سقيفة بني ساعدة .. أم جبلٌ تمخّض فولد فأراً؟ .. بقلم: الفاضل عباس محمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2012, 06:19 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سقيفة بني ساعدة .. أم جبلٌ تمخّض فولد فأراً؟ .. بقلم: الفاضل عباس محمد

    سقيفة بني ساعدة .. أم جبلٌ تمخّض فولد فأراً؟ .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي


    المؤتمر الثامن:

    فجأة تذكر دهاقنة النظام الحاكم فى السودان، بعد نيف وعشرين سنة فى الحكم، أنهم "إخوان مسلمون"، ولربما ذكّرتهم ذلك الخطوبُ التوالي...ولقد تُذكر الخطوب وتُنسي....كما قال البحتري....وقطعاً ساعد فى عملية إحياء الذاكرة حظوظُ الإسلاميين فى أعقاب الربيع العربي...فقد دانت لهم السلطة فى تونس ومصر..والمغرب قبلهما...أما فى ليبيا فهم شركاء لهم وزن مقدر..وكذا الحال فى اليمن السعيد...وفى غزة...وعما قريب فى سوريا...(إذا لم يكضّب الله الشينة). مهما يكن من أمر، فقد استل إخوان السودان الممسكون بالسلطة ذيلهم الأصلي الذى كان متوارياً خلف (المؤتمر الوطني) ...وأرادوا أن يرقصوا بسيوف ما يسمي بالحركة الإسلامية، مستنصرين برموزها الدوليين القادمين من مصر وتونس وليبيا وباكستان..وغيرها..أولئك الذين يهمهم (البير ديام) والضيافة ذات السبع نجوم والتماهي مع نظام متمكن منذ أكثر من عشرين سنة...و لا يهمهم ما حاق بشعب السودان علي يد هذا النظام الدكتاتوري الفظ.. و لا ما حاق بأمة المسلمين وبالأمة العربية من نقص فى الأنفس والثمرات والرقعة الأرضية نتيجة انفصال الجنوب...وانفصال وشيك لأجزاء أخرى من السودان لا محالة...فكما قال الدكتور حيدر ابراهيم علي للغنوشي فى الحمامات بتونس...إنهم معشر الكيزان العرب من العنصرية بحيث يرون أن شعب السودان لا يستحق الديمقراطية...فقد ثاروا على نظام بن علي...ولكنهم يباركون نظاماً مثله يسوم أهل السودان خسفاً لأنه يدعي "الإسلاموية."
    عاد إخوان السودان لسيرتهم الأولي...وحاولوا أن يستأنفوا مسيرتهم منذ أن قاموا بحل التنظيم الداخلي وبالإدغام فى "المؤتمر الوطني"...و فى سبيل ذلك جاءوا برموز الأيام الأولي...وأهمها الرائد (اللواء لاحقاً) الطيب محمد خير (سيخة)...بعد أن همّشوه لسنين طويلة واعتبروه non-person وأشاعوا أنه مصاب بانفصام الشخصية...بل إن عنوان المؤتمر نفسه "الثامن" يوحي للسذج والجهلاء بأنه يأتي ضمن سلسلة متماسكة ومتواترة من المؤتمرات لم يقطعها قرار حل التنظيم ودمج أعضائه فى الكيان الحاكم المسمى "المؤتمر الوطني". وبالطبع لم يكترث إخوان السودان للعديد من التناقضات والتساؤلات التى تفجرت نتيجة لهذا الاختراع الجديد "المؤتمر الثامن":
    • هل هذا حزب جديد حاكم عوضاً عن المؤتمر الوطني، أم هو مؤتلف معه، أم موازٍ له...بنفس النفوذ والنفاذ والتأثير على السلطان؟
    • وبما أن المؤتمرين كلهم أعضاء فى المؤتمر الوطني، ماذا قالوا لضمائرهم إزاء هذه الازدواجية؟ وبأي النعلين سيمشون فى دهاليز السلطة ليأمروا وينهوا ويلهموا أو يثبّطوا ويعطلوا القرارات والتشريعات الحكومية على مستوى المركز والمحليات؟
    • ما هو المبرر لكل هذه التكلفة... وكل هذا الزخم... طالما هم أصلاً متمكنون بسلطة آحادية استمرت لربع قرن تقريباً... وطالما هم مزودون بحزب حاكم بنفس المواصفات والرموز والشعارات التى تمنطق بها التنظيم الجديد...أو "القديم"...الذى بعث من الأجداث؟

    - يبدو أن الجهة التى أصرت على هذا المؤتمر لم تكترث لمثل هذه الأسئلة...والعبرة لديها بالخواتيم...فقد تم انجاز تظاهرة "إسلامية" كبري...تداعي لها المناديب...كما يتداعى الأكلة على القصعة...واكتظت قاعة الصداقة بالهتّيفة وسماسرة السياسة الذين لم ينسوا حظهم من الدنيا...ودوّت الهتافات المموسقة والعبارات المدوزنة...من أول المؤتمر...حتى خطاب الشيخ علي عثمان...الذى تابعته بحرص وانتباه شديد علّنى ألتقط خيطاً يدلني إلى ثمة فلسفة جديدة أو اتجاه مغاير أو خط سياسي يختلف عما ظلت تهتدى به السلطة الحاكمة منذ عقدين...خاصة وقد تفتحت شهيتنا بعد قراءة الورقة التى أعدها الدكتور غازي صلاح الدين (بحسن نية وبراءة...أو بتخطيط متفق عليه)...وحسبنا أن هذا الحدث ربما يكون مهماً...منطوياً علي نقد ذاتي..أو تحليل لإخفاقات الحركة المدمرة عبر فترة حكمها...أو اعتراف بالذنب...أو استقطاب لمجمل القوى الوطنية...والسودان يمر بمحنة تاريخية وسؤال وجودي: يكون أم لا يكون! ...بيد أن الذى حدث هو مظاهرة غوغائية فجة...حشد من تنابلة السلطان الذين لا يسبحون عكس التيار مطلقاً و لا يصدعون بالحق أمام سلطان جائر... فقد أرعدت القاعة وتصاعد إرزامها بنفس الشعارات القديمة الجديدة..دون محتوى جديد يلفت الانتباه...ووجدنا أنفسنا أمام شيخ أمير يسبح الآخرون بحمده...ولا يقولون ما لا يرضيه ، تماماً كما وصف أمثالهم تي إس إليوت فى قصيدته المشهورة:
    The Love Song of J Alfred Prufrock

    I am not Prince Hamlet, nor was meant to be;
    Am an attendant lord, one that will do
    To swell a progress, start a scene or two;
    Advise the prince; no doubt an easy tool;
    Differential, glad to be of use;
    Politic, cautious, and meticulous;
    Full of high sentence, but a bit obtuse.

    ولهذا فقد جاء مؤتمرهم مخيباً للآمال بكل المقاييس. ولكن، ماذا انجزت هذه التظاهرة بحساباتهم هم؟

    • تحدث الشيخ على كثيراً وبأعلى صوت ولكنه لم يقل شيئاً. لم يستعرض مسيرة الحركة منذ مؤتمرها السابق (السابع) الذى يشير المنطق إلي أنه عقد قبل مجيئهم للحكم فى 30 يونيو 1989،... ولم يتحدث عن الأزمات الكبرى التى تعرضت لها البلاد فى هذه الأثناء، وأهمها انفصال الجنوب؛ وهو بالطبع عليم ببواطن هذا الأمر من بدايته لنهايته...حيث أنه كان رئيس وفد الحكومة بمفاوضات نيفاشا المفضية لاتفاقية يناير 2005...ولم يتحدث عن (المفاصلة) أي الشرخ الضخم فى تنظيم الإخوان المسلمين الذى حدث عام 1999 والذى تمخض عنه قيام "المؤتمر الشعبي" بقيادة عراب الحركة كلها منذ تأسيسها (بصفة علنية) الشيخ حسن الترابي ...كما لم يتطرق لفشل التنمية الإقتصادية / الاجتماعية......وحقيقة الوضع الإقتصادي الراهن...والفلسفة التى يتبعونها فى هذا الصدد...ومآلات المستقبل...وبالطبع لم يتحدث عن وضع الحريات فى البلد...ولماذا ظلت مصادرة عبر الفترة الماضية كلها...و لا عن الدروس المستفادة من الربيع العربي....هل هم بصدد أخذها فى الاعتبار...أم سيستمرون فى المكابرة والاستكبار وتحدى إرادة الجماهير حتى يحين حمامهم...بمثلما حدث لبن علي والقذافي وحسني مبارك؟! رغم هذه الفراغات والثقوب السوداء، خرج الشيخ علي منتصراً ومنتشياً من المؤتمر. فقد خطب فيهم كقس بن ساعدة...ولكنه لم يلزم نفسه بأي موقف أو سياسات أو انحياز لفريق دون آخر داخل أو خارج الحركة...وانسل خارجاً من قيادة التنظيم بكل سلاسة و حصافة لكي يتحاشي البند فى دستوره الذى يحرم الجمع بين الوظيفة القيادية بالتنظيم والوظيفة التنفيذية بالحكومة...ويبدو أنه قد أزال الموانع اللائحية من الاستمرار فى وظيفته كنائب رئيس الجمهورية...والتى قد تتطور خطوة إلى أعلا بقدرة قادر.
    • وفى حالة نجاح المؤتمر فى إعادة الحياة لتنظيم الحركة، فإنه سيمارس استحقاقاته وسلطاته التى حرمه منها المؤتمر الوطني....ومن هنا فقد تنفتح أبواب الصراع الخفي والعلني بين الجهازين...لذلك فقد حرص الشيخ علي، كما لاحظ كل مراقب فطن، على الإتيان لقيادة الحركة باتباعه المقربين....إذ أتي للأمانة العامة بشخص لم يعرف عنه غير إجادة علوم الصيرفة وإدارة الأموال، ولم يكن ذا مساهمة أو "كسب" فى المجال الفكري أو الدعوي أو السياسي أو الثقافي...فهو ليس من طينة العتباني أو البروفيسور عبد الرحيم علي أو حسن مكي...إلخ. وهكذا، فلن تشب الحركة الجديدة عن الطوق الذى يمسك بمقبضه الشيخ علي نفسه.
    • واستنصرت الحركة بالغنوشي والمرشد المصري والليبي..إلخ، لا لتؤكد وضعيتها بين الحركات المماثلة فى العالم العربي و الإسلامي...ولكن من باب المكايدة وكسب النقاط ضد غريمهم المؤتمر الشعبي...ومن باب العلاقات العامة والدعاية السياسية على النطاق المحلي والدولي.

