لماذا يمُوت الإنسان؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2012, 07:27 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا يمُوت الإنسان؟
                  

12-21-2012, 07:32 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يمُوت الإنسان؟ (Re: هشام الطيب)

    ٍِ[1]
    هاهيَّ آخرُ قطرة دمعٍ تسقُط الآن من عينيكَ الضيّقتين، تستقبلها كفة بنطالك المُتسخ، وهيَّ قطرة كافيةُ –هذه المرة- لترسُم خارطةً لقارة جديدة تُجاور مجموع الخرائط الكامنة بعشوائيّة على هندامك. فليباركها جنونك، ولتكن مُدعاة جديدة لممارسة هواية شرودك الذهني، دون حوجة لزجاجة خمر هذا المساء! لقد أفرطَّ في البُكاء هذه الليلة، ولقد أنبئتُك مراراً كم هو نفيسُ دمعُكَ، وبلّغتُك، اللهُ يشهّدْ، أنّي بلغتك، –أن احرص على حفظ الدموع- واستخدمها كما يليقُ بها في قادماتِ الأيام أو في مُقبلات الآلام.. لكنك حينها لم توميءُ برأسك حتّى، لم تشأ أن تُعرني أدنى أهتمام، ورغم ذلك لايزالُ قلبيَّ هائماً معك، ككل يوم مضى رأيتك تجلس فيه كئيبا، تحني رأسك نحو الأرض، تقابل الشُرفة بجسدك المترهّل، وحيداً، شارد الذهن. تجدني شارد القلب، أتضامن لأجلك، في سبيل أن أُمنيَّ نفسي بسماع إحدى مقولاتك القديمة تلك، لأردِّدها في قلبي، وأنا أستذكرُ يوم قصصت عليَّ أنكما جلستما معاً. أنت بطلعتك البهية تلك وبذكاءك القاتل، وهيِّ بروعتها وضحكتها الأليفة. قلت جلستما على شارعٍ ينحازُ إلى النهرِ قليلاً، ثم مالبثت حتى أخبرتني بأنك طمئنتها بأنّ أجمل الأمسيات هي تلك التي لم تأتِ بعد، وأظنُك طمئنت نفسك قليلاً باهتيك العبارة.. ردّدتها كثيراً، وأنت ترفع من رأسك ناصية القمر علواً مملؤاً بالآمال، وقتها كنتُ أؤقن أنّك تُشعل في قلبك ألف حقيقة بأنّ أمسياتك القادمات لايزال التنبؤ بها شاحباً, فحتى الأمسيات التي تعجبك كانت داكنة، بلا نجوم، وقتها كنت في اصعب مزاجاتك الحرجة، ورغم ذلك كنت متفائلاً باسماً رغم المحن. فلما أنت منهارٌ الآن هكذا؟ لما انت على هذا المشهد الكئيب؟ لما؟
                  

12-21-2012, 07:37 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يمُوت الإنسان؟ (Re: هشام الطيب)

    [2]
    وأظنُ، فيما أظنُّ من ظنونٍ نحوّك، أنّك، لولا التفاؤل وقتذاك، لكنتَ في أسوأ مما أنت عليه الآن من جنون. ربما ميتاً على أحد شوارع المدينة التي تعرفها الآن جيّداً، بائسةً، متسخة، وملتوية كأكثر مما يجب.
    أعرفُك أنا منذ نعومة جنونك، أعرفُك دائماً، قبل أن تصبح على هذا الحال، أعرفك حتى عندما تريد أن تبدأ تفكّيرك حولها، وربما حين تتذكر خُصلتها، أراها تتراقص مع الرياح كطفلٍ تشدَّه طائرة ورقيه مهترئة، - أنت – أعرفُك، انا مثلما تعرفها، وأعرفُ أنها لم تبارح ذهنك ولو لبضع دقائق، ولم تفارق خطواتك أبدا، فحتى عندما تتوكأ الآن عصاك يخالجني شعورٌ بأنك تلامس يدها، أوعندما تصافح جُدران الشارع بكفيك خشيّة أن تسقط أراها تصافح يديك، وعلى هذا فإني أعرف إلى أي مدى أنت مُغرم بضحكتها.
    أذكرُ يومها أنك احتسيت أكثر من أربعة زجاجات خمر، ثم اتكأت على عصاك، وظللت تصرخ بأعلى صوتك..
    ما تسأليني
    ما تسأليني .. لا.. ما تسأليني..
    ثم إنفجرت باكيّاً حتى ناداك الفجرُ بخيوطٍ باسمة.
                  

12-21-2012, 08:00 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يمُوت الإنسان؟ (Re: هشام الطيب)

    [3]
    ها أنت ذا اليوم، لست في حاجةٍ لزجاجة خمر، ربما لانك لا تشأ أن تترنّح في الدروب؛ وربما لأنّ الدروب نفسها باتت تترنّح عندك من شدّة وعيها المغيّب عليك، لكنك، رُغم ذلك، لا تزال حزيناً باكياً.
    وأنا أعرفك عندما تبكي، أعرفك ولا أسألك.
    قالت لك يومها.. لماذا يموت الإنسان؟
    ففررتّ هارباً من قسوة السؤال، ثُم أحتسيت خمراً لاذعا وقلت لها بصوتٍ مذعورٍ خرج منك بعد عناء: (تفكيرُ الإنسان في لاوعيه أكثر إيجابية من تفكيره في وعيه!)
    ثُم سقطت من يديك زجاجة الخمر، وواصلت هروبك قائلاً:( لابُّد أنني غير مهيأ للإجابة عن هذا السؤال)، ولمّا لمْ تجد إجابة واضحة ترمي بها لتخفف من قسوة رحيلها، تركت السؤال يسأل نفسه وأخذت شهقة عميقة وأجبتها هذه المرة، وليتك لم تفعل!
    أجبتها بنفس الفلسفة التي تعتريك قلت: (يموت الإنسان ياعزيزتي كي ما يتيح فرصّة الوجود لإنسان غيره)، ـ هكذاـ قلتها ببساطة شديدة، لكنّها رغم ذلك لم تألف إجابتك؛ ورحلت دون أن تتيح مكاناً لغيرها..
    فيما بقيت انت هكذا، خمسين عاماً، شارد الذهن، متسخ الثياب، وحيداً، بلا دموع، لا تُكلم أحداً.
    هشام


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de