|
متولي مالك يرثي المغفور له عثمان التيجاني "تايسون"
|
للك هي سنة الحياة.. ونهآية كل مطاف.. وتعطلت كل الحواس.. وتاهت خطئ المشاعر.. وتحطمت كل اشرعة الأحآسيس.. وذآب جليد الوجدان.. عثمان تايسون أصبح في ذمة الله.. توفي الأخ والغالي.. رحل ساكن القلوب برفقة هادم اللذات.. عندها وفي تلك اللحظات.. تذكرت أحاديث الصبر والثبات.. وعظم جزاء تحمل الصدمات والتبعات... وقيمة الصبر وجميل الإحتساب.. عندها كتمت أنه كانت على وشك الإنطلاق... لكنني وقفت عاجزا ً أمام دمعة حارة حارقة ... تهادت على الخدان... قد تكون دمعة أسى وحسرة.. وقد تكون دمعة مرارة ولوعة ... وقد تكون دمعة أسف وندامة... على زمن مضى وفات ... حقيقة لا أدري .. .. حديثه متعة عمر لاينقضي.. الجلوس معه ذو شجون وأشجآن... وروحة المرحة عطر ..... مات و لم نحظي بلقائه او التمتع بالحديث معه و لم نهناء بمجالسته.. ولم نتلذذ بحلو حديثة.. سياط الحسرة تجلدنا.. وأشواك الفرقة تقلق مضاجعنا..
ودع دنياه.. ولقاء وجه الكريم المنان... ترك شقانا وشقوتنا.. رحل وزاده شيئ من تقوى ... وقليل من ذكر.. هجعة ليل وقراءة قران... هذا هو تايسون..
تمت الصلاة عليه في مسجد ابوهامور بالدوحة.. وسيحمل جثمانه الطآهر إلى السودان.. وهناك سيتوارى الجثمان خلف سحب الأتربة... وحفن التراب... ستتعالي بعدها الشهقات وتتناثر الزفرات... لكنة القضاء النافذ الذي لايرد ولايصد.. وحكمة الله الجارية على الخلق... في محكم الكتاب وعلى مر الأجيال.. في قولة تعالى: ( كل من عليها فآن)) وأنتهى مشوار حيآة .. أنتهى مشوار وبدأ مشوار.. وبدأت مراحل جني الثمار.. حيث الشقاء والتعاسة والخسران... لمن خاب وسقط في الامتحان... والنجاة والنعيم والحور العين.. ونخل ورمان لمن طاب مسعاه.. وأجتاز الامتحان.. أنتهى المشهد وكأنة حلم وخيال... وغآب وجه الفناة وصوت حبيب عشقناه.. ولكن حالت الأقدار دون ذلك.. وظروف الزمان والمكان.. وصروف الدهر وتقلبات الايام... عن تحقيق المنى وإدرآك المحآل.. لكنهآ مشيئة الله.. وحكمة الخآلق.. وذهاب بلا عودة.. في سفرة أبدية.. ورحلة سرمدية... سبقنا إلى دنيا أخرى.. وعالم خلودي.. ونهاية مطاف لارجعة منه.. لاشيئ هناك سوى الله.. ورحمة كبيرة وسعت كل شيئ.. غادرنا فضاء المسجد... وصدى قرع النعال.. يتردد في الآفآق..
كل التقدير لمن شارك وواسى.. والشكر كل الشكر لمن تجشم مشاق الحضور لصلاة الجنازة... وعنى نفسه مشقة الحضور.. لاشيئ سوى محبة الفقيد..
تعجز الكلمات.. وتذوب المشاعر.. وتخجل الأحآسيس.. عن صياغة الكلام وتطويع الكلمات لكل زملاء واصدقاء ومعارف.. الصديق والزميل عثمان تايسون ونخص بالذكر رفقاء دربه...وزملاء دراسته واخوته مماشاهدنـآه.. وعايشناه.. ولمسناه من تلك الوجوة الصادقة الوفية.. والمخلصة من سمو تواضع.. وجلالة تقدير.. وحسن وفادة.. فاق الخيال وعانق المستحيل.. كرم بلاقيود.. حب ومعزة لتايسون.. فاق كل وصف.. انه حقيقة الوفاء في أزمنة الغدر.... الأخلاص في زمن التملق والتزلف والنفاق.. لقد أعآدونآ وبكل امـآنة وشفافية إلى ازمنة المستحيلات الثلاثة.. الغول والعنقآء والخل الوفي... قاموا بكل شي وفعلوا كل شي ... وقد جاء وفائهم وإخلاصهم ووقفتهم مع رفيق دربهم.. رحمة الله.. في ازمنة واوقات بآئسة ورديئة.. وقت تاهت فيه كل معاني الوفاء ... وطغت فيه كل مشاهد المجاملات... على مشارب الحياة... وقت نسأل الله السلامة تباعدت فيه الخطوات... أزمنة تقطعت فيها تقريبا ً كل اوآصر الحب والمحبة... إلا من رحم الله... الشكر كل الشكر ولاشيئ غيره.. فهو كل مانملك
|
|
|
|
|
|