القبو فأوقعها حظها العاثر فى الشقى "عبيد". لاحظت "بيث" أن الملمس ليس لطيفا فشكت فى الأمر وحاولت تلمس "الروح" ففر "عبيد" ولكن بعد أن افتضح أمره فأقتيد الى مركز البوليس. محاولة "عبيد" هذه عبارة عن تنفيس لرغبات مكبوتة، تشبه لحد كبير رغبات "مصطفى سعيد" فى رواية موسم الهجرة الى الشمال للثأر لبنى جلدته بمضاجعة فتيات الإنجليز. قبل إقتياد "عبيد" الى مركز البوليس، التقى فى ليلته تلك "تولوكى" بطل الرواية، القادم من جنوب أفريقيا، ليبكى على أسلافه هنا فى أمريكا وتنشأ بينهما صداقة. بعد خروج "عبيد" من المعتقل تتوطد علاقته بـ "تلوكى" حتى تنتهى بسكنى "تولوكى" مستأجرا لقبو منزلهم فى قرية مجاورة. فى مجالسته للعائلة، أثناء وجبات الطعام، يكتشف "تولوكى" إرث تلك العائلة الأفريقية وكيف أنها إختلطت فى مشوار طويل الدماء فيها بدماء هندية وأيرلندية ولكنهم يكرهونها ويتمسكون بأصيل المحتد الأفريقى. الوالد "موهان" يعيش فى عالم من نسج أحلامه، فما أن يجن الليل حتى يتقمص روح جد أفريقى محارب عظيم او ملك ثم يدلف الى غرفة بنته الوحيدة ذات الأربعين ربيعا، ويحكى لها عن مآثر أجداده وعن أفريقيا وفى هذه الحالة ترتد الشابة "أوربها" الى طفلة فى السادسة أو السابعة من عمرها وتعمد الى تحويل تلك القصص الى رسومات طفولية تشيع فيها قدرا كبيرا من المرح أحيانا او قد تدفعها للبكاء أحيانا تحسرا على ماض زاه ضاع أو أضيع من بين أيديهم. الأم "روث" ورغم إيمان معظم المسترقين بأن الدين المسيحى قد استخدم كأداة لتطويعهم وتدجينهم ويصنفونه على أنه "بضاعة" الرجل الأبيض، الا أن "روث" تجد فيه عزاءا كبيرا ينسيها آلآمها وفقرها. يظل "تولوكى"، ورغم تعاطفه وايمانه بقضية أجداده، متمسكا برأيه بأن ما يفكر فيه هؤلاء الناس، الآن، هو صورة غير واقعية لواقع لم يكن كله زاهيا، وأن كثيرا من الوقائع التى يحكون عن أفريقيا انما هى مختلقة ولا وجود لها. يؤكد "تولوكى" من خلال السرد أن أفريقيا التى فى أذهان هؤلاء المسترقين وحفدتهم إنما هى صورة يظل يرسمها لهم الإضطهاد الذين يعانون فيحنون الى عالم "مثالى" لا وجود له ولكن "الواقع" الموجود على مرارته أجدر بأن يعاش ويتصالح معه. تنتهى الرواية بأن تنشأ علاقة بين "تولوكى" و"أوربها" وبين "عبيد" وبيث تيدى" الأمريكية البيضاء وكأن بالرواى يريد أن يقول لنا بأن الأعراق والجغرافيا لا وجود لها فى عالم اليوم وعلى الناس أن يأخذوا من ماضيهم ما يعينهم على معايشة الحاضر واستشراف المستقبل بروج جديدة. تختم الرواية أيضا فى ليلة الهلاوين "عيد الموتى" وذلك يطرح أسئلة عديدة عن الموت والحياة، الحب والكراهية، الظاهر الذى يعاش والباطن الذى يتقمص أو يتطلع اليه "تقمص أرواح الغير" الخ الخ الخ الرواية ممتعة وتستحق القراءة ============== تنويه: يجدر بى أن أنوه الى أن للأفارقة وجود كبير ومؤثر فى جامعة أوهايو وأن أقل نسبة تقريبا هى للطلاب السودانيين. بالجامعة مركز كبير للدراسات الأفريقية كما تقوم العديد من الكليات بتدريس مناشط مختلفة من أفريقا مثل التاريخ، الأدب الأفريقى، اللغات الأفريقية، الدين الأفريقى، الجغرافيا وخلافه بروفسير جرماى نقاش، شاب أريترى قضى شطرا من حياته بالسودان وهو محب للسودان والسودانيين، يقوم بتدريس الأدب الأفريقى ويود ألو يلتحق مزيد من الطلاب السودانيين بهذه الجامعة لإثراء روح "التنوّع" وهذه مناسبة لطرح هذا الرجاء يمكن الإطلاع على مناشط قسم الدراسات الإفريقية فى الرابط أدناه
http://www.african.ohio.edu/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
الهجرة ومخاطر أخرى للكاتبة المغربية ليلى لالامى قراءة وعرض: عبدالله عثمان جامعة أوهايو
( الـذين توفاهـم الملائكــة ظالمـي أنفسهــم، قالـوا فِـيمَ كنتـم، قالـوا: كنا مستضعفــين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)
صدق الله العظيم
البلد الجفوك عمدو وأبوك نظارو
المتلى قاعد فوقو شن أفكارو؟؟
من الشعر السودانى
ليلى لالامى من الجيل المغاربى، الصاعد بقوة نحو نجومية الكتابة العالمية. درست الأدب الإنجليزى بالمغرب، ثم تخصصت فى اللسانيات فى بريطانيا وأمريكا وأختارت أمريكا أخيرا لتكون مقرا لها تعمل وتمارس الكتابة بها. تصدر ليلى الآن مدونة أثيرية تثير فيها الكثير مما يتعلق بشئون الأدب والهجرة والمهاجرين.تقول الكاتبة المغربية عن اختيار اللغة الإنكليزية أداة تعبير: «لو قدّر لي أن أرجع الى الوراء لكنت ارتدت مدرسة عربية، وأفضلها مدرسة عربية مغربية، لأتمكن اليوم من أن أكتب بهذه اللغة. لسوء الحظ تلقيت تعليماً استعمارياً على غرار الكثير من المواطنين. هذا يعني أنهم علّمونا أن نفكر وأن نحلم وأن نعبر عن أعمق مشاعرنا بلغة أجنبية أي باللغة الفرنسية، لذلك رفضت هذه اللغة التي فرضت علي.وفي ذلك الوقت، بدأت أتعلم اللغة الإنكليزية. حصلت على إجازة في اللغة الإنكليزية من جامعة الرباط قبل أن أذهب الى الولايات المتحدة الأميركية حيث تعرفت الى أعمال الكتّاب الناطقين بالإنكليزية أمثال أشينوا أشيبي ووول سويينكا وجون كويتزي الذين أثروا بي كثيراً. وعندما قررت أن أكتب، اخترت اللغة الإنكليزية، اللغة التي لم تكن تحمل بالنسبة إليّ دلالات استعمارية. إلا أنني لم أنس أن الإنكليزية هي أيضاً لغة أجنبية بالنسبة إليّ. فعندما أكتب، وخصوصاً الحوارات، أسمعها أولاً باللغة العربية المغربية». (عن صحيفة الحياة)روايتها الأولى باللغة الإنجليزية بعنوان (الأمل ومخاطر أخرى) تحكى قصتى وقصتك وقصة كل مهاجر خرج طريدا من بلده بسبب الفقر أو الإضطهاد الدينى أو العرقى أو السياسى. تحكى عن مغامرات عدد من الشباب المغاربة الذين ضاقت بهم بلدانهم ففضلوا ركوب الأمواج، رغم عديد المخاطر التى تكتنف ذلك.تنجح "فاتن" احدى بطلات القصة فى عبور المضيق، تحدوها آمال عراض أن تجد السعة والحرية فى بلاد "الكفرة" فقد كانت فاتن ناشطة اسلامية فى بلدها المغرب، تتحدث عن الظلم والفقر والقهر سرا، تذهب لصديقة لها يعمل والدها موظفا كبيرا فى وزارة التربية والتعليم المغربية التى تشرف على المدارس العامة شحيحة الموارد، فقيرة الاثاث، ضحلة المستوى أكاديميا، ورغم أنه المسئول عن تلكم المدارس الا أنه يرسل بنته الى مدرسة خاصة تدرس باللغة الفرنسية ويسعى مع أصدقائه من المسئولين الحكوميين لتأمين ابتعاث ابنته الى جامعة أمريكية. يحس ذلك الوالد بتأثير فاتن على ابنته ويجن جنونه عندما تعلن له بنته بنيتها فى الحجاب فيوشى للسلطات الأمنية بنشاط فاتن فتتعقبها تلك السلطات حتى يؤمن لها "أمير الأسرة" سبيلا للهروب.تفاجأ فاتن أول ما تفاجأ فى البر الإسبانى وهى أسيرة فى مركز التوقيف بضابط اسبانى لا يتورع فى أن يغتصبها رغما عن أنفها، ثم لما تخرج للشارع بعدما دفعت ثمنا باهظا تجد أنه طالما تم ذلك رغما عن أنفها فلا بأس ان تكرره برضاها لكيما يظل "الروح والجسد" معا كما تأتى العبارة. تتحول فاتن الصينة الدينة لفتاة ليل وتظل تتذكر وهى فى أحضان الزبائن، صديقتها التى تركتها بالمغرب هل لا زالت ترتدى الحجاب؟؟ وتصل لحقيقة أن صديقتها لا بد متمسكة بالحجاب خاصة وانها من اسرة موسرة اقتصاديا فالفقر قد يدفعك لأن تتخلى عن ثوابتك.مراد الشاب المتزوج حديثا، ترك زوجته الشابة الجميلة وأم عجوز خلفه ويمم شطر الساحل الإسبانى، لأنه كره حياة التبطل والجلوس فى المقهى طوال اليوم ليعود آخر المساء ليقاسم والدته وزوجته حجرة وحيدة صغيرة فى بناية متهالكة ثم هى فوق ذاك تشكو قلة الجرذان. يظن مرادا أن الدنيا قد انفتحت عليه بعدما امن صديق له وظيفة غاسل صحون فى مطعم وساكن آخرين فى غرفة واحدة ولكنه سعيد بذلك اذ استطاع فى زمن وجيز أن يرد مبلغ المصاغ الذهبى الذى استلفه من والدته ليؤمن دفع رسوم مافيا التهريب. شىء واحد ظل يؤرق مرادا وهو انه فى عطلة نهاية الأسبوع كان يشعر بفراغ عريض فيأخذ فى التسكع فى باحات مدريد الفسيحة وينتهى به الأمر غالبا الى أحضان بائعات الهوى ويظل يحس بوخز الضمير ان يفعل ذلك وزوجة شابه تنتظره فى المغرب وتؤمل فيه آمالا لا حدود لها. عندما يعود مراد فى اجازته لا يستطيع ان ينام مع زوجه لأن ذكرى تلك اللليالى فى مدريد تطارده فيصمم على اصطحاب زوجه معه لمدريد لتكفيه شر تلك التجارب. فى الصباح يدخل عليه الجيران مرحبين بعودته، يحس بدف العشيرة وأناس يأتون بلا سابق ميعاد، بعض نسوة يحملن صحافا من الطعام وطفل صغير يتسلل فى هدؤ ليجلس على فخذى زوجته، يحس مراد بأن ثمة علاقة روحية بين زوجته وأمه وجيرانهما تنسيهما كل ما يكابدانه من شظف وجفاف الحياة ووحدتها، يسرح بخياله بعيدا فيتخيل زوجه وحيدة لا أنيس لها فى شقة معزولة فى مدريد فيتردد فى اصطحابها لئلا تفقد" دفء العشيرة".تقرأ بين ثنايا تلك القصة أن أولئك المغاربة قد ظلوا يعيشون لمئات السنين ولا شىء ينغص حياتهم، اذا ما اتتهم سنوات شبع حمدوا الله وأغدقوا على أنفسهم وجيرتهم واذا ما دهمتهم سنوات شدة آزروا بعضهم بعضا بقليل ما يملكون اقتسموه بينهم بالسوية حتى نزل دورهم الأوربيون فجعلوا نظرتهم للحياة غير ما تعودوا عليه فأصبحوا مسخا، لا هم تمسكوا بقديم تقاليدهم فعصمتهم ولا هم تقمصوا روح السادة الجدد تماما فاصبحوا مثلهم، حقنهم هؤلاء السادة الجدد بهذا الـ Gene ثم لما عادوا لأوطانهم أخذوا هم يحنون للذهاب اليهم، شيئا أشبه ما يكون بـ "مصطفى سعيد" الطيب صالح و"الجنوب الذى يحن الى الصقيع"!! تحلل الرواية ظاهرة الهجرة وقد يخرج منها القارىء بأن الهجرة – على الأقل للمغاربة – قد تحل مشكلا اقتصاديا ولكنها قد تجلب للمرء – المغربى – مثالب أخرى لم يكن يتصورها من بينها ان تنبت العلاقة بينه وبين وطنه الأم الذى قد لا يزوره ثانية واذا ما زاره فلربما لعدة ايام ينكره فيها الوطن وينكر هو الوطن (هل ينطبق ذلك لحد ما على السودانيين أيضا) والرواية كعمل أدبى لا تسعى لطرح حلول لمثل هذه الظواهر ولكن قد يتلمس المرء بين السطور دعوة لمحاولة التكيف مع الأوضاع داخليا ولكثرة طرق المؤلفة على موضوع "الحكم الراشد" تحس وكأنها تدعو لديمقراطية بالمعايير الغربية التى عاشتها هى فى أمريكا أو بريطانيا لتحل محل "الملكية" المتجذرة فى الكيان المغربى منذ عدة قرون.
قبل أن أزايل مقامى هذا، حرى بى أن أنوه الى ان الرواية تطرح عديد الأسئلة والأمثلة التى قد تنطبق ايضا علينا نحن (جموع المهاجرين السودانيين) وبخاصة أمر الإنفصام الذى يعتري المهاجر بين الولاء لبلد طرده قسرا وبلد استضافه بكل اريحية ثم هو لا يزال كثيرا ما يعض تلك اليد الحانية عليه و"يبوس" - على حد تعبير المصريين - تلك الأيادى التى دفعته دفعا للخروج ... أسئلة كثيرة ومريرة آمل أن تجد بعض الردود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
البوبوز: طبقة متنفذة فى أمريكا قرآءة وعرض : عبدالله عثمان The Bobos in the Paradise David Brooks ديفيد بروكز كاتب ومحلل سياسى واجتماعى غاص عميقا فى سراديب المجتمع الأمريكى فألف كتابا عده هو "سخرية اجتماعية" وقد هدف بنقده الساخر واللاذع للأوضاع فى أمريكا أن يساهم ولو قليلا فى تعرية النظم الإقتصادية والإجتماعية عسى أن ينصلح الحال. سخريته تقوم أساسا على أن بعض الناس فى شبابهم عادة ما يكونون ثوريين يحلمون بالعدل والمساواة الخ الخ ولكن مع تقدم العمر تهدأ ثائرتهم ثم يتحولون من جانب "الضحية" لجانب الصياد مثلهم فى ذلك مثل شباب الثورة الثقافية فى الصين الذين سعوا لتغيير الأباطرة ثم أصبحوا هم الأباطرة الجدد. مصطلح "بوبوز" هو مصطلح خاص من توليف الكاتب بأخذه للحرفين الأولين من كلمتى "البورجوازية" و"البوهيمية" وهما الطبقتان التى اشتهرتا تاريخيا فى أمريكا بعداوتهما لبعضهما البعض، فقد ظل البوهيميون تاريخيا ينعون على "البرجوازية"، وهى أقلية، إستئثارها بالسلطة والثروة على حساب أغلبية المسحوقين، والبوهيمية فى ذلك تنحى منحى قريبا من نحو الماركسية فى نقدها للأوضاع الرأسمالية. كانت الطبقة البرجوازية تتمتع بطقوس ونظم "اتكيت" معينة وأندية راقية "للأعضاء فقط" ويذهب أبنائهم للدراسة فى جامعات أهل الحظوة مثل هارفارد وييل وستانفورد ويضمن الخريج وضعا اجتماعيا ووظيفيا رسم له بعناية ويقوم كل ذلك على علاقات شائكة بين أهل الحظوة تلعب فيها تلك الأندية المشار اليها وبعض الدوائر المغلقة دورا خطيرا فى رسم وتفعيل تحالف "غير مكتوب" لتظل الصفوة فى قمتها ويظل الفقراء لا يراوحون مكانهم. فى المقابل فإن الطبقة البوهيمية لا تحفل ولا تحترم تلك الطقوس، فلا تتقيد بزى محدد ولا نهج واضح للحياة، يقضون حياتهم كيفما أتفق ويظلون ينتقدون الأوضاع بلا جدوى وقد لاحظ الكاتب أن بعض اؤلئك البوهيميين إذا ما أتيح له فرصة تحقيق "الحلم الأمريكى" فسرعان ما يقص شعره المسدل كيفما أتفق ويقتنى ربطة عنق حريرية حمراء وقد تحوى حافظة نقوده عددا من بطاقات عضوية الدوائر المغلقة. ظل الحال كذلك فى أمريكا الى أن دخل جون كيندى الى البيت الأبيض فأستصحب معه عددا من "التكنوقراط" ليديروا سياسة الدولة التى كانت تعتمد سابقا على بيوتات المال التقليدية وبدخول أولئك التكنوقراط الذين ينحدر بعضهم من أصول اجتماعية متواضعة أخذ الميزان يميل قليلا لصالح تقديم "العلماء" على "الرأسمال" فى كل مناحى الحياة ثم أخذب بذلك الجامعات تستقطب "العقول" اكثر من استقطابها "للجيوب" فأصبح المعدل التراكمى فى إمتحانات "السات" SAT هو معيار العبور للجامعات ذات الصيت وليس الحساب البنكى. بعلو نجم "الأكاديميا" أخذت معايير جديدة تسود فى ذلك المجتمع المحافظ فأخذت بعض الأندية المغلقة تاريخيا على عوائل معينة تستقطب هى بدورها أناسا عاديين لا ينتمون لكيندى او جيفرسون ولكنهم بارعون فى العلوم الإنسانية أو التطبيقية كما لم يبرع أحد غيرهم وقد كان حافز التغيير الأساسى هو إطلاق الروس لقمرهم الصناعى "سبوتنك" فأخذ الأمريكيون يقتنعون بأن المال وحده لا يفيد فلا بد للمال أن يستصحبه علم يرشده ويوجهه الوجهة الصحيحة. يعزو الكاتب ظهور مفاهيم جديدة فى حقل العلوم الإنسانية وعلوم جديدة كذلك مثل علم "التخطيط الإستراتيجى" الذى يقوم على استقراء الأحوال وإستنباط تنبؤاءت علمية تحكم مسار السوق وغيره لهذه الطبقة الجديدة التى أصبحت تركز على إحضاع كل ظواهر الحياة للبحث العلمى الجاد وبذلك فلا شىء عندها متروك للصدفة او العواطف. من ضمن التغييرات أيضا، التى أصبحت مألوفة بفضل تزاوج طبقتى البرجوازية والبوهيمية، هى عدم الإهتمام بمظاهر "الأتكيت" القديمة، فقد يقوم مرشح للرئاسة مثل بيل كلنتون بالعزف على الساكسفون لحشد الجماهير للتصويت له وقد يحسب مثل هذا الصنيع مفارقا فيما مضى من عهود لقيم "الرجل ذو السطوة" ومثال آخر أن اجتماعا لعدة رؤوس فى غرفة واحدة قد تزن رؤوسهم مليارات الدولارات أن يرأسه رجل يلبس "التى شيرت" والحذاء الرياضى مثل بيل غيت. يلاحظ الكاتب أن تقدما تكنولوجيا هائلا قد حدث بفضل تزاوج هاتين الطبقتين ولكن وبنفس المقدار فإن تدهورا اجتماعيا خطيرا قد حدث أيضا مثل كثرة حالات الطلاق، و العلاقات خارج مؤسسة الزواج التقليدية والتى تنذر بزوال العائلة كمؤسسة، بجانب ظهور جماعات السحاقيين واللواطيين الخ الخ ولا يعفى الكاتب الكنيسة كمؤسسة من بعض التبعات بل قد يعدها شريكا لتلك الطبقة اذ بمسايرتها لذلك فهى تضمن مصالحها، اذ اضحت الكنيسة مؤسسة اقتصادية اكثر منها مؤسسة دينية فبذلك كان لزاما عليها مسايرة الطبقة الجديدة لضمان استمراريتها هى. يتحدث الكاتب أيضا عن دور التلفزيون وتأثره وتأثيره فى خلق مفاهيم الطبقة الجديدة ويتطرق ايضا لنظرة هذه الطبقة للمراة، الجنس، الدين، السياسة وما الى ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
نكرات: الرق الجديد بأمريكا والوجه الآخر لتجارة العولمة
Nobodies John Boweعبدالله عثمان جامعة أوهايو (ربما تكره فعلى القبيح ولكنك لا تشغل نفسك بالذى دفعنى لأفعل ذلك .. فتش جيدا) من تجارب الأمريكان السود
لعل أهم ما يميز أمريكا أن الناس هنا تتحدث عن المشاكل بالمكشوف، لا تخشى فى ذلك لومة لائم وتسعى للتغيير. الكاتب جون بو، الصحفى المتمرس والمتعاون مع عدد من الصحف ومحطات التلفزة الأمريكية قام بعمل جرىء استغرق زهاء الستة سنوات منقبا وباحثا فى شئون "العبودية" الجديدة بأمريكا وقد أخرج حصيلة تجاربه فى كتاب طبع مؤخرا (2007) بعنوان "نكرات" او "منبوذون" الكتاب فى حوالى ثلاثمائة ونيف صفحة، زاه جميل ألوان التغليف سميكه، يبدو للناظر اليه لأول وهلة تماما مثل أمريكا التى صورها بين دفتى الكتاب. فأنت حين تنظر للكتاب، وهذه من فنون الأخراج هنا، فسيسترعى انتباهك ربما دون غيره من الكتب، وتلك هى امريكا تماما لمن هو خارجها، زاهية، جميلة، براقة، وإبتسامات تعدك بامكانية تحقيق "الحلم الأمريكى" فينجذب الناس اليها كما الفراشات على النار الحارقة، ولكنك ما ان تدلف الى داخل الكتاب – قل أمريكا – فستجد عالما آخرا ما كان يدور بخلدك الكتاب مقسم الى ثلاثة فصول، الفصل الأول يحكى عن تجارب عمال من المكسيك، دفعتهم الظروف القاهرة فى بلدانهم الى النزوح الى أمريكا. عملية القدوم نفسها، كما يصورها الكاتب، محفوفة بمخاطر مالية ونفسية جسيمة، فقد يلجأ هؤلاء العمال لبيع كل ما يملكون وربما يستدينون مبالغ قد تصل لضعف ما قد يحصلونه فى أمريكا فى عام من "السخرة" واذا ما نجح أحدهم فى اجتياز الحدود سالما فسيتعرض لمشوار من الإبتزاز، كيف لا وهو لا يتحدث الإنجليزية ولا يملك مالا الخ الخ .. فيضطر للعمل فى جنى محاصيل الطماطم والفواكه، يكد نهاره مثلما النحلة ليخلد لراحة ساعات فى عنبر سىء التهوية يقطنه مع عشرات غيره ويبدع الكاتب فى تصوير معاناتهم ودورة مياة تخر طوال يومها ومياه ليست مدفأة فى فصل الشتاء الطويل. تلجأ مافيا تشغيل هؤلاء المساكين لتقييدهم بالعمل معهم بعدة وسائل منها اغراقهم بالديون فيظلون أسارى حتى يسددون ديونهم ولا يستطيعون، ومن حيلهم أيضا دفع هؤلاء العمال لإدمان المخدرات والكحول وحيلة ثالثة هى ابتزاز أهلهم فى موطنهم الأصلى وتهديدهم اذا ما قرر العامل الفرار ويصل الأمر لحد القتل، كل ذلك وحسبما يقرر الكاتب والحكومة الفيدرالية لا تحرك ساكنا لا لشىء الا لأن هؤلاء "نكرات" فمن يحفل بهم ثم هم لا يصوتون ولا يملكون ما يدعمون به الحملات الإنتخابية المكلفة الفصل الثانى يحكى عن معاناة عمل هنود مهرة استقدمهم صاحب عمل أمريكى بعقود مغرية فى ظاهرها ولكن باطنها فيه العذاب. تحصلت الوكالة الهندية التى كانت وسيطا لإستقدام هؤلاء العمال المهرة على ألفين دولار ونيف من كل عامل ثم أرغمته على التوقيع على اقرار يقر فيه بأن الوكالة لم تتقاض منه اتعابا. عندما يصل هؤلاء الهنود الى امريكا يفاجاون بأن صاحب العمل يدفع لهم ثلثا ما اتفقوا عليه فى الهند ثم أن المبلغ، تهربا من الضرائب الأمريكية، يحول للوكالة التى استقدمتهم، ثم تقوم الوكالة بتحويله للعمال فى أمريكا مرة أخرى وما بين التحويل والعودة والروبية الهندية قد يفقد العمال مبالغا اضافية. تلك الحيلة ايضا تضمن لصاحب العمل الأمريكى بجانب التهرب الضريبى ضمان بقاء العامل معه اذ ان أجره ياتيه من الهند فاذا لم تعمل هنا "عد الى الهند"!! يدفع صاحب العمل الأمريكى، والذى قام بتسريح العمال الأمريكان عالييى التكلفة، يدفع للعمال الهنود اقل من نصف الدخل الأقل المتعارف عليه فى أمريكا ثم هو لا يحس بأنه يفعل منكرا، بينما يجنى من وراء ذلك الملايين من تعاقدات مع شركات البترول الكويتية. يبرر لنفسه أن دولاران فى أمريكا تعادل ضعف ما يتقاضاه هذا العامل فى بلده الهند ويحس بنشوة أنه فى ذلك يعد محسنا!! ولكن كيف له أن يقيم الفقد الروحى والوجدانى الذى يعانيه هذا العامل الهندى والذى فقد خصوصيته بسكناه فى عنبر وبأكله لطعام ردىء يطبخ ليكفى عشرين شخصا وهم خمسون. أشياء كثيرة لم يحسب لها ذلك "المحسن" الأمريكى حسابا أقلها أن هذه أمريكا وليست الهند ولكنه يبرر لنفسه "إنهم هنود على كل حال" الفصل الثالث وهو أخطر فصول الكتاب، يبرع فى تصوير المأساة ويجعلك تخاف حقيقة حينما يدفع الشره الناس للتخلى عن أبسط معايير الأخلاق. ففى هذا الفصل يزور الكاتب جزيرة "سايبين" وهى جزيرة تتبع للنظام الأمريكى فى قلب المحيط الهادى. ازدهرت الجزيرة بعدما نمت فيها صناعة الملبوسات والتى تقوم أساسا على أكتاف عاملات صينيات وفليبينيات وغيرهن. بعدما جأرت بعض جمعيات حقوق الإنسان بالشكوى من سؤ أوضاع هؤلاء العاملات، قام اباطرة الجزيرة بخطو استباقية وهى استقدام صحفيين أمريكان ذوو شهرة، استقدمهم الأباطرة على حسابهم وانزلوهم فى قصور فارهة وطافوا على منتجعات الجزيرة الساحرة ومن ضمن برنامج الزيارة زاروا معامل "نموذجية" اختارها الأباطرة بعناية وربما رشوا عمالها ايضا، فعاد الصحفيون وكتبوا أن الوضع "عسل على لبن" (بعض هؤلاء الصحفيين ينشر عموده اليومى فى أكثر من ثمانين صحيفة يومية بعرض البلاد وطولها) ولكن ذلك لم يفت فى عضد منظمات حقوق الإنسان فلجأت للكونجرس. قام ستة من أعضاء الكونجرس، يصحبهم طاقم من موظيفهم وبعض أفراد أسرهم، وكل ذلك على حساب دافع الضرائب الأمريكى، قام أولئك التسعة عشر بزيارة للجزيرة وبالطبع كان فى استقبالهم "الصياد" وليس "الفريسة". فهذا "الصياد" يدفع عشرات الملايين لدعم الحملات الإنتخابية و"قد تستحى العين"!!
بعد تطواف ومباريات "غولف" و"دعوات فاخرة" جلس أولئك النواب لمدة خمسة وعشرين دقيقة مع عاملات النسيج اللائى لا يحسن الإنجليزية ثم استأذنوا لللحاق بدعوة غداء!! قضى بعض أولئك النواب ليلتهم تلك فى مرقص للتعرى تعمل فيه بعض هؤلاء النسوة المقهورات لزيادة دخلهن!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
حياة من أجل التغيير سيرة ذاتية قراءة وعرض : عبدالله عثمان جامعة أوهايو كن أنت التغيير الذى تحب أن تراه فى الآخرين المهاتما غاندى وينسب لحكيم سودانى انه فتح دكانا لأحد أبنائه وكان الإبن خاملا، سأله الوالد الحكيم: الدكان ماشى كيف؟؟ كويس يا أبوى بس لو كان ناصية.. لم يزد الأب الحكيم على أن قال له: كن أنت ناصية يا ولدى!! ولعل هذا ما كانته السيدة قريس (رحمة أو مهلة إن شئت) فقد ولدت السيدة قريس من أم صينية لمهاجر صينى مغامر، ضاقت به صين مطلع القرن العشرين بحروبها الأهلية والمرض والفقر فنزل بعد كفاح الشواطىء الأمريكية وفى جيبه خمسين سنتا ولكن ما لبث، وفى أقل من عقدين من الزمان، أن أصبح "أمبراطور المطاعم الصينية"!! ولدت الطفلة قريس فوق سطح مطعم والدها فى رود آيلاند وتفتحت عيناها وهى تسمع عبارات قيلت أول ما ولدت وظل نوادل مطعم والدها الصينيون يكررونها على مسامعها: "إنها بنت، لن تجد نفعا، أقذفوا بها فى مقالب القمامة" ولعل ذلك من الدوافع التى حدت بها للتميز كما سنرى. يقع الكتاب "حياة من أجل التغيير" بهوامشه وملاحقه فى حوالى ثلاثمائة وواحد صفحة وقد طبعته جامعة مينسوتا بالولايات المتحدة فى العام 1998 وقد قدم له أوسى ديفز الكاتب والممثل والمخرج المعروف. خاضت السيدة قريس العديد من التغييرات والتحديات فى حياتها، فبالرغم من كون اللغة الصينية هى لغة البيت، ووالد حريص على تعليمها والتمسك بالتقاليد الصينية، الا أن قريس قد تمردت على كل ذلك من وقت مبكر فجنحت لإتقان الإنجليزية على حساب الصينية ثم تحولت الأسرة جزئيا من الديانة الكونفوشسية الى المسيحية، يضاف الى ذلك أن قريس قد اتخذت لها اسما امريكيا بديلا عن اسمها الصينى. منذ سن باكرة قررت قريس أن ليس لها كبير اهتمام بالعمل فى البيت "المطبخ" خلافا للتقاليد الصينية وقد أخذ والدها يستجلب لها الخطاب الصينيين ولكنها كانت تردهم بمبدئية تحسد عليها. استغرقتها الدراسة تماما وبرزت فى ذلك بروزا كبيرا وقد كانت تجنح وبجنون للعب من كل ما هو متاح فقد تدرس أشياء تبدو متناقضة مثل المسرح والرياضيات والديانات الشرقية والماركسية الخ الخ. ورغم أن والدها كان ميسور الحال الا انها قد اعتمدت على نفسها منذ سن باكرة فتعلمت الطباعة على الآلة الكاتبة وأخذت تدر عليها تلك المهنة مالا معتبرا، بجانب ذلك فقد ظلت تعمل بدوام جزئى فى مطاعم والدها ولما حلت بأمريكا سنوات الكساد العظيم أفلس والدها فرحلت للعمل فى شيكاغو، ورغم هجرها لقصر كبير مكون من ثمانية غرف كانت تسكنه فى نيويورك وسكناها فى غرفة تتقاسمها معها الفئران وبلا تدفئة الا أن ذلك لم يفت فى عضدها وتحصلت فى سن باكرة على شهادة الدكتوارة فى الفلسفة. نفس قريس التواقة قادتها للتعرف على الماركسية فأدمنت مطالعة هيجل وماركس ولينين ثم نشطت فى العمل العام فانخرطت فى صفوف حركات السود من أجل المساواة وقد بدأت من القواعد للتعلم اصول العمل والفكر. كانت قريس تؤمن من البداية بأن التغيير لا يمكن ان ياتى من خارجك وإنما التغيير يبدأ من الداخل ولا يفوت عليها ان ذلك قد يأخذ زمنا طويلا ولكن ذلك هو الحل ولا بديل له وقد كان واضحا عندها الفرق بين التمرد والثورة فهى تعتقد أن التمرد مرحلة تسبق الثورة.. مرحلة المارد فيها التغيير ولكن التمرد لا يملك ارادة التغيير انما تملكه الثورة وهى المرحلة اللاحقة للتمرد وتعنى بالإجابة على السؤال ثم ماذا بعد. تزوجت قريس، وهى الحائزة على درجة الدكتوراة، من عامل بسيط فى خط انتاج سيارات كرايسلر بمدينة دترويت وهو من أمريكى من أصل أفريقى وقد كان معروفا بإنتمائه للحزب الشيوعى وقد ألف وحاضر كثيرا ولكنه مع ذلك ظل متمسكا بعمله كعامل فى مصنع السيارات. ذلك الرجل هو الذى اتخذت اسمه فيما بعد وهو جيمى بوقس مؤلف كتاب "الثورة الأمريكية: قراءة فى نضال السود" رغم أن قريس وزوجها ماركسيان الا أنهما كانا منفتحان على كل الحركات الأخرى، وقد حرصا على مد جذور التعاون حتى مع المؤسسات التقليدية مثل الكنيسة فى محاولة منهما لخلق "مانفستو" شيوعى أمريكى لا يرفض الدين ولا الرأسمالية تماما وإنما يسعى بوسائل الثورة وغيرها لإعادة تقسيم الثروة, امتدت علاقتهما مع كل الناشطين السود وأصدقائهم فشملت مالكوم أكس، د. مارتن لوثر كينج، أليجا محمد والمغنى الثورى لويس (أصبح فيما بعد لويس فرخان) كذلك كانت لهم علاقات بالطلاب الأفارقة الذين يدرسون فى أمريكا ثم أصبحوا فيما بعد زعماء فى بلدانهم مثل كوامى نكروما (كان نكروما قد طرح لقريس فكرة الإقتران بها ولكنها رفضت ذلك فتزوج بفتحية المصرية) وقد زارت قريس وزوجها جيمى غانا وغينيا وكوبا وعدد من دول الكاريبى فى محاولة لمد جسور التواصل مع الحركات اليسارية. أنشئت قريس مع زوجها فصولا غير رسمية لتدريس الناشطين مبادىء الماركسية وأسس النضال الثورى وقد نشرا مع آخرين العديد من الكتيبات والمنشورات والمجلات التى كانت تناقش كل ما يطرح على الساحة من مستجدات فى شئون الإقتصاد والسياسة والإجتماع ولهم تحليلات عميقة خاصة فى المواضيع التى تهم المرأة الأفرو-أمريكية ومشاكل الحمل المبكر وقد ساهما بذلك فى تنوير قطاعات كبيرة من الشعب ما كانت لتجد حينها مثل هذا التنوير لولا هؤلاء العملاقين وعصمايتهما ظلت قريس مرتبطه بجيمى لأكثر من اربعين عاما، حتى توفى جيمى فى مطلع تسعينات القرن الماضى، وقد ظلا يسكنان فى ذات المنزل ولا تزال تسكنه هى فى ضاحية فقيرة فى مدينة دترويت التى دمرتها أعمال العنف فى ستينات القرن الماضى. وتتحدث قريس عن أنهما ظلا يعيشان حياة كلها كفاف ولكنهما لم يأبها لذلك البتة اذ ظلا يلبسان من محلات الألبسة المستعملة ويكتفيان بقليل الطعام رغم ان زوجها يعمل لساعات طويلة وكانت أمه تسكن معه فى نفس المنزل. وقد ظل الكتاب والحوار هو أنيسهما طوال هذه السنوات ولا تزال قريس والتى بلغت هذا العام الثانية والتسعين عمرا ناشطة فى العمل العام وتحيا من أجل التغيير يمكن متابعة هذا اللقاء الممتع مع قريس: http://www.pbs.org/moyers/journal/06152007/watch3.html -
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
وانا جاري بين توزيع البتزا و كتب التلفونات, اقتنص الفرص للقراءة ابتداء من مدارس اللاجئين و انتهاء باحدي كلياتها متخصاصا في علم ادارة الشركات في شرائحها العامة او متخصصة كمكاتب المحامين او الاطباء, الدراسة مدتها كانت 6 شهور مدفوعة من مجلس المدينة وكمان معاها مرتب و الحضانة للطيب في الداي كير. اول ما انتهينت من الدراسة التي بداتها اضرب علي الكمبيوتر بالاصبع (همر) و خلصتها ب 45 كمله في الدقيقة (باي تطش), لم ينهي الامر الي هذا الحد من مجلس المدينة تم ارسالي من قسم اكمال الدراسة الي قسم البحث عن وطيفة, وفي ظرف 24 ساعة وجدت الوظيفة, وكان المجلس يدفع كل الراتب و لمدة 3 شهور و الثلاثة شهور التي تليها مناصفة بين المجلس و الشركةر, مع عمل زيارات شهرية لتقييم الاداء, هذا التقييم كان هو بيت القصيد, اذا كان اداؤك جيدا لا يحق للشركة بعد ال 6 شهور ان تتخلي عنك.
المهم في الموضوع اخوك طبعا بجضم المحاسبة و عند خبرة في شغل البنوك في السودان لكن الانجليزي لا يتعدي مرحلة ايشن و دز, لكن رغما عن ذلك كنت الرجل التاني في الشركة اللهو المالك و انا المدير الاداري و الحسابي للشركة, عن طريقي تم تعيين الاخ صديق دالي كمهندس لفترة مؤقته و لمشروع محدد, و اثبت كفاءة عالية جدا بعد الانتهاء من المشروع تم تعيينه بصفة دائمة. مالك الشركة كان مسافرا الي كلفورنيا, فجاءني , قال لي انت المسؤل الاول و الاخير في هذه الشركة في فترة غيابي, معقولة الامريكان ديل كلهم و كمان صديق دالي شيخي, لا لا دي ما بتجي.
واحده من الموظفات, طلبت منها ان تعمل شي, فقالت لي انها مكلفة من مستر هوارد لاداء مهمة معينة, اخبرتها بان مستر هوارد (اوت اوف تاون) و بجي بعد يومين لذلك اوقفي ما عندك و و انجزي هذه المهمة التي لن تستغرق و قت طويل, تباطأت في عمل المهمة, ذهبت لها للمرة الثانية, ايضا لم تحرك ساكنة, في المرة الثالثة اخبرتها بان تترك ما عندها و تذهب الي منزلها, حتي يأتي مستر راندل من رحلته ويري ما يراه مناسبا, في هذه الفترة اتصلت هذه الموظفة بوالدة مستر راندل هوارد, بانني اخبرتها بترك العمل, اتت والدة مستر هوارد منزعجة, لتصرفي هذا, وقالت لي لماذا تصرفت هكذا, فاخبرتها بالحق الموكل لي من ابنها و بما هي احد الملاك فيكمنك ان تتصرفي بما ترينه مناسبا, فقالت لي ان راندل كلف هذه الموظفة لاتمام مهمة معينه, فدعها تنجز هذه المهمة و لتذهب بعد ذلك الي ان يأتي مستر راندل للتحقق من ذلك و لبفعل ما يراه مناسبا, اتصل راندل تلفونيا و اخبرته بما حدث, حولته للموظفة ثم تحدث الي والدته, ثم تحدث لي ثانية و قال لي اتخذت القرار المناسب, فلتترك ما عندها و لتذهب من اجل مصلحة العمل و من اجل هيبة الادارة. بعدها اتت لي والدة مستر هوارد و قالت لي (يو ديد اقود جوب, ثانكيو اند دونت قت مي رونق, ايام جست تراينق تو ميك شور, ثانكس اقين) فهذه هي امريكا
لطفي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
اللهم احفظ إسرائيل Nadir Dirar اعتدت في غالبية الأحيان أن أتوقف صباحا على أحد محلات Starbucks لأحصل على كوب القهوة الصباحية الذي يُفقد الذاكرة للوهلة الأولى عائدا بمن يشربه يوما إلى الوراء من حياته وزارعا تلك الابتسامة التي تزيل شحوب الاستيقاظ المبكر صباح كل يوم ....
واعتاد أحد زملائي في العمل (من أحد الجنسيات العربية، واعتذر عن تسميتها لأسباب سياسية تتعلق بما يجري حاليا من أزمات اجتاحت الخليج والمحيط وحتى بلوتو) أن يذكرني "يوميا" بأن هذه السلسلة من المحلات تتبع لمجموعة من اليهود الذين يتبرعون بجزء من أرباحها لدعم دولة إسرائيل، مؤنبا إياني بأنني، وكغيري من أخوتي العرب والمسلمين الخائنين ندعم إسرائيل بشكل غير مباشر ونتحمل مسؤولية كل رصاصة تُطلق في الأراضي المحتلة.
واعتدت أنا أيضا أن أذكره، عندما ينسى حملته الدعوية المباركة هذه وتذكرته ذات العبرة، بأنه قد نسي واجبه "الضميري" واليومي في أن يؤنبني ويزرع فيني إحساس الخيانة الذي لا أكاد أتحمل يوما بدون أن أعيشه إدمانا عليه ....
لا أطيل عليكم، وأعود لأكمل الغزل في كوب القهوة ذلك، فقد دخلت إلى المحل صباحا ووجدته، كعادته، يفوح برائحة الورود الممزوجة بالقهوة ومشتقاتها .... وقفت في صف "المدمنين" الذي يستقيم في جمال متناهي متفوقا على نظيره في الجيش الكوري الشمالي الذي يشتهر بتساوي دقات قلب كل جنوده مع بعضها البعض .... التفت يُمنة ويُسرة أتطلع باحثا عن أي تفصيل خاطئ في أرجاء المحل .... لوحة كبيرة أنيقة لفيل كيني يمثل عنصر الروح لسر ذلك الإدمان .... موسيقى كلاسيكية هادئة .... مجموعة من الطلاب يتجرعون رشفات من القهوة السحرية وهم يضعون اللمسات الأخيرة على الاستعداد للمعارك ولاقتحام غرف المحاضرات .... رجال أعمال يتناقشون بهدوء قاتل عما سيستيقظ عليه مؤشرا النازداك والداو جونز بعد سبات عميق .... طفلة صغيرة تشرب الكاكاو وتحكي لأمها عما حلمت به ..... يتحرك الصف بهدوء وكما أُريد له أن يتحرك أماما .... أتبع خطى كتيبة المدمنين ... سجادة بنية وكأنها صنعت قبل لحظات ... نظرة من الزجاج والحياة في نيويورك تمضي في تسارع ... تتسارع الخطى ويحين دوري للقفز دون مظلة ... موظف أنيق وكأنه وزير خارجية إحدى الدول العربية (وبدون تسمية أيضا) يبادر بكلمات (صباح الخير ... كيف بدأ يومك!! وكيف يمكن لي أن أخدمك؟؟) تملي عليه الطلب ويكمله هو من قراءة العين ... وفي أقل من 5 ثواني يقدم شكره ويطلب منك الانتقال إلى الجزء المخصص لاستلام المشروبات ... تنتقل في ثواني معدودة أيضا إلى الجانب الآخر وتبادرك موظفة أنيقة أيضا (غير متبرجة) تسأل عما إذا كان هناك أي ملاحظات قبل الاستلام ... ولحظات وتضع لك الكوب على الطاولة قائلة (شكرا ... استمتع ... ولديك يوم جميل) ... تبادر من الخروج من المحل مصطحبا أداة الجريمة والابتسامات تنهال عليك من كل جانب من أبناء العم سام (وللتذكير فأنا من أشد المرحبين بكل مظاهر النفاق حينها) ....
لحظات بسيطة وأصل إلى محل عربي لاقتني بعض الصحف العربية التي تساعدني على زيادة معدل سرعة تعكر الدم كلما زاد عندي الإحساس بالارتياح أثناء العمل (والارتياح هو الشعور المنبوذ لدى شعوبنا العربية) .... أفاجأ بصراخ وعويل بين مجموعة من جيراننا وأشقائنا وحبايبنا وأخواننا من مصر الشقيقة ومجموعة من العرب من دول أخرى شقيقة حول "غزوة بلاط أمدرمان" يستعرضون إنجازات كل من الجيشين العرمرمين وبما أبلى كل منهما .... مستنفذين كل ما تبقى لهم في حياتهم من شتائم سيُسعد بنفاذها (محمد ابن المبارك) و (عبد العزيز ابن أبي فوليقة) .... أخرج مسرعا من ذلك المستنقع ... واقفا للحظات لأتذكر أين يقع المبنى الذي أعمل به، نظرا لفقدان الذاكرة الجزئي الذي أصاب به كل يوم تحديدا في هذا اللحظة ولا أدري لماذا ... أتوجه إلى مكتبي وأبدأ بقراءة الصحف وكل ما فيها يغم القلب من مشاكل وأخبار مللت تكرارها لدرجة أنني تملكت القدرة على القيام بكتابة أغلب الصحف اليومية يدويا لتأتي مطابقة للواقع قبل حدوثه .... ليس رجما بالغيب وإنما رجما على حالنا اليوم .... أفتح ذلك الحاسوب المسكين وأتصفح كل المواقع العربية واستمتع بقراءة نتائج وتحليلات تلك الغزوة وتلك التصريحات التي ترج الكوكب بكامله .... كل الصحف كل المجلات كل المنتديات كل الدول ... حتى كتاب الوجه المسكين (الفيسبوك لمن سيستغرق 3 ثواني في التفكير عما هو "كتاب الوجه") لم يسلم من تبعات الغزوة المباركة .... نسير على خطى صحابتنا رضوان الله عليهم ... نمثل مجتمعنا بأفضل ما يمكن لأمة أن تمثل به مجتمعها عاكسين صورة مشرقة عن حضارتنا .... نجامل بعضنا بعضا حتى أصبح رد الجميل أصعب من صنعه ....
تتناهى إلى مسامعي للحظة نداءات زميلي ورفيق دربي سائلا عن سر اهتمامي بالإصرار على شراء القهوة من أولئك الأشرار الذين يقتلون أطفالنا وأمهاتنا بأموالنا ... وأقاطعه قائلا "ألا وربي لتحفظن إسرائيل .... اللهم احفظ لنا إسرائيل ما حفظت أمتنا .... وبارك لنا فيها ما أبقيت على أحد منا على ظهر البسيطة ....
اللهم احفظ إسرائيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
ورغم ذلك لا تنتطح عنزتان في ان امريكا جميلة وعطاءة لمن كد عطاء من ليس في قاموسه تعريفا لكلمة فقر
ستفرح اذا علمت ان كل الذين مروا بهذه التجارب من اكثر الناجحين في هذه البلاد!!!! تاج
الغسالة .. بقلم: تاج السر الملك الخميس, 05 نوفمبر 2009 09:52
الغسالة The Laundromat
إلى روح المرحوم كامل
( من لم يعمل في مغسلة أو دكان يماني ، فهو ليس بمهاجر اصيل)
لا يعرف أحد تحديدا، أسم أول مهاجر سوداني، تحصل على وظيفة ملازم غسالة ( عامل أن صح التعبير، و لا تأريخا مضبوطا يعتمد عليه لتوثيق الحقبة، و لكن الذي يجدر ذكره ، أن تسعينات القرن الماضي شهدت إقبالا منقطع النظير على امتهان هذه الوظيفة، و نخص بالذكر جمهور المهاجرين السودانيين إلى الولايات الأمريكية، نظرا لسهولتها الخادعة من جهة، و لتعذر فرص العمل الأخرى و ندرتها أمام غير الحاصلين على أذن عمل من جهة أخرى، عدا مشاكل اللغة عند الكثيرين ممن لا يتقنون من الانجليزية غير كلمة ( سانك يو) .
فالراتب في المغسلة يصرف نقدا دون أن يمر على جباة الضرائب ( تحت الطربيزة)، بينما يمكنك التجول داخل المغسلة مثل ( جمل المديرية) كما تفضل ( الوسيلة) بالوصف، دون أن يشك أي رسمي في شأنك، لا يتطلب منك العمل سوى معرفة باللغة لا تتجاوز مفرداتها كلمات من نوع (سانك يو) ، ( هاف انايس داى)، (بول شيت)، فأن أظهرت نجابة ، تعلمت كلمة (Goddddamn).
إضافة إلى ذلك، فأنه يتوجب عليك التواجد في مكان العمل أيام الأسبوع السبعة، لا أجازات و لا أعياد، اثنتي عشرة ساعة في اليوم، و ليس لك أن تختار وردية الليل أو النهار، ستعمل صيفا و شتاءا، الصيف القاسي و الشتاء الأشد قسوة، و ما بينهما الربيع و الخريف، تعاني ما تعاني من عنت الحساسية التي تزيد من بأسها روائح الصابون و المطهرات، و ستشهد معارك النساء و الرجال، و قد تتودد اليك النساء المستوحشات في يأس جفاف العواطف و غلظة الحياة في صحراء رأس المال. و لسوف تتدرب على الزحف و القصف، و على الانبطاح و الانزلاق ، حال سماع دوى الطلقات النارية من كافة أنواع الأسلحة اليدوية ، لا منطقة خضراء تعصمك غير الصبر و الدعاء.
وقد كان أول عهدي بالتعرف على التقليد المغاسلي عند الأمريكيين، حينما أخذني الصديق المزارعي العريق ( جمال غليدة)، في جولة تطبيعية شملت ( الفورتي سكند ستريت)، أيام مجده، قبل أن تمتد يد السيد ( جولياني) في أطار حملته الصليبية، فتوصد الأبواب دون الأعين الصديقة الباحثة عن المتعة غير البريئة، فانفض سامر ( العزابة) فهجروا ( نيويورك) إلى أمسيات ( فورت لودرديل) و( لاس فيجاس) و نواح آثمة أخرى.
أعجبت أيما أعجاب بفكرة غسيل الملابس الجماعي، يؤم الغسالة أهل المنطقة كل حسب جدول عمله، الى المغسلة يحملون أطنانا من الملابس المتسخة، في أكياس من القماش و البلاستيك، هي كل حصيلة الأسبوع المنصرم، يتبادلون حديثا مختصرا عن حالة الطقس و كفى، و تعتبر من افضل الأمكنة للقاء العشاق ( بعد الكنيسة)، يعمد الناس عقب فرز الملابس إلى اختيار الماكينات المناسبة، و تحويل العملة الورقية بالفضية في ماكينات أوتوماتيكية مخصصة، و بجانبها ماكينات أخرى لبيع الصابون و الحلوى و القهوة و العاب ومقاعد آلية لتدليك الظهر و الأطراف، و على الحوائط المتقابلة تضج قنوات التلفزيون دون انقطاع، في وسط المبنى تمتد الغسالات بأحجامها المختلفة في نظام عبقري بديع، و على امتداد الحوائط الأربعة، تلتصق الماكينات المجففة في عزم، و لك مطلق الحرية في اختيار الزمن الكافي للتجفيف بقدر ما تطعمها من مال.
عامل المغسلة رجل( جوكري)، فهو المدير، و العامل، و الخفير و ضابط الأمن، ملك الساحة و خادمها، أهم شخوص المسرحية و أقلها قيمة في نفس الوقت، يبدأ دوامه بكنس الأرض و مسحها، و تلميع الماكينات و ينتهي يومه بالروتين نفسه، و في خلال اليوم، يظل دائرا مثل نحلة دون توقف ، يرد على الهاتف مجيبا على تساؤلات صاحب العمل المستمرة و التي تتركز دائما حول الدخل، ووصايا حول طرق ذكية لإخفاء النقود، و الهاتف موصل بأربعة أجراس تضج في لحظة واحدة، لا تمكن العامل من الإدعاء بعدم سماعها، يتمدد العامل مثل الرجل المطاط في كل الاتجاهات، لمساعدة الزبائن، و الإجابة على أسئلتهم السخيفة معظم الأحيان، فبالرغم من أنهم يفعلون نفس الشيء كل أسبوع و لسنوات عديدة، إلا أن الأمريكيين لن يكونوا أمريكيين مالم يجازونك بوسام ال (Hrad time)، طالما انك محسوب كموظف في أي مكان !! تصرف التعويضات لمن تعطلت ماكينته أثناء الغسيل، و تبتكر الحيل لتسليك المنافذ التي انسدت بقطعة نقود أجنبية
أراد البعض خداع الماكينه بها فلم تقبلها ( تستخدم في هذه الحالة عبقريه كباس الترتار)، ثم يد على الريموت، لتغيير قنوات التلفاز أرضاء لأذواق الخلق المتنافرة، تلاحق الصبية و الأطفال، خوفا على نفسك من مسؤولية إصابتهم، و ما قد تجره عليك من وبال.
و في المساء يحتمي بالمبنى رجال المباحث و مروجي المخدرات، و باعة الأغراض المسروقة، و كثيرين من شباب التاكا الذين لا تود رؤيتهم، ثم ينشب عراك، و تشهر أسلحة نارية و غير نارية، ينطلق الرصاص الحقيقي، فتتحول انت في لحظة إلى ( جان دارك)، تستقبل رصاصة أو رصاصتين بقلب واجف، و قد تموت و قد لا تموت، و لكنك متأكد من حقيقة أن الشرطة لن تأت إلا بعد انفضاض الذعر، و كذلك عربة الإسعاف، و أنك عالم في قرارة نفسك أنك لا تتمنى حضورهم على كل حال، لأن وجودك غير شرعي في هذه البلاد، و أنك تتمنى لو أن بإمكانك أن تنتزع الطلقة (بالزردية)، و أن لا يستدعي الأمر نقلك إلى المستشفى، أو إلى اى طبيب يطالبك أجرا يساوي كل ما ادخرته و حينما تفرغ من دفع ما عليك تأخذك عربة الترحيل إلى سجن ( بالتيمور) و من هنالك إلى السوق الشعبي، في زيارة مفاجئة للبلاد، حمد الله على السلامة، تتمنى أن يطيب خاطرك بعض من أصدقاؤك من بني كجة مؤكدين بالقول
( يا زول دي بسيطة، نوديك لدكتورة منى تخيط ليك زى العجب، كلها عشرين غرزة، بركة الجات في خرمة أضان و شق في الجمجمة و انشطار في الطحال و انحباس في المسالك البوليه و خلعة السنين)
تحتمي دخل الحجرة التي تسمى مجازا مكتب، والذي نصف واجهته من الزجاج الذي ذكر الخواجة انه مضاد للرصاص، حتى أتى اليوم الفصل، فتهاوى أمام ناظريك و اندك إلى شظايا و دخان، مثله مثل مستقبلك المحتوم الذي لا محيد عنه. تمسك بالتلفون بين يديك و كليهما ترفضان الانصياع إلى أوامرك بالثبات، ترتعشان من أثر موجة برد لم تأت بعد من صقيع كندا، تنسى في غمرة الرعب الأرقام الثلاثة التي تصلك بالنجدة، و حينما تفلح بعد ساعة من الجهد و المجاهدة، يأتيك صوت فتاة البدالة الخائر الفاتر البائر، تجيبك مثل اى من فتيات مكدونالدس
(May I help you)
تلوك في قطعة اللبان تسمع طرقعته في غيظك مثل دقات القدر، تحادثك و الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، تحادثك من أعماق ملل و عدم اكتراث متأصلين في ذاتها، ومن على البعد تشهد أنت ( أنيتا) ممسكة بخناق ( لاكويشا)،
تتثاءب الفتاة و هي تسمع السباب المقزز يأتيها عبر السماعة، تذكر اسمك لفتاة البدالة محرفا حتى لا تثير شكوكها، أنت الآن عامل أن شئت أم أبيت، أنت مجرم تنتهك قوانين العمل في هذه البلاد، و هذه جريمة أخرى تتساوى و جرائم ( تايرون).
ثم أنك تشرع في نقل وقائع القتال على الهواء مباشرة ، تبذل ما وسعك حتى تبدو لهجتك مثل أمريكي بالميلاد، و لكن و يا لتعسك حين يهل ( الأكسنت) بوجهه القميء العنيد، فتتحول كلمة ( لوندريمات) البسيطة السهلة غصبا عنك و عن حلقومك إلى ( لاوندريمات) بألف ولام لا تدري من اى عهد في القرى يتدفقن، تحولت الكلمات بفعل الأكسنت الغليظ إلى رموز جعلت الفتاة تهب من نومتها مقاطعة كل كلمة
What!! Nigga speak English.
تماما مثلما تحول طريق ( نيو جيرسي تيرنبايك) إلى (جيرسي طرومبايك)، و ( دينفر) الى ( دينيفر)، وتحولت كلمة ( بيزنيس) إلى كلمتيى ( بيزى- نيس)، و طريق ( نيو هامبشير) الى طريق ( نيو – ألهام بشير)، وولاية ديلاوير الى دالوار، و مناح مثل ( بيلتسفيل) و ( هايتسفيل) بالتساوي الى (بيل ....يز فيل) و ( هاى ...يز فيل) بأحلال الطاء محل التاء و أحلال مؤخرة الفيل أبو زلومة محل الإبدال!!!
أدخلت ( انيتا) رأس ( لاكويشا) في حوض المغسلة الطافح بالماء القذر، و ( تايرون) لا يزال مسيطرا على الموقف شاهرا ال (Magnum 45)، وفي أيدي أربعة من عماليق عصبته، تتأرجح أربع عصي من العصي التي صنعت أساسا للعب ( البيسبول)، ثم أنك تمضي في وصف الغزو
- أنا فروم سودان... نو شور.. نو قو هوم ان بوكس..
- مي ووتر باثرووم زيس نو قود فايت
- اشهد إلا اله إلا الله الكاتل الله بليز اوفيسور كويك
- Ze boy iz in ze masheen
و يعود صوت فتاة البدالة
Calm down maaan
و لكن ( عبد الفضيل) و الذي يعرفه صاحب المغسلة باسم ( عبد اللصيص)، كان في حضرة صوفية من نوع فريد، مرتعد الفرائص ، يتحسس الفراغ الذي خلفه الزجاج الذي تشظي، الزجاج الذي وعد بمقاومة الرصاص و ما أوفى بما وعد.
- نحنا في سيلبرهيل رود اوفيسور، هاف بين تيكن، زى غاز استيشن شمالك.. يولوك.. بيق بيق ريد هاوس يمينك.. لايك زيس.
ثم أنك تستنجد بكل ما تعلمته من شذرات الأنجليزية التي دككت حصتها قبل عشرين عاما، فلم يات الى نجدتك سوى
(ذى مان اند ذى بان و توينكل توينكل ليتل ستار)، و كلاهما لا يصدان عنك غائلة الموت الزؤام، ثم تغيب عن ذاكرتك سورة ( الحمدو) و ( المعوذتين) و الأحاديث النبوية الشريفة، و كورال الحزب و مدائح البرعي و حتى صوت النعام آدم، فكأنما انشقت المجرة و ابتلعت كل شىء، تتحول المغسلة الى ( نهروان) حديثة، ثم انك تتمنى في قرارة نفسك أن يتدخل ( سوبرمان) و الرجل العنكبوت و الوطواط و الأبطال الجبابرة، اليسوا ابطالا امريكيين؟؟؟؟ نبيل فوزي و نديم حلمي و صبحي؟؟ وين ناس (ميكي) و ( بندق) و الجدة بطة و عم بطوط؟؟؟
وتشرق طلعة الضباط العظام وانت في محنتك تصلي الاستسقاء دون أن تدري، و يختفي ( تايرون) فكأنما انشقت الأرض و ابتلعته، ( مايك) ممدد على الأرض حثة هامدة، و عويل و صخب، و أنت الشاهد الوحيد، و أنت المهندس الوحيد الذي سيعيد هذا الخراب الى ما كان عليه، سوف تلبس البذلة التي ادخرتها إلى يوم عرسك لتضعها يوم المحكمة و أنت كاره، تقف امام جناب القاضي و أنت متلبس بجريمة العمل دون أذن، و سوف تشير من وراء زجاج معتم الى القاتل في طابور المشتبه فيهم، و لسوف يطمئنك أصدقاءك من البني كجة، بأن الأمر لا يتعدى سوى أن تشير الى القاتل حتى يلاحقك أصدقاءه إلى حدود قبرك، فتقول لهم ( شكرا طمنتوني الله يطمنكم).
ثم يتهددك صاحب الغسالة بالفصل أن لم تعد الى العمل فورا، رغما عن جراحك البدنية و النفسية، ثم أن الدار تمتلئ بفرسان البني كجة الأشاوس و عبد اللصيص ساكن يسمع، كفارة يا عبد، شوت اوت صح.... ثم تحدث الفارس الجريح .. يا زول لمن لحقتو ليك كان ضرب الراجل... اها اديتو بوكس.. هني هني... رب رميتو... قام على، دبلت ليه، شبكتو ليك الله اكبر الله اكبر .. قام جاري، ثم يعتدل ليجيب على أسئلة المتحري.. زيس زيس.. تروبول.. ويرك ويرك، كول مي ابدول).
يهل المساء بطلعته الكئيبة، و الغسالة محاطة بشرائط الشرطة الصفراء، مسرح جريمة كتب عليها منعا لاقتراب المتطفلين، و أنت تمسح في صبر آثار الموت و الدماء، تحدق في وجه المستقبل الذي أتحد ووجه الموت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
ورغم ذلك لا تنتطح عنزتان في ان امريكا جميلة وعطاءة لمن كد عطاء من ليس في قاموسه تعريفا لكلمة فقر
ستفرح اذا علمت ان كل الذين مروا بهذه التجارب من اكثر الناجحين في هذه البلاد!!!! تاج
الغسالة .. بقلم: تاج السر الملك الخميس, 05 نوفمبر 2009 09:52
الغسالة The Laundromat
إلى روح المرحوم كامل
( من لم يعمل في مغسلة أو دكان يماني ، فهو ليس بمهاجر اصيل)
لا يعرف أحد تحديدا، أسم أول مهاجر سوداني، تحصل على وظيفة ملازم غسالة ( عامل أن صح التعبير، و لا تأريخا مضبوطا يعتمد عليه لتوثيق الحقبة، و لكن الذي يجدر ذكره ، أن تسعينات القرن الماضي شهدت إقبالا منقطع النظير على امتهان هذه الوظيفة، و نخص بالذكر جمهور المهاجرين السودانيين إلى الولايات الأمريكية، نظرا لسهولتها الخادعة من جهة، و لتعذر فرص العمل الأخرى و ندرتها أمام غير الحاصلين على أذن عمل من جهة أخرى، عدا مشاكل اللغة عند الكثيرين ممن لا يتقنون من الانجليزية غير كلمة ( سانك يو) .
فالراتب في المغسلة يصرف نقدا دون أن يمر على جباة الضرائب ( تحت الطربيزة)، بينما يمكنك التجول داخل المغسلة مثل ( جمل المديرية) كما تفضل ( الوسيلة) بالوصف، دون أن يشك أي رسمي في شأنك، لا يتطلب منك العمل سوى معرفة باللغة لا تتجاوز مفرداتها كلمات من نوع (سانك يو) ، ( هاف انايس داى)، (بول شيت)، فأن أظهرت نجابة ، تعلمت كلمة (Goddddamn).
إضافة إلى ذلك، فأنه يتوجب عليك التواجد في مكان العمل أيام الأسبوع السبعة، لا أجازات و لا أعياد، اثنتي عشرة ساعة في اليوم، و ليس لك أن تختار وردية الليل أو النهار، ستعمل صيفا و شتاءا، الصيف القاسي و الشتاء الأشد قسوة، و ما بينهما الربيع و الخريف، تعاني ما تعاني من عنت الحساسية التي تزيد من بأسها روائح الصابون و المطهرات، و ستشهد معارك النساء و الرجال، و قد تتودد اليك النساء المستوحشات في يأس جفاف العواطف و غلظة الحياة في صحراء رأس المال. و لسوف تتدرب على الزحف و القصف، و على الانبطاح و الانزلاق ، حال سماع دوى الطلقات النارية من كافة أنواع الأسلحة اليدوية ، لا منطقة خضراء تعصمك غير الصبر و الدعاء.
وقد كان أول عهدي بالتعرف على التقليد المغاسلي عند الأمريكيين، حينما أخذني الصديق المزارعي العريق ( جمال غليدة)، في جولة تطبيعية شملت ( الفورتي سكند ستريت)، أيام مجده، قبل أن تمتد يد السيد ( جولياني) في أطار حملته الصليبية، فتوصد الأبواب دون الأعين الصديقة الباحثة عن المتعة غير البريئة، فانفض سامر ( العزابة) فهجروا ( نيويورك) إلى أمسيات ( فورت لودرديل) و( لاس فيجاس) و نواح آثمة أخرى.
أعجبت أيما أعجاب بفكرة غسيل الملابس الجماعي، يؤم الغسالة أهل المنطقة كل حسب جدول عمله، الى المغسلة يحملون أطنانا من الملابس المتسخة، في أكياس من القماش و البلاستيك، هي كل حصيلة الأسبوع المنصرم، يتبادلون حديثا مختصرا عن حالة الطقس و كفى، و تعتبر من افضل الأمكنة للقاء العشاق ( بعد الكنيسة)، يعمد الناس عقب فرز الملابس إلى اختيار الماكينات المناسبة، و تحويل العملة الورقية بالفضية في ماكينات أوتوماتيكية مخصصة، و بجانبها ماكينات أخرى لبيع الصابون و الحلوى و القهوة و العاب ومقاعد آلية لتدليك الظهر و الأطراف، و على الحوائط المتقابلة تضج قنوات التلفزيون دون انقطاع، في وسط المبنى تمتد الغسالات بأحجامها المختلفة في نظام عبقري بديع، و على امتداد الحوائط الأربعة، تلتصق الماكينات المجففة في عزم، و لك مطلق الحرية في اختيار الزمن الكافي للتجفيف بقدر ما تطعمها من مال.
عامل المغسلة رجل( جوكري)، فهو المدير، و العامل، و الخفير و ضابط الأمن، ملك الساحة و خادمها، أهم شخوص المسرحية و أقلها قيمة في نفس الوقت، يبدأ دوامه بكنس الأرض و مسحها، و تلميع الماكينات و ينتهي يومه بالروتين نفسه، و في خلال اليوم، يظل دائرا مثل نحلة دون توقف ، يرد على الهاتف مجيبا على تساؤلات صاحب العمل المستمرة و التي تتركز دائما حول الدخل، ووصايا حول طرق ذكية لإخفاء النقود، و الهاتف موصل بأربعة أجراس تضج في لحظة واحدة، لا تمكن العامل من الإدعاء بعدم سماعها، يتمدد العامل مثل الرجل المطاط في كل الاتجاهات، لمساعدة الزبائن، و الإجابة على أسئلتهم السخيفة معظم الأحيان، فبالرغم من أنهم يفعلون نفس الشيء كل أسبوع و لسنوات عديدة، إلا أن الأمريكيين لن يكونوا أمريكيين مالم يجازونك بوسام ال (Hrad time)، طالما انك محسوب كموظف في أي مكان !! تصرف التعويضات لمن تعطلت ماكينته أثناء الغسيل، و تبتكر الحيل لتسليك المنافذ التي انسدت بقطعة نقود أجنبية
أراد البعض خداع الماكينه بها فلم تقبلها ( تستخدم في هذه الحالة عبقريه كباس الترتار)، ثم يد على الريموت، لتغيير قنوات التلفاز أرضاء لأذواق الخلق المتنافرة، تلاحق الصبية و الأطفال، خوفا على نفسك من مسؤولية إصابتهم، و ما قد تجره عليك من وبال.
و في المساء يحتمي بالمبنى رجال المباحث و مروجي المخدرات، و باعة الأغراض المسروقة، و كثيرين من شباب التاكا الذين لا تود رؤيتهم، ثم ينشب عراك، و تشهر أسلحة نارية و غير نارية، ينطلق الرصاص الحقيقي، فتتحول انت في لحظة إلى ( جان دارك)، تستقبل رصاصة أو رصاصتين بقلب واجف، و قد تموت و قد لا تموت، و لكنك متأكد من حقيقة أن الشرطة لن تأت إلا بعد انفضاض الذعر، و كذلك عربة الإسعاف، و أنك عالم في قرارة نفسك أنك لا تتمنى حضورهم على كل حال، لأن وجودك غير شرعي في هذه البلاد، و أنك تتمنى لو أن بإمكانك أن تنتزع الطلقة (بالزردية)، و أن لا يستدعي الأمر نقلك إلى المستشفى، أو إلى اى طبيب يطالبك أجرا يساوي كل ما ادخرته و حينما تفرغ من دفع ما عليك تأخذك عربة الترحيل إلى سجن ( بالتيمور) و من هنالك إلى السوق الشعبي، في زيارة مفاجئة للبلاد، حمد الله على السلامة، تتمنى أن يطيب خاطرك بعض من أصدقاؤك من بني كجة مؤكدين بالقول
( يا زول دي بسيطة، نوديك لدكتورة منى تخيط ليك زى العجب، كلها عشرين غرزة، بركة الجات في خرمة أضان و شق في الجمجمة و انشطار في الطحال و انحباس في المسالك البوليه و خلعة السنين)
تحتمي دخل الحجرة التي تسمى مجازا مكتب، والذي نصف واجهته من الزجاج الذي ذكر الخواجة انه مضاد للرصاص، حتى أتى اليوم الفصل، فتهاوى أمام ناظريك و اندك إلى شظايا و دخان، مثله مثل مستقبلك المحتوم الذي لا محيد عنه. تمسك بالتلفون بين يديك و كليهما ترفضان الانصياع إلى أوامرك بالثبات، ترتعشان من أثر موجة برد لم تأت بعد من صقيع كندا، تنسى في غمرة الرعب الأرقام الثلاثة التي تصلك بالنجدة، و حينما تفلح بعد ساعة من الجهد و المجاهدة، يأتيك صوت فتاة البدالة الخائر الفاتر البائر، تجيبك مثل اى من فتيات مكدونالدس
(May I help you)
تلوك في قطعة اللبان تسمع طرقعته في غيظك مثل دقات القدر، تحادثك و الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، تحادثك من أعماق ملل و عدم اكتراث متأصلين في ذاتها، ومن على البعد تشهد أنت ( أنيتا) ممسكة بخناق ( لاكويشا)،
تتثاءب الفتاة و هي تسمع السباب المقزز يأتيها عبر السماعة، تذكر اسمك لفتاة البدالة محرفا حتى لا تثير شكوكها، أنت الآن عامل أن شئت أم أبيت، أنت مجرم تنتهك قوانين العمل في هذه البلاد، و هذه جريمة أخرى تتساوى و جرائم ( تايرون).
ثم أنك تشرع في نقل وقائع القتال على الهواء مباشرة ، تبذل ما وسعك حتى تبدو لهجتك مثل أمريكي بالميلاد، و لكن و يا لتعسك حين يهل ( الأكسنت) بوجهه القميء العنيد، فتتحول كلمة ( لوندريمات) البسيطة السهلة غصبا عنك و عن حلقومك إلى ( لاوندريمات) بألف ولام لا تدري من اى عهد في القرى يتدفقن، تحولت الكلمات بفعل الأكسنت الغليظ إلى رموز جعلت الفتاة تهب من نومتها مقاطعة كل كلمة
What!! Nigga speak English.
تماما مثلما تحول طريق ( نيو جيرسي تيرنبايك) إلى (جيرسي طرومبايك)، و ( دينفر) الى ( دينيفر)، وتحولت كلمة ( بيزنيس) إلى كلمتيى ( بيزى- نيس)، و طريق ( نيو هامبشير) الى طريق ( نيو – ألهام بشير)، وولاية ديلاوير الى دالوار، و مناح مثل ( بيلتسفيل) و ( هايتسفيل) بالتساوي الى (بيل ....يز فيل) و ( هاى ...يز فيل) بأحلال الطاء محل التاء و أحلال مؤخرة الفيل أبو زلومة محل الإبدال!!!
أدخلت ( انيتا) رأس ( لاكويشا) في حوض المغسلة الطافح بالماء القذر، و ( تايرون) لا يزال مسيطرا على الموقف شاهرا ال (Magnum 45)، وفي أيدي أربعة من عماليق عصبته، تتأرجح أربع عصي من العصي التي صنعت أساسا للعب ( البيسبول)، ثم أنك تمضي في وصف الغزو
- أنا فروم سودان... نو شور.. نو قو هوم ان بوكس..
- مي ووتر باثرووم زيس نو قود فايت
- اشهد إلا اله إلا الله الكاتل الله بليز اوفيسور كويك
- Ze boy iz in ze masheen
و يعود صوت فتاة البدالة
Calm down maaan
و لكن ( عبد الفضيل) و الذي يعرفه صاحب المغسلة باسم ( عبد اللصيص)، كان في حضرة صوفية من نوع فريد، مرتعد الفرائص ، يتحسس الفراغ الذي خلفه الزجاج الذي تشظي، الزجاج الذي وعد بمقاومة الرصاص و ما أوفى بما وعد.
- نحنا في سيلبرهيل رود اوفيسور، هاف بين تيكن، زى غاز استيشن شمالك.. يولوك.. بيق بيق ريد هاوس يمينك.. لايك زيس.
ثم أنك تستنجد بكل ما تعلمته من شذرات الأنجليزية التي دككت حصتها قبل عشرين عاما، فلم يات الى نجدتك سوى
(ذى مان اند ذى بان و توينكل توينكل ليتل ستار)، و كلاهما لا يصدان عنك غائلة الموت الزؤام، ثم تغيب عن ذاكرتك سورة ( الحمدو) و ( المعوذتين) و الأحاديث النبوية الشريفة، و كورال الحزب و مدائح البرعي و حتى صوت النعام آدم، فكأنما انشقت المجرة و ابتلعت كل شىء، تتحول المغسلة الى ( نهروان) حديثة، ثم انك تتمنى في قرارة نفسك أن يتدخل ( سوبرمان) و الرجل العنكبوت و الوطواط و الأبطال الجبابرة، اليسوا ابطالا امريكيين؟؟؟؟ نبيل فوزي و نديم حلمي و صبحي؟؟ وين ناس (ميكي) و ( بندق) و الجدة بطة و عم بطوط؟؟؟
وتشرق طلعة الضباط العظام وانت في محنتك تصلي الاستسقاء دون أن تدري، و يختفي ( تايرون) فكأنما انشقت الأرض و ابتلعته، ( مايك) ممدد على الأرض حثة هامدة، و عويل و صخب، و أنت الشاهد الوحيد، و أنت المهندس الوحيد الذي سيعيد هذا الخراب الى ما كان عليه، سوف تلبس البذلة التي ادخرتها إلى يوم عرسك لتضعها يوم المحكمة و أنت كاره، تقف امام جناب القاضي و أنت متلبس بجريمة العمل دون أذن، و سوف تشير من وراء زجاج معتم الى القاتل في طابور المشتبه فيهم، و لسوف يطمئنك أصدقاءك من البني كجة، بأن الأمر لا يتعدى سوى أن تشير الى القاتل حتى يلاحقك أصدقاءه إلى حدود قبرك، فتقول لهم ( شكرا طمنتوني الله يطمنكم).
ثم يتهددك صاحب الغسالة بالفصل أن لم تعد الى العمل فورا، رغما عن جراحك البدنية و النفسية، ثم أن الدار تمتلئ بفرسان البني كجة الأشاوس و عبد اللصيص ساكن يسمع، كفارة يا عبد، شوت اوت صح.... ثم تحدث الفارس الجريح .. يا زول لمن لحقتو ليك كان ضرب الراجل... اها اديتو بوكس.. هني هني... رب رميتو... قام على، دبلت ليه، شبكتو ليك الله اكبر الله اكبر .. قام جاري، ثم يعتدل ليجيب على أسئلة المتحري.. زيس زيس.. تروبول.. ويرك ويرك، كول مي ابدول).
يهل المساء بطلعته الكئيبة، و الغسالة محاطة بشرائط الشرطة الصفراء، مسرح جريمة كتب عليها منعا لاقتراب المتطفلين، و أنت تمسح في صبر آثار الموت و الدماء، تحدق في وجه المستقبل الذي أتحد ووجه الموت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
ماذا تعلمت فى أمريكا؟ GMT 14:45:00 2008 الثلائاء 15 يوليو سامي البحيري
علمتنى أمريكا أن أنام بدرى حتى أصحو بدرى لكى أتوجه إلى العمل بدرى، لكى أؤدى عملى لكى أستحق عليه راتبى، تعلمت فى أمريكا أن العمل عبادة قولا وفعلا، تعلمت فى أمريكا أن الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى لكى يقرأ ويفكر ويبتكر ويكون جديرا بخلافة الخالق على الأرض. تعلمت فى أمريكا أن ال###### الكثير النباح لا يؤذى وأن الشعوب كثيرة الكلام والشعارات لا يوجد لديها وقت للعمل والإنتاج. تعلمت فى أمريكا ومارست لأول مرة فى حياتى العمل التطوعى لصالح المجتمع الذى أعيش فيه، وتعلمت أن التبرعات إلى جانب العمل الخيرى هما أحد دعائم المجتمعات الإنسانية، وعلمت أن التبرعات ممكن أن تتوجه إلى أعمال كثيرة ويجب ألا تقتصر على إنشاء دور العبادة، رأيت جامعات ومستشفيات ضخمة كلها بنيت بأموال تبرعات من أغنياء ومتوسطى الحال. تعلمت فى أمريكا أن قيمتك فى المجتمع نابعة من عطاءك وعملك ومجهودك وثروتك الناتجة عن العمل، لم أسمع فى أمريكا شخص طويل عريض يصرخ فيك ويقول لك:'إنت عارف إنت بتكلم مين؟' وإذا سمعتها فلا بد أن قائلها من رجال العصابات والذى سوف يتربص بك! لم يسألنى أحد فى أمريكا:'إنت إبن مين فى مصر أو فى أمريكا'، لم يسألنى أحد فى أمريكا عن ديانتى، لم يسألنى أحد فى أمريكا عن شهادتى أو عن ثروتى، السؤال الوحيد الذى كان يوجه إلى:'ما هو عملك الذى تتكسب منه معيشتك؟'عندما سافرت إبنتى هذا الصيف إلى أوروبا للدراسة قامت بالعمل لمدة ستة أسابيع متواصلة فى أجازتها الصيفية لكى تسدد لى ثمن تذكرة السفر، وعلمتنى درسا آخراعندما شاهدتها تعمل فى محل 'ستاربكس' وتقوم بخدمة الزبائن وغسيل الأطباق وتنظيف المحل تأثرت للحظة على ما إعتبرته بهدلة لإبنتى (بمفهومى القديم)، ثم ما لبثت أن شعرت بالفخر لأنها فعلت ما ألم أستطع أن أفعله وأنا فى سنها، وقمت بإعطائها 'بقشيش' خمس دولارات مقابل فنجان قهوة ثمنه دولارين ونصف!! وتعجب زملائها وزميلاتها فى المحل، وقالوا لها: - الراجل ده ساب بقشيش خمسة دولار على فنجان قهوة فردت إبنتى قائلة: - ما تستغربوش أصله أبويا!! … ..وتعلمت فى أمريكا أن أحترم العمل اليدوى والعامل اليدوى مهما كان بسيطا، تعلمت فى أمريكا أن أخدم نفسى بنفسى، فى البيت وفى العمل. تعلمت فى أمريكا التواضع، إذا حضرت إجتماعا فى شركتنا يحضره رئيس الشركة وأصغر موظف فى الشركة فإنك لا تستطيع أن تتعرف أيهما الرئيس وأيهما الموظف الصغيرفكل له دوره فى الإجتماع. تعلمت فى أمريكا أن الحظ لا يطرق سوى أبواب المجتهد. تعلمت فى أمريكا أن أفخر بما أعمله (مادمت أتقنه)وأن أحب ما أعمله إذا لم أتمكن من أعمل ما أحب. تعلمت فى أمريكا أن الكذب هو بوابة الشرور، وأن الصدق منجاة (وليس منجة)!! علمتنى أمريكا أن الإنسان صادق حتى يثبت كذبه، وعند ثبوت كذبه:'ما فيش يامة أرحمينى'. تعلمت فى أمريكا معنى المواطنة، تعلمت أنى مواطن حقا عندما شاركت فى الإنتخابات الأمريكية، شعرت أننى مواطن حقا عندما أرى عائد الضرائب يعود علىّ فى شكل خدمات متنوعة حقيقية.
وتعلمت أن أمريكا ليست جنة الله على الأرض، ولكن أهلها يسعون لتحقيق ذلك ويخطئون أحيانا ويصيبون أحيانا أخرى، ولا يخشون أن يعترفوا بأخطائهم بل يسعون إلى تكبيرها حتى يراها الأعمى، تعلمت فى أمريكا أن الشعوب الواثقة من نفسها هى التى تسخر من نفسها ومن زعمائها وتنشر غسيلها القذر بعد تنظيفه. تعلمت فى أمريكا أن السياسة مهنة فاسدة فى بعض الأحيان لذلك يبعدونها عن الدين ويبعدون الدين عنها، تعلمت فى أمريكا أن أحترم الآخر مهما كان مختلفا عنى فى اللون والعقيدة والجنس. تعلمت فى أمريكا أن المرأة (حقا) هى نصف المجتمع، وأن المجتمع الأمريكى ليس مجتمعا أعرجا يمشى على (واحدة ونص)، ولكن المرأة فيه تأخذ حقها وفوقه (بوسة!!)، وتعلمت أن المرأة الأمريكية تكون مفترية على الرجل فى بعض الأحيان إنتقاما لبنات جنسها المقهورات فى بلاد أخرى!! تعلمت أن أمريكا تفوقت بعلمها وإبتكار أبنائها وجهدهم عبر مائتى سنة، تعلمت أن الفرق بين التخلف والتقدم هو فى التعليم وتشجيع التفكير الحر والإبتكار، عندما زرت بعض الجامعات الأمريكية ودخلت معاملها وتعاملت مع طلابها وطالباتها عرفت سر قوة أمريكا. تعلمت أن الأقليات هم جزء من نسيج أى وطن ولابد لهم أن يشعروا على المستوى الشعبى والرسمى بهذا الشعور، وتعلمت أن أمريكا لم تصل إلى كل ما تصبو إليه فى القضاء على التفرقة العنصرية، وتعترف بأن العنصرية مازالت موجودة، لقد تم إنجاز الكثير فى طريق القضاء على العنصرية ومازال الطريق مفتوحا للمزيد من المساواة، وما إختيار باراك أوباما لتمثيل الحزب الديموقراطى فى إنتخابات الرئاسة إلا أكبر دليل على هذا، فها هو شاب أمريكى أسود من أب كينى مهاجر مسلم وأم أمريكية مسيحية قد يصبح رئيسا لأمريكا، دلونى على بلد واحد فى العالم ممكن أن يحدث هذا فيه. تعلمت فى أمريكا أن القوانين قد تم سنها لكى يتم تنفيذها على الكبير قبل الصغير، وأن الذين يشرعون منتخبون من أبناء الشعب وأن القائمين على تنفيذها موظفون فى خدمة الشعب. تعلمت أن الفساد موجود فى أمريكا ولكنه يحارب (بفتح الراء) والشخص الفاسد منبوذ فى المجتمع، وإذا وقع تكثر سكاكينه. وتعلمت أن الإجرام موجود أيضا فى أمريكا ولكنه أقل كثيرا مما نشاهده فى أفلام العنف الأمريكية، وذكرنى هذا عندما كنت فى مصر ولاحظت بعض الأخوة العرب يزورون مصر للمرة الأولى ويتعجبون بل ويصدمون عندما يدركون أن كل نساء مصر لسن راقصات أوغانيات وأن كل رجالها ليسوا حشاشين!! تعلمت فى أمريكا أن أستلف للمرة الأولى فى حياتى فبيتى إشتريته بالسلف وسيارتى إشتريها بالسلف وكل حياتنا بالسلف!! وعندما حضرت إلى هنا وذهبت لشراء سيارة بالتقسيط طلبوا الإطلاع على تاريخى فى السلف، فقلت لهم أننى لم أستلف أى شئ فى حياتى، وأن أمى علمتنى منذ الصغر حكمة مصرية تقول:'إللى ما عندوش ما يلزموش' وتعنى أنك إذا لم تملك ثمن ماتريد شراءه فإن هذا الشئ لا يلزمك، فقالوا لى:'الكلام ده عندكم فى مصر، هنا ضرورى يكون لك سابقة تعامل فى السلف، حتى نعرف إذا كنت تسدد أقساطك فى مواعيدها أم لا'. تعلمت فى أمريكا أن هناك شيئان لا يمكن الهروب منهما:'الموت والضرائب'!! تعلمت فى أمريكا أن أغلب الأمريكان سذج فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ويصدقون كل ما يشاهدونه فى الفوكس نيوز والسى إن إن، وإذا سألت عن إسم وزيرة الخارجية الأمريكية فإن أغلبية الشعب الأمريكى لن يعرفوا أنها (كونداليسا رايس)، وهناك أغنية ريفية مشهورة عن أحداث 11 سبتمبر يقول فيها المطرب الشعبى المشهور 'آلان جاكسون': إننى مجرد رجل بسيط أشاهد سى إن إن وأننى غير متأكد إن كنت أعرف الفرق بين العراق وإيران!! وتلك الأغنية أنتشرت إنتشارا كبيرا وخاصة فى الجنوب الأمريكى وتكساس لأنها بالفعل تمثل جزءا لا يستهان به من ثقافة الشعب الأمريكى. تعلمت من الأمريكان أن الوطنية ليست فى الأغانى الوطنية ولكن معاملتك لوطنك وكأنه بيتك، لذلك تجد قلة قليلة من الأمريكان يرغبون فى الهجرة من بلادهم، وأغلب شعوب الأرض المقهورة تريد الهجرة إلى أمريكا. تعلمت أن أمريكا هى بلد مهاجرين ولا يستطيع الخواجة بوش نفسه أن يدعى أنه أكثر 'أمريكية' من مهاجر حديث مثلى لمجرد أن جده الأكبر قد هاجر قبلى. تعلمت أن الجالية اليهودية فى أمريكا تحظى من باقى الشعب الأمريكى بإحترام وأحيانا توجس وأحيانا غيرة وحسد قد تصل إلى حد الكراهية، وتعلمت أن يهود أمريكا بعلمهم وكفاءتهم وإتحادهم كأقلية قوية إستطاعوا السيطرة على نواح كثيرة مؤثرة فى الحياة الأمريكية، مثل أجهزة الإعلام والسينما والبنوك وشركات التأمين والبورصة والمحاماة وغيرها، وتعلمت أن هذا هو السبب الأكبر فى أن واضعى السياسة الأمريكية يعملون لإسرائيل ألف حساب (ظالمة كانت أم مظلومة)، وتعلمت أيضا أن العرب والمسلمين فى أمريكا لا يستطيون العمل كفريق واحد لحماية مصالحهم، حتى أنهم لا يستطيعون الإتفاق على بداية ونهاية شهررمضان. ومازلت أتعلم فى أمريكا حتى اليوم، وكلما أشاهد أو أتعلم شيئا جديدا، أهتف فى أعماقى وأقول:'ياسلام لو كان ده عندنا فى مصر'
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
الصحفي المهاجر صلاح شعيب يقلب أوراق الغربة والوطن.. حاوره: جمال إدريس ** صف لنا شعورك وانت تتسلم الجواز الأمريكي، إيذاناً باعتبارك مواطناً أمريكياً؟ # الإنتماء للأمة الأمريكية هو انتماء للعصر، وتجدني فخوراً بأن أكون أمريكياً مثلي مثل كل السودانيين الذين وجدوا احتراماً داخلها، وكان قمة هذا الإحترام إضافتهم إلى الشعب الأمريكي الذي بنى وطناً يتمنى أي انسان في هذه الدنيا أن يراه أو يعيش فيه أو يصبح منتمياً له، ولا يقف الإنتماء للشعب الأمريكي على شخصي الضعيف، فزوجتي أيضاً سعيدة بهذا الإنتماء، كما أن أبنائي الثلاثة ولدوا في الولايات المتحدة وبالتالي فهم أمريكيين بالمولد والنشأة، وأتمنى أن تساهم أمريكيتي واسرتي في تجسير العلاقة بين السودان والولايات المتحدة، وأعتقد أن آلاف السودانيين الذين تحصلوا على الجنسية الأمريكية وهم رصيد معتبر يلعبون دوراً كبيراً في التعريف بالسودان، والملاحظ أن السودانيين الأمريكيين أقاموا العديد من المناشط الإجتماعية والثقافية هناك، وعرّفوا بحقائق السودان في كل المجالات، وتجد من بينهم المستشار لوزارة الخارجية الأمريكية، وصاحب التعاقدات الإستثمارية مع وزارة الدفاع الأمريكية، والمساعد للأمين العام للأمم المتحدة، كما أن هناك مئات البروفسيرات يدرّسون في الجامعات الأمريكية، غير الآلاف الذين يسهمون في الحقل الطبي والزراعي والإقتصادي والإستثماري وغيرها، ومن واجب الدولة أن تمد جسور التواصل معهم، فهم حلقة الوصل بين الولايات المتحدة والسودان، فضلاً عن ذلك فان الجالية السودانية هناك تعتبر من أكثر الجاليات العالمية ارتباطاً بوطنها وهي تسهم بشكل ملحوظ في دفع دورة الإقتصاد السوداني من خلال الأموال التي تقوم بتحويلها. ولديّ أمل كبير في أن يصبح ابني الصغير محمد رئيساً للولايات المتحدة يوماً ، كما أتمنى لبناتي أسيل وإسراء أن يحتلا موقعاً بارزاً في مجالات الحياة الأمريكية. ومرة أخرى تجدني فخوراً بسودانيتي وأمريكيتي وعظيم تقديري للشعب الأمريكي الذي احترم آدميتي وأضافني إليه.
http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewCo ... fault.aspx
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
غرباً بإتجاه الشرق
مصطفي عبدالعزيز البطل
[email protected]
امريكا: الهجرة اليها افضل من "ضرابها"ا!
توقفت تجربتي المحدوده في الكتابة الصحفية عام ١٩٩٥وهو العام الذي غادرت فيه السودان مهاجرا الي بلاد اليانكي، ممتطيا صهوة فولبرايت، المنحة الامريكية الشهيرة التي كان الاكاديميون السودانيون و بعض كوادر الجهاز التنفيذي يعرفونها كما يعرفون ظهور ايديهم، قبل ان تغل الولايات المتحدة يدها عن السودان و تحبس عنه عطاياها العلمية و المادية. كان ذلك الموقف الامريكي حتما مقضيا اذ اخذت بلب العم سام الهواجس و التوجّسات منذ عهد الخرطوم الغابر عندما كانت الشعارات المزلزلة تسد عين الشمس وجحافل الدفاع الشعبي تهدر في الطرقات:" امريكا روسيا قد دنا عذابها ، عليّ ان لاقيتها ضرابها!"، و هو شعار كنت قد عرفت عنه شيئا و غابت عني اشياء. عرفت حقيقة العداء للطاغية الامريكي، بيد انه استعصي علي ذهني تماما، رغم طول التحري والتأمل وانعام النظر، ادراك مغزي وعيد العصبة المنقذة (كما كان يحلو للاستاذ احمد سليمان ان يسميها عهدئذ) لروسيا بالعذاب و الضراب! و من عجب ان الاتحاد السوفيتي كان قد بدأ مسيرة انكساره و انحداره المدوية قبيل ظفر العصبة المنقذة بالسلطة بعدة اشهر، و عندما استقر الامرللمنقذين واسفر وجه الانقاذ، ذو القسمات الصارمة الممتلئة تحدياً للدنيا و العالمين، في مبتدأ التسعينات كانت مشاهد المواطنين الروس علي شاشات التلفاز و هم يقفون ،صفًا صفا، بعيون خابية ووجوه كابية، تحت صقيع الشتاء لتسلم انصبتهم من الاطعمة، تقذف بها اليهم جسور الاغاثة الجوية الالمانية والهولندية، تقطع نياط القلوب! و قد انقدح في ذهني بعدها ان السبب اليتيم الذي ربما يكون قد القي بالدب الروسي الجريح، المغلوب علي امره، في اتون عراك كهذا مع العصبة المنقذة، لا ناقة له فيه و لا جمل، انما هو ضرورات القافية و الوزن الشعري، لا اكثر و لا اقل!
تلك ايام، مضت بخيرها و شرها، و لو كتب الله لي اليوم ان استقبل من امري ما استدبرت، لما تبدل مسار ذلك الحديث الذي دار بيني و بين رئيسي الاستاذ علي عيد بلولة مدير عام اكاديمية السودان للعلوم الادارية، و كنت يومها محاضرا في هيئتها العلمية. دعاني الي مكتبه لينهي الي قرارا يهمني! قال: وزير شئون الرئاسة اصدر توجيها بان تشارك الاكاديمية بممثل في الدورة الجديدة للدفاع الشعبي و قد وقع الاختيار عليك! تطلعت في وجه الرجل وقد طارت نفسي شعاعا، ثم في تهويمةٍ من تهويمات الخيال الجامح، رأيتني مرتديا عراقي دمور و سروال و حذاء رخيص مهرولا في طرقات الخرطوم اردد: امريكا روسيا قد دنا عذابها! صادفني السفير الروسي في عرض الطريق، فاستوقفني و سألني: (و علشان ايه ده كله يا باشا، هو احنا كنا عملنالك حاجة لا سمح الله)، و السفير الروسي في ذلك العهد كان – علي ما اذكر – يتكلم شيئا من العربية بلكنة مصرية! افقت بعد ذلك افاقة كاملة علي صوت الاستاذ علي عيد وهو يتمتم بكلمات ظاهرها التشجيع و الحث علي الالتزام بتوجيهات الوزير و باطنها شكر الله المنتقم الجبار ان مكّنه مني، و كان بينه و بيني ما صنع الحداد ابان سني عملي تحت امرته – قبل ذلك - في رئاسة مجلس الوزراء وكان وقتها امينا عاما للحكومة! التطور المنطقي للحوار وفقا للمعطيات والوقائع الماثلة كانت تقتضي ان اخبر محدثي و رئيسي بحقيقة هامة و هي حصولي علي منحة زمالة فولبرايت التي تستدعي الاستعداد للسفر للولايات المتحدة للالتحاق بمعهد هيوبرت همفري بجامعة منيسوتا في ظرف وجيز. و لو كان العهد غير العهد و الحال غير الحال لما ترددت في ان اورد ذلك السبب لتبيان الخطل في امر اختياري للدفاع الشعبي. و لكن قفزت الي قمة رأسي و تراقصت امام عيني، بدلا من ذلك، عبارات مثل: لسانك حصانك، و لا يكب الناس "في معسكرات الدفاع الشعبي" الا حصائد السنتهم! شكرت مديرنا الهمام علي ما اسبغه علي من شرف و اوصيته ان يصيخ السمع لجهاز "المجروس" بقدر المستطاع حتي يسمع تهليلي و تكبيري و انشادي بدنو عذاب امريكا و روسيا، الذي وعدت ان يكون هادرا مجلجلا يشرف الاكاديمية و اهلها. و لفائدة الاجيال الطالعة اقول: المجروس هو الاسم الذي كان يطلق خلال حقبة التسعينات الاولي علي جهاز التلفزيون، اذ لم يكن الناس يشاهدون علي شاشته الا رجالا ملتحين يحملون البنادق و يقفزون من شاحنات المجروس الضخمة الي الارض، ثم من الارض الي شاحنات المجروس!
ذهبت بعد ذلك لمقابلة المستر لوسيان فاندربروك، الدبلوماسي المسئول عن ملف منح فولبرايت بالسفارة الامريكية. کانت المقابلة قصيرة، بدأت وانتهت بكلمات المجاملة التقليدية، و غادرت بعد ان سلّمني كل الاوراق اللازمة و تذاكر الطيران و جواز سفري و عليه تأشيرة الدخول الامريكية. (هذا كل ما حدث و الله علي ما اقول شهيد، و اقسم لاستاذنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم، قسماً مغلظاً، لا يقل عن ذلك القسم الوثيق الصلة بموضوع دخول القوات الدولية لدارفور، انه لم يدر بيني و بين ذلك الدبلوماسي الامريكي اكثر من الذي ذكرت، و لو حدث ان نسب اليّ هذا الفاندربروك اي شئ اخر يمكن ان يقع عليه د. عبدالله اثناء حفرياته الاخطبوطية في الوثائق الامريكية فإنني اكذًّبه مقدما!)
لم تكن العودة الي تجربة الكتابة الصحفية ضمن اجندة الحاضر او المستقبل عندي باي حال من الاحوال لعدة اسباب منها ان الملال كان قد تمكن من نفسي و بلغ منها كل مبلغ بعد اكثر من عامين من الكتابة الراتبة في النصف الاول من التسعينات لثلاث اعمدة في ان معا: الاول باسمي الحقيقي الكامل، و الثاني بالاسم المستعار" سناء قريش"، و ثالثها بالاسم المستعار ايضا "ابن زيدون". و لم يخطر ببالي قط ان اعود الي مثلها! و منها انني، و لمدة اثني عشر عاما، اعيش في الولايات المتحدة، بعيدا عن السودان و حراكه و عراكه و مشاهده السياسية و مسارحه الاجتماعية و سوحه الثقافية. ثم انني، علاوة علي ذلك، لا اكاد اذكر صفحة واحدة كتبتها باللغة العربية، علي حبي لها، خلال هذه السنوات الاثني عشر، و قد اهتزت تبعا لذلك ثقتي وادعاءاتي القديمة بالتمكن في اللغة العربية! ما الذي حدث اذن؟ و كيف انتهي بي الامر الي ما تري و تقرأ؟ الاجابة عند الاستاذ عادل الباز الذي التقيته في اوربا قبل اسابيع فأمسك بتلابيبي واخذ علي عهدا موثقا بكتابة زاوية اسبوعية تتناول- كل ثلاثاء- قضايا وموضوعات سودانية وامريكية. وانا علي العهد. وفائي بالعهود يشهد عليه عهدي لمدير الاكاديمية بتسليم نفسي لمعسكر الدفاع الشعبي!
نقلا عن صحيفة (الاحداث)
http://wwww.sacdo.com/web/forum/forum_p ... =1963&PN=1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
مدن فسيحة
سمير عطا الله
كنت أشعر عندما أطأ الأرض في كندا أنني جئت بلدا فسيحا ووطنا رحبا. لن يسألك أحد هنا لماذا جئت، فهو بلد حاضن يأتي إليه الناس من جميع الأمم. ولن يطلب منك أحد أن تتهجّى اسمك فهو، على رنته الغريبة، أكثر سهولة من اسم جارك البولوني، السيد زيروكولوفسكي. إنه بلد للبسطاء وللغرباء. الحاكمة الحالية من هايتي والحاكمة السابقة ذات ملامح صينية. وأرضه شاسعة وباردة وفيها متسع بلا حدود. ولكن الأكثر رحابة هو قلوب الكنديين وصدورهم. فلا معنى لسعة الأرض إن كانت الصدور ضيقة.
طبعا كانت كندا عندما هاجرنا إليها أوائل السبعينات أكثر رحابة وبساطة. لم يكن قد أثقلت عليها أعداد المهاجرين وتكاثر حملة البارود المفخخ. ولا أبناء السيخ الذين نسفوا طائرة هندية في الجو وذهبوا إلى مكاتبهم. كأنهم لم يكتفوا باغتيال أنديرا غاندي برصاص في الظهر وهم من حراسها. أي رجل هذا الذي يطلق النار على امرأة من الظهر وهو مؤتمَن على حراستها؟ ويوم اغتال سيخ آخرون راجيف غاندي كتب أحمد بهجت في «الأهرام»: أي نوع من المجرمين هو هذا الذي يغتال رجلا طيبا مسالما ليس من نقطة دم على يديه سوى دمه، فيما يظل عتاة العالم ينكلون في البسطاء والطيبين؟ كندا تشعرك، أو كانت، أنها أرضك. أو أكثر. فكم من مرحلة تشعر أنك غريب في لبنان أو خائف أو مظلوم. وهذا شعور لن تعرفه في كندا. قد تعرفه في نيويورك أو في باريس وحتما في معظم المدن العربية.
باريس أكثر انفتاحا، يمكن أن يحصد الشهرة رجل باسم أمين معلوف أو الروماني إيونيسكو أو الأفريقي ليوبولد سنغور. ...... كل العالم يذهب إلى كندا آملا برحابتها،.... ===== .
التعليــقــــات فادى الدرايسى، «المملكة المتحدة»، 04/11/2009 حضرة الأستاذ الفاضل/ سمير عطا الله. طاب نهارك الخيرات, أنها مقالة بليغة حقا, كانت قد تحولت فيها الكلمات إلى أشعة, غارت في البحر ثم تشعبت. هناك أثنى عشر حجرا في الغور, تشهد جريان المياه الكثيرة إلى البحيرة. هناك تموت؟! لا بل تتبخر, ولا توجد مكانها فيما بعد. ودمتم سيدي بكل خير. ryan، «الامارت العربية المتحدة»، 04/11/2009 يا سيدي كيبك بحد ذاتها ولاية جميلة جدا ليس بطبيعتها فقط ولكن الاهم بناسها الفرنسيين و الانكليز الاكثر دماثة من بقية ولاياة كندا حسب التجربة ولا للشعور بالغربة باي شكل بها، ولاية متعددة الثقافات والعرب جالية كبيرة بها ولسكانها الفرنسيين ظروفهم الموضوعية لطلب الانفصال وبشكل حضاري وممكن ان يكون الافضل لهم وفي انتخابات الولاية قريب من نصف العرب يصوت مع الاحزاب الكبيكية ويوجد نواب عرب عن هذه الاحزاب اما بالاستفتاء بالانفصال عن كندا فالعرب ليسوا معنيين اولا وثانيا هم هاربين من عدم استقرار في بلادهم وليسوا بحاجة الى المجهول الدي ربما يكون لمصلحتهم لذلك هم مع كندا وعلى كل توقف من زمن التفكير بالانفصال عن كندا من قبل الاحزاب الكبيكية. جيولوجي/ محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 04/11/2009 الأرض خلقها الله تعالى للأنام وفيها كثيرا من الأتساع والرحب لجميع بني الأنسان الكثيري التنوع في الشكل واللون والمذهب والدين ايضا وليس فيها ضيق أبدا إنما الضيق دائما في صدور بني الأنسان خاصة الذين يحملون الغل والكره والضغينة للأخرين ولقد اختص الله تعالى المؤمنين بآية كريمة عن ذلك في سورة النساء رقم 100 قائلا ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله وكان الله غفورا رحيما ) اليست هذه ميزة لنا نحن كمؤمنين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
Abubaker Basheer كتب: قبل ايام كنت اشاهد احتفال اقيم فى احدى جامعات تكساس ليتحدث فيه الرئيس اوباما للطلبة، وقد قام الرئيس الاسبق جورج بوش (الاب) بتقديم اوباما بعبارات كلها تقدير واحترام مما جعل الطلبة يصفقون له بحماس.
عندما ابتدأ اوباما حديثه ، والذى كان يدور حول اهمية العمل التطوعى وخدمة المجتمع، وركز فيه على ان مقياس النجاح ليس فى الوظيفة المرموقة التى يتمناها خريجو الجامعات، وانما فى مقدرتهم على التاثير الايجابى فى ما حولهم ومن حولهم، وقد ذكرهم بان هذا العمل من أصعب الاعمال، وكثيرا ما يتطلب من الانسان تضحيات كبيرة براحته وماله، وكثيرا ما يواجه الفشل، وكثيرا ما يحتاج فيه الانسان للاصرار والمثابرة، وقد ذكرهم بان نتائج مثل هذه الاعمال قد لا يراها صاحبها ولكن يجب الا يقودنا هذا للفشل و الاستسلام.
الامر الذى لفت انتباهى ليس هذا الكلام الذى صاغه اوباما بعبارات جميلة ومليئة بالروح والحماس الذى يشدك ويلهمك، ولكن الامر الذى لفت نظرى واستوقفنى، هو، ان اوباما رفع شخصية بوش (الاب) كمثال حى لكل ما يريده اوباما من اولئك الطلاب من وطنية، ومن خدمة لوطنهم. قال لهم: ان بوش (الاب) بالرغم من ثراء اسرته المعروف الا انه تطوع للدفاع عن وطنه فى نفس اليوم الذى وصل فيه سن الثامنة عشر، وعمل كطيار حربى، تاركا ورائه كل رغد الحياة الذى كان مكفولا له واختار عملا صعبا لخدمة وطنه، وانه كيف استمرفى خدمة بلده بحماس شديد ولم يتوقف ليرجع للحياة السهلة بالرغم من تعرضه لاسقاط طائرته خلال الحرب، وكيف استمر فى العمل فى الوظائف العامة وتدرج فيها الى ان وصل منصب الرئيس. وقد كان الرئيس اوباما يقول كل ذلك بحماس وصدق شديدين، وقد زاد على ذلك ان ذكر ان بوش وزوجته باربرا قد سبق ان قاما بتكوين حمعية تطوعية لتدريب الفتيات الصغيرات على العمل التطوعى وخدمة المجتمع وقد الهمت هذه الجمعية عدد كبير من الفتيات مما جعلهن يستمررن فى العمل التطوعى وخدمة المجتمع وقد كانت احداهن زوجته ،ميشيل اوباما. لا شك عندى ان كلا الرجلين (اوباما وبوش) يعتقد بان الاخر مخطئ فيما يعتقده خيرا لامريكا، وكلى ثقة ان اوباما يعتقد ان معتقدات بوش الاب حول الراسمالية ، والديمقراطية، والسلام انما هى السبب فى كل مشاكل امريكا ، ومشاكل العالم، وان الاستمرار فى هذه السياسات سوف تقود العالم ، كله، للكارثة. كما اننى لا أشك بان بوش الاب يعتقد ان طريقة اباما ،ومعتقداته حول الراسمالية، والديمقراطية ،والسلام، سوف تجر على امريكا مشاكل كثيرة وقد تعرض كل مكتسباتها للخطر. ولكن وبالرغم من ذلك فقد كان بين الرجلين احترام تام، لدرجة تجعل احدهم يرفع الاخر كقدوة، فى احدى جوانب شخصيته، للطلاب المستمعين. لم يتهم احدهما الاخر بنقص حبه لوطنه، او سوء نيته، او حتى جهله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
عندما كانت جماعة ام درمان الاسلامية تحتفل بمحمد محمد صادق الكاروري ودوره الرائد في "الاستنارة" (أعترض على مشاركة المرأة في الإنتخاب والترشيح عقب ثورة أكتوبر لأن المرأة قارورة واذا تعرّضت للإحتكاك انكسرت)، كانت شاشات التلفزيون في أمريكا تعرض علينا سونيا سوتوماير، طفلة لأم مهاجرة تسكن في مشاريع الاسكان التي توزع لذوي الدخول المتدنية أو الذين لا يملكون دخولا .. لم يسأل سونيا أحدا عن أنها مهاجرة أو أن لسانها به عجمة ... سألوها عن معرفتها بالقانون فحدثتهم حتى آمنوا ... بحثوا سجلها بصبر وتأن فلم يجدوا فيه الا ما يشرفها ويشرف أمريكا كبلد عظيم أتاح لمهاجرة مكسيكية أن تتبوأ هذه المنازل الرفيعة فأختاروها كأول قاضية من أصل لاتيني في المحكمة العليا ونحن لا يزال منبر سودانيزأونلاين ينادي بطرد الفولاني أهل الصلاح من بلاد السودان!!! دعك من الفولاني فها هو كمال حسن بخيت ابن عمة الرئيس يستهجن جلوس وفد الحكومة الي زعيم تمرد دارفوري لأن شكله يشبه "الباعة المتجولين"!!! ولكن لا يلومه أحد طالما أن "شيخته" سعاد الفاتح قد نعت على التلفزيون "كيف يجيب لينا المقطعين بتاعين دارفور ديل!!! تقول هذا وهي في كامل هندامها من أموال هؤلاء الغلابة (بدل ترحيل النائب البرلماني حوالي 15 مليونا في العام) وقد قال ابن اخت لها في سودانيزاونلاين أن خالته هذه لا تخرج من بيتها للسيارة الا وان يكون الممر معطرا!! " بخ بخ!!! === "عوينة أم صالح" الطيب صالح قرأنا له كلنا ... المطابع هنا تخرج كل صباح آلآف الكتب والأفلام والأشرطة الموسيقية ولا أحد يكاد يعرف من هو أرينست همنغواي في هذه البلاد ... ولا أوباما نفسه يعرف كم عدد من حظوا بجائزة نوبل في الفيزياء وحدها من أهل هذه البلاد المعطاءة ... السبب أن لا أحد منهم مشغول بماذا لبست بثينه .... قطعت إمعائي قصة رشا عبدالحميد وشمس الدين محمد الحسن شاطر.. عقدت لهما محكمة استغرقت 15 دقيقة وفصلتهما لأن حرس الجامعة قد رآهما مختليان ببعضهما ... كتب محمد طه عن صلاح قوش والدرديري (أحد أهم مفاوضي نيفاشا) مثمنا لهما دورهما في الجامعة وكيف كانا يطوفان بالأقبية المظلمة ويؤدبا كل من سوّلت له نفسه الإختلاء بذات خمار!!!! ===== تفاعلت قصة بنطلون لبنى!! كانت حينها فتاتان سمرواتان، شديدتا السمار، سيرينا وفينوس ويليامز، من نسل مهاجرين جدد من الباهماز تنتزعان الميداليات في ويمبلدون، كلتاهما تلبسان تنورات جد قصيرة يكفي بنطال لبني لصنع دستة من تنوراتهما ... لم يزعج ذلك أحد ولا أظن أن أحدا قد رأي منهما غير رشاقة الصنعة واجادتها ... عادتا من ويمبلدون محملتان بالذهب ولكن تسعة ونصف أمريكي من كل عشرة لم يسمعوا بهاتين الفتاتين .. هذه بلاد قد جبلت على التميز والتفرد و"البرنجي" ... في السودان كلنا نعرف ابوبكر كاكي اذا ما عاد بميدالية صفيح من بوركينا فاسو!! لكثرة ما يعود أبطال هذه البلاد بالميداليات من الأولمبياد فلقد تجد ميدالية في الآي بي بسعر سندوتش ماكدونالد خال من المايونيز!! ==== درس الرئيس الصومالي شريف أحمد بجامعة كردفان، عاد لوطنه لتقوم مليشياته بكشف صدور النساء مخافة أن يلبسن "مشدات الصدر" لأن ذلك غش في الاسلام ... عندما نزلت لاعبة التنس الأمريكية آشلي هاركليود الى الملعب مرتدية ملابس داخلية حمراء لم يشر الاعلام الرياضي لذلك الا من باب انه "تقليعة ملفتة للنظر"!!! ثم صفقوا لها لما انتزعت اللقب ونسوا "تقليعتها" تلك!!! لاعبات التنس في أمريكا أسمهن في الإعلام "الرياضيات"، ولكن مواطنا سودانيا بالدوحة يهيب بجموع السودانيين أن هلموا فإن "فاتنات" التنس حللن بالدوحة مرة أخرى!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
