دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أحد قادة الانقاذ في افادات خطيرة
|
د. الجميعابي يحاكم المؤتمر الوطني وينعي الحركة الاسلامية»1«
مشروع نظافة الخرطوم مثله مثل مؤسسات الإنقاذ الأخرى تدار عشوئياً وبلا مرجعية
كنا نقرع الاجراس منذرين ولكن الشيخ الترابي لم يكن ليقبل منا اي رأي الى أن حدث ما حدث
التنفيذيون والطامعون في المناصب بالمؤتمر الوطني افشلوا مبادرتنا للم الشمل
مطابخ الانقاذ السياسية ذات طبيعة اقرب الي مطابخ المؤسسات الامنية والعسكرية
الانقاذ كرست لرذيلتي الجهوية والقبلية.. وهي مسئولة
عن أزمتي دارفور والشرق
كل من شارك في انشقاق الحركة الاسلامية يجب ان يغادر، لانه غير مؤهل وغير مسؤول
اجري الحوار : حسن جبورة
{ هذا الحوار استطيع ان اطلق عليه باطمئنان، حوار الصدفة- فقد كنا أنا وصديقي أبوعبيدة البقاري علي موعد مع الدكتور محمد محي الدين الجميعابي في أمر آخر يخص منظمة أنا السودان .. ولم اكن اعلم بان الزميلة الاستاذة لبنى خيري على موعد معه هي الاخرى.. وبلا مقدمات طلبت مني اجراء الحوار مع الدكتور لظروف طارئة اكتنفتها والحق انني لم أكن مهيئاً لمثل هذا الحوار.. ولا اعلم فيما احاوره.. وسيطر هذا الامر على ذهني.. فرميت قلقي على صديقي ابوعبيدة.. رويداً رويداً بدأت الفكرة تتخلق والمحاور تندفع الى يافوخي. بل، لقد تحمست لحواره حين علمت ان انجح محافظ لمحافظة ام درمان واطول عمراً فيها وامين امانة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم ومحافظ الخرطوم، لا يملك حتى هذه اللحظة متراً مربعاً واحداً يقيم عليه» قفص حمام« .
فلما دلفنا اليه وبدأنا الحوار عرفت ان القارئ موعود بمادة دسمة قد تفسر له غموض اهل الانقاذ.. وتخبطها.. فالرجل تحدث حديث من لا يخشى الا الذي خلقه فسواه فعدله.. واذا نال منه الرضا.. فكل الذي فوق التراب تراب.. ولا احسب انني قادر على تلخيص الحوار لان كل كلمة خرجت من فيه كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها حتى يلج الجمل من سم الخياط.. فالى الحلقة الاولى من الحوار ادعوكم.
{في البداية يا دكتور وكمدخل لهذا الحوار، حدثنا عن مشروع نظافة الخرطوم بوصفك احد بُناته وقيادييه؟
مشروع نظافة الخرطوم يعتبر من اكبر المشاريع الخدمية والاجتماعية البيئية الحضرية في تاريخ الانقاذ السياسي خاصة في ولاية الخرطوم ومنها انتقل الى بقية الولايات ومن أكثر الذين دعموه ابتداءً دكتور مجذوب الخليفة عندما كان والياً للخرطوم و قد بدأت الفكرة كمشروع صغير لنظافة مدينة ام درمان ثم انتقلت لرئاسة الولاية ورأى مجلس الوزراء ان اتوسع في هذا العمل فصممت مشروع نظافة ولاية الخرطوم الذي نراه الآن.
والمشروع في الحقيقة قام على دراسة علمية واحسب ان معظمها لم يجد طريقه للنفاذ.
{ ما هي المعوقات التي وقفت في طريقه؟
في الواقع الجهات التي تشرف على هذا المشروع ابعدت كثيراً من العناصر التي كان يمكن ان تطور هذا المشروع.
{ ترى هل هنالك اغراض خاصة تسببت في ابعادهم؟
لا استطيع ان نقول اغراضاً لان المسئولين الموجودين على قمة السلطة التنفيذية والسياسية لديهم الحق في اختيار من يرونه مناسباً ولكن في تقديري ان المشروع كان كبيراً جداً وسمعته جيدة ولكني غير مطمئن على مستقبله لانه لا يدار بادارة علمية ولا تخصصية وانما يدار باعتباره واحد من المشاريع التي تقدم خدماتها للناس بغض النظر عن تطورها كلفتها ويواصل كمشروع سياسي وليس كمشروع خدمي متخصص وهذه احدى مشاكل السودان حيث نجد مشروع الزراعة السياسية ومشروع النظافة السياسية والتعليم السياسي وليس السياسة التعليمية ولا السياسة ا لزراعية او سياسة النظافة.
{ تقصد ان الخدمات نفسها جزء من الاستقرار السياسي
نعم ولكن عندما تدار بعلمية أي ان تكون هناك متابعة وتقويم مستمر وتوظيف جيد للعناصر المتخصصة في المشروع لكنه على أية حال نقل الولاية نقلة كبيرة جداً في امر النظافة ولكن اذا استمر بهذه الطريقة اتوقع له ان يفشل فشلاً ذريعاً.
{ عندما كنت في هذا المشروع وبعد خروجك هل قدمت تصوراً للوالي او الشؤون الهندسية أولاي جهة مسؤولة؟
قدمت تصوراً علمياً كاملاً لم يؤخذ به لان الذين آل اليهم المشروع من بعدنا، كانوا حريصين على ان يدار ادارة سياسية وسلطوية اكثر منها ادارة متخصصة وهناك سؤال يفرض نفسه هل هناك اي مجلس من المجالس القيادية يشرف على مشروع نظافة ولاية الخرطوم ؟ والاجابة حسب علمي لا يوجد وانما يدار ادارة فردية غير مؤسسية.
{ هل تعتقد ان حجم الانجاز يتناسب مع حجم المال الذي صرف علي المشروع؟
مشروع نظافة و لاية الخرطوم صرف عليه مال كثير جداً يقدر بعشرات ا لمليارات، ولكن عندي عشم كبير ان يدار المشروع بشكل علمي و موسسي حتى نضمن له الانطلاق.
{ قلت ان المشروع صرفت عليه عشرات المليارات، هل تقصد انه لم يحقق انجازات تتناسب مع حجم المال الذي ضخته الولاية في المشروع؟
لا.. هناك انجازات كبيرة وعظيمة تمت
{ قاطعته: ولكنك قلت ان المشروع لم يتم بصورة علمية ومؤسسية وقد صرفت عليه عشرات المليارات وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت الا ترى في حديثك هذا بعض التناقض؟
قال: هذا الكلام لا يناقض بعضه.. فقد استوردت له آليات ضخمة ووفرت له بنيات اساسية معقولة وهناك دعم مالي ولكن ينقصه الاشراف الفني والاداري الدقيق.. و اذا لم يتوفر هذا الشق سيضيع كل ذلك هباءً منثورا..
وسيتساقط مع مرور الزمن.
{الى ماذا ترد العلة الاساسية في المشروع؟
بالطبع اردها لعدم اتباع العلمية والمؤسسية فكثير من مؤسسات الانقاذ لا تعمل بعلمية.. ولا توجد فيها مرجعية
{كيف تدار هذه المؤسسات؟
هذا الخلل موجود في مؤسسات كثيرة جداً وفي ادارة الدولة، القيادة السياسية ضعيفة جداً على كافة المستويات على المستوى الاتحادي وعلى مستوى الولاية ، ولا توجد محاسبة.. ولا من يحاسب، او من يحاسب من، وهذه علل موجودة ومتأصلة في الدولة السودانية.. ولقد نفصل في قضايا اخرى لاحقة.
{ ذكرت ان الخلل موجود في مؤسسات الدولة من اعلاها الى ادناها وان القيادة السياسية ضعيفة جداً على كافة الصعد.. ولا يوجد من يحاسب، فالي اين تسير مؤسسة الدولة، ومن يحاسب القيادات العليا؟ وانت كنت احد طاقم طباخة القرار ماذا تقول في هذا؟
بكل صراحة- معظم مطابخ الانقاذ السياسية ذات طبيعة اقرب الي مطابخ المؤسسات الامنية.. يجهلها كثير من الناس حتى على مستوى القيادة.. وواضح جداً ومنذ وقت مبكر ان هذا الامر يدار بواسطة قيادات شبه وهمية لا تكاد تعرف اين مصدر القرار.
{ تقصد انه حتى القيادات العليا تجهل ما يدور في هذه المطابخ؟
نعم اعنى ذلك تماماً.. وانا في تقديري ان الانقاذ على المستويين الحزبي والتنفيذي والسياسي، تدار عن طريق مراكز قوى تضعف هذه فتقوى تلك، تصعد التي في القاع وتهبط التي كانت في القمة وهكذا..
{ هل تعني ان هذا التناوب يتم بالتنسيق.. ام عبر المنافسة؟
لا.. ان ذلك يتم عبر التنافس والازاحة.. البقاء للاقوى وهذا واضح جداً الآن.
{ اشرح لنا هذ الوضوح.. ماهي المجموعة التي صعدت الآن وتلك التي هوت الى القاع؟
العمل السياسي يا اخي لا يحتاج للتفصيل الدقيق.
{ الآن اود ان اخوض معك في امر جد عظيم.. و قد اثر كثيراً في مجمل الشأن السوداني.. اعني الخلافات والانشقاق الكبير الذي حدث للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني.. حتى ان احداً لا يعلم ما يجري حوله.. قل لنا كيف ولماذا حدث الانشقاق والتفاصيل والزلزلة في الرابع من رمضان؟
اولاً اود ان اقرر هنا ان التآمر بدأ والدكتور حسن الترابي في قمة الجهاز السياسي والتشريعي والحركي وان ما وصلت اليه الحركة الاسلامية من مآلات وانشقاقات وانقسامات قبل وبعد مذكرة العشرة.. وهذا زرع متقدم لتآمر اجنبي على الحركة الاسلامية ..و التآمر بدأ منذ وقت مبكر بتدخلات للاستخبارات الخارجية.. وانا شخصياً مطمئن تماماً لما اقول.. وهذا الطعم مر على الشيخ حسن وعلى آخرين الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه.. وهناك عدد كبير من القيادات مقتنع تماماً بفكرة المؤامرة ومنهم من تحفظ على ذلك..وقد كنت اميراً للحركة الاسلامية لمدة ثلاث سنوات واميناً لامانة المؤتمر الوطني.. وعندما اصرح بمثل هذا الحديث الاسيف كنت اتحدث عن اقتناع وربما عن علم.. ولكن الشيخ الترابي لم يكن يقبل منا اي رأي في هذا الشأن .. الي ان حدث ما حدث وانهارت الحركة الاسلامية من القواعد. ومهما تحدثنا عن قوة الحركة الاسلامية ووحدتها وتآزرها لايبدو ان يكون هذا الحديث للاستهلاك السياسي وخداع النفس ليس غير. فهي اي الحركة الاسلامية الآن ضعيفة ضعف قدر ولاتستطيع ان تقنع احداً جديداً يدخل محرابها..الا بالمصالح.. ولكن كفكرة.. انا لا استطيع ان ادعو احداً ليدخل الحركة الاسلامية بالرغم من انني كنت اكثر الناس حرصاً ممارسة للدعوة والاستقطاب وكنت ناشطاً جداً في هذ الميدان، وذلك لان صورة الحركة الاسلامية لدى الشارع السوداني بل في كل العالم اصبحت صورة غاتمة ومشوهة ومخزية، فهي صورة تعبر فقط عن المصالح الذاتية والفجور في الخصومة والتناطح والصراع على السلطة والتآمر.. وهي كلها لا تناسب ولاتشبه المبادئ السامية والفضيلة التي تربينا عليها..
{ قلت انك تؤمن بنظرية المؤامرة.. وان هذه المؤامرة أتت اكلها ضعفين في الرابع من رمضان وقد انشطرت الحركة لنصفين كل حزب بما لديهم فرحون وقد اتسع الفتق على ا الرتق.. السؤال هنا.. علي اي اساس تفاصل القوم وتبعوا .. القصر.. او المنشية؟
اولاً اؤكد لك بان اي شخص، اذا حاول ان يقرأ تلك الاحداث لن يجد لها مبرراً.. وقد كنت من ضمن الذين قادوا مبادرة تجديد القيادات.. وقد طرحنا وجهة نظر واضحة المعالم هي ان يرتاح قليلاً كل الذين شاركوا في مأساة واغتيال الحركة الاسلامية وشهادتي لله والتاريخ ان الذين رفضوا ووقفوا حجر عثرة في طريق المبادرة، اكثرهم من المؤتمر الوطني.. جناح السلطة.. فقد اعتقد هؤلاء ان المبادرة هي مؤامرة لازاحتهم من السلطة ليحل المبادرون محلهم... وهنا اقول لا احد يمكن ان ينكر دور الشيخ حسن. ودوره في تنمية وتطور الحركة الاسلامية ومجاهداته لتصعد الي اعلي باستمرار حتي انه وصل بها الى سدة الحكم في»1989« وهو شيخنا ومعلمنا وزعيمنا.. ليس في هذا شك.. فهو شخصية كارزمية محورية قل ان توجد ليس في العالم العربي وحسب ولكن على مستوى الامة الاسلامية وانا اعتقد بان الذين ذهبوا معه معظمهم من اهل الفكرة ولو كانوا غير ذلك لفضلوا البقاء في صف المؤتمر الوطني لينالوا الجاه والسلطة والوظيفة المحترمة ..اما الذين بقوا في المؤتمر الوطني فهم اما موجودون في السلطة التنفيذية او طامعون فيها.. وقليل منهم صاحب المبادئ ولكنهم جميعاً ممن تربوا وتتلمذوا علي يد الدكتور الترابي.. واعتقد ان قراءة الشيخ حسن لهذا الامر لم تكن سليمة ولانقول إلا انها هفوة و»غلطة شاطر« لاننا لا نستطيع ان نتطاول علي فهم وعقلية مثل عقلية الشيخ حسن الترابي.. فهو رجل ألمعي، حاد الذكاء.. وقد بنى الحركة الاسلامية »طوبة طوبة« واقر هنا انني حتى هذه اللحظة لا اتخيل او استطيع ان اصدق بان الذي حدث.. حدث والشيخ حسن على قمة الحركة الاسلامية.. سياسياً وتشريعياً ولعله لم يستطع. اي الشيخ حسن ان مآلات هذا الامر ستذهب في هذا الاتجاه.. ولو كان يعلم لما سمح للامر ان يتداعى ويصل الى ما وصل اليه .
{ كيف تقرأ يا دكتور شكل الصراع بعد قرارات رمضان؟
الامر كان واضحاً بالنسبة لي.. هناك دولة وجهاز تنفيذي وعسكري وامني..ضد تنظيم مدني سياسي لا حول له و لا قوة والنتيجة معروفة.. لانه لا يستطيع ان يقاوم مثل هذا التكتل المتكامل.
{ ولكن هذا الحزب الشعبي الذي لا حول له ولا قوة حاول ان يتآمر ليزيح النظام.. واي حكومة لا تتسامح عندما يهدد امنها واستقرارها؟
»شوف يا اخي« اي شخص يمكن ان يتهم من يشاء ولكن حدد لي شخصاً واحداً ادين وتمت محاكمته؟
اود ان اقول ان كل هذه الزوابع عبارة عن انعكاسات للصراع السياسي.. واستطيع ان اقول ان ادارة هذه المعركة لم تكن نظيفة.. وهذه ليست القضية؟
{ اذاً ماهي القضية في تقديرك؟
ا لقضية واضحة هي ان كل من شارك في شق الحركة الاسلامية يجب ان يبعد ويغادر فهو غير مؤهل للقيادة.. او يغادر طوعاً. ليفسح المجال لشباب الحركة الاسلامية المتحفز لوضع الامور في نصابها، وهو مؤهل لذلك وهو الاكثر حرصاً على وحدة الصف ووحدة الحركة .
{ بعض قدامي الاسلاميين يعتقدون.. بل يؤمنون بان شيخ حسن خرق سفينة الانقاذ ليعيبها لان ملكاً ظالماً يأخذ كل سفينة اسلامية غصبا.. وهو الآن اسعد الناس برسوخ حكم ابنائه..ولكنه فعل ذلك دون يظهر ما اراد.. ما قولك في قولهم؟
{ هل تقصد ان الانشقاق كان مسرحية؟
نعم .. ولكن ليس كالمسرحيات المتكاملة.. اعني ان الشيخ وقلة قليلة جداً من شيوخ الحركة الاسلامية دبروا لهذا الامر وستروه، حتى اذا تعرضت دولتهم لأي خطر يكون هناك لفيف من الاسلاميين في المركب الجديد.. اي ان الشيخ حسن نزل من السفينة المخروقة ويراقبها ويوجهها من على البعد؟
اذا كانت تلك الكارثة مسرحية، فهي مسرحية تراجيدية سيئة النص والسيناريو وقميئة الاخراج - والحق ان هذه الكارثة جعلتني بلا حماس تماماً للعمل في اي من الاطر السياسية والتنفيذية للحركة الاسلامية او دولتها واكاد اجزم بان 90? من شباب الحركة الاسلامية يحذون حذوي.. لان قيادتنا فجعتنا وكسرت قلوبنا.. وما نراه من صراع الآن اصابنا بالغثيان والخجل فنحن نتوارى خجلاً ونتسلل من مجالس الحوار لواذاً لاننا لم نعد مؤهلين لمخاطبة الناس او الطلاب - قل لي بربك ماذا نقول لهم؟!! هل نطلعهم علي هذا الغسيل القذر الذي ننشره للناس كافة في اجهزة الاعلام المحلية والاقليمية والدولية.. ام نقول لهم ان قادتنا وكبراءنا اضلونا السبيل فلم نعد نفرق بين الحق والباطل.. ام ننحاز الي فئة وننحرف لقتال لا نملك له عقيدة.. قل لي ماذا نفعل؟!
{ في ظل هذا الموقف الهلامي للحركة الاسلامية والضعيف للحكومة السودانية، كيف تنظر لواقع المؤتمر الوطني؟
حديثي هذا ربما يغضب ثلة من اخواني بالمؤتمر الوطني ولكنني اوكد بلا ادني تستر او مواربة ان الدولة السودانية اذا انتقلت لنظام سياسي تعددي فيه قدر كبير جداً من الشفافية والحرية.. لن تجد واجهات الحركة الاسلامية طريقها للحكم على الاطلاق لا وطني ولا شعبي.. فقد انفض الناس من حولهم وتركوهم قازمين وليس لهم رصيد جماهيري يستندون اليه عند ملمات الانتخاب نعم.. المؤتمر الوطني يحكم بما تبقى لديه من ادوات السلطة وليس بسبب رصيد فكري.. وادوات السلطة هي التي تجمع الناس علي المنافع وعلي الوظائف والمغانم الي آخر قائمة النصيب من الدنيا.. ليس هناك حماس للفكرة لا من قريب او بعيد.. ولانني قريب جداً من نبض الشارع اعرف من كثب ما هو ايجابي وما هو سلبي وفيما يفكر هذا الشارع وماذا يقول عن الحركة الاسلامية وعن الانقاذ.
{ لقد قلت قبل قليل انكم قريبون من نبض الشارع .. والشارع يعتقد بان حكومة الانقاذ ليس في اجندتها هموم المواطن العادي وكان رصيد الانقاذ في بنك الجماهير »NILL« وشيكاتها مرتدة ماذا تقول
انا لا اتفق معك في هذا المنحى.. فحكومة المؤتمرالوطني انجزت انجازات استطيع ان اصفها بارتياح انها ضخمة على المستويين الاقتصادي والامني.. ولكنها لم تستطع تفعيلها والاستفادة منها.. وبدت تفقدها الواحدة تلو الاخرى والسبب انها لم تحسن استقطاب الناس ولم تحسن التعامل مع الواجهات السياسية الاخرى.. وما كنا حريصين على الاستماع للرأى الآخر وتقويمه والاستفادة منه وتفعيل فضيلة التبادل السلمي للسلطة.. لم نكن حريصين علي طرح نفسنا كقيادات حقيقية للقواعد الجماهيرية بشكل سليم ومؤثر.
{ اذاً اين تكمن العلة.. اهو عدم اهتمام من القيادة السياسية ام عدم ادراك استراتيجي لخطى المسيرة؟
العلة تكمن في أن الانقاذ لا تحسن اختيار القيادات وهذه مشكلة لازمت الانقاذ لفترات طويلة جداً .
{ ماذا تعني بعبارة لاتحسن اختيار القيادات؟
اعني ان هذه القيادات بعيدة جداً عن نبض الشارع ولذلك ظل المؤتمر الوطني بتركيبته الحالية والسابقة عبارة عن واجهة لجهاز تنفيذي سلطوي امني، واذا اردت ان تشرح القيادة الموجودة الآن ستصل الى نتيجة تشير الى ان معظمهم شخصيات تربت على العقلية الامنية والعسكرية على اي مستوى.. وفي تقديري ان هذه واحدة من مآخذ المؤتمر الوطني وتجربة الحركة الاسلامية ككل، مما جعل معظم قياداتها لايستطيعون النظر الي القضايا الا عبر المنظار الامني والعسكري لانهم في الواقع كلهم واجهات امنية عسكرية. والمجتمع السوداني تحديداً لا يمكن ان يدار بهذه الطريقة والعقلية، لان مجتمع محب للحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
{ولكن ليس كل.. بل ليس معظم اهل الانقاذ واجهات عسكرية وامنية فهناك مدنيون كثر رفعتهم الانقاذ الى عليين وكان لهم دورهم المؤثر.. كيف ترد؟
وانا بدوري اسألك كم هم الذين استعانت بهم الانقاذ عبر رحلتها التي تجاوزت الستة عشر عاماً؟.. اين هم الآن؟ كيف تعين والياً او وزيراً او مستشاراً او محافظاً.. ثم يهوون من القمة الي القاعدة بمجرد ان يعفي من منصبه؟ فلما لا يصبحون ارقاماً في المجتمع.. خذ مثلاً، كل القيادات التي عملت في الديمقراطية الاولي.. وفي عهد عبود، ثم في عهد مايو.. كلهم اصبحوا ارقاماً في حياتنا ماعدا الكم الهائل من القيادات التي قدمتها الا نقاذ التي كانت اقرب الى الشخصيات المصطنعة والوهمية انهم يختفون تماماً بعيد اعفائهم لانهم غير اصلاء وغير مشبعين بهموم الشارع.
{ لكن يا دكتور تلك القيادات التي تحدثت عنها ووصفتها بالمصطنعة وغير الاصيلة جاءت بدواعي الموازنات السياسية؟
هناك يا اخي فرق كبير بين الموازنات السياسية، والتكريس للجهوية والقبلية، فالانقاذ كرست بعمق لهاتين الرذيلتين.. وما قضية دارفور الا نتاجاً طبيعياً لهذا السلوك فهي قضية قامت على مفاهيم اثنية عنصرية جهوية وقبلية.لقد كانا سودانيين وحسب حتى اننا لم نكن نعرف من اي القبائل كان عبود او الازهري او المحجوب.. او سر الختم الخليفة.. ولكننا الآن نكتب القبيلة قبل الشخص والمرشح للوظيفة.. بل ان نميري نفسه لا يعلم من اي القبائل هو.. فقط سبق ان ناقشت الرئيس جعفر نميري في اصله.. ووجدت انه لم يكن يهتم بمعرفته.. وقد اختلفنا معه في اصله وقبيلته.. لقد كنا على درجة عالية جداً من الوعي.. ولكننا الآن ننحدر حثيثاً نحو السفح والانحطاط
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحد قادة الانقاذ في افادات خطيرة (Re: عبدالوهاب همت)
|
وذلك لان صورة الحركة الاسلامية لدى الشارع السوداني بل في كل العالم اصبحت صورة غاتمة ومشوهة ومخزية، فهي صورة تعبر فقط عن المصالح الذاتية والفجور في الخصومة والتناطح والصراع على السلطة والتآمر.. وهي كلها لا تناسب ولاتشبه المبادئ السامية والفضيلة التي تربينا عليها..
