قراءة الأحداث الدراماتيكية التي يمر بها السودان في هذه الفترة ، لايمكن أن تتخذ جانب السطحية والاكتفاء بالخبر المجرد ، خاصة وأن الحكومة المترنحة بدأت تلعب لعبة خطيرة وهي الاستفادة من علم الإشاعة في فقه الاعلام ، وهو ما يجعل أوراق التصديق تختلط ، فالشائعات في مثل هذه الانظمة تأتي عاة لشغل الرأي العام عن أمر ، وعدم تصديق هذا النظام ليس فرية جديدة ، ولكنها تراكمات لازمته منذ ميلاد حكومته التي بدأـ بالكذب حينما أنكر صلته بالترابي الذي كان يرتاح بالسجن وقت الانقلاب ، وخداعه النظام المصري في بداياته ، وعبر مسيرته الطويلة ونقضه الوعود والعهود وإيصال البلاد إلى ما وصلته من حال ، كلها أسباب تجعل من تصديق ما تبثه وسائل الاعلام الحالية يحتاج الحذر في التعاطي معه . فقد يكون اختلاف الشعبي والوطني فبركة عند حزب تعود على صناعة الفبركات وإجادة تنفيذها بحرفية ، وقد يكون ما حدث في نيفاشا فبركة فقد شكك الجنوب في مسألة فصل الجنوب التي قالوا عنها أنها لم تجيء نتيجة الاستفتاء كما هو معلن ، ولكن لكل أسباب أوردها فيما ذهب إليه من إفتراء والآن ماحدث لايمكن النظر إليه بعين القبول والتصديق المطلق .. فتعالوا نقرأه قراءة تحليلية مجردة تفترض كل شيء .
ونواصل ....
12-03-2012, 02:03 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
ما يمكن أن نفطن إليه في المحاولة ( التخريبية ) الأخيرة هو أن أكثر المستفيدين منها في حقيقة الأمر هو المقبوض عليه صلاح قوش الذي قضم كعكة تلميع كبرى ، وقفز إلى السطح بعدما فقد كل صلاحياته نتيجة صراع قطبي مغناطيس المؤتمر الوطني ، وتم توجيه الاعلام لالباسه ثوب البطولة ، وقيامه بعمل خارق ، في حين ان الحقيقة تقول أن ما حدث منذ قبل رمضان يمكن قراءته قراءة واحدة فقط ، فقبل رمضان قامت إحتجاجات متواصلة قاربت على كسر حاجز الخوف ، لولا أن قام الاتجاه الاسلامي بإجراء عملية إنقاذية سريعة من خلال عقد مؤتمره الذي أعقب رمضان والذي وجه فيه انتقادات عنيفة للحزب الحاكم ما جعل الرأي العام ينشغل بتلك التصريحات وخرجاتها وينسى احتجاجاته التي لم تكتمل فصولها بعد . وبعد ذلك وقبل أن يفوق الرأي العام من إنشغاله بذاك الحراك قام المؤتمر العام للحركة الاسلامية والذي أطال عمر النظام أ:ثر قبل أن تأتي هذه المحاولة الأخيرة متزامنة مع أشد حالات التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد . فصلاح قوش الذي تحولت بوصلة أغلب الناس في اتجاهه ، ليس بالشخصية التي تستحق التلميع ، فهو جزء من هذا النظام ، ولو إختلف معه فالذاكرة السودانية لايمكن أن يكون الزهايمر قد إستولى عليها لهذه الدرجة ، فقد شهد عهد قوش باجهزة الأمن أسوأ كوارث مصادرة حرية الرأي ، وشهد أسوأ مراحل مصادرات الحريات العامة ، وشهد أكبر حملة في تاريخ الدولة لمحاربة معارضيها ، وشهد أكبر انتعاش في تاريخ جهاز أمن الدولة في رواج وتفعيل بيوت الأشباح ، وشهد أكبر إنتهاك لحقوق المرأة في البلاد ، وشهد الكثير المثير الذي لايمكن للذاكرة أن تنساه أبدا . فصلاح قوش لايختلف أبدا عن غيره من زبانية النظام ، والوثائق التي بدأ بتسريبها ، لماذا لم يسرّبها إلا في هذا الوقت بالذات ؟؟؟ وهل ما سرّبه يحمل تلك القيمة التي انبهرت بها العقول ؟؟؟ ونواصل ....
12-03-2012, 02:16 PM
nazar hussien nazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409
بلاهي يا عبدالدين وانت بتقرأ في الواقع دا أبحث لينا معاك عن (مصطلح المحاولة التخريبية) هل وردت من قبل في مصطلحات السياسة...وهل هي شروع في انقلاب؟؟ أم شروع في تخريب؟؟ وما هو الهدف التخريبي للمحاولة؟؟ أوالمراد تخريبه شنو بالضبط؟؟ او ما هو المبني (بكسر النون) ليتم تخريبه؟؟؟
يعني البلد متظبطة أوي يا قول المصريين؟؟؟
12-04-2012, 09:37 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: بلاهي يا عبدالدين وانت بتقرأ في الواقع دا أبحث لينا معاك عن (مصطلح المحاولة التخريبية) هل وردت من قبل في مصطلحات السياسة...وهل هي شروع في انقلاب؟؟ أم شروع في تخريب؟؟ وما هو الهدف التخريبي للمحاولة؟؟ أوالمراد تخريبه شنو بالضبط؟؟ او ما هو المبني (بكسر النون) ليتم تخريبه؟؟؟
يعني البلد متظبطة أوي يا قول المصريين؟؟؟
المصطلح الجديد ليس التخريب ولكنه ( تخريب التخريب ) أو ( تخريب المخرّب ) ونواصل ....
12-04-2012, 09:56 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
مما لاشك فيه أن النظام الحالي يرقد بالفعل في غرفة العناية المركزة ، ولكن الاتجاه الاسلامي يصارع من أجل أن يكون البديل منه لا من غيره ، لأنه يدرك أن تفريطه في الحكم سيكلفه سنوات طويلة للعودة إليه من جديد . من ناحية أخرى فإن التنظيمات السياسية الأخرى التي لاتنتمي للاسلام السياسي لم تستفد مطلقا من تجربته ، ولفظته بكامله ، وهو خطأ سياسي كبير أبقاها حتى الآن في خانة الأضعف من بقية القوى المتصارعة ، وجعلها غير قادرة على نيل ثقة الشعب بتشكيلها خيارا بديلا للانقاذ . قوى الهامش التي ترفع السلاح في وجه الحكومة أحدثت إنتصارات كبيرة ، ولكنها تعاني من إنعدام كاريزما القيادة ، وتعاني أيضا من إختراقات الاتجاه الاسلامي ، ومن اللابرنامج يلي فترة الاسقاط ، وهي لاتختلف عن رواد الاسلام السياسي في رفعها شعارات برّاقة لا يشرحها برنامج عمل واضح .
ونواصل ...
12-05-2012, 10:42 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: ما يمكن أن نفطن إليه في المحاولة ( التخريبية ) الأخيرة هو أن أكثر المستفيدين منها في حقيقة الأمر هو المقبوض عليه صلاح قوش الذي قضم كعكة تلميع كبرى ، وقفز إلى السطح بعدما فقد كل صلاحياته نتيجة صراع قطبي مغناطيس المؤتمر الوطني ، وتم توجيه الاعلام لالباسه ثوب البطولة ، وقيامه بعمل خارق ، في حين ان الحقيقة تقول أن ما حدث منذ قبل رمضان يمكن قراءته قراءة واحدة فقط ، فقبل رمضان قامت إحتجاجات متواصلة قاربت على كسر حاجز الخوف ، لولا أن قام الاتجاه الاسلامي بإجراء عملية إنقاذية سريعة من خلال عقد مؤتمره الذي أعقب رمضان والذي وجه فيه انتقادات عنيفة للحزب الحاكم ما جعل الرأي العام ينشغل بتلك التصريحات وخرجاتها وينسى احتجاجاته التي لم تكتمل فصولها بعد .
12-05-2012, 04:41 PM
محمد مختار جعفر محمد مختار جعفر
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 4927
الأستاذ / عبد الدين ، لك التحية المحاولة عندما تأتى من أبناء العمومة تسمى تخريب وحينما تأتي من خارج الملة تسمى إنقلاب ، فالذى حصل هو إنقلاب لم يتم ، لأنه إبناً غير شرعي بكل المقاييس
12-08-2012, 10:50 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
الشعب السوداني في مجمله لن يستفيد شيئا ، بل حتى هو غير معني بهذه الصراعات التي تحدث بين الاسلاميين ، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ، هذا طبعا بفرضية أن ما نسمعه ونقرأه ويتسرب إلينا رغم تناقضه من الممكن أ، نأخذه بعين الحقيقة ، بالرغم من أن الشعب السوداني وصل لمرحلة إنعدام الثقة في كل الأخبار التي يسربها الاسلاميون ، فالحكومة تعودت أن تصنع الاشاعة وتقوم بتسريبها بطرق معقدة ، ثم تنتج إشاعة مضادة للأولى يتم تسريبها بذات الصور المعقدة . الهدف الأساسي والحديث هنا تحليليا ، هو شغل الرأي العام عن التدهور الاقتصادي الذي انعكس سلبا على الحياة المعيشية للمواطن ، زائدا على الركود العام ، وتفشّي البطالة والمحسوبية والفساد الاداري ، وغيرها من الأمراض لاجتماعية والمجتمعية التي أورثها هذا النظام للبلاد ، فالجنيه السوداني يعيش أضعف أيامه ، والأخلاقيات المجتمعية يتم ضربها بمختلف الأدوات ، والمسؤولين فقدوا بوصلة الاتجاه ، ولايريدون ترك مقود السفينة لغيرهم لإدمانهم الحكم ، ولخوفهم من المحاسبة
ونواصل ...
12-08-2012, 10:52 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: الأستاذ / عبد الدين ، لك التحية المحاولة عندما تأتى من أبناء العمومة تسمى تخريب وحينما تأتي من خارج الملة تسمى إنقلاب ، فالذى حصل هو إنقلاب لم يتم ، لأنه إبناً غير شرعي بكل المقاييس
هو ليس انقلابا .. لأن الانقلاب هو انقلاب جهة على أخرى ، ولكن ما حدث هو صراع بين البيت الإخواني الواحد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالدين سلامه
nazar hussien
محمد مختار جعفر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست