بقلوب ملؤها الحزن والأسى تنعي رابطة أبناء دنقلا الكبرى بجدة فقيد البلاد الكبير، شيخ علماء السودان، ووزير التأصيل الدكتور أحمد على الامام الدي حدثت وفاته صباح هذا اليوم الثلاثاء الثلاثين من شهر اكتوبر 2012م بعد صراع طويل مع المرض، وبوفاته تفقد البلاد عالما جليلا وهب حياته للعلم والقرآن وانهدت في المنطقة لبنة مهمة من بناء باذخ آجره من العلماء العاملين المحققين الذين خدموا القرآن وتعهدوه حفظا وتجويدا وتحفيظا وتفسيرا، فكانوا أوتاد الله في الأرض ومهوي أفئدة العلماء الأخيار الذين يمموا شطرهم من أصقاع الأرض يرفدونهم بالعلم الخالص ، يرون عنهم، يجيزونهم ويطلبون اجازتهم، فجعلوا من دنقلا مركزا من المراكز المهمة للدراسات القرآنية، في زمن تلاشت فيه مراكز العلم والعلماء، فكانت خلاوي القرآن التي تعهدوها بالرعاية، وبذلوا فيها كل ما يملكون من جهد ووقت ومال، زادهم في ذلك مضاء العزم وصدق اليقين،، في ارتدي ومعهد وجامع دنقلا العرضي، ومقاصر ، والترعة وأرقو، وفريق، وسائر قرى وجزر المنطقة، فجده الأعلى الشيخ أبو دلق ذكره ود ضيف الله في الطبقات بوصفه أحد التلاميذ الأربعين الذين تعلموا القرآن على يد الشيخ عبد الرحمن بن جابر وبلغوا درجة القطبية، وكان أحد الزائرين السبعة الذين وجههم الشيخ عجيب لولد جابر، ، وجده السادس الشيخ سليمان أبو دلق أقام خلوة في كابتود قبل أن تنتقل الخلوة الى جزيرة مقاصر وهي خلوة الشيخ هارون المشهورة، وأبوه الشيخ على الامام، كان عالم زمانه، وفقيه وقته، كان يلقب في المنطقة ب(الشيح على جوي) والجوي بالدنقلاية هي شجرة السنط الضخمة المترعة من النيل، ولما أصبح مدرسا بالمعهد العلمي خطيبا للمسجد العتيق بدنقلا اتخذ لقب (على الامام)، والشيخ على الامام ينتهي نسبه الى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد درس بمقاصر ثم بارتدي على يد العالم الجليل الشيخ صالح الأزهري قبل أن يهاجر الى الأزهر الشريف ويلتقي بعلمائها الذين أقام معهم صداقات ومراسلات ومكاتبات وتبادلوا فيما بينهم الاجازات العلمية، ومنهم الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي صاحب التصانيف المتقنة ومنها كتابه القيم (زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم) ومشابخ آخرين ، حفظ المرحوم أحمد على الامام القرآن على يد والده قبل أن يلتحق بالمدارس النظامية وينال الدكتوراة في المملكة المتحدة متخصصا في اللسنيات، لقد ترك الشيخ على الامام شروحات على بعض أمهات الكتب، وتعليقات على بعض التصانيف، وقد خلف مكتبة ضخمة اصبحت فيما بعد نواة لمكتبة الشيخ على الامام بدنقلا حاضرة الولاية الشمالية، أما الدكتور على الامام فقد خلف عددا من الكتب في السيرة والفقه والدراسات القرآنية منها كتابه (الخلوة والعودة الحلوة)00 اننا في رابطة أبناء دنقلا الكبرى اذ ننعيه فانما ننعي العلم الذي ذهب بموته كما قال المصطفي صل الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) فالعلماء هم ورثة الأنبياء وفقدهم جلل فهم مصابيح الدجى ونجوم الهدى الذين بهم يقتدى، هم ربان سفن النجاة، وهم الأمان من عذاب الله، هم حماة الدين وناشرو الفضيلة، يقمعون أصحاب الهوى وأهل الغواية والضالين، ويرشدون التائهين والحائرين وينيرون الدروب للسالكين، بهم تصفو الحياة، وتزكو النفوس قال تعالى (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} 00 صادق العزاء لفخامة رئيس الجمهورية، ولأخيه الشيخ محمد على الامام وأخوته الكرام وأهله وذويه في دنقلا وارتدي ومقاصر وكافة مناطق السودان، والعزاء موصول لاخوانه العلماء وحفظة القرآن الكريم في الدول العربية والاسلامية ، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يتقبله القبول الحسن ، وينزله منزل صدق مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا00وانا لله وانا اليه راجعون0 المكتب التنفيذي لرابطة أبناء دنقلا الكبرى بجدة
تنبيه00 يقام العزاء في مبنى بعثة الحج السودانية بجدة مساء اليوم الثلاثاء الموافق 30 اكتوبر 2012 خلال الفترة من صلاة المغرب وحتى العشاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيف الدين عيسى مختار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست