|
Re: من أراد أن يعلق قميصه في مقهى النشاط فليعلقه (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)
|
لم تعجبنا نصيحة الشيخ الترابي باستبدال نظام الحر المباشر بالتمثيل النسبي لإنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم، على عكس الصورة العالقة في أذهان الجميع للشيخ الترابي فقد كنا نستطيع أن نذهب إلى منزله لتناول طعام الإفطار في رمضان ومجادلته في أمور شتى وأن يبلغ سقف إختلافنا معه حدا يجعل البرلوم حينها عبدالله عبدالعال خوجلي لا يتورع أن يقول له: ( أفلست والله يا شيخ حسن).
لم ننتبه حين أصدر طلاب الجامعة إنذارهم الثاني لنا بظهور تيار الطلاب المحايدين، فبعد المصالحة الوطنية في 1976 مباشرة وبمجرد تراخي إنتباه الحركة الفكري راجت فكرة مؤتمر الطلاب المستقلين، ومن خلاله وعبر تحالف واسع إستطاعات التنظيمات السياسية بما فيها الحزب الشيوعي وأحزاب القوميين العرب المسؤلين معا عن إنقلاب مايو، إقصاء الحركة من موقع قيادة اتحاد الطلاب.
غالب القيادات الأولى للطلاب المحايدين، كانوا أقرب للحركة الإسلامية من غيرها من التنظيمات السياسية، إنتبهت الحركة لوهلة أنها ارتكبت خطأ بمصادرتها لمنابر الطلاب والإستيلاء عليها فانسحبت امام تقدم تيار المحايدين من انتخابات كلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم، ولكنها لم تلبث أن نكصت على أعقابها واتخذت من التيار العفوي الجديد عدوا.
في أول إجتماع لقيادة الحركة الإسلامية بعد إنقلاب 1989 وجد امينها العام نفسه في موقف شبيه بموقف عبدالخالق محجوب بعد مايو، هو خارج من المعتقل بعد ستة أشهر وقف خلالها في محطة التفويض المشروط الذي ناله من شورى الحركة الإسلامية لتنفيذ الإنقلاب، حاول تقليب بعض الأوراق القديمة لمراجعة تلك الشروط، ولكن مياها كثيرة كانت قد جرت تحت الجسر منذ الإنقلاب. السلطويون الجدد تهامسوا: ما باله خارج من السجن يريد أن يزيحنا ويحكم؟!! من هناك دارت عجلة الحملة على الامين العام : لماذا يصرح بشأن حل مجلس الثورة ؟ ما دخله هو بذلك؟ لماذا ينشط في مقابلة الصحفيين الأجانب؟ . فجأة أصبح الامين العام للحركة ضيفا على الإنقلاب الذي خطط له.
الحركة كلها كانت في حالة سكر مطلق بالسلطة المطلقة، الأمين العام كان على ثقة على أنه وبمقدراته الإستثنائية سيقدر يوما ما على إيقاظ الحركة من سكرتها، فجأة أصبح كمن يحاول ترك الطفل يلهو بلعبته الجديدة قبل أن يقرأ عليه تحذيرات الإستخدام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أراد أن يعلق قميصه في مقهى النشاط فليعلقه (Re: صديق محمد عثمان)
|
من أراد أن يعلق قميصه في مقهى النشاط فليعلقه 3
صديق محمد عثمان:
خرج محمود شريف مغاضبا، نجح إضراب العاملين بالكهرباء، كانت الأيادي الخفية تعتقل مهندسي الكهرباء بتهم إنتماءاتهم السياسية، وفي ذات الوقت تجند الملتزمين منهم في جهاز الامن، عندما قام الإضراب كان بعض المهندسين يؤدون واجبهم المقدس، لا في العمل الفني للكهرباء ولكن في العمل الفني للأمن بإعتقال زملائهم، مثل غيره كان محمود يستغرب صمت الأمين العام، قال له الدكتور الترابي: (أصبروا وصابروا ورابطوا) ، قال محمود: نحن صابرين ألله يصبرك انت.
لو قيل بأن ثمة شخص واحد من الذين تم تعيينهم بقرارات فوقية كان قادرا على ستر عورة الحركة الإسلامية في تعيين منسوبيها بقرارات سياسية فقد كان ذلك الشخص محمود شريف، فالمقدرات الشخصية والمؤهلات العملية لمحمود ألجمت لسان مرؤسيه في الهيئة القومية للكهرباء عن الخوض في الحديث المبدئي حول تعيينه السياسي، غير أن ما تم من ممارسات من وراء ظهره بعد ذلك، جعلت تلك المؤهلات والمقدرات الشخصية محل تساؤل وتطاول.
ولكن ما لنا ومحمود، فالذي جرى لمحمود هو بالضبط ما جرى على سيرة الحركة الإسلامية كلها، فحينما كانت عناوين المقالات الصحفية تردد تساؤلات المرحوم الأستاذ عادل حسين أمين حزب الشعب المصري ( هل هولاء الرجال جبهة؟)، كان الشعب نفسه قد تنفس الصعداء حين تأكد له بأن هولاء الرجال جبهة، فالحركة الإسلامية إستحوذت خلال مسيرتها على عدد وافر من نجباء أبناء الشعب وطليعته المثقفة الواعية، بحيث كان سهلا على الشعب تجاوز لا مبدئية الحركة في القفز على السلطة، إنتظارا لما ستفعله هذه الحركة بالسلطة. ولكن ما كان للحركة نفسها أن تركن إلى تجاوز الشعب عن فعلتها المنكرة، وكان ينبغي لها أن تتشدد في ضوابط حصر منكر وسيلتها للتغيير في أقل نطاق ممكن. ونواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
|