دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: سوار الذهب ود. الجزولي دفع الله..ماذا قالوا عن الانتفاضة بعض داسوا على شعاراتها ..؟ (Re: عبدالوهاب همت)
|
المهند عوض الكريم محمد احمد صاحب قدح معلى في الانتفاضة ماذا يقول لجريدة الخرطوم المهندس عوض الكريم محمد أحمد ـ الأمين العام للتجمع النقافي والحزبي (في عهد الانتفاضة) في حوار كشف الاسرار «1».. تحرك الجيش للاستيلاء على السلطة أزعج التجمع بشكل كبير! / عند الساعة الثالثة من صباح يوم الانتفاضة انتهينا من «تبييض» الميثاق / الضباط الأحرار لعبوا دوراً كبيراً في تأمين الانتفاضة / اضراب المهندسين أحدث شللاً تاماً وعزلة في كل البلد / تقليص الظل العسكري سبب أساسي لتقصير الفترة الانتقالية / بيان تجمع الشرطة بدأ بقصيدة الشابي (اذا ما الشعب يوماً أراد الحياة)! -حوار: الطاهر بكري وصلاح الدين مصطفى : بعد مرور هذه السنوات الطويلة لانتفاضة ابريل رجب كان لابد من العودة بالذاكرة الى الوراء، فالانتفاضة لم تكن حدثاً عارضاً، انما كانت تمثل ارادة شعب وعزيمة أمة رفضت أن تستمر في قبضة الحكم الشمولي، وكانت الانتفاضة ـ كما أجمع العديد من قادتها وصناعها رسالة قوية وجريئة برفض الحكم الشمولي والدعوة لديمقراطية ليبرالية مستدامة. والرجوع بالذاكرة الى الوراء يستهدف أولاً توثيق التاريخ، خاصة وأن العديد من أبطال هذه الملحمة لم يصبحوا بعد من سكان (فاروق والبكري)، وتهدف هذه السلسلة من الحوارات والافادات الى وضع الأحداث موثقة أمام الباحثين والمحللين لتشريحها وتحليلها واستخلاص العبر والدروس منها والوصول الى برنامج وطني موحد يتفق عليه الجميع. وضيفنا اليوم هو المهندس عوض الكريم محمد أحمد رئيس نقابة المهندسين في عهد الانتفاضة والأمين العام للتجمع الوطني (النقابي والحزبي) في ذلك الحين ويكتسب الحديث معه أهمية بالغة في كونه أحد أهم القيادات التي ساهمت في هذا الحدث الكبير، كما أن أول اجتماع بخصوص تغيير النظام تم في منزله، وفي هذه الحلقة يتحدث عن العشرة أيام الأخيرة بالساعات. النظام يسير في طريق النهاية جاءت الانتفاضة نتيجة لتراكمات كثيرة حدثت في فترة الثمانينات، قوانين سبتمبر منها، اضراب القضاة، اضراب الاطباءو اغتيال محمود محمد طه، تردي الجانب الاقتصادي، تفاقم حرب الجنوب. وكان واضحاً أن النظام يذهب الى نهاياته، وأن الشعب قرر ايقاف التسلط والديكتاتورية. كل هذه الأحداث أدت لـ تراكمات ومواقف، وكانت الأحداث الأخيرة استفزازية وقد انطلقت الشرارة من جامعة أمدرمان الاسلامية، وتحولت الأمور الى الخرطوم في أيام 26 و 27 مارس 1985م وبدأت حركة اغتيالات من جانب الأمن الداخلي، وفي ذات الوقت حدث اتساع في التكوين النقابي، وكان التحول الى رفض النظام عملية تلقائية. أول اجتماع في يوم 27 مارس 1985م، صدر بيان من الأطباء بسبب الجثث التي جاءتهم، وفي نفس اليوم كان لدينا اجتماع في نقابة المهندسين وقررنا أن نتحرك بسرعة، وبدأنا بالنقابات الرئيسية، أساتذة جامعة الخرطوم ونقابة الأطباء، وتم الاتصال أولاً بأساتذة الجامعة وتم الاتفاق على الالتقاء يوم الخميس في منزلي بالعشرة، وبالفعل