|
Re: منظمة المجتمع المدني بالمملكة المتحدة و ندوة لندن من منظور ايجابي د. محمد سيدأحمد عبدالها (Re: osman righeem)
|
منظمة المجتمع المدني بالمملكة المتحدة و ندوة لندن من المنظور الايجابي
د. محمد سيد احمد عبد الهادي
لقد أقامت منظمة المجتمع المدني السوداني بمدينة لندن يوم 12 من هذا الشهر ندوة بعنوان "السودان يكون او لايكون" وقد كانت هذه الندوة ناجحة بكل المقاييس حضورا وتقديما و مشاركة وموضوعية . حضرها نفر غفير من الشخصيات المعنية بالعمل العام ،وعدد من البريطانيين المهتمين بالشأن السوداني، تحدث فيها عدد من قمة الدبلوماسية السودانية والفعاليات والحركات السياسية والشخصيات المعروفة ، وقد بدات الندوة حوالى الساعة 5.30 مساء وانتهت فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، (مما يدل علي اهتمام الحضور بالنقاش ....)
وتكمن أهمية هذه الندوة فيما اتسمت به من تحرك لمؤسسات المجتمع المدني متمثلة فى منظمة المجتمع المدني بالمملكة المتحدة واهتمامها بهموم السودان دون تغليب للانتماءات السياسية . ورغم ما يقال بان ما دار هو حديث مكرر الا ان ما اتسمت به هو الشفافية والصراحة التي طرحت بها الموضوعات والروح التي قوبلت بها تلك الطروحات . وهنا أعرج علي ما ذكره ممثل الحركة الشعبية ضمن مداخلته موجها حديثه الي د. علي الحاج بانه (د.علي الحاج) كان يحمل حقيبته الممتلئة بالدولارات متجولا في اوروبا ليرشي عناصر الحركة الشعبية . والمهم هنا ليس ما ذكره ممثل الحركة بل هو الروح العالية التي تقبل بها د. علي الحاج ذلك . فهذه كانت روح الندوة وهي الروح المطلوبة للتعامل اذا اردنا ان نتفق كسودانيين للتوصل الي حل لمشاكل السودان .علينا ان نتعلم ثقافة الحوار . حقا كانت ألمواجهه و الصراحة فى الحوار و النقاش والطرح هي السمة الغالبة للندوة و"بدون زعل".
لقد كان المتحدث الرئيسي السيد إبراهيم طه أيوب وزير الخارجية(الأسبق) بعد انتفاضة ابريل 1984 ، وأدار النقاش /الندوة السيد فاروق عبد الرحمن وكيل وزارة الخارجية فى نفس الفترة(رب صدفه خير من موعد) ،وهي لاشك فترة حرجة في تاريخ السودان نجحا خلالها فى قيادة مركب العلاقات الخارجية (خلال الفترة الانتقالية) الي ان استلمت الدفة الحكومة الديمقراطية ، وقد أدار الاستاذ فاروق النقاش بحنكة وصبر، خاصة ان الاتجاه المخطط للندوة هو قضايا السودان الساخنة دون أي انتماءات سياسية او جهوية ، وذلك لان السودان يمر بمرحلة معقدة مليئة بالازمات، وان التحدي هو كيفية الخروج منها بأقل خسائر. ولكن كما هو معروف فان أي جمع سوداني لايخلوا من النعرات ألانتمائية ، وقد شدد الأستاذ فاروق بلباقة علي اتجاه النقاش لقضايا السودان وكل السودان، ذاكرا بأنه لا اعتراض ان يذكر أي متحدث انتمائه السياسي إن أراد ذلك.
من ناحية اخري، تكتسب هذه الندوة اهمية خاصة حيث ان المجتمع السوداني كان في حالة ركود تام مما ادخل الإحباط في نفوس الاغلبية، خاصة ان مدينة لندن كانت دائما مركز للحركة السياسية والاجتماعية والثقافية والتجارية السودانية . فهي لندن التي قاد منها الشريف حسين الهندي (طيب الله ثراه) المعارضة ضد حكومة النميري ،.. و لندن هي التي استعاد منها الرواد الاوائل للتجارة في السودان مركزهم التجاري بعد ان صادرت شركاتهم حكومة مايو البائدة .. و لندن هي التي كان علي أرضها اول بيت للسودانيين في الخارج " بيت السودان 31و 32 "Rutland Gate ، فمن الحسرة ان يصاب المجتمع السوداني فيها بالركود.
كما ان هذا الحراك الذي دشنته هذه الندوة ايضا يقودنا الي النشاط الذي بداء يظهر علي الجالية السودانية بعد ركود طويل ، وقد يكون ذلك الركود هو نتيجة لما كان يدور في الساحة السياسية خلال الفترة الماضية ،، بعد مشاركة التجمع الوطني في الحكومة، والوعود المتكررة بان كل مشاكل السودان في طريقها الي الحل؛ فاوجد ذلك في الفترة الماضية نوعا من حالة الانتظار " wait and see " ، والتي يبدو انها طالت فبدأ الحراك يأخذ طريقه في كل الاتجاهات من جديد. فنري ان النشاط قد دب في جسم الجالية فتكون مجلس جديد للجالية السودانية تترأس دورته امرأة تعرف بالنشاط الدؤوب وطول البال وحسن الخصال، وقد وضع وحدد المجلس برامج عمله وبداء نشاطه في كل المجالات وشعاره هو الجالية السودانية، وكل الجالية، بتجرد من أي انتماءات، مما يقوى الروابط بين السودانيين ،ويجعلها جالية قوية يحسب لمواقفها حيال القضايا الوطنية الف حساب.
فالتحية الي منظمة المجتمع المدني بالمملكة المتحدة و علي رأسها د. صلاح البندر، ونعول علي ما ينتظر من المنظمة الكثير، ونتمنى ان يستمر النشاط والحراك أياً كان شكله ، و يكون لهذه الندوة ما بعدها ؛ وان لا تكون كقصيدة عمرو ابن كلثوم ليس ل "بني تغلب" غيرها. والتحية الي مجلس الجالية و رئيستها السيدة الفاضلة سهير شريف،و نرجو لها التوفيق والسداد في مهمتها.
| |
|
|
|
|