في محاضرة دالي أمس رأيت عظمة أمريكا من عدة وجوه ... أفلا يدهشك كون هؤلاء "السودانة" يحتلون فاره القاعات للساعت الطوال يحتفلون فيها بأفراحهم وأتراحهم و"خبوبهم" السياسي والرياضي وغيره بل وينعون على أمريكا نفسها نظامها الرأسمالي الكسيح (حديث دالي عن فيلم مايكل مور) وبامكانهم ان ينتقدوا اوباما وجورج واشنطون نفسه وزواج المثليين والكنيسة وكل شيء .. كل شيء .. طالما انه يتم بالكلمة ولا تلجأ لرفع حجر او غصن شجرة!! في الخرطوم تصادر كتب الأستاذ محمود من المعارض!! جآءهم منذ أيام في السودان الأكاديمي "الأوغندي/هندي الأصل" الشهير بروفسير محمود محمداني ليقدم محاضرة، نعم محاضرة ولم يكن يحمل ملتوفا، وبعد ان صدقت له جهة لتقديم ذلك، قامت جهة أخري بالغائها لأنه "قد" تكون فيها أجندة "خفية" لا نعلمها والأصل في درء المفاسد المنع (والله تعالى أعلم) وقد عجب من ذلك الأفندي "زولهم" نفسه، مثلما عجب قبله الطيب زين العابدين لإلغاء جهاز الأمن لإحتفال يقام لتدشين كتب طبعته عبدالكريم ميرغني للإحتفاء بالطيب صالح!! قال زين العابدين "ما علاقة الكتاب بتعكير صفو الأمن"؟؟؟ كلموهو!! قولوا ليهو!!! (ما يطلبه المستمعون) ==== مما لفت نظري لعظمة أمريكا في المحاضرة، حضور النساء السودانيات، بل ومشاركتهن بالأسئلة، في ستينات القرن الماضي، عندما كانت تذهب أمنة فضل "شقيقة العم فضل" وأسماء وماما نوال وغيرهن لحضور محاضرات الأستاذ، كانت النساء أنفسهن يعدن ذلك "فياقة ... والله ياهو" .. في بدء عهدهن بأمريكا، كان الكثير من السودانيات يكتفين بحضور ليالي الأفراح و"البكينكز" .. علمتهن أمريكا أن "صوتهن" قد أكتسب هنا طبقة جديدة لم يعد بها "عورة" فطفقن يشاركن ويحاضرن ويكتبن .. العديد من السودانيات الآن محاضرات بالجامعات الأمريكية ودونكم "وداد المحجوب" وقد صدر مؤخرا عدة كتب بالإنجليزية لعدد من النساء السودانيات "منهن أسماء حليم، رقية ابوشرف وسعاد تاج السر" شكرا ماما أمريكا ==== شيء آخر لفت نظري وهو مشاركة الأخوة الجنوبيين، فقد كانوا، في السودان، يعدون شأن النقاش بين الشماليين أمرا شماليا خاصة اذا ما تعلق بأمر الدين، لا حظت أن اثنان منهما شاركا في النقاش وقد اعجبتني عبارة أحدهما أن دينا مثل الذي يطرحه دالي يمكن له هو كجنوبي مسيحي أن يتعايش معه .. الآخر حفظ لأمريكا حقها تماما ولا يعرف الفضل لأولي الفضل الا ذوو الفضل فشكرا لأمريكا أن جعلت الحوار السوداني/ السوداني ممكنا خارج حدود السودان واضح أن أمريكا بتفتح للناس بعض بصيرتهم ليروا الفيل كله ولا يظلون متعلقون بقدم الفيل ويظنون انها شجرة (دجل المؤتمر الوطني اتخذ شعارا له في الانتخابات القادمة "الشجرة" – الذين يبايعونك تحت الشجرة!!!) ..أعرف أصاريا متوّلها في السيد الصادق ... أول عهده بأمريكا كان لا يكاد يسمع لرأي آخر بل قد يضيق به .. بعد سنوات عملت أمريكا فيه سرها الباتع eye opener فأخذ "ياخد ويدي" في أمر شيخه ويراجع كثيرا من ثوابته ... ذلك لأن هذه البلاد تعينك على ذلك والا فستنقرض ==== أخ مسلم أعتقد انه دبلوماسي" ذهب في محاضرة دالي، مثمنا لدور الأستاذ محمود في التوعية والإستنارة الخ الخ .. ولكن دالي واجهه بأن هذا الأمر سيجلب له متاعب لأنه لا يستطيع أن يقوله لحكومته وحكومته الآن تصادر كتب الأستاذ محمود وتدرس في مقرراتها لطلبة المدارس أن الجمهوريين من الفرق الضالة!!! هو بالطبع يغني بلسان ويصلي بلسانين ذلك الأخ المسلم وليس صادقا فيما يقول ولكنها أمريكا (الأنصاري "سكينو في ضراعو" غاظه أن وهابيا نتر في ختمي مسيكين لأنه قال يا حسن .. انتهز الانصاري رجة البوكس فقال يا المهدي الخلقتني ... قال له الوهابي عارفو لا خلقك ولا شي لكن دايرليك معاي حرابة ساي)... أمريكا لا سكين ضراع لها ولكن بما تتيحه من معارف ومن "سعة" ومن حرية ومن نور يعشى أعين الظلاميين تجعل ممكنا للختمي أن ينادي حسنه ولا أحد يعترض .. أشكر لأمريكا أن أتاحت لي من حجرتي على بعد آلآف الأميال أن أحس "أنفاس" دالي حارة من منجمها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ السلام عليكم و رحمة الله وبركاته يا ليتني أمريكي لـ د . عائض القرني أعلم أن أميركا قتلت خارج أوطانها ملايين البشر عمدا وشبه عمد أو خطأ، ولكن في الداخل الأمر مختلف؛ فهي تسوس رعاياها بأنظمة كأنها مأخوذة من الإسلام تماما، بينما نحن أبناء الإسلام نتجاهل تطبيق كثير من هذه الأنظمة، وإليكم هذه القصة التي كتبها لي دكتور سعودي كان يدرس هناك، وقد عاش القصة، ثم جلست معه وسمعتها منه: «عائلة سعودية تتكون من رجل مبتعث إلى الولايات المتحدة الأميركية من قبل معهد الإدارة ليستكمل دراسته لمرحلة الماجستير، ومرافقة له وهي زوجته، وبنت تبلغ من العمر 8 سنوات، وابن يبلغ من العمر 6 سنوات.سكنت العائلة في البداية في مدينة رتشموند بولاية فرجينيا. وكان الزوج يقوم بالاعتداء على زوجته من فترة إلى أخرى بالضرب والشتم، وكانت الزوجة تستغيث وتستنجد بالجيران من السعوديين، الذين بدورهم يقومون بالاتصال به والطلب منه بكف الأذى عن زوجته، بالإضافة إلى الاتصال بأقارب الزوجة في السعودية للوقوف معها وحل مشكلة الزوجين. انتقلت العائلة إلى ولاية أوهايو، وكالمعتاد ما زال الرجل يمارس الثقافة نفسها، التي تتمثل في الضرب والشتم لزوجته، ولم يتم التدخل من قبل أفراد وأقارب الزوجة أو الزوج لحل المشكلة، مع العلم أن الزوجة طالبت إخوانها ووالدها بالتدخل لرفع الظلم عنها، ولكن لم تقابل إلا بالرفض والتوبيخ والتهديد من قبلهم. وبعد أن تقطعت السبل بتلك السيدة قررت وضع حد لما تتلقاه من ألم جسدي ونفسي مستمر لها ولأبنائها وذلك بالاتصال بقسم الشرطة، والإبلاغ عن زوجها. خلال دقائق معدودة وصلت أكثر من خمس دوريات أميركية إلى منزل العائلة السعودية. تم التحقيق مع الزوجين بشكل منفرد، بالإضافة إلى الأبناء، كل على حدة. ومن خلال التحقيق مع الأبناء تبين للشرطة الأميركية أن الوالد اعتاد ضرب والدتهم وكيل الشتائم. وبناء على التحقيق تم حجز الأب في قسم الشرطة، وتم نقل الزوجة هي وأولادها إلى فندق حتى يتم استكمال جوانب التحقيق. تم وضع حماية كاملة للأسرة، بالإضافة إلى تكليف رجال الشرطة بإيصال الأبناء إلى المدرسة وإرجاعهم.. حماية السكن الذي تقطنه الأسرة.. صرف بطاقة تحتوي على مبلغ مادي حتى تتمكن العائلة من شراء بعض المستلزمات الضرورية من الأسواق الأميركية. قامت الملحقية السعودية بتوفير محام ليترافع عن الطالب السعودي المسجون، الذي تم إخراجه من السجن بكفالة مادية حتى يتم الانتهاء من كامل التحقيق وانتهاء المحاكمة. قامت الشرطة خلال هذه الفترة بأخذ تعهد من الطالب بعدم دخول الحي بأكمله الذي تسكن فيه الزوجة والأولاد بالإضافة إلى أخذ تعهد بعدم الاقتراب أو التفكير في زيارة الأبناء سواء في المنزل أو المدرسة حتى يصدر القاضي حكمه في القضية. طلبت الحكومة الأميركية من السيدة السعودية توكيل محام لكي يترافع عنها في الجلسات، وبعد سؤالها عن التكاليف تبين لها أن التكاليف قد تصل إلى 6000 دولار أميركي، وفي هذه اللحظة انهارت البنت في قسم الشرطة عند سماعها لهذا الخبر؛ إذ إنها لا تملك ذلك المبلغ، بالإضافة إلى خوفها من خسارتها لقضيتها ورجوعها إلى زوجها وعائلتها. كان موجودا لحظة بكائها محاميان أميركيان فتبرعا للمرافعة عنها مجانا. وبعد الجلسات والمحاكمة، وبعد توافر الأدلة وشهادة الشهود على الزوج، حكمت المحكمة بأن الزوج مذنب، وأن الزوجة يحق لها الاحتفاظ بالأبناء في حالة الانفصال. طلبت الزوجة الطلاق من الزوج، وبالفعل تم حصول ذلك. قامت الحكومة الأميركية بعد الانتهاء من المحاكمة، بتوفير سكن للسيدة السعودية ودفع الأجرة عنها وبعد مدة معينة تستطيع السيدة امتلاك البيت. قامت الحكومة الأميركية بتوظيف السيدة السعودية في وظيفة تتناسب مع معتقدها ودينها وبراتب يصل إلى 3000 آلاف دولار في الشهر. التكفل بتكاليف دراسة الأبناء في المدارس الأميركية.. تحمّل كامل نفقات دراسة المرأة في الجامعة.. القيام بإعطائها بطاقة تحتوي على مبلغ مادي شهري يمكنها من شراء المستلزمات الضرورية لها ولأولادها. تغيير فيزتها من فيزة مرافق إلى فيزة لاجئ، مما قد يمنحها في المستقبل الجنسية الأميركية». والآن، وبعد هذه القصة، فكم من امرأة تضرب وتُهان وتؤذى ولا تجد من ينجدها ولا من يقف معها؟ لقد طفت مع بعض زملائي إحدى وعشرين ولاية أميركية، فكلما رأينا الدقة والحسن في نظام السير والمرور وحماية البيئة والذوق العام وترتيب شؤون الحياة، تذكرنا النصوص التي قرأناها في الكتاب والسنة، حتى قال لنا بعض الدكاترة المسلمين هناك: «والله لكأنما أخذوها من ديننا نصا وفصا، بينما نحن نهمل هذه النصوص العظيمة».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللوتري 2013: مرحبا بالجميع (كمان وكمان): متفرقات (Re: عبدالله عثمان)
|
***في جولتي، التي تحدثت عنها سابقا، كنت أندهش للأعراب يقومون من اللقاءات أو أماكن تناول الطعام العامة ويتركون ورائهم تلا من القمامة والناس من حولهم تأخذ قمامتها لتضعها في الأماكن المعدة لها، فيتركون المكان خيرا مما وجدوه!! يرون ذلك ولا يتأسون به (نحن أولى بموسى منهم)... أعلم أن قد أفسدتهم، بجانب التربية، العمالة الهندية الرخيصة فلم يعد أحد منهم يقرأ "ابن هشام"!!! وفي برامج الأطفال بالتلفزيون يقوم "القط" بطمر بقاياه!!***
سلام يا عبدالله،
شكـرا على هـذا الســرد الممتع، وكله حق فيما يخص أمريكا.. ولكن أعتقـد أنك تحتاج الى الحياة خارج أمريكا لبعض الوقت، وزيارات الشرق الأوسط من وقت لأخر غير كافية.. والحقيقة التى لا أشك فيها، إن كل الشعوب (كل الشعوب) خيـرة وطيبـة.. ولها قيـم مشتركـة. ولكنها تختلف فى أنماط سلوكها وطرائق حياتهـا.. هـذا ما اكتستبه من إقامتى فى امريكا لأكثر من 18 عاما، وفى أوروبا عاما كاملا وحوالى السـتــة أعوام بين أسيـا والحليج.. لا أريد ان أقع فى مصيـدة المقارنة بين الدول والنظم الإجتماعية المختلفة.. ولكن لفت نظرى العبارة المنصصـة أعلاه، وقد كنت أستاء جدا حين ارى الناس يتركون بقايا طعامهم فى الطاولة، وكنت الوحيد تقريبا الذى يأخذ (صينيته) الى التراش بن.. وبعد فترة تحدثت الى صديق صينى، فقال لى، لو كل واحد شال صينيتو العمال ديل حنلقى ليهم وظائف من وين؟ .. ثم رأيت بعض الشباب يلصق ارقام تلفونات فى ارض الشارع (دعايات منتجات) (أرض الشارع عندهم بلاط إن لم تكن رخام).. فسألت الصديق كيف تسمـح الشرطـة بذلك والشارع كله كمرات؟ فكرر ذات الإجابة.. هؤلاء الشباب يعملون وتدفع لهم الشركات، ثم يأت فريق اخر ويرش الملصقات بالكحول حتى تلين وتنفصل عن البلاط، ثم بعد قليل يأتى فريق اخر لنزعهـا ووضعها فى الزبالة! وتكون البلدية بذلك وفرت وظائف لمئات الأيدى العاملة.. فالحكومة تعرف ذلك ولكنها تريد توظيف من لا مؤهلات لهم، لأن تكلفة توظيفهم بهذا الأسلوب أقل كثيرا من تكلفة تركهم عطالى بدون عمل، والله وحده يعلم ما يكلفونه الدولة حينذاك. نفس الإعانات التى يدفعها الغرب للعطالى يدفعونها هنا لهم مع حفظ كرامتهم وإشعارهم انهم يعملون ويفيدون المجتمع.
حديثك عن أمريكا ذو شجون، ولكل أمريكى أن يفخـر أنه مواطن فى دولة عظيمـة، وينتمى الى شعب عظيـم.
.
| |
|
|
|
|
|
|
|