انا لا استطيع ان ادعو احداً ليدخل الحركة الاسلامية بالرغم من انني كنت اكثر الناس حرصاً ممارسة للدعوة والاستقطاب وكنت ناشطاً جداً في هذ الميدان، وذلك لان صورة الحركة الاسلامية لدى الشارع السوداني بل في كل العالم اصبحت صورة غاتمة ومشوهة ومخزية، فهي صورة تعبر فقط عن المصالح الذاتية والفجور في الخصومة والتناطح والصراع على السلطة والتآمر.. وهي كلها لا تناسب ولاتشبه المبادئ السامية والفضيلة التي تربينا عليها..
وما نراه من صراع الآن اصابنا بالغثيان والخجل فنحن نتوارى خجلاً ونتسلل من مجالس الحوار لواذاً لاننا لم نعد مؤهلين لمخاطبة الناس او الطلاب - قل لي بربك ماذا نقول لهم؟!!
ان الدولة السودانية اذا انتقلت لنظام سياسي تعددي فيه قدر كبير جداً من الشفافية والحرية.. لن تجد واجهات الحركة الاسلامية طريقها للحكم على الاطلاق لا وطني ولا شعبي.. فقد انفض الناس من حولهم وتركوهم قازمين وليس لهم رصيد جماهيري يستندون اليه عند ملمات الانتخاب نعم.. المؤتمر الوطني يحكم بما تبقى لديه من ادوات السلطة وليس بسبب رصيد فكري
اننا لم نكن نعرف من اي القبائل كان عبود او الازهري او المحجوب.. او سر الختم الخليفة.. ولكننا الآن نكتب القبيلة قبل الشخص والمرشح للوظيفة.. بل ان نميري نفسه لا يعلم من اي القبائل هو.. فقط سبق ان ناقشت الرئيس جعفر نميري في اصله.. ووجدت انه لم يكن يهتم بمعرفته.. وقد اختلفنا معه في اصله وقبيلته.. لقد كنا على درجة عالية جداً من الوعي.. ولكننا الآن ننحدر حثيثاً نحو السفح والانحطاط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحد قادة الانقاذ في افادات خطيرة (Re: عبدالوهاب همت)
|
التحية للدكتور الجميعابي
فقد اسدى لتنظيمات الحركة الاسلامية نصيحة اسطورية وتصنف إفاداته هذه على انها تاريخية بحق, فهي الصدق في وقت عز فيه الصدق وهي الصراحة ضمن تنظيم يعمل بآليات أمنية لا تتوفر فيها الصراحة والشفافية.
Quote: وعندما اصرح بمثل هذا الحديث الاسيف كنت اتحدث عن اقتناع وربما عن علم.. ولكن الشيخ الترابي لم يكن يقبل منا اي رأي في هذا الشأن .. الي ان حدث ما حدث وانهارت الحركة الاسلامية من القواعد. |
Quote: ومهما تحدثنا عن قوة الحركة الاسلامية ووحدتها وتآزرها لايبدو ان يكون هذا الحديث للاستهلاك السياسي وخداع النفس ليس غير.
فهي اي الحركة الاسلامية الآن ضعيفة ضعف قدر ولاتستطيع ان تقنع احداً جديداً يدخل محرابها..الا بالمصالح.. ولكن كفكرة.. انا لا استطيع ان ادعو احداً ليدخل الحركة الاسلامية بالرغم من انني كنت اكثر الناس حرصاً ممارسة للدعوة والاستقطاب وكنت ناشطاً جداً في هذ الميدان، |
Quote: وذلك لان صورة الحركة الاسلامية لدى الشارع السوداني بل في كل العالم اصبحت صورة غاتمة ومشوهة ومخزية، فهي صورة تعبر فقط عن المصالح الذاتية والفجور في الخصومة والتناطح والصراع على السلطة والتآمر.
وهي كلها لا تناسب ولاتشبه المبادئ السامية والفضيلة التي تربينا عليها.. |
فاعتبروا يا اولي الابصـار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحد قادة الانقاذ في افادات خطيرة (Re: عبدالوهاب همت)
|
الصفحة الرئيسة الاولى اخبار حوار عالم الرياضة الراى مقال الأعمدة الإرشيف البحث
د. الجميعابي يحاكم المؤتمر الوطني وينعي الحركة الاسلامية»2-3«
لو تحولت الدولة للنظام الديمقراطي الحر.. ستجد قيادات الحركة الاسلامية نفسها في الشارع
مارسنا التجهيل ضد الشعب السوداني طويلاً... وآن له ان يعرف الحقيقة.. وبالضبط
بحديث الترابي دخل السودان والانقاذ في»جحر ضب«.. ولجنة ميلس الثاني قادمة
كنت موجوداً في القمم التنظيمية والتنفيذية ولم اسمع عن محاولة اغتيال مبارك إلا عبر الاعلام
{ في الحلقة الفائتة اجاب الدكتور الجميعابي على كثير من اسئلتنا التي أثرناها، وتحدث في كثير من الأمور التي تشغل بال وأذهان المواطنين ولا يجدون لها إجابة شافية.. وكان شفافاً للدرجة التي قلت له فيها.. ألا تخشى على نفسك من هذا الكلام.. فقال.. انا لا اخشى في الحق لومة لائم.. وهذا يكفي.. وقد عز إخوانه في الخطاب ليعيدوا النظر فيما آلت اليه أمور الحركة الاسلامية.
وفي هذه الحلقة يواصل الدكتورالجيمعابي كشف المستور ورفع الحجب.. ويقطع بآراء جريئة في قضايا استخرجناها عنوة من زجاجة الإنقاذ ذات العنق الضيق، فإلي الحلقة الثانية
{ هناك قضية أثارها الدكتور حسن عبدالله الترابي.. هي قضية محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا.. وقد اثار حديثه دهشة الشعب السوداني وكل من سمعه واستغربوا ان يخرج مثل هذا الكلام من عراب الحركة الإسلامية والإنقاذ الذي كان ملء السمع والبصر.. في قمة الحركة الإسلامية والسلطة التشريعية فماذا تقول في هذا؟
اعتقد أن هذا السؤال يجب أن يرد عليه الشخص الذي قاله وهو أميز من يدافع عن نفسه.
وانا لا اطلب رداً ولكنني أرغب في تعليق على هذا الحديث الكارثة فهو ذو صلة و ثيقة بتداعيات وانشقاقات الحركة الإسلامية.