    • أهم غرض، فى رأيي، سعى المؤتمر لتحقيقه هو كالآتي:


    - فقد شعر النظام بأن الأرض تميد من تحته بعد انفصال الجنوب، وهو مطالب بتعليل هذه الجريمة الكبرى، أسبابها ومبرراتها، وإلا فهو مطالب بالتنحي وترك المجال لآخرين يستطيعون أن يلملموا شعث البلد، فالسودان غير قابل للقسمة، وما يجرّه فعل من هذا القبيل هو ما تعيشه البلاد الآن: أزمة في الطاقة، وأزمة فى موارد العملة الصعبة، ومشاكل حدودية لن تجد الحل حتى يظهر المسيح الدجال، وحروب انداحت فى المناطق المتاخمة للجنوب مع قبائل إفريقية ومسيحية أقرب إثنياً ووجدانياً للجنوب...وهلم جراً. هذا، وقد اشتد الحراك الشبابي والطلابي والنقابي بشمال السودان، متحالفاً مع الحركات الحاملة للسلاح فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق، كما نشطت الأحزاب المعارضة، مثل المؤتمر الشعبي وحزب الأمة جناح مبارك الفاضل ونصرالدين المهدي، وجناح الحزب الإتحادي الذى لم يشارك فى الحكومة، والحزب الشيوعي والحزب الناصري....وأحس جلاوزة النظام بأن الثورة الشعبية آتية لا ريب فيها...وعندئذ فسيتبخر المؤتمر الوطني تماماً كما فعل الإتحاد الإشتراكي من قبل (عندما اندلعت انتفاضة أبريل 1985 التى أطاحت بدكتاتورية النميري)، وكما حدث للحزب الوطني فى مصر بعد ذهاب حسني مبارك....فليس أقل من أن يبعثوا "الحركة" من رقادها، ويؤطروها ويهيكلوها ويحفّلوها ويزمّلوها بالمخصصات والامتيازات، ثم يرسلونها فى نومة مغناطيسية يستطيعون هم وحدهم إيقاظها منها فى وقت الحاجة. ومن ثم، يمكنهم أن يبرزوا فى الساحة مرة أخرى، كما فعلت رصيفاتهم فى مصر وليبيا وتونس، بعد طول غياب ومحاصرة وكبت. وبلا أدني شك، سيملأون الدنيا ضجيجاً عن النضال والابتلاءات والتضحيات التى تعرضوا لها....فى عالم دائم النسيان وسريع الغفران.
    على كل حال، لم يؤثر المؤتمر الثامن فى حركة الحياة العادية بالسودان....وما زال أهل السودان يكابدون العيش بحثاً عن أود يقيم الصلب...وعن الدواء الضروري للحياة...فى ظل غياب للخدمات الأساسية ..وتردٍ مريع لصحة البيئة....وفى ظروف تقسيم جائر للثروة...جعل معظمها فى أيدي قلة هي العصابات الممسكة بالسلطة....وحرم السواد الأعظم من أفراد الشعب من الحقوق المادية والمعنوية ...وجعلهم تحت رحمة نظام مافيوزي باطش...يلقي لهم بفتات الموائد....ويحرمهم أبسط الحقوق التى فطرهم عليها المولي عز وجل...ويسومهم حبساً وتعذيباً وملاحقة وتقتيلا.
    وفى نهاية الأمر، فإن يوم الحساب قد دنا...ولقد أصبحت البشرية على درجة عالية من الوعي والشفافية والإصرار على ملاحقة كل من ارتكب الفظائع فى حق شعبه. وإن ما حدث فى دارفور وحدها، ناهيك عما يحدث اليوم فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، كفيل بجرجرة حكام السودان الذين حاولوا أن يشغلوا الناس بالمؤتمر الثامن...كفيل بجرجرتهم أمام المحاكم المحلية والدولية لسنين طويلة قادمة...جراء ما اغترفوه من مظالم وجرائم فى حق الشعب السوداني. والسلام.
                  

11-23-2012, 06:17 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقيفة بني ساعدة .. أم جبلٌ تمخّض فولد فأراً؟ .. بقلم: الفاضل عباس (Re: Nasr)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de