حضر د. الجزولي دفع الله ود. حسين أبوصالح ود. خالد ود. محمد الأمين التوم ومروان حامد من أساتذة الجامعة وشخصي ومختار عثمان ومهدي جمعة من المهندسين، وكان هذا أقصر اجتماع حيث وصل الجميع لقناعة تامة بالتحرك، وتم اختيار يوم الاثنين الأول من ابريل للموكب والبيان، وتم تحديد الاجتماع الثاني (ثاني يوم) بالمساء في حي المطار بمنزل محمد الأمين التوم وتمت تكليفات بتوزيع الدائرة لاستقطاب المحامين، والمصارف والمحاسبين (النقابات الحية آنذاك). وحتى ذلك الحين كان العمل يتم على مستوى نقابات مهنية، وبالفعل توسع التجمع، وواصلنا عملية التنظيم، على أساس أن يكون الاجتماع الثالث في دار نقابة أساتدة جامعة الخرطوم. استيعاب جميع الفعاليات وكنا في سعي لتغيير النظام بالتعاون مع جميع الفئات وفي هيئة الكهرباء اتصلنا بمحمود شريف (المدير) وذلك لاقناعه بالانضمام، ودار هنا سؤال هل نستوعب الاسلاميين وعلى ضوء الاجابة كان اتصالنا بمحمود شريف. وأذكر بعد ذلك الاجتماع وأنا قادم التقيت بأحد المهندسين كان ضابطاً في القوات المسلحة ونزل المعاش وله صلة وثيقة بالضباط الأحرار، وعرف بتحركنا وقال بأنه سوف ينسق مع القوات المسلحة، وأذكر أنه جاء اليّ في اليوم الثاني وطلب مني (لو أمكن) تعديل الموكب من يوم الاثنين الى الاربعاء وفي دار الاساتذة (وبالمناسبة هذا هو المكان الذي كشف عملنا مما أدى لاعتقال العديد من القادة النقابيين) وجاءت نقابات اضافية وطلبت امهالهم للرجوع لقواعدهم، وتم طرح تأخير الموكب. الاجتماع الرابع كان يوم الأحد في دار المحامين، وفي ذلك الوقت بدأت أجهزة الأمن توسع من دائرة اعتقالاتها، وتم الاتفاق على التنظيم وتجهيز الخطاب، وكانت لدينا لجنة اعلامية تقوم بتوعية القواعد، وأذكر أن أحد الناشطين في نقابة النسيج بودمدني حضر معنا أحد الاجتماعات وعاد لمدني لتوسيع الزخم، وفي يوم الأحد بدأ القبض على الناس بشكل أكبر، أمين مكي مدني واشراك الأحزاب في يوم الاثنين جاء أمين مكي وحضر الاجتماع وكان خارج السودان قبل ذلك، وهذا الاجتماع تم في حديقة عبود ببحري، أمين مكي لعب دوراً كبيراً في خلق صلة مع الأحزاب وبدأ ينشط في هذا الاتجاه واتصل بالجهات الأخرى، خاصة حزب الأمة وقد اعطاه السيد الصادق (دراف) بقلم الرصاص لبعض البنود التي يجب أن يشملها الميثاق، وبدأت الدائرة تتسع. في ليلة الثلاثاء كان الاجتماع في بحري، في بيت مأمون مكي وكان هذا هو الاجتماع الذي سبق الموكب، وقررت فيه تجهيز الخطاب، وتم اختيار د. عدلان الحاردلو رئيس نقابة أساتذة الخرطوم ليقرأ الخطاب بعد صياغته من المحامين. وأذكر أنني كنت (أبيت) كل يوم في مكان مختلف منذ أن بدأت الاجتماعات، وأذكر أن الضابط المهندس المتقاعد طلب في اجتماع الاربعاء أن يتم التنسيق لاسناد مهمة تأمين المواقع والكتائب لضباط (في صف الانتفاضة)، لذلك فان الأمور لم تكن بالصدف فهنالك عدد من الضباط الأحرار لعبوا دوراً كبيراً في انجاح الانتفاضة وهو ذات الدور الذي لعبوه في اكتوبر. اعتقالات بالجملة ومنذ يوم الاثنين تم القبض على مجموعة من قادة الحركة النقابية منهم د. الجزولي دفع الله، عبدالله ابراهيم، نقيب المهندسين والمحامين ومجموعة كبيرة من النقابيين والحمد لله كنت قائد مسيرة التجمع النقابي في تلك الفترة وكان التشكيل يضم المهندسين، المحامين، الأطباء، المصارف، أساتذة الجامعة والطلاب. وكان الاتفاق على أن الموكب يبدأ من جهات مختلفة ويتم الالتحام في شارع القصر، وكذلك أن يقوم ثلاثة اشخاص من نقابة المهندسين والمحامين والأطباء بتسليم المذكرة للقصر، شخصياً كنت مكلف بصلاح أبراهيم أحمد وبالفعل وصلته في الصباح الباكر وأبلغته. ورغم التنظيم، فان الموكب بعظمته ظغى على كل شئ وأصبح هنالك عدم اهتمام بموضوع المذكرة، وكان الشارع يعبر عن نفسه ومسألة جيش واحد وشعب واحد تمت بتنسيق تام ولم تكن مصادفة، وبعد نجاح الموكب كان همنا الأساسي التخطيط ومقابلة ممثلي الأحزاب وتم الاتفاق على اللقاء مع الأحزاب يوم الجمعة في منزل بالعمارات وبقي أن نجتمع نحن في الهيئات النقابية في نفس يوم الاربعاء لنقرر ما يتم الاتفاق عليه، هنالك نقطة مهمة قبل أن نصل لهذا اللقاء وهي موقف نقابة المهندسين وبلا أي تحيز فقد أدت النقابة دوراً كبيراً سواء في المطار، الاتصالات، المياه، الكهرباء فقد قاموا بموقف شل الحركة تماماً وكان بمثابة اشهار واضح لما يحدث. عزلة وشلل تام في البلد كانت لدينا عدة لجان لتقييم الموقف بصورة متواصلة ولدينا لجاناً ترصد المهندسين الذين ذهبوا لعملهم، وكان الذي حدث هو أكبر ضربة للنظام لقد حدثت عزلة للبلد وشلل تام. وكان درونا في كيفية التركيز على مواصلة هذا العمل، وكانت كل نقابة تأخذ هذا التقرير وكل شغل كان يبدأ بورقة ودراسة وتقييم. وفي نهار الجمعة تم اجتماع للوصول الى اطار تفصيلي لما سوف يحدث وبعد الساعة الثانية ظهراً تم الاجتماع في المنشية في منزل أحد المهندسين الذي كان مكلفاً بعملية الرصد والمتابعة وهو حيدر أحمد علي، وقمت بحمل الصيغة التي تم الاتفاق عليها وبقيت مسألة الصياغة والتبييض وذهبت للدكتور عدلان الحاردلو وكان في بيت عمر الهد في الرياض وأذكر أنه أتى (بكمية من البيانات) وأذكر أن أجمل بيان كان لتجمع الشرطة الذي بدأ بـ (اذا ما الشعب يوماً أراد الحياة).. ضاحكاً وهناك بيانات الطلاب والاتحادات المختلفة تم النظر اليها من أجل صياغة المقدمة، وتمت الصياغة وكان هنالك اجتماع يوم الجمعة أيضاً في منزل المهندس ابراهيم كامل التوم. حركة داخل القوات المسلحة وكانت الأخبار تصلنا بأن هنالك حركة داخل القوات المسلحة وان هنالك احتمالاً لتدخل الجيش يوم السبت، هذا أدى لزيادة معدل التوتر لدينا، لأن تخطيطنا كان بالقيام بموكب ضخم جداً ينطلق من بحري صباح السبت وتم تكليف عبدالعزيز عوض وقد لعب دوراً كبيراً في المنطقة الصناعية والوابورات والمخازن وتم التخطيط ليكون موكباً رهيباً. لذلك فان خبر تحرك الجيش ازعجنا، وكان لابد أن نصل الى صياغة الميثاق في نفس اليوم، وفعلاً تم الاجتماع في بيت في العمارات وكانت الأنوار مغلقة (حدثت طرائف كثيرة هنا)، ولأول مرة التقى ممثلو التجمع النقابي ـ كممثلين لنقاباتهم ـ مع ممثلي الأحزاب وكان من ضمن المجتمعين صلاح عبدالسلام، محجوب عثمان ود. علي عبداله ويحيى سنادة وحسن محمد علي عبدالعزيز محمد دفع الله ومن المحامين عمر عبدالعاطي، وقبل ذلك تم اجتماع الميثاق وشارك فيه جلال السيد، وفي هذا الاجتماع حدثت مشادة كبيرة ولأول مرة تكون هنالك ورقة، وتم الحديث حول غياب دور الأحزاب والناس كانوا متأكدين أن كل الأوراق في أيديهم وكان الناس متحمسين للوصول الى اتفاق، جاء الاختلاف حول التمثيل نحن كنا طارحين 60% للقوى الحديثة وفي الآخر جاءت في الميثاق على النحو التالي (مع تمثيل القوى الحديثة) واستمر النقاش وفي مرحلة المشادة كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً خرجنا نحن كمجموعة واستأذنا كنقابيين واتفقنا على ضرورة أن نصل الى اتفاق، وبالفعل تم الاتفاق على الصيغة التي خرج بها الميثاق. خلافات حول الفترة الانتقالية تم الاتفاق أولاً على أن تكون الفترة الانتقالية ثلاث سنوات، وكنا قد طرحنا أن تكون الفترة الانتقالية خمس سنوات، باعتبار ان بناء أحزاب ديمقراطية بعد غياب 16 سنة يحتاج لوقت، في الآخر توصلنا الى ثلاث سنوات! وفي الساعة الثالثة صباحاً قام أمين مكي بتبييض هذه النقاط (صباح السبت السادس من ابريل) وأذكر أنني خرجت وقمت بتغيير عربتي وكان مع د. علي عبدالله عباس استاذ اللغة الانجليزية ومن الذين واصلوا في هذا العمل. أنا سردت الأحداث بهذا التفصيل، لأن هنالك ملابسات كثيرة وحكايات لم تكن صحيحة قيلت في هذه الأحداث والغرض توثيق احداث للتاريخ، فعلى سبيل المثال ان موكب الاربعاء لم يكن موكباً للأطباء كان موكب الشعب السوداني، وقبل أن نجتمع ونقرر كان الناس قاموا بطريقة عفوية ويبدو ان الاطباء كانوا مقررين للخروج بلبسهم الأبيض من داخل مستشفى الخرطوم ويبدو أن قوات الأمن استطاعت منعهم والشاهد هنا أن الانتفاضة هي ملك للشعب السوداني ولا أحد يستطيع الادعاء بأنه السبب المباشر فيها دون الآخرين. الاستيلاء على السلطة وكان موكب الاربعاء اشارة واضحة الى نظام مايو قد انتهى، أيضاً أكد البعض ان موكب الردع كان بعد موكب الاربعاء بيوم وهو كان قبله بيوم كان يوم الثلاثاء. المهم نعود لقصة الميثاق، وكانت الفترة الزمنية المقررة ثلاث سنوات للفترة الانتقالية. الاستيلاء على السلطة من قبل القوات المسلحة كان على حساب الدور الكبير الذي قامت به النقابات والأحزاب، وتم الاستيلاء على السلطة بلا أفق سياسي للتغيير، ربما كان الغرض الاساسي هو حقن الدماء، بل أن دورهم كان سلبياً وعكسياً فيما بعد وسوف أضرب العديد من الأمثلة عندما أعود لهذه النقطة. في يوم 8 ابريل (الاثنين) كنا مجتمعين في دار الأطباء (جونا دافرين الباب) رأينا حمادة عبدالعظيم وملازم وحاولوا قبل ذلك ان يفكوا موضوع الكهرباء، لكن المهندسين رفضوا، وحدث نقاش حول رفع الاضراب، وتم اجتماع آخر تم الاختلاف فيه حول الفترة الزمنية للمجلس العسكري الانتقالي وبدأ الحديث عن ثلاثة أشهر وستة وكنا بالطبع مع مسألة اتاحة الفرصة للأحزاب لبناء نفسها لكن كان في بالنا الظل العسكري، جماعة المجلس العسكري، وعندما تم الاتفاق على مدة العام كان ذلك تقصيراً للظل العسكري وليس قناعة بأن هذه الفترة كافية.
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
|