|
وزير المالية يقول:(الرئيس أوصاني بالمستضعفين)..ونحن نقول لقد نفذت الوصية على أكمل وجه
|
أدناه لقاء أجراه الاستاذ الطاهر حسن التوم (مجلة الخرطوم الجديدة) يروي وزير الماليه جانبا من حياته الخاصه ومافيها من مشاق فهو العطبراوي الكادح بدلا عن الوقوف بجانب المستضعفين اثر السيد الوزير أن يكون عدوهم الاول يثقل كاهلهم يوما بعد يوم بالمزيد من السياسات التي تخدم قضايا الانقاذيين وتزيد من تعاسة وشقاء البسطاء والمواطن تدعمه الدول في اي قطر في العالم الا في السودان حيث يتكفل المواطن السوداني المغلوب على أمره بدعم الدولة ولكم أن تتخيلوا أن تصل فاتورة هاتف يخص شخصية رسمية 500مليون جنيه وتبلغ كذلك مديونية وزارتين سياديتين 200 مليار جنيه وكذلك تبلغ قيمة مكالمات الاجهزة الامنية 5و3 مليار دولار(الجماعه يتونسوا) والشعب يدفع م...الوزير يتحدث عن وصايا الرئيس له فهل نفذ الوصية بوجهها الكامل أم أن الرئيس يقصد عكس ما أوصى به
يروي (للخرطوم الجديدة) تجربته
الرئيس أوصاني خيراً بالمستضعفين
أتى من غباش الأرض وارتوى من ماء النهر وامتطي دواب الصحراء وسلك الدروب الوعرة وتحصل الحكمة من أفواه الراشدين ... تأني مليا في الكتب والبحوث وسبر أغوارها... تمرس في السياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية ودرسها لسنوات ونال دربة ودراية متنوعة وغاص في تفاصيل الأشياء وحلل مشاكل التعقيدات... في أحلك أزمات المواصلات مطلع التسعينات استوعب حلول معالجاتها وفي أصعب أوقات الاحتياجات وقضاء حوائج الناس والبيوت تولي ادارة التموين وصرف الغذاءات للأسر ولعل الناس قد نسوا تلك الفترة العصيبة وتصاريفها..
ما كان يدري ان تصاريف القدر ستضعه ذات أيام علي كرسي هو الاسخن والالهب من غيره من الكراسي الوزارية . فقد تولي أصعب الحقائب وجعلته القيادة علي خزائن الدولة يعبأ بأثقالها ويوزع محتواها ويفاوض مؤسسات المال الدولية بما اختزن من علم ودرس وتجربة مالية واقتصادية ... انه وزير عالم متواضع وشاب حي يمشي بين الناس في الأسواق ويعرف مسالك البنوك وممالك الأموال وقد جلسنا إليه الأخ الزبير احمد الحسن وزير المالية والاقتصاد الوطني جلسة شفافة تجوّلنا فيها في ذاكرته وتحدثنا عن أم الطيور المنطقة والبيئة التي نشأت فيها
حاوره الطاهر حسن التوم
، ما طبيعة الناس فيها وطبائعهم كيف كانوا يتعاملون ؟
- أم الطيور هي واحدة من قري الريف السوداني قامت في منطقة زراعية وفيها اختلاف نوعا ما انها قريبة من المدينة وحصل ارتباط بالمدينة عطبرة وبالدامر القريبة ايضا وكان عدد كبير من اهل ام الطيور يعملون في السكة حديد بعطبرة وكثيرون منهم مرتبطون بعطبرة يبيعون فيها محصولاتهم الزراعية وحيواناتهم المرباه واللبن وما تجود به النساء من ضفائر السعف .. وقرية ام الطيور ممتدة علي طول عشرة كيلومترات غالبية اهلها جعليون وقد جاء اسمها من تعدد استيعابها لقبائل شتي سكنت المنطقة علي مراحل وفترات مختلفة فيها الشوايقة والرباطاب والميرفاب واهلها جميعهم يشتغلون بالزراعة، أي مزارعون ترابلة ومجتمعهم مترابط الي ابعد حد والتدين سمة بارزة فيهم ومعظم سكانها إما ختمية أو قادرية وكل القرية علي امتداد العشرة كيلومترات يعرفون بعضهم بعضا ويتعارفون معرفة عميقة.
حسب ما ذكرته كان مفروضا ان تكون صوفيا وختميا ملتزما من اين جاء اهتمامك وانضمامك للحركة الاسلامية؟؟
- كان المفروض ان اكون شيوعيا من واقع زخم الحزب الشيوعي وتركزه في عطبرة.. لقد نشأنا متدينين بحكم العلاقة بأبينا الذي ربطنا بالمسجد منذ كنا صغارا وفي اولي متوسط داومنا علي حلقة تلاوة بالمسجد وكان يدرسنا استاذ درس في الازهر الشريف وخريج المعهد العلمي اسمه استاذ يوسف حمد علي كان ياتي في الاجازات يدرسنا ونواصل بعده.. وفي المرحلة الوسطي كانت سطوة اليسار علي اشدها وكانت ثورة اكتوبر وكنا نحفظ اناشيد اليساريين ونتعاطف معهم وكنا متمسكين بتديننا عندما التحقنا بمدرسة عطبرة الثانوية وقبل التحاقي بها بعام كنت اتيت من القرية الي عطبرة اشتري كتب لغة انجليزية. وانا في السوق وجبت صلاة الظهر فسعيت الي المسجد والتقيت في المسجد بالاخ هاشم ابوبكر المحامي والقيادي النقابي حاليا وكان يسبقنا في الدراسة بعام في مدرسة عطبرة وصلينا مع مجموعة عرفنا فيما بعد انهم حركة اسلامية وكان هذا اول احتكاك لي او اقتراب من الحركة الاسلامية وبعد عام تقريبا انتقلنا من المتوسطة الي الثانوي بمدرسة عطبرة الثانوية وكنت مواظبا بالصلاة في المسجد وحلقة التلاوة وذات يوم جلس معنا زميل دراسة وبعد الحلقة صافحني ودعاني ان افطر معه ولبيت دعوته..
هل تذكره؟؟
- نعم بالتاكيد هو الاخ دكتور معتصم عبد الرحيم الحسن والي الشمالية السابق وكيل وزارة التربية والتعليم حاليا وقد ربطتني معه اخوة وصداقة وحتي الان في تواصل دائم... تحدث معي وقال لي انهم ينشطون في تنظيم الاخوان المسلمين ويتطلعون ان انضم اليهم وانشط معهم وقدم لي مجموعة كتيبات ان اقرأها وافيدهم برأيي...
هل تذكر ما اعطوك له ؟؟
- كانت مجموعة كتب الامام حسن البنا، دعوتنا ، نحو النور والمأثورات... قرأتها بالفعل وعبرت للاخ معتصم ان محتواها قيم ولما علم حبي وولعي الشديد بالاطلاع والقراءة سارع الي ان اكون ضمن مجموعة كانت تتدارس جماعيا كتاب "في ظلال القرآن" للشهيد سيد قطب ، وما زلت اذكر تفاصيل اول جلسات تفسير الظلال كانت سورة "ص" وسورة "ق" وسورة "محمد" كان ذلك عام 1971م والاخ معتصم في السنة الثالثة ثانوي وكنت في اولي ثانوي ..
ماذا اضافت جامعة الخرطوم لحياة الزبير الطالب الاتي من ريف عطبرة وماذا درست؟؟
- درست في كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية... اتينا الي جامعة الخرطوم ووجدناها في غمرة نشاط اتحاد الطلاب وثورة شعبان الطلابية وقد وجدت نفسي في زخم المشاركة السياسية الواسعة ودور الحركة الطلابية الفاعل في مختلف المناشط وكانت فترة خصبة جدا تمرسنا فيها علي دروب المفاكرة واساليب الحوار والنقاش وقد عاصرنا فترة المعارضة الطلابية لحكومة نميري وعملت ناشطا في الجوانب الاجتماعية وخدمات الطلاب وحل مشاكلهم الاجتماعية.. وكنت اسكن في الجامعة مع زملاء شيوعيين بل مع الملتزمين منهم وكنا نتناقش كثيرا .
من منهم؟؟
- اتذكر الاخ عبد المنعم سعيد وقد عمل بعد تخرجه من الجامعة في وزارة المالية ولكنه اغترب ... لما كنت في السنة الثانية جامعة اعتقلني جهاز الامن وقد اضافت لي فترة الاعتقال التي امتدت لسنة ونصف السنة ما بين سجن كوبر وسجن دبك شمال الخرطوم سانحة ما كنت احلم بها فقد اكملت حفظ القرآن .
الم يكن السجن مساحة للتعمق في ابعاد فهم الاسلام السياسي؟؟
- بالنسبة لي منذ مرحلة الثانوي وضحت لي هذه المسألة وكنت ادرك الرؤي الفكرية للتدين في ادبيات الحركة .
كيف تقبل الوالدان غوصك في النشاط السياسي وانضمامك للحركة الاسلامية؟؟
- صاروا بين التقبل لما اقدمت عليه لشعورهم اني سرت في تيار هم مطمئنون له من ناحية دين وتدين واستقامة ، وبين خوف وخشية من مخاطر سأواجهها من واقع حملات الاعتقالات التي تشنها حكومة مايو علي معارضيها ومنعها اي انشطة خارج اطرها .
ما وقع امر سجنك الاول علي الوالدة؟؟
- سجنت بعد يوم واحد من اندلاع ثورة شعبان 1974م في اول ايام صبر الوالدان علي سجني ولكنهم مع مرور وامتداد فترة الاعتقال زاد الاثر النفسي عليهم جراء اعتقالي وعندما وقعت احداث حركة يوليو 1976م ونفذت في محركيها اعدامات تواترت الانباء عن اعدام المعتقلين تضاعفت الاثار النفسية علي الوالدين وتوتروا غاية التوتر ولكنهم صبروا واحتسبوا احتسابا شديدا... ومن الطرائف اننا اعتقلنا في سجن دبك فترة زادت عن ستة اشهر واحصوا خمسة اخوان لم يأت احد لزيارتهم في حين كانت الزيارات تتم بالواسطة واهل المعتقلين يأتون الي السجن في يوم الزيارة المحدودة وكنت واحد من الخمسة ، عمر ميز، وزين، ود . احمد عبد القادر . والمرحوم الشيخ كبير، واطلق علينا في السجن تسمية جمعية حمزة.
الداعية اللبناني فتحي يكن يصف الزواج في حياة الحركيين بانه منعطف خطير ، متي وكيف تزوج الزبير احمد حسن؟؟
- تزوجت بعد تخرجي بسنة من زميلتي الجامعية نادية عبد العظيم سيد احمد شايقية من البركل ريفي كريمة وقد تخرجت في كلية التربية جامعة الخرطوم في ذات عام تخرجي ورزقنا الله "سارة" في رابعة طب و"محمد" في اولي هندسة بجامعة الخرطوم ،واسراء في اولي ثانوي والرميساء في السنة الخامسة او السادسة لا اعرف واخر العنقود سيف الدين في الروضة عمره اربع سنوات . ونادية تحضر الان للدكتوراة والتحقت استاذة محاضرة بجامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية. ثمّ تزوجت الاستاذة سعاد عبدالرازق من المسيكتاب سنة 1997م تعمل بشركة شيكان للتأمين . اذ استشهد زوجها الشهيد دكتور عوض عمر السماني ورزقنا الله "عوض" عوضاً عن الشهيد د. عوض عمر السماني ، الصغير واذكار ، وسعاد تحضر حاليا لنيل الماجستير في ادارة الاعمال .
عرفنا علي البيت الكبير اخوانك والاخوات؟؟
- اعد اكبر اخواني ومن بعدي "عبد الغفار" ويعمل مزارعا في البلد عمل لفترة عسكريا بسلاح المدفعية عطبرة وبعده "محمد" عمل معلما باليمن وعاد الان للعمل بالزراعة ورابعا "عبد الحليم" يملك دكانا صغيرا في سوق عطبرة ثم "محمد عثمان" عمل في سلاح المدرعات لست سنوات وبدأ يشتغل في تجارة المحاصيل (ما هو تاجر كبير تاجر فوق كرعيهو ساكت..) وقبل محمد عثمان اختنا خديجة متزوجة وتسكن القرية واخر العنقود اختنا مريم الصغري .
كيف يوفق الزبير بين مهامه وزيرا للمالية وهي مهام لها تبعاتها الثقيلة وبين اطفال واسرة تحتاج لكثير من العناية والي اي مدي ساعدت الزوجتين في تسيير الامور والمعاونة في المهام؟؟
- حقا جزاهن الله خيرا فهن لسن مقصرات في اكمال النقص الناتج من ان الزبير وزير مالية وحقيقة ربنا يبارك في الوقت والحمد لله البركة تنزل علينا . وفي اعتقادي انه اذا كانت كثرة المشغوليات تشغل عن الرعاية الاسرية لامتنع الرسول صلي الله عليه وسلم عن تزوج زوجاته التسع.
الذين يشتغلون في العمل العام ويتزوجون واحدة فقط تراهم في انقطاع دائم عن منازلهم بسبب كثافة مشغولياتهم ويحتجون من كثرة ضغوط العمل وعدم قدرتهم علي خلق الموازنة بين العمل والمنزل... وكثير من زوجات المسؤولين يشكين من ذلك- من تجربتك ماذا تقول؟؟
- هذه طبعا مشكلة ولا اقول بغير ذلك فدوامة العمل العام تجعلك تعمل أحياناً 24 ساعة متواصلة وتصل مرات للحد انك تجلس لتناول شاي الصباح مع اولادك تجد نفسك تزاول عملا عاما كل امرء يريدك ان تقضي له غرضا ، ايجاد فرصة عمل او مساعدة واولادك يطلبون منك التبرع لقافلة ثقافية هم فيها وناس الحي يريدون مساهمة منك بمقادير كبيرة ، وفي الاستقبال كثيرون ينتظرون ، والزوجة تقول لك اخو فلان او ابن الجيران يريد عملا ويعطونك مذكرة انها وصلت في رابطة كذا او اتحاد منطقة كذا او مهنة من المهن .. وليس امامك من سبيل الا ان (تشيل) كل هؤلاء وهمومهم معك وتنتظر الاجر والثواب وتحتمل بالصبر.
ترانا مشفقون عليك فعندما أتيناك لحوار "الخرطوم الجديدة" في ذهننا سيكون مع الزبير أشخاص كثيرون علاقتهم به وثيقة لكن نتذكر ان الوزير الزبير متسع الصدر في تقبل الاشياء وتحمل الضغوط .. فهل هذه طبيعة اصلا ام هي ضرورة المنصب ام الاثنان مجتمعان؟؟
- الحمد لله من نعم الله تعالي علي ان صير صبري ممدودا وغير نفوسنا كثيرا وكنت معروفا بانني حاد وصارم الصرامة التي ورثتها من جدي الذي عمل بالبحرية البريطانية ومن والدي وكثيرا ما دعوت الله ان يحسن اخلاقي وسعة الصدر جزء كبير منها تأتي بالإكتساب والتعلم .
وأنت في مواقع ليست لها علاقة بالعمل ..كيف تتصرّف حينما يطلب منك شخص خدمة معينة ؟؟
- لك ان تتخيل شخصا يلتقيك وانت تشارك في دفن جثمان بالمقابر تسهم في حفر اللحد وقبل ان تأخذ نفسك وتجفف عرقك يهمس في اذنك شخص عرف انك وزير المالية ويتحدث معك في شأن مالي من البديهي ان زجرته ونهرته فلن يلومك احد وفي مقدورك جدا ان تنهره لكن الاوفق تقول له التقيني غدا بالوزارة وكذلك تكون في عقد قران اخوك وجالس جوار المأذون فيباغتك شخص وانت مزدحما باجراءات عقد القران ويقول لك .. والله انا بعدين ما بلم فيك انا عندي معاك موضوع يحتاج حل وهكذا حالنا... واذكر في هذا المقام ان الصبر علي مشاكل الخلق من الدروس التي تعلمتها من اخونا الشهيد حاج نور فقد كان يكرر دائما ان زكاة الحياة الصبر علي مشاكل الخلق .. وايضا اخونا المهندس شيخ الصافي جعفر يقول من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم فلا تضجروا فتنقلب النعمة نقمة ...
من خلال تجربتك نحن نقدر ان وزير مالية في بلد مثل السودان بمشاكله المتشعبة والمعقدة هو قبلة الناس ينقلون مشاكلهم ويداخلون بين الخاص والعام . كيف تتعامل مع ذلك؟؟
- اصلا انه لولا ان العمل العام هم ومغالبة لما وصفه الرسول صلي الله عليه وسلم بحديثه : " انها لامانة وانها لخزي وندامة يوم القيامة الا الذي اخذها بحقها "، وحقها هذا هو المفاضلة وبالتأمل تجد ان ادني ذلك الحق هو الصبر واعلاه الاجتهاد في مصالح الامة من حولك ومن تتعلم منهم والمجتمع والتقاط المعرفة الـ micro صغيرة صغيرة كلها اذا راعيتها خدمتك لتؤدي مهام المنصب والتكليف بالطريقة المثلي ..
جئت الي وزارة المالية من البنوك وتنقلت في العمل الخاص بين الزراعة والتجارة ما اثر التنقل هذا علي عملك الان وزيرا للمالية والاقتصاد الوطني ؟؟ ، وهل توافقني ان الانبياء عندما كانوا يرعون الغنم كان ذلك جزء من معرفة الحياة وما قولك في ان يهتم وزير مالية الدولة بحاجات صغيرة؟؟
- كل شيخ له طريقته وكل شخص له تجربته تضيف له طعم وشكل معرفي يستفيد منه في مقعده الذي يتولاه وتوليك مهام وزير المالية اعدها وظيفة عارضة ، الاصل هو وظيفتك في الحياة كلها . وما من شك تجارب النشأة البسيطة في بيئة ريفية فقيرة تدعك تحل مشاكلك منذ وقت مبكر كأن تمتهن الشغل في السوق ايام الاجازة وتستغل الزمن او ان تجد عملا وانت طالب او عمل اضافي اخر يوسع له رزقه وممارستي الزراعة والتجارة كلها زادت معرفتي وجعلتني علي معرفة بتفاصيل الاقتصاد في الريف والمجتمع السوداني بقدر اقرب الي تفهم الواقع حقيقة ومحاولة استنباط حلول او ايجاد معالجات مع الفهم السريع للمشكلات.. واذكر مثلا انني زرت شمال دارفور شهر اكتوبر العام الماضي برفقة السيد النائب الاول للرئيس ومن تجاربي اثناء فترة الجامعة وبعد التخرج مباشرة صرت اسافر باللواري الي الفاشر ومليط في إطار عمل تنظيمي من خلال العمل التجاري ومنذ تلك الفترة عرفت طريق الانقاذ الغربي قبل ان يخطط وعندما خطط كنت حافظا لكل مساراته وعندما تحدثت في اللقاء السياسي مع الاخ النائب الاول تطرقت للطريق وذكرت خبرتي من سفري ذاك ودقنا للصاجات بين ام مراحيق ، وام قوزين، وضربات البرد في بروش ووحل ام كدادة استغرب الحاضرون وقالوا هذا الوزير يعرف تفاصيل التفاصيل وكان لحديثي وقع السحر، انني اعرف صعوبة الطريق ووعورته واقدر مدي اهميته علي حياة البشر في دارفور كحاجة اساسية وأدرك اولوية الطريق وهذا مهم جدا وافضل من الدراية بالاطلاع علي الورق دون الواقع وما اوردته مثال للتجربة العملية واثرها في وظيفة الانسان ... لكن ليس بالضرورة اي إنسان يكون سلك الطريق حتى يكون عارف ان طريق الانقاذ الغربي اولوية... ما اقصده الاثر وكذلك الزراعة كمهنة من يزاولها يكون عارف بها وبمشاكل المزارعين... صحيح معرفة التفاصيل لها حسنات وايضا لها عيوب، و من حسناتها اذا انت جمعت منها كليات واتجاهات وعيبها ان انت غرقت فيها تلهيك فمثلا اذا غرقت كثيراً باتجاه الزراعة يمكن ان تضيع كليات اخري تخص المستهلكين وتخص الاقتصاد السوداني الكلي..
لدينا اتهام من المثقفين ان وزير المالية اخر اهتماماته العمل الثقافي ما ردكم ؟؟ وأين العمل الثقافي في سلم أولوياتكم؟؟
- حقيقة ان الموازنة تبدأ مبكرا جدا بترتيب الاولويات في الخطة العامة للموازنة وتتنزل علي شكل ارقام واولويات تعبر عنها الموازنة عند تنفيذها والمفروض يتم الالتزام بهذه الموجهات من ناحية عامة، صحيح وزير المالية يهتم جدا بالدفاع والامن اما القول بانه لا يهتم بالثقافة فليس صحيحا انما هو ترتيب اولويات والثقافة ليست مهملة ودعني اقول انه حتى وزير الثقافة اذاما انقطعت المياه في وزارته وكان قرر شراء او طبع ديوان شعر فانه سيقوم بحل مشكلة انقطاع المياه لكن يكون عازما حالما ارجع اموال المياه يسارع لشراء او طباعة الديوان فهي مسألة اولويات ومثلا شاب يريد ان يشتري قميصا جديدا ويريد ان يتفسح بما ادخره فايهما يقدم هذه اولويات ، وزير المالية يريد ان يعطي الدفاع ويعطي الزراعة ويعطي الرياضة مثلما يعطي الثقافة وقس علي ذلك مختلف القطاعات..
هل يعترف السيد وزير المالية انه خلال الاربعة عشر عاما ظل الهم الدفاعي . وهو هم كبير . هو الاغلب علي اهتمام الجالسين والمتعاقبين علي هذا الكرسي. وتأمين قوت الناس باعتبارها حاجات ضرورية علي المشاريع الثقافية والفكرية بالرغم من ان ثورة الانقاذ في جوهرها هي مشروع ثقافي وفكري للتغيير ؟.. هل من اعتراف نبيل بهذا الصدد؟؟
- حقا الـ (issue) الدفاعي والامني والاقتصادي ومعاش الناس وحل الضوائق المعيشية اولوية اذا عمدت الي مقاصد الشريعة الاسلامية وجدت حفظ الدين وحفظ النفس اولا وتجد حفظ العقل في الاولويات يأتي في الثالث او الرابع..
لم اقصد لذلك انما قصدت لماذا الهم الدائم الحاضر طوال 14سنة؟
- اذا قصدنا الدقة نقل الحاضر الاكبر والهموم الاخري حاضره ايضا ومثلما الاهتمام زايد بالزراعة وبالطرق كذلك بالجامعات والمناهج وليس خافيا الاهتمام الذي حدث في مجال البث الفضائي . والاهتمام بالصحافة كلها موجودة لكن الاختلاف في المقدار فتكلفة الدفاع ليست كتكلفة العمل الاعلامي والثقافي . لكن يمكن يكون الاعتراض والاحتجاج بالنسبة للعمل اليومي والممارسة اليومية وعادة في ترتيب الاولويات تأتي الطوارئ دائما والاحداث الكبيرة وتضغط علي الاحتياجات العادية وجراء ذلك يتأثر القطاع الثقافي والفكري ... والاخ الرئيس في كل موازنة يكرر في مجلس الوزراء القول ان اصحاب الجراحات من القطاعات المستضعفة يتوجب علي وزير المالية ان يمسح علي جراحاتهم بمراهم ويمنحهم حاجاتهم .. ونحن في المالية عندما نأتي للحديث عن اضافة في ميزانية الشباب والرياضة مثلا او في ميزانية الثقافة او اي من الوزارات التوجيهية والخدمية يشير اليّ الاخ الرئيس الى ما كرره ونبه به وهو مهتم ومتعمد الا ننسي او نغفل عن ايجاد المعالجة وقتما تيسر وانفرج الحال وتوفر المال...
نختم اسئلتنا بسؤال يقول ان آمال الناس في السودان اتسعت في الاونة الاخيرة في ان البلد تستقر وينمو فيها الاستثمار ومع توسع الامال تزايدت ظاهرة الشيكات المرتدة والتلاعب في الاسواق وعزاها محللون الي الطموح الكبير لدي المشكلون لتلك الظاهرة .. من خلال التجربة ماهي النصيحة التي يوجهها الوزير الزبير احمد الحسن للشباب الطامحين ان يكونوا اثرياء وأرقاماً في دنيا المال والاقتصاد؟؟
- والله الطموح الشديد هو الذي يولد ما يسمونه في اللغة الاوربية الـ interpremir او رجل الاعمال المبادر وهذا بلا شك مطلوب غير ان الطموح المبني علي وسائل غير علمية وغير واقعية هو الذي ينشئ ويولد المشاكل مثل التي ذكرتها في السؤال ، لابد من التخطيط السليم للطموح بتدرج وعلمية وبطريقة مثلي تراعي الجوانب الاخلاقية . ويمكنك ان تقارن علي مدي عشر سنوات بين شاب طامح يبني عمله بتأني ودراية وعلمية وشاب فارق العلمية وتعجل الثراء ستجد الاول قد بني صرحا متماسكا والاخر انهار بناءه ودخل في مشاكل وقضايا مالية وتورط في شيكات لا حد لها فقط لانه حاول القفز علي المراحل واختم اجابتي لك ايضا بأني الوزير الزبير احمد الحسن ليس عندي اي طموح غني ما لدي من طموح ان اظل مستور الحال وكفي .
الطاهر حسن : طموحك مقبول جدا في الاطار الشخصي ، والخرطوم الجديدة تضع هذا الحوار بين يدي القارئ، تجربة حياتية جمعت بين السياسة والإقتصاد والعمل الاجتماعي . وهي بلا شك تجربة رجل ما اراد الغني ولو اراد لهجر السياسة التي كثيرا ما يكون مؤداها وسبيلها سالكا الي السجن وكان يمكن له ان يكون رجل اعمال ينافس المليارديرات والذين احرص ما يحرصون عليه الا يمروا عبر الطرقات المؤدية للسجن .
لكننا سجنا وزير المالية لعدة ساعات واحتملنا صبرا وربما هي المرة الاولي التي تجد فيها الصحافة فرصة لتقليب صفحات ملونة في حياة وزير مالية السودان هو الاصغر والاكدح والابسط حتى الان.
والده مزارع وامه ضافرة سعف!! وكاد ان يكون شيوعيا!!
الدكتور : معتصم عبد الرحيم هو الذي (جنده للحركة الإسلامية)
سيرة ذاتية
تخرج في جامعة الخرطوم كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية عام1981م .
عمل لمدة سنتين بعد التخرج بشركة المناطق المتحدة 81 -1983م بالسوق العربي .
عمل بشركة التنمية السودانية إدارتي دراسات الجدوي والاسهم. 83 -1986م .
عمل ببنك التضامن ادارة الاستثــمار 86 - 1990م.
اسس شركة مواصلات المدينة حلا لضائقة المواصلات 90 -1991م .
مديرا لادارة التموين وزارة التجارة والتعاون والتموين 91 -1992م .
مديرا لشركة السودان للحبوب الزيتية 92 - 1993 م .
مديرا لبنك امدرمان الوطني ومؤسسا لافتتاحه اغسطس 1993م .
تم اختياره نائبا لمحافظ بنك السودان 97 - 2000م .
تم تعيينه بقرار جمهوري وزير دولة بوزارة المالية . يناير 2000م حتي مايو 2002م .
صدرقرارجمهوري بتعيينه وزيرا للمالية والاقتصاد الوطني في يوليو2002 م.
نقلا عن (الخرطوم الجديدة)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وزير المالية يقول:(الرئيس أوصاني بالمستضعفين)..ونحن نقول لقد نفذت الوصية على أكمل وجه (Re: عبدالوهاب همت)
|
Quote: وبما أني لا ولم ولن أفهم (أرجو ان تفهمني) |
انت لسع زعلان بالله ..؟؟ يا عم انسى .. كمانسيت انا ..!! كلنا .. انا وانت وهذا وذاك ... من ضحاياالزمن السياسي المعوج الممتد منذ الفاتح من يناير والى ...... الفاتح من دارفور ..!! ليس في حياتنا السياسية ما يستحق اخلاصنا ... وليس فيها مايجب الغضب لها ... كلها حياة خائنة لمخلصييها .. وكلهم مغضوب عليهم ... كلهم ... كلهم ... و عذرا ... لك فقط .. لا لمن تنتمى اليه ، ما لم يكن وطنا، فلم يبق لنا الا سواه ...!! ......................... ........................ اردت ان اقول بعضنا يصنع صنم العجوة ويعبده .. ونحن بدلا عن نلعن الصانع ايضا نلعن الصنم وحده ..!! مقدمة الحوار افظع من محتوى الحوار ... تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وزير المالية يقول:(الرئيس أوصاني بالمستضعفين)..ونحن نقول لقد نفذت الوصية على أكمل وجه (Re: عبدالوهاب همت)
|
الأخ / همت
كلام لا يساوي المداد الذي كتب به! ولا الورق الذي طبع عليه!
كان اولى بصاحب هذه الكتابة الذهاب الى مدرسة في ام بدة وتدوين مشاكلها والذهاب الى وزارة التربية والتعليم لبحث الحلول عندهم لهذه المشكلة!!! وكان أفيد لنا من ان نعرف أن البشير أوصى هذا (الهدية من ام الطيور لنا) بالمستضعفين!!!! (الم تجد ام الطيور لنا غير هذا هدية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
وأظنه اوصاه على المستضعفين وأوكل إبادتهم عليه! فالرجل والحمد لله لم يقصر في واجبه في الإبادة!!!!
والبشير بعد ما وصاه ألم يساله: كيف عامل مع الوصية؟ يبدو أنه يعلم تماما أن مثل وصايا الإبادة لا تحتاج لمراجعة وسؤال عما صار!!!!!! لنا الله فكل سوداني من الشعب هو مستضعف والله المستعان
هشام
| |
|
|
|
|
|
|
|