الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2008, 04:32 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر


    هذه من مقولات الأستاذ محمود محمد طه، وقد نقل لنا على أيام حكم الصادق أن العم الهادى نصر الدين (ظريف ود نوباوى) والذى، يتحدر من أسرة أنصارية عريقة، ومع ذلك تربطه وشائج محبة غريبة مع الأستاذ محمود لدرجة أنه اوصى أبنته فى حالة وفاته ان يغسله ويدفنه الجمهوريون (ذكريات العم أحمد عبدالرحمن العجب)، نقل لنا أن العم الهادى قد نقل ذلك الحديث للسيد الصادق، ويبدو أن الأمر قد فعل فعله "السيكولوجى" أيضا فى نفس السيد الصادق - وهو لا شك يعلم فراسة الأستاذ محمود - فقام فى الجمعية التأسيسية - لا أدرى ما كان اسمها إبان حقية حكم الصادق الأخيرة - مقدما لخطاب حكومته، وبعدما قدّم خططا طموحة - كالعهد به - من خطاب مكتوب - دلف الى خارج النص - فقال "وكدة نكون طلعنا القوز الأخدر" وعدها الناس حينها من ولع السيد الصادق بغريب الأمثال السودانية ولكن هذه هى الحقيقة
    وها هو الزمان قد استدار واذا بنا نرى أن ما بين الصادق والقوز الأخدر "الحراز والمطر"
                  

06-01-2008, 04:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3)
    د. عمر القراي

    الاتفاق الذي وقع قبل أيام، بين حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر الوطني، وسمي اتفاق التراضي الوطني، جاء مخيباً لآمال كثير من المثقفين، الذين كانوا يحترمون السيد الصادق المهدي، وكثير من أعضاء حزب الأمة الحريصين على مصلحة الحزب ومصلحة الوطن.. ولقد كان السيد الصادق يطمئن أعضاء حزب الأمة، الذين اعترضوا على التقارب بين حزب الأمة والحكومة -ولم يقبلوا بدخول ابن زعيمهم الذي يقود المعارضة للنظام، في جهاز أمن ذلك النظام- بأن الاتفاق مع الحكومة لن يتم، إلا إذا غيّرت الحكومة من سياستها، والتزمت في أدائها بالاتفاقية وبالدستور.. ولما طال الأمد، ولم يبدو شيء من ذلك، ولم يطق السيد الصادق مع البعد عن (كرسي) الحكم صبراً، هرع إلى الاتفاق، دون أدنى اعتبار لرأي اتباعه ومريديه.. ولعل أعضاء حزب الأمة الصادقين، تأكدوا الآن، أن زعيمهم كان يخدعهم، واأن الاتفاق لا جديد فيه، غير التمهيد لدخول حزبهم (الديمقراطي) العريق، في جلباب هذا النظام الشمولي العتيد!!
    ولقد كان من أبرز اعتراضات السيد الصادق المهدي، على اتفاقية نيفاشا، زعمها بأنها تريد أن تحل مشاكل كل الوطن، ثم إنها وقعت فقط بين طرفين، فما هو زعم اتفاق التراضي؟! ولماذا لم يصر السيد الصادق، على أن يكون الحوار بين كل الأطراف، حتى يجيء الاتفاق شاملاً، بدلاً من تكرار نفس الخطأ، الذي صرّح بأن الحركة الشعبية، قد وقعت فيه؟! والحق ان السيد الصادق كان في عجلة من أمره، لأنه إنما يسابق الأحزاب الأخرى، وخاصة الحزب الاتحادي على السلطة، التي لا يثق في أن حزبه يمكن أن يوصله إليها، دون تحالف مع حزب المؤتمر الوطني.. وفي سبيل تلك السلطة الزائلة، تجاهل السيد الصادق تاريخ حزبه في معارضة النظام، وإدانته للسيد مبارك الفاضل، حين خرج ولحق بالنظام من قبل، ثم رجع بخفي حنين، بل تجاهل ما كان يصرح به مراراً، من أنه لن يضع يده، في يد النظم الشمولية.
    إن ما سمي باتفاق التراضي الوطني، هو في الحقيقة اتفاق ثنائي، بين حزبين، لا توجهه إلا مصالح أفراد فيهما، ولا علاقة له بالوطن من قريب أو بعيد.. ذلك أن ما يرزح تحته الوطن من مشاكل، إنما حدثت في الماضي، بسبب حزب الأمة، واستمرت في الحاضر، بسبب المؤتمر الوطني!! فحزب الامة، تحت قيادة السيد الصادق، في فترة حكمه الأخيرة (1986-1989م) استمر في حرب الجنوب، ورفض اتفاقية السلام، التي وقعها السيد محمد عثمان الميرغني مع الراحل قرنق. بل قام باعتقال بعض اساتذة جامعة الخرطوم، واتهمهم بالعمالة، بسبب زيارتهم للحركة الشعبية في أمبو بأثيوبيا، وتفاوضهم معها حول السلام!! والسيد الصادق هو أول من سلح القبائل العربية في دارفور، واغراها بمساندة حكومية على الاعتداء على القبائل الأخرى.. كما سلح القبائل العربية في منطقة ابيي المشتعلة الآن، مما جعل تلك القبائل تعتدي في مجازر بشعة على قبائل الدينكا، في منطقة الضعين. وحين كتب الاستاذان عشاري وبلدو كتابهما (مأساة الضعين) صودر الكتاب واعتقلا بسببه، في ظل النظام الديمقراطي الذي كان السيد الصادق على رأسه!! والمؤتمر الوطني أكمل ما بدأه حزب الأمة، وزاد عليه أن ضم هذه القبائل بعد ان زاد تسليحها، الى الدفاع الشعبي، واعطاها صبغة حكومية، مكنت لها من الاعتداء الآثم، الذي حول دارفور إلى مأساة عالمية، أدت الى تدخل القوات الدولية فيها، وهي الآن توشك ان تدخل أبيي.. أما كان اشرف للحزبين وأوقع في وجدان الشعب ان يعترفا في وثيقة الاتفاق بدوريهما في ماسأة دارفور قبل أ ن يطرحا تصورهما للحل؟!
    تناقضات الاتفاق:
    جاء في مقدمة الاتفاق (إدراكاً من الحزبين لأهمية الحوار بوصفه الوسيلة الفعالة في معالجة القضايا والمشكلات الوطنية.. واستلهاماً لتطلعات الشعب السوداني في التحوّل الديمقراطي والسلام العادل الشامل.. وسعياً نحو حشد الطاقات وتكامل القدرات للارتقاء بالوطن نحو آفاق الحرية والديمقراطية والشورى والسلام والعدالة والتنمية والاستقرار والكرامة والرخاء والعيش الكريم انعقدت اللجنة المشتركة بين الحزبين وعقدت ستة عشر اجتماعاً امتدت لعدة أشهر...) (السوداني 21/5/2008م). فإذا كان هذا الحوار، يستهدف التراضي الوطني، وهو قد تم بغرض حل مشاكل الإنسان السوداني، وتوفير العدالة والتنمية والكرامة له، فلماذا لم يطلع الشعب على هذا الحوار؟! لماذا لم يكن الحوار علنياً، ومنقولاً عبر وسائل الإعلام، من أجل المصداقية والشفافية، ليرى الشعب هل حقاً تحاور الحزبان حول همومه ومشاكله، أم تحاورا حول مصالحهما الذاتية الضيقة؟! وهل كان الحوار حقاً (تراضيا) (وطنيا) أم كان (تراضيا) (شخصيا) باع فيه السيد الصادق حزبه، وتاريخة السياسي، وقبض الثمن؟! وما معنى (الارتقاء بالوطن نحو آفاق الحرية والديمقراطية والشورى)؟! فإذا كانت الديمقراطية هي الشورى في فهم الحزبين، فماذا لم يكتفيا بكلمة بواحدة دون حاجة للتكرار؟! وإذا كانت الشورى ليست هي الديمقراطية فعلى أيهما اتفقا؟! أم كتبت كلمة (الديمقراطية) ارضاءً لحزب الأمة، وكتبت كلمة (الشورى) ارضاء للمؤتمر الوطني، وكلاهما لا يقصدان في الحقيقة أياً منهما؟!
    جاء تحت موضوع الثوابت الدينية:
    1-2): حرية العقيدة والضمير.
    1-3) التزام قطعيات الشريعة.
    1-4) التسامح في الإختلافات الإجتهادية.
    1-5) التعايش السلمي بين الأديان) (المصدر السابق).
    إن هذه الفقرات جميعها متناقضة، ولا يمكن أن تقوم في أي مجتمع في وقت واحد. وذلك لأن قطعيات الشريعة، لا يمكن أن توافق على حرية العقيدة. ولو كانت الشريعة الإسلامية توافق على أن يعتقد كل شخص ما يشاء، لما قام الجهاد، وأحكم السيف في رقاب المشركين حتى يسلموا، وفي رقاب أهل الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون. قال تعالى في حق المشركين (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم). وقال في حق أهل الكتاب من المسيحيين واليهود (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون). وقال في حق الكفار عموماً (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله). هذه هي نصوص الشريعة القطعية في التعامل مع غير المسلمين، فماذا سيفعل السيد الصادق والمشير عمر البشير بها؟! هل يتفقان على تطبيقها ومحاربة المسيحيين والوثنيين من المواطنين السودانيين؟! أم انهما لن يستطيعا ذلك، وإنما أتوا بها هنا من باب المزايدة السياسية، ودعوى الاتفاق على الثوابت؟! أليس في مجرد القول بالالتزام بهذه القطعيات، مخالفة ظاهرة لحرية العقيدة والضمير، التي نص عليها هذا الاتفاق؟! أليس فيها استفزاز مقصود لغير المسلمين، واشعار لهم بأنهم مواطنون منبوذون، سيشن عليها تحالف حزب الأمة والمؤتمر الوطني الحرب الدينية، متى ما استطاعا ذلك عملياً؟! وهل يمكن أن يكون كل هذا من ضمن التراضي الوطني، الذي ينبغي ان يشمل كل السودانين مسلمين وغير مسلمين؟!
    والتعايش السلمي بين الاديان لا يتم بتراضٍ زائف، وانما سبيل تحقيقه، هو الاحتكام لإحدى مرجعيتين لا ثالث لهما: أولهما اصول القرآن، التي وفرت حرية العقيدة، لكل انسان، في قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وهذا المستوى من الاسماح منسوخ بالشريعة، التي أحكمت آيات القتال التي أشرنا إليها أعلاه، ولا يمكن تطبيق الاسماح وهو أصل ديننا إلا بتطوير الشريعة.. ومن أجل تطوير الشريعة، لا بد من بعث الآيات المنسوخة، واحكامها، لتقوم الدعوة بالتي هي أحسن، بدلاً عن الجهاد، ويقوم الاسماح بدلاً عن الإكراه، وهذا ما دعا له الأستاذ محمود محمد طه دون سائر علماء المسلمين.. وثانيهما المرجعية العالمية لمواثيق حقوق الإنسان، التي نصت في كافة تلك المواثيق على حق كل إنسان في أن يعتقد ما يشاء.
    ومن قطعيات الشريعة، عقوبات الحدود في قطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، فهل سيطبقها تحالف الحزبين؟! أم انهما يعلمان انها لا يمكن ان تقوم، الا على خلفية من العدل الاقتصادي والاجتماعي، ليس محققاًً اليوم؟! ومنها أيضاً قتل المسلم، اذا غير دينه، فقد ورد في الحديث (من بدل دينه فأقتلوه)، وعلى هذا الفهم، ما زالت الردّة موجودة في قانون العقوبات السوداني، ولقد اكد على بقائها هذا الاتفاق العجيب، حين نص على ايجاد قانون يحكم على اجتهادات المفكرين، وذلك حيث جاء (يكون القانون حكماً في الاختلافات الاجتهادية)!! هذا مع انه كان قد نص على (التسامح في الاختلافات الاجتهادية)!! (المصدر السابق). فما معنى دخول القانون، ليجرم اجتهاد شخص، ما دام هنالك تسامح في اختلاف الاجتهادات؟! وحتى نتصور مبلغ السوء في هذا الاتجاه، الذي التقى عليه هذان الحزبان، يمكن ان نفترض ان د. الترابي، قد أذاع اجتهادات عديدة، مثل قوله بجواز زواج المسلمة من مسيحي، أو امامة المرأة للرجال، أو تصريحه بأن الحور العين هن طالبات الجامعة الإسلامية، أو غيرها مما نسب إليه من اجتهادات مؤخراً.. فإذا لم يوافق تلاميذه القدامى في المؤتمر الوطني، على هذه الاجتهادات، فإنهم بدلاً من حواره حولها، واثبات باطلها للناس، يلجأون الى ذلك القانون، الذي يكون حكماً على الاختلافات الاجتهادية، ليحكم لهم على اجتهاد شيخهم بالبطلان، ثم ما يترتب على ذلك من عقوبة على المجتهد، ربما كانت مادة الردّة نفسها؟! أرأيت كيف تأخذ هذه الاتفاقية العجيبة بالشمال، ما منحت باليمين؟!
    تجربة المجرّب
    في المثل السوداني يقولون: «من جرّب المجرّب حاطت به الندامة».. وقد جاء في نص اتفاق التراضي الوطني (4-6 احترام العهود والمواثيق) (المصدر السابق). ولقد وقع المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية، اتفاقية السلام لعام 2005م، ووقع على الدستور الانتقالي.. وقد حوت هاتان الوثيقتان، كافة الحقوق الأساسية، التي يمكن أن تحقق العدل والمساواة والتحول الديمقراطي، فهل إلتزم المؤتمر الوطني، داخل حكومة الوحدة الوطنية، بتنفيذ هذه الاتفاقيات؟! فإذا كانت الاجابة بنعم، وان المؤتمر الوطني قد نفذ كل الاتفاقيات، وتحقق السلام والحريات، والتحول الديمقراطي، فما الداعي الى اتفاقية التراضي الوطني هذه؟! وإذا كان المؤتمر الوطني، لم يلتزم بتنفيذ الاتفاقية، رغم أنه قد أشهد عليها المجتمع الاقليمي والدولي، ورغم ان عدم تنفيذها، قد يؤدي الى اشعال الحرب مرة أخرى، مما قد يدفع بالتدخل الدولي الشامل، فما الذي يجعله يلتزم باتفاقه مع حزب الأمة، الذي حوى نفس الاشياء التي وقع عليها من قبل، ولم ينفذها؟! هل يظن السيد الصادق ان المؤتمر الوطني سينفذ الاتفاق لأن هنالك نصاً فيه يقول: «احترام العهود والمواثيق»؟! إن ما يسعى إليه المؤتمر الوطني، هو أن يورّط السيد الصادق، ثم يلفظه اذا اختلف معه، أو يبقيه تابعاً ذليلاً اذا لم يجرؤ على الاختلاف معه.. وكان يمكن لتجربة السيد مبارك الفاضل، ان تكون عظة للسيد الصادق، فتبعده عن هذه الصفقة الخاسرة، لولا ان الطمع يعمي ويصم!!
    لقد أقنع السيد الصادق اتباعه، بأنه لم يدخل مع المؤتمر الوطني في هذا الاتفاق، إلا لأن المؤتمر الوطني وعد بالإلتزام باتفاقية السلام، وبالتحول الديمقراطي، وهذا خلاف الحق.. فلقد سبق للسيد الصادق، ان عقد اتفاقاً مع حكومة الانقاذ الوطني، حتى قبل أن توقع اتفاقية السلام، وحين كانت تصعد عملياتها العسكرية في الجنوب، تحت شعارات الجهاد.. وفي ذلك الوقت صرّح بأنه سار الى اتفاق جيبوتي، وهو يظن انه سيصيد (أرنباً)!! فإذا به يصطاد (فيلاً)!! ولكن سرعان ما اكتشف انه رجع خال الوفاض، وان جماعة الانقاذ قد خدعوه، فقال «لقد عقدنا مع الانقاذ (نداء الوطن) عام 1999.. وحقاً وصدقاً صفينا وجودنا الخارجي، ووضعنا السلاح، ونبذنا العنف، ودخلنا مع النظام في تفاوض جاد لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة. لم يبادلنا النظام حقاً بحق، ولا صدقاً بصدق، بل عاملنا بالمناورة، والمراوغة...) (بيان السيد الصادق للشعب السوداني: سودانايل 7/6/2004م) حتى اضطر السيد الصادق في ذلك الوقت، لوصف حلفاء اليوم بقوله: «المؤتمر الوطني وحكومته ظلا أسيرين لشعارات فارغة ربطت الإسلام بالدكتاتورية والقهر والنهب» (المصدر السابق). فلماذا صدقهم الآن بعد تلك التجربة المريرة؟! هل تريدون الحق؟ أن السيد الصادق المهدي لا يهمه ان يطبق هذا الاتفاق أو لا يطبق، ولا يهمه ما ورد فيه بشأن السودان، وانما يهمه هو ان يقبض الثمن، تحت مسمى تعويضات آل المهدي!! ألم يرد في هذا الاتفاق تحت بند تهيئة المناخ (3- تنفيذ توصيات هيئة الحسبة والمظالم)؟! وما هي توصيات تلك الهيئة، التي يهتم بها السيد الصادق حتى يجعلها بنداً من بنود التراضي، ألم تكن تعويضات آل المهدي؟! وليت هذه التعويضات التي باع من أجلها السيد الصادق مبادئ الحزب، حين يقبضها يوزعها على أهلنا البسطاء من جماهير الأنصار في الجزيرة أبا فإن حالتهم لا تسر صديقاً ولا عدوا!!


    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=48917
                  

06-01-2008, 10:26 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    مفتاح شخصيته
    لقد نشأ السيد الصادق في البيت الذي يتزعم، من حيث العدد، أكبر طائفة دينية عندنا في السودان .. وهي طائفة الأنصار .. ومن المعروف في البيوتات الطائفية عندنا، أن أبناء زعماء الطائفة يجدون من الإتباع كل تقديس، وتوقير، لا فرق، في ذلك، بين الأطفال والكبار، فجميعهم (أسياد)، فحتي الأطفال الصغار مطاعون من جميع الأتباع بما فيهم الشيوخ، فهم لا ترد لهم حاجة .. في مثل هذا الجونشأ الصادق، وترعرع، فهولم يعرف منذ نعومة أظفاره سوي أنه (سيد) مطاع .. وقد ظلت هذه (السيادة) تتوكد في نفسه كلما شب، وكلما تفتحت عيناه علي ضروب من الطاعة له تصل الي حد التضحية بالنفس في سبيل مرضاته ..
    ولم يكد يبلغ سن الشباب حتي تهيأت الظروف التي جعلته زعيم الطائفة، وهولم يبلغ بعد سن الثلاثين .. وكان يري الآلاف من الأنصار يخضعون لتوجيهاته، ويتحركون بإشارته، وهم علي إستعداد تام أن يضحوا بأنفسهم في سبيله ..
    ثم إنه لم يلبث أن أصبح رئيسا للحكومة في تلك السن المبكرة، وأصبحت البلاد جميعها تحت زعامته .. والأنصار يعتقدون أن لهم حقا زائدا في هذه البلاد، ويعتقدون أن أمجادها أمجادهم، وهم ورثتها .. وكان الصادق كثيرا ما يسمع هتافات الآلاف من الأنصار داوية: (الله أكبر ولله الحمد .. البلد بلدنا ونحن أسيادها) .. فلا يملك إلا أن يستجيب لهذه الهتافات، فتتوكد عنده أحقيته التي ما ينبغي أن تنازع - في السيادة علي البلاد .. ثم يزيد من توكيد هذا المعني في نفس الصادق تلك الهتافات الداوية (الصادق أمل الأمة .. الصادق أمل الأمة) فيزداد يقينه بأحقية الطائفة في فرض سيادتها علي البلاد، وفي أحقيته هوفي فرض زعامته علي الطائفة، وعلي البلاد معا ..
    فالنفس البشرية، بطبيعة ميلها، يصعب عليها أن تمتنع علي دواعي الأمر والنهي فيها .. وما أصدق الشاعر الذي قال:-
    لقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهي والأمر
    وإذا وجدت النفس الفرصة لإشباع ميلها الي النهي والأمر فإنه يبرز ويعبر عن نفسه، وهو، من خلال هذا التعبير، ينمو، ويقوي ويستفحل .. ثم أن النفس، من بعد ذلك، تجد أنه من السهل عليها أن تجد الحيل والمبررات التي تسوقها لتقتنع بأحقيتها في النهي والأمر، ثم تفلسف هذا الإقتناع لتقنع به الآخرين ..
    ومن الأمثلة التي يمكن أن تساق للتدليل علي جعل النفس، في تبرير شعورها بالتفوق وتبرير ميلها الي النهي والأمر، قول الصادق في صفحة 19 من كتابه (يسألونك عن المهدية) فقد قال:
    (هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة، ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه، وبتعبير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان .. ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) والعبارة التي تهمنا هنا قوله : (ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) ..

    القيادة الملهمة
    إن المتتبع لسيرة الصادق، ولأقواله، وكتاباته، يستطيع أن يري بوضوح أن مفتاح شخصيته يكمن في عبارة كثيرا ما وردت في كتاباته الأخيرة وهي عبارة (القيادة الملهمة) .. فهو، في تحليله لأحداث التاريخ، والصراعات الفكرية التي نشأت في العالم الإسلامي، والتحولات السياسية والدينية التي تمت، والتي ينتظر أن تتم، يرجع دائما الي أمر أساسي هو(القيادة الملهمة) .. فالقيادة والإلهام عنده هما الأمران اللذان بهما تتم التحولات الكبيرة في الفكر وفي الواقع .. فمثلا الصادق عندما يتحدث عن فكرة المهدية في الإسلام، في كتابه المشار إليه آنفا صفحة 92 يقول : (ومهما كانت التفاصيل فإن هذه الأصول أفهمت كثيرين بمجيء قيادة مختارة لإصلاح فساد الأحوال .. وفي الأدلة الإسلامية أيضا ما يشير الي إتيان قيادة ملهمة يلهمها الله الصواب ويهديها) .. وفي صفحة 94: (إن في الأدلة مكانا واضحا لقيادة مهتدية مرشدة مصلحة للفساد يؤهلها إصلاحها لإستقبال إلهامات روحية) .. وهوعندما يريد تلخيص دعوة محمد أحمد المهدي في السودان يقول في صفحة 163 من نفس الكتاب: (ومع تشعب المواصفات والنعوت فإن الذي أصف به الدعوة المهدية هو: أنها قيادة دينية ملهمة توحد الكلمة وتجدد الدين.)
    ثم يخلص الصادق من مثل هذه الأقوال عن القيادة (الملهمة) وهي كثيرة جدا في كتاباته الأخيرة الي قاعدة أساسية في التغيير، فأسمعه يقول في صفحة 158 من كتاب: (يسألونك عن المهدية) : (إن الصفاء الروحي وإلهاماته، وحاجة الجماعة الملحة للقيادة الملهمة لتنبعث وتتحرك أمور لا يمكن إنكارها إلا من وجهة نظر شكلية بحتة في فهم النظام الإجتماعي ووجهة نظر مادية بحتة في فهم الإنسان): فالخلاصة التي يصل اليها الصادق هي: أن الجماعة لتنبعث وتتحرك، تحتاج، حاجة ملحة، الي قيادة ملهمة .. فإذا كان الصادق يؤمن، ويبشر، في كتابته الأخيرة، ببعث إسلامي مرتقب: وهوبعث حتمي الوقوع: أسمعه يقول (سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة، أوإستعرضنا وجودا واقعيا محددا سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي): وهذا البعث الإسلامي عند الصادق إنما هوبعث للمهدية كما سنوضح في فصل قادم: وقد وضع الصادق صورة متكاملة لفكرة هذا البعث، وضمنها الكتب التي كتبها في سجنه، وفي فترة ما بعد السجن .. فمن يكون (القائد الملهم) الذي تحتاجه الجماعة حاجة ملحة لتحقيق هذا البعث الحتمي إذا لم يكن هوالصادق نفسه؟!
    إن كل الدلائل تشير الي أن الصادق يؤمن بحتمية قيادته للأمة كإيمانه بحتمية البعث الإسلامي الذي يبشر به، والذي وضع تصورا لمبادئه، ووسائله، وملابساته، في كتبه: 1- الصحوة 2- الدعوة 3- القوت 4- الرئاسة ..
    ====

    الأخوان الجمهوريون

    الصادق المهدي!!
    والقيادة الملهمة!!
    والحق المقدس؟!

    الطبعة الرابعة فبراير 1978- ربيع أول 1398


    الأهداء:-
    الي الشعب السوداني الكريم!!
    لقناعتنا بخطر الطائفية عليك لا نمل التكرار في تحذيرك منها ..
    وإنما تتمكن الطائفية منك لأنها تستغل فيك أنبل عواطفك!!
    هي تستغل فيك تعظيمك لأمر الله، وحبك للدين ..
    وهي!! هي لا ترجولله وقارا ..
    وهي!! هي لا تنظر للدين إلا كوسيلة لتغفيلك ..
    فأحذرها فإنها هي العدو!!
    أحسن الله خلاصك من حبائلها!!
    ورد الله كيدها في نحرها
                  

06-02-2008, 03:35 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    قراءة في إتفاق التراضي الوطني (2-3)


    الغموض والتضليل :
    لقد جاءت معظم بنود إتفاق التراضي غامضة، بغرض التضليل عن حقيقة ما ترمي اليه ، حتى تجوز على جماهير حزب الأمة وعلى عامة الشعب . وفي سبيل ذلك ، جنح الاتفاق الى التركيز على قضايا ليست من أولويات المشاكل العديدة التي يعاني منها الوطن . ومن ذلك مثلاً جاء تحت بند تهيئة المناخ ( تكوين لجنة لمراجعة أسماء الشوارع والمنشآت لتعميم الرمزية القومية) !! فهل مشكلتنا هي أسماء الشوارع ؟! بل هل مشكلة الشوارع نفسها هي اسماؤها ؟! أم ان الشوارع متسخة وضيقة وغير مرصوفة ، وغير مضاءة، وليس بها مجار للأمطار ولا يجد من يقف بها مواصلات ؟! إن بعض الشوارع الآن مسماة باسماء شخصيات إسلامية قديمة، لا يعرف كثير من السودانيين عنها شيئا،ً وبعضها إطلق عليه اسم شبان من الجبهة الاسلامية، لا يعرفهم الشعب السوداني ، قتلوا في حرب الجنوب ، واعتبروا شهداء، فهل يريد السيد الصادق ان يغير هذا الوضع ، ام يضيف عليه اسماء من رموز المهدية ؟ ولقد حكم حزب الامة بعد الاستقلال ، وفي الحقب التي تلته ، فلماذا لم يسم الشوارع ، باسماء قومية ؟! واذا كانت الرموز الوطنية ، مخالفة للسيد الصادق ، فهل ستقوم لجنته المقترحة ، التي لا نعرف من هم اعضاؤها ، بتسمية الشوارع بهذه الاسماء، التي تعارض الصادق، وتعارض المؤتمر الوطني ، فنرى شارعاً باسم الاستاذ محمود محمد طه ، أو د. جون قرنق، أو الاستاذ عبد الخالق محجوب ؟!
    وكلما اقتربت الاتفاقية من القضايا الحساسة ، التي لا يريد المؤتمر الوطني ، حتى مجرد ذكرها، يرتفع معدل التعميم فقد جاء ( النظر في اطلاق سراح المحكومين سياسياً في جميع انحاء الوطن ) (الرأي العام 21/5/2008م) . فلماذا النظر بدلاً من إطلاق سراحهم فوراً ؟! الا يمكن ان تكون الحكومة لجنة لتقوم بهذا ( النظر) ، ثم تقرر بعد ذلك ، انهم يستحقون البقاء في الحبس ؟! ثم هل توافق الاتفاقية ، على ان اعتبار تعاطي السياسة ، بما فيها المعارضة السياسية ، جريمة حتى تطلب ( النظر) بدلاً من اطلاق السراح الفوري ؟ ثم لماذا لم تتم الاشارة للمعتقلين السياسيين دون محاكمة ، وتطلب اطلاق سراحهم ، اثناء الاحتفال بتوقيع اتفاق التراضي الوطني ؟!

