الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 12:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-30-2012, 08:22 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل

    للبروفيسر الامريكى هيرمان بيل

    الذى كرم من قبل مجموعة دال
    بالنادى النوبى بالخرطوم 2

    و قد كتب الاستاذ عثمان مرغنى
    انذاك و قال


    انقذو الجينات النوبية,الكاتب عثمان مرغني


    لو كنت مكان السيد وزير الداخلية ..لأمرت بضرب حصار على أحياء (الكلاكلة).. مثل حصار غزة .. ثم فتحت معبراً واحداً .. مثل معبر ;رفح ثم أمرت بجسر جوي لنقلهم إلى أقصى الشمال.. حلفا وعبري والسكوت والمحس ودنقلا.. من حيث أتوا .. ولأطلقت على العملية إنقاذ الجينات النوبية

    في كتابه الفخم المصور.. (الفردوس المفقود) .. الذي تكلفت مجموعة دال المعروفة بطباعته ورعايته ثم تدشينه في حفل رنان ليلة الجمعة الماضي.. أبرز الأمريكي الدكتور هيرمان بيل صوراً لمدينة وادي حلفا قبل أن تغرق في بحيرة السد العالي.. الصور لا تحكي مجرد الماضي الوثير الذي كانت تتمتع به حلفا بل عمق الحضارة التي حُظي بها النوبيون في عزلتهم المحفوفة بالصحاري في كنف شريط ضيق على ضفاف النيل..


    مجموعة دال; تألقت باختيارها أن تحتفي وتدشن الكتاب في حفل نوبي فني
    في الكتاب المصور (الفردوس المفقود) لا تظهر حلفا مجرد مدينة عصرية بمبانيها وفنادقها ومرافقها الأخرى فحسب.. بل تكشف كيف أن الإنتماء الجيني هو حائط الدفاع الأول للمحافظة على الهوية الوطنية.. وتؤكد أن (القبيلة) ليست مجرد غريزة إنتماء ضيق.. بل هي بصمة وراثية تسمح للمضمون الأخلاقي في ضمير الإنسان أن يكتسي بمواد حافظة ضد عوامل التعرية التي تغير الأزمان والإنسان وتجعله مسخاً مشوهاً..



    واحد من أهم مميزات الإنسان السوداني .. من أقصى نمولي في الجنوب إلى أدنى حلفا في الشمال .. ومن الجنينة غرباً إلى بورتسودان شرقاً.. أنه إنسان محفوف بمواريث ثقافية تربط حياته بحزمة مكونات أخلاقية ومحددات سلوكية.. تحرم عليه العيش في فراغ لا إنتماء فيه.. وأي محاولة للتخلص من هذا الإنتماء الجيني القبلي .. تضرب مباشرة في الترسبات الأخلاقية والسلوكية عن الإنسان السوداني وتحوله إلى مسخ مشوه.. محروم من متعة العيش في كنف الإنتماء
                  

10-30-2012, 08:23 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)

    قراءة في كتاب
    > تأليف هيرمان بيل < عرض: محمد خليفة صديق >

    ادار اللقاء المذيع اللامع الطيب

    «إلى النوبيين الذين استقلوا القطار في العام 1964م, تاركين موطنهم التاريخي عندما كانت مياه السد العالي تغمر بيوتهم؛ إلى خشم القربة، التي لم يشاهدوها أبداً من قبل».
    كان هذا الإهداء الذي ورد في مقدمة كتاب «الفردوس المفقود: بلاد النوبة قبل هجرة 1964م»، تأليف البروفيسور الأمريكي هيرمان بيل، المولود في ولاية ڤيرجينيا الأمريكية عام 1933م، دكتوراة في «اللسانيات وعلم الأسماء الجغرافية: اللغة النوبية»، من جامعة نورث ويسترن الأمريكية، وماجستير آداب اللغة المصرية القديمة والقبطية من جامعة أكسفورد، ومن معهد الدراسات العربية والإسلامية في اللغة والثقافة النوبية بجامعة لستر.
    وكتاب «الفردوس المفقود» مجلد ضخم يقع في (284) صفحة من الحجم الكبير، وغلاف من الورق المقوى، ويحتوي على أكثر من (200) صورة فوتوغرافية تعكس حياة النوبيين في منطقة وادي حلفا وضواحيها في أقصى شمال السودان قبل الهجرة؛ صور رجال ونساء وأطفال، ونشاطاتهم اليومية، في مساكنهم وفي مزارعهم وعلى ضفاف النيل، وطقوس الحلفاويين في المناسبات.
    وقد ارتبط البروفسور هيرمان بيل ؛عالم اللغويات القديمة، الأمريكي، البريطاني الأصل، بمنطقة النوبة السودانية (أقصى الشمال) وبثقافتها منذ العام 1961م؛ حينما زارها كخبير لغوي بتكليف من اليونسكو كمتخصص في علم اللغات، لتسجيل أسماء القرى والأماكن والمعابد في المنطقة الممتدة من حدود شمال السودان وحتى جنوب مصر، وحتى قرية «سوركي متو» في وسط الشمال، وقد تمكَّن من تسجيل كل أسماء المناطق خلال عامي 1961م و1962م وهي فترة إنشاء السد العالي في مصر وبدء غمر المياه القرى النوبية، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع صلته بالسودان حيث أصبح مركَزاً لأبحاثه ودراساته.
    يقول بيل إن اهتمامه بدأ بنهر النيل وتاريخه عندما كان طفلاً، وكان يستمع باهتمام لقصص خالته التي كانت تحكي الكثير عن الفراعنة والأهرامات وتاريخ نهر النيل، وبمرور الزمن، وبعد أن تخرج في الجامعة، تعمق في علوم التاريخ واللغات، وتجول في بلاد النوبة.
    وبعد تخرجه في جامعة أكسفورد سافر بيل إلى برلين آنذاك، وبدأ بتعلُّم اللغة الهيروغليفية، وخلال عمله مع البروفيسور هيرمان ميرابو في تحرير قاموس الهيروغليفية أجاد تلك اللغة القديمة.
    وفي عام 1962م تلقَّى بيل منحتين من الكلية الجامعية بأكسفورد ومعهد العلوم القومية الأمريكية لإجراء مسح للأماكن والأسماء النوبية في بلاد النوبة. وكان البروفيسور في رفقة زوجته آن خريجة جامعة أكسفورد، عندما توليا مهمة المسح الذي غطى نحو «500» كيلومتر، ابتداءً من أسوان في مصر حتى دال في الشلال الثالث.
    كانت بداية الرحلة على الجانب السوداني من بلاد النوبة في قرية «سرة»، وهناك التقى بيل وزوجته بعمدة سرة؛ الشيخ حسن عثمان، واستمتعا بمشاهدة الآثار النوبية التي كانت تشمل قصراً وثلاث كنائس.
    ومن سرة بدأ الزوجان رحلتهما إلى قرى وبلدان المنطقة الأخرى، وكان آن وبيل يسافران بالمراكب واللواري وعلى ظهور الحمير عندما كانا يقومان بعملية المسح في الجانب المصري من بلاد النوبة. ولكن بيل قرر شراء عربة مطافئ «2.000» لتر تعود إلى الحرب العالمية الثانية، عندما بدآ رحلتهما في الجانب السوداني من المنطقة، ويقول بيل «أصبحت عربة المطافئ العتيقة مسكناً لي ولآن طوال الرحلة».
    وبعد نهاية مهمتهما الأصلية قرر بيل متابعة عملية هجرة السكان، ابتداءً من قرية سرة التي أحب سكانها وأحبوه، إلى قريتهم الجديدة؛ القرية «1»، بعد تهجيرهم في أقصى الطرف الشرقي من مدينة حلفا الجديدة بوسط السودان، على بعد نحو «1.600» كيلومتر من موطنهم الأصلي في ضواحي وادي حلفا.
    وبعد اكتمال مهمة المسح عاد بيل وزوجته آن إلى جامعة نورث ويسترن، وهناك ساعده صديق سوداني هو البروفيسور جلال عبد الله علي، في التحضير لدرجة الدكتوراة في نطق الكلمات النوبية، وفي نفس الجامعة الأمريكية حدث أن زارها البروفيسور يوسف فضل حسن؛ مدير جامعة الخرطوم الأسبق، الذي دعاه لزيارة السودان والانضمام إلى هيئة التدريس في جامعة الخرطوم، فوافق البروفيسور بيل على الالتحاق بشعبة أبحاث السودان التي أصبحت لاحقاً معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية؛ حيث عمل بالتدريس في المعهد بالخرطوم خلال المدة من 1973 إلى 1979م رئيساً لقسم اللغات السودانية والإفريقية.
    وهناك أسهم البروفيسور بيل في العديد من الدراسات، وشارك البروفيسور سيد حامد حريز؛ مدير معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية في تحرير موسوعة «لغويات وفولكلور السودان»، الذي نشر في العام 1975م في المعهد وصدر عن مطبعة جامعة الخرطوم.
                  

10-30-2012, 08:34 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)

    في الخرطوم وبحضور شخصيات نوبية ، دشنت (مجموعة دال
    ) كتاب ( الفردوس المفقود ) الطبعة العربية ــ للبروفيسور هيرمان بيل الألماني الأصل الأمريكي الجنسية الترجمة العربية للدكتور / محمد جلال هاشم
    وذلك في أوائل مارس 2009
    الفردوس المفقود ، أسم لقصيدة ملحمية كتبها شاعر القرن التاسع عشر ( جون ميلتون ) ونشرت عام 1667 ، أقتبس منه هيرمان بيل ، والحقيقة تقال إن بعض الصور ، مذهلة بل رائعة ، تعكس الجمال الطبيعي لفردوسنا المفقود
    في أرض الحجر ، حيث غالب الصور من هناك خاصة جمي وعمكة ومرشد و صرص وسمنة ،و يخلو الكتاب من صور حقيقية للنوبيين في داخل مدينة حلفا او فنادق المدينة والتوثيق الحي لها بصور تحكي عظمة تلك المرافق فضلا على أنها لا تحوي شرحا وافيا عن تواريخ الصور وأسماء الأماكن والشخصيات
    ، أن البروفيسور هيرمان بيل لم يكن متخصصا في التاريخ النوبي ( تخصص لسانيات وعلم الأسماء الجغرافية ) وهو في هذا السفر ( مصور فوتوغرافي ) ليس إلا !!! وليس هناك قيمة عالية للكتاب لأن هناك قسم كبير من الصور نفسها أخذت بواسطة السيدة زوجته أو من البومات الصور الخاصة للسيد / حسن دفع الله معتمد التهجير في أوائل الستينيات أذن ليس هناك ثمة جهد مبذول سوي جمع الصور فقط في كتاب...
    للأسف الشديد ، دفعت مجموعة دال مبالغ خيالية للمصور هيرمان بيل وللدكتور المعرب ، في الوقت الذي ترقد في الرفوف عشرات الكتب النوبية
    لا تجد من ينفض عنها الغبار وينشرها للأجيال النوبية وهي كتب ذات قيمة ثقافية عالية أكثر من مجموعات تلك الصور وأمامنا كتاب ( السد العالي ومأساة النوبيين ) للكاتب النوبي الراحل / محي الدين محمد طاهر وكتاب ( الشمندورة للكاتب وعميد الكتاب النوبيين بلا منازع ( محمد خليل قاسم ) رحمه الله ، أمامنا عشرات دواوين الأشعار النوبية والعربية التي كتبت رثاء في أرض الفردوس المفقود ، تحتاج من يعيد طباعتها ، أمامنا مخطوطات نوبية نادرة للكاتب والشاعر النوبي العملاق / مرغني ديشاب
    صاحب ملحمة حلفا ...
    يا راحلا عن أرضها وديارها ( حلفا ) تقول لك أين المولد ؟؟؟؟؟؟
    إن المؤسسة الثقافية لمجموعة شركات دال ، في حاجة لمن يدلها على مثل هذه الكنوز النوبية ، لأنها الوحيدة القادرة بما تملك من إمكانيات ضخمة حياها الله أن تقدم الكثير المفيد للأجيال النوبية لكي يعرفوا تاريخهم وحضارتهم النوبية .
                  

10-30-2012, 08:39 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)

    حتى لا تصبح بلاد النوبة قبل هجرة 1964 حائط مبكى

    الفردوس المفقود .. استثمار تراث الأجداد

    الفردوس المفقود قصيدة ملحمية في الشعر المرسل كتبها شاعر القرن السابع عشر الانجليزي جون ميلتون، ونشرت عام 1667م في عشرة كتب.

    كانت الفردوس المفقود ومازالت مصدر إلهام للكثير من الأدباء حتى يومنا هذا وأصبحت منتشرة في جميع الثقافات مخلدة اسم جون ميلتون.

    وبما أن الفردوس المفقود الذي بين أيدينا كتاب مصور وضعه البروفيسور هيرمان بيل عن وادي حلفا قبل أن يغرقها طوفان السد، تكريما لذكرى مدن وقرى هجر منها سكانها، فهو منذ الصورة الأولى حول هذا الفردوس إلى حائط مبكى يجلس النوبيون تحت ظل صوره يندبون فيه حظهم وآمالهم.

    والشاهد أن الصور جميعها رائعة وجذابة ناطقة، وتمثل استرجاعا لدروس حقبة زمنية عاش فيها النوبيون معاني العزة والكرامة والإرادة في ديارهم، حسبما تقول الصور.

    وتسعى الصور إلى تأسيس صور ذهنية لأجيال من النوبيين تخطت أعمارهم سن النبوة بسنوات، ولم يعيشوا روعة المشهد أو يشاهدوا قمة المأساة. وهذان المشهدان المتنافران يبدوان واضحين عند مطالعة الكتاب رغم بعد المسافة بينهما.

    تحاول هذه الصور أن تعيدهم إلى حقبة ماضية يشتاقون إليها أكثر كلما ازداد ابتعادهم عنها زمنيا وسياسيا، كما هو الآن بعد التدهور المريع في مظاهر الحياة في حلفا الجديدة.

    وتسيطر عليَّ الشروح المصاحبة لصور الكتاب مجموعة من الروايات المتصلة بالشأن النوبي العام تركزت أساسا حول نظرية المؤامرة، وتراها تفسِّر كل ما يحيط بنا وفقا لها.

    واعتماد التفسير التآمري للتاريخ منهجا لفهم الأمور واستجلاء المواقف، آفة شائعة لدى جميع المهجرين طوعا أو كرها على اختلاف سحناتهم، لكن المؤلف نجح بصورة باهرة في استثمار تلك الآفة في كثير من الصور والشروح المصاحبة لها حتى ينال الإعجاب والتصفيق.

    إذا أحسست أثناء تتبعك للصور والمشاهد بأن المؤلف معجب بمادته وبموضوعه، فإحساسك صادق، لأن هذا الإعجاب يؤكده المؤلف في أكثر من موقع بدرجة ربما تبعده من حياد الباحث حينا ومن وقار العالم حينا آخر.

    وقد يصل الأمر بالمؤلف إلى أن يجعل الأمر كله قصيدة حب للمنطقة ولمن سكنها وحنينا للأيام الجميلة التي قضاها هناك.

    ولعل المؤلف في هذا الحنين محق من جهة أنه قضى فيها نحو أربع سنوات في مطلع شبابه الباكر، وشهد تجربة التهجير غادر المنطقة في القطار الأخير قبل أن تختفي تحت مياه السد العالي.

    في كتاب أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ سئل الشيخ عبد ربه التائه: هل تحزن الحياة على أحد؟ فأجاب: نعم إذا كان من عشاقها المخلصين.

    يبدو أن هذه العبارة قد سكنت في وجدان المؤلف هيرمان بيل تماما، واستثمرها جيدا حين أهدى الكتاب إلى (النوبيين من سكان شمال السودان الذين استقلوا القطار في عام 1964م تاركين موطنهم التاريخي على ضفاف نهر النيل, حينها كانت مياه الطوفان من خلف السد العالي بالقرب من أسوان قد شرعت فعلا في الارتفاع.

    تحرك قطار إعادة التوطين من حلفا القديمة متجها عبر غبار الصحراء في رحلة اليومين إلى خشم القربة بالقرب من إريتريا. ثم أخيرا وصل الركاب إلى حيث المنازل المشيدة حول حلفا الجديدة التي لم يكن كثيرون منهم قد رأوها بالمرة من قبل).

    ويبدو لي حتى تتعاطف مع هيرمان في إهدائه، فعليك التعامل معه كشيخ طريقة وليس مجرد باحث أو مؤلف.

    ولعل المؤلف بهذا الإهداء يوجه تحية حب للرجال الذين أناروا له بفكرهم وشخصيتهم الفذة أبعادا جديدة في الحياة لم يكن ليعرفها لولاهم.

    يتميز الكتاب بأن معظم الصور التي يحتويها تعكس مناظر طبيعية خلابة، لكن الظاهرة الطبيعية تتميز بطبيعتها بغياب المكون الشخصي أو الثقافي أو التراثي عنها، فهي بلا شخصية ولا ثقافة ولا تراث، كما أنها مجردة من الزمان والمكان مثل تجردها من الوعي والذاكرة والإرادة.

    وبالمقابل، نجد أن هذه المكونات الشخصية والثقافية والتراثية مكونات أساسية في بنية الظاهرة الإنسانية. أضف إلى ذلك تعدد هذه الثقافات، وتعدد الشخصيات الإنسانية، هذا مع حضور الوعي والإرادة الحرة والشعور والذاكرة في الظاهرة الإنسانية.

    قد تعبر الفقرة السابقة عن إشكالية منهجية تواجه معظم الدراسات الإنسانية، لذلك كان الأوفق لو أن المؤلف هيرمان استفاض في صور المشاهد الإنسانية، خاصة عندما حشر الباقون أجسادهم بمن فيهم المؤلف نفسه في رحلة قطار الهجرة الأخيرة، دون انتظار امتلأ القطار بالركاب حتّى ينطلق. وهنا يفتقر الكتاب إلى صورة الإنسان داخل القطار حين يلسعه التهاب الكرسيّ فيضع عمامته تحت مؤخرته، ويبتسم، لأنها أخيرا أخذت ما تستحق ووجدت مكانها الطبيعي.

    يخلو الكتاب من صورة الإنسان الذي يمتلئ صدره برائحة الهواء الساخن، فيقاوم جاهدا رغبة في الغثيان ودفع ما في أحشائه خارجا، يفتح النافذة ويخرج رأسه من جحيم القطار، ليفاجأ بصحراء ممتدة مثل متاهة لا يجذبك نحوها أي شيء.

    الحاصل أن رحلة الهجرة من الوطن القديم إلى الوطن الجديد، لم تكن إلا مرحلة الانتقال للبحث عن شكل العيش القادم، وهذا شأن عظيم لم يوفه الكتاب حقه من الصور.

    ومع كل هذا تبدو هناك أكثر من فرصة لتغيير مجرى التاريخ أو تحويل المأزق إلى فرصة حتى يستريح النوبي من البحث الدامي عن خلاخيل حلفا التي لن تنهض من تحت النهر.
    كم كانت تلك المدينة تذبح أهلها بالحنين والشوق الهادر؟!
    كم ستكون سعادة النوبي عندما يركب (لاند كروزر) الهجرة لعدم وجود القطار، ليرمي بجواهر حلمه عند مشارف غرب وادي حلفا، لإقامة قرى ومدن ومزارع وحياة جديدة!! وحلم العودة هذا يرتبط بإنشاء سد دال. والحديث عن السدود في سودان اليوم يقودنا إلى مناطق غير معزولة السلاح، ذلك أن مجرد تحبيذ الفكرة ربما يصطدم بزخات الرصاص المتوقع انهماره إثر تعنت المعارضين بلا مبرر لقيام السد.

    وفكرة إعادة التوطين في غرب وادي حلفا التقطتها من مجموعة من الصحفيين النوبيين يعملون على طرحها في ورشة عمل بعنوان طويل نصه (حلفا.. قطار التهجير.. محاولة الوصول إلى المحطة الأخيرة).

    ومثل هذه الأفكار التي تؤسس لبث الوعي الكافي بالفكرة، تحتاج إلى الدعم والمساندة، فلعل مجموعة دال تمد أيديها البيضاء لرعاية مثل هذه الأفكار. وتصور يا سيدي أسامة داوود، أن معظم هؤلاء الشباب في العقد الثالث من عمرهم، ومن أسر نوبية عريقة، معظمهم لا يجيدون اللغة النوبية التي تهتم بها مؤسستك الرائدة اهتماما نافعا من جهة توثيقها ومحاولة كتابتها!


    الكتاب والكاتب.. أسئلة مشروعة

    دون أي إحساس بالمجاملة تستحق مجموعة دال الثناء والتقدير من جهة أنها مؤسسة اقتصادية ذات أنشطة صناعية تجارية خدمية متشابكة ومعقدة، إلا أنها مع ذلك تفرد حيزا طيبا من أنشطتها لإعلاء الشأن الثقافي في حياتنا.

    غير أن الجهد المبذول من المجموعة في طباعة كتاب الفردوس المفقود للبروفيسور هيرمان بيل الحاوي لنحو 200 صورة لمظاهر الحياة في وادي حلفا قبل أن تذوب تحت مياه بحيرة السد العالي، يثير عدة مفارقات تفسح المجال أمام أسئلة مشروعة عن طبيعة الحدث والاهتمام.

    ولعل المفارقة الأولى هي عنوان الكتاب (الفردوس المفقود)، في حين أن مسرح هذا الفردوس يقع في منطقة سماها الأجداد (أرض الحجر)، لأنها لا تنبت من الزرع غير (القشمة)، فكيف تصبح بعد هذا فردوسا مفقودا؟.

    أما المفارقة الثانية فهي أن الكتاب يصنف ضمن (الكتب المصورة) photo books، والقضية هنا أن الكتاب يواجه إشكالية المنهج في الدراسات الإنسانية من جهة وهذا باب يطول فيه الجدل، وسيطرة الصورة وجمالها على الكتاب من جهة أخرى. فإذا اعتبرنا أن الصورة هي الشكل والتعليق المصاحب لها هو المضمون، فإن الصورة (الشكل) قد طغت في كثير من الصفحات بكل أسف على المضمون (الشرح). وحتى الشرح الذي كتبه هيرمان باللغة الإنجليزية وترجمه الدكتور محمد جلال هاشم إلى اللغة العربية لا يخرج عن وصف عام لا يخلو من إعجاب بالصورة ومكانها دون تاريخها أو أسماء الأشخاص الذين يظهرون في كثير من الصور.

    المفارقة الثالثة أن معظم الصور التقط بواسطة هيرمان أو السيدة حرمه، وهناك صور أخذت من أسر نوبية، وهذه معظمها صور ذكريات أسرية أغلب الظن أن مكانها الطبيعي ألبوم الأسرة أو صالونها. وتصبح المفارقة هنا أن الصور التي يحتويها الكتاب تمثل نحو 5 بالمائة من صور متاحة الآن مجانا على شبكة الإنترنت، فما الجديد الذي يضيفه تجميعها في كتاب ضخم؟

    المفارقة الرابعة أن معد الكتاب هيرمان بيل الألماني الأصل، الذي يحمل الجنسية الأمريكية حاليا متخصص في اللسانيات وعلم الأسماء الجغرافية. وعمل خلال الفترة من 1960 ـ 1964 في إجراء مسح لأسماء المناطق النوبية قبل قيام السد العالي. وتخلو سيرته الذاتية المدونة في غلاف الكتاب من أي مؤلفات أو أبحاث له في هذا المجال. وهناك خشية من أن يكون هيرمان ليس في العير أو النفير من الراسخين في تدوين تاريخ المنطقة أو في الحملة العالمية لإنقاذ آثار النوبة التي هبت بعد توقيع اتفاقية بناء السد العالي.

    مع كل هذا يمثل الكتاب جهدا طيبا في حركة توثيق التراث النوبي، ينبغي أن يمتد وتطول مواسمه لحفظ هذا التراث.

    وكثيرة هي أمثلة الاهتمام الفردي، فالدكتور عبد الحليم الصبار، وهو طبيب، له ذكريات وتنويهات في اللغة النوبية تستحق الاهتمام والتسجيل. وهناك نوبي فذ آخر هو الأستاذ ميرغني ديشاب الذي أعد أكثر من عشر مخطوطات عن تراث المنطقة، بل أن فتوحاته امتدت للكتابة في تراث البطانة، وأرجو أن تكون هذه ميزة للتهجير. ديشاب حينما يحدثك عن (الشم خوخت) تحسب أنه من آل أبو سن، وليس نوبيا قحا ركب قطار الهجرة في مطلع الصبا مرغما، لكي يعيش في الشرق ويعمل في كسلا ويكتسب صداقة كل من الشاعر الراحل كجراي والأستاذ أحمد طه (الجنرال) الضابط الذي غرست فيه القوات المسلحة حب الانضباط، فعاد ليشيعه في حياتنا الثقافية.
    تلك أسئلة مشروعة تدعم الجهد الكبير الذي تبذله مجموعة دال في إعلاء الشأن الثقافي. ولعل إثارة مثل الأسئلة دليل صحة وعافية وحيوية على ما تبذل المجموعة من حراك ثقافي واجتماعي في حياتنا.
                  

10-30-2012, 08:42 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)

    كتاب الفردوس المفقود متوفر لدى شركة دال التي قامت بطباعة الكتاب في صورة جميلة
                  

10-30-2012, 10:33 PM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)

                  

10-31-2012, 04:59 AM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    Quote: و يخلو الكتاب من صور حقيقية للنوبيين في داخل مدينة حلفا او فنادق المدينة والتوثيق الحي لها بصور تحكي عظمة تلك المرافق

    100%

    معقول يا زمراوي كتاب يتحدث عن وادي حلفا
    ولا نجد صورة لرمز الصمود
    المسجد الحسيني بدغيم وسط مياه السد
                  

10-31-2012, 10:41 AM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Al Sunda)
                  

10-31-2012, 09:48 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)
                  

10-31-2012, 10:25 PM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)
                  

11-01-2012, 09:25 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفردوس المفقود في النيل الازرق لقاء مع هيرمان بيل (Re: Zomrawi Alweli)

    تحياتي لك النوبي الهميم زمراوي

    شاهدت الحلقة مرتين.
    وأتحفني الأخ ( فتحي شدة ) بنسخة من الكتاب في حينه.

    حقيقة الرجل مترع بحب أهل السودان.
    رحلته النوبية خلال الستينيات من القرن المنصرم كانت فرصة ذهبية لتدوين الكثير عن الحضارة النوبية. إلا أنني أرى أن الكتاب أصاب اليسير من تاريخنا المتخم بالحضارة والأحداث.
    بالفعل الكتاب يكد يخلو من معالم مهمة في وادي حلفا العريقة قبل الغرق.

    تخريمة : كنت أتمنى أن أرى كتابا من عالمة الآثار ( جورجينا ) الأسكندنافية التي مكثت عدة سنوات متنقلة بين قرانا النوبية والتي كرّمها الرئيس الراحل نميري بوسام النيلين لإنجازاتها الخاصة بالكشف عن معالم مهمة في الإرث النوبي العظيم.

    دمتم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de