عدد خاص عن ذكرى البروف على المك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2012, 09:26 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عدد خاص عن ذكرى البروف على المك
                  

10-09-2012, 07:04 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    http://akhbaralmadina.wordpress.com/



    أخبار المدينه وكخدمه خاصه (لمجتمعنا السودانى) بتورنتو خاصه وكندا عامه خصصت نافذه بإسم {محليات} ينشر فيها الأخبار الإجتماعيه والثقافيه والفكريه والفنيه ، حيث تجدونها قبل صفحة الملاعب الخضراء
                  

10-11-2012, 06:58 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)
                  

10-11-2012, 10:58 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    أقتربت من ضيفى (الطائر الجريح) قليلا … صرت أرسل نظراتى خلسة نحوه أمسح بها جسده المرهق علنى أستوحى
    بعض إجابة لأسئلة حيرى تدور بخاطرى …. لكنى شعرت أن طائرى يحيط أسراره بجدار صلب لا يستطيع أى شخص
    مهما أوتى من فراسة من إختراق دواخله لذا إستسلمت وقررت أن أوجه أسئلتى له مباشرة وأترك له حرية الإجابة …
    بادرته بسؤالى …
    من أين أتيت أيها الطائر ؟؟؟؟
    أجابنى بنظرة حيرى ودمعة محبوسة تكاد تسقط من عينه : لقد أتيت من أرض النيل والنخيل ، حاولت أن أتعمق فى إجابته
    أكثر وأكثر فاستفسرته :أين هى هذه
    الأرض التى سميتها بأرض النيل والنخيل ؟
    أجابنى إنها الوطن .. الذى لفظ أبنائه … خرجت ومعى رهط من إخوتى نبحث عن اللقمة الشريفة نبحث عن كرامة فقدناها
    على أرضنا .. جئنا نبحث عنها فى خارج أوطاننا!!
    سألته : لكنى أراك وحيداً مرهقاً لا رفيقا ولا رفيقة
    سبقت إجابته حركة عشوائية بظفره نكت بها بعض ذرات
    تراب .. وكأنه يتحسر على زمن ضاع منه
    .. أجابنى :لم تكن الرحلة سهلة .. كنا نصعد مرتفعا ونهبط واديا … لا نعرف للزمن معنى متى ننام ؟ ومتى
    نأكل ؟؟ كل ذلك كان من غير ترتيب … فى مرة بينما نحن نستريح على إحدى المرتفعات هجمت علينا مجموعة من الذئاب
    فجأة فتشتت شملنا ولمفاجأة الحدث سقطتُ بين
    صخرتين بوضع ملتو فانحشر جناحى فى شق داخل المكان الذى سقطتُ فيه تحاملت على ألمى ولم أحرك
    ساكنا لكى لا تشعر بى مجموعة الذئاب الجائعة التى إلتهمت الكثير من رفاقى وجرحت البعض الآخر ومكثــتُ على هذا
    الحال ساعات طوال إلى أن أشرقت الشمس
    فتلفتُ فلم أجدُ بجانبى أحدا فجمعتُ كل قوتى وحاولت أن أغادر المكان لكن كانت إصابتى بليغة فسقطت من
    أعلى إلى الهاوية لكن الله لطف بى فسقطت على عشب ناعم الملمس كان بمثابة المنقذ لى ووجدت بين
    العشب بقايا طعام إلتهمتها وكانت هنالك بركة ماء رويت
    ظمأى منها واستعدتُ بعض قوتى وبدأت ذاكرتى تستعيد بعض نشاطها فصرت أدرب نفسى على الحركة قليلا
    قليلا قليلا إلا أن وجدتُ أننى أستطيع الطيران … لكن ما كان يزعجنى أننى لا أعرف فى أى إتجاه يكون رحيلى بعد
    أن فقدت في من فقدت قائد السرب الذى كنا نتبعه فى
    رحلتنا .. فصرت أطير بلا هدى وكلما لاح لى ضؤ فى الليل أتوجه إليه متخفيا لأتزود ببعض زاد يساعدنى على
    مواصلة طريقى … فكان هذا المكان الذى نقف عليه الآن
    هو أحد هذه المحطات وصدفة وجدتك أنت … وها نحن نتبادل الحديث رفع ناظريه نحوى ولسان حاله يقول : لقد
    لقد رويت لك قصتى من (طقطق للسلام عليكم) وأنى فى شوق لمعرفة سبب وجودك هنا ….؟؟؟ يا إلهى !!!
    مال هذا الطائر يريد أن ينكأ جراحا ، تناسيت آلامها بمرور
    الأيام .. ؟ مر علىّ زمن بطول الطريق الذى سلكته لم أسأل نفسى ولم يسألنى أى شخص آخر عن سر
    تواجدى فى هذا المكان …. لقد تأقلمت مع هذا المناخ
    الذى أعيش فيه منذ سنوات … عرفنى كل الذين حولى هكذا … أهرب كل ليلة لهذا الشاطىء الهادىء أبثه
    أحزانى … استعرض كل يوم جزء من شريط حياتى … أفكر… أحلل …. أقارن …. تحاور نفسى نفسى ….يناقش
    …. بعضى بعضى …..خلقت لنفسى برنامجا
    شغلنى عن هموم أثقلتنى لفترة طويله …. هذا الغروب الهادىء يحكى غروب أيامى التى لم أستمتع بإشراقاتها
    لن أستطيع أن أحكى قصتى بمثل صراحتك التى حكيت بها قصتك أيها الطائر الجريح … لكن أسمح لى أن أقول
    لك بأن قصتى مشابهة لقصتك تماما
                  

10-11-2012, 12:13 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي}

    بقلم : بدرالدين حسن علي


    كثيرة هي مهرجانات السينما العالمية ، ولكلمهرجان مذاقه الخاص ، بل يسعى القئمون على هذه المهرجانت أن يجعلوه مختلفا
    ومتميزا ، اليوم 11 أكتوبرتفتتح الدورة48 لمهرجان شيكاغو السينمائي الدولي ،والتي ستستمرحتى 25 من الشهر الحالي .
    وأهم ما في المهرجان أن إدارته إختارت الفيلم المصري ” في الشتا اللي فات ” والذي لم يعرض في دور السينما المصرية حتى
    اليوم رغم أنه شارك في العديد من مهرجانات السينما العالمية ، كما من المتوقع أن يشارك في مهرجان لندن السينمائي العالمي الأربعاء
    القادم ، فيلم ” في الشتا اللي فات ” سيعرض ضمن فعاليات الدورة في قسم أفلام من الشرق الأوسط ، ويتضمن البرنامج ثلاثة عروض
    للفيلم : 13 ،14 و16 أكتوبر الجاري ، حيث تأكد أن بطل الفيلم ومنتجه عمرو واكد سيكون حاضرا .

    وفيلم” في الشتا اللي فات ” للمخرج أبراهيم البطوط يعتبر ثالث تجاربه الإخراجية الروائية الطويلة ، وكان قد شارك في مهرجان
    فينيسيا السينمائي الدولي ضمن مسابقة ” آفاق ” ونال لإستحسان كبير عند عرضه .
    فيلم “في الشتا اللي فات ” بطولة الممثل عمرو واكد وتشاركه البطولة الممثلة الشابة فرح يوسف والممثل صلاح حنفي وتدور
    أحداثه ” في الشتا اللي فات” حول الثورة المصرية في الفترة ما بين عامي 2009 و2011 حول شاب يتم إعتقاله أكثر من مرة ،
    الأولى بسبب إشتراكه في مظاهرات ضد إسرائيل ، والثانية أثناء ثورة 25 يناير ، ويستعرض الفيلم بطريقة وثائقية تتخللها دراما فنية ما
    دار في مصر بين هذين التاريخين وحتى نجاح الثورة ، لينتهي الفيلم بمشهد أراد منه المخرج التأكيد على أن الأمل لا يزال مستمرا .
    الجدير بالذكر أن الفيلم قائم بأكمله على الإرتجال ولم يكتب له سيناريو على الإطلاق ، من جهة أخرى أعلن القائمون على
    مهرجان شيكاغو السينمائي العالمي عنإختيارهم للفنان عمرو واكد ضمن لجنة التحكيم والتي تتألف من المخرجة الكندية دانيال كوشارد
    والمخرج الفرنسي باتريك شيرو ،وم جنوب إفريقيا الممثلة والمنتجة أليس كريج والمخرج الأميريكي جو ماجيل .
    ******
    {إستراحة العدد}
    مع المساطيل
    كذاب ومحشش
    الكذاب قال : تصدق اني يوم رحت لافريقيا كنت ساكن بفندق بالغابه وفتحت الشباك لقيت المناظر الحلوه وقلت لزوجتي البسي بنطلع
    نتمشى في الغابه لبست في 5 دقائق ونزلنا واحنا نتمشا ويطلع لينا الأسد تصدق اني تفلت عليه ومات
    مات المحشش من الضحك
    قال الكذاب :ما تصدق؟
                  

10-12-2012, 07:37 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الطائر …. الجريح

    الحلقة السابعة
    بقلم/ أحلام إسماعيل حسن


    إجتمعنا حول العرافة نستطلع ما قاله الودع …. نستبشر بالخير الذى وعدتنا به …. بدأت العرافة حديثها بأنها ترى
    ليلا حالك السواد لايكاد الشخص أن يرى فيه شيئاً …
    بدأت تتمتم الوداعية بكلماتها المعهودة التى لا نفهم لها معنى …. قاطعها الطائر الجريح هذا الليل الذى وصفتيه
    هو عالمى الذى كنت أعيش فيه قبل أن أحط هنا فى هذا
    المكان الذى رأيت فيه نور الصباح لأول مرة منذ زمن طويل …. نفس المداخلة التى قالها هذا الطائر هى
    بحذافيرها ما كان يجول بخاطرى … أهى توارد أفكار ؟؟
    توارد خواطر أترى أننا كائنان جمعنا ظرف واحد … تشابهنا فى كثير من مشاوير حياتنا مظهر سعادة وواقع
    شقاء …. بسمة على الشفاه وطعنات تنزف فى دواخلنا
    تنشر الفرح ونفترش الحزن …. نظرت إلى الطائر الجريح
    الذى بادلنى النظرات … رأيت الحيرى فى عين المرأة
    التى كانت تلتفت لى من جهة اليمين ثم تتحول بوجهها
    لجهة اليسار لتتفحص ذلك الطائر وكأنها تبحث عن ملامح
    شبه بينى وبينه …. هذه المرأة أصابها ذهول لما رأته من
    تطابق ملامح …. حاولت أن ألطف الجو … إبتسمت ابتسامة مفتعلة واقتربت من الوداعية وقلت لها:
    يــــــا عـــرافـــه لــــــو بـتــعــرفــى
    لــــــو بـتـشـوفــى لــــــو بـتـكـشـفــى
    عــلــم الـغــيــب وحــاتـــك هــاكـــى
    هـــــــــــاك..كـــــــــــفـــــــــــى
    سـنـيــن فــــى الـدنـيــا دى..ضــايـــع
    كـمـان..ضــايــع شـــايـــل الـــويــــل
    وســهـــر الـلــيــل وكـــــل الــمــيــل
    عـــلـــى ..كــتــفـــى حمول
    بــــتـــــرجـــف الـرجـــاف
    اتــوقــيــت
    لا كــلــيــت لا مــلــيـــت
    ما هميت
    !!..شلـت الشيلـه واضعفـى
    يا عـــــرافــــــه شــــــــــــن
    بتقولـى فـى
    حظـى !..التعيس..مكفـى
    شـمـوعــى تــضــوى
    درب الــنـــاس
    وأنــــا.. !!..واحـســرتــى
    مـطــفــى
    أحس الغربه رغم الدار ورغم
    الجـار
    وحــيــد !!..فــــى غـربـتــى
    مـنـفــى
    مـسـافــر يـــــا مــراكـــب
    الــشـــوق
    وفــــى الـلـجــات أصــــارع
    الـلـيــل

    !!..فـــوا ..حـزنــى ..
    ووا..اسـفــى..
    يا عرافه من تبيت من
    تاتــيــت من شــبــيــت
    شفت الهول امامى
    جبـال وبـى خلفـى
    مــحــل قـبــلــت
    الــقـــى الـصــيــف
    سـمــوم شـربــت
    !!..خـدار..جـرفـى
    شــــن بـتـقـولـى؟
    !! يــــا عــرافـــه
    كـــان وصـفــك
    !!..مـتــل وصــفــى
    بعد سماع الوداعية لمخاطبتى لها بكلمات إسماعيل أخذت الودع بطريقة سريعة كأنهاتتحدى هذه الكلمات ثم ألقت بالودع على الأرض بعد
    أن مسحت المكان بيدها وساوت ذراتترابه …. تجمع الودع فى مكان واحد على غير المعهود من شكل التشتت الذى نرى عليهالودع
    دائما …. بدأ إشعاع غريب يصدر من تكتل الودع وكأنه يحترق ثم يتوهج … نادتعلىّ المرأة وطلبت منى أن أقترب من دائرة الودع لأرى
    ما يحدث … دققـت النظر وكلىإصرار أن أرى ما يدور … رأيت مدينة مليئة بالعمران والأنوار والحركة والنوافيروكأن بها إحتفالا حيث
    أنى رأيت الألعاب النارية تكسو سماء المدينة … إنها مدينةخرافية … سألنى الطائر الذى إقترب منى حتى إلتصق بى من غير أن أشعر به
    لإنشغالىبرؤية المدينة الساحرة وكذلك هو لم يشعر بمكانه منى إلا بعد حين … عند ذلك نظرالطائر إلىّ نظرة تفاؤل وحب وسألنى ما إسم
    هذه المدينة …لم تمنحنى المرأة مجالاللرد وتولت الرد هى عندما وجهت حديثها إلينا وكأنها تحسم الأمر إنها مدينة السلامثم إلتفـتـت إلى
    بسرعة حتى تتأكد من موافقتى للإسم الذى إختارته … عندها نظرت إلىرفيقى فرأيت فى عينيه نظرات توحى بعدم إقتناعه بالإسم الذى
    أطلقته الوداعية على هذهالمدينة …. فصادف ذلك هوى فى نفسى فقلت لها أرى أن نطلق على هذه المدينة إسممدينة الحب
    والسلام ….. حرّك الطائر جناحيه إشارة لرضائه بالإسم الذى إخترته ولمتعترض الوداعية عليه بل حاولت إضفاء جو من المرح على
    جلستنا هذه عندما قالت ( هىإنتو ماااا ختيتو لى بياض … أنا من الصباح تعبااانة أرمى وأشييل فى ودعى … وينوالبياض ؟؟؟ لكن بى
    كده الودع محمــدكم .. بى دستوركن يا أولاد ماما ) ضحكنا جميعاوبدأنا ننظر بعيدا نحو الأفق نستطلع المستقبل الذى سيحملنا إلى تلك
    المدن الآمنةالمخضرة الحالمة ….
    بدأ الطائر يحرك جناحيه إستعدادا للتحليق فى الفضاء ….أخذت المرأة حبات ودعها وأدخلته داخل (القفة) بعد أن تأكدت من إكتماله ….
    كانت لحظات صعبة على نفسى أن نفترق بعد أن قضينا وقتا تآلفت فيه أرواحنا وتبادلناخلاله أسمى معانى الإلفة والمحبة … سألت الطائر
    إلى أى الجهات سيكون مسارك ؟؟أجابنى سأسبقـك إلى تلك المدينة الحالمة …. أرجو أن لا يتأخر حضورك لها … سأظلأنتظر اليوم الذى
    تطرقين فيه أبواب المدينة … ستشرق الأنوار وسيصفو السماء …. سترفرف أجنحة الطيور وستشرق الشموس وتتفتح الورود
    وسيحمل النسيم من كل زهرة عطرايعبق بها سموات المدينة …. تابعت الوداعية هذا الحديث الرومانسى الذى تتبادلهأرواح العشاق
    فسالت دمعة على خديها ربما لأن ما سمعته أثار بعض أشجانها وأعاد لهاماض بعيد كانت تعيش فيه زمان العشق الذى رحل ….. فى تلك
    اللحظة كان الطائر قدإرتفع فى الفضاء يرفرف بجناحيه مودعا بينما كنت أتابعه بنظراتى الحزينة والعبراتتسد حلقى ….. وإذا به يعود
    ليقترب منى ويضع رجليه على كتفى ويضم جناحيه حول وجهىوكأننى كنت أنتظر هذه اللحظة .. لحظة تستفـز حزنى فانفجرت باكية
    بصوت عال وانهمرالدمع أنهارا …. عندها عرف الطائر أننى إسترحت عندما أخرجت الكثير من أحزانىفسألنى : قلت لى ما إسم المدينة
    ؟؟؟ قلت له إنها مدينة الحب والسلام … قال لى أنتالتى زرعت فيّ هذا الحب فلابد أن أقرن إسمك يا عزيزتى بإسم هذه المدينة فيكون
    إسمها أحلام الحب والسلام .. ما أقسى خروج البسمة من بين حزن منسوج من أضلاع الليل الجاثمعلى الصدور … لكنها خرجت … هذه
    المدينة هى التى نحلم أن تكون لتعود إليها كلالطيور المهاجرة … أنا وأنت وكثير غيرنا تاهت به الخطى فى مغارب الأرض ومشارقهاوفقد
    إتجاه العودة للوطن … لأنى أحب ترابك يا بلد وأحب أهلك يا سودان وأعشقحسناواتك وأتشرف برجالك سأعود لك فى يوم ما …..









    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-12-2012, 10:10 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    يا سلام يا سلام يا أحلام

    منتهي الجمال
                  

10-13-2012, 10:07 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: حبيب نورة)

    حبيب نورة


    أشكر لك هذا المرور الرائع الذى يكمل تلك اللوحة من لحظات إختلطت فيها أحاسيس تتفق أحياناً وتتناقض أحياناً أخرى ... بين هذا وذاك كانت قصة سأحاول أن أرويها فى حلقات قادمات وأكتبها على قصاصات تــُـحكى فى زمن قادم ...
    لك تحياتى
                  

10-13-2012, 11:19 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الطائر الجريح

    الحلقة الثامنة

    بقلم/ أحلام إسماعيل حسن



    صورة أحلام



    في بداية يوم جديد ومع اشراقات الشمس التي تنير لنا هذا العالم الجميل وانا اتقدم للدخول في مدينة الحب والسلام في هذا الصباح البهيج واخطو خطواتي الاولى بقدمي اليمنى تفاؤل بالخير واسمع صوت يجلجل سماوات المدينة انه صوت الاذان فوقفت قليلا لاستمع الى الاذان ولمحت كثيرون ياتون الى هذه المدينة ومن بينهم شيخ كبير في السن يجلس على الارض بجوار الشاطي يحمل في يده سبحة لالوب ويلبس ملابس خضراء مبرقعة وبجواره شاب يحمل الدف ويترنم بصوت جميل وحوله تغرد العصافير والتقيت بنظرة الى هذا الشاطي الرائع الذي يذخر بالجمال كله وارى فيه ابداع الخالق متمثل في هذا الجمال وتوجهت بنظرة في هذا المكان فوجدت شاب يقف وامامه حامل لوحات فبان لي ذاك الشاب انه فنان تشكيلي يرسم الطائر الجريح فاقتربت منه قليلا وسألته عن الطائر الجريح فقال لي انه كان معي قبل قليل فقلت له اين ذهب؟ فقال لي انه دخل هذه المدينة ووجدت الالوان حول هذا الفنان وكأنها قوس قزح وحين اقتربت منه اكثر وسئلته عن مدخل هذه المدينة فقال لي كأنني اعرفك فنظرت اليه وقلت له التقينا قبل ذلك فقال لا اتذكر فقلت له ماهذه الالوان الكثيرة التي تتبعثر هنا وهناك داخل المكان فنظرت الى ملابسي فوجدتها ممتلئه بكل الوان الطيف الموجودة في هذا المكان فنظرت في عيون الفنان فوجدتها مكسية بهالة من حزن عميق فذهبت الى داخل المدينة واستوقفتني في الطريق دائرة مليئة باهل الفن والابداع والموسيقى العالية لاهي شرقية ولا غربية بل هي موسيقة تهز الكيان والمشاعر واستفزتني هذه الموسيقى ودخلت داخل الدائرة ورقصت حتى كاد ان يغمى علي وفجاءة ظهرت لي يد اخذتني الى خارج هذه الحلبة فسمعت صوت يقول لي كفاية كدة وهذا الصوت كأنه دقة الطمبور والدليب فنظرت اليه كأن اتت الي نسمة من الزمن البعيد كأنها ريحة التراب اتت الي في تلك اللحظة انها تحمل ملامح ابي وجدي حسن وكل اهلي الغبش تصفحت وجوههم كلهم في وجه هذا الشاب فقلت له اين نحن ذاهبون يا حبيبي فقال لي انا ليس بحبيبك فوقفت قليلا ونظرت الى السماء فسمعت في تلك اللحظة ترنيم المعابد واحسست بجمال المدينة فصحت فيه انها مدينة خرافية الجمال يا صديقي فقال لي انها ابداع غير عادي فقلت له يا صديقي الى اين نحن ذاهبون الان فقال لي نحن الان على شاطي هذه المدينة فقلت له اني اسمع اجراس الكنائس فقال هذه المدينة يظهر انها تضم العالم كله في احشائها ثم كررت له الى اين نحن نتجه الان يا صديقي فوقف واقترب مني قليلا وقال انا ليس بصديقك ولا حبيبك واقترب اكثر قليلا ونظر لي بنظرة غير عادية وقال لي انتي روحي التي تسري في كياني فوقفت في حالة اندهاش وسرت في جسمي قشعريرة من راسي حتى اخمص قدمي .

    لما تشتاق للمشاعر
    تملأ دنياك بي عبيرا
    لما تشتاق للعواطف
    تنسجم تلبس حريرا
    أبقي أسأل عن قلوبنا
    تلقي فيها كنوز محبة
    تلقي فيها بحور حنان
    و تلقي فيها الشوق يغرد
    و تلقي فيها الريدة فاردا
    جناحا تشتاق للربيع
    و يا ربيع آهـ يا ربيع
    لما تقسو عليك ليالي الوحدة
    والليل يبقي ليل
    و النجوم تلمع بعيد
    تسخر من السهران وحيد
    برضو أسأل عن قلوبنا
    تلقي فيها كنوز محبة
    تلقي فيها بحور حنان
    و تلقي فيها الشوق يغرد
    تلقي فيها الريدة فاردة
    جناحا تشتاق للربيع
    إنت ما برضك حبيبنا
    والحنان الفي قلوبنا
    أصلوا ما نابع من عيونا
    والمحبة الفيها لو ما إنت
    ما كانت محبة
    كل أشواقنا ومشاعرنا
    وأحساسينا النبيلة
    إنت ما أهديتا لينا
    ليه تضيع أحلى ما أهديت ياغالي

    لما تشتاق للمشاعر
    تملأ دنياك بي عبيرا
    لما تشتاق للعواطف
    تنسجم تلبس حريرا
    أبقي أسأل عن قلوبنا
    تلقي فيها كنوز محبة
    تلقي فيها بحور حنان
    و تلقي فيها الشوق يغرد
    و تلقي فيها الريدة فاردا
    جناحا تشتاق للربيع
    و يا ربيع آهـ يا ربيع
    لما تقسو عليك ليالي الوحدة
    والليل يبقي ليل
    و النجوم تلمع بعيد
    تسخر من السهران وحيد
    برضو أسأل عن قلوبنا
    تلقي فيها كنوز محبة
    تلقي فيها بحور حنان
    و تلقي فيها الشوق يغرد
    تلقي فيها الريدة فاردة
    جناحا تشتاق للربيع
    إنت ما برضك حبيبنا
    والحنان الفي قلوبنا
    أصلوا ما نابع من عيونا
    والمحبة الفيها لو ما إنت
    ما كانت محبة
    كل أشواقنا ومشاعرنا
    وأحساسينا النبيلة
    إنت ما أهديتا لينا
    ليه تضيع أحلى ما أهديت ياغالي .



    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-14-2012, 08:39 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)
                  

10-15-2012, 09:50 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    في مهرجان أبو ظبي السينمائي

    نجوم السينما تتلألأ فوق السجادة الحمراء

    كتب : بدرالدين حسن علي



    صورة بدرالدين



    مهرجان أبو ظبي السينمائي العالمي أكاد أشبهه بمهرجان كان السينمائي العالمي رغم الفارق بين بلد مثل فرنسا وبين دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولكن مدينة أبو ظبي الجميلة في يوم عرسها لا تبخل ، إنها تبذل قصارى جهدها ليخرج المهرجان بالصورة اللائقة به ، وهو بالفعل مهرجان سينمائي عالمي بمعنى الكلمة ، كل شيء فيه دقيق جدا وممتع جدا ، لقد حضرت إحدى دورات مهرجان كان وانبهرت بكل شيء وشاهدت بعض فعاليات مهرجان أبوظبي ولا أملك إلا أن أشيد بكل القائمين عليه فردا فردا ، فالمهرجان يدعو للفخر والإعتزاز ، ووجه عربي أصيل يدعونا لنفاخر به أمام كل العالم .

    شهد إفتتاح فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي كوكبة من نجوم السينما وصناع الأفلام، الذين مروا يوم الخميس الماضي فوق السجادة الحمراء بقصر الإمارات في أبوظبي،تماما مثل تلك السجادة الحمراء في مدينة كان الفرنسية ، ربما يكون لمهرجان كان نجومه ومذاقه الخاص ، ولكن أيضا لمهرجان أبو ظبي نجومه ومذاقه الخاص .

    وسيكون أبرز نجوم العرض الافتتاحي لفيلم التشويق "أربيتراج" (المراجحة)، أسطورة الشاشة الكبيرة ريتشارد غير الذي ينضم إليه النجم المشارك نيت باركر أحد نجوم هوليوود الصاعدين، إضافة إلى مخرج الفيلم نيكولاس جارايكي والمنتجين محمد التركي، و بريان يانغ، و كيفن تورن.

    وستشهد مجموعة من نجوم السينما العربية العرض الافتتاحي كمنّة شلبي، باسم سمرة، إلهام شاهين، كارمن لبّس، جمال سليمان، باسل خيّاط، وحاتم علي. بالإضافة الى النجوم الخليجيين ابراهيم الصلال، محمد المنصور، عبد العزيز جاسم، بثينة الرئيسي، صلاح الملا، زهرة الخرجي، و داوود حسين. وسيشهد الحفل حضور أيقونة السينما الهندية، مامّوتي .

    وسيتعرف الجمهور أيضاً للمرة الأولى إلى بعض صانعي الأفلام الذين ستعرض أفلامهم خلال أيام المهرجان العشرة، فضلاً عن أعضاء لجنة التحكيم الذين سوف يمنحون الجوائز للأفلام المتسابقة.

    وينضم نجوم السينما شبانه عزمي، ونِيكي كريمي إلى سيدومير كولار، وسمير فريد، وإسماعيل فروخي لتشكيل لجنة تحكيم الأفلام الروائية على السجادة الحمراء، إضافة إلى أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية ميغيل ليتين، كارلز بوش، صافيناز بوصبيّا، ومحمد حفظي.

    أما الضيوف من لجنة تحكيم فئة مسابقة آفاق جديدة، من أمثال فرانسواز بونّو و فيموكتي جاياسوندارا فسوف يشعرون بالضيافة الإماراتية بصحبة نوّاف الجناحي،

    الفنان الاماراتي البارز. وسيحضر عرض الفيلم أيضاً أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام كرضا الباهي، بدر بن حرصي، علي العلي، سهى سالم، وعهد كامل.

    كما ستشهد السجادة الحمراء مرور عدد من ممثلي الأفلام التي ستعرض خلال المهرجان، كالممثل خالد النبوي والمخرج سام قاضي عن الفيلم الأمريكي "المواطن" ؛ دعاء القاضي وحازم الحموي عن فيلم "كما لو أننا نمسك بكوبرا"؛ والمخرج موسى حداد والمنتجة أمينة حداد عن فيلم "حراقة بلوز"؛ والمخرج الهندي مانجيت سينغ عن فيلم "ملك مومباي"؛ والمخرج الإيطالي إنزو دالو والمنتج ماريكلا أفّاتو عن فيلم الرسوم المتحركة "بينوكيو"؛ والمنتج جب كلرك من أستراليا عن فيلم "صبي الساتلايت" ومخرج فيلم "سونغلاب" الماليزي، إفندي مازلان.

    اليوم الثاني—12 أكتوبر

    سيتاح للجمهور فرصة الاستماع إلى فريق وممثلي فيلم"أربيتراج" في مناسبة خاصة من الساعة 2:30 بعد الظهر إلى الساعة 3:30 بعد الظهر في قصر الإمارات. ويستضيف هذا الحوار جوش دِيكي، من فارايتي.

    كما يدعى الجمهور أيضاً لحضور حلقات دراسية مجانية عند الساعة 5:00 مساء، حيث يعقد فرانك آش من أكاديمية البي بي سي حلقة دراسية حول موضوع "من محاكاة الوثائقيات إلى الدراما الوثائقية: طرق النجاح في خلط الأنواع السينمائية". وفي الساعة 8:00 يعقد أنغس فيني، الكاتب والمستشار في صناعة السينما حلقة دراسية حول موضوع "مهارات إدارية في أعمال الصناعة السينمائية: فيلمك، عملك، نجاحك" الذي يعالج الجانب العملي للإنتاج السينمائي. وتعقد الحلقتان الدراسيتان في قصر الإمارات.

    يعرض الفيلم الأول عند الساعة 3:30 بعد الظهر في المارينا مول، في نطاق برنامج مزدوج عن الفنانين البيئيين كريستو و جان كلود. وسوف يحضر العرض كريستو والمخرج أنتونيو فيريرا.

    ومن الأفلام الأخرى التي ستعرض في نفس اليوم ويحضر عرضها ضيوف: في فئة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم المشترك "الإبن هو الفاعل" يحضره المخرج دانيلا جيبري؛ في فئة مسابقة آفاق جديدة: الفيلم المشترك " ملك مومباي"

    الذي يقدمه المخرج مانجيت سنغ، و سونغلاب الذي يحضره المخرج إفندي مازلان.
    العرض الأول في مسابقة فئة الأفلام الوثائقية هو "كما لو أننا نمسك بكوبرا" وتحضره المخرجة هالة العبدالله فضلاً عن الفنانين المشاركين في الفيلم: دعاء العدل، وحازم الحموي.

    وفي فئة عروض السينما العالمية سيحضر المخرج باتريا باتريك، والمنتج جاك تكرعرض فيلم "الإمبراطورية الأمريكية" بينما يقدم المخرج بنجامن أفيلا فيلمه "طفولة سرية ".

    وسيكون العرض الاحتفالي على السجادة الحمراء ليوم الجمعة هو "بعد الموقعة" آخر أفلام المخرج المصري المخضرم يسري نصرالله، الذي سوف يحضر مع نجمين من نجوم الفيلم هما باسم سمرة، ومنّة شلبي. وهو دراما مستقاة مباشرة من الواقع. يصوّر الفيلم أحوال خيّال يستولي عليه الوعي السياسي بعد أن يُغَرّر به لمهاجمة المعترضين في ساحة التحرير بالقاهرة.

    ومن الجدير بالذكر أن هذه هي السنة الأولى التي يتم فيها تقديم مهرجان أبوظبي السينمائي تحت إدارة twofour54 وذلك في إطار ضم المهرجان إلى باقي مبادرات أبوظبي الإعلامية والفعاليات الأخرى ذات الصلة من أجل تعزيز موقع أبوظبي كمركز إبداعي يدعم الإنتاج السينمائي في المنطقة.
    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-16-2012, 07:36 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    {الملاعب الخضراء}

    إعداد القسم الرياضى

    إشراف محمد عبدالوهاب

    صورة محمد عبدالوهاب

    المنتخب السودانى يودع بطولة الأمم الأفريقيه



    بصورة مخيبة للآمال ودع المنتخب السودانى بطولة الأمم الأفريقية المؤهلةلكأس

    العالم ، وذلك بعد هزيمته بهدفين دون مقابل أمام نظيره الأثيوبى بأديس أبابا .

    لقد لعب المنتخب أسوأ مبارياته على الإطلاق ، تحرك فيها كالأشباح دون عزيمة

    وهمة وبلا حماس ، وكأنما الأمر لايعنهيم فى حين ان فرصهم كانت التعادل أو

    الفوز بهدف كافيه لتأهلهم للنهايات . إن خروج المنتخب وبهذه الصوره جاء

    مسقطه اضافيه لكارثة (مساوى قيت) والتى تسبب فيها اتحاد الكرة ولجنته الفنيه

    إن امر الكرة فى السودان يحتاج الى اعادة نظر فقد سئم الشارع الرياضى من عدم

    مسئولية واستهتار القائمين على امر الكرة بالسودان وهو امر غير محتمل

    والسكوت عليه اكثر من ذلك يعمق الخلل .

    ان اتحاد معتصم جعفر هذا اضر بالكرة كثيرا ولم يعمل على تطويرها اطلاقا فهو

    اتحاد أدمن مسؤليه الاسفار وحصدوا الاصفار .

    السؤال اما ان الآوان لمعتصم جعفر ورجاله ان يترجلوا ويذهبوا غير مأسوف

    عليهم ؟؟








    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-17-2012, 04:22 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الطائر... الجريح

    بقلم/ أحلام حسن إسماعيل







    استميحك عذرا ..... وتبعثرت كل الحروف الشاربة من عصب الزمن مروية من طينة بلدنا ممزوجة بي وتر الربابة معجونة من ضوء القمر ، أبحرت بالسفت التسافر في مدارت الشواطي وفي المواني وفي المدن واخذتنا الامواج العالية الى بر الشواطي ثم ارجعتنا من جديد الى عمق البحار فبحثنا عن لؤلؤ ولم نجده في هذا المكان
    . وانا جالسة بجوار النافذة وانظر الى لثلج يتناثر بسرعة البرق وانا انظر الى الاشجار التي تعرت بفعل الزمان وهي تستعد لاستقبال هذا الشتاء وفجاءة نظرت الى نفسي وانا في قلب هذه المعركة ادور والثلج يتساقط من حولي وانا فرحة كأني فراشة اطير في هذا المكان
    ويسئلوني عن سر هذه الفرحة فقلت لهم اني لا اعرف سر هذه الفرحة

    أنا والأشـــواق فى بـُعــدك بـقـيـنا أكـتــر من قـرايـب
    ما بْـنغـيـب عـن بعـض أبـداً زى أعــز إتنين حـبايـب

    ******

    كـنـت فاكـر الـشـوق يغـيـب لحظه واحده عن فـؤادى
    وبالزمن يـتلاشى وجـدى وقـلـبى يـسْـلاك فى بـُعادى
    شـــوقـى قـال لى مـسـتحـيـــل مــرَّه يـتحـقـق مُـرادى
    لازمنى زى خِـلـِّى الـوفى وأصبح حـبيبى الما بـِعَادى

    ******

    أيـِّى لحـظـه بـعـيــده عـنـَّـك ضـايعـة من أيـام زمانى
    وكـل يــوم كـان لىْ فى قـُربـك أتمنى لـو أحـيـاهُ تانى
    روحـى لـــو غـنـيـتــا لـيـكـا ما بـْـتـصــوِّر ما أعـانى
    شــوقى أبـلـغ من غـُنـايـا وحُـبـِّى أسْـمَى من المَعَـانى

    ******

    كم رساله يا حبيبى بـسـطـِّرا أشكى بالبـُعــد يا ناسينى
    وأحلى كلمة منى ليكا بضمِّـنا باقه من شـوقى وحنينى
    بين حـروفــا أشــوف خـيــالـَـك وإنتَ تـتـبـسَّـم لعِـينى
    وقـبــل ما أخـتـِــم ســـلامى أتـمـنى لــو رَدَّك يجـيـنى

    أنا والأشـــواق فى بـُعــدك بـقـيـنا أكـتــر من قـرايـب
    ما بْـنغـيـب عـن بعـض أبـداً زى أعــز إتنين حـبايـب



    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-17-2012, 09:33 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الطائر .... الجريح

    بقلم/ أحلام إسماعيل حسن


    [email protected]



    كان الزورق يبحر في محيط متسع, و كنت انا وحيدة في هذا القارب, تأخذني



    الأمواج بشتي الإتجاهات . كان الليل عاتم و الظلام يخيم كل المكان, و فجاة رأيت



    علي الشاطئ شابا يجلس و ينظر لهذا الجمال , لاحظت انه يراني من علي البعد و



    انا خائفة من الأمواج التي تأخذني في كل الأتجاهات.نزل الى الماء باتجاهى



    ليلحقني خاض فىمياه عميقة ليصل إلي بعد كل عناء و تعب لأن الأمواج كانت



    عالية.



    جلس بجواري في داخل القارب فقلت له ما الذي يجلسك في هذا المكان في هذا



    الليل العاتم؟ فقال لي :- نفس الشئ الذي أبحر بك و جاء بك في هذه اللحظة أنه



    سبب واحد عندي و عندك. نظرنا الي السماء فرأينا نجمة تظهر و تختفي , عندما



    تظهر تملأ كل الدنيا بضوئها ثم تختفي.



    تأخذنا الامواج العالية لقد إرتجفنا خوفاً من هذة الأمواج و فجاة تظهر لنا مدينة



    مليئة بالأضواء و بالأنوار واتجه قاربنا الي ذاك المكان الرائع الجميل. سألني و



    قال لي ما هذا المكان ؟ فقلت له بإبتسامة و فرحة من داخلي :- لقد نجونا و



    وصلنا الي مدينة الحب و السلام, ونزل هو وأخذ بيدي و ذهبنا الي داخل المدينة .



    عند دخولنا إستقبلنا رجل يلبس ملابس الهنود , يضع عمة وردية طويله ملونة



    بكل الألوان المختلفة إستقبلنا و إبتسم ألينا , طلب مني أن اعطية العقد الذي كنت



    أرتدية , كان العقد مصنوع من الودع فمسك بيده عقدى و بدأ بقرأه بلغة غريبة لا



    أفهمها . طلبت من آخرين ان يترجموا ما يقول هذا الرجل, و لكن للأسف لم



    يفهمه أحد فكنت أقرأ ما في عيونه و أترجمه بإحساسي فإبتسم و أعطاني العقد



    مرة أخري. فهمت من كلامه ترحيبا بمعنى أهلاً بكم في هذه المدينة فدخلنا



    بأبتسامات و فرحه الي المدينة, كنت أسأل عن الطائر الجريح أين أجده؟



    ظللت أبحث عنه في داخل هذة المدينة, سألت الشاب الذي جاء معي ما أسمك يا



    عزيزي؟ فقال لي :- لن أقول لك أسمي فأنت حتى الان لا تعرفين أسمي. نظرت

    إليه و قلت له إن عيونك تحمل الكثير من الذكريات القديمة التي حصرت نفسك في



    داخلها فإبتسم و قال :- انك مثل هذا الرجل الذي إلتقينا به في هذة المدينة الذي



    قرأ لك العقد انك مثله تماماً . فإبتسمت و قلت له إني متخصصة في قراة العيون.



    فجاة نسمع فنانا أحبه و أحب ان أستمع إليه, إتجهنا نحو الصوت فوجدنا دائرة



    تكتظ بناس كثيرين, كان الذي يغني بالطمبور يملأ بصوته كل الفضاء و هو يغني



    حتي الطيف رحل خلاني ما طييب لي خاطر,بصوت الفنان محمد كرم الله و دقات



    الدليب تحرك المشاعر و الأحاسيس, ثم أخذتنا الأمواج في عالم السحر و الجذب



    الى سماوات علا. عشنا جميعاً في لحظات اشبه بالحلم .