    ولأن هنالك قضية مطروحة حول ضرورة المساءلة والمحاسبة ، ولأن هنالك قضايا مرفوعة من المواطنين ضد شخصيات محددة ، قاموا بتعذيبهم في بيوت الاشباح ، فقد جاء في اتفاق التراضي الوطني ( الإسراع في تكوين آلية للحقيقة والمصالحة والانصاف للوقوف على تجاوزات الماضي عبر الحقب وبيان حقيقتها وافراغ النفوس من مرارات الماضي ) !! (المصدر السابق) . فلماذا الحديث عن ( آلية) وليس لجنة تحقيق ؟! ولماذا ذكرت العبارة (المصالحة) قبل ( الإنصاف) ؟! هل رأيتم كيف اعاد الاتفاق موضوع ( عفا الله عما سلف) في استحياء وتضليل ؟! ثم كيف يحدث ( افراغ النفوس من مرارات الماضي ) دون القصاص أو العفو؟! واذا كانت نفس السيد الصادق ، سوف تفرغ من مراراتها بتعويضات آل المهدي، فلم يحدثنا البيان ، كيف ستفرغ مرارات من شردوا من وظائفهم بالاحالة للصالح العام، وكيف تفرغ مرارات من عذبوا في بيوت الاشباح حتى الإعاقة ، ومن قتل أهلهم ، واغتصبت نساؤهم في دارفور؟! أم ان السيد الصادق يريد لكل المتضررين ان ينسوا ما لحق بهم ، ويصالحوا الحكومة ، لأنه هو فعل ذلك ؟! ألم نقل مراراً ، ان هذا الرجل يدور حول نفسه، ولا يرى الا مصلحتها ؟!

    مأزق دارفور :
    إن اكبر ما يدلل على ان اتفاق التراضي ، انما هو مجرد خداع للشعب ، ما ورد بشأن دارفور. جاء عن ذلك ( ان جذور الإختلال الأمني بالمنطقة تعود الى ما قبل الاستقلال ولكن ظل التفاقم في مرحلة ما بعد الاستقلال وحتى الآن بسبب التنافس على الموارد الطبيعية والزعامات الإدارية والمظالم السياسيةالمتراكمة مثل فرط المركزية في الإدارة والحكم وخلل التوازن التنموي والخدمي والاضطراب الامني في دول الجوار ... زاد الاستقطاب السياسي الحاد والتصعيد في الآونة الأخيرة والتدخلات الخارجية من تفاقم الأزمة الأمنية ) ( المصدر السابق). إن حجة الصراع على الموارد ، قد ذكرها بعض الأكاديميين ، ثم تلقفها المؤتمر الوطني ، وهي لو بررت الصراعات البسيطة ، المتفرقة ، بين المزارعين والرعاة ، فانها لن تبرر الحرب الشاملة ، التي استخدمت فيها الأسلحة المتقدمة .. والدفع بهذه الحجة ، معروف ولا جديد فيه ، ولكن الجديد هو الاعتراف بالمظالم السياسية ، وهو اعتراف ينقصه الصدق، وتنقصة الشجاعة .. والا فمن هو الظالم ، ومن هم المظلوم، في احداث دارفور ؟! واذا عجز هذا الاتفاق ، ان يسمي الاشياء باسمائها ، ويحدد المسئولية ، فهل يتوقع منه ان يحل مشكلة دارفور ؟! ولقد اقترح الاتفاق لحل المشكلة ، اتفاق لوقف اطلاق النار، يطور الاتفاقات السابقة – حصر القوات ونزع سلاح مليشيات القوى العفوية في المجتمع ) !! ولم يخبرنا هذا الاتفاق بنوع وقف اطلاق النار، الذي يريده ، وكيف سيطور الاتفاقات السابقة ؟! واذا كان السيد الصادق المهدي ، الذي يزعم انه مهتم بدارفور، ومتعاطف مع أهلها ، لوشيجة علاقتهم الطيبة بالمهدية ، وبسبب ان معظمهم كانوا من الأنصار، يعجز عن ذكر اسم الجنجويد ويسميهم ( القوى العفوية) ، ارضاء للحكومة ، فهل يمكن ان يظل بعد ذلك محترماً ، عند أهالي دارفور، او مرجواً ليسهم في حل مشكلتهم ؟! إن ابسط مستويات التعاطف الانساني، وأقل درجات الإلتزام الأخلاقي ، تفرض على كل حر، شجب الممارسات الوحشية، التي قامت بها قوات الجنجويد، والتي كانت ترعاها ، وتسلحها ، وتحميها ، حكومة الانقاذ ، وليس دون تقرير هذه الحقائق اعتبار للحق والعدل .

    جاء في اتفاق التراضي ( لقد شكلت اتفاقية أبوجا الموقعة في مايو من عام 2006م خطوة نحو الحل لم تكتمل بسبب عدم توقيع بقية الفصائل عليها والتدخلات الاجنبية وتشظي الفصائل غير الموقعة غير ان كافة الجهود الوطنية يجب ان تبذل لاستكمال عملية السلام والاستقرار) ( المصدر السابق) . ولم يسأل المتحالفان أنفسهما لماذا لم توقع بقية الفصائل على اتفاقية ابوجا ؟ ولم يطرحا تحفظ تلك الفصائل ، ويجيبا عليه ، بما يطمئنها ويحثها على التوقيع . وما دام الاتفاق قد دعا الى الحوار الدارفوري ، وذكر ( حوار وتراض أهل المنطقة من خلال مشاركتهم في إدارة الشأن العام بعدالة وشفافية ) ، فلماذا لم يقم حزب الأمة بادارة هذا الحوار ، وينظمه لابناء دارفور المنتمين للحزب ، وغير المنتمين ، وبناء على نتائج ذلك الحوار، يتفاوض مع المؤتمر الوطني ، حول قضية دارفور ؟! أليس ذلك أكرم لحزب الأمة، من ان يتبنى رئيسه ، وجهة نظر المؤتمر الوطني ، ويهمل صوت أهالي دارفور؟!

    ومن الحلول التي اقترحها اتفاق التراضي ، ووقع عليها رئيسا الحزبين ( اطلاق سراح المعتقلين لاسباب سياسية بأزمة دارفور) ( المصدر السابق). فهل يشمل هذا العفو المعتقلين من أعضاء حركة العدل والمساواة ، الذين لم يشاركوا في الهجوم على أمدرمان ؟! أم ان اولئك يشملهم ما جاء في خطاب السيد رئيس الجمهورية ، في نهار نفس يوم توقيع اتفاق التراضي الوطني ؟! وذلك حيث قال ( أي زول ينتمي الى العدل والمساواة لا يصبح في بيته لازم يتم قبضه والتحفظ عليه ... ما بنعرف لا طالب ولا عامل ولا موظف ...) ( الصحافة 21/5/2008م) ؟!

    لقد فرح أهالي دارفور، بدخول القوات الافريقية والأممية ، لتحميهم من هجمات الجنجويد، ولكن هذا الاتفاق العجيب ، يريد ان يغير دور القوات الدولية ، ومهمتها ، وفق رؤية جديدة ، بخلاف الاهداف التي وضعتها لها الامم المتحدة ، وذلك من خلال خلق تجمع لقوى سودانية، يسوّق دولياً لدور جديد لهذه القوات، يجعلها تقف محايدة ، فلا تضرب الجنجويد المعتدين على أهالي دارفور!! جاء في الاتفاق ( ان القوات الافريقية الأممية المشتركة بموجب قرار مجلس الامن رقم 1769 والتي وافقت عليها الحكومة تكون محايدة بين اطراف النزاع وتكون مهمتها قاصرة على حماية المدنيين ومراقبة وقف اطلاق النار وتأمين الاغاثات والاشراف على متابعة ما يتفق عليه اطراف النزاع السودانية ويعمل الطرفان على تسويق هذه الرؤية دولياً ) ( المصدر السابق) . ومعلوم ان مثل هذه الرؤية ، لو كانت تتفق مع واجبات القوات، كما حددها القرار الدولي، فانها لا تحتاج الى تسويق . وهي ان كانت مخالفة لذلك، فلن يستطيع الحزبان تسويقها دولياً ، أو بين اطراف النزاع .. ومصلحة الحكومة وحزبها ، في ان تقف القوات الاممية مكتوفة الايدي ، بدعوى عدم التدخل ، فلا تضرب الجنجويد ظاهرة ، ولكن ما هي مصلحة السيد الصادق في ذلك ، غير ارضاء الحكومة ، لتوقع معه هذا الاتفاق ، ولو كان على حساب ابناء دارفور .

    ولمزيد من التضليل ، والقاء صبغة دينية على هذا الاتفاق الخائر، تحتوي على ارهاب روحي وتضليل للبسطاء ، وصف السيد الصادق اتفاق التراضي الوطني ، بانه سفينة نوح ، في اشارة مقصودة ، الى تشبيه نفسه ، بنبي الله نوح عليه السلام !! والذي نراه هو ان موقف السيد الصادق المهدي، وقد خالف اجماع الشعب السوداني ، بما فيه الشرفاء من ابناء حزب الامة وكيان الانصار ، يشبه موقف ابن نوح ، الذي خالف أباه والعقلاء من قومه ، واتبع الغاوين فغمره الطوفان ، وحين يقع الندم ، ويدرك السيد الصادق الغرق، يلتمس له هذا الشعب المغفرة ، فيقول بلسان حاله ، ما قاله نوح عليه السلام بلسان مقاله ( رب ان ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين ) !! وعند ذلك يسمع ارباب القلوب، من أودية الغيوب ، قول العزيز المتعال ( أنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني اعظك ان تكون من الجاهلين ) !!

    د. عمر القراي
                  

06-02-2008, 06:31 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)

    قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي


    عبد الله عثمان مش ده هو نفس المضمون ؟؟؟

    يكون البوست ده ما قدر يطلع القوز قلت تجرب تاني ولا شنو ؟؟

    نفسي اعرف سر الولع والاعجاب الزائد بالامام الصادق المهدي ؟؟

    معقول اصحاب فكرة دينية توجه كل فكرها تجاه شخص فقط ؟؟

    هي دي الرسالة الثانية وما عارفين ولا شنو ؟؟

    هل بات هم الفكره الجمهورية هو متابعة الصادق المهدي ؟

    لقد سئمنا راي الرجال في الرجال
                  

06-02-2008, 08:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: محمد حسن العمدة)


    السيد الصادق المهدى تلميذ غير مخلص للأستاذ محمود محمد طه ولتسأله بطانته عن ذلك منذ أيام تردده على الأستاذ محمود وحضوره لندواته فى مكتب الأستاذ محمود بعمارة أبنعوف سليمان بالسوق العربى الخرطوم، وفى محاولته للتخلص من هذه التلمذة "يخلط" واضح أمر الفكرة الجمهورية بالكثير من الأراء الفطيرة: لنقرأ معا هذه التعقيب الذى نشر بالأحداث اليوم ولنقرأ ما بين السطور ما حاول السيد الصادق "إنتزاعه" بغير وجه حق من الجمهوريين وبخاصة مقولة الأستاذ محمود (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين) فالى المقال:
    ====

    (أبو العز) عبد الله عبد الرحمن تنديلي
    نشرت صحيفة الصحافة في عددها رقم 5360 بتاريخ 21 جمادي الأولى 1429هـ الموافق 26/5/2008م خبراً عن الندوة الفكرية بجامعة البحر الأحمر التي أقيمت يوم الأحد

    20 جمادي الأولى 1429هـ، والتي خاطبها رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي. حيث ذكرت الصحيفة ما يلي: (قال المهدي أثناء مخاطبته الندوة الفكرية بجامعة البحر الأحمر بعنوان (الدولة المدنية وتحدياتها) أمس، إن الدول التي تنادي بالفكر العلماني لا تطبقه على أرض الواقع بل الدين مطبق واقعياً في تسيير الدول، وضرب مثالاً بالولايات المتحدة، وقال إن الرئيس بوش أكد تلقي تعليماته من الكنيسة. وحذر المهدي من خطورة إبعاد الدين عن الحكم وقال إن تركيا أبعدت الدين لمدة 70 عاماً ونتج عن ذلك تكوين أكبر حزب ديني اليوم، وأضاف أن مرحلة الخلافة الإسلامية تجاوزها الزمن تماماً، وأن الحديث عنها الآن غير منطقي وتعتبر إرثاً تاريخياً، وعزا المهدي فشل تجربة حكم الإسلام إلى أنه أثار ردود فعل داخلية وخارجية عنيفة إلى جانب افتقارها إلى البرنامج الواضح، ونادى المهدي بتطبيق نظام الدولة المدنية التي تحترم الديانات المختلفة وتؤمن بنظام التكافل الإجتماعي وتحفظ حقوق الناس كافة). وكذلك أوردت صحيفة (آخر لحظة) بنفس تاريخ الصدور عن الندوة ما يلي: (وقال الصادق ليس هناك دولة في الإسلام وإنما مبادئ سياسية وإجتماعية وإقتصادية (...)، وأضاف أنه لا سبيل إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية وأن ظروف الزمان والمكان لا تسمح بقيامها).
    أقول مستعينا بالله نقداً ونقضاً لذلك:-
    أولاً: قوله: بأن الدول التي تنادي بالفكر العلماني لا تطبقه على أرض الواقع بل الدين مطبق واقعياً في تسيير الدول العلمانية، ومثاله في ذلك أن بوش أكد تعليماته من الكنيسة.
    أقول إن هذا القول ليس صحيحاً، لأن أساس الفكر الرأسمالي العلماني هو فصل الدين عن الحياة والمجتمع والدولة، نعم هذه فلسفته، والفكر الرأسمالي لا ينكر وجود الدين، ولكن يعتبره أمراً فردياً كالعبادات والإعتقادات، بل يجعل لها قاعدة الحريات الأربعة للفرد (العقيدة، والشخصية، والرأي والتملك)، ولكن الرأسمالية تفصل الدين عن العلاقات وعن الدولة تماماً وهذا ما يقولونه دون حياء ويطبقونه عملياً. ولكن من يقول بضرورة أن يكون الدين موجوداً من العلمانيين فإنه يضلل الناس من ناحيتين، الأولى: إيهام مَنْ له شوق في أن ترقَّع العلمانية بالدين في الحكم، أو من يحلم بها من قبل أشخاص علمانيين أن يطبقوا الإسلام، فيتم الإيهام بأن الرأسمالية لا تتعارض مع الدين لأنه يسمح به للناس في تأدية الشعائر (ألا ترى كثرة المساجد والكنائس في أمريكا؟!) وهنا يأتي التضليل لأن ذلك ليس هو المقصود، والمقصود هو أن تكون العقيدة هي المسيطرة على الحكم، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من له حق إصدار الأحكام على أفعال الناس وليس البشر كما يفعل النظام الرأسمالي العلماني. والعلمانيون قولاً وفعلاً يفصلون الدين عن الدولة والحياة حتى تحكمت المادية والمنفعة على كل شيء وهجرت الكنائس، ولكن جورج بوش الذي فضح الحضارة الرأسمالية وأظهر سوءها وعفنها لم يستطع أن يستر فضائح النظام الرأسمالي الذي حاول أسلافه وإخوانه الإنجليز أن يستروه على مر التاريخ، وهذه الشعوب الرأسمالية لا تدري فساد أنظمتها لأنها محجوبة ومغيبَّة عن الحق، وعندما صدمت بإنكشاف عورة النظام تحيرت وحاولت أن ترمي اللوم على بوش فوصفته بالأرعن والكاذب دون أن تجزم بأن الفساد في النظام العلماني نفسه، فلجأ بوش للإحتماء بالدين ما جعله يقول إنه يتلقى تعليماته من الكنيسة لإرضاء شعبه المعتنق للديانة النصرانية. الثانية: إن كلمة الدين التي يستخدمها العلمانيون هي تضليل في حد ذاتها، ويتضح ذلك من أن بوش رجل علماني ودولته علمانية، بل هي قائدة العلمانية في العالم، وعندما يستمع بوش إلى الكنيسة (إذا كان الأمر صدقاً) هذا لا يعني أنه قد استمع إلى الدين الحق أي وحي السماء، فالدين النصراني الحالي ليس وحي سماء، بل هو من رجال الكنيسة الذين حرفوا وبدلوا واعتبروا أنفسهم هم الآلهة فيحلون ويحرمون حسب أهوائهم والشواهد على ذلك كثيرة أذكر منها: أنهم قد أباحوا الشذوذ الجنسي وهاهي الكنائس الأمريكية نفسها تدفع المليارات في قضايا الإغتصاب والتحرش الجنسي التي قام بها الكنسيون، ويكفينا في ذلك أن الله سبحانه أبطل دينهم وحكم بأن الذي لا يدخل في دين الإسلام هو من الكافرين الخاسرين، ونحن بوصفنا مسلمين عندما نقول بوجوب الحكم بما أنزل الله (بوجوب الخلافة) لا نقصد الحكم بأي دين إنما دين الإسلام وحده، وليس على مستوى الأفراد فحسب بل في كل مناحي الحياة وفي كل مؤسسات الدولة، لذلك كان إطلاق الدين أنه يحكم ويُستعان به في الحكم العلماني هو من أكبر التضليل.
    ثانياً: لماذا حذّر إمام الأنصار من خطورة إبعاد الدين عن الحكم وقال إن تركيا أبعدت الدين لمدة 70 عاماً ونتج عن ذلك تكوين أكبر حزب ديني اليوم؟ فهذا الكلام يحتاج إلى استيضاح، لأن المفهوم المخالف له خطير وهو كالآتي: لو أن تركيا لم تكبت الدين في الشعب التركي وسمحت للناس أن يقيموا شعائرهم وسمحت للنساء ألا يتعرين إجباراً وأن يلبسن الزي الشرعي، لما قام حزب ديني كحزب العدالة والتنمية. فهل هذا نصح للعلمانية حتى لا تُوجد أرضٌ خصبة لمن يدعوا لعودة الإسلام؟! ولكن أقول إن تركيا العلمانية لا يصلح القياس عليها، لأن غضب العالم الرأسمالي كله انصب عليها، فقد كانت حاضرة الخلافة التي أدبتهم وأرعبتهم فأزالوها وعملوا على استئصال الإسلام منها وهيهات لهم، فها هو الإسلام يعود بقوة فيها.
    ثالثاً: أما قول المهدي: (إن مرحلة الخلافة الإسلامية مرحلة تجاوزها الزمن تماماً، وأن الحديث عنها الآن غير منطقي وتعتبر إرثاً تاريخياً). أقول إن الحديث عن الخلافة وعن الدولة الإسلامية ليس حديثاً عن مرحلة ليتجاوزها الزمن، نعم إن الدين والحكم بما أنزل الله ليس مرحلة بل عقيدة ومبدأ ثابت وراسخ كالجبال الراسيات لا يزحزحه التخاذل بل يثبته الشرع، وكائن ما دام في الأرض مؤمنون بالله وبرسوله محمد، فالخلافة فرض من أهم الفروض بل سماها الفقهاء تاج الفروض وقالوا عنها الدرر من القول ومنها قول الإمام القرطبي رحمه الله قوام المسلمين بتنصيب خليفة وهو ركن من أركان الدين لا ينكره إلا الأصم حيث كان عن الشريعة أصم). فالخلافة ليست مرحلة بل حكم شرعي أجمع أهل القبلة على فرضيته، وعند حديثنا عن الحكم الشرعي لا يجوز لنا بوصفنا مسلمين أن نصفه بالمرحلة ولا بالتاريخ أي أنه خاص بزمان سابق لأن أحكام الإسلام دائمة إلى قيام الساعة قال رسول الله: (يا أيها الناس أنزل الله كتابه على لسان نبيه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل في كتابه على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرم في كتابه على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة). فحرمة الزنا كان في صدر الإسلام وهو حرام إلى يوم القيامة ووجوب الصلاة أيضاً كذلك. ولا يجوز لنا أن نحط من قدر الخلافة بل يجب أن نعظّم شعائر الله، فإذا تقاعس بعض أبناء المسلمين عن التقيد بأحكام الإسلام أي غيروا زمانهم بأفعالهم القبيحة لا يجعل فعلهم اساساً، بمعنى إذا تهاونوا في إقامة الجهاد مثل تحرير فلسطين والعراق والصومال هذا لا يعني أن الجهاد ليس فرضاً أو أنه سقط لتقاعس الحكام العملاء، أو أنه لا يصلح. ففريضة الجهاد فريضة خالدة وكذا الخلافة. وكذلك لا يجوز لنا أن نصف الخلافة (الحكم بما أنزل الله في كل شؤون الحياة) بالإرث التاريخي فهي ليست عادة قبيحة أو عرفاً بائداً بل هي من صميم ديننا أجمع الصحابة الكرام على عدم جواز تأخير إقامتها عن ثلاثة أيام بلياليها، بل أخروا دفن أشرف الناس نبينا عليه السلام حتى نصبوا أبابكر خليفة، فوصفها بالإرث إمتهان وتحقير لها، أما وصف الحديث عنها بأنه غير منطقي، فأقول لماذا يكون الحديث عنها غير معقول؟ هل تطبيق أحكام الإسلام غير معقول؟ هل هناك فرق في الإسلام بين الصلاة والصيام والزكاة والحكم بما أنزل الله والجهاد وغيرها من الفرائض؟! أم تقصد أنها لا تنفعنا في العصر الأمريكي البريطاني الذي هيمن فيه الباطل والظلم على كل شيء، فالأصل أن يكون إمام الأنصار أول العاملين لإقامتها، لأن كثرة أتباعه في الحزب والأنصار بالتحديد لم تأت من فراغ، بل كان اندفاع الأتباع من أجل دين الإسلام والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فكان الأصل قيادة الناس لإقامة دين الاسلام بالخلافة لا تخذيل الناس عنه، وهذه الخلافة لا تقوم في العالم الإسلامي كله في يوم واحد بل تبدأ في نقطة كالسودان أو مصر أو الشام ثم تعمل بقية البلدان للانضمام إليها، وأنت يا إمام الأنصار لكثرة أتباعك في إستطاعتك أن تقيمها في السودان لأن أهل السودان يحبون الإسلام حباً جما ويتوقون للنصر كما يتوق غيرهم من المسلمين.
    إن الغرب الكافر أضحى يخاف خوفاً شديداً من عودة الخلافة فأخذ قادته يصرحون بخوفهم من الخلافة:-
    1/ بوش: فقد صرح في 6/10/2005م مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى (ناشطين إسلاميين آخرين) تهدف إلى إنهاء النفوذ الأمريكي والغربي في الشرق الأوسط، واستغلال الفراغ الناجم عن خروج أمريكا للسيطرة على دولة تكون قاعدة انطلاق لهم) وأضاف أنه: (عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين، ما يمكنهم من الاطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة وإقامة إمبراطورية اصولية إسلامية من أسبانيا حتى اندونيسيا)، وأضاف (أنه مع وجود قوة سياسية واقتصادية وعسكرية أكبر سيتمكنون من تطوير أسلحة دمار شامل للقضاء على إسرائيل).
    2/ أما وزير الداخلية البريطاني في حكومة (بلير) شارلس كلارك فقد صرح قائلاً: (إن مسألة عودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية أمران مرفوضان لا يقبلان النقاش أو المساومة) معبراً: (إن هذه القيم أساسية وغير قابلة للتفاوض)، أما توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق عند حديث في موضوع القضاء على دولة إسرائيل فقد اعتبر (إن تحكيم الشريعة في العالم العربي وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين، وإزالة نفوذ الغرب منها هو أمر غير مسموح به، ولا يمكن احتماله مطلقاً).
    3/ أما بوتن فصرح قائلاً: (إنه يوجد من يعمل على اسقاط الأنظمة العلمانية بغية إقامة دولة إسلامية في آسيا الوسطى). وهكذا ظهر القلق على فراعنة العصر، فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر 2005 أن: (أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة (الخلافة) في الآونة الأخيرة كالعلكة).
    فقادة الغرب الكافر يدركون الرأي العام في العالم الإسلامي ومدى توقه لعودة الخلافة، فهل يليق بنا ونحن مسلمون أن نستبعدها وقد بشرنا بها الحبيب محمد والحمد لله أن أمتنا ما زالت بخير رغم كل المؤامرات والجرائم والضغط الإقتصادي المصطنع مع توفر الثروات، نعم ما زالت أمتنا صامدة، فالأمريكان والبريطانيون واليهود والروس والفرنسيون متحيرون من هذه الأمة (فرغم ما فعلوا بها وما زالوا يفعلون) تنادي الأمة بالخلافة والإسلام فأي أمة هذه؟ لا غرو فهي أمة محمد.
    رابعاً: ما عزا به المهدي فشل ما يسمى بتجربة حكم الإسلام إلى افتقارها إلى البرنامج الواضح وما أثارته من ردود فعل داخلية وخارجية عنيفة. أقول لا بد أن نفكر قليلاً في هذا الكلام، فهل يكون حكم الإسلام تجريباً على الناس حتى يبدو صلاحه ونفعه؟ فهل جرب الرسول والصحابة الحكم بالإسلام على الناس؟ بمعنى آخر هل يجوز أن يسمى حكم الإسلام تجربة؟ وسؤال آخر هل حكم الإسلام في الفترة الأخيرة أم حكم أبناء المسلمين أو من يسمون بالإسلاميين؟ نعم لابد من التفريق بين حكم الإسلام نفسه أي أحكام الإسلام كلها في الحكم والإقتصاد والإجتماع والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية، وبين حكم أفراد لم يحكموا بالإسلام أصلاً بل رفعوه شعاراً أوهموا به الناس فكان التضليل بأن حكم الإسلام فشل، لا إن حكم الإسلام لا ولم ولن يفشل إنما الفاشل هو حكم العلمانية الرأسمالية والشيوعية أي حكم البشر، ولقد ذكر إمام الأنصار أن هذا الحكم افتقر إلى البرنامج الواضح، وهذا الوصف يكشف المخبأ المستور وهو أن هذا الحكم ليس إسلامياً إنما هو علماني مغلف بالشعارات لأن عدم وجود برنامج واضح، أي إسلامي واضح من الكتاب والسنة، هذا يعني أن المطبق هو البديل البغيض وهو العلمانية. فبالتالي فإن الإسلام لم يحكم حتى نقول أنه فشل، وإن وصل إلى سدة الحكم من يسمون بالإسلاميين.
    خامساً: مناداة المهدي بتطبيق نظام الدولة المدنية التي تحترم الديانات المختلفة وتؤمن بنظام التكافل الإجتماعي وتحفظ حقوق الناس كافة كما يقول. أقول إن الدولة المدنية هي المقابل للدولة الإسلامية، فدولة الرسول عليه الصلاة والسلام والخلافة من بعدها لم تكن دولة مدنية تفصل الدين عن الدولة ولم تكن تحترم الأديان المحرفة والباطلة، بل كانت تبين الحق وتعمل على حض الناس على ترك الباطل، وذلك بالرغم من أن الدولة الإسلامية لم تكن تُكْرِه الناس على الدخول في الإسلام، فلا بد من الإقتناع والإيمان الجازم بصحة عقيدة الإسلام حتى يقبل الله سبحانه وتعالى من العباد، فالإسلام لم يحترم الوثنية بل قال الله عز وجل فيها: ) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ(، ولم يحترم الإسلام اليهودية المحرفة والنصرانية المحرفة فقال سبحانه وتعالى فيها: )وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(، نعم لقد سماهم الشرع كفاراً، وهذا نبينا يقول: (وَالّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ يَهُودِيّ وَلاَ نَصْرَانِيّ، ثُمّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ). ولكن الدولة المدنية تساوي بين كل الأديان ولو كانت باطلة لأنها دولة علمانية لا تأخذ بالدين الحق في الحكم ولا تجعله أبداً قضية لها وهنا الفرق. أما القول بأن الدولة المدنية تحفظ حقوق الناس كافة فلا نعلم نظاماً يحفظ حقوق الناس كافة سوى نظام الإسلام برعايته لكافة الناس دون تفريق بين الكافر والمسلم، وما الظلم الذي أورثته الرأسمالية للعالم إلا من تحت رأس هذه الدولة المدنية فالعدل في الإسلام وحده، والله عز وجل يقول: )وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(، ويقول: )وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ(.
    سادساً: ما نقلته صحيفة (آخر لحظة) من قول الصادق المهدي: (ليس هناك دولة في الإسلام وإنما مبادئ سياسية وإجتماعية وإقتصادية). أقول ألم يكن الرسول يحكم؟ فبِمَ كان يحكم وفي أي نظام كان يحكم؟ أليس بأحكام الإسلام ومعالجاته وفي الدولة الإسلامية بكامل أجهزتها، التي جعلتها أفضل وأعظم دولة عرفها التاريخ، نعم تأسست عام 622م وهدمت سنة 1924م أي استمرت لمدة 1302 عاماً، كانت دولة ليس لها مثيل، كلما يتغير الحكم من حزب إلى حزب (إن جاز التعبير) لا تنهار الدولة، فانظر إلى هذه العواصم العظيمة (المدينة المنورة، الكوفة، دمشق، بغداد، استانبول)، فكيف لا يكون هناك دولة مفصلة في الإسلام؟ فهل الإسلام ناقص؟ ونحن نعلم أن الله سبحانه قد أمرنا أن نحكم بالإسلام، فهل يُعقل أن الشارع أمرنا بشيء ولم يبين لنا الكيفية؟ كلا وحاشا، فنحن نؤمن أن الله سبحانه فرض الصلاة والزكاة وغيرها وبيَّن كيفية الأداء والتنفيذ في الكتاب أو السنة أو إجماع الصحابة، فعدد ركعات الصلاة وأنصبة الزكاة وغيرها مبينة في السنة المطهرة، وكذا أحكام الحكم في الإسلام (الدولة الإسلامية) فالرسول عليه الصلاة والسلام هو رئيس الدولة الإسلامية وبعده الخليفة الراشد أبو بكر، وكان النبي هو قائد الجيش، وهو يعقد المعاهدات ويرسل الجيوش ويخوض المعارك كثيراً بنفسه، وكان له معاونان في الحكم أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، وكان عليه السلام يولي ويعزل الولاة على الأمصار وكذا العمال، وكان يقلد القضاة، وكان يدير مصالح الناس، ويعين كتاباً لإدارة هذه المصالح وكانوا بمقام مديري الدوائر، وكان كثير المشاورة لإصحابه ويخص منهم كثيرا سبعة من الأنصار وسبعة من المهاجرين. وهكذا أقام الرسول جهاز الدولة الإسلامية بنفسه، وأتمه في حياته، فقد كان للدولة رئيسٌ وكان له معاونون (وزراء تفويض)، وولاة، وقضاة، وجيش، ومديري دوائر، ومجلس شورى. وهذا الجهاز في شكله وصلاحياته طريقة واجبة الإتباع، وهو إجمالاً ثابتٌ بالتواتر، ولا ننسى أن أفعال الرسول هي المكون الثاني من السنة النبوية المطهرة. وقد كان رسول الله يقوم بأعمال رئيس الدولة منذ أن وصل المدينة حتى وفاته، وكان أبوبكر وعمر معاونين له، وأجمع الصحابة من بعده على إقامة رئيس للدولة يكون خليفة للرسول في رئاسة الدولة فقط، لا في الرسالة ولا في النبوة، لأنها ختمت به، وهكذا أقام الرسول عليه الصلاة والسلام جهاز الدولة كاملاً في حياته وترك شكل الحكم وجهاز الدولة معروفين وظاهرين كل الظهور. بناءاً على ذلك نجد أن ديننا دين كامل والدولة والحكم بالإسلام جزء منه وليس مباديء عامة يؤلف كل واحد بحسبها ما يراه وما يروق له، بل هي أحكام شرعية تفصيلية ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
    سابعاً: قول الصادق المهدي (إنه لا سبيل إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية وأن ظروف الزمان والمكان لا تسمح بقيامها). أقول يلاحظ أن هناك تناقضاً بين هذا الكلام وسابقه فكيف يجتمع الضدان قوله (ليس هناك دولة في الإسلام – ولا سبيل إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية) فهذا إعتراف ضمني بأن هناك دولة إسلامية وهي دولة الخلافة.
    أما القول بأنه لا سبيل لإقامة هذه الدولة لظروف الزمان والمكان فغير صحيح، أولاً: لأن الله سبحانه لا يفرض على العباد إلا ما هو في قدرتهم وطاقتهم، والخلافة فرض، إذن هي في قدرتنا وطاقتنا، قال تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ، وثانياً: لأننا بوصفنا مسلمين لا نتأثر بالزمان والمكان بل نأخذ أحكام حياتنا من عقيدتنا وأحكام الإسلام ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان وقد نهانا الإسلام من أن نسايير الوقائع والأزمنة قال (لا تَكونوا إمَّعَةً تقُولونَ إنْ أحسَنَ النَّاسُ أحسناً وإنْ ظَلَموا ظَلَمنا ولكنْ وطِّنُوا أنفُسكُم إنْ أحسَنَ النَّاسُ أن تُحسنُوا وإنْ أسَاءوا فلا تَظلِموا) هذا شرعاً، أما واقعاً فإن المكان هو العالم الإسلامي (الذي فيه المسلمون) والبداية تكون بعاصمة واحدة تغذيها بقية المدن والقرى حولها، ثم تنير ما حولها من العالم الإسلامي، نعم فالخلافة لن تقوم في بريطانيا ولا في أمريكا إنما ستفتحها بالجهاد، لتحقيق بشرى نبينا، بل نحقق بها همة الذين يحبون النصر للاسلام كالخليفة عبد الله التعايشي الذي كان يتوق لفتح بريطانيا باسم الإسلام، عندما هدد ملكة بريطانيا بأنه سيزوجها يوسف ود الدكيم أي بعد رضوخها. أما الزمان فهو زمان النصر لأننا في زمان الحكم الجبري الذي قال به المصطفى: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).
    مكتب الناطق الرسمي
    لحزب التحرير- ولاية السودا

    http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...D/12053/Default.aspx
                  

06-03-2008, 03:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)



    عن الطائفية بقيادة الصادق المهدى ( الى متى )


    إستفزنى ودعانى الى الكتابة ذلك الكتاب " الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة " لمؤلفه الصادق المهدى وقد كان يتحدث تجربة الديمقراطية وذكر في توطئة الكتاب ص1 ( ولكن الشعب السودانى كان في كل مرة يحسم هذا الجدل واللغط بالوقوف مع خيار الديمقراطية . حدث ذلك في عام 1964 عندما خرج السودانيون في اروع استفتاء شعبى على الخيار الديمقراطى متحدين حكم عبود العسكرى ؟! ومفجرين ثورة اكتوبر العظيمة . ثم تكرر الامر ثانية في انتفاضة رجب التى اطاحت بحكم نميرى واعادت الديمقراطية للبلاد " نسى أو تناسى عمداً الصادق المهدى من الذى قام بتلك الثورات وما هو دورهم فيها أو يذكر الاحداث وتفاصيل ثورة اكتوبر المجيدة أن كل الثورات والانتفاضات التى جرت احداثها في السودان قامت بها طبقة معينة من الشعب لم تسنح لها فرصة حقيقية لحكم السودان طبقة مكونة من " مثقفين – عمال – مهنيين – طلاب … الخ " اذا صح التعبير فندعوهم قوى السودان الجديد " بالرغم من آن هذه القوى موجودة في السودان قبل الاستقلال ولكن " القوى التقليدية " وخوفاً على مصالحها الحزبية الضيقة سعت لمعاداتها بشتى الوسائل والسبل.
    إن عودة الصادق المهدى الاخيرة خير دليل على ذلك وكان قد فعلها في السابق في منتصف السبعينات نعم عاد الصادق الى الخرطوم ليس لأن حكومة الجبهة بدأت تعود لعين العقل وتعيد قليل من الحريات المصادرة بل خوفاً على نفسه وعلى حزبه من الخطر القادم " قوى السودان الجديد " خوفاً على مقعده المفضل " رئيس الوزراء " رجع لأقتسام " كعكة السلطة "مع البشير والترابى بعد آن مهد لذلك عبر اتفاقيتى "جيبوتى ولندن" . واعود الى بداية حديثى الى الديمقراطية المزعومة والتى يعتقد الصادق المهدى بأنها قد طبقت في السودان في الفترات الثلاث الفائتة وأقول ردا على حديثه إن الديمقراطية التى طبقت في السابق هى شكلية فقط ومتعلقة بدستور وتعدد حزبى وبرلمان ولم يكن للشعب اى دور فيها أو ممارسة حقة الدستورى في الحكم ديمقراطية سعت فيها " القوى التقليدية " لاقصاء الطرف الاخر " قوى السودان الجديد " عبر كل الوسائل مستغلة ثقلها الدينى والذج به في اروقة السياسة وإذا عادت بنا الذاكرة للوراء قليلاً لنعرف الاسباب التى ادت الى تسليم السلطة لعبود لراينا كيف كانت تمارس الديمقراطية في احدى الحقب الثلاثة والتى والتى يفاخر بها الصادق المهدى وقد إستعنت بأحدى الكتب القيمة وهو كتاب "حتى متى " لمؤلفه خليفة خوجلى خليفة والذى استعان بكتاب " السودان المأزق " التاريخ وأفاق المستقبل لمؤلفة محمد ابو القاسم وكتب اخرى .ولكن بداية لندرى ماذا قال الصادق المهدى في كتابه ففى ص 45 وتحت عنوان التجربة السودانية " في عام 1958 نشأ نزاع داخل حزب الأمة صاحب الاكثرية النيابية وكان رئيس الوزراء هو أمين عام حزب الامه السيد " عبد الله خليل " وكان يرى أن إستقرار السودان يتم اذا تحالف حزب الامة مع حزب الشعب الديمقراطى وكان رئيس حزب الامة السيد " الصديق المهدى " يرى آن التحالف الاكثر تجانسا هو بين حزب الامة والحزب الوطنى الاتحادى برئاسة السيد " اسماعيل الازهرى " ووقعت بين زعيمى الحزب إختلافات اخرى كان من الممكن أن ينقلب إتجاه التحالف مع الحزب الوطنى الاتحادى بأنحياز أغلبية نواب حزب الامة لهذا الاتجاه – بيد أن رئيس الوزراء لم يكن يثق في السيد إسماعيل الازهرى ويعتقد أنه يناور مناورات مع جهات اجنبية ربما عرض استقلال السودان للخطر وبالفعل اعدت سفارة السودان بمصر تقرير ينذر بمثل هذا الاتجاه وبعد أن درس حزب الامة التقرير اقترح البعض إنه في هذه الحالة تسلم السلطة الى القوات المسلحة بيد أن هذا الرأى وجد الرفض بعد دراسته ولكن رئيس الوزراء كان يرى اتجاهات النواب لن تسند موقفه وانه يحظى بسند اكبر داخل القوات المسلحة وانها مأمونة على القيام بمهمة تأمينيه مؤقته تصرف شبح الائتلاف بين حزب الامة والوطنى الاتحادى وتزيل المخاطر المتأتية من مناورات السيد اسماعيل الازهرى لذلك اجتمع رئيس الوزراء وقتها بالقائد العام وهيئة اركانه وافضى لهم بهمومه وإتفق معهم على التسليم والتسلم فكان سيرة الاحداث المعروفة بعد ذلك – وعندما استولت قيادة القوات المسلحة على السلطة وحصلت على مباركة السيدين ورأت ان لا يكون ذلك على حساب حزب او شخص بل تم تخريج الاستيلاء بناء على زرائع قومية واقتضاء المصلحة العامة " كان السيد الصديق عبد الرحمن المهدى خارج البلاد يوم 17/11/1958 ولم يكن موافقاً على اجراء مباركه السيدين للأنقلاب بل عده موجهاً ضده ولم يكن موافقاً على البيان الذى اصدره والده السيد الأمام عبد الرحمن تأييد للأنقلاب – انتهى حديث الصادق المهدى بالطبع لم يحالف الصادق المهدى التوفيق في ذكر هذه الاحداث تفصيلاً بل مر عليها مرور الكرام ومن خلال حديثه القى بالمسؤلية كاملة على السيد عبد الله خليل وكانه يتصرف في الحزب لوحده وانه اجتمع لوحده مع القائد العام وهيئة أركانه واتفق معهم على التسليم والتسلم ولم يتعرض " لمشكلة حلايب " وعدم شرعية اتحاد عام نقابات العمال والمعونة الامريكية ولم يقم بذكر أسم سفير السودان وقتها بالقاهرة بل لم يذكر ما حدث في جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع والمعهد الفنى والاجتماع الشهير للنواب في ميدان عبد المنعم من أجل اسقاط حكومة عبد الله خليل – لم يذكر هذه الحقائق عنوة وبقصد منه وكان الاجدى منه آن يقوم بذكرها إحقاقاً للحق وعدم طمس التاريخ والحقائق لأن العيب ليس في أن تخطئ ولكن العيب أن لا تستفيد من أخطائنا .
    ===
    وصف السيد محمد أحمد محجوب في كتابه الديمقراطية في الميزان تحالف الميرغنى والمهدى بأنه " أعظم كارثة مني بها تاريخ السياسة السودانية ففى هذا التحالف سعى عدوان لدودان مدى الحياة وبدافع الجشع والتهافت على السلطة والغرور والمصالح الشخصية الى السيطرة على الميزان السياسى " بالنسبة للزعيم الازهرى لا احد ينكر دوره النضالى من اجل الاستقلال ولكن أعيب عليه عدم ادراكه لدوره كزعيم لحركة المثقفين من جيل الاستقلال هو والحزب الوطنى الاتحادى ولكن لم يجهدا أنفسهما كثيراً في البحث عن حلفاء بعد الاستقلال بين جماهير الشعب بعد آن وجدا حليفاً جاهزاً في الطائفية – بالطبع بعد الاستقلال كان الوطنى الاتحادى على قمة السلطة بأغلبية برلمانية "51" مقعداً وبالطبع لم يسرهذا السيدين الجليلين لأن المثقفون الذين ينتمون إليه سيكونون مصدر خطر حقيقى أنظر ما جاء في كتاب حتى متى ص 92-93 ، وفعلاً اجتمع السيدان على الميرغنى وعبد الرحمن المهدى في 4/12/1955 وقررا اسقاط حكومة الوطنى الاتحادى وإستبدالها بحكومة أئتلافية في 2/2/1956 كمرحلة انتقالية أستعداداً لأقصاء المثقفين نهائياً عن السلطة في 5/7/1956م وأقامة سلطتهما الثنائية لحكم السودان ممثلة في إئتلاف حزب الامة وحزب الشعب الديمقراطى حين أصبح عبد الله خليل رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع وقال قولته الشهيرة بأنه لن يسلم السلطة بعد ذلك إلا إلى نبى الله عيسى " . " وكان السيدان على الميرغنى وعبد الرحمن المهدى يدركان أن معركتهما لم تكن ضد أزهرى ولا ضد الوطنى الاتحادى أنما هى معركة ضد المثقفين ضد القوى الحديثة ضد قوى التجديد لآنهما جزء من الماضى المتخلف وبقية من بقايا المجتمع البائد الذى سوف تكتسحه قوى الحداثة والتجديد متى اتيحت لها الفرصة لذلك ولهذا فأن تشبثهما بالسلطة والحكم هو تشبث بالحياة هوصراع البقاء ضد الفناء الابدى لا ادرى ما هو السر في محاربة حزب الامة لكل المحاولات التى جرت من أجل الاتحاد مع مصر وقد ظهر ذلك قبل الاستقلال في الشعار الذى رفعه ونادى به حزب الامة بقيادة زعيمه " عبد الرحمن المهدى " وهو شعار " السودان للسودانيين " رغم أنه قرأنا في التاريخ بأن الامام المهدى حاول عند فتح الخرطوم أن يفدى عرابى بغردون والشواهد على ذلك كثيرة حتى أن تأسيس الحزب جاء بعد تأسيس أحزاب كانت تدعوا للوحدة مع مصر " الاشقاء 1943 – الاتحاديون - الاحرار والقوميون 1944 – حزب وادى النيل 1946" وبالطبع كان برعاية الحكومة والادارة البريطانية – تنوعت اشكال المحاربة واتخذت اشكالاً كثيرة كان حزب الامة يتحين الفرص لفرض هذه السياسات ضد الوحدة وهذا ما حدث أو ما ادى لحدوث "مشكله حلايب " ولنبدأ بسلسلة الاحداث وكيف بدأت المشكلة فقد بدأت بعد أن اشتعلت معركة العدوان الثلاثى على مصر وهب الشعب المصرى والعربى يهتف ضد الاسنعمار يدين العدوان الغاشم وجاء في الكتاب حتى متى ص102 " وكعادته دائما لم يتخلف الشعب السودانى عن المعركة فأجتاحت المظاهرات جميع مدن السودان واضرب موظفوا وعمال الخرطوم واوقفوا الخدمات عن الطائرات البريطانية والفرنسية وطالب الشعب بأرسال الجيش السودانى الى بورسعيد ليقف جانباً الى جنب مع شقيقه الجيش والشعب المصرى وطالب الشعب بالسلاح وبقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وفرمسا وما كان لجماهير حزب الشعب الديمقراطي ونوابه أن يتخلفوا عن المسيرة الثائرة " . وفزع الحلف الاعظم وفزع عبد الله خليل فهرع الى إعلان قانون الطوارئ عله يحميه من ثورة الجماهير وليجامل عبد الله خليل حلفاءه الختمية في السلطة اعلن " أن أى اعتداء على مصر هو اعتداء على السودان وأن مشكلة قناة السويس تهم السودان كما تهم مصر " وتعللت الحكومة بضعف تسليح الجيش بسبب عدم استجابتها لمطالب الجماهير بارساله إلى بورسعيد ورفضت قطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا " أنتهى حكم ديمقراطى يقف ضد أمال وتطلعات الشعب ويتعذر لها بأعذار واهية عن عدم إرسالها لبورسعيد ولكن تصاعد الأحداث يؤكد بأن الديمقراطية في بلادنا شكلية حبراً على ورق فالقضية أكبر من نظرتهم الضيقة وكانوا يسبحون عكس التيار في اتجاه الاستعمار والطائفية وأحكام تحالف السودان مع قوى التخلف والتبعية في العالم العربى والعالم عامة وفى تلك الظروف التى عاشها السودان في تلك الاوقات والمد الثورى الجديد الذى إجتاح كل أرجاء السودان والتى قامت بها الحركة الوطنية الديمقراطية " قوى السودان الجديد " داخل البرلمان وخارجه كان من الممكن أن يتحد في ذلك الوقت حزبى " الوطنى والاتحادى والشعب الديمقراطى " لتقارب افكارهما ومواقفهما المؤيدة للثورة العربية والمد الثورى العربى ولكن اصرار قادة الحزبيين حال دون ذلك ولكن حتى لا تستفحل الامور وتزداد امواج المد الثورى قررت الحكومة المتحالفة " الامة والاتحادى " حل البرلمان ولننظر ما جاء في الكتاب ص4-1 "" وخوفاً من آن تتعرض حكومتهما إلى الهجوم من جانب المعارضة ولتفادى تعريض برلمانهما الى ضغط جماهيرى قرر السيدان حل البرلمان فأعلن عبد الله خليل حل البرلمان في 30/6/1957 مع استمرار تحالف الحزبين على مستوى الحكومة أو الوزارة ومما يؤكد أن حل البرلمان قد تم بموافقة الزعيمين الجليلين استمراراً لتحالف على مستوى الوزارة "وليت الامر وقف عند ذلك الحد بل تعداه الى ابعد من ذلك مع أجل إيقاف هذا المد من أجل عزل السودان عن مصر والثورة العربية حينما أعلن عبد الله خليل أن السودان يتعرض لغزو مصرى في منطقة حلايب وذلك في بداية فبراير 1958 وتم رفع الأمر لمجلس الأمن دون توضيحه للجامعة العربية لكن جمال عبد الناصر بحنكته وفى هدوء إستطاع حل هذه المشكلة وإختلاق هذه المشاكل كان من أجل أسباب حزبية ضيقة منها خوفه من تدخل مصر في الانتخابات القادمة لمصلحة الحزب الوطنى الاتحادى وحزب الشعب الديمقراطى .هذه السياسات التى أنتهجها "حزب الامة " والتى لم تتوقف حتى الان هى التى ادت الى ما وصلنا أليه الأن من " تخلف سياسى " عن بقية نظرائنا ومنها ما حدث في إنتخابات فبراير 1958 عندما منح حزب الامة الجنسية السودانية لسكان أحياء فلاته في مناطق النيل الابيض والجزيرة مقابل تصويتهم الى جانبه ولزيادة سنده الانتخابى وبمثل هذه الممارسات إستطاع حزب الأمة الفوز بهابـ "63 مقعد برلمانى " وتم انتخاب عبد الله خليل رئيساً للوزراء في 20/3/1958 بأغلبية 103 صوتاً وشرع في تنفيذ سياسته دون إكتراث بالمعارضة داخل البرلمان وخارجه ومنها "الموافقه على المعونة الامريكية " التى مهدت لأستلام عبود السلطه فقد تصاعدت الاحداث التى تمثل في رفض هذه المعونة وإدانة سياسة حزب الأمة الموالين للأستعمار وتحركت قوى حزب الشعب الديمقراطى " رافضة المعونة الامريكية ومطالبة بفض الاتلاف مع حزب الامة ولكن ماذا فعل قائدها " الجناح الطائفى الاخر " أنظر ما جاء في كتاب حتى متى ص 110 " وما كان بعد أن بلغت الامور هذا الحد أمام السيد " على الميرغنى " أن يحتمى بصمته المطبق أكثر مما فعل ولم يعد أمامه ألا أن يخلع عن وجهه قناع المراوغة فخرج عن عزلته وحاول على المكشوف وبالواضح الفاضح أن يقنع نواب حزبه بقبول إتفاقية المعونة الامريكية محاولاً بمكره ودهائه أن يتقدم بتعديلات على بعض بنودها هذه الاحداث جرت في أول عهد ديمقراطى بعد الاستقلال وتدل هذه الممارسات إلى ضعف الوعى السياسى عند قادتنا الذى ينادون الأن بعودة الديمقراطية "الديمقراطية " التى تنبنى على الولاء الحزبى الضيق وتغلب فيه المصالح الشخصيه على مصالح الشعب ومحاربة كل من يسعى في سبيل تقدم الوطن ورفاهيته لأنهم يمثلون مصدر الخطر الوحيد لهم بان ذلك في التصويت لهذه الاتفاقية وذلك بتسلم نواب حزب الشعب الديمقراطى كما جاء في الكتاب رسائل التهديد بالقتل عن طريق البريد ويوجد الكثيرين أحياء ومعاصرين لتلك الاحداث يأتى دورهم في ذكر هذه الاحداث وأجلاء الحقاءق للشعب حتى يعلم كيف كان يفكر قادتنا في السابق وحتى الان وبالطبع وبالتصويت تم قبول هذه الاتفاقية والشروع في تنفيذ بقية السياسات التى وضعها عبد الله خليل ولم يقف الامر عند هذا الحد وتعداه الى محاربة قوى السودان الجديد وتأديب الحركة الوطنيه الصادقة لأدارة البلاد وفق أهوائهم ومصالحهم وسياستهم الخاطئة وتصورهم بأن السودان " إقطاعية " وأنهم ملوك وأسياد ، وعلى الجميع الانصياع لقوانينهم والتى لم توضع إلا على رقاب المواطنين فبعد الموافقة على المعونة الامريكية أعلن عبد الله خليل عدم شرعية " أتحاد نقابات عمال السودان " وذلك لضرب الحركة الوطنية وتأمل ما جاء في كتاب حتى متى ص 111 " وظن الحلف الاكبر بأن الامر قد إستتب له في السودان بعد أن نفذ أو كاد أن ينفذ " عبد الله خليل " كل الاولويات التى تضمنها مشروع سياساته فأتجه الحلف الى تأديب الحركة الوطنية الديمقراطية ورأى أن يبدأ بأقوى الفئات الوطنية الديمقراطية تنظيماً فأعلن عبد الله خليل عدم شرعية أتحاد نقابات عمال السودان وأعلن العمال احتجاجهم على هذا الزعم وتقدموا بمذكرات الاحتجاج الى الحوكمة وسيروا المواكب ضد ما اعتبرته الحركة الوطنية الديمقراطية بداية لمصادرة الحريات – " ولكن هذا الامر ارتد عليه وجعل كل الفئات الوطنية تلتف وتلتحم من جديد لآتخاذه هذا القرار فقد تظاهر الطلاب فى جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة الفرع وطلاب المعهد الفنى وأعلن العمال الاضراب فى كل أرجاء السودان ولم تستطع الحكومة السيطرة على الشارع السودانى- وأود أن كل من لديه معلومات عن هذه الاحداث وعاصرها أن يقوم بسردها وخاصة أحداث القرارات الشهيرة التى أصدرها اتحاد جامعة الخرطوم - كل هذه الاحداث ووقوف الطلبة والشعب مع العمال أدت بأسراع تسليم عبد الله خليل السلطة لأبراهيم عبود ولنجول مرة أخرى فى كتاب حتى متى ص 113 “ وحاول عبد الله خليل أن ينقذ أسياده بأقامة حكومة إئتلافية جديدة تضم كل الاحزاب الممثلة فى البرلمان ولكن محاولته ما لبثت أن جرفها المد الثورى الوطنى فأعلن الاحكام العرفية فى البلاد كما أعلن تأجيل موعد انعقاد البرلمان الى 17/11/1958 م ثم اجله مرة اخرى الى 4/12/1958 وعلى اثر هذا التعديل الثانى اجتمع نواب الوطنى الاتحادى ونواب الشعب الديمقراطى وانضم اليهم فيما بعد بعض النواب الجنوبيين مكونين بذلك كتلة برلمانية وطنية بلغ مجموعها "107" عضواً وقرروا ان يعقدوا اجتماعهم فى يوم 17/11/1958 فى ميدان عبد المنعم فى الخرطوم ومن هناك يتخذوا قرارهم بأسقاط حكومة عبد الله خليل ، واعود واذكر بداية حديث الصادق المهدى بأن عبد الله خليل كان يعتقد أن الازهرى كان يناور مناورة مع جهات أجنبية ربما عرضت استقلال البلاد للخطر بالطبع لم يذكر اسم هذه الدولة الاجنبية صراحة وهى " مصر " وذلك للعداء التاريخى الذى ينصبه حزب الامة لمصر واستغلال كل الظروف لزيادة الشقاق بين مصر والسودان واود أن اذكر أن سفير السودان فى تلك الايام هو السيد " يوسف مصطفى التنى " وهو من الاعضاء المؤسسين لحزب الامة واول رئيس تحرير لصحيفة الحزب وصادف فى ذلك الوقت ان كان فى القاهرة كل من السيد الزعيم الازهرى والسيد على عبد الرحمن وكانت فحوى التقرير الذى وصل الى عبد الله خليل من السفير أنه تم الاتفاق وبحضور الرئيس جمال عبد الناصر بين قادة الحزب الوطنى الاتحادى وقادة حزب الشعب الديمقراطى للأطاحة بالحكومة الأئتلافية واعلان وحدة السودان ومصر وامتدت المسرحية باجتماع السفير الامريكى بعبد الله خليل يحمل له نفس مضامين التقرير وذكر ايضا الصادق المهدى ان بعض اعضاء حزب الامة اقترحوا تسليم السلطة للجيش وقد وجد هذا الاقتراح الرفض بعد دراسته ولكن السيد عبد الله خليل كان يرى غير ذلك وقرر تسليم السلطة للجيش .
    ===
    واذكر ايضأ بان حزب الامة لم يسعى للتحالف مع احد الحزبين بل كان يهاب ان يحدث هذا التحالف بينهما ومما يوكد ذلك فحوى التقرير الذى ارسله سفير حزب الامة بالقاهرة وان قرار تسليم السلطة للجيش (قرار حزبى طائفى) وذلك للاسباب السابق ذكرها فى مقالى وان المسئولية التاريخية لا تطال السيد عبد الله خليل وحده بل تطال كل حزب الامة الذى خسر المعركة البرلمانية وذلك باتحاد النواب المخلصين الوطنين فى ميدان عبد المنعم واتخاذهم قرار اسقاط حكومة عبد الله خليل واستبدالها بحكومة وطنية وذلك يعنى دخول البلاد فى مرحلة جديدة واتحاد كل المثقفين من اجل السودان عندما رأوا أن الحكومة تقود البلاد للخطر وتعمل من اجل مصالحها الحزبية .ذكر الصادق المهدى بأن الصديق المهدى كان خارج البلاد فى ذلك الوقت ولم يكن موافقاً على مباركة السيدين للأنقلاب بالطبع هذا الحديث مجافياً للحقيقة فأن أول اجتماع عقد فى منزله وكان حاضراً له وقد جاء فى كتاب حتى متى ص 117 مايلى : - " عقد أول اجتماع لهذا الغرض فى منزل السيد الصديق المهدى حضره عن حزب الامة الصديق المهدى وعبد الله خليل وزين العابدين صالح وحضره من الجيش إبراهيم عبود و أحمد عبد الوهاب وعوض عبد الرحمن وحسن بشير " وتوالت المؤامرات واللقائات ما بين عبد الله خليل وابراهيم عبود وذلك اتهيئة الجيش لأستلام السلطة وذلك قبل انعقاد البرلمان القادم فى يوم 17/11/1958 وفعلاً تم لهم ما أرادوا وأستلم عبود السلطة . ولنتأمل فى حديث و بيان السيد عبد الرحمن المهدى فقد أصدر بياً مطولاً أذاعه نيابة عنه السيد عبد الرحمن على طه أيد فيه الانقلاب وأعلن دعمه له ولرجال الجيش الذين أتوا لحماية الاستقلال وتحقيق مكاسب الوطن وقال فى بيانه بأن رجال الجيش قبضوا على زمام الامور بيد الشعب القوية لضرب الفساد والفوضى والعبث " وانه آن لنا أن نفرح ونسعد بأن الله قد هيء لنا من أبنائنا قادة الجيش وجنوده من يتولى زمام الحكم بحق وحزم ليحقق ما عجز عن تحقيقه السياسيون " كتاب حتى متى ص 119 . أى شعب هذا الذى يتحدث عنه السيد عبد الرحمن المهدى الشعب الذى رفض المعونة الامريكية ورفض قراراتكم الجائرة بعدم شرعية اتحاد العمال ووقف بشدة ضد الهمجية والقرارات العشوائية من حكومتكم الموقرة وأى فساد يتحدث عنه فساد البرلمان أو النواب أو الاحزاب وخاصة حزب الامة واذا كانت لكم رغبة فى حماية الاستقلال وتحقيق مكاسب للوطن لما لم تنتظرواً يوم 17/11/1958 موعد انعقاد البرلمان لترى ما كان سيفعله أو سيحققه اولائك النواب الذين ذكرت فى حديثك عنهم بأنهم عجزوا عن حماية الاستقلال .ان التاريخ لن يغفر لكم أبداً فقد فتحتم الباب على مصرعيه لرجال الجيش لأستلام السلطة وتذوق طعمها ولازلنا نعانى من قفز المقامرين منهم على السلطة فى أى لحظة وأصبح كل تفكير كل من يلتحق بالكلية الحربية هو القيام بأنقلاب عسكرى ذه هى ديمقراطيتكم التى تتحدثون عنها وتفاخرون بها وقد مللناها ولا نريد ان تعود مرة اخرى وتطل بوجهها القبيح نريد ان ننعم بالاستقرار والاستقلال نريد من(قوى السودان الجديد) ان تلتحم وتتفق على المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقها بتحقيق الديمقراطية الحقيقية والرفاهية لشعبنا الصابر والصامد والاعداء المتربصين كثيرين لذا لابد من اتحادنا اكثر واكثر فالاهداف والغايات واحدة والدرب طويل وشائك ولابد من اجتياز كل العقبات وبذل مزيد من التضحيات لاجل ازالة( السودان القديم) بكل موروثاته البغيضة وانشاء السودان الجديد.

    مقال قديم كتبته فى القاهرة عن الطائفية بقيادة الصادق المهدى ( الى متى )
                  

06-14-2008, 03:56 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)



    قالوا أن المسيح قد قال يوما لتلاميذه: (احذروا الأنبياء الكذبة!!) قالوا: (كيف نعرفهم؟؟).. قال: (بثمارهم تعرفونهم)..

    =====


    في أنجع الأساليب لانتقاده

    الصادق المهدي وعفاريت الإنترنت

    حسن أحمد الحسن/واشنطن
    [email protected]

    في مطلع التسعينات عرضت دور السينما المصرية فيلما بعنوان (عفاريت الإسفلت) ، تتلخص فكرة الفيلم في ان أشباحا يعترضون طريق العابرين على الطريق العام ويستهدفونهم ويعتدون على سلامتهم الشخصية بكل أسباب الأذى بدافع الحقد الإبليسي إشباعا لغريزة الشر ، إلا ان الخير ينتصر دائما في النهاية ويبلغ العابرون غاياتهم بينما تتبدد الأشباح في عتمة الظلام .

    ومع تطور أسباب التكنولوجيا المعلوماتية واتساع مساحات الانترنت أصبح في متناول أي شخص يجيد الكتابة او يتمرن عليها ان يقذف بما يسر له من أسباب الفهم على صفحات الإنترنت الغث والثمين ، فمنها ما يغذي العقل ومنها ما يغزز العين قبل النفس .

    لكن يبدو أن ثقافة النقد لم ترتقي عند كثير ممن يتهافتون على الكتابة عبر الانترنت بما يعرفون ومالا يعرفون ومن أؤلئك الذين لا يعرفون أو يتجاهلون ما يعرفونه " أصحاب الهوى " من هواة الاستهداف الشخصي الذين بليت بهم بعض الشخصيات العامة الذين يتخذون من صفحات الانترنت المفروشة على طريقة (الشقق المفروشة) منصات آمنة لإطلاق سهامهم تحت شعار النقد.

    قد يكونوا معذورين ربما لتواضع ثقافتهم النقدية أو لدوافع اجتماعية أو تاريخية أو فطرية إلخ لم تجد حظها من التأطير الموضوعي والمنهجي رغم الأذى الذي يلحقونه بعيون الآخرين .

    والغريب أن أصحاب الهوى الذين يتلذذون باستهداف الشخصيات العامة أي كانت انتماءاتهم يبررون اعتداءاتهم باسم ممارسة الديمقراطية وحرية النقد رغم أن من أهم أسس الديمقراطية هو التأدب بآدابها والالتزام بأخلاقياتها وقد رأينا كيف تمكن كل من أوباما وهيلاري من مواجهة بعضهما البعض بحدة وموضوعية واحترام وبقبلات في كثير من الأحيان . وكيف أن هيلاري ورغم أنها قد قبلت الحقيقة بابتسامة واثقة قررت أن تلقي بثقلها دعما لأوباما دون إحساس بالدونية طالما أن ذلك في مصلحة حزبها وبلادها .

    بالطبع إن الفارق كبير بين (ثقافة عفاريت الانترنت) من أصحاب الصفحات المفروشة وثقافة سناتور هيلاري لكن الناس يتعلمون من بعضهم ويتثاقفون ويكتسبون في كل يوم معلومة وسلوكا راقيا جديدا .

    ومما تجدر ملاحظته في عدد من المواقع الالكترونية السودانية وجود ما يشبه الحملة من ( قبل هذه العينة ) التي تحاول استهداف عدد من الشخصيات العامة والرموز الديمقراطية تنال منه شخصية السيد الصادق المهدي نصيب الأسد وهي حملات تفتقر في معظمها على مواجهة موضوعية تنفذ إلى صلب القضايا وتجادلها بالحجج والبدائل على طريقة هيلاري – أوباما - فتضمر وتتدنى إلى مستوى بدائي وشخصي أقرب إلى ما يمكن أن نسميه ( بالحسادة السياسية ) وهو في الواقع ينم عن توتر نفسي أكثر من كونه تساؤل موضوعي أو نقد ايجابي يعطي الأمل بنضوج الفكرة وحراستها .

    ويبني معظم النقادون وليس المنتقدون حيثياتهم على حالة مزاجية لاتحترم آراء مخالفيهم فمثلا يقول البعض انه سئم من بعض الشخصيات الكاررزمية ذات البصمات الواضحة في الحياة السياسية السودانية كالصادق المهدي أو محمد إبراهيم نقد أو حسن الترابي او غيرهم وأنهم يريدون ان يفسح هؤلاء الطريق للشباب دون أن يسالوا أنفسهم لماذا تمكن هؤلاء القادة وهذه الشخصيات من الاستمرار والتأثير في الحياة العامة دون أن يكونوا في حاجة إلى فرض قوانين عرفية أو عمليات قمعية أو سجون او تصفيات داخل أحزابهم أو على المستوى القومي لفرضهم آرائهم أو بقائهم في قمة الاهتمام وبؤرة الضوء .

    لم يسالوا أنفسهم لماذا عجزوا عن إقناع الآخرين بالوسائل الديمقراطية ليأخذوا أماكن هؤلاء ديمقراطيا وإزاحة من لا يروقون لهم .

    لم يسالوا أنفسهم لماذا يترشح جون ماكين وهو في الخامسة والسبعين من العمر لرئاسة الولايات المتحدة وعدد سكان الولايات المتحدة أكثر من 300 مليون نسمة أكثر من نصفهم من الشباب.

    لم يسألوا أنفسهم لماذا يجدد الناخبون الأميركيون ثقتهم في مجلسي الشيوخ والنواب لعشرات الشيوخ من رموز الولايات المتحدة لدورات متتالية لمن تجاوزوا السبعين من العمر كروبرت كيندي ، وفرانك وولف ، وهاري ريد وغيرهم .

    لم يسالوا أنفسهم لماذا يبقي الناخب الأوروبي على العقلاء دون ان يكون في ذلك تعارض مع اكتساب الشباب للخبرات القيادية والمنافسة والإحلال الموضوعي المنظم .

    لم يسألوا أنفسهم لماذا أنشأت الديمقراطيات العريقة في العالم التي يعيش في ظلالها الكثيرون مجالس للشيوخ ومجالس للوردات لها تأثيرها المباشر في صنع القرارات الحاسمة في حياة الشعوب .

    إزاء هذه الظاهرة التي وجدت طريقها بفضل صفحات الانترنت المتاحة ،طرحت سؤالا محددا يا ترى ما هي الدوافع الموضوعية التي تحمل ( هذه العفاريت الالكترونية ) على تجاوز حرمة النقد الموضوعي إلى الاعتداءات المباشرة بقصد محاولات النيل أو اغتيال الشخصية لاسيما في حالة ( الصادق المهدي ) وهو رجل له اجتهاداته ووزنه الفكري والسياسي ،ومحل احترام إقليمي ودولي وجماهيري و مهما كان اختلاف البعض معه ورغم قلة السنوات التي قاد فيها البلاد كرئيس للوزراء في الحكومات الديمقراطية مع آخرين وليس منفردا ،إلا أن الجميع يتفقون في انه يحترم حقوق الناس وحرياتهم ولم يفرض نفسه عليهم حاكما ولم يستغل نفوذه ولم يسرق مالا عاما بل كان يعيد نثرياته كرئيس وزراء إلى الخزينة العامة . ؟ لاسيما أن استهداف شخصه يأتي أحيانا من بعض المتعلمين الذين يتجنبون فضيلة الموضوعية ويقعون تحت تأثيرات ذاتية .

    طرأ عليّ هذا السؤال وأنا أشارك في ورشة عمل روتينية نظمتها مؤسستنا الإخبارية MBN تابعة إلى إذاعة صوت أميركا بالتعاون مع مدرسة الصحافة والإعلام بجامعة ميسوري حول مدخلات الشفافية المهنية لإنتاج التقرير الإخباري. فطرحت سؤالا على الدكتور كينت كولنز وهو رئيس قسم الراديو والتيلفزيون بالجامعة في فترة الاستراحة حول استغلال الانترنت في محاولات اغتيال الشخصية والاعتداء على حريات الآخرين وماهية الدوافع التي تحمل على ذلك من وجهة نظر علمية .

    " قال د كولنز هناك بالطبع فرق واضح بين من يكتبون على صفحات الانترنت لأسباب مختلفة وهؤلاء لا توجد ضوابط قانونية أو مهنية تضبط أدائهم وهذه مشكلة الآن تثار على مستوى العالم وهناك الصحفيون الذين يتقيدون بالضوابط المهنية والأخلاقية والوعي العلمي وهؤلاء مقيدون بضوابط المهنة وهذا موضوع ورشتنا الحالية .

    أما دوافع استخدام الإعلام على المستوى العام فيما يسمى ( الاستهداف ) للنيل من جهات أو شخصيات عامة فبصفة عامة هي دوافع تحركها المصالح السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الخ آخر هذه القائمة . والانترنت يزخر بهذه المشاهد على مستوى العالم لعدم وجود قوانين تنظم ذلك .

    إلا أن ما يعرف بعلم النفس الاجتماعي والإعلامي في رصده وتحليله لدوافع الأفراد الذين يمارسون هذا السلوك يلحظ ان بعض المؤثرات الاجتماعية البدائية وأحيانا الرغبات الشخصية في تمثل الشخصية المستهدفة تلعب دورا في ذلك الاستهداف غير الموضوعي وان كان يتخذ أطرا وعناوين لقضايا عامة."

    وعودة إلى عفاريت الانترنت، لاشك أن الصادق المهدي ( كمثال ) شخصية عامة قابلة للنقد والمساءلة والمحاكمات الثقافية والسياسية والأدبية ولكن بما أن الرجل يقدم اجتهادات سياسية وفكرية وقدم تجربة عملية في مجال إدارة الدولة وإن كانت فترتها قصيرة وسنواتها مجتمعة لا تتجاوز ( خمس سنوات ) فقط كرئيس منتخب للوزراء لا يحكم حكما مطلقا وإنما في إطار مسؤولية تضامنية مع أحزاب أخرى، مقارنة بنظام إبراهيم عبود ( ست سنوات ) (جعفر نميري 16 عاما ) (عمر البشير 18عاما حتى الآن ) وجميعها نظم قابضة إلا قليلا، فليس أقل من أن نواجهه موضوعيا ومنطقيا بأقواله وأفعاله مقارنة مع الآخرين . وإذا أراد البعض محاكمة الرجل بحجة حرية النقد فمن مقتضيات النقد أن نتقيد بأسسه الموضوعية وأحسب أن أي محاكمة موضوعية للمهدي كعنوان للحكم الديموقراطي في مواجهة قادة آخرين حكموا السودان عبر أنظمة الحزب الواحد سيكون الحكم فيها لصالحه ولصالح الديمقراطية رغم عثرات نمو التجربة الديمقراطية وابتلاءاتها .

    اما ما ذهب اليه د كولنز في تحليله لبعض المعتدين تحت ستار النقد لشخصية يتمنون تمثلها في العقل الباطن فيعبر في الواقع عن عدد كبير ممن درجوا على استهداف شخصية الصادق المهدي رغم وجود دوافع أخرى ذاتية واجتماعية تخص كل حالة على حدة .

    فإذا كنا نريد الديمقراطية فلا بد أن نقبل بشروطها وأسس ممارستها والتحلي بأخلاقها والامتثال لنتائجها ، وأن نفرق بين النقد الموضوعي والاستهداف الشخصي وان نتعلم من تجارب الآخرين في البلدان الديمقراطية لاسيما الغربية وكيف ان يديرون خلافاتهم في احترام خاصة ونحن في بلد متعدد في كل شيء مما يعني وان نتعلم كيف تحترم الشعوب رموزها وقادتها في شتى المجالات وتفاخر بهم على طريقة توقير الأميركيين لرؤسائهم السابقين وتدريس سيرتهم في مؤسسات التعليم العام .
                  

06-14-2008, 03:58 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)



    جمعية الامة الوطنية الخيرية .... الصادق المهدي وشركاؤه

    --------------------------------------------------------------------------------

    في ختام ندوته بالسفارة السودانية في القاهرة، لتسويق اتفاق التراضي بين حزب الامة والمؤتمر الوطني، وفي معرض رده علي الاسئلة التي طرحت عليه ، وردت عبارة تستحق التوقف امامها ، والتأمل فيها، وتحليلها، لما لها من دلالة خطيرة للقائمين علي الشأن السياسي السوداني ، وعلي اذن المحللين السياسيين..فقد قال سيادته بالحرف الواحد ( ليس للحزبين الموقعين علي الاتفاق اي مصلحة فيه )) هذه العبارة علي سذاجتها فهي خطيرة، ولا يمكن ان تصدر عن رجل مبتديء في السياسة ناهيك عمن احترفها طيلة حياته. فانك ان اخذت هذه العبارة علي كل الوجوه، ومع ابداء حسن الظن في كل كلمة تصدر عن زعيم حزب،، وحزب ليس بالهين، حزب عريق كحزب الأمة، فانها تعطيك نتيجة كارثية، فلنبدأ بتعريف المصلحة حتي نصل الي مدلولها الخطير، فالمصلحة تعني فيما تعنية (الفائده، الغاية، الطائل، المدلول..الخ) فأذا اخذنا ايا من هذه المعاني والصقناه في مكان المصلحة التي ورد ذكرها في رده،سوف تقرأ كالاتي)ليس للحزبين الموقعين علي الاتفاق اي ..... فيه) اذا كيف يمكن ان يكون مقبولا من وجهة نظر السياسة التي انبنت في معناها الحرفي والمعنوي، علي انها وسيلة لتحقيق مصلحة، او غاية، او فائده سوي كان لممارسها او للمجتمع والدولة التي تمارس فيها، عندها نجد ان الصادق بعبارته هذه قد جرد نفسه من اي صفة سياسية تتيح له انتاج فوائد او مصالح ، وهذا حقه الاصيل، اما ان يجرد الطرف الاخر في الاتفاق (المؤتمر الوطني) من هذه الصفة فهذا ما جانبه فيه التوفيق،كان الاجدي لو حصر الرد في ما يخصه ويخص حزب الأمة فالمعلوم ان المؤتمر الوطني حزب يقوم بكامله علي المصلحة، وفيه رجال برعوا في ايجاد المصالح والاستفادة منها للدرك الذي باتو يبحثون فيه عن مخلفات ونفايات الاحزاب الاخري وتحويلها الي مصلحة مفيده لهم ولسياساتهم. وتحضرني هنا مزحة سياسية انطلقت ابان قوة الانقاذ (ان جماعة من الناس ذهبت الي عرافة لتسألها عن عمر الانقاذ الافتراضي، فقالت لهم هناك الرقم 6 فهو ثابت وهناك الرقم واحد متحرك ، فهو اما 16 او 61 ولحسم هذا الامر اوعزت اليهم بمراجعة شيخ العرافين ابليس، فذهب وفد لمقابلة ابليس، ولما طرقوا بابه خرج اليهم ابنه الصغير فسألوه عن الوالد، فأجابهم بانه في دورة تدريبية في الدفاع الشعبي.). وبرغم كل هذا يريد زعيم الجمعية الخيرية، بهذا التصريح ان يقنعنا بانه قد فاوض فيما لاطائل فيه،، لمصلحتنا نحن، وهو بهذا يرشح نفسه ليكون ولينا الرشيد، ولكن سيادته نسي انه حتي لوائح وقوانين جمعيات النفع العام، تتيح لمنسوبي تلك الجمعيات الاستفادة مما يتوفر لديها من اموال او وسائل تفضي الي تحقيق فوائد خاصة، وهو بذلك خالف كل النواميس والقوانين والشرائع التي قدمت المصلحة العامة والخاصة في انجاز اي اتفاق او عمل (فكيف نستفيد نحن مما لا طائل فيه)، ومن ناحية اخري فخطورة مدلول هذه العبارة في ان حزبي المؤتمر الوطني والامة القومي امضيا الساعات والايام والليالي يتناقشان ليتفقا اخيرا فيما لا فائده من ورائه ، وهذا يعني ان كل هذا الزمن والاموال العامة اهدرت فيما لا غاية مرجوة منه، وهو امر لا بد من تدخل المراجع العام ، ووزارة الرعاية الاجتماعية ليتخذا فيه اجراءا حازما، والوقوف بصلابة في وجه استغلال المال العام فيما لا طائل فيه.
    هذا التصريح والتصريح الذي سبقه في وصف وتصنيف السياسين في السودان بالبعر والدر اصبحا مدخلا لمعرفة وتحليل شخصية الامام الجديدة، وهي شخصية لم يوفق في تسويقها حتي الان، وقد دلت عبارتيه السابقتين بان المعلومات السياسية والاقتصادية لدي السيد/ الصادق اضحت في حاجة الي عملية تحديث لتواكب العصر، فهو لا زال يعيش في زمن الدر الذي اصبح بدون فائدة اقتصادية تذكر، وبات احدي وسائل الزينة للنساء فقط، في حين اصبح البعر عنصرا اقتصاديا مهما، فهو يدخل في كثير من الصناعات ذات التقويم الاقتصادي العالي، كصناعة الاواني، والاسمده العضوية، وصناعة الاسمنت، وهندسة تنسيق المناظر الجميلة، الامر الذي غاب عنه وجعله يصنف نفسه من حيث لا يدري مجرد زينه، اللهم الا اذا احسنا فيه الظن وفرضنا جدلا انه صنف نفسه ضمن البعر..يبدو ان بعض امراض العصر قد انتقلت من الانسان الي السياسة، فهكذا اعراض لا يمكن تصنيفها الا تحت المسمي الطبي (باركنسون) فأذا كان الجمهوريون قد وصفوا الامام في الماضي بعدم القدرة علي صعود القوز الاخضر، فانه بات اليوم لا يقوي علي صعود قوزا يابس.._________________

                  

06-14-2008, 04:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    في مستهل المقال أشار الكاتب عبد السلام نور الدين المتخصص في الفلسفة ومؤلف كتابي العقل والحضارة والشريعة والحقيقة إلى كتابات قديمه له حول حوار المثقفين مع الصادق حول السلطة والثقافة جرى نشرها قديما في الملحق الثقافي بجريده الأيام السودانية أبان حكم الصادق المهدي للبلاد الذي أوصل عسكر الترابي إلى سده الحكم ...
    .نظرت إلى ارشيفى المبعثر فوجدت كل تلك المقالات الخاصة بعبد السلام نور الدين فعن لي نشر نتفا منها كخلفيه للمقال الجديد موضوع البوست كي يستقيم السياق التاريخي و الفكري وإبراز حقيقة تخبط وتناقض وتهافت الصادق المهدي فالي بعض المقال الارشيفى المنشور بصحيفة الأيام السودانية قبل انقلاب البشير والترابي قال عبد السلام نور الدين :
    الصادق المهدي كان قد قدم نفسه قبل ألانتفاضه وبعدها باعتباره شخصا مفكرا وانه شخص مهموم بقضايا هذا الشعب من الناحية الفكرية ثم انه منذ بداية الانتفاضة أبدى استعداده الكامل للحوار بأسس الحوار اى أن تستمع للحوار ثم يكون الرد بصوره مساهمه ويجب استبعاد المغالطة وكان هذا واضحا في خطبه الصادق عند افتتاح دار اتحاد الكتاب بالمقرن وفى مرات كثيرة ابدي الرغبة في الحوار كما في افتتاح حفل اليوبيل الذهبي لنادي الخريجين وفى سمنارات الأقليات " بقاعه الشارقة جامعه الخرطوم" حيث ذكر للملأ انه سياتى ليس كرئيس وزراء ولكن كأحد المهتمين بالعلوم السياسية وفى ذلك السمنار وردت اشاره منه إلى ما سمى الحاكم الفيلسوف الذي نال تدلاريبا علميا وفى الصورة الافلاطونيه هو الحاكم الذي يستخدم الفكر كاداه لحل مشاكله السياسية ...
    وقد رأيت أن الصادق المهدي كان يعنى نفسه .
    هنالك بعض المواصفات الافلاطونيه في الصادق فهو شخص حاكم يقدم نفسه كمفكر وها لابد من أن نقول شيئا أساسيا وهو أن الحاكم الفيلسوف هو شخص محاور والشرط في المحاورة أن لا تنتهي بشكل قاطع فيها مجال للشك وفيها استعراض موضوعي لوجهات النظر .
    إن خطاب رئيس الوزراء الصادق ردا على مذكره اتحاد الكتاب فيه خروج صريح عن النص الافلاطونى وفيه إسقاط بين للمحاورة منذ أفلاطون إلى الاسكندر المقدوني " فالخطاب الافلاطونى" " يعتقد أن السياسة علم وفن وفى هذه المسالة يجب أن تتم مناقشه مع الصادق – واذكر انه بعد توقيع ميثاق " الوفاق" الذي بموجبه تشكلت الحكومة الاخيره وفى ندوه الأربعاء قال الصادق انتقلت اللعبة السياسية الآن من مرحله " شدت" إلى " شليل"- والآن شليل بقت " صفرجت" فالصادق ينظر إلى السياسة باعتبارها لعب وطبعا هذه مدرسه كاملة اى أن هنالك تاريخيا من يرى السياسة أو تصنيع السياسة في الفكر الغربي يمارسونها باعتبارها لعبه شطرنج وليس ضروريا الانتصار أو الهزيمة – المهم أن تبقى وتستمر باى طريقه
    إن التشبيه بلعبه "شدت" المعروفة يمكن أن تدور حوله مناقشه هي طبعا لعبه بسيطة جدا ومباشره فيها الوضوح والعنف مجتمعين وفى لعبه شليل فرص واسعة للعب بعظميين two bones واحد يكون في جيبك والثاني ترميه هناك عنصر احتيال وفى رايى أن هذا هو جوهر لعبه الوفاق وارى بغير شك انه ما كان للصادق كمفكر وكاتب أن يدخل في ذلك فدخوله تلك اللعبة غير من لغته – فما عاد الحاكم الفيلسوف بل أصبح الحاكم فقط ولوتاملنا رده على مذكره الكتاب لرأينا أن اللغة التي هيمنت عليها هي لغة المغالطة , يتحدث عن الانتخابات والشرعية ومسالة الانتخابات مسالة معقده وهى خاضعة لمناقشه طويلة فلو تمت مثلا عن طريق التمثيل النسبي لاختلف الوضع تماما- الأصوات التي لم تفز هذا لا يعنى إسقاطها – هناك أصوات كثيرة جديرة بان تفوز ولكن كانت للانتخابات كما نعلم جميعا ظروف ربما إذا تمعنا ها جيدا نغلب سلبياتها على ايجابياتها ولكن لا مفر – من قبولها في ذلك الوقت بتلك النتائج..
    اننى أقول الصادق المهدي لو دخل في اللعبة السياسية أو نظر إلى السياسة ليس من زاوية وعى الكاتب والمفكر بل من زاوية رجل السياسة المحترف و الغارق في اللعبة السياسية والمتغير حسب تغير اللعبة – فهو قد اسقط جانب الكتابة وجانب الفكر – لو حدث شي من ذلك فهو ماساه كبرى أشير أيضا إلى أن هنالك مشكله كبرى وأظنها واحده من الخلافات السياسية بين العديد من كتابنا ومثقفينا والصادق فمثلا فكره الهوية –هو اى الصادق ينظر إلى السودان فئ أطروحاته النظرية من زاوية اعتقادهم الديني وان الاغلبيه هي الاغلبيه المسلمة – وهى تملك حق الوصايا على غير المسلمين وعد هذا الطرح يحدث اختلافا كبيرا ...........
    ** إشارات :
    * أشار الدكتور عبد السلام نور الدين في مستهل مقاله إلى البروفسور مهدي أمين التوم باعتباره من الثلاثة الذين التقوا الصادق المهدي باعتبارهم كتابا ومفكرين وخلافا لقيمته العلمية الرفيعة بآداب جامعه الخرطوم كأستاذ جغرافيا له مؤلفات عديدة حول المناخ وتفرعاته فهو اى مهدي أمين نجل الانصارى القديم أمين التوم الذي كان احد المقربين لسيد الأنصار عبد الرحمن المهدي لدرجه انه أملى عليه ضمن آخرين جانبا من مذكراته التي نشرت في كتاب المهم مهدي أمين عينه الصادق المهدي أيام حكمه مديرا لجامعه أم درمان الاسلاميه لكنه استقال في اقل من شهرين لأنه لا يرغب أن يعمل تحت ضغوط وبعد انقلاب الترابي/ البشير هاجر إلى السعودية حيث كتب في النصف الأول من التسعينات مقالا بصحيفة الخرطوم أبان صدورها من القاهرة جوهره أن الصادق المهدي كان يحكم السودان و كأنه يدير مزرعة خاصة به " المقال ل بحوزتي لمن ينكر ذلك من معجبى ومعجبات الصادق " وهذه الشهادة المضادة للبروفسور مهدي أمين تتسق مع شهادة وصال شقيقه الصادق وخليله المرابي الترابي حين ذكرت في حوار على الهاتف من القاهرة مع الصحفي السوداني معاوية يس بلندن تم نشره في مجله الوسط اللندنية ذكرت وصال المهدي أن الصادق قد تمت تربيته منذ الصغر لأجل أن يحكم وانه اى الصادق قد دمر القاعدة الاخلاقيه لحزب الامه عبر انتهاج النهج الميكافيلللى في تسيير نهجه السياسي الأمر الذي اضر بمصداقية الحزب ...
    وقت ذاك الحوار كان الصادق خارج السودان اثر " هروبه" كما قال البشير يومها في التلفاز قبل أن يدور الزمن وتطل الميكافيليه بأذيالها ليسمى البشير الصادق بالإمام أكثر من مره في خطابه المرتجل بمنزل الأخير بالملازمين قبل أسابيع ......
    * في سياق الشهادات المضادة والفاضحة للصادق المهدي أو الإمام كما يسميه حليفه البشير تبرز المقالات القديمة التي كتبها رجل حزب الامه القديم وزير خارجيته وإعلامه عبدا لله محمد احمد وسفير الإنقاذ بروما واللاجئ السياسي الآن بلندن التي كتبها في أكثر من عدد بصحيفة " القدس العربي" اللندنية الموالية لحكومة البشير وجوهرها اى المقالات تحليل النهج الفكري والقاعدة السياسية للصادق المهدي وخلصت إلى أن الصادق تلميذ فكرى لحسن الترابي بمنهجه المضطرب وتخبطاته الفكرية مع ملاحظه أن الصادق المهدي أيام حكمه قد اعترف في حوا ر " احتفظ به " أن عبد الله محمد احمد وعمر نور الدائم هما الأقرب إليه بين أتباعه لذا لاتجرح شهادة عبدا لله محمد احمد في سيده " قديما "الصادق المهدي