أنا في تقديري.. أن الحركة الاسلامية دخلت في أزمة حقيقية الآن حتى أن زعماءها التاريخيين يخرجون اسرارها وينشرون غسيلها على الفضائيات العالمية.. لكن هذه الأزمة لم تبدأ بالانشقاق.. وهذه القضية التي أثرتها.. أخشى أن تجر على السودان كارثة كبيرة وتصبح مثل قضية اغتيال الحريري يستغلها أعداء السودان للنيل منه ونحمد الله ان الرئيس مبارك نجا من المحاولة.. والحقيقة اننا كقيادات للحركة الإسلامية نجهل تماماً أي معلومة عن هذه القضية فقد كنت موجوداً في القمم التنظيمية للحركة الاسلامية والموتمر الوطني.. ولم يحدث قط ان اثيرت هذه القضية لا في اجتماع ولا كأفراد.. ولا نعلم ما اذا كانت القيادات الحزبية والتنفيذية والامنية تعلم ام لا!! ولا توجد لدينا معلومات يمكن ان نتحدث عنها.. ولكنني على أية حال لو صدقت مثل هذه الاتهامات كان يمكن تفاديها بتنوير شامل للقيادات التنظيمية والتنفيذية والامنية وتحديد العناصر التي خططت ونفذت لمحاسبتهم وإبعادهم ومحاكمتهم.. وقد كان الشيخ حسن في قمة الهرم التنظيمي فكيف يثير مثل هذا الامر الآن ويحاول اخراج نفسه و توريط من كانوا تحت امرته ويخضعون لاوامره ونواهيه وفي اعتقادي ان هذه القضية كانت حلقة في سلسلة المؤامرة على الحركة الإسلامية والانقاذ.. واستطيع ان اؤكد هنا اننا كنا مخترقين من القمة الى القاعدة، ومن الطبيعي جداً ان تحاك ضدنا مثل هذه المؤامرات.. لقد تربينا ونشأنا في حجر الشعب السوداني الذي لا يعرف الغدر والعنف والتصفيات الجسدية وكذلك كانت الحركة الاسلامية بنْت بيئتها.. ليس في ثقافتها الاغتيالات والتصفية الجسدية ولذلك انا اجزم بان هذه القضية »دبرتها مخابرات اجنبية«. لتحقيق اهداف خاصة بها منها الصاق الحركة السلامية بالارهاب وشق صفوفها وذرع الشكوك فيما بين اعضائها وقياداتها. وانا شخصياً اكاد لا اصدق ان الترابي قال ما قال.. واستبعد كلياً حدوث المحاولة عن طريق سودانيين.. ولكن اذا افترضنا حدوثها كان يمكن ان نعتذر للشعب السوداني وحكومة وشعب مصر.. ولكن هذه الحادثة اكدت لنا ان الحركة الاسلامية ضعفت تماماً امام تصرفات منسوبيها وفشلت في ضبطهم ومحاسبتهم واقول للمرة الثانية انني اخشى ان تتلقف اقوال الشيخ الترابي جهات غربية وتحيلها الى قضية ولجنة دولية تسائل الترابي أولاً وتصعد الى قمة الجهاز التنظيمي والتنفيذي.. وحينها سننزوي كاسلاميين خجلاً من أعين الناس.
{ هذا حديث مسئول، ولكن هل تنتهي المشكلة عند هذا الحد؟
حديث الشيخ الترابي غير مقبول على الاطلاق.. وهو حديث يجب ان يكون له ما بعده.. يجب ان نعرف بالضبط ماذا حدث لان الشعب السوداني الذي مورست ضده صنوف من التجهيل يجب ان يعرف الحقيقة كاملة.. نعم الحكومة تستطيع اعتقال الشيخ الترابي.. وان تعمل ما تريده ضده.. ولكن هذا لا يحل قضية.. القضية ان الترابي اتهم اشخاصاً من بيننا وفي القيادة التنظيمية والتنفيذية.. ونريد ان نعرف هل هم فعلاً متآمرون وقتلة؟ ام هم بريئون مما يقال.. فان كانوا قتلة فمن يضمن ألا ينفذوا مثل هذا العمل داخل السودان واكرر .. الشعب السوداني يريد ان يعرف الحقيقة وفقط.
{ ما رأي الدكتور في الاداء السياسي والتنفيذي لقيادات المؤتمر الوطني؟
اولاً أحب أن اؤكد اننا نثق في الله ثقة مطلقة.. وهذا ما جعلنا نتقدم الصفوف ونتحمل عبء ومسئولية النهوض بالسودان.. ومن ينصر الله ينصره ويسدد خطاه.. و قد نصرنا كثيراً وجعل لنا مخرجاً في مواقف عدة.. فان نحن ثنينا اعطافنا عن الحق فمن الطبيعي جداً ان يفضحنا ويكشف سرنا المخبوء امام الامة ، ثانياً: قلت من قبل هذا ان الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ظلا يديران حكومتهما بالعقلية الامنية والعسكرية ولذلك لا الحركة الاسلامية ولا تنظيمها الحاكم يؤمنان بدورالآخر ولا تبادل السلطة سلمياً وما يؤكد هذا ان الرجل في عهد الانقاذ يظل وزيراً وفي القيادة لعشرات السنين.. هذا لا يجوز.. لان »حواء« السودانية ولدت كثيراً من القادة والعلماء وعلة الانقاذ تكمن في تكرار القيادات في كل المواقع.. مَن من الرؤساء كان افضل من بيل كلنتون.. ولكن أُبعد بعد ان نال سنواته المنصوص عليها في الدستور وهي ثمان سنوات.. ولكننا هنا ندير الامور بعقلية »الكنكشة« وهذه العقلية هي التي تغري الناس بارتكاب التجاوزات والاخطاء المكررة بصورة كربونية.. ان الذي يعمر في السلطة يصيبه البطر وتزين له مراكز القوى باطله ليكون حقاً ولا يجد من يحاسبه.. فكيف يرعوى ويعود لجادة الطريق؟ فالقيادات التي استمرت في السلطة منذ مجئ الانقاذ وحتى يومنا هذا ظنت نفسها انها خالدة ومخلدة ولذلك فهي تصنع ما تشاء واذا أخطأ أحدهم يجد نفسه منقولاً الي مكان آخر مترقياً.. فما الذي يهمه ان حرق الناس ام غرقوا؟ باختصار يجب ان يكون الناس واقعيين ومنصفين لغيرهم ، يجب ان يغادر كراسي السلطة كل من عمل لمدة ثمان سنوات فاكثر.. ومن يريد ان يبقى اكثر عليه ان يكون ناظراً لقبيلته او شيخاً لطريقة صوفية.. ولكن السياسة لا تعرف الخلود ولا تنفع معها »الكنكشة«.
واذا أردت ان يكون لك دور سياسي فكن مثل الصادق المهدي او محمد عثمان الميرغني.. زعيم طائفة او امام.. وإلا فلتغادرنا هذه الوجوه التي تتحول من مكان الى آخر مثل شرطة النجدة.. ولا اقول مثل قطع الشطرنج لان قطع الشطرنج تهدد بل وتقتل حتى الملك يؤسر ويقتل فمالي أرى إخوتي لا يغادرون الموقع السلطوي إلا إلي موقع سلطوي آخر.. هل هذا ما تربينا عليه؟! وهل تربينا على القمع والإثرة وحب الذات وهضم حقوق الغير.. ام تربينا على الايثار وحب الآخر وممارسة الشوري في أبهى صورها ومراقبة الله في كل حين؟ دعونا نعود الى طريق الرشاد والحكم بالقسط.
{ قبل أن ندخل ملف السلام وأزمة دارفور ماذا تريد أن تقول؟
قال وقد كسا وجهه حزن عميق» بصراحة لم تعد هناك قنوات أو منافذ أو أدوات نستطيع أن توصل بها رأينا.. وهذه سانحة طيبة نخاطب فيها الاخ الرئيس.. وفي ظني انه آخر من تبقى لنا من أمل ونظن فيه الخير أن يعبر بنا إلى بر الامان.. ويمكن ان يقود المؤتمر الوطني الى ما نريد أن يكون عليه.. هذا الحزب بهذه التركيبة وبهذه القيادة والتسلسل القيادي الموجود وبهذا الضعف الواضح في قطاعات الشباب والمرأة والطلاب لا يمكن ان يكون واجهة للحركة الاسلامية .. والتعديلات التي تمت والشخوص الذين تم حشدهم.. شخوص خرجوا من جيوب اداة السلطة التنفيذية وبالتالي لا اتوقع لهذا الحزب اي مستقبل الا اذا كان ممكناً في موقع الدولة ومتمكناً من السلطة والامكانات الرسمية والعامة للدولة.. هذه التركيبة التي أراها وتلك القيادات التي أراها الآن ليست قيادات مؤهلة.. نعم بعضهم ممتاز ولكن الممتاز منهم غارق في المشغولية والهم والعام.. انا أعلم ان بعض هؤلاء القيادات الواحد منهم مسئول عن »51-02« موقع واي موقع بمستوى وزير دولة.. هذا لا يجوز.. لان هذا يكرس لمزيد من الانغلاق والاغلاق »ما بتبقى«.. الاخ الرئيس محتاج ان يعيد النظر في قضية الحزب وارتباطه بهموم الناس.. وليراجع اداء القطاعات ماذا قدمت قياساً الى المهام الموكولة لها.. هل يستقطبون.. هل يقنعون احداً، هل يديرون حواراً مع فئات المجتمع ثانياً: اني اري أن أداء الدولة ضعيف »ربكة« كبيرة جداً وكأنها »كيكة« تقسم ولو لأجل.. ولعلي اري ممارسة حقيقية للانفصام السياسي.. الحركة الشعبية شريك اصيل في حكومة الوحدة الوطنية وهي مع الحكومة داخلها وضدها في الشارع العام والمجتمع الدولي.. وفي القطاع الطلابي ضد الحكومة ايضاً.. وليس هناك التزام واضح من الحركة باهداف وبرامج الحكومة، وكذلك الاحزاب التي اتت بها الحكومة وانا اطرح سؤالاً واضحاً.. لماذا يصر الاخ الرئيس على احزاب لها وزنها..لماذا لا نستهدف استيعاب حزب الامة بوزنه الكبير وقيادته المعتقة.. السيد الصادق المهدي.. واستيعاب السيد محمد عثمان الميرغني وحزبه الكبير.. ويقرب الشقة بينه وبين الشيخ حسن عبدالله الترابي وهو شيخه وتربي تحت جناحه.. وكذلك لاخوانه في المؤتمر الشعبي.. وفي تقديري ان الرئيس يجب ان يهب قدراً من الزمن وقدراً من الاهتمام لهذه القضايا وإلا فالتاريخ لا يرحم احداً كان باماكان الاخ الرئيس وما يزال ان يقود عملاً لحسم كثير من القضايا ثم يوجه له اجهزته.. اي ان يقود المبادرات بنفسه وهذا لا يعني بأي حال من الاحوال ان يلغي شخصية الآخرين.. ولكن المبادرات عندما تخرج من أعلى قمة في الدولة ويخرج هذا للناس.. سيلتزم المكلفون بالملف المعني.. بما صدر لهم من توجيهات..ليس الاعلان وحسب ولكن يتبع الاعلان بالقيادة والرعاية اقول هذا.. لانني اعلم ان الاخ الرئيس يعلن في كثير من الاوقات مبادرات ولكنها تجهض بسبب عدم قيادته لها شخصياً ومتابعتها بالتوجيه والملاحقة.. اما الموضوع الاخير الذي اود الحديث فيه هي قضية الاحزاب واولها الحركة الشعبية التي يجب ان تتحرر من ارث الحرب والغابة وتتحول الى حزب سياسي يتعاطي ايجاباً مع المصطلح السياسي والممارسة السياسية.. وعليها تغيير خطها السياسي باعتبارها حزب اصيل في الدولة ويجب ان تتذكر انها مسئولة عن كل اهل السودان وليس فقط عن مجموعات اثنية وجهوية ومن حيث لون البشرة.. يجب ان تتذكر بانها حزب وحدوي كما يقول قادتها.. وهي حزب حاكم مسئول عن الشمال كما هو مسئول عن الجنوب.. ويجب ان يتحمل مسئوليته كاملة ويوقف كثيراً من تجاوزات اتباعه ومنسوبيه.. ومثلما يطالب الدولة والشمال بالالتزام بتنفيذ بنود الاتفاقية عليه هو الالتزام بها اولاً.. ويجب ايضاً ان يطرحوا رأيهم بوضوح في القضايا التي تتجاذب الوطن الان يمنة ويسرة ومن فوقه وتحته.. اين دورهم في حل قضية دارفور.. والحرب الدائرة في دارفور هل هم جزء داعم لحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور، هل هم جزء من اضعاف الحكومة المركزية، ام هم مع الحكومة المركزية لامتصاص هذه الافرازات اذاً فعلى الحركة الشعبية ان تنزل من علاها »الفوق« وتطرح نفسها كانموذج تقاس عليه الحلول الآتية لقضايا الشرق والغرب وغيرها.. اما الاحزاب الاخرى.. خاصة الكبرى فاطالبها بان يكون لها دور بارز في المعارضة ، سواء الاتحادي الديمقراطي او المؤتمر الشعبي.. او حزب الامة جناح الصادق المهدي.. ان الدولة السودانية لو استمرت بشكلها الراهن والاحزاب الكبرى نأت بنفسها عن المعارضة الرشيدة.. سيكون امرنا فرطا.. انه لمن المؤسف حقاً ان تعطي الحكومة تمثيلاً لاحزاب صغيرة كالحزب الشيوعي واحزاب اخرى متوالية معها تعطيها تمثيلاً في البرلمان.. وهذه ليست معارضة.. والمؤتمر الوطني لو كان جاداً ومقتنعاً بدور المعارضة لاعطاها مالا يقل عن اربعين في المائة »40?« من مقاعد البرلمان »المجلس الوطني« توزعها كيف تشاء.. لان المعارضة في كل بلاد الدنيا هي حكومة الظل.. تكشف للجهاز التنفيذي والاجهزة المساعدة مواطن الخلل وتقترح الحلول وتنبه باستمرار للرجوع للحق الفضيلة وتعرض القضايا الملحة للجماهير وتطرق عليها بعنف وتنتقد الحكومة. اما الاحزاب المدجنة الساعية للسلطة كغاية نهائية، فلن تفيد الحكومة في شئ. لقد وقعنا تفاهمات واتفاقات مع حزب الامة ومع الاتحادي ولا ادري الى متى تفجر الحكومة في الخصومة مع الشعبي؟! الى متى؟!
لقد نجح المؤتمر الوطني والحكومة في استقطاب وتدجين كثير من الاحزاب فلماذا يستنكفون من الحوار مع ذوي القربى.. اعني الشيخ الترابي وحزبه.. ان الضعف الحادث الآن في المؤتمرالوطني والاحزاب المتوالية معه والاحزاب المعارضة والطرح الفكري الذي ينتهجونه جميعاً، يجعل من العسير جداً ان نتخيل مستقبلاً جيداً للسودان.. مستقبل السودان يكمن في القيادات والكوادر الشابة النظيفة.. والاحزاب مليئة بمثل هؤلاء.. ولكنهم يقفون على الرصيف.. يتفرجون على الذي يجري.. بالرغم من انهم مشبعون تماماً بخبرات علمية وعملية لقيادة هذه البلاد ومن هنا ادعوهم.. ادعو كل الكوادر الشابة المهمشة في كل الاحزاب.. لتكوين جبهة وطنية عريضة تضطلع بدور اخراج السودان من عنق الزجاجة الذي ادخلها فيه الكبار.
{ هل تعني ان الساحة السياسية محتاجة لحزب جديد يضم كل الكوادر المهمشة في جميع الاحزاب.. وانت تدعو لذلك صراحة؟
نعم.. وادعوهم لذلك لان سودان اليوم دخل في تعقيدات لن يستطيع الكبار حلها.. اذ لكل زمان رجال.. وهذا زمان الشباب.. وعليهم ان يتنادوا جميعاً لتكوين هذه الجبهة العريضة اليوم قبل الغد.. الموقف الراهن يتطلب ذلك.
{ هل لديك تصور لمثل هذه الجبهة.. اعني كيف تتكون ؟ نعم.. فانا اقبل ان اعمل في عمل جبهوي عريض يضم، الحاج وراق، محمد اسماعيل الازهري، عدداً من شباب الاتحادي الديمقراطي، عدداً من شباب حزب الامة.. عدداً من شباب المؤتمر الوطني ، وشباب الشعبي، احزاب الجنوب.. ويمكن ان نشكل قاعدة حزبية وطنية تستقطب الاعداد الهائلة من ا لكوادر الشبابية المستقلة التي تراقب الآن كل ما يحدث فالواقع ان الاحزاب والسودان ككل ملئ بالعناصر النظيفة، العفيفة، المهمشة.. وانا على يقين انها سيكون لها دور في السودان القادم.. وهذا التيار يمكن ان يكسب قلم الاستاذ حسين خوجلي.. وهو من هو.. اقوي واميز اقلام الصحافة السودانية وسيكسب شخصية مثل الاستاد محمد طه محمد احمد وهو قريب جداً لهذا الفهم.. وسيكسب امثال الاستاذ فتح الرحمن القاضي، وانا اعرف تماماً فكر عبدالرحمن والصديق الصادق المهدي، وسنكسبهما ، وسيكسب الحزب محمد الازهري.. وآخرين لا حصرلهم.. وكثيراً من القيادات الموجودة في الحركة الشعبية، مثال لهؤلاء الدكتور لام اكول.. الشخصية المتوازنة الممتازة.. واذكر هنا ان اخطاء المؤتمرالوطني.. هي التي اخرجت لام اكول من الحزب ومن السودان ليقع في حضن الحركة الشعبية وهي اخطاء مباشرة.. واخطاء المؤتمر الوطني ابعدت مجموعة اتفاقية الخرطوم من الدولة.. ولذلك فاني ارى ان الساحة مهيأة تماماً لتكوين هذه الجبهة الوطنية العريضة لتأخذ بيد السودان وتنتشله مما هو فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
|