    *******

    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-18-2012, 02:03 AM

عمرو كمال ابراهيم
<aعمرو كمال ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-09-2007
مجموع المشاركات: 1226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    استاذة احلام
    تحية وتقدير

    شدنى عنوان البوست جدا وللاسف ما وجدت من سيرة البروف شيئا

    هناك رابط للنشرة المحلية بتورنتو ولكن ليس بها ملحق او ما يشير عن تخصيص ملحق عن الراحل



    اتمنى ان تفردى رابط خاص عن المقال او الملحق تحديدا لصعوبة البحث فى النشرة خاصة انها مصممة بطريقة يصعب قراوبحث ما بها



    اشكرك اولا وختاما ولك التقدير كاملا
                  

10-18-2012, 05:55 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عمرو كمال ابراهيم)

    العزيز عمرو كمال ابراهيم
    شكرا لك على هذه الاطلالة الجميلة واتمنى ان يدوم الود

    أخبار المدينه العدد 213 الأثنين
    عدد خاص عن ذكرى البروف على المك.
    {حكايتى مع البروف}

    الجرسه!!!

    بقلم/ سعيد شاهين

    عقب إنقلاب 19 يوليو الذى غير مجرى الحياة السياسيه والإقتصاديه والفكريه فى السودان ، بل وأثر كثيرا جدا فى تغيير الوضع الإقتصادى والسياسى لدول المنطقتين العربية والأفريقية ، وهذا مالم يتطرق له أصحاب الشأن حتى الآن!؟ عقب فشل الإنقلاب ببضعة أيام ، قررنا أنا وصديقى الأخ د/ صلاح إبراهيم حسن خليل أن نغادر إلى يوغسلافيا وكانت الوحيده حتى تلك الحظة التى لم تمنع التاشيره للسفر اليها من ضمن منظومة المعسكر الشرقى آنذاك . ولحسن الحظ كانت آخر تأشيرتين نلناهما أنا وصلاح .

    غادرنا ، وأنا هناك سمعت باعتقال والدى ضمن الاعتقالات العشوائيه والكيديه التى كانت سائده فى اجواء السودان ، وقررت الرجوع للسودان . وفعلا وصلت الى اليونان (أثينا) حيث كانت تذكرتى خرطوم اثينا خرطوم ومن اثينا بالقطار الدولى الى زغرب وبالعكس ، فى اثينا اتجهت الى مكتب وكيل الخطوط السودانية وصدمت بضعف احتمال سفرى فى السفرية القادمه بعد يومين حيث كانت تذكرتى مخفضه ، وهناك التقيت بالشاب الوسيم والذى عرفنى بنفسه على المك وكان من المغادرين على السفرية القادمه ، طلبت منه أن نذهب الى تناول مرطبات ،



    وعلمت منه أنه وقتها لا معرفة له بأثينا ، فذهبت به الى مقهى بالطابق العلوى بميدان (أمونيا إسكوير) لتناول كوب قهوة مثلجه ، استطاب مذاقها واعلمته اننى ومنذ يومين أحضر الى هنا ، ومن الونسه علمت انه اتى لمؤتمر الكتاب وألأدباء والشعراء العالمى وكان منعقدا فى يوغسلافيا على ما اذكر ممثلا للسودان ، وطمننى بإمكانية سفرى لعلاقته باحد العاملين بمكتب الوكيل . وفعلا هذا ماتم . وهنا تبدأ حكايتى مع جرسة على المك.



    صورة طائره داكوتا فى الارشيف



    كانت الطائرة من طراز داكوتا ، وكان يفصلنا فى الجلوس على الطائره الممر ، حيث والطائرة تحلق فى البحر الأبيض المتوسط أتت المضيفه تشرح للركاب وهى تسير فى الممر طرق الخروج عند حدوث طارىء! وعندما صارت بينى وبين على المك وقد كنت لاحظت عرقه الغزير رغم برودة جو الطائره فعرفت انه ممن يخافون من ركوب الطائره! لما صارت المضيفه بينى وبينه وهى تحمل طوق النجاة ، أوقفتها وسألتها ، كيف يعمل هذا البرشود ، هنا انتفض على صائحا (مالك ياسعيد) فى داعى للسؤال دا!؟ وكانت الطامة الكبرى عندما اجابت المضيفه ونحن نحلق فى منتصف البحر الابيض ، ايوه ليه حق يسأل ، لأنو أمبارح فى طياره وقعت هنا فى البحر !!! مما جعلنى اندم على سؤالى نتيجة الحالة التى اجتاحت البروف. وعدم لباقة المضيفه .

    وعندما وصلنا مطار الخرطوم بالسلامه تنفس على الصعداء من اعماقه وقال لى دخلتنى مدرسه يا سعيد لكن والله انت قلبك قوى يا اخى ، وعند خروجنا من المطار كان فى استقباله احد معارفه ، فأصر على ان يوصولونى منزلى ، وعند وصولنا كان لحظتها الجزار يذبح الخروف ، فقال لى بختك استقبال بخروفه ، حقيقة لم اكن اعرف موضوع الخروف وهم اصلا لم يكونوا يعلموا بوصولى، وعلمت انها كانت سماية ابن اختى التى طلبت منها قبل سفرى ان كان ولدا ان تسميه خالد وقد كان. وعدنى على ومن معه ان يأتيا للعشاء ولكنهما لم ياتيا واستمرت صداقتنا حيث كنت ازوره فى مكتبه بدار النشر بجامعة الخرطوم وقبلها كان بمؤسسة الدوله للسينما ، ألا رحمك الله بروف على فقد كنت امة بذاتها ودائما ما اتذكرك خاصة عند ركوب الطائره ومشاهدة واحد متجرس من الركاب!!

    لقاء مع على المك
                  

10-18-2012, 05:59 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    {على المك في ذكرى وفاته العشرين}

    من المسالمة إلى نيو مكسيكو

    بقلم : بدر الدين حسن علي



    صورة بدرالدين



    حسنا جدا ، لا بد أن أبدأ بهذ الرجل الهميم سعيد عبد الله شاهين صاحب ومؤسس" أخبار المدينة " الّذي آل على نفسه إحياء ذكرى بعض عمالقتنا أمثال عبد العزيز العميري وسامي سالم وها هو اليوم يلج عالم القامة الكبير علي المك بكل ما فيه من روعة وجمال أخاذ ، وأرجو أن يستمر في هذا التوثيق المهم لنجوم في حياتنا.

    سيكون مدخلي " التوأمين الراثعين " علي محمد علي المك وكمال عوض الجزولي ، الأول قضى نحبه في بلاد غير بلاده " نيو مكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992 وكان أحد أساتذتي الأفاضل ولعب دورا مهما ومفصليا في تهيئتي وتنميتي كاتبا وناقدا وسينمائيا ، والثاني ما يزال بيننا – أطال الله عمره – وتربطني به علاقة عائلية قوية جدا منذ والده الراحل المقيم عوض الجزولي ووالدته وشقيقاته أميرة زوجة شاعر الشعب المناضل المقاتل الجسور محجوب شريف ، ومنى زوجة صديقي العزيز الصيدلي مصطفى مدثركاتب القصة الرائع شقيق أستاذي الشاعر الكبير صديق مدثر ، ومها ، وشقيقه الصحفي اللامع حسن وإخوانه الآخرين مجدي وعبد المنعم وبقية العنقود .

    تعود علاقتي بكمال الجزولي إلى ستينات القرن الماضي كمال ابن ام درمان وظل ملازما وطني السودان لا يخرج منه إلا لمهمة ، وكنت تقريبا أسكن في منزلهم منذ تزوج فائزة حسين وشقيق أكبر لكريمته المهندسة أروة وابنه الرائع الطبيب أبي – بضم الألف -.

    ولكن في الحديث عن المحامي النابه والشاعر والناقد كمال الجزولي لا بد من ذكر الصديق الآخر الفنان المسرحي شوقي عز الدين أيضا ابن أم درمان و المغترب حاليا في سلطنة عمان وابن الأستاذ العلامة الراحل المقيم بروفيسور عز الدين الأمين ، إذ كنا ثلاثتنا أصدقاء حميمين لا نتفارق وإنما فرقت بيننا الأيام وكان يجمعنا المسرح والشعر سواء المسرح الجامعي أو المسرح القومي ، وذكرياتي مع كمال وشوقي مليئة بالحكاوي والقصص المدهشة قد أعود لها يوما .

    قد يتساءل البعض لماذا أتحدث عن كمال الجزولي في مناسبة تتعلق بعلي المك ، الحقيقة أنا إطلعت على معظم أشعار كمال الجزولي ودواوينه الشعرية مثل " القصيدة الجبلية" و " أم درمان تأتي في قطار الثامنة " وأذكر قصيدته التي أهداها للمك بعنوان " حادث " ولحسن حظي معي الديوان الذي نشرت فيه القصيدة "عزيف الريح خلف بوابة صدئة " :

    في أخريات الليل

    تحت سور الجامع الكبير

    يزحف مجزوم واهن

    إلى صدر

    مجزومة

    واهنة

    ويتعانقان

    هكذا

    بكفين

    كخفي جمل

    وأذرع ثلاثة .. كما الحطب

    في أخريات الليل

    تحت سور

    الجامع

    الكبير

    غير أن العابر الأخير

    الثمل المرهق الذي أفرغ

    ما في جوفه

    ومضى

    ما استطاع أن يرى

    من شدة النعاس

    ما استطاع أن يرى

    كيف أطفأ

    جذوة

    عاشقين

    حاولا

    بقدر

    القدرة الوصال

    هذه القصيدة مليئة بالرؤى الشعرية الواضحة ، مليئة بالموسيقى وجزالة الشعر السهل الممتنع ، تماما مثل أعمال علي المك القصصية والروائية ودراساته النقدية الدقيقة ، وهل ينسى أحد مجموعته القصصية مثل " البرجوازية و"في الغربة " و" القمر جالس في فناء داره " .

    علي المك المولود في أم درمان ودرس في عدد من مدارسها وجامعة الخرطوم وجامعات أخري توفى في مدينة " نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992 ، وتوثقت صلتي به أكثر عندما تم تعيينه مديرا لمؤسسة الدولة للسينما في أوائل السبعينات من القرن الماضي وكان وقتها يجتهد لإرسالي لأمريكا لدراسة فن السينما ، وتصادف أن زوجتي السينمائية الراحلة المقيمة حورية حسن حاكم قد شاركت معه في مهرجان موسكو السينمائي عام 1971 وكانت لها إنطباعات رائعة عنه ، وقد قالت لي علي المك هذا سينمائي من الدرجة الأولي ، وقد تأكد لي هذا عندما كنا نقضي أوقاتا طيبة مع كمال الجزولي في دار المخرج والفنان التشكيلي الجميل حسين شريف مخرج فيلم " إنتزاع الكهرمان "

    *******
                  

10-18-2012, 06:05 AM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عمرو كمال ابراهيم)

    Quote: توارد خواطر أترى أننا كائنان جمعنا ظرف واحد …
    تشابهنا فى كثير من مشاوير حياتنا مظهر سعادة وواقع
    شقاء …. بسمة على الشفاه وطعنات تنزف فى دواخلنا
    تنشر الفرح ونفترش الحزن ….



    *** أظن أن طائرك الجريح هاهو الآن قابع بين هذا الجاكيت الأسودالذى أرتدي وبينى ، إن لم يكن يقاسمني
    القلب والرئتين ، خفقة بقرب الوداعية وأخرى هنا، وشهقة من هناك لزفرة هنا ،
    مكونا جاذبية الطبيعة ، موجب هناك وسالب هنا لبندول ساعة حياتي التي مطرقتها هناكـ وسندانهاهنا .


    *** شـكري لطائرك الجريح أحلام وشـكرا لك على هذا الجنون .

    وأستأذن لأستنشق المارلبورو الأحمر لأوازن النيكوتين الذي انخفض لحدوده الدنيا .
                  

10-18-2012, 08:00 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: الطيب عثمان يوسف)

    الأخ العزيز الطيب عثمان يوسف
    تحية تقدير وإعزاز

    هى محطات نقف عندها بين الحين والحين .. نستنشق عبير جمالها ونزفر آهات أحزانها
    هو إحساس أن الطير فى (قوقاى) قماريه وتغريد بلابله يرسم فينا الفرح
    هو إحساس الحزن فى (نعيب) (نعيق) البوم ونذير شوم عند عبورغراب منذ عهد جاهلية أجدادنا أبناء يعرب


    أشكر لك مداخلتك الرائعة ذات الشفافية المميزة
    أسعدنى مرورك ولك دعواتى بدوام الصحة والعافية
    هكذا هى أقدار الله ونحمد الله على نعمه التى لا تحصى ولا تعد
    مع الأيام تبرأ الجراح ويتفتح الأمل بأن للمستقبل شعاع ولو من بعيد لكنه سيضىء يوما ما
    حلقنا مع الطائر بجراحه وسنحلق معه بجناحين غدا نحو أفق بعيد سامى المكانة
    سمعت المرحوم مصطفى سيد احمد يغنى لا تنكأ الجرح القديم .... وكل منا يبكى على ليلاه
    أتمنى أن أرى مشاركاتك دائما وتقبل تحياتى


    أنا يا طير ..أنا يا طير ..بشوفك
    فرحااااااان ..فرحان وبتغني
    حبيبك معاك ..وحبيبي غاب عني
    أنا يا طير موله ..محزوناً لأني
    وحيد حبيبي غايب
    و آه يا طير ..وتاري علي مصايب
    ومن أدهى الغرايب لي أقرب حبايب
    صدو و بعدو مني
    أنا يا طير حبيبي للآلام تركني
    بتدلل علي وبالهجران هلكني
    زعلاااان..مني صدى..حبيب روحي
    وبي رأيو استبدى
    اتناسى المودة واعتاد التجني
    يا ريت .. يا ريت
    لو كنت زيك لو يجدي التمني
    حبيبي
    يكون معايا
    وفي الأشجار نقيل و بالأغصان نميل
    وفي خفة جناحك وحرية صراحك
    و في الأفنان نغني
                  

10-18-2012, 09:29 AM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    Quote: إحساس أن الطير فى (قوقاى) قماريه وتغريد بلابله يرسم فينا الفرح



    *** لى صديق من الله عليه بالامسكـ بنواصي الكلم مثلما من عليكـ
    قدمت له الدعوى برشف فجان قهوة صباحه بين بستان الجنون هذا ، ودعوته
    دون أن نستأذنكـ
    دعوته متحديا ومستفزا دواخله
    دعوته لأكسـر القاعدة التي تقول أن الأقطاب التي تتشابه تتنافر.
    دعوته لأثبت أن الأقطاب التي تتشابه تتجاذب وتتكامل أحيانا .
    فمهاوي الجنون تتلاشى عندها قيم الاستئذان .

    *** فرفض الباشمنهدس دعوتي المنطقية مفضلا عنوة الدخول كعادته ،
    تاركي اصطلي بنيران الانتظار،
    فهلا عجلت صديقي ؟
                  

10-18-2012, 10:09 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: الطيب عثمان يوسف)

    الأخ العزيز الطيب عثمان يوسف
    تحية تقدير وإعزاز


    كان الوقت أصيلاً .. كان المكان تدب فيه حركة أهل القرية وهم يستعدون للتوجه لدارهم بعد أن أنهوا مهامهم قبل حلول المساء ... منهم من يحمل علفاً و آخر يحمل فاكهة وآخر على ظهر دابته وكثير يسيرون راجلين ...
    بدأت شمس الأصيل تستعد للرحيل وأخذت تلملم أشعتها وهى تقترب من الضفة الأخرى للنيل لتختفى خلف خط الأفق حيث تلتقى زرقة السماء بسطح الماء .. حينها رأيتك .. تلاقت نظراتنا ونحن ننظر لهذا الجمال الطبيعى الأخاذ ... دون أن يتحدث أحدنا للآخر جلسنا على هذه الرمال البيضاء قرب النهر ... بدأ القمر فى إرسال أشعة هادئة تلامس الروح ... إنعكس ضوء القمر على النخل المثمر فكان كزينة ليلة عرس .. عزف النهر سيمفونية طرب عبر موجة تتكسر بهدوء كلما إتجهت نحونا تحمل إلينا ذرات مياه النهر كأنها تحاول أن تبقينا فى كامل وعينا .. تلاحقنا كل ما حاولنا أن نبتعد عنها ..تخاطبنا سوياً بلغة صامتة فهمتها الطبيعة وشاركتنا حوارنا .. حفرنا بأصابع قدمينا حفراً صغيرة إستراحت فيها أقدامنا وسرت من خلالهما مشاعر دغدغت إحساسنا .. فجأة أحسست أن حذائى قد غاص فى مكان ما وكذلك كان حالك .. كل الطيور التى عادت إلى أوكارها فوق الغصون لزمت الصمت ترقبنا .. إكتمل البدر واستدار ومعه إستدرنا ... حينها إرتفع الموج قليلاً .. وقفت .. مددت إلى يدك .. لم أشعر إلا أنى أقف بجانبك .. نظرنا إلى ذلك المكان وكأننا نودعه إحساس عميق .. بدأت الطيور فى إصدار بعض الأصوات الخافتة .. خيم الليل على المكان .. عم الصمت ..
    بدأنا نجرجر خطانا .. إبتعدنا رويداً رويداً .. تفارقنا على أمل اللقاء
                  

10-18-2012, 10:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    .

    يوم في مدينة يغتسل الناس فيها من أحزانهم .



    الفاضلة البهية : أحلام إسماعيل حسن
    تحية طيبة ، وكثير ود لهذا العصف الذهني .

    كنتُ أرى نفسي مُمدداً في أرجوحة الكآبة ، حتى جاءني طائر الضُحى ، وغرّد في أذني :إن القاص والباحث والضابط العظيم " بالمعاش " الأستاذ " الطيب عثمان يوسف " في الهاتف . حادثني طويلاً ، وقال لي : أنظر الملف بعد أن تكون قد أعددت فنجان القهوة وأقرأ من دنيا غير الدُنيا التي عرفت .
    وقرأت
    وانزاح حجر الهمّ . بدأت أتنفس أكسيد الحنين والشجن وقليل من الحزن القديم ، الذي يعبر سماوات الفرح ، يلسعُ اللسان . خمر مختبئة في بطون التاريخ المُعتق .
    قرأت
    وعرفت أن لحظة من هدوء النفس أعظم في السعي الدءوب لحياة تُسرِع بك ولا تنتظر أن تتأملها . يقولون اترك لنفسكَ ساعة على اقل تقدير للهدوء التام ، وترى الدنيا في تطوافٍ حولك وأنت مُشرق الجبين . ستجد أن الدُنيا ليست بهذا السواد الكالح الذي خيّم على حياتنا في الوطن وفي المآتم التي تُرصِّع أيامنا برحيل المبدعين من سماوات الفرح إلى أحزان الغياب .
    قرأت
    واستعدتُ أيامي الجميلة في بطون التاريخ . كنتُ مثل طائركِ النبيل ، يرفرِف بأجنحة الحضور . يغتسل في ماء النهر ،إلى أن هجم قطيع الذئاب ..
    قرأت
    وبُشرى لكل من يقرأ
    هنا استراحة مع قلم مُدجج بالعواطف النبيلة ، والأحلام الزاهية التي طابق فيها الاسم المُسمَى . هنا استراحة :
    كل طائر مُرتَحِل عبر البَحَر قاصد الأهل ،حمَّلتهُ أشواقي الدفيقة ،
    ليك يا حبيب للوطن لترابهُ لشطآنهُ ، للدار الوريقة ،
    و إنتَ نبعِ حَناني ، إنتَ كَياني ، وأخْيِلتِي الطَليقة ،


    .......

    معزتي لهذا النثير الوجداني الخلاق .

    عبد الله الشقليني
                  

10-18-2012, 11:51 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ العزيز عبد الله الشقليني

    عندما دلفت إلى ذلك المكان تفاجأت بثوب حرير بنفسجى ... إقتربت منه ... عندما بسطته بهرنى ما بداخله ... الماظ .. ياقوت .. قمر تحفه نجوماً ..... ضوء يشع يبهر العيون .. سحرتنى هذه اللوحة ... أحترت فى وصفها ... كيف أترجم الإحساس لكلمات .. سبحت هنالك بين الحقيقة والخيال ... بين زرقة السماء والماء ... تلاشت كل مواقيت المكان والزمان ... إرتفع الموج وتدلت الأنجم ليلتقيا حيث أقف ... أفرحنى اللقاء وخشيت الفراق ... لم أتبين حقيقة ما يدور حولى ....
    أغمضت عينى ثم صمت
                  

10-18-2012, 12:24 PM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    Quote: كان الوقت أصيلاً .. كان المكان تدب فيه حركة أهل القرية وهم يستعدون للتوجه لدارهم
    بعد أن أنهوا مهامهم قبل حلول المساء



    *** بدوري أرتحل الى داري الآن وأعود صباح الأحد(إن كان فى العمر بقية) رثيما تحل عني سـكرتي
    لنرتشـف من رحيق هذا البستان سـحرا وجنونا .

    *** لك مقدر الشكر أحلام .
                  

10-18-2012, 12:35 PM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: الطيب عثمان يوسف)

    Quote: وقال لي : أنظر الملف بعد أن تكون قد أعددت فنجان القهوة وأقرأ من دنيا غير الدُنيا التي عرفت .
    وقرأت
    وانزاح حجر الهمّ . بدأت أتنفس أكسيد الحنين والشجن وقليل من الحزن القديم ، الذي يعبر سماوات الفرح ، يلسعُ اللسان . خمر مختبئة في بطون التاريخ المُعتق .
    قرأت
    وعرفت أن لحظة من هدوء النفس أعظم في السعي الدءوب لحياة تُسرِع بك ولا تنتظر أن تتأملها . يقولون اترك لنفسكَ ساعة على اقل تقدير للهدوء التام ، وترى الدنيا في تطوافٍ حولك وأنت مُشرق الجبين




    *** ها هو قد ورد ،
    هاهو قد جاء صديقي .

    وبدأت ملحمة التكامل
    وفواصل التجاذب ،
    تكامل الأضاد وتجاذبها .
    فاليعنا الله على سـعة التذذ بالابداع .

    .

    (عدل بواسطة الطيب عثمان يوسف on 10-18-2012, 12:37 PM)

                  

10-18-2012, 05:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: الطيب عثمان يوسف)



    ما أعذب الحفر في رؤى المستقبل، كتبتُ أنا منذ زمان ما يناسب أن نهدي الملف أقراصاً مُدمجةً بالقصّ :

    قهوة المساء مع عرَّافة.


    هو في العشرينات ، جلس أمامها وقال :
    - اقرئي لي من صفحات عِشقي ، وارشديني ما المصير .
    دفع هو ( بالبياض ) ، وجلس قُبالتها . أمسكت بصغار قواقع ( المريق ) بين أصابعها ، واختلطت الأقدار وقذفت بهن على الطاولة .
    قال لنفسه :
    - إنه يوم نتخفى فيه من واقعنا ، ونلتحف أحلامنا ، نستنطق أبواب المستقبل ، لعل فيها خيرٌ لاحق يأتي بأية ذريعة .
    غمامٌ أبيض كثيف أغشى عيناه . مدينة السلام رآها هابطة من السماء . لكل بوابة نسيج يتفرَّد ، ومن كل حجر كريم قلادة ، وضفائر مجدولة . نَمْت عليها زخارف من يَشْب ، ياقوتٌ أزرق وأصفر ، عقيق أبيض وأخضر وأحمر ، زُمرُّد ذُبابي وسِلِقيٌ .
    تفرست العرَّافة بعيني صقرٍ وقالت له :
    - أنت صغير يا بُنيَّ في مُقتبل العُمر ، من القى بِك في لُجَّة العِشق ؟
    قال :
    - لا أعرف .
    بدأت العرّافة تنظر ، وتلونت قُرنيتاها بالضوء والألوان وقالت :
    - غريب أنت ، أي عشق وقعت في لجته !
    رد كمن لا يدرك ما يقول :
    - لِمَ ؟
    حركت العرافة بابهامها احدي القواقع وهي تقول :
    - هي في الأربعين وأنت في الثانية والعشرين ! . طفلتها الوحيدة وعمرها عامين . ترملت قبل عامين ، وهي ميسورة من ميراث شيخ هرِم ، تزوجها وهي في عمر أحفاده .
    هز رأسه مردداً :
    - نعم .. نعم .
    استطردت العرّافة :

    - كيف ساقك قلبك إلى تلك المهالك ؟ . هي تكبرك بما يكفي ، وأنت في مقتبل العمر وتتوسط عمرك الجامعي ، وأمامك سنوات لتبدأ حياتك العملية . تنظر أسرتك اليك ، كأنك جِزع خشبي تبقّى من أشلاء سفينة يُمسك بها الناجون من الغرق .
    رد بكلمات الواثق :

    - أحببتها ، ففيها من ملامح والدتي التي فقدتها منذ صباي . فهي طاغية الأنوثة ، تزوجت هي بمعادلة الفقر والحاجة بلا محبة ، من رجل يكبُر والدها . أجلسوها لمعادلة يقولون أنها عقلانية ، تُكسِب الدنيا ، وتَخسر نفسها برهة من الزمان. ومن بعد عمر قصير تبقى للشيخ الهرِم ، تبدأ حياتها من جديد . لكن عمر الشيخ الهَرِم امتد عشرين عاماً أكثر مما نظره أهلها ، ولم تنجب من الشيخ الا قبل موته بسويعات . ترك ميراثاً لها مسكناً فارهاً ، ودخلاً من استثمار سكني يديره قانوني مقتدر . التحقت بالدراسة مُجدداً ، وكنت
    أعينها . ونبعت المحبة من بعد معرفة نبيلة .
    نظرته العرّافة بتعجب وقالت :
    - كيف كنت تعينها ! . أجلست لمعادلة عقلانية أنت أيضاً ؟ .ألم تسمع بمن قال ، اغضبوا ولا تخطئوا ، ولا تعطوا ابليس مكاناً .
    تغيرت ملامحه ، وارتبك وهو يقول :
    - ماذا تقولين يا امرأة !
    صمتت العرّافة قليلاً ، ثم نظرت قواقعها الصغيرة ، وهي تقول :
    - كأنك تسرق من السيدة شيئاً ، أو تعرف أنت لون تنورتها . كأنك تلمست قماشه الناعم ، إنك تمسك بخيوط الخطيئة . اقتربتما من بعضكما ، وربما هي تشكو حرماناً عاطفياً ، أما أنت كأنك تلثم عنابها بعينيك ، وذهنك يقدح ...
    قاطعها بانفعال :
    - استحلفك سيدتي لا تظلمينني ، لم نرتكب الفاحشة أبداً . أحببتها بكل وُجداني وأرغب زواجها وفق الشرائع .
    قالت العرّافة :
    - رأيت المال يا ولدي ، وأحببته . رغبت أنت امرأة دفئاً لمستقبلك . أمام رَبك أنت لص تهوى مال غيرك ، تستحلله لنفسك ، و لا يعفيك أن تبوح بأنك تُحِب وتعشق .
    اشتد عليه الحصار ، فقال لها :
    - إنها تحبني ، وسأكون رفيق دربها حبيباً وزوجاً يحميها ..
    قاطعته العرّافة :
    - تجاوز أنت ماضيك وحاضرك ، وانظر مستقبلك من بعد سنوات ، عند الصفاء تطمح مستقبلاً وأحلاماً أكبر . هي في طور من يبحث الظِل و السكينة ، تتعلم بعض الذي تغسل به الماضي ، فقد عاشت شيخوخة حقيقية عند كل فجر يطِل ، وإلى سكون الليل التالي ، عشرين عاماً . لبِست وقار الكبار قبل موعده ، و يغسل الدمع عينيها في ظلمة كل ليل . تفكرت هي أن تشق عصا الطاعة ، وترمي بالبيعة الإجتماعية ، وتعيش لجسدها تفي بحاجاته . تلفحت بشال التُقي يدعوها للصبر ، فجلست في زورق من التمائم والتعاويز . زارت كل أقطاب الدجل المقنّن. دخلت عوالم الخرافة ، ولم تسقط أسيرة الجسد ورغائبه . أنستها التعاويز حاجاته و الدنيا ومذاقها الحلو . وجئت أنت في موعدك ...
    علت وجهه الحيرة وهو يقاطعها :
    - من أين لكِ كل هذا ؟ . لا أصدق أن قبضة من القواقع الصغيرة ، تطلعك على كل الدنيا . أنتِ ساحرة ، ومن ورائك عظيمٌ من الجان ، يعينك على ما تفعلين . أراكِ تؤثرين النُصح ، وأنا قصدتُكِ لمعرفة مستقبلي ! .
    هزت العرافة رأسها كمن تؤمِّن على حديثه ، أمسكت بقبضتها على القواقع الصغيرة ، وقذفت بالأقدار مرة أخرى . أخرج هو منديلاً يمسح حبات العَرق من على وجهه .
    فقالت له :
    - نعم نبدأ من ماضيك يا ولدي ... وكيف بدأت ؟ . قدمت أنت أول مرة ، إذ دَعتك تستذكر معها ، فقفز دلفين المحبة من البحيرة الساكنة ، يشوِّش عليك الدرس . تبدأ الشرح ، وأنت تبسِّط لُغته ، يفاجئك عسل العينين ، بلوري الملامح . تبدأ تجميع أطرافك ، وأنت تتلعثم ثم تعيد أنت الدرس من جديد .
    قلت أنتَ للسيدة :

    - أنت امراة مسكونة بالجمال كأنك في العشرين ! ، النور يلتف من حولكِ .
    ضحكت السيدة ثم قالت لك :
    - زماننا ولى ، وما بقي إلا العمل الطيب .
    فقلت أنتَ لها :
    - أنتِ في مقتبل العمر ، شباباً تنوّرين الدنيا .
    فتبسمت السيدة من اطرائك وقالت :
    - أشعر كأن قلبي يرقص ، إنها متعة غريبة ! ، فما تعودت أذناي الكلام الجميل . وأنا من بعد أكبُرك كثيراً ، أنتم الشباب تتقنون الكلام المُحلىّ . ستجد من تُعجبك ، ابنة ثمانية عشر و تبنيان عُشاً سوياً .
    قلت أنتَ لها :
    - من يُحب ، تأسره العيون ، ولا يملك نفسه عندما ينظر ، مثلي تماماً . يقولون المُحب لا يعرف لون عيني من يُحب ، ولا أعرف أي عسل هو لون العينين . لون العسل يتبع لون مراعي النَّحل ، وأنا لا أعرف من أي عسل هو ، ومن أي المناحل موطنه .

    قالت لك السيدة متعجبة :
    - ماذا تقول ! .. أنت شاعري ، وكلامك حلو . ستسعد هي من تكون من نصيبك . أرني من تُحب لأخطبها لك .
    قلت أنتَ لها :
    - أنتِ من أحب .
    صمتت السيدة بلا حراك ، وأكملت أنتَ حديثك :
    - إنكِ جميلة كزهرة ناضرة ، تعتَّقت وهي تصارع الدنيا لتصل ضوء الشمس ، ذكية و نابهة أنتِ في علوم الدنيا ، من يعرفك لن ينجو من محبتك . خَرجت عيناك تجمل الدُنيا من حولي .
    صمتت هي طويلاً ، ثم قالت لك :
    - أنا عالمٌ من الأحزان ، يمسك الماضي بكل حاضري . وأجمل ثمار الماضي إبنتي ، وأعلم محبتها لك التي تسللت الى روحي حتى أشرقتُ من الكآبة ، وتعلمت الفرح مما تحكي لها وتداعب . خرجت أحرف الأبوة من شفتيها عند وجودك معنا ، تعودنا عليك . أرى نفسي تريد أن تنسى ، وأخاف أن اعذبك معي .
    فقلت أنت لها :
    - أحببت الصغيرة بين يدي ، وأحببتك أنتِ من بعد ، وقلت مراراً إنني صادق معك .
    قالت السيدة لك :
    - أنت تُكذب عليَّ ، ألم تعجبك زميلة أو رفيقة درب ؟ .
    رددت أنت عليها :
    - أنتِ أول طَعم أتذوقه من العِشق ، دخلتِ أنتِ قلبي فتوهجت نفسي و تجملت دنيتي ...
    انتفض وهو يقاطع سرد العرَّافة منفعلاً :
    - يكفي سيدتي ... هذا يكفي ، أريد صفحة مستقبلي ! .
    أمسكت العرّافة بصغار قواقع ( المريق ) بين أصابعها مرة أخرى ، واختلطت الأقدار وقذفت بهن على الطاولة ، ثم تفرست بعينيها وقالت له :
    - غُبار كثيف يلوَّن مستقبلك يا ولدي . أرى ألواناً متقلبة في عينيك ، وطبعك يتأرجح في دُنيا مضطربة . في خطوِكَ أعشاشاً تُهدَم ، وعصافير الدنيا جَزِعة تفِّر . أنت متقلب الطباع ، أراك تطوِي قلبك في بئرٍ عميقة . تتكلس تقاطيع وجهك وأنت في رونق العُمر ، من يقع في شراك محبتك يتألم كثيراً . تفجعه أنتَ عند كل منعطف ، من حولك نار موقدة . مال وفير أنت لن تنعم به ، و لن ينجيك إلا حاضرك . الحُب يا ولدي يهبط من العلا ، فلا تعبث به .
    عبدالله الشقليني
    19/12/2004

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-18-2012, 05:28 PM)

                  

10-19-2012, 03:38 AM

عمرو كمال ابراهيم
<aعمرو كمال ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-09-2007
مجموع المشاركات: 1226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عبدالله الشقليني)

    استاذة احلام

    شكرى وتقديرى لتجاوبك ونسخ المقالتين

    حاولت انزال صورة للبروف ولكن فشلت، ربما لبعدى عن البورد سنوات وانقطاع عن التواصل التقنى خلاله


    وفيما ورد بالمقالتين هناك كثير من النقاط والخواطر حول ما جاء بهما

    الى حين اخر سوف اعود لاستكمال الحديث ان شاء الله

    تحياتى
                  

10-19-2012, 05:57 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عمرو كمال ابراهيم)

    الطيب عثمان يوسف

    عندما تسيل الذكريات مدادا تجعل من الواقع والخيال قصة
    ربما يختلط الكثير من الواقع بالخيال فنرى فيه بعض من أيام خلت
    سنظل نترنح بين هذا وذاك نعيش الواقع ونحلق مع الخيال
                  

10-19-2012, 08:29 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    الشكر والتقدير اليك عبدالله الشقليني
    كنسيمات طروبة ترقص مع وتر الفرح عندما نلتقي تصمت لغة الكلام واحتار في وصف


    يــــــا عـــرافـــه لــــــو بـتــعــرفــى
    لــــــو بـتـشـوـفــى لــــــو بـتـكـشـفــى
    عــلــم الـغــيــب وحــاتـــك هــاكـــى
    !!..هـــــــــــاك..كـــــــــــفـــــــــــى
    سـنـيــن فــــى الـدنـيــا دى..ضــايـــع
    كـمـان..ضــايــع شـــايـــل الـــويــــل
    وســهـــر الـلــيــل وكـــــل الــمــيــل
    !!..عـــلـــى ..كــتــفـــى
    حـــمــــول بــــتـــــرجـــف الـرجـــاف
    اتــوقــيــت لا كــلــيــت لا مــلــيـــت
    ما هميت !!..شلـت الشيلـه واضعفـى
    يـــــــــــا عـــــرافــــــه شــــــــــــن
    بتقولـى فـى حظـى !..التعيس..مكفـى
    شـمـوعــى تــضــوى درب الــنـــاس
    وأنــــا.. !!..واحـســرتــى مـطــفــى
    أحس الغربه رغم الدار ورغم الجـار
    وحــيــد !!..فــــى غـربـتــى مـنـفــى
    مـسـافــر يـــــا مــراكـــب الــشـــوق
    وفــــى الـلـجــات أصــــارع الـلـيــل
    !!..فـــوا ..حـزنــى ..ووا..اسـفــى..
    يا عرافه من تبيت من تاتــيــت من شــبــيــت
    شفت الهول امامى جبـال وبـى خلفـى
    مــحــل قـبــلــت الــقـــى الـصــيــف
    سـمــوم شـربــت !!..خـدار..جـرفـى
    شــــن بـتـقـولـى !!؟..يــــا عــرافـــه
    كـــان وصـفــك !!..مـتــل وصــفــى

    (عدل بواسطة أحلام إسماعيل حسن on 12-16-2012, 02:23 PM)

                  

10-19-2012, 08:34 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    والتقيته مرة أخرى في مفترق الطرق



    كنت في منتهى الحزن. حزن ليس له من سبب محدد في نفسي .. إحساس عميق بالحزن. الحزن أحيانا كالفرح يداهمنا بلا أسباب واضحة. تركت العنان لدموعي فصرت ازرف دموعا غزيرة حتى ضاق صدري وشعرت بالاختناق. قررت أن أخرج إلى الشارع، أن أذهب إلى الكافتيريا التي لا تبعد كثيرا عن منزلي. جلست على طاولة شبه منعزلة عن بقية رواد المقهى. وطلبت قهوة سوداء. جاءني الغارسون بالقهوة ووضعها أمامي. قلت له شكرا دون أن أرفع بصري إليه وأنا أدير وجهي عنه حتى لا يرى دموعي.

    كانت دموعي لا تزال تغالبني. أخذت رشفة صغيرة من قهوتي فذكرني طعمها أنني نسيت أن أضع عليها قطعة السكّر. ومن بين زخات دموعي بدا لي فنجان القهوة وإلى جواره قطعة السكر في صورة ضبابية وكأنني أنظر من نافذة قطار زجاجية وقد بللها المطر من الخارج.

    فجأة دنت منى امرأة عجوز لم أشعر بوجودها بالمقهى ولم أشعر باقترابها مني إلى أن سمعتها وهي تسألني:

    ما بك؟ .. لم تبكين؟ ..

    رفعت وجهي عن يدي ونظرت إليها. لم أجبها على أسئلتها، لكني وجدت نفسي أجهش بالبكاء بحرقه، بل انتحب.

    من غير أن تستأذنني كعادة أهل هذه البلاد وقبل أن أفكر في أن أدعوها للجلوس، جلست العجوز على المقعد القريب مني. ومع ذلك لم أشعر تجاهها بنفور ولم يراودني التفكير في أنها تتطفل على خلوتي بنفسي التي خرجت أبحث عنها في هذا المقهى.

    هذه المرأة العجوز تتصرف معي من تلقاء نفسها! فقد تناولت يدي وربتت على ظهر يدي، وهي تقول لي:

    هوني عليك يا صغيرتي... هوني عليك!

    لحظات قليلة وبدأت أتوقف عن البكاء تدريجيا مثلما يتوقف المطر بعد انهمار غزير. هل بسبب تطفل هذه المرأة العجوز على خلوتي أم أنني كنت في دواخلي أبحث عمن يشاركني هذه اللحظات، لا يهم. نظرت مرة أخرى إلى وجه المرأة العجوز، هذا الوجه الذي رسم عليه الزمن خطوطا بدت وكأنها خارطة لتاريخ طويل. وأنا في هذه الأفكار أسمع المرأة العجوز تقولي وهي لا تزال تمسك بيدي وكأنها قرأت ما يدور برأسي عن خطوط وجهها:

    انظري إلى وجهي العجوز هذا يا صغيرتي .. تمعني في هذه التجاعيد .. كل خط من هذه التجاعيد يحكي عن ذكرى عشتها .. أنا عشت حياة طويلة مليئة بالحب وبالحزن وبالفرح وباليأس والأمل .. عشت أياما مرّت طويلة كالدهور وأخرى مرت كلمح البصر.

    نظرت مرة ثالثة إلى وجه المرأة العجوز وأخذت أتأمل في خطوط وجهها. كان كل خط منها يحملني إلى خطوط طولية وأخرى عرضية ومتقاطعة ومتوازية، بعضها غائر وبعضها رقيق. ومع ذلك بدت لي خطوط وجهها متناسقة تتعرج لتصب جميعها في اتجاه واحد .. من خطوط جبينها إلى الخطوط الصغيرة المحفورة جوار عينيها إلى خطوط خدودها النحلية وتلك الخطوط الرفيعة التي اجتمعت حول فمها. وجه متغضن لكنه ينم عن بقايا حسن قديم. بدت لي خطوط وجهها مثل أودية انهار قديمة جف ماؤها بعد أن غيرت الأنهار من مجاريها. وسرح بي الخيال إلى أزمنة كانت تتدفق فيها المياه العذبة في هذه الأودية بشطآنها الخضراء وطيورها المغردة المحلقة و ... و

    تدخل العجوز على خط أفكاري وهي تسألني:

    عندما تنظرين إلى وجهي ماذا ترين؟ .. هل ترين الربيع أم الخريف أم الشتاء؟

    قلت: أرى خضره تمتد على مد البصر .. إلى ما لا نهاية...

    ثم عادت تسألني: ما قصتك أنت؟ لم تبكين بالله عليك؟

    قلت: أحس أن هناك من سرق قلبي منى هكذا بلا استئذان وبلا مقدمات فصرت أحبه ولم يكن ذلك بحسباني .. كنا قد التقينا منذ زمن بعيد .. بعيد جدا .. كنت صبية وكان شابا وسيما ذكي الفؤاد يشبه فارس أحلام كل الصبايا في عمري آنذاك .. ثم تفرقت بنا سبل الحياة. وعلى غير معاد التقيته مرة أخرى هكذا أيضا على مفترق طرق هذه الحياة. ارتجف قلبي وأحببته حبا عاصفا برغم وجدته يبادلني نفس عنفوان الحب كأننا افترقنا بالأمس! لا أدرى كيف ولا أدرى لماذا هل استيقظ ذلك الحب الطفولي أم هو حب جديد لشخص مختلف .. لذا أنا ابكي من غير سبب محدد!

    ابتسمت العجوز عن أسنان بيضاء سليمة وظلت تربت على ظهر يدي قائله:

    وهل في هذا ما يحزن ويدعو للبكاء؟ .. أظن أن ما حدث لكما شيء مفرح !

    نظرت لوجهها ثم قلت: ولكنني التقيته في مفترق الطرق وأتحدث معه كل يوم وصرت كأنني اعرفه منذ أن خلقت لم تقع عليه عيني منذ أن افترقنا، ولكني أراه بقلبي وبإحساسي أجده في كل حواسي .. إنه معي في كل لحظة من لحظات يومي!

    نظرت المرأة العجوز في وجهي مليا ثم استطردت قائله: قلت انك ترين خضرة على مد البصر؟ .. أغمضي عينيك وحدثيني إذن عن ذلك المكان الأخضر الجميل وماذا ترين فيه ..
    أغمضت عيني وقلت لها أرى زهورا وبراعم تتفتح وأرى طيورا زاهية الألوان تطير في مرح وحبور

    قالت: هل ترين الربيع؟

    قلت: نعم أرى الربيع وبراعمه الآخذة في التفتح ..

    قالت وماذا أيضا؟

    قلت وأنا مغمضة العينين: اسمع أنغاما جميله .. أرى حبيبي .. أنه يمسك بيدي .. ونطير معا في الهواء .. نطير كفراشتين خرجتا للتو من شرنقتين ربيعيتين .. نحلق بعيدا في الفضاء ..

    تركت المرأة العجوز يدي وفتحت أنا عيناي. نهضت العجوز بقامتها الطويلة النحيلة وقد تماوجت خطوط وجهها بأسارير من الفرحة، ثم ابتعدت قليلا عن طاولتي وأخذت تلف حول نفسها في رقصه رزينة على أنغام قطعة موسيقية قديمة هادئة تنطلق من مذياع المقهى .. رقصة فريدة لم أشاهدها من قبل هي خليط من الفالس والفلامنكو

    سألتني المرأة وهي تواصل الرقص: ثم ماذا؟ ماذا كنت ترين؟

    قلت: شعرت أننا حلقنا معا

    تواصل المرأة رقصتها العجيبة غير هيابة لرواد المقهى الذين يرمقونها من طرف خفي وهي تسألني: ثم ماذا؟

    قلت: ثم ذبنا ...

    قالت وهي ترقص: وماذا أيضا؟

    قلت: رحلنا في فضاء بعيد وكأنه ملك لنا.

    توقفت المرأة عن الرقص وجلست إلى جواري مرة أخرى، ثم نظرت إلي عيوني وهي تسألني بعينيها دون أن تتكلم: ثم ماذا؟

    قلت : واحترقنا

    فجأة خطر في بالي أنني نسيت أن أدعو المرأة العجوز على فنجال قهوة أو كأس مرطبات .. وفجأة أيضا ودون أن تودعني انتصبت المرأة العجوز على قامتها الفارعة النحيلة واتجهت نحو بار المقهى. رأيتها وهي تميل برأسها ناحية الغارسون الذي كان على الجانب الآخر من بار المقهى، ثم استعادت وقفتها وظلت تتحادث معه لكني لا أسمع ما يقولان. عدت بنظري إلى فنجال قهوتي، تأملته قليلا ثم رفعته إلى فمي ورشفت منه .. كانت القهوة قد بردت .. رشفت بضع رشفات أخرى ثم وضعت قيمة القهوة على الطاولة ونهضت وأنا أستدير ببصري إلى جهة صاحبتي العجوز .. لكنها كانت قد غادرت المقهى .. اختفت فجأة مثلما وجدها بالقرب مني فجأة.

    مشيت بضع خطوات ناحية الغارسون وفي رأسي أن أسأله عن تلك المرأة العجوز التي كانت تتحادث معه قبل بضع دقائق. وفي طريقي إلى الغارسون غيرت رأيي واتجهت مباشرة نحو الباب الخارجي وغادرت المقهى ... غادرت المقهى خفيفة كيوم ولدتني أمي وفي قلبي حب نوراني يعدو بي عدوا في طرقات المدينة.
                  

10-20-2012, 07:24 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    حديقة العشاق




    عثمان حسين، اسماعيل حسن..حسين بازرعه

    بقلم/ أحلام إسماعيل حسن







    ذكرياتي وأيامي الخضراء أجدها دائما هنا في حديقة العشاق. انتبه اليوم


    ليفاجئني هذا الحضور غير العادي من زوار الحديقة وقد عمرت بهم جنباتها وممراتها. ملابسهم مزدانة برسم الورود والزهور. كل زهور وورود المواسم والمدارات اجتمعت اليوم في فصل واحد. أنا كذلك أرتدي ملابس تضجّ بألوان الزهور والورود! رواد حديقة العشاق يبتسمون اليوم ابتسامات عريضة لا سابق لي بها... ابتسامات تشع نورا يخالط نور هذا اليوم الفريد. الحقيقة كل شيء اليوم متداخل، عبق الرياحين، عطور الورود، الأنغام وقصائد الشعراء وهذه النسمة الربّانية وهذا الفيض من المشاعر. ماذا أرى؟ هل أنا في حلم أم حقيقة؟... الزهور والورود المرسومة على الملابس دبّت فيها الحياة وتتمايل مع الإيقاعات وهي تمد تيجانها تعانق وتخاصر وتقبّل زهور الحديقة! الجميع يحلقون في حالة من الجذب والإلهام... وعندما يصدح نغم الأغنيات إلى السماء، يعود ويهطل علينا النغم مطرا من "النّوار" الأصفر.

    التفتُّ إلى يميني وقلت للعائد الذي يجلس جواري: أيها العائد من الأزل، من "قلب حال" الحديقة اليوم؟ فقال لي إنه عثمان حسين الذي أسَرَ الجميع بالموسيقى والكلمات والأداء المتميز... عثمان حسين يا حبيبتي نقل حديقة العشاق وأزهارها وزوّارها إلى ملكوته الروحاني ورسم منهم لوحة حيّة مازج فيها "مر الذكريات" بحلاوة المشهد وعذوبة هذا اللقاء الذي يجمعنا. فقلت له عثمان حسين أسرني قبلهم جميعا. منذ طفولتي وأنا أعشق كل أغنيات عثمان حسين... أول خفقة نبض بها قلبي في هذا الحب كانت على إيقاعات ومعاني أغنيات عثمان حسين... أسيرة أنا لكل أغنيات عثمان حسين التي كتبها له والدي اسماعيل حسن أو كتبها له غيره من الشعراء.






    علاقة اسماعيل حسن وعثمان حسين علاقة قديمة متواصلة. فقد ربطتهما نفس المنطقة من ديار الشايقية في الشمالية، ثم جمعهما من جديد حي السجّانة بالخرطوم، وفي حي السجّانة عاشا في شارع واحد! إنه شارع بيتنا الذي شهد ميلاد العلاقة الفنية بين والدي وعثمان حسين، فقد كان حقا شارعا للفن. ففي أول الشارع كان الموسيقار الملحن خليل أحمد، ثم الموسيقار فتّاح الله جابو، والموسيقار حمزة سعيد، وعند نهاية الشارع كان عثمان حسين، وفي وسط الشارع كان أبي اسماعيل حسن واسطة لذلك العقد الفني البديع. واذكر تماماً عندما يحضر عثمان حسين إلى منزلنا أكون دائما حاضرة جلساته مع أبي اسماعيل حسن. كانت أعياد ميلادي احتفالية يتغنى فيها عثمان حسين ومحمد وردي.



    صورة عثمان حسين



    لعثمان حسين ثنائية متفردة مع أسماعيل، إذ تغنى له بأكثر من سبع أغنيات لا تزال كلها من روائع الغناء، وأنا أعشقها جميعها مع درر عثمان حسين الأخرى. وعندما أذهب إلى مزرعة اسماعيل حسن بالباقير هناك ركن يشبه الكوخ أو الكهف الصغير المحفور على ضفة النيل الأزرق. كان اسماعيل يطلق عليه أسم "الجخنون" أما أنا فقد أطلقت عليه اسم الوكر المهجور. وأذكر عندما زار عثمان حسين المزرعة بصحبتنا أنا واسماعيل أريته المكان وقلت له هذا هو الوكر المهجور فقال بتواضع جم: ليس هناك مكان أجمل من هذا المكان لنطلق عليه أسم الوكر المهجور.

    "الوكر المهجور" ماسة كبيرة في قلادة الأغاني الخالدة التي نَضّدَ كلماتها حسين بازرعه في ذلك الزمن الأخضر. في ذلك الزمن دارت على صفحات الجرائد مساجلات حارة بين أبي وبازرعه. لم تكن خلافات شخصية، لكنها مساجلات أساسها تفاوت الرؤى الفنية بين شاعرين عملاقين، فلم تحرق صفقة واحدة من أشجار ذلك الزمن الأخضر، ولم تؤثر في العلاقات الشخصية والأسرية التي بقيت قوية. والدتي فتحية على صداقة عريقة مع فردوس زوجة عثمان حسين، وعندما أزف الرحيل الجسدي لعثمان حسين، لازمه بعض أفراد أسرتي حتى لحظة الوداع الأخير على مشارف هذه الدنيا. وبازرعه تربطه إلى اليوم علاقة وطيدة بأسرتي.

    بازرعه وعثمان حسين وأبي اسماعيل هم أهرامات الفن الثلاثة. وفي هذا اليوم المشرق في حديقة العشاق ها هو بازرعه يعبئ كل مسامات الزمن ويمسح بكلماته العذبة على قلوب العشّاق ويداويها بإكسير الغرام. وفي حضرة معاني بازرعه، تبادلت أنا والعائد نظرة فاضت بها المعاني وهتفنا معا في توارد عجيب بين النظرة والخاطرة والمغزى "أصلي قبلك ما هويت .. ولا حتى بعدك" . ونحن في غمرة اللحظة يصلنا من ذلك الركن من حديقة العشاق تغريد قميرية بشرية بصوت فيه شجن لا يشرخه الحزن وهي تتبتل برائعة عثمان حسين واسماعيل حسن: حبيبي جفا فوادي .. قلبي ليه ينادي. ثم يمرّ أمامنا أحد رواد الحديقة يناجي نفسه بكلمات أبي اسماعيل ومعزوفة عثمان حسين: ألمتني وعذبتني .. بعد ما طال نواها قابلتني ثم عات هجرتني .. في جحيم الشوق صلتني .. حلمتني بلقاها .. ثم غابت لم أراها. وبعد حين تكتمل الدائرة بينه وتلك القميرية ليواصلا معا "المشوار" .. بدون آخر.

    واليوم يا عثمان حسين أقف أمام قبرك المضيء وأعترف بأنك أنت مطربي الذي أحببت فنه ملء نفسي، وأنني أحببت كل حرف تغنيت به، وبأنني عشت طفولتي وصباي أغنى أغنياتك. فكم سبحت روحي في عوالم "شجن" و "ألمتني" و "قلبي الحزين" و "عاهدتّني" وكل ما تغنيت به. أعترف أمامك أن أغنياتك التي عاشت معي خفقة هذا الحب الأول هي التي علمتني صدق العاطفة وصمودها في وجه الأعاصير التي مرّت. كم تمنيت يا عثمان حسين أن أقف أمامك في حياتك وأسجّل اعترافاتي، لكن هكذا الأيام تجرى متعجلة لا تأبه بكسر قوارير الأماني والأحلام. أقف اليوم أمام قبرك وابصم بدمعي وأقول لك "كيف تسبينا"... فلعمري قد مضت السنوات كأنها ساعات. فاسمح لي أن أنثر على ضريحك هذه الكلمات:


    أمام قـبـرك باكية المقـلتين .. واجـفة الروح .. بالأحـزان قـلبي مكـبّلا

    كيف لا أبكيك .. وأنا من عاش الطفولة والصبا في أحضان فنك ناهلا؟

    أيــن ربيـع الدنيا .. أين صوتــك الشجّي في محرابِ النّيــلِ قد تـبـتّـلا؟

    فـراشـنا الحائــر قــد غـصّـه الحـزن .. يــرفّ مثــلي .. عـنــك سائلا

    كــم طـربـت لـتغــريــدة الفجــر .......... من كأساتها ارشـــف أنهلا

    أودعـك اليــوم وأرضى برحـيـلك .................. رغـم عـنى اقـبلا

    عليك رحمة من الإله .. على ضريحك المضيء غابة من الريحان و القرنفلة



    أغنية ليه تسيبنا أداء فيصل عبداللطيف (فيصل الصحافه)




    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-20-2012, 12:24 PM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    كتبت احلام اسماعيل( يقترب منى ويضع رجليه على كتفى ويضم جناحيه حول وجهىوكأننى كنت أنتظر هذه اللحظة .. لحظة تستفـز حزنى فانفجرت باكية
    بصوت عال وانهمرالدمع أنهارا …. عندها عرف الطائر أننى إسترحت عندما أخرجت الكثير من أحزانىفسألنى)



    وهذا شبيه بحالة الشاعر ابراهيم الدلال عندما كان بمدرسة خور طقت الثانوية ودار حوار بينه وبين قمرية
    قوقي يا قمرية فوق فرعا تلولي الرّيح
    وزي ما صِحْتي من ألم الفراق بِنصيح
    ذكَّرتيني لي مثلاً بقولو صحيح
    ومن المُستحيل مجروح يداوي جريح
    اما رمّاية وَدْعِك والمتاوقة للغيب حين وقفت ريشات القليب ذكرتني باحدي جداتي قديما حين توغل حبيبها في الجنوب البعيد
    خطاطة خُطِّي زيدي
    بَكْريك بي مَجيدي
    شوف لي مريودي
    وفي البلد البعيدي
    بكريكي اي اعطيكي او أرشوكي- مجيدي –الريال ابوعشرين قرش وسمي بذلك منسوباً لعبد المجيد
    وذات صباح وانا بمدينة الرياض ارسل القدر الي قُمرية فركّت بالقرب مني (وتَنْتَنت) القوقاي فجاريتها:-
    يا طيرة الخلا القوقايا كَر يا قمري
    وعلي الغربة العلي أليلة وجّيت جمري
    قال لي يا ولوف أرجَع دايرك بدري
    وطريقة الرجعة دام فيها شيتاً جبري
    فزَّت من بعيد قدلة ؤأخير ليك تجري
    ؤ نويت الرجعة عيل في ظنِّي ودرت عُمري
    والقيد إنْشَبَل والفار نَقَز فوق حِكري


    طِرِب الاستاذ الطيب عثمان يوسف ثم غرّد جزلا:-
    (أظن أن طائرك الجريح هاهو الآن قابع بين هذا الجاكيت الأسودالذى أرتدي وبينى ، إن (لم يكن يقاسمني
    القلب والرئتين ، خفقة بقرب الوداعية وأخرى هنا، وشهقة من هناك لزفرة هنا ، لم يكن يقاسمني
    مكونا جاذبية الطبيعة موجب هنا وسالب هناك لبندول ساعة حياتي التي مطرقتها هناك وسندانها هنا
    شكري لطائرك الجريح احلام وشكرا لك علي هذا الجنون
    واستاذن لا ستنشق المارلبورو الاحمر لاوازن النيكوتين الذي انخفض لحدود الدنيا


    الكتراااااااابل يا تَخَرب إذا النيكوتين الخواجة ماخفف حِتْلُو شوية كان الا أن نأتي بترجمان من الحلقة
    يترجم لينا هذه الدروشة شكرا وسيم الحروف الاستاذ القاص الطيب عثمان يوسف

    ثم دندن الاستاذ عثمان :-(لى صديق من الله عليه بالامسكـ بنواصي الكلم مثلما من عليكـ
    قدمت له الدعوى برشف فجان قهوة صباحه بين بستان الجنون هذا ، ودعوته
    دون أن نستأذنكـ
    دعوته متحديا ومستفزا دواخله
    دعوته لأكسـر القاعدة التي تقول أن الأقطاب التي تتشابه تتنافر.
    دعوته لأثبت أن الأقطاب التي تتشابه تتجاذب وتتكامل أحيانا .
    فمهاوي)

    ونحن نقول كلنا ذلك الرجل والله نعشِق كتابات صديقك هذا انيق الحروف ومهندس الكلم الشقليني


    وصدح الاستاذ الشقليني قائلا:-الفاضلة البهية : أحلام إسماعيل حسن
    تحية طيبة ، وكثير ود لهذا العصف الذهني .

    كنتُ أرى نفسي مُمدداً في أرجوحة الكآبة ، حتى جاءني طائر الضُحى ، وغرّد في أذني أن القاص والباحث والضابط العظيم " بالمعاش" الاستاذ الطيب عثمان يوسف في الهاتف حادثني طويلا وقال لي: أنظر وأقرأ من دنيا غير الدنيا التي عرفت بعد ان تكون أعددت فنجان القهوة انتهي بوح الشقليني)

    الاساتذة احلام اسماعيل وعثمان الطيب وعبدالله الشقليني لكم المحبة بقدر ما اشبعتهم الارواح سماحةً
    وعبقا من خندريس دانانكم المعتقة ومادام تُدار الكؤوس من حِبور الكلم فاقبلوني شماسا (دريفين)
    ولاتحرموني اجر المناولة ولا تنهروني عند المتاوقة
    لاني كثيرا ما أشاشي حين تُرعد السّواري المُدجنات
    وتُرسل اليّ دِعاشٌ مضمخ بنوار اشجاركم الوارفات
    واشوم بروقها فاعرف مُشهاد امطارها الهاطلات
    فأسرج بعيري وأسري ليلا لأنّ روحي للجمال عاشقة
    وأوقن أنها في عمق الروابي وعند التلال
    واسمع خرير الجداول بماءٍ نَميرٍ زُلال
    وقد اكتسي الوادي من العُشبِ الطريّ ثوبا وشال
    وحين تَرِكُ عصافيري علي أغصان بوحكم
    تقوقي القماري وتجاريها طرباً طيوري الناشقة
    الاستاذة احلام اسماعين ود حسن شكرا لك مثني وثلاث ورباع علي هذا الجمال فيشهدالله ان والدك شكّل وجداننا وكنا ونحن في بوادي الكبابيش نحمل رويحة التراب ونحلق في الوديان المخضرة ونتلوها ونرددها كأنها ورد من الاذكار واراك من المُُسكرين بطبعهم وادبهم وعبقهم ومن شابه اباه فما ظلم كترك خيرك كتير ومتعك ربي بالعافية ومعاها راحة البال

    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 10-20-2012, 12:29 PM)
    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 10-20-2012, 04:43 PM)

                  

10-21-2012, 09:14 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عبيد الطيب)

    العزيز الغالى عبيد الطيب

    أجد أنك تكمل لوحة كنت أبحث عن مبدع يضفى عليها هذه الألوان التى أكملتها فى هذه الصورة البهية ... فكانت أحرفك إبداعاً منسوجاً بلون الفرح المشبع بلون قوس قزح \عبيد الطيب صاحب القلم المرهف الرائع صاحب الكلمات الجميلة التي اسرتني روعتها وجمالها وقفت حائرة امام
    هذه الرسالة التي اطربتني وافرحتني باطلالتك الجميلة واشكرك على هذا المزيج من الابداع الرائع روعة عبق الزهر ولك الشكر كله والتقدير
                  

10-21-2012, 10:42 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    أخبار المدينه العدد 226 الأحد

    عدد خاص عن 21 إكتوبر


    ثورة 21 أكتوبر 1964: جرّحها العدا ..

    الحلقة الأولى

    بقلم: عبد الله علي إبراهيم

    [email protected]

    نص كتاب "ثورة أكتوبر 1964" يصدر في سلسلة "كاتب الشونة" التي هي كتابات نقدية أحررها في مسائل الثقافة السودانية. وصدر الكراس الأول منها في الخرطوم وعنوانه "بخت الرضا: الاستعمار والتعليم". ويباع بدار عزة للنشر والدار السودانية.

    استشهاد أحمد القرشي طه: هل مات في طريقه للحَمَّام أو للحِمَام (الموت)؟
    قال الأستاذ أحمد محمد شاموق إنه لم يبق من ثورة أكتوبر 1964 سوى أشباح أسئلة وتخرصات. ومن التخرصات المؤذية تلك التي دارت حول ملابسات مصرع الرفيق أحمد القرشي شهيد الثورة الأول في ليلة 21 أكتوبر. فقد ذاع بين جماعات غير واضحة التكوين السياسي والاجتماعي أنه مات نتيجة رصاصة غير مقصودة أثناء سيره من غرفته بالداخلية لأخذ حمام المساء. وظل بعض الناس يتناقلون هذا الخبر شفاهة. ولم أعثر عليه مكتوباً إلا في مقال للأستاذ أحمد على بقادي رددت عليه بشيء من القساوة في جريدة الفجر المعارضة بلندن التي ترأس تحريرها الأستاذ يحي العوض في آخر التسعينات. وليس بيدي الرد لدي كتابة هذه الكلمة ولكن أذكر أنني أرجعت الذائعة إلى صورة الطالب الجامعي الغردوني عند بعض الدوائر (وربما تكون شعبية جداً ممن لم تتفق مع ثورة اكتوبر أو خاب ظنها فيها) كتجسيد للحداثة التي غنى لها المغني: "أهم شيء الحمام ونظافة الأجسام والزول يكون بسام".
    ولم أكن انتظر أن يتسرب خبر ميتة القرشي على أبواب الحمام المسائي إلى قلم الدكتور كمال حنفي (الرأي العام 21 أكتوبر 2006). فهو قلم رشيق أطربني أول ما أطربني حين تزاملنا في جريدة (الصحافي الدولي). وأشجاني أيضاً. وأعلم أنه يكن لي أيضاً مودة عظمى لا استغربها من قلم تميز بخلوه من الغصة السياسية. فهو يرد الماء عذباً بينما يرده أهل الغصة على كدره وطينه. وهو قلم طبيب يمسك بالداء من قرونه فلا يرتج عليه وينفذ إلى العلة بسلطان.
    بث حنفي خبر موت القرشي مصادفة عند حمامه الجامعي في سياق دعوة لمراجعة تاريخية نسيطر بها على مصطلح "شهيد" ونسترده من زئبقيته المشاهدة في الساحة السياسية السودانية. فأضحي شهيد قوم هو خائن قوم آخرين. فشهيد جماعة ما هو فطيس جماعة أخرى. كما أطلقنا اللقب على من مات مصادفة بغير إرادة منه. ودعا حنفي إلى غربلة القائمة الطويلة من شهداء السودان غربلة ناعمة ودقيقة لتمييز القمح من القش.
    فلست اعترض على دعوة الأستاذ كمال حنفي لاسترداد المعنى للشهادة للحق بعد أن مصمصناها من الدلالة. بل سبقته إلى هذه الغربلة بكتابة ورقة علمية عن الاقتصاد السياسي للاستشهاد في السودان قدمتها لمؤتمر الجمعية الأنثربولجية الأمريكية في واشنطون عام 1996 أو نحوها. وقد إزددت رغبة في مراجعة مصطلح الاستشهاد وأنا أتابع مثل غيري مسلسل الموت السياسي في مناخ الهرج الضارب أطنابه فوقنا. فقد قرأت عند أحدهم عن مواجهة بين اللواء البلولة والرائد إبراهيم شمس الدين خلال انقلاب رمضان 1990. وسمى الكاتب البلولة "شهيدا" باعتبار اعدامه لدي فشل انقلاب رمضان. وكذلك سمى إبراهيم "شهيدا" اعتباراً لاحتراقه في الطائرة المعلومة. وغاب معنى الشهادة والحق عن الموقف الذي تقابل فيه خصمان وخرج منه كل منهما شهيداً. وكان يكفي الكاتب أن يقول عنهما المرحوم فلان وفلان طالما لم يعد ل "شهيد" قيمة أو معنى. والبلاغة هي القول بمقتضى الحال.

    علاوة على ذلك لم نعد نتفق على صحة إطلاق شهيد على أي من صرعوا في الوغي اليساسي. فقد تصدى قاريء بضراوة للدكتور كامل إبراهيم حسن (السوداني 30 أكتوبر 2006) لأنه طالب بتكريم الشهداء عبد الخالق محجوب ورهطه من اليساريين. وقال القاريء إن الإمام الهادي ومحمد صالح عمر، ممن قتلا خلال أحداث الجزيرة أبا وذيولها في 1970، أحق بالتكرمة والتذكر. فمن ذكرهم كامل من اليساريين، في قول القاريء، وقفوا من وراء نظام انقلاب مايو 1969 الذي أزهق أرواح الأنصار. بل وتورطوا في انقلاب 19 يوليو 1971 (واستثنى القاريء المرحوم الشفيع أحمد الشيخ) الذي لم يكن من أجل الديمقراطية والحرية بل من أجل إقامة نظام شمولي أحمر اللون. وهذا القوال مصداق لقول حنفي إن الشهيد المعتبر عند جماعة ما هو مجرد "فطيس" عند خصومهم.
    ولكن زبدة اعتراضي على مقالة حنفي هي أخذه بالرواية الغامضة الشفوية المتخرصة عن استشهاد أحمد القرشي ليلة 21 أكتوبر 1964. فقد أخطأ خطأ بيناً في إيراد ملابسات وقفته عند الحق وموته في سبيله. فالقرشي عنده شهيد لم يقصد الشهادة بل فرضت نفسها عليه فرضاً بينما كان يريد الحمام ونظافة الأجسام. فقال إنه إذا كان هناك الاستشهاد العمد فهناك الإستشهاد عن طريق الخطأ وهو طريق القرشي. فوصفه بأنه كان في 1964 طالباً جديداً بجامعة الخرطوم. واليك نص وصف حنفي لملابسات موت القرشي: "لم يشترك في مظاهرة ولا مقدماتها. كان ذاهباً لأخذ حمام المساء. فأتته رصاصة مجانية من رصاصات الشرطة ضالة طريقها. أصابت الرصاصة الطائشة الطالب القرشي. فصار شهيداً وصار نشيداً. وصار مجرد ذكر اسمه الآن كافياً لإخراج مظاهرة جارفة. فقد سكن الاسم الخيال السياسي السوداني الخصيب". وليس صعباً الاستنتاج أن دعوة حنفي إلى غربلة الشهداء لتمييز القمح من القش هي دعوة لإسقاط القرشي من قائمة الشهداء لموته الفطيس وهو في طريقه لحمام المساء. فقد "تفطس" القرشي لأنه كان في الموضع الغلط وفي التوقيت الخطأ كما تجري العبارة الإنجليزية.
    لقد جاء حنفي بهذا الخبر المكذوب من رأسه. وأحدثكم عن الخبر اليقين عن استشهاد رفيقي أحمد القرشي من كراسي وهو مخطوطة الدكتور كليف تومسون الأمريكي وشاهد العيان على ثورة أكتوبر ومحقق وقائعها والذي يدرس تاريخها حالياً لطلابه بجامعة ويسكونسون الأمريكية.

    أحمد القرشي طه: الجنى مو جنا نصاح
    كنت على طاولة المتحدثين في أشهر ندوتين من الندوات التي ناقشت مسألة الجنوب بجامعة الخرطوم فأرهصت لثورة اكتوبر 1964. كنت متحدثاُ في الندوة الأولى بتاريخ 9-9-1964. وهي الندوة التي سرق الكاميرا فيها الدكتور حسن الترابي العائد منذ شهور قليلة بعد نيله الدكتوارة من جامعة السوربون بفرنسا. وقد حكيت ملابسات اشتراكي في هذه الندوة بكتابي "الرق في السودان: نحو أنثربولوجيا الخبر". أما الندوة الأكتوبرية الثانية فهي التي انعقدت في ليلة الأربعاء 21 أكتوبر واستشهد في ملابساتها الرفيق أحمد القرشي والمرحوم بابكر عبد الحفيظ. وقد وقع اختيار السيد أنور الهادي عبد الرحمن، السكرتير الثقافي لاتحاد الطلبة وعضو الاتجاه الإسلامي (وكان هذا الاتجاه الأكثر حماساً لقيام الندوة) علىّ لأسجل وقائع الندوة. وكنت وقتها عضواً بالمجلس الأربعيني للاتحاد عن الجبهة الديمقراطية. وابتعدت قصداً عن عضوية لجنة الاتحاد التنفيذية كطالب نهائي أريد أن أعوض عن فصلي المؤقت لعام دراسي عقوبة على مظاهرة جرت في 1963 خلال حفل تخريج. وقد استفز الجامعة والحكومة معاً أن الحفل أمَّه مدراء الجامعات الأفريقية الذين تصادف اجتماعهم الدوري بالخرطوم مع حفل التخريج.

    انعقدت الندوة أمام داخلية عطبرة لتعذر انعقادها في دار اتحاد الطلاب التي سدت الحكومة أبوابها أو في ميدان أفسح لأن الحكومة أغرقت الميادين بالماء في غير موسم. وكانت عطبرة (والقاش) من الداخليات الجديدة الرشيقة العالية. وقد بنوها من الساس خلال عام 1960-1961 وهو أول سنيّ بالجامعة. وأزعجنا من البناء كرير كراكاته ومندلة ندالاته وغبار وعفار رابط عند سماء داخلياتنا. ولكن كنت ضمن أول من سكن داخلية القاش. واستمتعت بفوح المبني الجديد وملمسه .
    اتخذت موقعي على المنصة بجنب المرحوم رفيقنا بابكر الحاج بابكر الذي هو من قدواب بربر. وكان زعيم الجبهة الديمقراطية ورأس قائمة مرشحيها للاتحاد. ولم أر رجلاً في فضله وذكائه ورباطة جأشه وسداد عبارته. وفرشت كراستي بعد افتتاح أنور للندوة. وكان أول المتحدثين رفيقنا بابكر الحاج. وبدأت في تدوين منطوقه. ولم يستمر طويلاً. فداهمنا البوليس يطلب من أن نتفرق. وكان هناك من بين أعضاء اللجنة التنفيذية من طلب من الطلاب التفرق بانتظام.
    ويبدو أن مزاج داخليات الجيش (البركس)، التي انعقدت الندوة في حوزتها، كان خلاف مزاجنا نحن ساكني داخليات الطلاب النهائيين. وكنت أسكن النيل الأبيض التي هي كلية القانون الآن. فقد علمت لاحقاً أن جماعة من طلاب البركس كانوا بالفعل يعدون العدة لمواجهة البوليس. فلربما ساءهم تفرقهم عن سكات في ندوة سلفت بتاريخ 10-10-1964. ولابد أن اعتقال اللجنة التنفذية للاتحاد في 15-10 قد قوى عزائمهم في الرد على الحكومة صاعاً بصاعين. فقد كوموا طوباً ونفايا بناء لرد عدوان البوليس.
    طويت أوراق محضر الندوة التي عوجلت وأخذته متجهاً نحو داخليتي عبر بوابة البركس. وحذرت أن أقع في القبضة قبل بلوغي مكاني فدخلت غرفة بداخلية ما والتمست من ساكنيها أن يحتفظوا بالوقائع القتيلة حتى ينجلي الموقف. وخرجت. ولم استدرك أحداث ما وقع بعد الندوة إلا في مستشفي الخرطوم ومشرحتها حين تواترت أنباء عن ضحايا المواجهة. ولا زال هذا المحضر يلوح لي كلما عدت بذاكرتي إلى ذلك اليوم. فهو الأثر المكتوب من ندوة تحدث فيها الرصاص فصرع الحضور وأدماهم.
    لم نكن في الجبهة الديمقراطية ممن تحمسوا للندوة. كان من رأينا أن لا نعطي الحكومة ذريعة لإغلاق الجامعة. فقد استفزتها ندوات الجنوب فندمت على أنها كانت البادي بطرح الموضوع للنقاش وقررت اخماد جذوته بأعجل ما يكون. فقد كنا اعتقدنا نحن الشيوعيين أن النظام قد تورط في أزمته الثورية. وهي في تعريفنا أنه لم يعد مسخوطاً عليه من الشعب فحسب بل أصبح هو نفسه غير قادر على الحكم. ومن أراد ان يتوسع في فهم موقفنا كشيوعيين آنذاك فعليه بكتابي ا "بئر معطلة وقصر مشيد: صدأ الفكر السوداني، الحركة الإسلامية واليسار والليبرالية". والأزمة الثورية هي لحظة في الثورة تحتاج إلى تكتيكات تخلو من عنصر الاستفزاز وتتجه إلى تعبئة شاملة تحصر النظام المنهك وتلفظه لفظ النواة. ولذا اقترحنا بديلاً للندوة أن نخرج في مظاهرة حسنة التحضير شاملة لطلاب العاصمة. وصوت الطلاب في الداخليات على مقترح عقد ندوة أخرى، وقد تبناه الإتجاه الإسلامي بصورة رئيسية، فأيدوه. ولم يروا رأينا عن الأزمة الثورية. فسقط اقتراح المظاهرة.

    ******* من جراب الذكريات

    ثورة اكتوبر 1964

    المشهد الاول

    يومها كنا صغار ندرس فى المساء بمدرسة الانجليه المصريه بالخرطوم الواقعه فى الجزء الغربى من شارع الجامعه ونعمل بالصباح كموظفين صغار على بند الرنامج بوازرة الاستعلامات والعمل ، هكذا كان اسمها ، اما الان فهى وزارة الاعلام. فقد شهد شارع الجامعة هذا والذى تقع فيه مدرستنا ومكان عملنا بل واستضافته يوميا ولاكثر من 15 ساعه ، شهد هذا الشارع احداث لا تنسى اثناء اندلاع ثورة اكتوبر . فى القسم الشرقى منه وبداخليات الجامعه انطلقت الشرارة الاولى للثوره عشية 21 اكتوبر عند استشهاد القرشى واحتضن ذلك الشارع ايضا موكب المحامين والقضاء الذى تحرك من مبانى القضائيه بجوار وزارة الزراعه ، كان موكبا بقيادة القاضى عبدالمجيد امام وآخرين حيث كان هدف الموكب تقديم مذكره للرئيس ابراهيم عبود مطالبا فيها التنحى عن الحكم ورجوع الجيش لثكناته فإعترضته قوه من الجيش والشرطه ، علت اصوات الرصاص فى الهواء واعقبه البمبان ، هرول الجمهور بعيدا يراقب الموقف عن كثب تحت اصرار قيادات الموكب على المضى قدما حتى القصر . بيد ان العقلاء اقترحوا ان ينتدب القضاة ثلاثة منهم فقط لتسليم المذكره فوافق القائمون على امر الموكب وتقدم الثلاثة قضاه بقيادة عبدالمجيد امام تتبعهم من الخلف قوة كبيره مسلحه حتى القصر وفى هذا الاثناء اخذ الجمهور العريض والمصطف على جنبات الطريق يصفق ويهتف (الرصاص لن يثنينا..ثوره ثوره حتى النصر) ، لقد كان بالفعل مشهدا مهيبا مازال عالقا بالذاكره

    المشهد الثانى

    قبل ان ينتصف نهار ذلك اليوم توجهت الجماهير صوب ميدان عبدالمنعم حيث صلى الصادق المهدى على جثمان الشهيد القرشى ، ومن ثم توجهت السيارات بالمئات صوب قرية القراصه جنوب مدينة القطينه وتم دفن الجثمان ، ما زالت تلك المشاهد ايضا عالقه بذهنى ولا سيما ذلك الهلع والفزع والعويل والصراخ والحزن الذى اصاب والدة الشهيد واخوته .

    المشهد الثالث

    لم يكن الشهيد القرشى هو الوحيد من الجامعه فقد كان معه شهيد آخرهو بابكر عبدالحفيط زاملناه عندما كنا صغار فى مرحلة المدرسه الأوليه كما كانت تسمى آنذاك ، إلا ان اسمه لم يحظى باهتمام الاعلام بالرغم ان صوره كانت محموله ابان المظاهرات .

    المشهد الرابع

    قبل ان يتقدم عبود باستقالته كانت المظاهرات تجوب شوارع الخرطوم يفرقها رجال الشرطه ليلتئم شملها مرة اخرى وهكذا دواليك طيلة ساعات النهار ليعم الهدوء وتتفرق الجماهير عند المغرب لتعود صبيحة اليوم التالى

    المشهد الخامس

    موقعة ساحة القصر .

    فى صباح ذلك اليوم اشتدت الوتيره وبلغ غضب الجماهير اعلى درجاته مظاهرة هنا واخرى هناك رصاص فى الهواء وبومبان ودخان اسودت على اثره سماء الخرطوم ، فى النهاية تجمعت الجماهير امام القصر الجمهورى وظلت تهتف وتعبث وتخرب وامتلأت الشوارع المؤديه الىساحة القصر عند الجزء الشمالى من شارع القصر جنوب ، وضع الجمهور الحواجز والمتاريس فى كل الطرقات المؤديه لساحة القصر وكانت الكتل البشريه تقفز على فروع اشجار اللبخ بشارع الجامعه وترميها ارضا لتسد بها الطريق، وبالفعل انقفل الشارع تماما امام سيارات الشرطه والجيش والدبابات التى كانت تجوب الشوارع . لقد كانت رائحة البارود تزكم الانوف والحماس يمشى بين الناس والمايكرفونات ترسل الاناشيد اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقى رائعة الفيتورى التى انشدها العملاق وردى واخذت الجماهير تقذف الحجارة صوب القصر الجمهورى حيث كان يقيم عبود وجنرالات الجيش ، هنا صدر امر باطلاق الرصاص وسقط العشرات من الشهداء وارتمى الاحياء ارضا (كساتر) واخذوا يزحفون بعيدا عن ساحة القصر كنت ترى المصابين محمولين دون سياره او اسعاف واحيانا على الكتوف تهرول بهم الجموع صوب مستشفى الخرطوم التى ضاقت مبانيه بالموتى والجرحى كانت مشاهد مؤلمه ومؤثره سجلها التاريخ بمداد الابد وغلى الشارع كما يغلى المرجل

    المشهد الأخير

    لما الليل الظالم طول

    وفجر النور من عينا اتحول

    قلنا نعيد الماضى الاول

    ماضى جدودنا الهزموا الباغى

    وهدوا قلاع الظلم الباغى

    فى ليلا كنا حشود بتصارع

    عهد الظلم الشب حواجز

    جانا هتاف من عند الشارع

    قسما قسما لن ننهار

    وليل الثوره هدى الاحرار

    والشارع ثار

    *******

    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  

10-21-2012, 09:01 PM

عفاف الصادق بابكر
<aعفاف الصادق بابكر
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 4188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    احلام يا حبيبة ... مشتاقة كتير لكل الاسرة الكريمة ...

    Quote: مع الأيام تبرأ الجراح ويتفتح الأمل بأن للمستقبل شعاع ولو من بعيد لكنه سيضىء يوما ما
    حلقنا مع الطائر بجراحه وسنحلق معه بجناحين غدا نحو أفق بعيد سامى المكانة


    صديقنى دخلته وكلى امل ان اجد الجميل .... وها انتى وطائرك الجريح ترسمو لنا كل الجميل فى الاجواء المختلطه بكل الالوان الرمادية والورديه ..


    شكرا أخي الطيب عثمان لاشراكي فى هذه الدوحه الوريفه ..



    شكرا احلام ..


    تحياتى
                  

10-22-2012, 06:32 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عفاف الصادق بابكر)

    الأخت العزيزة عفاف الصادق بابكر
    لك كل التحايا والود
    كلماتك دائما تضيف الكثير من الجمال أينما حــلــّت ...
    فرحة بهذه الأحرف النيرة الرائعة التى تعبر عن روح فنان بكل المعنى ....
    ما زلنا نتلمس معك همس حروفك المعبقة بأريج الزهر نستنشق عبرها عطر الحياة ..

    لك كل الود أينما كنت
                  

10-22-2012, 07:01 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    حديقة العشاق

    الحلقة الثالثه

    لو بهمسه


    بقلم/ أحلام إسماعيل حسن



    صورة أحلام





    تحضنني حروف قصيدة "لو بهمسه" وتعود بي إلى حديقة العشاق. اطل على وردة "لو بهمسه" وأتأمل ألوانها الممتزجة. هذه الوردة غريبة .. إنها شجيرة ورد سامقة في طولي تقريبا، وتحمل فروعها المخضرة تيجانا من الورد مختلفة الألوان. كم هي جميله تكاد تنطق من روعتها المتناسقة مع روعة هذا اليوم بنسيمه العليل واخضرار حديقة العشاق ومهرجانات ورودها وأزهارها التي لا تذبل أبدا. زوار الحديقة كثيرون هذا اليوم لا كاد أحصى لهم عددا، لكن تكسوهم مسحة من الشجن لم أعهدها من قبل في زوار الحديقة... نعم شجن دفين ينبع من نظراتهم، شجن بلا طعم للحزن. جلست إلى جوار العائد أتأمل حركة الزوار وأستنشق عطور الحديقة بينما نفحة من النسيم تمسح على خدي وتلعب بخصلة من شعري وتهمس في أذني بكلمات يودعها العائد في روحي وقلبي. في هذه اللحظة التي يتمازج فيها الواقع بالخيال والحلم، أرى زوار الحديقة يطوفون حول وردة "لو بهمسة" ويتحلقون حولها. الآن أدركت سر هذا الشجن الذي يعلو أرواحهم .. هي هذه الوردة، نعم هذه الوردة التي ضوّعت حديقة العشاق بعطر الشجن ..

    بأي ثمرة من ثمرات الشجن يا أبي اسماعيل حسن قد بذرت هذه الوردة ؟

    وبأي دمعة من ينابيع الشجن يا أبي قد ورويت هذه الوردة حتى صارت الوردة مزارا وصار المزار وردة ؟

    بين الماء والسماء على ظهر باخرة نيلية في أقصى الشمال كان ميلاد لو بهمسة. كان والدي اسماعيل حسن في طريقه إلى القاهرة يصحبه محمد وردى في رحله فنيه. استغلا القطار من الخرطوم حتى حلفا، ومنها كانا على ظهر تلك الباخرة التي أقلتهما إلى السد العالي. كان حال والدي مثل حال من يهرب من نفسه. فقد حكى لي اسماعيل انه في تلك الفترة قد انفصل عن زوجته فتحيه. بنت الجيران فتحية التي أحبها وتزوجها، كانت أسرة فتحية وأسرة اسماعيل جارين في حي السجانة بالخرطوم يفصل بينهما حائط. لم تكن "حيطة الجيران" في ذلك الزمن الأخضر تفصل بين الجيران، لكنها كانت نقطة تواصل يتبادل الجيران من فوقها الأحاديث والأدوات... وفي هذه المرة عبرت مشاعر الحب "حيطة الجيران" لتربط بين قلبي اسماعيل وفتحيه في واحدة من أشهر ملاحم الغرام في حي السجانة. حكاية غرام خلّد والدي اسماعيل فصولها العنيفة بقصائده حتى صارت أشهر قصة غرام في السودان. في ذلك الزمن الأخضر كان حب بنت الجيران وبنت الحِلّة هو الموجة التي يغرق فيها الشباب والصبايا. معظم شباب تلك الفترة الخضراء وقع في حب بنت الجيران أو وقعت بنت الجيران والحي في عشق ابن الجيران! اسماعيل صاغ تجارب شباب ذلك الزمن في قصيدته (يا ناس أنا ودّ الحِلّه .. عاشق وحياة الله) التي يؤديها قيثارة الزمن سيد خليفة.

    فتحيه لم تكن كغيرها من صبايا الحي، فقد كانت فاتنة الجمال سحرت بحسنها قلب الشاب المرهف الشاعر اسماعيل وملكته فظل يحبها وتحبه حتى تزوجا. لكن حائط الجيران تحول بعد الزواج إلى مكان للخلاف بين الأسرتين. وبعد الانفصال وفشل محاولات التواصل، كبر حائط الجيران في نفس اسماعيل وتحول إلى جدار سميك من اليأس. شدّ والدي اسماعيل الترحال إلى مصر لعل البعاد ينسيه أو يجد في السفر ما يخفف من لوعته.

    وفي تلك الليلة صعد اسماعيل إلى سطح الباخرة. كان الكل نياما والهدوء يغط في جوف الباخرة وسطحها إلا من صوت محرك الباخرة وضوء القمر يمسح على سطح الماء بكفين ذهبيتين وحركة اسماعيل على السطح. بدت لإسماعيل أشجار النخيل على الشاطئين بعيدة داكنة طويلة مثل رموش فتحية الحبيبة البعيدة التي يراها بعين خياله الشاعر بعد انقطاع حبل الوصال. وعندما شارفت الباخرة الخروج عن حدود الوطن، شعر اسماعيل أنه يخرج من جاذبية الأرض والسماء .. جاذبية الحبيبة .. أحس الشاعر أنه على وشك الخروج الأبدي عن حياة محبوبته، فاعتصر الأسى قلبه واضطرب كيانه فأخذ يمشي ويدور على سطح الباخرة وهو يناجي المحبوبة .. لو كنتِ وصلتني بأي شيء .. لو أنكِ قلتِ لي كلمة واحدة .. لو أرسلت لي مجرد تحية عابرة .. لو أنكِ فعلتِ ذلك يا حبيبتي ... لو .. وأخذت القصيدة تتدفق من أقصى أعماقه الملتهبة:


    لو بهمسه ..... لو ببسمه ........ قول أحبك ..

    لو بنظره ... نظره حتى عابره .. قول أحبك ..

    لو بتحلم في منامك .............. قول أحبك ..

    لو ترسّل لي سلامك ............ قول أحبك ..

    انتزع أبي ورقة وقلما من جيبه وبدأ يسجل أبيات القصيدة على ضوء القمر، يجلس على الكرسي، يمد ساقيه ويطويهما ثم ينهض ويدور ويناجي محبوبته في ديارها البعيدة ليعود ليجلس ويسجل بحبر من الشجن:


    كل كلمه من شفايفك أحلى غنوه ..

    كل نظره من عيونك فيها سلوى ..

    كل نسمه من ديارك فيها نجوى ..

    كل همسه يا حبيبي عندي حلوه ..

    ويتذكر والدي تلك السنوات الطويلة والعمر الذي نذره في عشق حبيبته منذ أن كان يراها وهي تحجل في الحي أو في طريقها إلى المدرسة أنيقة حلوة في زيها المدرسي حتى كبرا وتزوجا


    يا حبيبي عمري كلّو .... كلّو أهديتو لحبك ..

    يا حبيبي انت عارف والغرام يشهدبو ربك ..

    ذكر لي اسماعيل أن البدر كاملا مكتملا لكنه لم يكن يرى غير الظلام وهو يقول يا بدوري في الظلام والظلام يحجب لي دربك. ينظر اسماعيل إلى الماء وقد مازجه ضوء القمر، وإلى الظلال البعيدة، ويرفع رأسه لينظر إلى القمر فيتذكر وجه محبوبته القمحي المحجوب عنه فتتأجج في صدره نار اللوعة، فيجلس على كرسيه ويدوّن:


    يا بدوري في الظلام والظلام يحجب لي دربك ..

    ناري بُعدك ............ والحنان والجنّه قربك ..

    والزهور الحلوة .............. تتفتح فى قلبك ..

    انت عارف .............. أنا يا روحي بحبك ..

    في تلك الليلة يستبد الشجن باسماعيل فيقطع سطح الباخرة من أوله إلى آخره جيئة وذهابا سجين اللوعة وسجين هذا السطح، والباخرة أيضا سجينة مجرى النهر وهي تنأى به رويدا رويدا بعيدا وكأنه في رحلة الفراق الأخير. ذكر لي اسماعيل أنه تمنى في تلك اللحظة أن تغيّر الباخرة اتجاهها جنوبا وتعود به من حيث أتى .. فالبعاد ليس فيه شفاء ليس فيه نسيان، فيه المزيد من النار والأسى واللوعة والشجن.. لكن هيهات أن تعود الباخرة. ساعتها بلغ به اليأس منتهاه فأخذ يتحسر ويصرح بخوفه على مصير تلك الأيام الحلوة التي قضياها معا وجزعه على مصيره ومصيرها


    خوفي منك .. خوفي تنساني وتنساها الليالي ..

    يا حبيبي .. أنا خايف ياما بعدك أنسى حالي ..

    أبقى تايه ............ والغرام يصبح حكايه ..

    والأماني الحلوه ......... دي الكانت بدايه ..

    تبقى أشواك في طريقي ....... في النهايه ..


    عند ذلك المقطع يتوقف اسماعيل عن الكتابة ويندهش من الراحة التي بدأت تراود روحه .. لقد اكتمل ميلاد القصيدة. ذكر لي اسماعيل أنه بعد ذلك وقف على سطح الباخرة واتجه ناحية الجنوب وأخذ يتلو قصيدة "لو بهمسه" ويرسلها عبر الأثير إلى تلك الحبيبة البعيدة في حي السجّانه. ثم هبط والدي درج الباخرة مسرعا إلى رفيق الرحلة الفنان محمد وردي. وفي تؤدة أخذ اسماعيل يتلو عليه القصيدة ويردد له مقاطعها حتى استوعبتها روح وردي الشفافة. في ذلك الزمن الأخضر كان محمد وردي شابا نحيلا طويل القامة وقد حباه الله بصوت رخيم قوي يضج بمفردات النيل والنخيل والشجن وسحر جمال الإنسان والطبيعة الخلاّبة في بلادي. وعندما بدأ محمد وردي يستنبط موسيقى القصيدة ويدندن بعميق مشاعرها، نام والدي اسماعيل كطفل. وذكر لي اسماعيل انه في اليوم الثاني كان محمد وردى قد انتهى من وضع الموسيقى وبدأ يغنيها.



    انتهت الرحلة وعاد اسماعيل وعادت المياه إلى مجاريها وعادت فتحية وعاد الحب قويا عاصفا كما كان كأن لم تمسّسه نار لوعة الفراق وأشجانه ... فكنت أنا وأخواتي وإخوتي ثمرات عنقود تلك العودة! لقد غرس اسماعيل حسن بنفسه وردة لو بهمسه في حديقة العشاق مثلما غرس بيديه أشجار مزرعته في الباقير.



    قلت للعائد: أكاد اسمع الموسيقار محمد الأمين وهو يغني بصوته العميق المعبر المقطع الذي يقول "خوفي منك .. خوفي تنساني وتنساها الليالى" محمد الأمين أعطى بعدا إضافيا لهذه الرائعة، بعدا ثالثا يزيدها روعة. ثم سألت العائد: ما الذي تحبه في هذه الأغنية؟ فقال لي: يعجبني اكتمال اللوحة الذي يعجبك .. أنت وأنا شربنا من النبع الأول عندما كنا نستمع إلى اسماعيل يقرأ كلمات "لو بهمسه" بكل انفعالاتها وأشجانها كأنه كتبها للتو .. واليوم يا حبيبتي ونحن ننظر معا إلى وردة "لو بهمسه" وإلى هؤلاء الزوار يطوفون حولها في خشوع، ندرك معا أن الحب الحقيقي يعود إلى مجراه الأول وتعود دقّاته الأولى أكثر عنفوانا مهما طالت السنوات واشتطت المسافات وأصبح كل شيء في حكم المستحيل .. لذلك عدنا.


    قلت للعائد: صدقت


    ودوما اردد

    لو بهمسه .. لو ببسمه .. قول أحبك ..

    لو بنظره ... نظره حتى عابره .. قول أحبك ..

    لو بتحلم في منامك .. قول أحبك ..

    لو ترسّل لي سلامك .. قول أحبك ..

    كل كلمه من شفايفك أحلى غنوه ..

    كل نظره من عيونك فيها سلوى ..

    كل نسمه من ديارك فيها نجوى ..

    كل همسه يا حبيبي عندي حلوه ..

    خوفي منك .. خوفي تنساني وتنساها الليالي ..

    قلب مشدود فوق ضلوع الليل وتر



    لو بى همسه

    http://www.youtube.com/watch?v=uA-rwb5CkfE&feature=related



                  

10-22-2012, 11:12 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    انتهت الرحلة وعاد اسماعيل وعادت المياه إلى مجاريها وعادت فتحية وعاد الحب قويا عاصفا كما كان كأن لم تمسّسه نار لوعة الفراق وأشجانه ... فكنت أنا وأخواتي وإخوتي ثمرات عنقود تلك العودة! لقد غرس اسماعيل حسن بنفسه وردة لو بهمسه في حديقة العشاق مثلما غرس بيديه أشجار مزرعته في الباقير.



    قلت للعائد: أكاد اسمع الموسيقار محمد الأمين وهو يغني بصوته العميق المعبر المقطع الذي يقول "خوفي منك .. خوفي تنساني وتنساها الليالى" محمد الأمين أعطى بعدا إضافيا لهذه الرائعة، بعدا ثالثا يزيدها روعة. ثم سألت العائد: ما الذي تحبه في هذه الأغنية؟ فقال لي: يعجبني اكتمال اللوحة الذي يعجبك .. أنت وأنا شربنا من النبع الأول عندما كنا نستمع إلى اسماعيل يقرأ كلمات "لو بهمسه" بكل انفعالاتها وأشجانها كأنه كتبها للتو .. واليوم يا حبيبتي ونحن ننظر معا إلى وردة "لو بهمسه" وإلى هؤلاء الزوار يطوفون حولها في خشوع، ندرك معا أن الحب الحقيقي يعود إلى مجراه الأول وتعود دقّاته الأولى أكثر عنفوانا مهما طالت السنوات واشتطت المسافات وأصبح كل شيء في حكم المستحيل .. لذلك عدنا.

    بشيشك بشيشك لينا يا احلام يشهد الله حين اكملت هذا البوح وهذاالعبق ثملتُ ووقفت اكثر من 3 دقائق صامتا ومشدودا وحين
    رفعت رجليّ للخُطو تشابكت قدماي .........!
    وهنا عرفت شفافية الدوش:-
    كبرت كراعي من الفرح
    نُص في الارض ونص في النعال
    إتلخبط الشوف بالزعل
    إتحاور الخوف والكلام
    شكرا مثني وثلاث والاف الاف لي يوم الوقاف لك محبتي ولروح والدك ووردي السلام
                  

10-23-2012, 06:27 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: عبيد الطيب)

    كل الشكر لك أستاذى عبيد الطيب


    اهلا ومرحبا بك في داخل حديقة العـشاق , وترحب بك كل الزهور والورود في داخل هذه الحديقة , لقد نورت حديقتنا وزادت نور على نور بضوءك الوضاح ,لو بهمسه هي احدى جميلات اسماعيل حسن وهي زينة من الفن السوداني الاصيل الذي ارتبط بالرومانسية والعـشق والحب المتعـمق والجاذبية الساحرة , وحضورك اليوم مثل هذا الجو المحبة والعـشق , لغة الصمت حد الحب بكل لغات العالم يتجمع اليوم في حديقة العـشاق مع هذه الاغنية التي لها معاني ورموز ولها عمق وجاذبية غير عادية , ولقد سعـدت اليوم بطلتك علينا في داخل هذه الحديقة .
                  

10-23-2012, 06:51 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    حديقة العشاق

    الحلقة الرابعة


    والطنابير التَرِنْ تحكي الحكاوي

    بقلم/ احلام إسماعيل حسن





    وأنا أغوص في أعماق عوالم اسماعيل حسن السحرية وفى فنه النادر أجد نفسي في كل مرة أمام عمق يغريني إلى أعماق مسحورة لا نهاية لها. عالم سحري عشت فيه طفولتي وقبل ميلادي، فأنا ثمرة من ثمرات عالم اسماعيل المسحور. واليوم تعود بي ذاكرتي إلى ذلك الزمن الأخضر، إلى مزرعة أبى اسماعيل حسن بالباقير، فأذكر تلك الجلسات التي يخصصها اسماعيل لمطربي وشعراء الطنبور. كانوا يجلسون على شكل حلقة واسعة تحت أشجار النخيل والمانغو يتوسطهم أبى اسماعيل. كانت حلقة الطنبور تضم في كل مرة نخبة من مطربي وشعراء الطنبور من الشباب والشيوخ وعشاق الطنبور من أنحاء البلاد. منذ كنت طفلة صغيرة حتى غدوت إلى مقتبل العمر كنت أجلس دائما إلى جوار أبي اسماعيل في حلقة الطنبور واستمع إليه وهو يتلو بصوته العميق قصائده الكثيرة التي كتبها لأغاني الطمبور .. في درب البنات .. يا حليلك يا بلدنا .. الجواب نص المشاهدة .. أبوك تعبان يغزغز في الهواليك .. وغيرها من عشرات القصائد التي يشدو بها الكثير من مطربي الطنبور. كانت أغنيات الطنبور تصل من الراديو إلى أهلنا في كل الربوع والوديان والقرى في الشمال والشرق والجنوب والغرب. عثمان اليمنى وعمي عبد الرحمن عجيب كانا يحضران دائما حلقات الطنبور في مزرعة أبي اسماعيل يترنمون بأصواتهم الندية وأنغام طنابيرهم تعبر النيل الأزرق إلى الضفة الأخرى وتخالط المياه تهبط وتصعد وتموج معها في كل الاتجاهات.

    اليوم ليس كمثله يوم من أيام حديقة العشاق. كل المواسم قد تجمعت هنا. مواسم الأفراح والحب تعانق مواسم الشوق والحصاد. نسمات من الشمال ورذاذ منعش من الجنوب ودعاش من الغرب وسحابة من الشرق تمتزج بعبق ورود حديقة العشاق وعطر النخيل والجروف وريحة تراب البلد الحنون. من علامات هذا اليوم أن أسراب الطيور المهاجرة قد عادت على غير مواسمها بعضها احتضن جرائد النخيل وأسراب أخرى قد حطّت بألوانها الزاهية على الفروع والأغصان وكأنها في انتظار شيء ما. سبائط البلح ثريات مضيئة تتدلى من نخلات حديقة العشاق تشع أنوارها الصفراء والخضراء والحمراء تبشّر بفرح قادم. شيء ما لفت انتباهي عند مدخل حديقة العشاق. أمعن النظر لأرى النحّات الموهوب أخي وليد اسماعيل حسن يضع لمساته الأخيرة لنحت جميل عبارة عن خمس أياد وهي تحمل مجتمعة مجسما لطنبور. بالها من أياد جميله بألوان أهل بلادي المتنوعة.

    في قلب حديقة العشاق بدأ يتشكل عقد حلقة الطنبور وتنتظم حبّاته الفريدة .. عثمان اليمنى جواره عبد الرحمن عجيب وعمى مبارك الكد وعبد الله الشيخ البشير واحمد عبد العال واحمد فرح ثم أرى خليل فرح وعبد الله الطيب والطيب محمد الطيب .. حسن خليفه العطبراوى، الطيب صالح يدخل من باب الحديقة بصحبته الزّين وفاطمه وبت الروّسي وبندر شاه والمريود وباقي سكّان "حِلّة الطيب صالح" يسلمون ويجلسون إلى حلقة الطنبور .. الطيب صالح يجلس إلى جوار المجدوب، والزّين نفسه جلس هادئا على غير عادته على يسار يوسف فتاكي بابتسامته البيضاء. آدم شاش في زي أهل الشرق يدندن هامسا .. فنجان جَبَنَه يا بنيّة في ضل الضّحاوية .. وإلى يمينه أبو آمنه حامد، عمي شريف طنبل بيده ورقة وعبد القادر سالم يجلسان إلى يمين ويسار الشيخ الكرسني. وتتسع الحلقة لرجال بملابس خضراء وبيضاء لم أعرفهم من قبل، لكني أتبين حاج الماحي وأولاده وحسن بابكر، ثم محمد وردي يضع طنبوره على حجره يجلس إلى جوار رجل في لون الأبنوس عاري الصدر يحمل طنبورا له شكل متميز. المبارك شيخ الظهر ينهض ويحمل مبخرا يطوف به على رؤوس الحضور ويعطر سماوات حديقة العشاق برائحة بخور ساحرة .. شيخ المبارك يمر بمبخره بالقرب مني فأقول له مداعبة: "المبارك شيخ الظهر شوفني جنّيت أنا واللا دَسْتَرْ" يبتسم ويقول لي: بنت أبوك اسماعين وحفيدة حد الزيّن! ثم يعود ليجلس.

    انتظم عقد حلقة الطنبور في حديقة العشاق مثلما كان ينتظم حول أبي في مزرعته بالباقير في ذلك الزمن الأخضر. هذه المرّة انضمت لحلقة الطنبور وجوه جديدة متنوعة لم أشاهدها في حلقات ذلك الزمن الأخضر. الحلقة اتسعت اتساعا كبيرا حتى أنني لا أستطيع أن أتبيّن وجوه الجالسين على الجانب الآخر من الحلقة. رواد الحديقة يجلسون حول حلقة الطنبور دائرة خلفها دائرة وتتداخل حلقاتهم حتى تلامس أفق حديقة العشاق بالقرب من السماء. لقد تلاشى الزمان والمكان عدا أنني استغرب بيني وبين نفسي كيف اجتمع كل هؤلاء الأماجد في مكان واحد وفي زمان واحد؟ لكن سرعان ما تنقشع الحيرة عن نفسي وأشعر أن المستحيل لم يعد مستحيلا بعد عودة الحبيب العائد الذي يقف اليوم إلى جواري بعد ثلاثين عاما من الفراق. ثلاثون عاما أغلقتُ فيها قلبي وروحي ومرّ فيها قطار حياتي وتوقف في محطات غريبة مهجورة مسكونة. ثلاثون عاما من الحب حمل هو فيها مفتاح قلبي معه وحملت أنا مفتاح قلبه، حتى عاد وأدار مفاتيحه السحرية فانفتحت مغاليق روحي وتحركت دورة الحب وتذوّقت طعم الأمل من جديد .. عاد فألقى قميص الشوق على وجهي فارتد بصر الحياة إلى عيوني. لذلك لا يحيرني أن يجتمع هؤلاء الأماجد في حلقة واحدة، فالزمان والمكان في بعض الحالات لا يكون لهما من وجود أو أهمية.

    قلت للعائد: يا لروعة حديقة العشاق اليوم. فالحديقة قد اكتست فرحا وأبي اسماعيل حاضر في كل هذا الحضور الذي يحبه .. حلقة اليوم اتسعت ورواد الحديقة يعدّون بالملايين ..

    قال: الذين حضروا اليوم من كل فجاج البلاد هم أهل اسماعيل وهم عشقه. حب اسماعيل لك من صميم عشقه الكامل، وحبك لي وحبي لك من صميم عشقنا الأكبر هذا. الحب دائرة من الكمال، ومن يعرف كيف يحب بلاده وأهله يعرف كيف يحب محبوبه. يصمت العائد لحظة ثم يقول لي: .. أنظري يا حبيبتي .. طنبور نوبي وطنبور نوباوي .. طنبور هدندوي وطنبور غرباوي .. طنبور شايقي وطنبور شلكاوي ... يا لسحر الطنبور الذي أصبح هوية تجمع أهل البلاد على صعيد عشق واحد.

    ران الصمت حتى انتبهنا على نغمات تنساب من طنبور النعام آدم. عزف النعام معزوفة طويلة سحرت القلوب وأخذت بمجامع الأرواح فاستجابت كل الطنابير إلى نشوة النغم وسبحت أرواحنا على أثير الجذب والهوى وتماوجنا مع أسراب الطيور التي أقلعت من الغضون وجرائد النخيل لتحلق معنا عاليا.

    ونحن على تلك الحال من النشوة، إذا بنا نسمع جلبة وضوضاء وتراتيل قوية تأتينا من بعيد وتقترب من حديقة العشاق. ثم نسمع صيحة قوية ترددت أصداؤها في جنبات المكان والزمان وفي صدورنا مثل أزيز النوبة. هذه الصيحة القوية التي سمعتها قبل قليل لم تكن صيحة خائف أو صرخة حرب. إنها مثل نداء قوي من قائد أو أب أو زعيم محبوب .. نداء مهيب يزرع الطمأنينة لكنه في لغة لا أفهمها. يهرع الجميع إلى باب الحديقة وإذا بالأنوار تغمر المكان تنبعث من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى الأرض. وإذا بنا أمام قافلة تسد أفق السماء والأرض، قافلة لا تثير الغبار كأنها تزحف على بلاط سحري مقبلة نحو حديقة العشاق. وعندما اقتربت منا أصبحنا مثل ذرة في محيط الحشد القادم. تقف القافلة فأرى الملك بعانخي يقف على عربته الحربية وقد توقفت الخيول التي كانت تجرها وإلى يمينه الملك ترهاقا ثم الملكة الكنداكه والملكات آماني مليل وآماني شاخوتي وملكات أخريات في أزيائهن الملكية وملوك في ملابس ملكية تبرز تناسق وقوة أجسادهم وألوانهم السمراء والسوداء ورؤوسهم عليها التيجان مرفوعة في عزة من خلفهم ملايين لا تحصى من البشر بألوان وسحن متنوعة بادية عليهم علامات الحبور والرخاء يرتدون ملابس أنيقة من عصور مختلفة لكنهم يتكلمون جميعهم لغة واحدة صرنا نحن أيضا نفهمها! معابد حضارات مروى وكوش وطيبه ونبته كلها حاضرة هنا أمامنا جديدة نضرة لها ألق وألوان زاهية موشاة بالذهب مضاءة بالأحجار الكريمة. لا أدري كيف أحضروا معهم المعابد الشامخة، لكني لا أفكر في الأمر، فقد أحضروها والسلام مع آلاف الكنائس والصوامع والمآذن. ثم نرى تلك المرأة على صهوة فرس أبيض تحمل سيفا مرصعا، فاقترب منها لألمس طرف ثوبها الأبيض واسألها من تكون فتقول لي أنا مهيره بِتْ عبود وهذه بنونة بنت المك، وهذه ميري التي غنى لها أبوك اسماعين، وهذه رابحة الكنانية.

    ران الصمت مرة أخرى واتجهت الأفئدة والأبصار نحو بعانخي. انبهرت روحي وأنا أرى لأول مرة القائد المحبوب بعانخي وأسمعه يتحدث إلينا بصوته الذي حمل كل معاني القوة واللطف. يرفع بعانخي بيده طنبورا آية من الجمال من الذهب المطروق ترصعه الجواهر له خمسة أوتار. يرفع بعانخي الطنبور عاليا ويقول لنا: "أيها الأحفاد .. لقد احتفظنا به في مراقدنا الأبدية إلى يوم يقوم الأشهاد لأننا نعرف كم هو عظيم وساحر .. واليوم أيها الأحفاد خذوا مني هذا الطنبور حتى لا يفسده ماء النهر المقدس .. خذوه وحافظوا عليه ورتلوا معه أناشيد الحصاد والحب والحرب والخير والأمل .. أيها الأحفاد .. ما كان للنهر المقدس أن يؤرق نومنا الأبدي من آلاف السنوات عندما كان يمضي في الطريق الذي رسمه له الرب .. أيها الأحفاد لا تحدّقوا بعيونكم في الشمس المقدسّة، لكن أحصدوا أشعتها ففيها النار والنور" .. يصمت بعانخي وتنتشر الرهبة، ثم يمضى إليه النعام آدم بخطوات سريعة لا يقوده أحد يتبعه أربعة من أبناء بلادي وتمتد الأيادي الخمس وتستلم الطنبور. يمسك بعانخي بعنان خيوله ويستدير بعربته الحربية تتبعه الملايين التي أتت معه ليعود من حيث أتى ويختفي الجميع في لحظات .. لقد أبلغنا الرسالة وحمّلنا الأمانة وعرفت أنا وعرف الجميع سر تلك الصيحة التي سمعناها. التفتُّ إلى العائد، وقبل أن أسأله قال لي: الطنبور يا حبيبتي نفخ في صور البلاد فاستيقظ التاريخ جيلا بعد جيل وانطوت صفحة الماء من أجل أن ينهض الحاضر فينا.

    عاد الجميع إلى داخل حديقة العشاق وانتظمت حلقة الطنبور من جديد من حولها حلقات لا تحصى ولا تعد من رواد حديقة العشاق .. وتواصل الغناء أكثر سحرا ورونقا وانسجمت الطنابير وتنادت، وأنشد الجميع رائعة اسماعيل حسن ..



    يا حليلِك يا بلدنا! .. الفيكِ ربّونا اتولدنا

    يا كريم يا الله حلحل لي وثاقي! .. أصلي مشتاق .. أصلي غرقان في اشتياقي

    لى نخيلنا .. ولى جروفنا وللسواقي .. لى صديرياتا لى لبس الطواقي

    يا حليلك يا بلدنا

    شوف دموعي الكابّه مِنْ ساعة فراقي .. بى وراكم أصلو ما فضّلتا باقي

    يا حليل ناس آمنة عِنْ ساعة التلاقي .. ياحليلك يا بلدنا

    يا حليلو لعبنا فوق رمل الجزاير .. نرعى في وديانا فوقنا الطير دا طاير

    كنا فرحانين ومرتاحين ضماير .. لا زعل بيناتنا خاتّين الصغاير

    شوف بناتنا بُدور ومِنْ فوقِن ضفاير .. يا حليل ناس آمنة سِتّات الحراير

    جن تقول غزلان واردات للحفاير .. يا حليلك يا بلدنا

    وقت الليل يروق بطراك يالعشاوي .. الدليب إنْ دقّهَ بَسْمَعو في مِسّاوي

    الطنابير التّرِنْ تروي الحكاوي .. واللبيب بي صوته لي جرحي بيداوي

    يا حليلك .. يا بلدنا

    يا حليلي اللى بلدنا بقيتَ غاوي .. الحنين والغربة ديل خلوني راوي

    يا حليلك .. يا بلدنا

    في الليل كنا عاد نمشي الخلاوي .. شيخنا واقف سوطو في ايديهو لاوي

    نقرا في ليحانّا .. صوتنا الدّيمة عاوي .. وبى حطب السّلم ساحاتنا ضاوي

    يا حليلك .. يا بلدنا

    يابا ود حاج .. ويابا أبنعوفْ ... يابا تور الزّومة العطوفْ

    ود حجر يا راجل الدفوفْ ... ود بليل في موره معروف

    الحقوني أنا .. لِمّوا الصفوفْ ... قصدي لى قببكم أشوفْ

    يا بلدنا أزورك واطوفْ ... يا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا

    ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا ...
                  

10-23-2012, 07:32 AM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)
                  

10-30-2012, 04:34 PM

أحلام إسماعيل حسن
<aأحلام إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدد خاص عن ذكرى البروف على المك (Re: أحلام إسماعيل حسن)

    حديقة العشاق
    كلام في الحب

    بيني وبينك والايام قصة حب طويلة

    بقلم/ أحلام إسماعيل حسن

    وفيما أنا أنظر كدأبى الى السماء رأيتها على درجة عالية من الصفاء , بعض النجوم متناثرة هنا وهناك منها الساكن ومنها ما يتلألأ , ليلة قمرية كأن نسيمها يتنزل من عل. هذا هو الليل فى حضنه تتجلى عوالم من الأضواء موحية بحالة من الحلم السماوى .

    يوم آخر من أيام حديقة العشاق أرى زوار الحديقة فى هدوء وجمال متميز , أخطف نظرة باتجاه صف الزهور فأرى نداوتها وبريقها وكأنها تتشابى بتوق وإستحياء إلى السماء فى معـرض لإثبات الجمال .

    لوحة تفصيليه بديعة أخرى أدنو منها , قصيدتين , نقش فى الوجدان زهرتين من غرس إسماعيل حسن يانعتين يبدو عليهما خليطا من الألوان التعبيرية

    المدوية , ألوان من لغة الطبيعة فى همسها عبر الأصفر والبنفسج حيث يزحف كل منهما نحو الأخر فى ذوبان مبين. هاتان الزهرتان هما سؤال , بينى وبينك
    يتناسق كل ذلك الأبداع والجمال بمعية الحضور فالكل تائه والكل آسر ومأسور ثم تسرى فى وجدانى موسيقى بينى وبينك والايام فتتراقص لها طبلات أذنى ثم يبدأ

    الجسد فى الحراك سألت العائد عن بينى وبينك والايام

    فقلت له : كانت لنا أيام , قربتنا أيام ثم باعدت بيننا أيام هل كان هذا تصور إسماعيل حسن لبينى وبينك والايام؟
    أجابنى قائلا:

    إنها المسافات ، الزمن مسافات , تتغير المسافات ولا يتغير الحب المتعمق فينا

    يتأصل يغور عميقا فى داخل المرء
    ثم أردف قائلا : لا أنا ولا أنت تغيرنا فى دواخلنا بل كل الذى طرأ فهو غبار

    السنين العالق فى وجهى ووجهك ولم تغير المسافات ما بدواخلنا
    قلت له:
    كده أســأل قلبك عن حالى أسألو
    تنبيك عن سؤالك أشواقي أسألو
    ****
    كـده أسـأل عـيـونك يا أجـمـل حبيب
    وأســأل لي خــدودك بـــراها بتجيب
    في عيونك حياتي وفي حُسنك بغيب
    ***

    قلبى الحـبـــاك أسألو
    ما حــب ســـواك أسألو
    ماعـاش لــولاك أسألو
    طول عمرو فداك أسألو
    ***

    فى حُـبك متيـم والشـوق ليك رسول
    من قلبي بيطيـر ما بخــشى العـزول
    وحـولك يا حبيبى بيطوف ليك يزور
    ****
    عـايـش عـشـانـك يا أمـلي انا الوحـيـد
    لو ما كان غـرامك ما كان صابني ريـد
    ما فـجـرت لحـني وما غــنـيــت نـشـيد
    أنا عـابـد جـمالك ولى فـنـك بجـيد
    عن آلامى ................. عن أحلامى
    طهرك ولحنى حسنك وفنى
    *****
    أنا ضقـت السعــاده وفارقـني النـدم
    قـبـلــك كـنـت تـايــه وحـياتي عدم
    سلواى كان دموعي وسميري الالم
    لكـن يا حـبـيـبـي دنـيــــاىإبتسم
    *****
    هـــل ربـيـعــي أسألو
    قـِـدت شموعي أسالو
    وراحو دموعي أسألو
    فرد قائلا تنبيك عـن سؤالك أشواقى

    عندما أرجع لديوان أبى إسماعيل حسن أستصحب محمد وردى بكامل الاوركسترا وتطل صور عمى الفنان التشكيلى أحمد عبد العال ومعه إبراهيم العوام , والاستاذ عبد المطلب الفحل , كان مقامهم يطيب هناك, شعراء , أدباء وفنانون و تشكيليون ومبدعون من فى كل ضروب الحياة .



    أذكر عندما كان محمد وردى يغنى بينى وبينك والايام وأسأل قلبك عن حالى كنت دائما أرقص فى هاتين الاغنيتين ومنذ نعومة أظفارى .



    عندما أذهب للمزرعة دائما يكون بحوزتى جهاز تسجيل يحوى هاتين الاغنيتين وهما من أحب الاغانى لقلب أبى و يبدأ الاستماع فى المزرعة ويتواصل بنا المسير باتجاه شاطىء النيل الازرق حيث نجلس على الرمال فنستغرق فى الاستماع.

    حكى لى أبى إسماعيل عن الفترة التى كتب فيها هاتين الاغنيتين , حيث كانت فترة الافتراق بينه وأمى , فكان إنتاجا عاطفيا غزيرا تغزى من قصة الحب العنيفة بينهما وتفجر غديرا من الاغانى تماهى فيها كل العاشقين فى السودان , شهدت تلك الفترة قذائف ومشاكل بين الجيران بين اهل امى وأهل أبى , فوجد العزال أرضا خصبة


    فرد قائلا : تنبيك عن سؤالك أشواقى .

    يطوفون بين العاشقين بحكاوى بعضا من القيل وبعضها تاجيج لنار الوجدان, أشعل العوازل نيران الاثارة فكانت مساهمة فى تأجيج العاطفة فتتوالى ردود الفعل دررا وابداعات.


    بيني وبينك والايام قصة حب طويله
    شـيدناها بالآمــــال والعـشره النبيله
    ****
    ديمه الناس تفـــرق وتمنعـنا التلاقي
    جمر البين يحرق ويزيد في إشتياقي
    يا مسافـر مشـرق وين أيامكم حليله
    *****
    كانت في خيالي الحان في شعـوري
    أســــرار المحـنه بـتـعــذب ضميري
    حلفتك بربك لو في الطيف تزورني
    ****
    إن طالت ليــــالي وإن جارت عـلينا
    برضنا نحن أنحن روح واحده بقينا
    ومن قــول العـوازل سيبك ما علينا


    كده أســأل قلبك عن حالى أسألو
    تنبيك عن سؤالك أشواقي أسألو

    بيني وبينك والايام قصة حب طويله
    شـيدناها بالآمــــال والعـشره النبيله
    ****
    ديمه الناس تفـــرق وتمنعـنا التلاقي
    جمر البين يحرق ويزيد في إشتياقي
    يا مسافـر مشـرق وين أيامكم حليله
    *****
    كانت في خيالي الحان في شعـوري
    أســــرار المحـنه بـتـعــذب ضميري
    حلفتك بربك لو في الطيف تزورني
    ****
    إن طالت ليــــالي وإن جارت عـلينا
    برضنا نحن أنحن روح واحده بقينا
    ومن قــول العـوازل سيبك ما علينا

    بيني وبينك والايام قصة حب طويلة


    http://www.youtube.com/watch?v=32Q205BPm2U&feature=related

    *******

    http://akhbaralmadina.wordpress.com/
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de