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 06-15-2008, 04:19 PM)

                  

06-15-2008, 04:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي


    No -1-
    د-عبد السلام نورالدين
    [email protected]

    مقدمه

    عادت حليمة ألي ضلالها القديم
    حينما تقلد السيد الصادق المهدي منصب رئاسة الوزراء بعد الانتخابات العامة التي جرت عقب انتفاضة ابريل 1985. جلس مع مجلس اتحاد الكتاب السودانيين وهش في وجوههم و بش واحتفي بتفاكرهم معاً ككتاب ادركتهم جميعاً حرفة البحث عن متاعب الثقافة والكتابة وأقترح عليهم يمئذ بحماس دافق أنشاء مكتبه السودان ، وفرح اتحاد الكتاب بما اتاهم إذ بعثت العناية الالهية فيهم مفكرا منهم بدرجة رئيس وزراء.
    لم يمض عام علي التوادد حتي عادت حليمة لضلالها القديم، إذ بلغ خمر السلطة زبي عقل السيد رئيس الوزراء وحجب منه البصر والبصيرة ولم يعد يفرق بين نزلاء حديقة الحيوان بالمقرن وأ ولئك الذين ينتمون عقلاً ووجداناً الي مؤلف كتاب الحيوان فكلاهما لديه (مقر الحيوان واتحاد الكتاب) يقعان في حي المقرن بالخرطوم ولا تفصل بينهما سوي الهيئة العامة لادارة المياه والكهرباء ولكليهما سياج لا ينبغي لهما الا الوقوف خلفه.
    يقول الامام ابو حنيفة النعمان ابن ثابت (80 – 150 هـ) أن الخمر التي هي رجس من عمل الشيطان ما حجبت العقل حيث لا يتأتي للسكران أن يفرق بين زوجته وأمه أما دون ذلك فمباح وفيها منافع للناس.
    ويذهب الامام مالك ابن انس أبن مالك (97 – 179 هـ) الي غير ذلك فما اسكر كثيره فقليله حرام.
    لقد كان فوق مستطاع ومتلمس اتحاد الكتاب السودانيين أن لا تطال الحدود الفقيرات اللاتي يعصرن الدخن والذره البيضاء خمراً مقطراً ورائباً في احياء الديوم والقماير و"الرئيس شرد" ولكن ينبغي أن يطال الوازع الاخلاقي السراه الذين تسكرهم السلطة فيرون الديك في حبل السياسه حماراً –ولكن هذا الوازع لايمكن الحديث عنه أو حتي الاشاره أليه لسببين: الاول – أن الخليفة العباسي ابا جعفر المنصور (95 – 137 هـ) قد امر بضرب كلٍ من الأمام ابي حنيفة والأمام مالك ابن انس ابن مالك ثمانين سوطاً إذ رفض الاول أن يتولي له القضاء وافتي الثاني بجواز خروج محمد ابن عبد الله العلوي عليه حينما سكر ابو جعفر المنصور من الخلافة وبطر.

    أما الثاني أن قد كان الخليفة ابو جعفر المنصور فيضا في الفقه وعلوم القراَن واللغة والادب وليس كمثله في ذلك مالك او ابو حنيفة او هكذا كان ينظر الخليفة العباسي الي نفسه بعيون حاشيته اليه تماماً كما قد نظر السيد الصادق المهدي الي نفسه وهويستقبل الاستاذ علي المك –د محمد سعيد القدال – الاستاذ احمد الطيب زين العابدين – الاستاذ كمال الجزولي واًخرين في دارهم بالمقرن.

    حينما نقض السيد رئيس الوزراء العهد الشفوي الذي اعطي للكتاب وما اوفي العقد الذي ابرم كلف اتحاد الكتاب السود انيين الدكتور مهدي امين التوم والدكتور علي عبد الله عباس وكاتب هذه السطور أن يتحاوروا كتابة مع السيد رئيس الوزراء حول تقبيح الحسن وتحسين القبيح الذي اضحي نهجاً سالكاً لخطاه في النظر والعمل.
    قد نشرت صفحة الادب والثقافة بصحيفة الأيام التي اشرف عليها اًنئذ الشاعر الياس فتح الرحمن تلك المحاورات ثم افرد كاتب هذه السطور مقالاً منفصلاً " ديمقراطية الفيل واحابيل شليل" بصحفية الايام 19/4/1989 للنظر في الالعبانيات التي تفضلها الهره التي تأكل بنيها والتي يزاولها بمهاره الاحتراف ويتفوق بما يقاس علي الهره السيد الصادق مع ابناء غرب السودان داخل حزبة.
    سأحاول في السطور التالية مواصلة ذلك المقال " ديمقراطية الفيل واحابيل شليل" الذي بدأت قبل عشرين عاماً.
    حين لم يبق في قوس صبر الخليفه عبدالله منزع
    حينما اندلع حار نفس الكلام بين ابناء البلد " كنوز الدناقلة ودناقلة الكنوز" والامراء التعايشة في دولة الخليفة عبد الله استمرأت كبري بنات محمد احمد بن عبد الله الذي لقب نفسه بالمهدي المنتظر بما لها من مقام تدرك بعده في قلب الخليفة أن لا تحسن له في القول الشئ الذي لا يتسني لسواها في يقظته او منامه أن يجهر به في وجه الخليفة .
    وكانت السيدة اذا صحت الرواية تبدأ وتختم الحار من أنفاسها: أسمع يا هوي أنا بت المهدي.
    يبدو أن صدر الخليفة قد ضاق يوماً ذرعاً بها ولم يبق في قوس صبره منزع وأستبدت به تعاشيته الاولي قائلاً لها بلهجته أذا مكر: هاي كي اسمعي يا بت نجار المراكب – تري لا ابوكي مهدي ولا انا خليفة الكلام توا هوا – حكم ساكت.
    هل سمع حفيد نجار المراكب الصادق المهدي بهذه الحكاية واخواتها التي يتندر بها عادة ابناء غرب السودان حينما يتوحش مزاجهم ولا يحلو لهم التعلل سوي بالمزعجات من مفارقات ا لليالي والتي تعني فيما تعني: لا تأسو علي ما مفاتكم إذ أن من عادات الدنيا أن تضع مولوداً كاملاً دون سابق لقاح او بويضة اوحمل.
    -نواصل-د-عبد السلام نورالدين
    [email protected]
                  

06-15-2008, 04:12 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي

    الحلقه الثانيه

    د. عبد السلام نور الدين
    [email protected]

    **

    مسكين الديك ال أكلو الهادي "

    السيد عبد الرحمن المهدي 1885-1959

    ,,أما تشاد فهي طبعا امتداد للسودان, كما ان السودان امتداد لتساد,,

    د-حسن الترابي ص104 الاسلام الديمقراطيه الدوله الغرب دار الجديد 1993

    **

    **

    الفرق بين الفرق: الفجر الكاذب والمنطق الصادق



    للاشياء في تدفقها صعودا وهبوطا-مدا وجزرا- منطقها الذي لايكترث قليلا أو كثيرا سوي بالمجري الطبيعي للوقائع وللسيد الصادق أيضا منطقه الخاص الذي يدور معه حيث دار, فأذا كانت مياهه صافيه تترقرق مع الشيوعيين أشاد بهم وببلائهم الحسن في الدفاع عن الحريات والديمقراطيه وأن لهم يد سلفت ودين مستحق في الاطاحه بنظم الاستبداد التي حاقت بالسودان وأعاقت نموه ويتذكر في ثنايا الصلات الطيبه ان جده الحكيم عبدالرحمن كان لايستبعدهم من فناء ظله الواسع الذي يمده للسودانيين باختلاف مشاربهم فجميعهم أبناؤه ولا ضير اذا خرج منهم المشاغب والاخر المولع بالتهام لحوم الديوك التي يشاء حظها العاثر أن تتدواولها أصابعه العشر مع فمه.أ ضافه ألي كل ذلك لا ينسي السيد الصادق في لحظات سعده مع الشيوعيين أن قد كان ماركسيا تروسكيا متطرفا علي أيام الشباب والطلب والطرب علي ايقاع النظريات الثوريه بجامعه أكسفورد 1958-1954

    فاذا صعر خده عنهم واضحوا عسيرا علي هضمه فالشيوعيون في ناظره أس الداء والبلاء ورأس الالحاد الذي فشي في البلاد ولا موضع لهم أو مستقبل الا حيث ,,النقه والحكه مع الاحزاب الفكه,, واذا سئل انئذ هل صحيح أن قد كنت يا امل الامه رأس الرمح في حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان؟ أجاب:هذا شرف لا أدعيه وتهمه لا أردها الا في حاله واحده-اذا عادت المياه الي مجاريها بيني وبينهم.

    لما تراضي السيد مبارك المهدي مع الانقاذييين أبان السيد: انه قد تعجل الفرح حينما مد"القرعه" وأكل ألميته ولحم الخنزير ولا مكان له مع ال البيت الا أذا تاب وأناب.أما أذا رضي وأسترضي السيد الصادق نفس الانقاذييين وصاروا جميعا ثقبين في لباس واحد ,فالاصل في الأشياء الاباحه, وما لايدرك كله لا يترك كله’ كما تقول القواعد من أصول الفقه وكل أمرئء يولي الجميل محبب, وكل مايأتي من الأنقاذيين عوضا أو أسترضاء أو تراضيا حلال وطيب وقد ذكر ذلك في كتابه العزيز( فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمه الله).

    منطق طبائع الاشياء


    يقول منطق طبائع الاشياء أذا كانت ليبيا التي لم تكن شيئا مذكورا في ايام السودان القديم والحديث حتي الفاتح من سبتمبر 1969 قد نصبت من نفسها مرجعا سياسيا معتمدا لدي قاده كبري الاحزاب السياسيه السودانيه وتجمعاتها وعن لهاوشرح صدرها في الثاني والعشرين من يوليو 1971 أن تقسر طائره الخطوط الجويه البريطانيه التي كانت تحلق فوق أجوائها علي الهبوط لتنتزع من متنها المقدم بابكر النور سوار الدهب والرائد فاروق عثمان حمد الله ولتدفع بهما مصفدين بالاغلال الي جعفر نميري الذي اطلق عليهم الرصاص وليكون لها الدور المعلي

    بتدخلها السافر في القضاء علي أنقلاب 19 يوليو ثم تقوم ذات ليبيا بتمويل أحزاب الجبهه الوطنيه( حزب الامه-الوطني الاتحادي والاخوان المسلمين) لغزو السودان في يوليو 1976 وليس سرا خافيا علي أ حد تمويل وتوجيه ورعايه ليبيا لقاده الاحزاب السودانيه والمنظمات(( حزب الامه- والاسلاميين واللجان الثوريه السودانيه) فما الذي يحول أذن دون ليبيا ماليا أو أخلاقيا أو سياسيا أن تتوجه هذه المره الي الدكتور خليل أبراهيم لترتيب أوضاع البيت السوداني وشئؤونه الداخليه علي النحو الذي يروق لمزاج رؤيتها؟.

    واذا كانت ليبيا ظالمه للشعب السوداني الذي لاتنقصه التعاسه أصلا بتدخلها الغليظ في شأنه الشخصي فقد كانت عادله علي طريقتها الخاصه في توزيع أدوار ذلك التدخل بالتساوي علي منتسبيها السودانيين ابتداء بجعفر النميري والصادق المهدي والهنديين(حسين والشريف) والترابي واخيرا وليس أخرا الدكتور خليل أبراهيم . فلماذا يغار بعض المنتسبين القدامي في هذا النادي الي حد الصرع اذا ما أطل وهل عليهم وجه قادم جديد؟

    **

    يقول منطق طبائع الاشياء أذا كانت الدوله المركزيه في الخرطوم قد شنت لسنين عددا حربا ضروسا علي المواطنين في دارفور أحرقت فيها المئات من القري وأغتصبت النساء علي مرأي من الازواج والابناء والاباء ولقي فيها ما يقارب من مئتي الف أنسان مصرعه وتشرد فيها أكثر من مليوني شخص ووصفت تلك الحرب عالميا بالتطهير العرقي والاباده الجماعيه فليس خروجا علي سياق تلك الحرب التي اضحت دائمه أن تهاجم تلك الدوله في عقر مركزها باسلحه فاتكه من قبل منظمات من دارفور أعدت نفسها نفسيا وعسكريا بغيه أن تلحق بهذه الدوله ما الحقته بأهلها وزرعها وضرعها وديارها وأنك لا تجني من الشوك العنب.

    **

    ويقول منطق طبائع الاشياء أيضا أذا كانت الدوله المركزيه في الخرطوم قد أعانت في 1992( في موقعه كوما داخل الحدود السودانيه حيث قتل علي الاقل 9000 محارب تشادي بقياده كريم هبري مقابل 1000 من جيش دبي) بكل ما تملك من اسباب الدعم والفعاليات الفنيه فنجحت فنصبت علي التشاديين رئيسا مواليا لها ينتمي الي مشروعها الحضاري- أدريس دبي – بعد أن خلعت الرئيس السابق- حسين هبري- فليس أعوجاجا في صياغه ذلك المنطق العملي ان يرد التشاديون الي السودانيين بضاعتهم فيحاولون ان يولوا عليهم رئيسا منهم ترفعه اليهم فوهات البنادق التشاديه والجزاء من جنس العمل.

    واذا كان الرئيس التشادي قد قلب ظهر المجن لايادي دوله الانقاذ التي رفعته الي حيث السلطه والثروه فان الرئيس التشادي قد تلقي الدرس وحفظه عن ظهر قلب من " أخوانه السودانيين" وتلاه عليهم بروايتهم وتجويدهم ومن شابه أخاه فما ظلم.

    يقول ذات منطق طبائع الاشياء اذا كانت الدوله السودانيه في شقها الانقاذي قد عقدت العزم مرتين علي تجهيز المعارضه التشاديه تدريبا وتسلحا وبرمجه و أبتعاثها الي داخل الحدود التشاديه لتغيير نظام أدريس دبي الذي تنكر لها فما الذي يصد الرئيس التشادي الذي دارت معارك الاجهاز عليه داخل أروقه قصره أن ينقل نفس المعركه بخير وسائل الدفاع مهاجما الخرطوم تماما كما يصد لاعب كره المضرب بأن يلقي بها في حوزه خصمه فاذا صاح أحد الخصمين غاضبا أن الضربه التي تلقاها أقوي وأكبر من طاقته وتوقعاته وأن لايحق لهذا الخصم علي وجه التحديد ان يرد علي ضرباته فتلك احدي تباشير الهزيمه للطرف الاخر.

    **

    من الخاسر في مبارات الحشود وتجييش فرق المعرضه المسلحه بين نظامي الخرطوم وأنجمينا؟ حيث تفضل ليبيا ان تقوم بدور الممتحن الخارجي, قد خسر سلفا المواطنون في دارفور كل شيئ وقد أتي الدور علي سكان أمدرمان وغدا الخرطوم ليكتشفوا قبح المعني حينما يتحول الي فعل في ذلك المثل الذي فشي في الناس وتزيا برداء الحكمه كما تتزيا المومس ببراقع الحشمه والذي يعلن: أن المساواه في الظلم عدل!!.

    يبدو أن من نكد ليبيا علي مواطني امدرمان والخرطوم ان يختاروا بين الاستكانه أما للجن الكلكي ,, اللابس عسكري وملكي,, وأما للجن العارس,,تليس,, القادم من شعاب زحافات وعلل الصحراء الليبيه وفي كل الاحوال فان العرض التراجيدي للمشروع الاسلامي بكل تداعياته مازال مستمرا.

    أذا كان الامر كذلك فما الذي أثار حفيظه هذا السيد الصادق؟؟؟؟؟

    نواصل في الحلقه القادمه

    عبد السلام نورالدين

    [email protected]
                  

06-15-2008, 04:13 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد ! الصادق المهدي
    الحلقه الثالثه
    القوه هي الحق - و التشريع إرادة ومشيئة الأقوى
    د. عبد السلام نور الدين [email protected]
    حينما ينشب نزاع مسلح حول السلطة التي يقول عنها عبد الرحمن ابن خلدون " الملك منصب شريف ملذوذ يشتمل علي جميع الخيرات الدنيوية والشهوات البدنية والملاذ النفسانية فيقع فيه التنافس غالباً وقل أن يسلمه احد لصاحبه إلا إذا غلب عليه فتقع المنازعة وتفضي الي الحرب والقتال والمغالبة." تكون القوة العارية من كل تزويق ورداء معياراً للحق والحقيقهmight is right وقد اضحي ذلك من المعلوم بالضرورة لدي طلاب القانون في سنيهم الاولي.

    أما فتية المدارس السودانية وطلاب الاًداب في اقسام اللغة العربية فهم في غني عن احاجيج السوفسطائيين اليونانين في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد(بروتاجراس- جورجياس-هبياس-ثراسماخوس) ليتفهموا في الوقائع والمواقع أن القوه هي الحق والتشريع أراده ومشيئه الاقوي حتي اذا كانت النصوص المقدسه في القران والانجيل والسنه النبويه المؤكده تنطق بغير ذلك(فاذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم)) : اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: أنه كان حريصاً علي قتل صاحبه( اذا صفعك احد في خدك الايسر فأدر له خدك الايمن(. وليسوا أيضا في حاجه الي القانون الروماني لشرح معلقه عمرو بن كلثوم (قبل الاسلام) التي يرفع فيها النفاذ المطلق لاراده القبيلة وعصبيتها المتوحشه الي مرقي التعبد والتهجد في مصلاه القوة واخلاقها ولذاذه الفوز بها .
    تقول بعض ابيات المعلقة ذات الصيت بين فتيه المدارس:

    بأنا نورد الريات بيضاً ونصدرهٌن حُمراً قد روينا
    وايام لـنا غّر طوّالٍ عصينا الملك فيها ان ندينا
    وسيد معشر قد توجوه بتاج الملك يحمي المحجرينا
    تركنا الخيل عاكفه عليه مقلدة أعنتها صفونا

    نطاعن ما تراخي الناس عنا ونضرب بالسيوف اذا غشينا
    بسمر من قنا الخطي لدنٍ ذوابل او بيض يختلينا
    كأن جماجم الابطال فيها وسوق بالاماعز يرتمينا
    نشق بها رؤوس القوم شقاً ونختلب الرقاب فتختلينا
    وأن الضغن بعد الضغن يبدو عليك ويخرج الداء الدفينا
    نجذ رؤوسهم في غير برٍ فما يدرون ماذا يتقونا

    ألا لا يعلم الاقوام أنا تضعضعنا وانا قد ونينا
    ألا لا يجهلنا احد علينا فنجهل فوق الجهل الجاهلينا

    بأي مشيئة عمرو بن هند نكون لقيلكم فيها قطينا
    تهددنا وتوعدنا رويداً متي كنا لأمك مقتوينا

    فأن قناتنا يا عمرو اعيت علي الاعداء قبلك أن تلينا

    ونحن الحاكمون اذا اطعنا ونحن العازمون اذا عصينا
    بأن المطعمون اذا قدرنا وانا المهلكون اذا ابتلينا

    وأنا المانعون لما اردنا وانا النازلون بحيث شينا
    وأنا التاركون اذا سخطنا وانا الاًخذون اذا رضينا

    ونشرب ان وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا
    اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا

    حينما تكون ارادة الاقوي هي العليا والمهزوم هي السفلي(( ونحن الحاكمون اذا اطعنا ونحن العازمون اذا عصينا))(( وأنا المانعون لما اردنا وانا النازلون بحيث شينا))(( نشق بها رؤوس القوم شقاً) لكي لا يجهلن احد علينا )(( فنجهل فوق الجهل الجاهلينا)) فالمنتصر علي حق والمنهزم علي باطل مهما كانت الشعارات نبيلة ورفيعة تلك التي يرفعها المدحور في ميادين القتال.

    تبدو المعلقه الانفه الذكر وكأنها قيلت في العاشر من مايو 2008 بأم درمان وليست قبل 1500 عام في شرقي نجد مع فارق جد مثير ان هذه القصيده بتموضعها الجديد يمكن لكلي الطرفين-د-خليل أبراهيم والمشير عبد الرحيم محمد حسين أن يدعي صياغتها وملكيتها .

    واذا كان لخليل ان يستدل علي صياغته لها بالبيت التالي:
    فأن قناتنا يا عمرو اعيت علي الاعداء قبلك أن تلينا

    فيمكن أ يضا لعبد الرحيم محمد حسين بدعم من صلاح غوش أن يبرهنا علي صياغتهما لها بالابيات التاليه:
    وأن الضغن بعد الضغن يبدو عليك ويخرج الداء الدفينا
    نجذ رؤوسهم في غير برٍ فما يدرون ماذا يتقونا
    ألا لا يعلم الاقوام أنا تضعضعنا وانا قد ونينا
    ألا لا يجهلنا احد علينا فنجهل فوق الجهل الجاهلين
    **
    **
    تقدم لنا الثقافه العربيه الاسلاميه في السودان التي لا يعرف كثير من الاميين الذين تخرجوا من المدارس العليا غيرها شواهد أضحت مصادر ثقافيه وبناء نفسيا للفرد ترفع من شأن القوه المجرده والشر وتحط من قيمه الوئام والسلام ( قوم اذا الشر أبدي ناجذيه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا) وتعثر في أخبار عبس وذبيان, تغلب وبكر بن وائل,ونزاع بني هاشم بن عبد مناف صاحب الايلاف مع اميه بن عبد شمس بن عبد مناف المنابع والروافد وتأتي مقاتل الخلفاء الراشدين, والطالبيين من ال البيت النبوي وغزو الامويين لمدينه الرسول يثرب( واقعه الحره) وبقر بطون الصحابه الاجلاء واضرامهم النار في الكعبه في قتال الزببيريين واجتياح عبد الله المأمون بن هارون الرشيد مدينه بغداد وهدمها علي رؤؤس المدافعين
    عنها من انصار أخيه الامين وانتزاع الخلافه منه وحز رأسه كبراهين دامغة ومفحمة أن السيف اصدق انباء من الكتب وان غايه الوصول الي المنصب الملذوذ-السلطه –تبرر الوسيله وكثيرا الرذيله ولا تختلف عن غيرها في ذلك الحضاره الاسلاميه التي يستقي منها الصادق المهدي هويته ورؤيته وأمامته .لم تتخلف الدورات الدموية للانقلابين العسكرين والمدنيين في السودان ولحزب الامه وللصادق علي وجه خاص أسهام وافر في هذا المضمار عن تقديم نماذج يزدريها دين الفطره وكل ذي حس سليم.
    كيف فات هذا علي طالب الفلسفة والعلوم السياسية الماركسي المتطرف بجامعة اكسفورد 1954 – 1958 الصادق الصديق عبد الرحمن محمد احمد عبد الله المهدي. كيف فات هذا علي القائد المتنفذ في الجبهة الوطنية التي اجتاحت الخرطوم في يوليو1976 بنفس ابناء دارفور الذين هاجموا في العاشر من مايو 2008 معقل الدولة التي اطلقت عليهم دولة نميري من قبل ذات الشتائم- العملاء – المرتزقة – الاوغاد – البرابرة – الاوباش- الركش-العبيد- والحقت بالصادق المهدي واسرته المقذع والفاحش من مرذول السباب والتهم وعقدت لهم محاكم وصفت بالعادلة وكان نصيب السيد الصادق الحكم بالاعدام غيابياً اما المحاربون الانصار القادمون من غرب السودان فقد دفن بعضهم احياءً في مقابر جماعية واطلق جهاز أمن دوله نميري الرصاص عشوائياً علي باعة الترمس والماء والملابس المتجولين وفقا لسحناتهم ولهجاتهم ولغاتهم ظناً وتخميناً أن قد شاركوا في الغزو القادم من ليبيا اما اذا تبين لهم في ما بعد غير ذلك فالوقاية خير من العلاج وفي كل الاحوال فان باطن الارض أفضل لهؤلاء من ظهرها.
    إلا يعني كل ذلك شيئا بعد مضي اكثر من ثلاثين عاماً بلغ فيها الصادق المهدي الثالث والسبعين من العمر ومن المتوقع أن قد اضافت اليه التجربة علي الأقل النذر القليل من الحكمة والتروي في اصدار الاحكام؟!
    ماذا لو أن قد اتفق لقائد حركة العدل والمساوة الدكتور خليل إبراهيم الذي هاجم ام درمان في العاشر من مايو ان يرسل الانقاذيين بعيداً عن مقاعدهم ليجلس عليها بفضل القوة التي ستمنحه المنعة والحق ليلقي علي مسامع كل السودانين بيانه الاول من شرفات ذيالك القصر الذي اطل منه يوماً غردون باشا وسير روبرت هاو والفريق إبراهيم عبود وجعفر نميري وكلهم قد اجلو من تلك الشرفات مكرهين صاغرين فهل تواتي الشجاعة ساعتئذ السيد الصادق المهدي ليصوغ ذات البيان غير الحصيف في تجريم الدكتور خليل وحركته لتطول قامته لدي من وصفهم مراراً وتكراراً بالفاظه ولغته بأنهم قد "اذلوا الامة" ولتقصر تلك القامة الي حد التقزم لدي ابناء غرب السودان في حزبه الذين تطلعوا يوماً أليه كأمل للامة وكان بحق الرائد المنصوب الذي يخذل اهله في كل معترك وبضدها تتمايز الاسماء.

    د-عبد السلام نورالدين
    [email protected]
                  

06-15-2008, 05:13 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)

    قالوا أن المسيح قد قال يوما لتلاميذه: (احذروا الأنبياء الكذبة!!) قالوا: (كيف نعرفهم؟؟).. قال: (بثمارهم تعرفونهم)..

    =====
                  

06-15-2008, 04:17 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: Sabri Elshareef)


    الحلقة الرابعة

    مواهب السيدة التي نقضت غزلها

    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد! الصادق المهدي

    د. عبد السلام نور الدين
    [email protected]

    هل يرفض السيد الصادق المهدي مبتداءا ونهايه استخدام العنف اي كان ومن اي جهه اتت لتحقيق اهداف وغايات سياسيةكما قد زعم?` اذا كان ذلك كذلك فلنستقرئ بعض وقائع الحياة السياسية في السودان والتي تهم السيد الصادق المهدي علي وجه خاص ؟.

    * أن جده الاكبر محمد احمد بن عبدالله المهدي المنتظر قد عارض دولة محمد علي باشا التي كانت تستمد سندها الديني من الباب العالي في الاسيتانه عاصمة الخلافة الاسلامية في تركيا واشهر سيوف القتال في وجهها ولم يتوجه في جهاده يومئذ الي جزيرة لبب,, أوقسطل,, أو’’ فرتا ’’ من حيث أتي كباره ونزلوا ولكنه يمم وجهه شطر قدير وشيكان والابيض وتدافعت صوبه حشود المناصرين من كازقيل ولقاوه وغريقه و الزرنخ وام شنقه وودعة وجبل مرة ورهيد البردي والكلكة ومليط ووادي هور واَخرين من كل هامش وحاشيه في السودان فاجتاح وحاصر بهم الخرطوم التي فوضت علماءها ومتصوفيها لحوار المهدي الذي فضل ان يحتكم الي رماح البقارة وسيوف الابالة من غرب السودان.

    قد رفع المهدي الكبير القواعد من بيت الجهاد "غير المدني" لتحقيق اهداف وغايات السياسة والامامة التي لا يزال الصادق المهدي رغم تقادم العهد يتكسب من ذلك الحصار والهجوم والاجتياح الاول للخرطوم في عام 1885.

    **--لماذا استقدم جده عبد الرحمن المهدي الانصار من غرب السودان للخرطوم في أول مارس 1954 فشغبوا بقياده الامير عبدالله عبدالرحمن نقدالله وقتلوا قائد الشرطة البريطاني ومساعده السوداني وبلغ عدد القتلى من الشرطة ثمانية والجرحى 64 وقتل عشرون من الأنصار وجرح 33 لترويع الرئيس المصري السابق اللواء محمد نجيب الذي حضر افتتاح البرلمان السوداني في دورته الثانيه والسودان يضع اولي لبنات الحكم الوطني؟ الا يسمي ذلك ارهاباً سياسياً للاتحاديين- المراغنة والازهرين وزائرهم الكريم؟- أليس ذلك اشهارا لسلاح القوة لتحقيق غايات سياسية؟ ألم يك كل ذلك ترويعا للامنه الخرطوم وأهليها الوادعين من لدن صوارده مقرن المرضي والاسكلا والمايوقوما والديوم الي رواد أتينه والجيبي وشناكه وراقصات صاله غردون وسانت جيمس التي تقع علي مرمي حجر من مقر دائره المهدي؟

    واذا كان ذلك النبت الاول " لتيراب " العنف في الحياة السياسية في السودان فلماذا يرفض السيد الصادق المهدي قناديل "باجه" اسلافه التي اينعت وتفرهدت والقت بدخنها البكري في اطراف جلبابه الواسع؟.

    **ماذا يسمي بكل اللغات الحيه منها والدارسه ان ينقل سكرتير حزب الامة ورئيس الوزراء عبد الله خليل في يوم افتتاح البرلمان في 17 نوفمبر 1958 حيث تقرر ائتلاف جديد بين حزب الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي لاسقاط حكومة سكرتير حزب الامة الذي عاجلها بضربة مباغته قاضيه بنقل كل البلاد من الديمقراطية الي الاستبداد العسكري. اليس ذلك اشهاراً للسلاح في وجه الديمقراطيه التي لا يستقيم الحوار والامان بدونها؟.

    ماذا فعل السيد الصديق المهدي والد هذا الصادق حينما رفض العسكريون عبود "وصحبه سبعه بيوت" عام 1961 اغتناما وأستئثارا بالسلطه التي الت اليهم بوضع اليد مره والي الابد كما قد خطر لهم- تنفيذ الاوامر التي صدرت لهم من نفس اولئك الذي اصدروا لهم التعليمات من قبل في 17 نوفمبر 58 بتولي مقاليد الحكم في البلاد فلا هي بالنسبه لهم زواج متعه ولا هم بالمحللين ولكنها نكاحا مرتبا (Arranged Marriage ) . أتي المأذون فيه الي بيت الذين فرضوا انفسهم أولياءًا علي العروسين وحينها تبني العسكريون عبود "وصحبه سبعه بيوت" من كل فقه مالك بن أنس بن مالك مسأله واحده:ان طلاق المكره لا يقع لانه باطل وعلي السيد الامام ان لا يخرج علي نصوص شريعته فما كان من السيد الصديق الا أن خرج لهم بالانصار من غرب السودان ودارت رحي المعركة التي عرفت بحوادث المولد في ميدان الخليفة في ام درمان عام 1961 وكالعادة ذهب الذين كتب عليهم في اللوح المحفوظ لال المهدوي ان يكونوا ضحايا من بطون امهاتهم الي المقابر سدي. لم يطرح أحد علي مدي ما يقارب نصف قرن من الزمان السؤال التلقائي من القتلي؟ وكيف لقوا مصرعهم؟ من اين جاءوا؟ ماهي اسماؤهم؟ هل لهم اهل ومنتاب؟ أبناء وبنات ,اخوات وصاحبات؟ أين مقابرهم؟لماذا لايذكرهم أحد وكأنهم قد قطعوا من رؤوس الاشجار؟. نعم قد ذهبوا قربانا لال المهدي وطمرهم النسيان وكأن لم يكن بين دار حمر والحمر وشق الحاف أنيس ولم يسمر بغريقه سامر. ماذا يسمي كل ذلك في معاجم الوسائل والاهداف والمرامي والغايات السياسية؟.

    **للصادق المهدى موهبة تجرى ولايُجري معها فى اختلاق المعاذير والمسوغات وسك التعابير الهلامية وعجائب المبررات لكى يدور الحق معه حيث دار وانقلب وطار.

    ناهض الصادق حكومة سر الختم الخيلفة في 1965 بالفؤوس والمدى والحراب والسيوف وملأ قلب الخرطوم خوفا وشغل خيالها بمرأى الدم المراق الذي سينتظرها إذا لم تنصاع له فانصاعت ، وضاعت اكتوبر " واحد وعشرين" وبرر فعاله ونكاله بالمدينة لتجرى الانتخابات فى موعدها. ثم عاد الصادق بعد أن اضحت اكتوبر تراثاً مجيداً فى الوجدان الشعبي لاجيال من السودانيين ليقدم نفسه كأحد مفجرى وحاملي رايات ثورة اكتوبر " الظافرة" التى جذ عنقها وشق رأسها بفأسه المجلوب من القضارف والدالي والمزموم.

    **أعلن الصادق المهدى في 1967 الحرب الاهلية على عمه الإمام الهادى المهدى وشطرصفوف الانصار وشق حزب الامة الى نصفين وآل إليه نصيب الفأر في غنيمة الأسد بعد ان وصف شقيق ابيه الامام - ببابا الكنيسة الكاثلوكيه في القرون الوسطى - حيث جمع وكان من الظالمين -علي حد تعبيره - بين إمامة الدين و القياده في السياسة وبرر نزاله لعمه بضرورة الفصل القاطع بين الطائفة والفكر السياسي - الانصار وحزب الامة ليستقيم أمر القوى الحديثة التى عقد لها مؤتمراً حيث انهال فيه أثناء الجلسات– عمه أحمد المهدى بالعصا الغليظة على رأس المحامى كمال الدين عباس الذى يعاضد الصادق . وكالتى نقضت غزلها بعد أن امرت الناس بالبر ونسيت نفسها انقلب السيد الصادق علي عهده وميثاقه مع القوى الحديثة داخل حزبه وعاد ليتعمم ويتلفع ويعتمر ويتجلبب في وقت لاحق بعباءة البابوية الهادوية ودامج بين السياسة والامامة التي استقبح - وجمع بين الحزب والطائفة التى لاعن. وهكذا ذهب الامام الهادى ضحية فى نهايةالمطاف لطموحات إبن اخيه العجول الذى يقول ما لا يعنى ويرنو إلى ما لا يقول.

    **لم يك الصادق المهدى الذى مرغ عمه له آنفه فى تراب دائرة الجزيرة "أبا" "وربك " وابان له بالاصوات القليلة التى نالها قدره الذى لا يسوى ثمن " الجير" الذى كتبت به لافتات الدائرة التى ترشح فيها ورسب - حريصاً على بقاء الديمقراطية – 1964-1969 وتنميتها مادام بابا الكنيسة الهادوية وسدنته الذين لا يلمون بمباديء الكتابه والقراءة يسدون الابواب والمنافذ على مارتن لوثر القادم من اكسفورد والسندكاليين والقوى الحديثة "وامل الأمة " التى تحل فيه ويجسدها شخصا ولسانا وليس علي الله بمستنكر ان يجمع العالم في الصادق، إذن فلتذهب تلك الديمقراطيه مع البابوية الى الجحيم .

    ولم يك ايضا محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء وقتئذ وكل الحرس العلماني والدينى القديم الذين التفوا يوماً حول عبدالرحمن المهدى والصديق المهدى وانتقلوا الى ركاب الامام الهادى المهدى الذى يحمل لهم على الاقل الكثير من التوقير والتقدير والوفاء حريصين ايضاً على بقاء الديمقراطية وامامهم هذا الغر المغرور العجول كما قد وصفه المحجوب مراراً وتكراراً الذى في حسبانهم لن يتورع ابدا ان يرمي بهم جميعا الى المزابل ومدافن النفايات ليحوز على ,,المرأة والتجارة,, التى تعنى لديه - امارة البيت المعمور و مفاتيح خزائن الدائرة والحزب والسياسة ضربة لازب اما اذا لم يتحقق له كل ذلك فليأت الطوفان الذى لا يبقى في الارض ديارا - لكل ذلك لم يك المحجوب والحرس القديم يعضون بالنواجذ على الديمقراطية.

    **وكانت 25 مايو 1969 ذلك السيل العرم الذى تضافرت فيه معاول الصادق المهدى مع مطارق عمه الهادى على هدم سده الديمقراطي الذي لم يكن يوما منيعاً.

    ** إستبان الصادق المهدى بعد ضحى غد 25 مايو 1969 ان قد تفتحت شهية ود نميري عدوه الطارف والتالد من اجداده لا جداده لالتهام جمل السودان بما حمل فاعلن الصادق بفمه الذي طالما استشهد كثيرا بمقاطع وفقرات كامله من كتاب الثوره الدائمه لتمكين السندكاليين الثوريين في العالم الثالث ان 25 مايو ليست سوى الالحاد والشيوعية التى ينبغى القضاء عليها فى مهدها حتى لا تستشرى نارها فى البلاد ويمتد لسانها الى ملك الملوك المختار من الرب أسد يهوذا المظفر في اثيوبيا والي خادم الحرمين الشريفين في شرق البحر الاحمر وعلى اهل الكتاب واهل القبلة في الشرق والغرب ان يعدو ما استطاعوا من قوه ومن رباط خيل الحداثه لارهاب وسحق الشيوعيين المايوييين . وتلقى الصادق المهدى آنئذ المال والعتاد والبركة من الشرق والغرب. اعلنت ود نوباوي جهادها المسلح بقيادة الصادق المهدى في 29 من مارس 1970 لاقتلاع الدولة المايوية التى لم تخف انتمائها الايديولوجي لناصر مصر وليبيا.

    **اضحت كل الاحياء المجاورة لود نوباوي من الدومة والقماير والهجرة والخنادقة وود البنا والقلعة وود اورو والركابية وحوش النور ومكى ود عروسة ، تحت مرمى مدافع الانصار الثقيلة التى جعلت من سطوح المنازل ومأذنة مسجد ود نوباوي مقاعد وقواعد لانطلاق نيران بنادقها ,وتحولت تلك الاحياء من مدينة ام درمان الي ميدان قتال مفتوح بين سلاح الكاسحات التى قادها العسكريون المايويون ضد المحاربين من الانصار وشن في ذات اليوم الامام الهادي المهدى ومعه الاخوان المسلمون بقيادة محمد صالح عمر ومهدى ابراهيم الحرب من متارسهم فى الجزيرة ابا التي امست واصبحت تحت وابل سلاح الدبابات والمشاه والمظلات بقيادة الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم وشارك فى القصف الجوى سلاح الطيران المصرى تحت قيادة اللواء حسنى مبارك الذى حمل معه فى طائرته لدى عودته بعد الدمار والهزيمة التى لحقت بالجزيرةابا وود نوباوي - السيد الصادق المهدى منفياً الى مصر والاستاذ عبدالخالق محجوب الذى عارض قصف ودنوباوى والجزيرة ابا .

    ** نصب جعفر نميري المشانق للشيوعيين في يوليو 1971 واصبحت كل الجبهه الوطنيه الديمقراطيه في يد سلطته بدلا من العكس كما انطلقت الحناجر في موكب 22 يوليو, وتنفس السادات وكل العالم الغربي الصعداء حينما تدلي عنق عبد الخالق محجوب وسقطت الحجه الكبري في عداء الصادق المهدي للمايويين ومع ذلك ورغم كل ذلك غزا خرطوم النميري بجيش جرار في يوليو 1976 بمسوغ جديد يقول فيه ان الاخير قد اغلق باب الحوار في وجهه.

    ** تشير كل هذه الوقائع أن الديمقراطية التعددية والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف في العمل السياسي لم تكن يوماً منهجاً وتصوراً وغاية اصيله يسعي لها وبها السيد الصادق المهدي. اذا كان ما أوردنا علي قدر من الصحة تؤكدها وقائع اّذاً ما الذي فجر حمية الجاهلية الاولي في دماغ السيد الذي امتهن العنف والترويع قبل ان تري عيون الدكتور خليل إبراهيم النور في هذا الوجود.

    د-عبد السلام نورالدين

    نواصل في الحلقه الخامسه
                  

06-15-2008, 04:26 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    يا الدره .. الماليك تمن!

    د . احمد خير / واشنطن
    [email protected]

    وجد الحوار شيخه يمسك بسيجارة بنقو فسأله:

    شيخنا ... سبق أن ذكرتم ان التدخين حرام ... أراكم اليوم تدخنون !

    رد الشيخ وقد تصنع أبتسامة:

    إذا كان التدخين حلال ... بنشربوه

    أما إذا كان حراماً ... فبنحرقوه

    إتسعت عينا الحوار ... لم يفهم شيئاً . حاول أن يقنع نفسه بأن لاداعى للفهم ... طالما الكلام قد خرج من فم سيده ... وسيده كما العادة لايخرج إلا الدرر!

    إذا ماتمعنا فى سؤال الحوار وماتلقاه من إجابة تفنن فيها سيده متعمدا إدخال نوعا من اللبس يكون معه الحوار فى حالة التشكك فى جدوى سؤاله وانه كان الأجدى الا يسأل سيده بالحكمة القائلة بأن كل مايفعله سيدنا " زين ... زين ... سيدنا مابمرق شيتا شين ."



    هذا يذكرنى بالمواقف التى يحاول البعض من خلالها إعطاء هالة تُضخم من النفس إلى أن تصبح الذات لغزاً يستعصى على العالمين! وكلما كثرت المواقف كلما تضخمت الذات إلى أن يصبح الشخص عبداً لذاته ، فيرتفع بها عن ذوات الآخرين ، ويصبح كأنه يقول " يادنيا إتهدى .. ماعليك أدى



    هذا يأخذنا مرة أخرى إلى ما أدلى به السيد الصادق المهدى من تصريحات ذكر فيها بأنه "الدره" وغيره " بعره " وشتان ما بين الدرة والبعرة

    دعونا نعود إلى الوراء قليلا لنتمعن فى تصريحات سابقة لهذا /هذه الدرة التى يلقيها بين الفينة والأخرى وكأن المستمع أو القارئ لايزال يعيش فى زمن " الولاء المطلق " و " نعم أغلبيه "

    و " إكان سيدى قال غربوا "بنغرب " و إكان سيدى قال شرقوا " بنشرق " ، زمن كان فيه سيدى ممسكا بالدفة والهواء يدفع بالمركب على هوى سيدنا

    فى لحظة تجلى ومنذ زمن غير بعيد ربما كان الناس فيه فى سبات عميق ، قال سيدنا "الدره "

    لافض فوه : لولا إتصالاتى بالقادة السوفيت فى الكرملين لما إنسحب السوفييت من أفغانستان . "يعنى الزول دره منذ زمن ونحنا ماجايبين خبر

    منذ ذلك التصريح ولمعرفتى بالحقائق والأسباب التى إنسحب معها السوفييت من أفغانستان ، تلك الحقائق التى أصبحت لاتخفى على أحد ، وأنا أحمل علامة إستفهام ظل حجمها يزداد ويزداد كلما خرج علينا الرجل بإبداعات ، أعنى تصريحات لم يسبقه عليها أحد .



    وجاءت الإنقاذ ، وكثر المعارضون وكثرت إجتماعاتهم فى أسمرا و القاهرة ، وزادت التصريحات ، وظننا " وان بعض الظن إثم " ان الإنتصار على الإنقاذ بات قاب قوسين أو أدنى ، " وليه لأ ، ما معارضة مسلحة وأخرى غير مسلحة وتطبيل فى تطبيل !" وطال الإنتظار والإنقاذ تتضخم يوما بعد يوم !



    المهم لم يتحمل السيد الصادق المهدى " الدرة " البقاء فى داخل البلاد وكان لابد من " تهتدون " واللحاق بزمرة عشاق السودان فى أسمرا كى يشارك فى جنى الثمار أو قبل أن تأكل المعارضة " التجمع " الكيكة بمفردها!



    هذا يذكرنى بموقف " جحا " الذى وجد مجموعة من الصبية يلعبون فقال لهم : تعرفوا .. البيت داك " مشيرا إلى منزل فى طرف الحى " فيهو " فته " . وهنا طبعاً لايهم الصبية إن كانت فته دبلان " عيش فينو ورز ولحم ، أم فته دموريه " كسرة باللحم " . المهم ، جرى الصبية نحو الدار الذى أشار إليه جحا . بعد قليل تململ جحا وقال يخاطب نفسه : طيب ياشيخ جحا ، يمكن يكون صحيح ان فى البيت داك فى فته ، إذا بقيت أنا هنا سيفوتنى هبر مالذ وطاب ، وبها جرى جحا ليلحق بالصبية



    لحق السيد الصادق المهدى " الدرة " بالتجمع فى أسمرا فوجد أن هناك " درة " أخرى تترأس التجمع " السيد محمد عثمان الميرغنى " وعندما لم تقدم له الراية ويغنون له " طلع البدر علينا "

    عاد أدراجه إلى السودان بالحجج التى ساقها آنذاك

    المتمعن فى الحالة السودانية يلاحظ ان الساسة فى واد ومايحدث فى البلاد فى واد آخر . الحرب فى دارفور تطحن الآلاف وسمعة السودان صارت فى الوحل من جراء اللامبالاة و إلإعلام المسلط على مناطق الكوارث فى السودان الذى يفضح ما تحاول السلطات أن تخفيه أو تقلل من شأن مايحدث من مجازر واناس يبيتون فى العراء أو فى خيام لسنوات طوال حتى بات يطلق على هذا البلد الذى كان آمناً بأنه بلد الإبادة الجماعية . وفيه من تطالب المحكمة فى لاهاى حكومة السودان بتسليمهم لينالوا الجزاء ! وبتنا نحن فى الخارج نتحمل الغبن نتيجة مايحدث، حيث من يلتقى بك ويعرف انك من السودان أو من أصول سودانية يبادرك بالسؤال عن دارفور وما يحدث فى السودان من كوارث! واصبحنا البقعة السوداء ليس فى إفريقيا فحسب ، بل فى العالم أجمع ! ومن الغريب أنه بدلا من أن يتوارى ساستنا خجلاً ، حكومة كان أم معارضة ، يخرجون علينا نحن الشعب الموكوس بأن يتشنج الرئيس وهو يقسم " على الطلاق بالتلاته مافى قوات امم متحدة " ، والآخر " أنا الدره " ! جاتكم وكسه ... عالم ماتختشيش!

    بمناسبة الدرر ، هناك درة حقيقية تعلو فوق الدرر . درة لاتبحث عن أضواء . تعمل فى صمت ووطنية لابد من أن نحييها من على البعد ، عرفانا بمواقفها الشجاعة التى سيشهد عليها التاريخ . الرجل الدرة الذى أعنيه هنا هو الدكتور/ آدم موسي مادبو . هذا الرجل كان لى شرف أستضافته لمرات عدة فى برنامج " المائدة المستديرة " وفى إحدى الحلقات وكان فى حينها ضيفا على الهاتف من أمدرمان .توجه اليه مواطن بسؤال قال فيه : المعارضة غالبيتها فى الخارج بما فيهم السيد الصادق المهدى ، فهل إذا سنحت لكم الفرصة ستغادرون السودان ؟

    وكان رد السيد /مادبو هو : المعارضة الحقيقية هى أن تعارض من الداخل ، مكان إتخاذ القرار ، وانا لا أقر المعارضة بالمراسلة ، أى من الخارج!

    صدقت ياسيدى حينئذ ولازلت صادقاً ، وكما تنبأت أنت تكسرت معارضات الخارج مجتمعة وآحادا ! وتبقى أنت الدرة التى مهما ضاقت عليها المحارة ، حتما سيأتى الفرج مع موسم الحصاد
                  

06-15-2008, 04:28 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    القراي واعوجاج الرأي (1)

    محمد الامين أحمد عبدالنبي
    [email protected]

    ـ مدخل أول:

    قال البحتري:

    على نحت القوافي من مقاطعها.. وما على اذا لم تفهم البقر

    ـ مدخل ثاني:

    يحكى أن نفراًمن بني أمية قد ضاقوا ذرعاً من الحسين بن علي فقالوا لمعاوية بن أبي سفيان: إنا نرى أن الحسين بن علي قد صار له شأن كبير فدعنا نقضي عليه فقال لهم: بل جادلوه الحجة بالحجة أمام الملأ، فدعوه الى مناظرة فصاروا يحدثونه ويسألونه وكان يرد عليهم بكل أدب واحترام لآرائهم فقام اليه المغيرة بن شعبة وأساء اليه والى نسبه وفي ختام المناظرة قال: أما أنت يا ابن شعبة فان مثلك كمثل باعوضة نزلت على بعير فلما أرادت ان تطير قالت له أيها البعير استمسك فإني ذاهبة عنك فقال لها البعير فهلا علمت بك وانت حالّة علي حتى استمسك وانت عني ذاهبة).

    إن قضايا الوطن السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الشائكة والمتداخلة تمثل همّا حقيقيا للإمام الصادق المهدي؟ ما هي مقومات الوحدة الوطنية؟ كيف يحكم السودان؟ كيفية استدامة التنمية والديمقراطية والسلام؟ مكافحة الفقر؟ الرعاية الاجتماعية؟ مستقبل السودان في ظل العولمة؟ كذلك فان قضايا الإسلام والديمقراطية وحوار الحضارات وكيفية التعامل مع التراث والاصل وكيفية التعامل مع العصر والحديث والوافد كيف يتم إنزال المبادئ الاسلامية في الحكم والاقتصاد والاجتماع؟ كيف ندعو إلى الإسلام؟ كيف نحقق توحيد أهل الملة؟ كيف نتعامل مع الآخر كيف نتعامل مع المستجدات ـ الارهاب ـ العولمة ـ البيئة ـ المياه ـ التطرف... الخ ما هي الديمقراطية الأنسب في العالم الدعوة لمبادئ الحكم الصالح.. وقضايا الكيان الأنصاري في تجديد أفكاره وتطوير تنظيمه وتأهيل كوادره. ان هذا الهمّ الكبير يجعله لا يركن ولا يلتفت الى سفاسف الأمور وضعاف النفوس ولا يرى كائناً من كان أن يحيده عن هدفه الاساسي في الحياة وبحثه عن الحقيقة والكمال هذا بالاضافة الى أن الحبيب الامام يتحلى بأدب جمّ وسلوك قويم يعصمه عن الرد على أي كلام من أي انسان كما ان للوقت عنده قيمة لا يضيعه في الجدل والتلاعب بالألفاظ فقد ظل على الدوام يقدم رؤاه وأفكاره ومبادراته بكل شجاعة وتجرد ولا يضره اذا لم تفهم البقر ولا يهتم بالباعوض.

    فمسيرة هذا الكيان ماضية لا تستجيب الى سهام د. القراي ومن شايعه أمثال د. محمود شعراني وغيره التي تنطلق من قوس الغيرة والحسد والكراهية (كل ذو نعمة محسود) والتي تنبع من الأفكار الممجوجة والمعششة في عقولهم وسويداء قلوبهم، فلّوثت كلامهم وكتاباتهم. هذه مقدمة لابد منها وقبل الولوج الى مقال الدكتورعمر القراى (قراءة في اتفاق التراضي الوطني) بصحيفة الصحافة فليسمح لي القارئ الكريم التعرف على المرجعية الفكرية التي ينطلق منها كاتب المقال بعد ان تعرفنا على سلوكه الشخصي تجاه الأنصار وحزب الأمة وشخص الأمام.وذلك لأهميتها في تحديد منطلقات الرجل في نقده لأي فكرة أو مشروع، الملاحظ أن هذا التفشي والتجريح هو أحد سمات هذه المدرسة (الجمهورية) أو النسخية (نحتاً عن نسخ القران المدني) أو الطاهوية (نسباً لمؤسسها محمود محمد طه) والتي تقول إن للاسلام رسالتين: الرسالة الأولى: كانت في عهد الرسول الكريم وصحابته وهي الرسالة السلفية القاصرة على القران المدني التي تصلح للقرن السابع الميلادي أما الرسالة الثانية فهي رسالة للأخوان الجمهوريين التي جاء بها محمود محمد طه والتي تصلح للقرن العشرين وهي الرسالة الخاتمة.

    الامام الصادق المهدي تصدى لهذه الفكرة كغيرها من الأفكار التي تشوه الاسلام وفندها وناقش أفكار محمود محمد طه بكل صدق وأمانة وبادراك لماهية الاسلام والأفكار الدخيلة (لمعرفة رأي الحبيب الأمام في الجمهورية طالع مستقبل الاسلام في السودان اكتوبر 1982م) ومع ذلك كان للحبيب الامام رأي واضح ومنشور في حد الردة وفي عدم شرعية اعدام محمود محمد طه وفي قوانين سبتمبر المسيئة للاسلام وكانت قواعد حزب الأمة تقيم حماية لأنشطة الجمهوريين وذلك حفاظاً على حرية إبداء الرأي وبالمقابل كانت الاساءة والمناشدة للطاغية نميري (أحمر التوجه) بضرب الأنصار في الجزيرة أبا وودنوباوي فقد أجرى الاستاذ عبدالله جلاب الاعلامي المايوي المعروف حواراً مع الاستاذ محمود محمد طه بتاريخ 11/12/1972م (المصدر موقع الجمهوريين بالانترنت) جاء فيه (ان هذا العهد" العهد المايوي" قد قوض الأحزاب الفاسدة وقد ضرب الطائفية ضربة كسرت شوكتها ولكنها لم تقتلع من جذورها) وقال مشيداً بالنظام المايوي (ان النظام الحاضر يجد تبريره الكافي في انه منذ البداية سار في اتجاه تصفية الطائفية بصورة لم يسبق لها مثيل في العهود السابقة ولا يمكن لهذا الشعب ان يدخل عهد كرامته ومن ثم ديمقراطيته إلا اذا تخلص من النفوذ الطائفي وليس الطائفية تنظيماً فحسب وانما عقيدة ولا تحارب العقيدة بالسلاح وان حورب التنظيم بالسلاح وانما يجب أن يسير مع السلاح الذي اضعف التنظيم الطائفي نشر الوعي بالدعوة الى الاسلام الصحيح).. انتهى.

    ما يدهش حقيقة الجمود الفكرى والانبتات المعرفى والتعامل مع ما طرأ على الساحة من تغيرات جذرية وجوهرية بمعيار ومنهج رجعي خطه شيخه الأول "محمودمحمدطه"اختيار نفس العبارات وتكرارها بشكل كربوني دون التفريق بين حزب الأمة "التقليدي" في بداية السبعينات والآن وكيان الأنصار "الطائفي"والآن والاعتقاد مع الجزم على عدم تطور الطائفية والواقع الآن يقول لكل ذو بصر وبصيرة ان هنالك مؤسسة حديثة ذات آليات متطورة تدير أمور الأنصار باسلوب حضاري تستعين بالتقنية والوسائل الحديثة لتوصيل رسالتها تسمى هيئة شؤون الأنصار كيان حديث يخضع لكل اجراءات المؤسسات المدنية والدينية كما ان هنالك تطوراً غير مسبوق في اروقة حزب الأمة على مستوى فكره وتنظيمه وأنشطته واهتماماته وقواعده لا ينكره الا من بعينه رمد اذ كل معالم الطائفية التي تحدث عنها الاستاذ المهندس في السبعينات ومازال يكررها د. القراي ود. شعراني انتهت فالظاهر ان الجمهوريين في نوم عميق فلم يستطيعوا ان يطوروا الحزب ولا الأفكار ولا المنهج فصارواكالببغاء.

    في مقاله بصحيفة الصحافة مارس د. عمر القراي هوايته في نقده اللاذع لحزب الأمة والتشفي من قيادته فقد رد عليه الاستاذين الجليلين محمد عيسى عليو وصديق الأنصاري بشيء من الموضوعية وهذا ما جعلني أدلو بدلوي عسى أن نزيل بعض اللبس عن ما أثير حول التراضي الوطني وقراءة د. القراي المعوجة والمتحاملة على الحبيب الامام وكراهيته المتوارثة كما انه لم يأت بجديد بل استغل الفرصة للصق الحبيب الامام بتهم وهو برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب. إذاً فان شهادة د. القراي في الحبيب الامام وحزب الأمة مجروحة ولا يؤخذ بها لأنها وليدة غبن ومرارة .

    يقول د. القراي (ان التراضي جاء مخيباً لآمال الكثير من المثقفين وكثير من أعضاء حزب الأمة الحريصين على مصلحة الحزب ومصلحة الوطن). هل يقصد الدكتور بالمثقفين الذين ناصروا نميري وسلطانه والانقاذ وجبروتها مثقفين آثروا السكات عن تجاوزات الحكام والانضمام للمداحين وحارقى البخور والمطبلين للسلطة أي المثقفين القريبين من السلطة فهؤلاء ليسوا بمثقفين على حد وصف الروائي المصري رؤوف مسعد وبذلك يكون قد هزم التراضي هؤلاء وعمل على فطامهم من المخصصات لذا كان يجب أن يخيب آمالهم. أما المثقف المهموم بمشاكل مجتمعه ووطنه الباحث عن بدائل ناجعة لأزماته الذي يمثل بوصلة هادية للحلول. والذي يقدم النقد والحجج والنصيحة للسلطان عندما يحيد عن الدرب فهذا بكل تأكيد سوف يجد ضالته في التراضي والمثقفين (خشم بيوت) فقد جاء وفد من أساتذة جامعة الخرطوم قبل التوقيع على التراضي للحبيب الامام مباركين الخطوة وداعمين لموقف حزب الأمة ما هو تصنيف هذا الوفد بجهاز ثقافميتر القراي؟ . أما ادعاء ان التراضي خيب آمال أعضاء حزب الأمة فهذا اصطياد في الماء العكر وتطفل خبيث . إن أعضاء حزب الأمة (الرجعيين والتقليديين والطائفيين)هم الأحرص على مصلحة الحزب والوطن وقد انتخبوا أجهزة تنظيمية وفوضوها لتحقيق أهداف الحزب وانفاذ مصالحه؟ وهم ملتزمون بقرارات هذه المؤسسات والوفود والبيانات والاتصالات التي تؤيد وتبارك التراضي خير دليل على عدم صحة كلام د. القراي.

    ما ذكره عن أن ابن الامام ضابط في الأمن وعن عدم بعد السيد الصادق عن كرسي الحكم وعن اتفاق الميرغني قرنق 1988م وتسليح القبائل العربية في دارفور 1986 وغيرها من القضايا التي حشدت وحشرت في الموضوع (التراضي الوطني) تدل على أن هذا الجمهوري قد وضع نفسه أمام خيارين ثالثهما مر ربما انه لم يطلع على اراء حزب الأمة حول هذه القضايا التي أثيرت أكثر من مرة.. أو انه اطلع عليها ولم يفهم ما جاء فيها وهذه مشكلة الدكتور أو ان المحرك الأساس لأفكار القراي التشفي وحشد الشبهات لكي تكون حاضرة في مسيرة نقده وهذه من صفات د. القراي الذى لم يقل قط أحسنت وانما اسأت وبنفس العقلية كان التعاطي مع التراضي وزعمه أن بنوده غامضة بهدف التضليل ولم يحدد أين الغموض هل في الثوابت الدينية أم الوطنية أم مبادئ الحكم الراشد أم السلام العادل أم يقصد بنود تهيئة المناخ أم دارفور والمطلوب عمله أم هي بنود الانتخابات وأحسبها هي لأنه لم يناقشها في قراءته من قريب أو بعيد لسبب بسيط لأنه لا ناقة له فيها ولا جمل (شهر ما عندك فيهو نفقة ما تعد أيامه). أما فرية أن الاتفاق ركز على قضايا ليس أولوية في مشاكل البلد كتكوين لجنة لمراجعة الشوارع لتعميم الرمزية القومية هذه النقطة تشير لأمرين: الأول ان الاتفاق لم يدع شاردة ولا واردة حتى الأمور الصغيرة التي لا تمثل أولوية آنية (واحتمال تشكل اولوية في المستقبل) في نظر القراي وهذه محمدة تحسب للتراضي لأنه اهتم بصغار القضايا (النار من مستصغر الشرر) الأمر الثاني ان هذه القضية جوهرية وتمثل أحد أبعاد الصراع في السودان ـ صراع الهوية ـ والتهميش واعادة النظرفى ابراز المكنون الثقافي والاجتماعي للسودان والتعبير الصادق عن الرمزية السودانية القومية فهذه اشارة ذكية للاتفاق تصب مع غيرها من المراجعات الكثيرة في معين ازالة الشقة بين الفرقاء السودانيين. ما ورد عن آلية للحقيقة والمصالحة والانصاف والوقوف على تجاوزات الماضي وبيان حقيقتها وافراغ النفوس من مرارات الماضي يعكس مدى تحميل الدكتور النصوص فوق طاقتها وليّ عنق الحقيقة فما هو الفرق ما بين (آلية) بمعناها الواسع و(لجنة) بمعناها الضيق؟ يمكن أن تكون هذه الآلية عبارة عن لجان للتحقيق والمصالحة المهم الهدف الأساسي هو تحقيق العدالة الانتقالية ليدخل السودان مرحلة جديدة متجاوزاً سلبيات الماضي.. أما الجدل حول تقديم المصالحة على الانصاف والعكس فهذه تذكّر بالجدل البيزنطي البيضة أم الجدادة ؟ ما هي قيمة المصالحة بعد أن يأخذ الشاكي حقه؟ ما جرى في لجان الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا 1989م على سبيل المثال هو اعتراف الجلادين بالجرائم التي ارتكبت والاستماع للضحايا واشهار معاناتهم امام الملأ ويتم بعد ذلك العفو والتصالح اذاً الانصاف اكمال عملية المصالحة واعطائها البعد العدلي والقانوني ولكن هذا الجدل من سمات الفكر الجمهوري (ايجاد تفاسير ومعاني لكلمات وعبارات غير المتعارف عليها كالنسخ الذي يعني عند الجمهوريين ( الغاء القران المكي زماناً للقران المدني زماناً) مخالفاً للتعريف الشائع لدى عامة المسلمين (تعطيل الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر) وغيره من الكلمات (الاسلام ـ الايمان ـ السنة ـ الاصول ـ الفروع .... الخ) من تحفظات الدكتور حول هذه النقطة نجده يميل للقصاص والتعامل بالمثل دون ضابط أو وازع وهذا يضاعف المأساة وهذا ما ظل الأمام الصادق يحذر منه (الفشة غبينتو خرب مدينتو) وقيل عندما نادت القوى الهندية المعارضة (العين بالعين) قال المهاتما غاندي (ان هؤلاء يريدون تحويل الهند الى شعب من العُورُ) وهذا لا يتنافى مع مبدأ المحاسبة بل الحبيب الامام يطالب ان تتم محاسبة من الاستقلال وقد اعترف عن أخطاء على الملأ وفي صفحات الجرائد بل طالب باعتذار شمالي للأخوة الجنوبيين كل هذه المواقف لتصفية الحياة السياسية في البلاد.

    قد استعرض د. القراي ما ورد بشأن دارفور في وثيقة التراضي بشيء من الاختزال والغرض وقد تناسى ولم ينس البند (3 ـ 3) الذي ينص على الآتي زاد الاستقطاب السياسي الحاد والتصعيد في الآونة الأخيرة والتدخلات الأجنبية من تفاقم الأزمة الأمنية فانعكس ذلك على الحالة الانسانية فأدخلها في قائمة الأجندة الوطني والاقليمية والدولية) والبند (3 ـ 4) الذي ينص (ان التصعيد العسكري بين أطراف النزاع لحسم أزمة دارفور لا يؤسس لحل دائم بل يوغر المشاعر الاثنية والقبلية والجهوية ويكرس لحرب أهلية) أليس هذه ادانة واضحة لنظام الانقاذ وتحميله مسؤولية أزمة دارفور. أما عن اتفاق وقف اطلاق النار الذي يطور الاتفاقات السابقة أحيل الدكتور الى بنود وقف اطلاق النار التي أبرمت في أنجمينا وأبوجا وقد فات على الدكتور أن القوى العفوية ليس هي الجنجويد فحسب وانما النهب المسلح - حرس الحدود ـ الدفاع الشعبي ـ المجاهدين ـ الدبابين وغيرها من المليشيات التي ساهمت في اشعال نار دارفور أما أن التراضي لم يحو تحفظ فصائل دارفور حول أبوجا فهذا هراء مردود فدونك نصوص التراضي (3 ـ 2) التنمية في دارفور (3 ـ 3) الحل العسكري لا يجدي (3 ـ 6) اتفاقية ابوجا لا تمثل الحل (3 ـ 7) نزع سلاح المليشيات (3 ـ 8 ـ 2) اطلاق سراح المعتقلين (3 ـ8 ـ3) اعادة النظرفى الادارات الانتقالية (3 ـ 9) اللاجئون والنازحون (3 ـ 10) التعويضات (3 ـ11) المشاركة في السلطة والثروة لأهل دارفور (3 ـ12) الادارة الأهلية (3 ـ14) الحل السياسي لدارفور (3 ـ 15) المحاسبة وتحقيق العدالة حول جرائم دارفور.

    أما عن لماذا لم يقم حزب الأمة بادارة الحوار الدارفوري وينظمه ابناء دارفور المنتمين للحزب فقد تعمد د. القراي ذر الرماد على العيون وحجب جهود حزب الأمة في حل أزمة دارفور ولكن نذكر ببعضها لعل الذكرى تنفع القراي فقد طاف الحزب جميع ولايات دارفور ومعسكرات النازحين وابرم اكثر من اتفاق مع القوى السياسية السودانية (وثيقة القوى الوطنية لحل أزمة دارفور) ومع الحركات المسلحة ومع الحكومة التشادية ومع الحكومة السودانية وسجل حضوراً فاعلاً فى كافة الفعاليات التى عقد لحل الازمة وظلت قيادات الحزب ومازالت تتابع عن كثب ما يجري في دارفور والمساهمة في تقريب وجهات النظر والمحافظة على النسيج الاجتماعي منهم على سبيل المثال لا الحصر ـ محمد عبدالله الدومة المحامي مساعد الرئيس ـ محمد عيسى عليو مساعد الأمين العام ـ اسماعيل كتر ـ الفريق صديق محمد اسماعيل ـ هذا بالاضافة لجهود السيد رئيس الحزب، ود. ادم موسى مادبو نائب الرئيس والسيد الأمين العام كما ان حزب الأمة ينظر الى أزمة دارفور كأزمة وطن لا تعني أهل الأقليم فحسب وانما أهل السودان جميعاً من هنا كان اهتمام حزب الأمة البالغ بهذه القضية عقد الندوات وورش عمل والزيارات والمؤتمرت الصحفية ووضح رؤيته للحل لمعظم المهتمين بهذا الملف في المجتمع الدولي والاقليمي واذا قرأ الدكتور البنود المتعلقة بدارفور بتجرد بعيداً عن الغشاوة لتأكد له انها تمثل رأي وصوت أهالي دارفور أما عن دور القوات الدولية فما ذكر في التراضي ضمن الدور الذي نص عليه القرار 1769 ولكن للدكتور رأي آخر ان تكون هذه القوات منحازة وغير محايدة تضرب طرفا وتناصر طرفا آخر من الذي يتاجر بقضية دارفور اذاً؟. ولنا عودة
                  

06-15-2008, 06:43 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)

    بلدياتنا عبد الله عثمان

    محتاج لصاجات ولا شي ؟؟

    باقي القيزان دي نقلا بفتر الزول وبجيب فلايت قلنا نساعدك ساي
                  

06-19-2008, 01:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    بيننا

    مداخلات للرزنامة

    لماذا لا يغضب النقد الإمام؟.. (1-4)

    رباح الصادق
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في رزمانته (الاثنينية) -ذات الشعبية الواسعة خاصة وسط نوعية مميزة من القراء- بصحيفة أجراس الحرية، وجه الأستاذ كمال الجزولي تساؤلات للسيد الصادق المهدي، وتعد الزنامة تلك–مع مقالة البروفسور الطيب زين العابدين بصحيفة الصحافة في 26/5 الماضي- من أميز ما كتب حول الاتفاق الذي وقع بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني واشتهر باتفاق التراضي الوطني- وقد غلب على ما كتب بأقلام عديدة الغث وملأه الهوى أو عواطف أخرى تبعد عن الموضوعية وتلج في نقيضها. فكتابة الرجلين كانت من سمين ما كتب، ومع اختلاف كل منهما في تقييمه لجوهر المسألة التي تناولوها-حيث حكم الأول على الاتفاق بأنه منبت عن ماضي صاحبه في حين رأى الأخير أن الحادثة متسقة مع مذهبه ومبادئه ونهجه- فقد نجح كلا الرجلين في التعبير بأبلغ صورة عن رأيهما. ونحن نزمع أن نداول فيما بيننا بعض المعلومات والأفكار التي أثارتها مقالة الأستاذ الجزولي المذكورة. نتناول اليوم مقدمة مقاله وفي المقال القادم بإذن الله نتناول التساؤلات التي أثارها.

    رزنامة الجزولي كانت كعهده مكتوبة بلغة أدبية آسرة حتى وهي تتناول أمرا سياسيا محضا وجمال الكتابة الموضوعية يجعلك تستمع أحيانا "وجدانيا" بما لا يوافق عقلك "منطقيا"، كما كانت ملتزمة الأدب السوداني الأصيل في الكتابة عن السيد الصادق، وقد كان التزامه ذاك من قبل سبب هواء حار لفحه في منابر سايبرية. وتساؤلاته العشرين التي رصدها تستحق أن تجد إجابات مفصلة من الإمام الصادق الذي وجهت له الأسئلة بحق العلائق الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تجمع الرجلين، وكذلك لأن التساؤلات صاغت كثيرا مما تتداوله بعض الدوائر حول الموضوع ويحتاج انتباهة من الإمام ومن إعلام حزب الأمة، فالتنوير اللازم للأسس التي قام عليها التراضي، وفرز الحقائق من الأوهام هي أول المعركة المطلوب خوضها لدى (الهجوم) على القوى السياسية وعلى الرأي العام لإقناعه بضرورة التراضي بين كافة أبناء الوطن، لأن المفهوم أنه (هجوم) بالمحبة والمحجة والتقارب واللقاء واستمرار الحوار لا بالسلاح أو الفرض القهري أو فكرة رفعت الأقلام وجفت الصحف على نحو ما فعلت الاتفاقات الأخرى- لا سمح الله.

    وقد سمحنا لأنفسنا التعليق على الرزنامة، ونحن مع صاحبها ننتظر الرد الرسمي سواء من السيد الصادق أو من إعلام الحزب، وذلك لأن الرزمانة تعرضت لأشياء لنا فيها قولان، ولأن الأمر عام.

    بدأ الجزولي مقاله بمدخل حول واحدة من أجلى (الصادقيات) وهي التسامح إزاء النقد، وأنها انتفت حينما برم من رسم كاركاتوري جاء بالأجراس بتاريخ 19/5 الماضي مما كسر خاطر الصحيفة وأجبرها على الاعتذار!. ونحب التركيز اليوم على مسألة غضب الإمام منطلقين من أسس معروفة في المنطق، تقول إن النتائج الصحيحة ينبغي أن تقوم على معطيات صحيحة.

    لقد بنى الجزولي منطقه الذي ولج به في علم النفس ثم خرج بنتائجه اليقينة تلك على فكرة أن الإمام انزعج من الكاركتير فاضطر الصحيفة للاعتذار، وكشخصية قريبة من الإمام، وكاتبة في الصحيفة فإنني (أقطع دراعي) بتعبير أهلنا المصريين لو كان الإمام وجه لكائن من كان جملة أو إشارة أو علامة يستفاد منها أنه غضب أو برم أو انزعج من ذلك الكاركتير ولو فعلها فكان حري بي أن أكون أول السامعات. صحيح هناك من انزعج من الناس حوله وأقول تحديدا إن هذا الانزعاج حركه الأستاذ محمد زكي سكرتير الإعلام والعلاقات العامة بمكتب الإمام، وهو بحركته الدؤوبة وسط الإعلاميين مدا بمادته الإعلامية، واستنكارا إذا ورد ما يظنه إساءة للإمام تسبب في فتوحات عديدة لمكتب الإمام الخاص في مجال الإعلام والعلاقات العامة أشاد بها الأقارب والأباعد، وليست هي المرة الأولى التي ينزعج فيها من مقال أو كاركتير أو خبر، بل لقد قاد زكي حملته هذه المرة حتى علينا –الكتاب حزب الأمة داخل صحيفة الأجراس- وأوعز لنا أن مثل هذا التعامل مع الإمام غير مقبول وإذا قبلناه فنحن نشترك فيما يهدم حزبنا، أما حملاته الماضية فمعروفة، وتصرفاته تلك تقع ضمن دائرة اختصاص: العلاقات العامة وماذا تعني تلك العلاقات لو لم تكن تستعمل في الترويج لأعمال الإمام وصد الهجوم عليه؟ وأظن أن دوافعه في هذه الحادثة بالذات كانت تنطلق من معطيين مترابطين: أولها أن صحيفة يرأس تحريرها الدكتور مرتضى الغالي، ويشارك بنفوذ فيها الأستاذ الحاج وراق، وللرجلين علاقة جيدة بالإمام تعرف النقد ولا تعرف الاساءة، لم ير من المقبول منها تجريح الإمام، وثانيها اعتقاده بأن الكاركتير كان مسيئا ليس في مضمون الكتابة أو المنطق ولكن في رسمه بشكل مسيء. ويمكن لمن أراد أن يرفض هذا الموقف، وأن يدعو لحرية التعبير سواء في الكتابة أو في الرسم، فنحن لسنا في معرض الدفاع عن غضبة زكي، ولكن من الظلم البليغ أن تحسب غضبة زكي على الإمام، الذي لم ينبس ببنت شفة حول الأمر.

    قلنا إن ما بني على باطل، فهو باطل.. ومنطق الأستاذ الجزولي استند أولا على فكرة أن الإمام غضب وهو ما لم يحدث يقينا، واستند ثانيا على تحليل ساقه لأسباب حلم الإمام. وذهب إلى أن خلصاء السيد الصادق يفسرون تلك الخصيصة بـ(الاعتداد بالرأي، وثراء المعارف الموسوعيَّة، والثقة التي لا حدَّ لها في القدرة على الحوار، والصبر على إحسان الحُجج وتجويد البراهين، منافحة عمَّا يرى حقاً، إتفق الناس معه أم اختلفوا!) ولكنه يفسرها على نحو مغاير حين قال (إن الأهمَّ من الخصائص الشخصيَّة، على أهميَّتها، هو أن المنافحة عن (القضيَّة العادلة) هو الذي يكسب المنافح بهاء الحُجَّة وقوَّة المنطق، فما من أحد مستطيع، بالغاً ما بلغ من العبقريَّة، أن يدافع عن الباطل!).

    من اليقين أن للصادق أفعالا كثيرة من قبل لم تعجب الأستاذ كمال برغم إعجابه بفكره لذلك قال إن الصادق السياسي ليس فنجاني المفضل للشرب، فهو ليس دائما في رأي الجزولي ذاك صاحب (قضية عادلة)! ونحن لا نود مغالطة الأستاذ الجزولي حول اعتباره لهذه المرة بالذات من دون المرات السابقة التي اختلف ويختلف فيها مع السيد الصادق أنها مناسبة تناقض داخلي للإمام، فهو فيما يبدو في حيرة بإزاء هذه المسألة دفعته لتدبيج أسئلته التي برغم حرارتها لم تخرج عن إطار المشروع ولا هي ولجت في باب العنف بل لم تغادر باحة المودة التي تجمعه بالإمام وبصحبه حتى أنه وصف نفسه مرة بأنه رمز المصالحة بين الحزب الشيوعي وبين الأنصار. ولكننا نود أن نشير إلى أسباب مغايرة لما ساقه الجزولي نيابة عن الخلصاء أو تفسيره الذي ساقه أصالة عن نفسه.

    فالإمام تحدث في مرات كثيرة حول هذه المسألة مباشرة، وأحيانا يمكن استقراء الأسباب من الطريقة التي يتعامل بها أو يرد بها في مناسبات عديدة، أو من مسلكه بشكل غير مباشر.

    النقد فيما رأى الإمام في مخاطبات وكتابات عديدة نوعان: نقد موضوعي وآخر سباب وتجريح. أما الأول فهو يرحب به ترحيبا مطلقا وكما جاء في كتابات كثيرة بعضها منشور في موقع اتحاد الكتاب السودانيين، قال: (قديما قال أمير المؤمنين عمر: "رحم الله أمرءا أهدى لي عيوبي". وعلى نفس النمط قال أهم فلاسفة الغرب عمانويل كانط بعد ذلك بألف عام ونيف: النقد هو أفضل وسيلة للبناء اكتشفها الإنسان). أما التجريح فيرحب به لأسباب أخرى، قال في مخاطبات وكتابات عديدة إن أي كلام ظالم وغير صحيح فإن الله يحاسب قائله ويكافئ المظلوم لأن (اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) وأنه قد جرحه كثيرون وجعلوا همهم الإساءة إليه منهم من اعتذر ومنهم من استمر، وأنه على طول حياته ظل يرى ما يحدث لهؤلاء، ومن ناحية أخرى فإن معظم الناس يستقبلون ذلك التجريح بشكل يصب لصالحه: (كل نملة تعضيني بجي جردل لبن عشان يمحوها) لذلك فإن حساب الربح والخسارة حسب إعلانه في صالحه! وقال إن الإساءات تحفز البعض لإظهار الحقيقة (فإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود)، وقال في معرض آخر إنه يظن أنه زكاة للمحبة تنميها مثلما الزكاة تنمي الأموال. وأنه يجد جراء التجريح محبة أكثر مما يتوقع بل أكثر مما يريد!

    وتحدث في كتابه (الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة) والذي كتبه بعد تعرضه للتصفية الصورية في 1 أكتوبر 1989م وظنه أنها يمكن أن تتحول لتصفية جسدية حقيقة وخاف أن تضيع شهادته حول تجربة الديمقراطية الثالثة في السودان فكتب كالذي يدلي بشهادته أمام القضاء وقال: (كنت أول مسئول يصل إلى مكتبه وآخر مسئول يغادر المكاتب أعمل بحماس وتفان وحياء كالمعتذر عن نعم حباني الله بها في بلد جل أهله من المحرومين.) ومعلوم أن سلوك المعتذر فيه ما فيه من تقبل الآخرين مهما اشتطوا لأن المعتذر ليس (كالمتقدّر).

    وفي اليوم السابق لنشر الكاركتير (أي يوم 18/5) كان يتحدث في ختام دورة الرباط الإستراتيجي-2 التي أجراها حزب الأمة بولاية سنار، وتعرض بعض المتحدثين لما ناله من تجريح جراء موقفه في حادثة الهجوم على أم درمان، فقال إنه اطلع على الإساءات والمنشورات التي صدرت ولا يظن أنها من حركة العدل والمساواة بل من آخرين (نحن نعرفهم ولكنا لسنا مهتمون بالرد عليهم، وكما قال متحدث قبلي أني استطيع لو شئت أنتف الواحد منهم ريشة ريشة لكن لي في هذا الموضوع فلسفة) ثم ذكر حديثه عن رجحان ميزان الربح والخسارة وأنه يجد من ذلك ربحين واحد عند الله وواحد عند الناس، وأضاف: أما بالنسبة لهذه الحادثة بالذات فقد كان من المفترض أن يسموني إبراهيم، لأنه لما جاء خبر ولادتي لجدي الإمام عبد الرحمن استفتح بالقرآن وفتح سورة إبراهيم ولكن لملابسات أخرى تحوّل عن رأيه وسماني الصادق، وحينما حصلت الأحداث الأخيرة استفتحت بالقرآن فوقعت على الآية (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) إشارة لإبراهيم عليه السلام. فهو بذلك مطمئن بشكل أكبر –وليس أقل- بإزاء الإساءات التي وجهت إليه وتوجه من أقلام جعلت غضبها من الإمام أكبر بدرجات لا تحصى من غضبها من المؤتمر الوطني الذي تقول إنها تغضب من الإمام لالتقائه به!

    ومجمل قولنا في هذه المرحلة من نقاش الأستاذ كمال الجزولي وهو مدقق محقق معروف، إنه هذه المرة لم يدقق كثيرا حول ملابسات ما اعتبره غضبا للإمام، ولكن بنى عليه مدخله جيد السبك لأسئلته العشرين. كما إنه حاول معرفة فلسفة الحلم لدى الإمام عبر ما نسبه لخلصاء للإمام يبدو أنهم لم يسمعوا ما قاله الإمام وما يظل يكرره في هذا الأمر. أما تفسير الأستاذ الجزولي نفسه لحادثة الغضب ففيها إسقاط كبير من أفكار الجزولي على نفسية الإمام، ونشهد نحن ممن حوله أننا لم نر من آثار هذا الإسقاط شيئا، فلا الإمام متناقض مع أقواله السابقة، ولا هو برم بالنقد أو ضائق به أو غاضب منه.. إنه كثيرا ما ينقد نفسه مما يعني اعترافه بأنه يخطئ أحيانا بكل سماحة نفس، كما أنه ما انفك يتلقى النقد البناء بترحيب الباني الذي يمده الناس باللبنات، ويقابل الإساءات بارتياح صاحب الربحين.. ولهذا لا يغضب من النقد الإمام!.

    نواصل حول الأسئلة بإذن الله

    وليبق ما بيننا

    (نشرت بصحيفة أجراس الحرية في الاثنين 9 يونيو 2008م)

                  

06-19-2008, 01:35 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)


    بيننا

    مداخلات للرزنامة

    ليس في شرعتنا..! (2-4)

    في الحلقة الأولى أثبتنا أن ما بنى عليه الأستاذ كمال الجزولي مدخله حول التراضي الوطني من غضب للإمام الصادق المهدي من كاركاتير أجراس الحرية على غير العادة ليس صحيحا، واليوم نداول أفكارا حول تساؤلاته وقد قادتنا هذه الأفكار والبحث الذي رافقها للاهتمام بمواقف القوى السياسية المختلفة، وكذلك قادنا البحث والتفكير للاهتمام بما قاله الإمام نفسه في محاضرة (التراضي الوطني الشبهات والحتميات) التي ألقاها بالقاهرة في 11/6 الجاري، ونزمع بالتالي أن تتمدد مداخلاتنا للرزنامة لتركز عليها اليوم، ثم ننتقل للمواضيع ذات الصلة المذكورة. ننطلق في نقاشنا للتساؤلات من جملة ظلت تتردد في رأسنا ونحن نلحظ سوء الفهم العريض الذي انطلق منه الأستاذ كمال لتحليل (القيمة) و(الدلالة) في التراضي الوطني والجملة هي: ليس في شرعتنا.. ما ظنه الجزولي!.

    تساؤلات الجزولي العشرين متناسلة (بعد نزع الدسم الأدبي منها) من ست أسئلة رئيسية تدور حول: الجديد في الاتفاق وضمان تنفيذه- مآلات الاتفاق ومخاطره على الصعيد الحزبي- أثره على العلاقة بين الحزب وحلفائه في القوى السياسية- مجانيته وتنازلات حزب الأمة- المكافأة أو العائد المنتظر للحزب- حكاية سفينة نوح ومن يمثله في الاتفاق؟

    الجديد في الاتفاق

    لم تغادر الاتفاقيات متردمات القضايا المذكورة ولكن جديد التراضي هو:

    كل المتفقين السابقين انطلقوا من فرضية أن الطاولة التي تضمهم مع المؤتمر الوطني نهائية وحضور الآخرين فيها مراسمي وحسب، وإن وجد فيها رجعة لتحكيم أو ضمان فهو للأطراف الدولية، ولكن هنا أشرك حزب الأمة القوى السياسية في مشاوراته أثناء التداول (حتى ولو انقلب البعض ونقض سابق قوله)، والأهم من ذلك أن النص على آلية للخروج برؤية قومية موزع علاوة على الديباجة في النصوص:9 من الفصل الثاني (تهيئة المناخ)، و18 من الفصل الثالث (مسألة دارفور)، و12 و13 من الفصل الرابع (الانتخابات)، و10 من الفصل الخامس (المطلوب عمله). وهذا فرق جوهري، وجديد (لنج) وليس في الاتفاقيات الأخرى سوى التزام بالشمول لا يتجاوز الديباجات، بينما هنا هو روح الاتفاق الذي يعترف بأنه بين طرفين ويجزم بأنه لا يتم (التراضي) إلا بحضور البقية.

    الاتفاقات السابقة كلها تقوم على فكرة المقايضة التالية: الاعتراف بشرعية تمكين المؤتمر الوطني بأغلبية تشريعية وتنفيذية، في مقابل حصول المعترف بهذا التمكين على قسمة ما، وبهذا تنضم القوى المعارضة إلى حكمه وتعطيه شرعية بمشاركتها الاسمية ثم لا تنال إلا الحامض من رغو الغمام! والجديد هنا أن حزب الأمة وقف لدى (دُت!) ولم يضع المشاركة تلك في جند النقاش فابتعد عنها ولم يغن لها، بل اعتبر أنها من أكبر الخطايا الوطنية في نيفاشا وأبوجا والقاهرة وأسمرا وهي هي سبب فشل هذه الاتفاقيات لأن تنفيذها ينطوي على قسمة للمؤتمر تعطيه اليد العليا تنفيذيا وتشريعيا بلا نزاع. هذا الفرق الجوهري غاب عن الأستاذ الجزولي، فهمُّ التراضي ليس من يقتسم ماذا بل كيف نجلس جميعا لدرك البلاد!

    المآلات على الصعيد الحزبي

    وهنا يستخدم الأستاذ كمال المقايسة بدون اكتمال أركانها، والمقايسات من الأشياء المحبوبة في الفكر السوداني وهي إحدى فجائعه. وكيف يحق لنا أن نسحب خذلانا وإهمالا ومهانة لصاحب منصب في القصر على من لم يدخل قصرا أصلا ولن يدخله؟ فالأمة لن يشترك في السلطة لتبلغ روحه الحلقوم فعل الحركة، أو يشتكي تهميشا فعل السيد مبارك أو إهمالا فعل السيد مني، لقد كان يحدو نشيدا متكررا: الإجماع السوداني والمؤتمر الجامع وما إليه، فقال له المؤتمر الوطني: سمعا! فإن صدق كفى الله المؤمنين القتال وإن كذب وعاد عدنا، ما لوثنا اسمنا بدخول برلمان باصم أو استلام وزارة ولا جيبنا بقسمة نفط أو عمارة! والأهم من ذلك أننا لم نعترف بشرعية القسمة الضيزى في الحكم المعين الحالي.

    ولكن الخوف من انشقاق أو تصدع حزبي ليس نابعا مما قابلته الحركات والأحزاب التي ذكرها الأستاذ كمال، بل هو نابع من السبات! فقد كان الأجدى للحزب أن يستعد لهذه الخطوة المدروسة في المؤسسات بتعبئة وتنوير شاملين في القواعد، وما من أحد كائنا من كان ومهما بلغ موقفه من حق وجلاء بقادر على جعل السبات أو التجاهل آلية لمجابهة أسئلة الجمهور واستفساراته إلا وطاله الدمار، واختلط لدى قواعده الوهم بالحقيقة، خاصة وهناك أفواه كثيرة أدخلت شفاهها بعضها داخلي وبعضها خارجي، وبعضها عن جهل وبعضها عن غرض وتستغل تأخر أو محدودية حركة الجهات المسئولة داخل الحزب لتنوير الأعضاء، وهذا هو باب كبير للبلبلة ندعو الله أن يتداركه الأحباب.

    الاستفراد بحزب الأمة

    حينما اتصل المؤتمر الوطني بحزب الأمة بعد (المصفوفة) الشهيرة، استجاب الحزب مع التأمين على ضرورة شمول الحوار للكافة، وكون لجانه الخمس الشهيرة للحوار مع المؤتمر الوطني- الحركة الشعبية- القوى السياسية الأخرى- الحركات الدارفورية والمجتمع الدولي. الحلقة الأضعف في هذه الملفات كان ملف الحركة الشعبية بالرغم من أننا قدمنا السيدة سارة شهيدة ردم هذه الهوة بقوة كما قال الأستاذ الحاج وراق، وعلّق السيد الصادق على الصورة الكاملة للحوارات قائلا: نحن نركض خلف الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني يركض خلفنا!.

    الشاهد أن الحوار مع المؤتمر الوطني كان حلقة من بين حلقات أخرى تحركت بسرعات متفاوتة، وكان الحوار مكشوفا أمام الآخرين بكل تفاصيله، ولذلك ربما دهش حزب الأمة من ردة الفعل العنيفة التي لاقاها من بعض حلفاء (الأمس واليوم والغد)، فموقف حزب الأمة (ليس في شرعته) اشتراك في الحكم الحالي، ولا في شرعته تحالف ثنائي مع المؤتمر الوطني، ولا في شرعته تخل عن مواثيقه السابقة، وقد أغلظ في الشرح والتفسير لقوى أصلا (ما طالباه حليفة) على قولنا السائر فهي مشتركة في الحكم هذا إما حتى رأسها وإما حتى السوق لحد الركب، فما بالها تلومه الذي لن يلج الحكم ولا للعرقوب؟.. ولأن مسألة موقف القوى السياسية من التراضي هامة فسنفرد لها الحلقة القادمة بالتركيز على بيان الحزب الشيوعي كما قلنا بإذن الله، ولكننا في هذا المقام نقول إذا عابت القوى السياسية التي إما اشتركت في جريمة (الإنقاذ) أو شاركت في الحكم الحالي مسلمة بتغليب المؤتمر الوطني المطلق، على الأمة اتفاقه لإنهاء هذه المسرحية الفجة عبر آلية تجمع السودانيين كلهم ليقولوا لا لتمكين المؤتمر الوطني فوق رؤوسنا ونعم لكلمة سواء تضمنا معه، وإذا دق هذا الاتفاق إسفينا بين حزب الأمة وبينهم فلن يكون هو المخطئ بحال! وسيكونون هم كالمثل القائل: (الفيك بدربو والعليك اقدلبو) فعلام يقدلون بمشاركاتهم ويرمون حزب الأمة بها وهو منها براء؟

    ومن جديد لا ننكر أن لحزب الأمة دورا هاما ليس اعتذاريا أو تبريريا فلا يملك أحد لومه، ولكن عليه أن يدق الأبواب بالإعلام والتوضيح ببساطة لأن الاتفاق إذا لم يطوّر إلى شكله القومي فسيتلاشى حتى ولو صدق المؤتمر الوطني وعده. ولو دق الاتفاق إسفينا بين حزب الأمة والقوى السياسية فهذا الإسفين سيكون مسمارا في نعش الاتفاق في ذات الوقت!.

    مجانية الاتفاق

    اتخذ الأستاذ كمال الجزولي أحد بنود الاتفاق حول الانتخابات كدليل على تنازل مجاني من حزب الأمة. وسنناقش هذه المسألة تفصيلا في الحلقة القادمة بإذن الله ونكتفي هنا بالقول إن النصوص في فقرة الانتخابات كان فيها خلاف أثبت فيها أحيانا موقف المؤتمر الوطني وأحيانا موقف الأمة (حسب اتفاقه مع القوى السياسية في 9/10/2007م) ثم قالت المادة (12) إن هذه النصوص (مازال هنالك تباين حولها يسعي الطرفان لحسمها علي ضوء المناقشات مع القوي السياسية الأخرى.) ومن بينها مسألة النسبة بين التمثيل الجغرافي والنسبي.

    وهذا يعني أن حزب الأمة لم يقدم أية تنازلات، إذ اثبت الخلاف وقال إن الحكم فيها هو القوى السياسية الأخرى (وحكمها معروف بالنسبة له سلفا)، وبذلك لم يجد الأمة حرجا في التوقيع على بيان مشترك مع القوى السياسية صدر أول أمس (14/6) بدار الحركة الشعبية يؤكد على مواقف القوى السياسة بمن فيهم حزب الأمة من هذه القضايا والحركة الشعبية هي التي وقعت اتفاقا نهائيا مع المؤتمر الوطني غيرت فيه النسبة المتفق عليها بين الأحزاب بدون نص على الرجوع لها ومناقشتها كما فعل حزب الأمة فلماذا لم تتهم هذه التهم؟..وهنا من جديد، لم يكن في شرعتنا تنازل، ولو قيس ما تم بمقياس موضوعي لقيل إن حزب الأمة وضع اللبنة الأولى لآراء الأحزاب السياسية أن تجد مكانها في حسم الخلاف حول مسائل الانتخابات عبر الفقرة (12) في باب الانتخابات.

    المكافأة المنتظرة

    طفق الجزولي بعد أن بنى منطقه على مقدمة جانبت الصواب كما ذكرنا، واتخذ مقايسات ناقصة الأركان، يسحب تفاصيل أسئلته حول تفاصيل الأمثلة المقاس عليها، وتساءل عن ثمن التنازلات المجانية التي رآها (بينما الأمة هو الكاسب الأهم لأن جوهر الاتفاق يتطابق مع جوهر ما ظل ينادي به كما ذكرنا)، ثم قدّر أن الثمن ربما كان نصيب مقدّر في السلطة يطمع فيه الأمة! أو تحالف ذكي (كما قال السيد الصادق) مع المؤتمر الوطني في الانتخابات! ولكن: ما نبغي.. هذه تجارتكم ردت إليكم أستاذ الجزولي! وفي الحقيقة فهذه الفقرات في مقال الأستاذ الجزولي كانت محيرة لنا بدرجات فاقت بكثير الحيرة الماثلة في كتابته! ترى هل قرأ الأستاذ الجزولي هذه الأدبيات التي رجع لها في الاستشهادات؟ أما مسألة السلطة هذه فقد قال الحزب إن المؤتمر الوطني من قبل قد عرض عليه مرتين اقتسام السلطة (مناصفة) وأنه أبى ويأبى أن يأتي إلا عبر صناديق الاقتراع، فما تراه يجعله يقتسم كعكة داستها كل السنابك وولجت فيها كل (القداديم) ونصفها ويزيد في الحفظ والصون الأبدي لدى المؤتمر الوطني بلا جدال؟ ليس في شرعتنا قسمة سلطة.. ليس في شرعتنا ولو جاؤا بها إلينا كاملة وهذا موقف مبدئي فلا تذهبن بالأستاذ كمال الظنون! أما مسألة التحالف الذكي هذه فلولا تتبعنا للجزولي ومعرفتنا بأنه ليس من المدلسين لرميناه بها بدون طرفة عين. التحالفات الذكية وردت لدى الإمام مؤخرا في مناسبتين (ونشرتا في صحيفة أجراس الحرية) وهما: ندوة الأربعاء بتاريخ 30/4، وكلمته أمام ورشة الانتخابات في 27 أبريل. وقال ما نصه (قبل الكلام عن التحالفات التقليدية والتي قد تأتي في مراحل لاحقة لا بد من الكلام عن التحالفات الذكية مع المهنيين وغيرهم للأداء المشترك دون شرط الانضمام للحزب. نهتم بقضاياهم ونتحالف حول أهداف مشتركة).. وهل يعقل أن يكون هناك تحالف انتخابي (ذكي) مع المؤتمر الوطني؟ إنما ميزة حزب الأمة على غيره من الأحزاب أنه الأنقى من المشاركة في حكمه وهذا كرته الرابح انتخابيا، وقد يفكر بعض الناس داخل حزب الأمة أو في الحركة الشعبية أو الاتحادي الديمقراطي أو غيرهم بإمكانية التحالف مع المؤتمر الوطني، لكن الحزب أعلن أن مسألة التحالفات في الانتخابات ستحسم ديمقراطيا داخل مؤتمر الحزب العام القادم، ولا أظن لو طرح البعض هذا الموقف سيجدون تأييدا يذكر، و(قطع شك) لن يعتبر أحد هذا (ذكاء)! والسؤال: نحن لا نعتقد أن الجزولي قرأ هذا الكلام من مصادره، فمن باعه هذا الكلام (الخارم.. بارم) على أنه من كلام الإمام؟.

    سفينة نوح

    من جديد افتقد الأستاذ كمال تدقيقه الشهير، ومرد هذا في رأيي الحيرة التي تسبب فيها إما غياب المعلومة أو حضور التشويش من جهات عديدة ولغت في إناء التراضي و(جهجهت) بعض أصحاب الرؤى والأفكار. فالسيد الصادق ما انفك يتحدث عن التراضي الوطني باعتباره وصفة عالمنا العربي والإسلامي والإفريقي السحرية، وتحدث في كتابات عديدة في صحيفة الشرق الأوسط وفي أوراق منشورة –والأستاذ كمال متابع لفكر الصادق مهتم به يرشف فناجينه ويداخله حتى وقت قريب- قال في كلمته أمام ملتقى القدس الدولي بتركيا في نوفمبر الماضي (هنالك مناطق ملتهبة في العالم الإسلامي مثلا فلسطين، العراق، لبنان، السودان، الصومال، أفغانستان، وغيرها. ينبغي العمل على سد الثغرات فيها عن طريق الوحدة الوطنية لا الاستقطاب). وتحدث مرارا عن فكرة (التراضي الوطني) باعتبارها الوصفة التي وصلوا لها- ضمن وفد نادي مدريد- في بحثهم عن أوضاع المنطقة في كل من الأردن والمغرب والبحرين... فالتراضي الوطني كفكرة مجردة (وليس الاتفاق بين الأمة والوطني) هو عصا موسى التي تلقف ما يأفكه الاستقطاب، وهو سفينة نوح التي تنقذ بلداننا من طوفان المواجهة والتمزق والدمار.. والتراضي الوطني هذا، سوى أتى عبر اتفاق التراضي بين الأمة والوطني، أو أتى عبر مبادرة السيد محمد عثمان الفردية، أو غيرها من المصادر، هو الفكرة التي نظنها سفينة نوح.. و(نوح) هنا في رأيي هو الروح الوطنية المخلصة التي تنتظم جميع الأحزاب فتدع اللجج والخصام، وتشمّر من أجل انتشال بلد يغرق! وليس في شرعتنا في هذا الحديث محاكاة قطار (الإنقاذ)، أو الحديث حول ناجين ومغرقين لأنه وببساطة لو لم يركب الجميع فسنغرق كلنا والوطن!



    نواصل بإذن الله

    وليبق ما بيننا

    (نشرت بصحيفة أجراس الحرية في الاثنين 16 يونيو 2008م)
                  

06-19-2008, 01:13 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: عبدالله عثمان)



    الامبراطور في دوامته و الامام في متاهته

    عجيب أمر ما يجري في باطن هذا السيد! الصادق المهدي

    د. عبد السلام نور الدين
    [email protected]

    والاَن ً نحاول جهد المستطاع ان نتلمس اجابه لهذا السؤال: ما الذي اثار حفيظة السيد الصادق المهدي وفجر مرارته ودعا ه الي التحريض السافر لقمع العدل والمساوة وأنزال أقصي العقوبه الرادعه بقائدها ومنتسبيها وقد عني بفصيح الكلام تأبيرها الي العروق من الوجود.

    من المفضل دائما تشقيق هذا السؤال الي شرائح ليتسني لنا استعراض اكثر من وجه محتمل للأجابه قبل ترجيح اي منها.

    **هل اصيب السيد الصادق بالخرف او الذهول المتقتطع الي الحد الذي تبدي لعقله في متاهته أنما قد هجم خليل أبراهيم خصيصا لينتزع منه رئاسه الوزراء وليفسد عليه متعه سلطانه وقد نسي في غمره ذلك أنه لم يعد رئيسا للوزراء منذ الثلاثين من يونيو 1989 وان الذي جرده من بهاء الاقامه في عماره الوزاره هو عمر البشير الذي رضي عنه وليس الخليل الذي اثار حفيظته؟

    **هل أصاب السيد الصادق في العاشر من مايو 2008 ما أصاب الامبراطور فيدل بوكاسا) Jean-Bédel Bokassa 1921 –1996, ) الطاووس المختال في أفريقيا الوسطي حينما كان في زياره فوق العاده لمصر في 1968 واستقبلته القاهره بالحشود والشعل التي تليق بجلاله الامبراطور الظافر فانشرح صدره وطاب ثم بغته وعلي غير ما لم يخطر ابدا علي بال الامبراطور قطعت القاهره أرسالها المسموع والمرئي لتعلن للناس: أن بيت المقدس قدأحرق وان دوله أسرائيل هي المتهم الاول - فما كان من فيدل بوكاسا امبراطور أفريقيا الوسطي الا ان هاج و ماج حتي أغمي عليه من الخبر فلما عادت اليه الحياه قطع علي التو زيارته لمصر معلنا لكل العالم : فليلعم الجمع ممن شاهد محفل الاحتفاء بنا أن اسرائيل قد أشعلت النار في بيت المقدس لتفسد علينا شخصيا بهجه استقبالنا في مصر ولن نغفر لاسرائيل ما فعلت بنا .

    . يبدو ان السيد الصادق الذى قطع شوطا بعيداُ ودون علم قواعده الحزبيه أورصفائه في احزاب المعارضه فى الترتيب والاعداد لعرس الرضا والتراضي مع سادة المؤتمر الوطني قد وقع عليه هجوم العدل والمساواة الذى تم فى الوقت غير المناسب لجدول أعماله وقع الصاعقة إذ انفض من حوله الانقاذيون لكي يتفرغوا لصد الهجوم غير المباغت عليهم وتركوه قائما لا ارضاُ قطع ولا ظهرا ابقى وخال في ليلة مقدار طولها الف عام مما يعد أن كل شيء قد ذهب الى غير رجعة فاصابه ما اصاب امبراطور افريقيا الوسطى من الارتجاج والانقباض فصب جام غضبه على خليل ابراهيم الذى تعمد في تصوره ان يقطع علي أيام سعده الطريق ويسقط عن يديه "الحريرة" "والضريره" والجبيره" ويحظر عنه زغاريد الفرح لذا اشتاط وارغى وازبد .

    **

    **لانستبعد دورا ما للخرف في غضبه السيد الصادق المضريه التي لا تمت الي " جهاده المدني" بواشجه لاسباب كثر منها :ان قد ناهز الصادق الثالثه والسبعين عاما ولايزال يتطلع الي وجهه في بركه ذاته برسيس احاسيس من كان في العمر فتيا. الجدير بالذكر أن الجد " السير" عبدالحمن المهدي الذي لقب أيضا ,,بالاب الكبير لجميع السودانيين,, الذي نقل كل الاسره من مزق و خرق الفقر المدقع الي الثراء العريض والمن ونال اوسمه الجداره التي لا يلقاها من غير البريطانيين الا من خدم سيده البحار بصبر واخلاص وبعث المهديه من مرقدها في حلل جديده تلبي مطالب الامبراطوريه ثم كتب جهاده في سبيل الله- قد توفي في الرابعه والسبعين من العمر 1885- 1959 وحقا لا تدري نفس متي وباي ارض تموت ولكن الموت المبكر لخلايا الدماغ في القائد السياسي الذي لا يعترف بحركه الزمان في جسده او في الحزب الذي يقوده( وهو امر شائع في اوساط ائمه ورعاه احزاب السودان) قد يفضي الي شيئ جد مرعب ان يتحول الخرف والذهول الي مصدر للمعرفه ومن ثم الي برنامج ومرشد للعمل السياسي في الحياه اليوميه وسفينه للابحار في اليابسه ومع ذلك والحق يقال - فليس الصادق وحده من قادة الاحزاب ورؤسائها من خطا الي تلك العتبات التى تتساقط فيها قدرات العقل جذاذا، وحيث يصبح السهو والنسيان والاستغراق المؤقت في اللاشئ قاعدة عامة، والحضور الذهني الكامل استثناءا .ليس الصادق وحده من يدخل تلك المتاهة من العمر حيث تصبح مقاومة التثاؤب والنوم في الضحي واثناء الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات الحاسمه للحزب ضرب من المعجزة التي لا تتأتى الآ لاولى العزم من قادة الاحزاب. ليس الصادق وحده بين قادة الاحزاب من يدخل تلك المنطقة الداكنة من العمر ذات الطابع الميتافيزيقى حيث تختلط الازمنة بالامكنة، وتضطرب المقالات في الذهن وترجحن, وتصبح مقاومة فكرة الموت في تفاصيل الحياة اليومية كمقاومة الهروب لجيش منهزم امام اخر كاسح التقدم. وليس الصادق فريدا او استثناءا في الحياة السياسية السودانية حينما يتجاوز ذلك الخط من العمر حيث تتبادل فيه وظائف الدماغ الادوار في عقل السياسي وتنبهم الرؤيا، ويضحى عسيرا بمكان فك الاشتباك بين التداعيات والاستطراد والهلوسة والاحلام والطموحات فى قرارات واحاديث وبيانات ذلك السياسي الاول,, ولكن الذي لا مراء فيه ان الصادق وحده بين كل قاده الاحزاب السياسيه في السودان من بلغ حدا يصرح فيه بملء فيه للسودانيين جميعا في مشارق الارض ومغاربها وفي مطالع الالفيه الثالثه ودون ان تأخذه الشكوك في صحه ما يقول أو حرج انه سيدنا نوح وان سفينته التي زأرت ابواقها علي أهبه الاقلاع ثم يبسط ذراعيه بالترحاب لكل الهاربين منه الذين يتصورونه ذلك الطوفان الداهم الذي لا يبقي ولايذر بحسبانهم هاربين اليه ليعصمهم من الماء أو أولئك الذين استغشوا اصابعهم في اذانهم حتي لا يسمعون الذي يستنكرون منه فيخال انما تتداول اسماعهم اناملهم العشر توقيعا وطربا له فيزيدهم من شلال فيضه لانهم يشكرون.

    **ولانستبعد أيضا ان قد كانت الشطحات ذات الطابع البوكاسي (نسبه الي الامبراطور فيدل بوكاسا-الناصر صلاح الدين-سابقا) عنصرا في حمي حنق الصادق علي خليل ابراهيم و مع ذلك نرجح ان القشه التي قصمت ظهر الصادق المهدي في هجوم العاشر من مايو أن خليل ابراهيم قد اقترف أم الكبائر في ناظر ,,السيد,, حينما اتصلت اسبابه السياسية بالرئيس التشادي ادريس دبي والرئيس الليبي معمر القذافى واضحى يجالسهم ويفاوضهم في شئون السياسة والحكم وربما أيضا يؤاكلهم ويفاكههم وينال منهم الحظوة والقبول والخط الاخضر.

    من المعلوم لدي غير العموم أن قد يغض,, السيد,, الطرف احيانا ويغفر لابناء غرب السودان ’’ حمره وزرقه’’ ما دون التطلع للحكم والسياده التي ليس لها ان تخرج منه او من ال بيته وان خرجت فبرضي كما قد وقع لانقلاب عبود في 17 نوفمبر 1958 أو بظلم من غيرهم كما قد جري في مايو 1969 والانقاذ 1989 ولا ينبغي للدارفوريين ان يخوضوا في الاحكام السلطانيه والسياسه الربانيه وقد حباهم الله من يدبر الامر لهم بالاصاله عن نفسه وبالوكاله عنهم, ومهما يكن من أمر فان ال المهدي هم الملوك والاهالي من غرب السودان هم الرعيه, والعين لا تعلو علي الحاجب ومن دخل في ما لا يعنيه سمع مالا يرضيه, وعلي أبناء غرب السودان أن يكونوا حيث هم كالكلب في حفاظهم للود وكالتيس في قراع الخطوب, ولا يصلح الناس فوضي لاسراه لهم ولا سراه اذا ما جهالهم سادوا.اما خليل أبراهيم فقد تخطي حدود الكلب والتيس وحدود دارفور في الجغرافيا والتاريخ وتعدي علي حدود الله واغتصب حقوق الائمه وظلم نفسه فكان السخط والغضب

    أو هكذا تحدث السيد الامام في تيهاء متاهته في مساء العاشر من مايو 2008.



    د-عبد السلام نورالدين

    [email protected]

    نواصل في الحلقه الخامسه
    from sudanile
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de