إليك وإلى نفسي : حأكتب ليك بكل عفوية وبلغة بسيطة بدون تعقيد. أولا : بشفق على نفسي وعليك من كل كلمة هنا ، وبعتذر لينا نحن الإتنين. تعرف ليه؟ أرجو أن يكون عندك الصبر. أو بمعنى تاني : شيل الصبر ، بس كدة حاول ، لأنو عارفاك نفَسَك قِصيِّر. الكتير من مشاعرنا زى شيمة في نص البحر، تدور وتدور وفي الآخر بتاخد الواحد لأسفل سافلين. عشان كدة، لما تحاول تعدي، إختار مركبك بعناية، وتأكد من قوة شراعك ودفة المركب. بمعنى تاني : أكشف عورة قلبك قبّال يعرِّيك قدام أي مشاعر صادقة. أنا شخصيا بعتبر عاطفتك نحوي زى طفلة بريئة بشّروا بيها إعرابي أيام الجاهلية فقام دفنْها وهي حية تُرزق وبسراع نفض إيديه من التراب وسارع بالهروب قبال يشوفوه ناس القبيلة. تعوّذ مني زي ما بتتعوذ من إبليس اللعين. وأستغفر ربك مني ومن يوم شوفتك لى: ( مش أنا ذنْبك الأكبر ؟ ) عافية ليك، روح كمِّل طريقك بالسكة البتعجبك. أرض الله الواسعة دي متروسة بأمثالي المدفونين تحتها. وما دام الحياة دي مستمرة، إذن كل حكاوي الريدة بتنتهي بجملة معروفة : أها وبعدين شن حصل و حيحصل بعد دة؟، والجملة دي ياها البتخلينا نتنفس ونعيش ونواصل حياتنا بعد كل ضربة على الراس. عشان كدة بطلب منك ما تخليني آخر بقعة في خريطة ترحالك، ولا آخر جملة في تعويذتك ولا آخر سكة في مشوارك. كمان لو إشتقتَ لمواسمي، حتى ولو كان ما موسم خريف، صلي صلاة إستسقاء، ولو قدرتَ أرفع إيدك بدون ما تتكلم، حأفهم إنها تلويحة وداع. نصيحة مني ليك : ما تثق كتير في أمنياتنا البتجي شايلاها سحابة صيف. المعجزات موجودة، ولكن ما تتعلق بيها حد الوهم. وما تدافع عن الوهم لدرجة إنك تنسى حاجة إسمها اليقين. لا نحن حنرجع صغار، ولا دولاب الزمن حيرجع لورا عشان خاطرنا نحن أو عشان يخلي دم الشباب يرجع تاني لشرايين حبنا وأمنياتنا الوقفتْ زى الضل الوقف ما زاد. الحياة دي غريبة جدا، ما بتدّي العشاق فرصة تانية في أرض مختلفة، بس بتخلي التفاصيل والقصص مكررة على نفس الأرض، يعني الحكايات بتتشابه ولكن بأبطال مختلفين. أنا وإنت كنا سبب في ولادة حاجات كتيرة وبدايات حاجات كتيرة، مثلا زى طيش المراهقة وفورة الشباب، ديل حاجات ما بتتكرر، ولا الحياة ما بتدينا ليها مرتين. الزمن الجميل راح. وجناين الأحلام أصبحت غابات كثيفة غير قابلة لإستقبالنا.. كل شيء فينا معرَّض للسقوط، بس بنكابِر رغم معرفتنا بالنهايات دي. العمر عدّى وفات. والعمر ما حمامة بيت تطير من بُرجها وتجي راجعة المُغربية. العُمُر أطرش، مهما تناديه عشان يرجع ما بيرجع، ومافي زول في رحلة العمر بيتلفت عشان يواسينا بكلمة شفقة ولا مجاملة. نحن بس البنتلفّت ونعاين ورانا كلما لقينا واجهنا الفشل والخيبة. أها، شوفتْنا للسكة الورانا هي زى حايط مبكى، ومخدة حنين ومرقد قيالة ، وكلما مر الزمن بتبقى زى عالم تاني مليان أحلام. الحكاية بقت صعبة شديد. والعمر جوة قلوبنا إتأخّر كتير لغاية ما كساه الضلام. إنت كنت وين من دة كلو؟ وين كنتَ إنت : لما كنتَ أنا براي وحيدة ومكانك فاضي ومليان بيك ؟ كنت وين إنت : لما كنت بحسب في السنين البتفوت زى محطات القطر محطة ورا محطة؟ كنت وين إنت : لما كنت كل يوم أقعد أحسب الأيام منتظرة زول مختلف ؟ كنت وين إنت : لما كنت بقول للعاشقات : الصبر طيب، رغم إني من جواى مافيني بذرة صبر؟ كنت وين إنت : لما كانوا الناس بيحتفلوا بأعياد ومناسبات كتيرة وأنا عيدي بس كان مجرد لُقيا أو كلمة ولو في حلم؟ كنت وين إنت : لما كنتَ أنثى مليانة جنون بفتش عن راجل يقيف على عتبة بابي مليان شوق ويحولني أسطورة، أو حتى حجوة في خشوم حبوبات ؟ كنت وين إنت : لما كنت بحلم بحمام زاجل يقيف على شباكي ومعاه رسالة منك؟ كنت وين إنت : والعمر شايلني وبيجري بي؟ تصدق؟ ما خليت وداعية إلا وسألتها عنك وعن سكتك، بس ولا واحدة عرفتْ مكان وجودك. كنتَ إنت زى مفاجأة عارفة نوعها شنو. كنتَ إنت زى السر العارفة بدايتو ونهايتو وفَك طلاسمو.. بس كل محاولاتي عشان أعرف إنت منو ولا مكانك وين، كلها فشلت. بعد العمر دة شِنْ جابك؟ بسأل نفسي : يمكن دي فترة مراهقة جاية بعد العمر دة كلو؟ متأخرة وجاية بعد فوات الأوان ؟ يمكن دي مراهقتي ال ما كبرتْ في سن البلوغ. يمكن دي المراهقة ال ما إتصالحت معاها أيام المدرسة. ويمكن المراهقة الوقفت جامدة من كترة شفقة أمي وأخواتي وحبوبتي. عشان كدة كنت عايشة مع رفيقاتي زي صنم ورمز للبلوغ، صنم فيه علامات البلوغ ولكن لا يودي ولا يجيب، لا بيأثِّر لا بيستجيب. صحيح نحن بنحتاج أحيانا للتمرد والإعتراض على حاجات ماشة يوماتي ومستمرة، وبنحتاج نغيِّر أمور قِبِلناها كل العمر وحفظناها عن ظهر قلب زى أغاني التراث. جيتني إنت في وكت بحتاج فيه لهدوء نفسي تام. عشان كدة إستحمل كلامي دة، ال حتعتبرو طيش وحماقة وقسوة وجنون. وأقول ليك تاني : بعد العمر دة شِنْ جابك؟ إنت صحيت متأخر جدا. متأخر لدرجة إني ما بقدر أستقبلك في دنياى، إنت متأخر عن عمري كلو، مش من زمن مراهقتي ونضوجي بس. حضورك في الوكت دة خلاني أصحا صحيان ما عادي، صحيان يشبه صحوة الموت. طبعا بتعرف تماما صحوة الموت يعني شنو ، بيقولوا وكت صحوة الموت بترجع ذاكرة الزول وصحتو بشكل قوي ولكن طبعا لوقت قصير ثم تجي الوفاة. بتعرف قدر شنو حبيتك؟ ياااه. حبيتك لدرجة إني إستكثرْتك على نفسي. وبقيت مربوطة بيك بحبل سري فقط باليوم واللحظة. الغريبة أنو ( حقيقتي ) بترفضك بينما الوهم جواي بيقبلك وبيرحِّب بيك. عشان كدة بتحوّل من إمرأة عاشت كل العمر دة ، إلى إمرأة غرقانة في ذات اللحظة بس. فهمتَ الحتة دي ؟ بقيت أكره كلمات العشاق البيقولوها في لحظات الفراق : (أذكريني يا حبي الوحيد / حبك في قلبي للأبد / حبك بيجري فيني جريان الدم في شراييني.) ونفس العشاق بيوصّوا بعضهم بوصايا بتخليني أضحك زى المجنونة براى : ( كان متّ ما تحب واحدة بعدي / وكان حبيتها ما تحبها زيما حبيتني ) شفت غباء الوصايا دي؟ هو أصلو مادام حبيت بتفْرِق شنو لو كان حب فاير ولا غرام فاتر ؟ كلها أكاذيب ودجل في دجل. تعرف ليه؟ مافي زول في الدنيا دي بيحتفظ بذكرياتو للأبد. الذكريات زى الإنسان بالضبط، كلما كِبِر في السن كلما فقد الكتير من عنفوانو وبهاه. عشان كدة ما بوعدك إني أحبك طول عمري. أقصد باقي عمري. لأنو الحب الأبدي عاوز زول يعيش للأبد، يعني خالد في الدنيا دي. وإنت ما بتقدر تديني الخلود في الفانية دي. غربال حبك ال ما خالد دة بتقع منو بس لحظات وكلمات وضحكات وإبتسامات عذبة. والله أشفق على نفسي وعليك. بحاول أبقى معاك أنثى غير الأنثى ال جواي. وبحاول أكره كل توصيات وتجارب صاحباتي ال مرّن بتجارب فاشلة. لأني كنت بحلم وما زلت بحب رجل لغاية ما أموت. الكلام ما كِمِل ، لكن جاطت حاجات كتيرة في راسي وخايفة أكتب كلام يفوت خطوط طولك وعرضك وتفقدني بوصلتك ال أصلا طاشة. ودعتك الله وسؤالي لا زال : بعد العمر دة شِنْ جابك؟
Quote: كمان لو إشتقتَ لمواسمي، حتى ولو كان ما موسم خريف، صلي صلاة إستسقاء، ولو قدرتَ أرفع إيدك بدون ما تتكلم، حأفهم إنها تلويحة وداع.
بالجد موبالغه ...ياخ الرساله تعبر عن وفاء جميل قل أن تجده في زمان الناس هذا ... وهذه الزوله رغم حرقتها المتمثله في قولها شن جابك تشعر إنها ما زالت ممتلئة الجوانح تريانه بالريده القديمه الما اتنست أصلاً ... مما يعيدنا لصياغة السؤال القديم .. هل الحب أبدي أم مؤقت ؟ ... غايتو نبشت ليك حاجات كتييييييره كدي ... الله يكون في عونك وعونننا ياخ ....
مع خالص الود والتجلة ؛؛؛؛
ياخي هاك الحاجه دي من مصطفانا ده ...
10-13-2012, 10:21 AM
صديق مهدى على صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10232
الرساله تعبر عن وفاء جميل قل أن تجده في زمان الناس هذا ... وهذه الزوله رغم حرقتها المتمثله في قولها شن جابك تشعر إنها ما زالت ممتلئة الجوانح تريانه بالريده القديمه الما اتنست أصلاً ... مما يعيدنا لصياغة السؤال القديم .. هل الحب أبدي أم مؤقت ؟ ... غايتو نبشت ليك حاجات كتييييييره كدي ... الله يكون في عونك وعونننا ياخ ....
برضك ما جاوبت على السؤال القديم. وإلى ذاك الحين ، كان الله في العون
10-14-2012, 09:39 AM
ابو جهينة ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22495
و بقول ليك شن رايك فى الزول البقول للقمر و جهان ؟ غايتو في تحليلي المتواضع بالنسبة للزول البيقول للقمر وجهان هو :
إما الزول ال شبههوه بالقمر دة يكون يوم في دلال ويوم تاني في زعل أو يكون الزول بالفعل زى القمر : من بعيد بيلالي ومنور ، ولكنه في الحقيقة زيو وزى بقية كواكب ربنا مليان حجارة ونتوءات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ابو جهينة
عبيد الطيب
إدريس محمد إبراهيم
صديق مهدى على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست