|
كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
السِّيد عليّ الميرغني ... الرِّجال مواقف
تدور السنين ونستذكر في كل عام في مثل هذه الأيام السيد علي الميرغني وأدواره المتعددة المتشابكة مع أنشطة الحياة ، حتى نجده متمددا على الصدارة في كثير من الميادين التي ارتادها ، بدءاً برسالته الأساسية في نشر دعوة الإسلام وفق منهج السادة الصوفية عموماً - رعاهم الله - وعلى منهج آبائه في الطريقة الختمية خصوصاً. ومع عظم العبء على من يتصدر لمثل هذا الشأن حتى يستنفذ كل طاقاته ، إلا أن مولانا - طيب الله ثراه – قد بزّ أقرانه في ميادين أخرى خاض غمار معاركها ، ومن ذلك ميدان السياسة الذي جرَّ على سيادته خصومات شديدة ، تتفاوت في ضرواتها بحسب اليد التي تمسك بسهام العداوة ، فمنها المعاصر لسيادته الذي قدّر أن المقتل في إشانه السمعة على أكبر مستوى وبصورة ممنهجة ، ومع ذلك طاشَ السّهم ، وسَلِم الشّهم. ومنها غير المعاصر الذي حاول تغيير التأريخ بعد طي صُحُفه ، وما درى أن ما ينتظره هو خيبة سلفه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
نحاول هنا بحول الله إعادة تسجيل مواقف لهذا السّيد الجليل عسى أن نُحسب في أهل الفضل الذين يحفظونه لأهله. والسبب في تناول مواقف معينه هو أنها أهداف بعيدة المنال حاول كثيرون إحرازها ، وألاكوها ألسُنَ عديدة ، حِداد شِداد ، عسى أن تصبح الأكذوبة حقيقة بكثرة الترداد ! ولكن لأن هناك من سجل الأحداث كما هي وبلا أغرأض ولا أمراض ، فإن الحقيقة بقيت متوفرة صافية لمن طلبها. وأول هذه الأهداف هو سلبه الوطنية ووصفه بأنه أداة للأجنبي ، ويتجلى هذا الهدف في اتهامات كثيرة مؤداها واحد كقولهم بأنه أتي مع الجيش الانجليزي الغازي !! وأنه عمل لضم السودان لمصر تحت دعوى الإتحاد مع مصر !! وأنه خذل حركات التحرر الوطني!! أما مجيئه مع الغازي فهي حادثة واحدة ولا تحتاج إلا لشهادة صادقة واحدة يقولها صاحب اختصاص وقد وجدت بحمد الله. الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم مدير دار الوثائق القومية في كتابه بحوث في تاريخ السّودان كتب ما نصه (قَدِم السَّيِّد عليّ الميرغني إلى الخرطوم في سنة 1901 م حيث استقبل بحفاوة بالغة والقول بأنَّ السَّيِّد علي كان ضابطا في المخابرات أو أنه جاء إلى السودان في خدمة الجيش الفاتح مناقض للتاريخ وهو مما نشره خصومه للنيل منه. إنه لم يعمل في الحكومة المصرية باية صفة ولم يات مع الجيش الفاتح ، وكان عند الفتح بشرق السودان ويقوم بواجباته الدينية.)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أما كونه من دعاة التبعية لمصر فموقف يثبت خلافه بالكثير من الأحداث التي تشهد صدقاً بأنه حقاً أبو الوطنية. يقول التدكتور أبو سليم متحدثا عن مذكرة رفعها قادة السودان سنة 1922 م تطالب بالاستقلال المشروط كما حصل في مصر : (ولما جاء اللورد اللنبي إلى السودان إثر هذه المذكرة دبرت الحكومة جمع سائر زعماء القبائل والطوائف الدينية لمقابلته والاجتماع به. وفي 26/4/1922 م انعقد الاجتماع في القصر وخطب اللورد اللنبي شاكراً الزعماء على موقفهم ومؤكداً مرامي السياسية البريطانية. وقد رد عليه السيد علي مؤكداً أن السودان بلد قائم بنفسه وشعبه قائم بنفسه ويطلب رقياً قائم بنفسه على الأسلوب الذي يلائمه.) !! وهذه شهادة حاسمة في مسألة تبعية السيد علي لمصر خاصة إنه كان قد أعلن موقفا ضمن قادة السودان بالبراءة من ثورة 1919 المصرية وعدم الارتياح لها. قيمة هذا الموقف العالية هي أن هذا المطلب لم يقو على أن يقوله أحد حينها !! فمؤتمر الخريجين لا زال غضا طرياً والأحزاب السياسية لم تؤسس بعد !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
ولما جاءت سنة 1924 يقول الأستاذ أحمد خير المحامي في كفاح جيل: (قامت في السودان حركة لجمع توقيعات من كبار السودانيين لدفع الحجة المصرية بوحدة السيادة في مصر والسودان ، وكانت هذه الحركة بقيادة السيد عبد الرحمن المهدي ، عند ذلك أخذ رجال اللواء الأبيض في جمع توقيعات مضادة لها) وبَيَّنّ أن شعارات المظاهرات كانت تحيا مصر ويهتفون بحياة فؤاد الأول ملك مصر وبالحرية وسقوط الاستعمار. ص 17 – 25. ولما كان السيدان الميرغني والمهدي قد قدما موقفا واحداً من الثورة المصرية وتبين تصريح السيد المهدي هنا بمعاداة ثورة 1924 الموالية لمصر ، فقد تحتم البحث عن موقف السيد الميرغني منها ، يقول الدرديري محمد عثمان في مذكراته : (وفي عام 1924م عند نشوب الاضطرابات في السودان بسبب اللواء الأبيض سافر السيد علي إلى دنقلا وبعثت إليه الحكومة بعدة برقيات لكي ينشر علي الناس ما يهدئهم ويضمن ولاءهم للحكومة ولكنه لم يرد علي تلك البرقيات.) وبذا تتضح الصورة ويظهر جلياً أن السيد علي قد صاد عصفورين بحجر ، أولهما عدم مواجهة هذا الشباب الثائر برغم الاختلاف معه في فحوى ثورته الذائبة في اللون المصري ، مما مهّد لأن يكون هو من يكسب مؤتمر الخريجين لخطه السياسي! يقول صاحب كفاح جيل : (أما الفريق الثاني فقد كان زعماؤه من أنصار الميرغني باشا لكنه كان يرتكز في القاعدة على جمهرة الثائرين على القيادة الدينية ، المتطلعين إلى فجر جديد ، ونهضة علمانية متحررة من فاسد التقاليد.) ص 43 . وبرغم هذه المفارقة فقد حصن الموقف الواحد في القضية الوطنية هذا الفريق من التشرزم ودعاه إلى العمل في جبهة واحدة حتى جاءت مذكرة مؤتمر الخريجي الداعية إلى تقرير المصير ليرد عليها الاحتلال بالمجلس الاستشاري لشمال السودان الذي زاد من التلاحم حيث قوبل بالرفض القاطع كونه ذريعة لفصل الجنوب ولما نجحت مقاطعة هذا الفريق له ، أُلحق بالجمعية التشريعية لتجد نفس المصير من الموات الجنيني ، وما أكد مخاوف الرافضين هو مشروع الدستور الذي قدمته هذه الجمعية وينص على أن الحاكم العام سيكون رأس الدولة وله سلطات استثنائية في الشئون الخارجية وشئون الجنوب !! مذكرات أمين التوم ص 83 !!. فها قد نص دستور الجمعية على تبعية الجنوب للحاكم العام ولا دخل لنواب الجمعية به تماما كالشئون الخارجية !! ويتوج تلاحم السيد علي مع هذه القوى سنة 1943 م حيث يقول الأستاذ أحمد خير المحامي : (أن الاحتفال بيوم السودان الرياضي سجل نقطة تحول في تعاون المؤتمر والقيادة الدينية ، فقد انفرد السيد علي لميرغني بتقديم الكأس الفضي لهذه المناسبة ولاحظ الرأي العام أن زمام الأمر قد انتقل إليه وحده ولأول مرة . كفاح جيل ص 81. وثاني العصافير تسجيله لموقف مناهض لحكومة السودان الانجليزية برفضه أن تُلبِسه لبوسها وتسيره في ركابها مستقلة نفوذه القوي في كبح جماح ثورة الشباب وإن اختلفت معه في أهدافها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
ولما كان هذا الموقف الوطني الخالص أصيلا لدى هذا الزعيم فإن كل من خالطه من أهل الشأن قد ظهر له جلياً ، ومن ذلك ما نقل الأستاذ محمد علي صالح في الوثائق الأمريكية علي لسان ميرغني حمزة: بأنه يتذكر أن الميرغني حكى لصلاح سالم قصة عن اعتماد الإبن على الأب. ثم يكبر الإبن ، ويريد الاستقلال. وقال لى ميرغني حمزة إن هذا يدل على أن الميرغني يريد الاستقلال ... "وفي الحلقة 13 من هذه الوثائق المنشورة على الصحف والشبكة الدولية وتحت موضوع حمزة يريد الإستقلال كتب السفير الأمريكي لخارجية بلاده في 30/10/1954م: (بعد عودته من زيارة إلى مصر، قال لي ميرغني حمزة، وزير المعارف والزراعة والري، إن أغلبية السودانيين صارت ترفض الإتحاد مع مصر، وتؤيد الإستقلال. وأن الختمية، وهو واحد من قادتهم، وبرعاية السيد علي الميرغني، سيطالبون بالإستقلال. لكنه قال لي إنّ هذا سر يجب ألا أكشفه لأحد. وذلك لأنه وبقية الختمية في الحزب الوطني الإتحادي يريدون، أولاً، إقناع جناح الأشقاء حتى لا ينقسم الحزب. وقال ميرغني حمزة إن الختمية لا يزالوا يريدون علاقة خاصة مع مصر، مثل تأسيس إتحاد، أو إرتباط، بين دولتين مستقلتين( وبعد أسبوع قابل السفير حمزة مرة أخرى فكتب لخارجيته قائلا: (وهذه المرة قال لي ، في قوة، وبدون لف ودوران، أن الختمية حسموا موقفهم ، وأنهم يريدون الإستقلال. وكرّر ما قاله لي في المقابلة الماضية بأن الموضوع لا يزال سراً، حتى يقنع الختمية جناح الأشقاء في الحزب الوطني الإتحادي، خوفاً من إنقسام الحزب. ) انتهى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
وفكرة الارتباط بين دولتين مستقلتين وإن كانت تباين الإتحاد إلا أنها تجعل حبل الود موصولاً مع أهله ، كما ترضي الفريق الآخر الرافض له ، فهي منطقة وسط جعلت السيد علي مركزاً لالتقاء الإتحاديين والأشقاء والجمهوريين على اختلافهم بين الدعوة للاتحاد مع مصر والدعوة للإستقلال بعيدا عن الدعوة للمكلية الي رفضها السيد علي عندما عرض عليه التاج!! ويمكننا لاستخلاص موقف إجمالي لدور السيد علي في السياسة السودانية بالنظر في أدوار رجال طريقته في مسار الأحداث ، سواء على مستوى الوطن أو مستوى الحزب الإتحادي ، أما الأولى فيكفي فيها ما كتبه الأستاذ أمين التوم أحد قادة حزب الأمة البارزين في مذكراته متحدثا عما دار في قصر شايو بفرنسا في آخر جلسة للأم المتحدة قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة وبين أنه قد حضر لهذه لجلسة ممثلي حزب الأمة وحزب وحدة وادي النيل وحزب الاشقاء والحزب الجمهوري الاستقلالي وومثليه هم ميرغني حمزة ود. سيد أحمد عبد الهادي والدرديري محمد عثمان الذي قاد حركة توحيد رأي الأحزاب على قبول مبدأ الاستفتاء على تقرير المصير بالاستقلال أو الاتحاد مع مصر يقول أمين التوم : (وبعد عدة إتصالات بنا وبالوفود الوحدوية التي كانت في باريس في ذلك الوقت تمكن الدرديري ومعه ميرغني حمزة والدكتور سيد أحمد عبد الهادي من جمع ممثلي الأحزاب المختلفة في صعيد واحد ومناقشة إصدار بيان مشترك تقبل فيه الأحزاب السياسية السودانية الاستفتاء الذي اعلنته مصر واستطعنا أن نصل إلى صيغة لبيان مشترك نوقع عليه جميعاً حول الاستفتاء) ص 89 .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أما عن دور الختمية في جر الوطني الاتحادي للاستقلال : (وفيما تشن المعارضة هذه الحملات الشديدة بدأت معركة استقلالية داخل الحزب الوطني الاتحادي .. ) ويمضي متحدثا عن قيادة وزراء الختمية ميرغني حمزة وخلف الله خالد وأحمد جلي لهذا الاتجاه : (وفي النهاية دعوا كهدف سياسي لهم إلى اتحاد مع مصر يتمثل في استقلال نظام الحكم في السودان ، وقيام حكومة وبرلمان مستقلين في كلا البلدين وتمثيل خارجي منفصل ، ونقد خاص بكل منها وعلاقة الند بالند بين السودان ومصر) إلى أن يقول ( ولك يكن في وسع أحد أن يتصور أنهم يفعلون ذلك بغير رضاء زعيم الختمية الأكبر السيد علي الميرغني) ص 125 وانظر كيف يتطابق هذا الموقف مع ما قاله الدرديري في مذكراته عن السيد علي: (ولقد سمعته يقول للمصريين لاتطلبوا من السودان غير الصداقة وتبادل المنافع ايام كانت علاقة السودان بمصر موضع كلام). وأنظر كيف هي رؤية واحدة بشأن مصير الوطن قالها بنفسه رضي الله تعالى عنه سنة 1922م وتبناها رجاله في الحزب الجمهوري الإستقلالي وجمعوا أشتات الأحزاب السودانية عليها في قصر شايو بباريس 1952 م وتبناها رجاله أيضاً داخل هيئة الحزب الوطني الاتحادي البرلمانية ليحولوا الحزب من مبدأ من الإتحاد مع مصر إلى الإستقلال التام وهذا ما جعل الزعيم الازهري يشهد بالصدق حين قال : (لولا الأسد الرابض في حلة خوجلي لما نال السودان إستقلاله) رحم الله الجميع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
رحم الله ابو الوطنية مولانا السيد علي الميرغني والذي ناضل من اجل ان يتحرر السودان من الاستعمار وكان عضدا للازهري ورفاقه في هذا ويكفينا قول الزعيم انه كان كل ما حز بنا امر وادلهمت الخطوب نلجأ لذلك الاسد الرابض في حلة خوجلي. وعندما تم تحويل اسم شارع السيد علي الي شارع الحرية قال الازهري انه لا فرق بين الحرية والسيد علي.
كان من مثقفي السودان وقد كتب عنه حسن نجيلا وزكر ان مكتبة السيد علي كانت لا تضاهيها اي مكتبة في السودان كما ونوعا.
وقد خلف حزنا بليغا حين رحيله ولم يشهد السودان في تاريخه الحديث تشييعا مهيبا بمثله.
كان عارفا بالله زاهدا ورعا اضاف للطريقة الختمية ونظم شبابها وشيوخها ونسائها حتى غدت في قمة الطرق بالسودان وامتدت آثارها الي كافة الدول المحيطة وسائر البقاع الاسلامية.
وتتزامن هذه الزكرى مع زكري رحيل ابنه مولانا السيد احمد الميرغني الذي افتقده السودان في هذه الايام الحالكة فقد عرف رحمه الله بصدق الوطنية وعفة اليد واللسان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
خطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
مرشد الختمية ورئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
بمناسبة الذكرى 44 لمولانا السيد علي الميرغني رضى الله عنه
والذكرى 4 لنجله السيد أحمد الميرغني رضي الله عنه
الخميس 25 ذوالقعدة 1433 الموافق 11 أكتوبر 2012م
قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
صدق الله العظيم
الحضور الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
أحييكم جميعاً أطيب تحية ، وأنتم تفدون إلى هذا المكان الطيب المبارك ، مسجد مولانا السيد على الميرغني رضي الله عنه ، لنلتقي جميعاً وننهل من معينه الذي لا ينضــب ونحن نحتفي بالذكــــرى الرابعة والأربعين لمولانا السيد علي الميرغني ، والذكرى الرابعة للراحل السيد أحمد الميرغني ، والذي يعتبر إمتداداً لعمل مولانا السيد علي الميرغني غير المنقطع ولأجره غير الممنون .
ولقد علمنا - جميعاً – ذلك المنهج الشامل الكامل لصاحب الذكرى العطرة ، والذي قدًم من خلاله النموذج الأصلح لما يجب أن يكون عليه المؤمن التقي في دينه ، والمواطن الصالح في وطنيته . في وســطية محمودة لا إفراط فيها ولا تفريط ، ولا شدة فيها ولا تراخ ، بل حــزم وحكمة ، وعزم ورفق ، وبصر وبصيرة ، ووعي و إدراك ، مما مكنه أن يكون حادي ركب الهداة المرشدين ، وقطب رحى الوطنيين المخلصين . ولسنا في هذه العجالة بصدد بسط مناقبه الشريفة و شمائله المنيفة أو حصــر أعماله المجيدة و آرائه السديدة . فذلك كتاب صفحاته الحقب و الدهور ، ورواته الأنام ، وكتابه الملائكة الكرام ، وشاهده الحق سبحانه وتعالى وحده ( وكفى بالله شهيدا ) .
الجمع المبارك :
إن إحتفالنا الحقيقي بصاحب الذكرى العطرة هو تمثل منهجه المبارك في الإلتزام الديني والأخلاقي الكامل ، ثم دعوة الناس جميعاً لذلك الإلتزام على منهج القوم – الذين لا يشقى بهم جليس – والذي هو روح الإسلام السمحة ، وشعلته الوضـاءة ، نقدمه للبشرية جمعاء في يسر ورفق ، وسماحة وبساطة ، لا يملك العقل والقلب والجسد حيالها إلا حسن الإتباع المصحوب بكامل الإقتناع ووافر الرضا والتسليم .
وإننا - أيها الأخوة الكرام - نرى لزاماً علينا والإسلام قد نبتت في جسده الطيب المعافى بثور التطرف والإرهاب الديني والفكري ، أن نجدد الدعوة لعلماء الإسلام ودعاته ومرشديه وهداته وقادته وحداته - بادئين بأنفسنا وإخواننا في طريق القوم – لتوحيد الجهود وتلاحم الصفوف وتماسك الأيدي وتعاون العقول وتلاقح الآراء ، للوقوف بكل صلابة وعزم في وجه هذا العمل الآثم غير الصالح ، والذي يستهدف في المقام الأول سماحة الإسلام ويسره ، ويرمي لتشويه صورته الزاهية ، ويسعى لصد الناس عن سبيل الله وصراطه المستقيم وشرعته البيضاء . ( أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) .
الإخوة الأعزاء :
إن منهج صـــاحب الذكــرى في خــدمة وطــــنه ومواطنيه بكل تجرد ومسئولية ، وتلك المبادئ الراسخة التي أرساها هو والرعيل الأول من الوطنيين الشرفاء ، ظلت تحدونا لمواصلة هذه المسيرة الراشدة بكل عزم وإخلاص ، لا يصرفنا عنها صارف ولا يخذلنا عنها مخذل ، حتى نؤديها كما حملناها لمن خلفنا كاملة غير منقوصة ، نضيف عليها ولا نخصم ، ونبني عليها ولا نهدم ، باذلين في سبيل ذلك ما آتانا الله بفضله من حول وقوة ونفس ونفيس ، من غيرما استبقاء ولا ضن ولا من على وطننا ومواطنينا .
الأخوة الكرام :
لقد ظللنا من خلال حزبكم العملاق ، حزب الحركة الوطنية ورائد الإستقلال الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ، نولي قضايا الوطن اهتمامنا الأول من غير حياد ولا انصراف . وإننا لنؤكد مجدداً في جمعكم هذا أننا لا زلنا وسنظل على موقفنا الثابت من وحدة السودان تراباً و شعباً ، في شماله وجنوبه ، شرقه وغربه ووسطه ، بتعدد دياناته و تنوع سحناته واختلاف ألسنته ولغاته وتباين عاداته وثقافاته ، والتي نراها بمنظورنا مصادر قوة ومنعة لهذا الوطن الأمة لو أحسنا توظيفها وأجدنا التعامل معها . تلك الوحدة التى نصت عليها إتفاقية السلام السودانية ( الميرغني – قرنق ) والتي كان لحزبكم شرف توقيعها في 16 نوفمبر 1988م بأديس أبابا , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :( إعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وقال : (طوبى لعبد جعلة الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ) .
وشعبنا اليوم في شمال الوطن وجنوبه قد ذاق الأمرين من نتائج الإنفصال وعواقبه ، وتضررمن جرائه في أمنه وسلامته ولقمة عيشه وموارد دخــله ، وانعكــس ذلك ســــلباً على حياته اليومية وواقعه المعاش . الأمر الذي لم ولن نرضاه لشعبنا الأبي أياً كان موقعه من خارطة الوطن الجريح . بل واستبقناه بالتحذير مراراً وتكراراً بقولنا ( لو وقع الإنفصال فلن يكون هناك استقرار لا في الخرطوم ولا في جوبا ) وقد كان !!! كما هو واقع ومشاهد .
ورغماً عن ذلك كله فإننا ظللنا علي متابعة لصيقة بمجريات الحوار والتفاوض بين الإخوة في شمال الوطن وجنوبه ، باذلين الراى والمشورة والنصح للطرفين بتغليب مصالح الوطن والمواطنين على ما عداها . وأن تستثمر ساحات الحوار ومساحات التفاوض لإعادة بناء الثقة وترميم جدار الوحدة بين شطري الوطن الواحد ، و إعادة الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها . و إننا لنرى أن ما تم مؤخراً بين الرئيسين من اتفاق بأديس أبابا لهو خطوة في الطريق الصحيح ، يجب أن تتبعها خطوات تقرب الشقة وتجسر الفجوة نحو وحدة حقيقية راشدة هادفة لقوة الوطن وعزته وخير شعبه وبنيه .
كما ندعوا باسمكم وباسم جميع الشرفاء من ابناء شعبنا الأطراف المتنازعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى انهاء هذا الصراع وحسمه لصالح الوطن الذي يسعنا جميعاً مع الإحتفاظ بحقوق كل منا في المواطنة كاملة غير منقوصة ، وسنظل نطرق كل الأبواب ونسلك كل الفجاج حتى نصل بعون الله ثم بمؤازرة جماهير شعبنا لهذه الغاية النبيلة .
كما أننا نجدد و نؤكد أننا مع السلام والمصالحة والإعمارلإقليم دارفور . فقد ظلت هذه القضية هي من أبرز اهتماماتنا . وخصصنا لها دائرة مستقلة في حزبنا كان شقيقنا الراحل السيد أحمد الميرغني هو رئيسها ، وقد بذلت جهوداً مقدرة أثمرت واقعاً طيباً لعل ملامحه قد اتضحت في وثيقة الدوحة ، والتي تشكلت بموجبها السلطة الإقليمية لإقليم دارفور . وإننا لندعوا اخواننا وابناءنا حملة السلاح من ابناء دارفــور إلى الإلتحاق بركب السلام . كما نهيب بالحكومة أن تهيئ الظروف المشجعة والواقع الملائم لعودة حاملي السلاح بتوطين العدالة وتضميد الجراح وإعمار الديار .
الأخوة الكرام :
إن الدعوةالتي قدمتها الدولة لأبناء شعبنا عبر تنظيماته السياسية ومنظوماته الفكرية ومؤسساته العلمية وأهل التخصص والكفاءة المهنية للمشاركة في إعداد و كتابة الدستور ، هي دعوة جديرة بأن تســهم في تفعيل دور المواطــنين في إدارة شــئون وطنهم وتحــقيق طموحاتهم وأهــدافهم ، شريطة أن يتم ذلك بإشتراكنا جميعاً بكل حرية وعدالة و نزاهة و مسئولية ، من غير إقصاء لجماعة أو فرد ، أو إنحياز لرأي أو رؤية دونما مدارسة وتشاور . وإن الحكومة ومنظمات المجتمع مطالبون جميعاً بتوفير الجو المعافي لإعداد و صياغة الدستور من خلاله ، وإلا سيكون نتاجه إعادة إنتاج أزمة ما عاد الوطن والمواطن يحتملانها وما عاد الزمن يسعفنا للبحث عن حلول لها .
الإخوة الأفاضل :
لا شك أن مكانة وطننا السودان بين شعوب العالم ظلت هي الأبرز وعلاقاته بتلكم الشعوب بقيت هي الأميز . وما كان ذلك ليكون عن فراغ أو مصادفة ، بل هو نتاج عصور من البذل والعطاء وحسن التعامل ، سعى لها روادنا الأوائل من المؤسسين لدولة السودان الحديثة ، وحرصوا أن يظل هذا الإرث المجيد موصولاً فيمن بعدهم . وظل حزبنا الرائد يولي هذه العلائق في محيطيها الإقليمي والعالمي جل اهتمامه .
وفي هذا الإطار كان لقاؤنا بالأشقاء في الحكومة المصرية المنتخبة بعد ثورة 25 يناير المجيدة , واتفقنا في وجهات النظر ببناء الوحدة بين شطري وادي النيل على أسس شعبية تأتي الجهود الرسمية متوجة لها ، بغرض استدامتها والحفاظ عليها من الزوال بزوال أنظمة الحكم . كما لم ينقطع التواصل مع الأشقاء العرب والمسلمين ، سيما دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة . كما حرصنا على المحافظة على صلاتنا الأخوية مع محيطنا الأفريقي سيما دول الجوار ليبيا وتشاد وأثيوبيا و أريتريا . كما لم تنفصم صلاتنا بالأسرة الدولية وعلى الأخص بالدول ذات الإهتمام بالشأن السوداني ، فقد ظلت علاقاتنا بهم ممتدة بالقدر الذي نتمكن به من الإسهام في تمتين الصلات والروابط بينها وبين وطننا الحبيب وأن نجعلها أقرب إلى واقع حالنا وفهم قضايانا على الوجه الصحيح .
الإخوة الأشقاء :
إننا على قناعة تامة بأن حال بلادنا لن ينصلح بحال من الأحوال إلا بصلاح مؤسساتنا وتنظيماتنا السياسية والفكرية ، وعلى رأسها حزبكم العــملاق ، والذي هو بلا شك رأس الرمح وحجر الزاوية في أي معادلة وطنية ، كما أنه الأقرب إلى جماهير الأمة السودانية ، والأقدرعلى تلمس قضاياها ووضع الحلول والمعالجات لها . وانطلاقاً من مسئوليتنا التأريخية وموقعنا التنظيمي في رئاسة حزب الحركة الوطنية ، فإننا وجهنا الدعوة لجماهيرحزبنا الراشدة داخل وخارج حدود الوطن ، لعقد المؤتمر العام للحزب والذي تقرر له – بمشيئة الله وعونه - مطلع يناير القادم ، متزامناً مع عيد الإستقلال المجيد ، والذي كان لحزبنا فيه النصيب الأوفى .
ولتحقيق هذا الهدف الأسمى قمت بتكوين لجنة تحضيرية لأعمال المؤتمر ، وشرعت في إجتماعاتها الدؤوبة ، وقطعت شوطاً مقدراً في إنجاز ما أوكل إليها من مهام . وإني لأجدد الثقة الكاملة في كفاءتها و مقدرتها وإخلاصها ، وأدعو جميع قواعد الحزب الجماهيرية إلى التعاون الكامل معها في استكمال مطلوبات هذا المؤتمر التأريخي لحزبنا العظيم .
كما أؤكد لكم أن أبواب اللجنة التحضيرية مشرعة وستظل كذلك لسماع كل رأي وتقبل كل مشورة وقبول كل ملاحظة ، طالما كان غايتها التجويد والإصلاح ، ووسائلها الصدق والإنضباط .
وإني ألفت أنظار الأخوة الأشقاء إلى ضرورة اليقظة والانتباه في ترتيب أمورهم وتفقد صفوفهم وتنقيتها من كل شائبة ورائبة , وسد المداخل والمسامع أمام المغرضين والدخلاء الذين يبغون الفتنة وتفريق الكلمة ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فعلينا أن نقيم مؤتمراتنا القاعدية والفئوية بكل وعي وإدراك وإنضباط تنظيمي ، نقدم لرصفائنا من القوى السياسية الأخرى عبرها النموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه التنظيم والإنضباط , ومن جانبنا فإننا لن نتهاون أو نتخاذل أو نتردد في اتخاذ الإجراءات وإيقاع الجزاءات على كل من يعبث أو يخل بنظام هذا الحزب الرشيد كائناً من كان .
وفي ذات الوقت أعلن وأناشد كل الأشقاء الشرفاء من دون حجر أو استثناء لفرد منهم أو جماعة بالعمل الجاد والمسئول لإخراج هذا المؤتمر بصورة تعبر عن تطلعات وآمال جماهير حزب الحركة الوطنية ، وأن يقدموا الأصلح والأجدر بتمثيلهم داخل مؤسسات الحزب وتنظيماته .
الحضور الكريم :
خاتمة القول فلنترحم على روح صاحب الذكرى الخالدة الزعيم الأكبر والمرشد الأعظم مولانا السيد علي الميرغني ، وعلى روح نجله السيد أحمد الميرغني . وعلى من ســار على نهجهما القــويم و سبيلهما المستقيم في خدمة الدين والوطن ، ســـائلين الله لهم جميعاً حسن الجزاء وعظيم الثواب ، وأن يجعل البركة فيمن بعدهم ، وأن يجنب البلاد والعباد ويلات الفتن ونوائب المحن ماظهر منها وما بطن ، وأن يحفظ ديننا ووطننا وأهلينا من شرور ذلك كله ، وأن يجمع كلمتنا على ما يحبه ويرضاه ، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا .
اللهم أنت السلام ومنك السلام و إليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وادخلنا الجنة دارك دار السلام
والله الموفق وهو المستعان،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
شهادة العلامة الندوي في كتابه مذكرات سائح في بلاد الشرق:
هو الرجل الذي يتمتع بنفوذ واسع, وثقة كبيرة من الشعب السوداني ويحل في قرارة نفوس أتباعه الذين يعدون بألوف وألوف, وهو الذي استطاع بنفوذه الروحي وشخصيته القوية وعقله الكبير أن يقوم في وجه الانجليز وأن يحافظ على زعامته الروحية ومكانته السياسية, وهو زعيم حركة وحدة وادي النيل الأكبر في السودان, وقد كنت سمعت انه صاحب اطلاع واسع, مطلع على الحركات السياسية والدينية, شغوف بالمطالعة, حريص على المعرفة والدراسة, وأنه رجل يقظ نشيط, وأنه نظم آلاف من السودانيين وشغل الشباب السوداني بنظام يجمع بين الرياضة والذكر والنظافة والنشاط, كان له الشغل الشاغل عن الحركات الهدامة والأشغال المفسدة للأخلاق, ويرجع إليه فضل كبير في تهذيب أخلاق هؤلاء الشباب, وانتشار الدعوة في السودان, سمعت كل ذلك عمن زاروه واجتمعوا به في مصر والسودان, ولكن الأمر الذي بعث في نفسي الإعجاب بشخصيته والإجلال لها, هو أنه لم يقع في شرك الأجانب وأنهم لم يستطيعوا أن يشتروه ويشغلوه, ولم ينخدع بهم على كثرة من انخدع لهم من المشايخ والعلماء والزعماء والعظماء.
تقدمنا لزيارة السيد وجلسنا في قاعة كبيرة فاخرة الرياش فيها كراسي جميلة عليها مساند من ريش الطاووس تحت مروحة كهربائية والقاعة تمتاز بالبساطة وحسن الذوق, وطلع علينا السيد بعد قليل فاستقبلنا شيخا في السبعين من عمره نحيف الجسم سوداني السحنة, وتبدو على محياه مخائل الهم والتفكير وآثار الدراسة المضنية والسهر الطويل, تشف عيناه عن ذكاء ممتاز, وتدل ناصيته العريضة على علو الهمة وكبر النفس, وتلقانا بترحيب وبشاشة, جلسنا نتحدث وكان الحديث دائرا حول الهند وتاريخها ودياناتها واضطراباتها الطائفية ونتائجها ومصير المسلمين وشئونهم الدينية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية, وعن الجوامع والآثار القديمة وعن المنبوذين وعن الشيوعية وكان يعلق على أجوبتي ويبدي رأيه, وكان ذلك يدل على إطلاعه الواسع ودراسته المتنوعة, ويظهر أنه مطلع على النظم السياسية المختلفة, متصل بما يجري في أوروبا للأخبار الجديدة, والأحوال الأخيرة, فيه الاستطلاع الزائد على معرفة الحديث الأحدث عن كل بلد, وظهر كذلك أنه رجل متزن الفكر سديد النظر دقيق الملاحظة وقد رأيت فيه شبها كبيرا بمولانا أبو الكلام آزاد في اتساع المعلومات والنشاط الفكري.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
تابع إفادات العلامة الندوي :
مما لاحظته في هذه الأيام في السودان أن القلوب مجتمعة على حب السيد وأنه يتمتع بنفوذ عجيب وثقة غريبة, فكل من سمع إنا مقيمون في ضيافة السيد أبدى ارتياحه لذلك, ولم أجد إلى الآن من يتكلم في السيد أو يطعن فيه, وكلهم يثنون على إخلاصه وتجرده عن الأغراض وعلو نسبه وسعة اطلاعه.
بعض آراء السيد علي الميرغني التي نقلها الندوي في مذكراته:
الشباب الميرغني:
لاشك أن الحركة وحدها هي التي يمكن بها حفظ الشباب وتربيتهم, فإن الحركة غريزة وهي لا تقهر ولا تقاوم ولكنها تشغل وتستثمر بالمفيد الصالح, وهذه هي الجامعة التي تجمع بين نظامنا في السودان وحركتهم في الهند, هنا اقترحت على السيد إرسال بعثة سودانية إلى الهند لدراسة الأحوال الدينية والمشاريع الإصلاحية وأساليب الدعوة وبذلك يكتسب رجال الدعوة بعض المعلومات الجديدة والتجارب المفيدة وتكون في صالح البلدين والشعبين الشقيقين, وفي صالح الدعوة الإسلامية بوجه عام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
وأبدى رأيه عن ضرورة دراسة اللغات الغربية, وذكر أنه لا يصح الاستغناء عنها.
تدريس العلوم بالتراجم محاولة فاشلة:
قد حاولت مصر أن تدرس الطب باللغة العربية وتراجم الكتب الغربية, ولكن ثبت بعد مدة أنه لا يمكن مسايرة تقدم العلم والتجارب في لغة أخرى, فتتخلف التراجم وتتقدم العلوم والاكتشافات, وحركة الترجمة حركة بطيئة قاصرة, فأقبلوا على تدريس الطب باللغات الأوروبية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السّيِّد علي الميرغني في ذكراه ... الرجال مواقف (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
مصر يغلب عليها الطابع الأدبي:
إن مصر يغلب عليها الطابع الأدبي والنزعة الأدبية المجردة , وأن الحركة العلمية الجديدة ضعيفة بالنسبة إلى الأدبية, وإقبال الشعب عليه ضعيف فاتر, لذلك لم تجد مجلة ( المقتطف ) المجلة العلمية الوحيدة رواجا كبيرا. واضطرت مجلة الهلال أن تتنزل من مستواها العلمي إلى هذا التبذل والإسفاف الذي نزلت إليه, وهذا مما يؤسف له.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد ميرغني عبد الحميد
Omer Abdalla Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست