|
الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ
|
الأخوة والأبناء: ربما كان الحوار أمر ضروري ـ مع هذا الجيل ـ "سأحاول ما أمكن ذلك" ـ أو الأصح "بحجم الاستجابة ودرجة التفكير أو التصعيد". نبدأ: أظننا نتفق في أن الجيل الثاني بأرض المهجر "يعاني من نزاع وأزمة هوية" ـ فهو "تأكيداً" لا يستطيع الدخول في عقد اجتماعي "يشبع حاجاته" "حيث ولد وحيث يقيم" بما يقتضيه هذا الانتماء من التزام بمعايير وأخلاقيات وقيم "هذا الاجتماع" ـ بافتراضه "سوداني" ـ حسب الفهم التبسيطي لمعنى أن يكون سودانياً ـ بحجم التسطيح والغوغائية وبحجم صراخنا وحوارنا الأخرق "في المستوى الأدنى من مخاطبات الفكر" مع "جيل أزمة" لا ندريها أو ندرك أبعادها ـ ندعوه للإنتماء وإن كان لـهوية زائفة أو (وطن مُتخيل) ـ وطن لا يفهمه ولا يدرك معناه ـ وطن نعلم تماماً أنه قنن فأذل وسفه حتى الإعياء. هذا الوضع الغريب (المربك): "يدخل فلذات أكبادنا" في أزمة "فعلية" لا تمكنهم من الارتكاز أو الاستناد إلى إرث ثقافي أو حتى نظام معياري "قيمي وأخلاقي" "محدد ومؤكد" ـ أو حتى جماعة تشبع حاجاتهم ـ جماعة يتعرفون من خلالها إلى خصائص أنفسهم ـ وتشعرهم بالأمن والانتماء والطمأنينة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
من الطبيعي أن تميل كل مجموعة بشرية مهجرة إلى التعبير عن ذاتها وشخصيتها من خلال انتمائها المحلي ـ لكن "المهم" أنه في حالتي التهجير والاغتراب يتم استيقاف الذات في محاولة الالتقاء مع الجديد في سياق التزاحم والمدافعة والتوتر لإنتاج نوع من التوازن المحتمل. والميلاد هنا في مجمله عملية مريرة وشائهة وصدى لمخاضات مرهقة وطويلة لإستيلاد شخصية غالباً ما تأتي مأزومة ومتناقضة لا تتعرف على ذاتها ضمن شروط التفاعل والتوازن. هذا النوع من الالتقاء المُربك يسحقنا ويسحق أبنائنا ويسحل كل قناعاتنا الأصيلة. انتماءات المهجر تتشكل خارجياً بما تحمله خصوصية المرجعية الثقافية وبما تفرضه مقاربات الالتقاء مع الجديد. وهي في مجملها مقاربات صعبة لوضع منهجية وتخليق شكل من إشكال الاتزان أو الثبات. فمزاوجة الثقافات في أرض المهجر هو تعبير عن حالة أو نوع من التوازن الثقافي ومنفذ يتطلع إليه المغتربون خصوصاً الجيل الثاني (أبناءنا وفلذات أكبادنا) الذين ـ هجرناهم قسراً ـ وحرمناهم من ثقافتهم المحلية ومنعنا عليهم خياراتهم .. يتبع .................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
أبناؤنا في المهاجر يعانون من أزمة رفض ثقافي (داخلياً وخارجياً) تلفظهم ثقافة المهجر ويتحفظون على انتمائهم الثقافي. يعانون من عدم القبول في المنافي ومن رفض عند العودة إلى السودان ..هذه أزمة (مسكوت عنها) ولكنها في نفس الوقت مشكلة حقيقية تعلمها جيداً جميع الأسر السودانية المقيمةفي المهاجر (لا فرق في أمريكا ـ في أوربا ـ في دول الخليج أو أي بقعة خارج السودان) نفس منطق المأساة ونفس المعاناة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: Dania Elmaki)
|
الاستاذ صلاح تحية طيبة وبعد اتفق مع الاخت دانيا في أن الخلط بين الفئتين ( مغتربي الدول الخليجية والعربية ) و( مهاجري الدول الغربية ) سوف يؤدي الى مفهوم مغلوط وربما تعريفات عامة بشكل لا يخدم قضية البحث ، هذا لا يعني ان ما كتبت ليس له قيمة بل بالعكس يجب البدء من حيث ما توصلت اليه. على حسب خبرتي البيسطة قهر الثقافات الاخرى والذي يؤدي الى ( تشويه وطمس هوية ما ) موجود في الدول العربية والتي تحارب كل اشكال التوطين او الاستيطان فيها بينما يقل هذا التوجه في الدول الغربية وامريكا والتي الى حد ما تشجع بروز الثقافات الاخرى لإيمان حكوماتهم بان هكذا تمازج ينتج ثقافة قوية وشخصية تعرف وتعي ما تريد. مساهمات الجيل الأول ايضا يجب ان لا يتخطاها هذا المبحث والسؤال المستحيل لماهية الهوية السودانية ومقدار تأثيرها على الجيل الثاني ايضا يجن ان لا يُغفل .
لك الشكر وان استمر الخيط سوف اساهم بقدر ما استطيع. لكما الود أسامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
زمة الهوية والجيل الثاني في أرض المهجر: (أبناءالمغتربين) سؤال الهوية أصبح ملحاً وضاغطاً لا يحتمل التأجيل في ظل الموقف الخطابي الجديد، ويحتاج إلى ضرب من الاحتشاد الوقائي والاحتمائي في هذا المنعطف الاستثنائي الذي يشهد على تشكُل جديد في أرض المهجر . فأمر الهوية مرهون بكليته إلى جدلية الاكتساب التي تمثل ركناً أساسياً ومتيناً للأنساق الثقافية المختلفة. والهوية في مجملها منتج جمعي ورابطة معقدة وعلاقة جدلية بين الإنسان والمكان، لا تبقى حية وتدوم إلا بفضل التوارث الثقافي وتداول الأفراد والجماعات لها. لذلك كثيراً ما يتسبب الانقطاع الطويل عن الوطن في صراع يربك ويقوض الكيان الداخلي للأبناء ، ويؤسس بذلك لأرضية هشة ويمهد لمحتوى ثقافي غير مستقر ومؤكد , مما يسهل عملية الاختراق ومن ثم التهجين والتدجين . وقد يتطور الأمر إلى إحساس راسخ ومرير وقناعة تامة بالدونية وإلى اعتراف ضمني بخواء المحتوى الفكري والإنساني للمرجعية الثقافية في مواجهة تفوق وأفضلية الثقافات الأخرى . هذا النفي وهذا الاختراق للذات الفردية يفقد الأبناء الارتكاز والمقدرة على اتخاذ القرار . فالجيل الثاني بأرض المهجر في قلب الرحى ، فهو مكشوف وعُرضه لاستلاب كامل إذا ما تسللت هذه المفاهيم وتمكنت من قناعاته الحميمة وتحكمت في آلياته النفسية ، وقد تؤدي هذه المفاهيم للارتباك وفقدان السيطرة على أدوات النظر والحكم ، وعلى أدوات الاختيار والتفكير . كذلك قد تعني عدم المقدرة على الإسهام وزحزحة الأشياء بعيداً عن الهوامش في اتجاه البناء الكلي للذات الجماعية . هذا الاستلاب يتراكب وانشغالنا نحن الآباء بالعمل ولقمة العيش وجمع المال واقتناء العاديات وبناء العاليات السوامق ، والجري وراء سلوك استهلاكي لا يمت لتقاليدنا وعادتنا وثقافتنا بصِلة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الاستاذ صلاح موضوع هام للغايه ومتشعب يلمس العديد من اوجه الحياة يؤثر ويتار بها بدءا بالمجتمع في المهجر
اعني المجتمع المضيف والمجتمع السوداني خارجه وعلاقات افراد الاسر ببعضها البعض
في تلك المساحات الضيقة والتنشئة في مجتمع مختلف والتعليم
الذي ربما يكون في بلاد لا هولي ولا هولك كما قال الشاعر
وتباعد افراد الاسره خاصة الذي قضوا زهاء الثلاثين عاما في الخارج وحتي التوظيف وخلافه
....موضوع مجتمع بحاله
خاصة في ظل الظروف الحالية والطاردة والتي عجزت الحكومات ولو بالمساهم في القاء الضوء عليها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: طارق ميرغني)
|
Quote: لاستاذ صلاح موضوع هام للغايه ومتشعب يلمس العديد من اوجه الحياة يؤثر ويتار بها بدءا بالمجتمع في المهجر
اعني المجتمع المضيف والمجتمع السوداني خارجه وعلاقات افراد الاسر ببعضها البعض
في تلك المساحات الضيقة والتنشئة في مجتمع مختلف والتعليم
الذي ربما يكون في بلاد لا هولي ولا هولك كما قال الشاعر
وتباعد افراد الاسره خاصة الذي قضوا زهاء الثلاثين عاما في الخارج وحتي التوظيف وخلافه
....موضوع مجتمع بحاله
خاصة في ظل الظروف الحالية والطاردة والتي عجزت الحكومات ولو بالمساهم في القاء الضوء عليها |
أخونا المحترم : طارق ميرغني : فعلاً الآن أصبحت ظاهرة مهمة وبالغة الخطورة ـ خصوصاً في الأعوام الأخيرة ـ تعرف الأمس : قرأت ما يفيد أن سوداننا يصدر 3000 فيزا يومياً تصور . يعني أكثر من مليون من خريجي الجامعات والأيدي العاملة في خلال عام واحد ـ نحن كم أصله وعندنا كم من الشباب المنتج ـ عشان نصدر مليون كل سنة. ما أريد قوله: أن الظاهرة باتت تفرض نفسها على المستوى العام والخاص .. ونحن بصدد معاينة الافق الذي يتقوقع فيه "المهاجر/ المغترب" وإن تساوت كماً وكيفاً مع مفهوم المنفى ـ كثيراً ما أشفق على نفسي وعلى أخواني ونحن نغالب الزمن الهارب ومشاعر الكآبة المغلقة واللانهائية ـ واوهام العودة المحتملة أو المتعذرة والمستحيلة غالباً ـ لا تنتظر شيئاً من نظام يقول وزير صحته : أنه يشجع الكوادر الطبية على الهجرة .. وكأن الدولة قررت أن تكون إبناً آخر للمغتربين .. ينتظر الرعاية ومعالجة احتياجاته .. بالله شوف الحال الوصل ليها السودان. حقيقة الأمر أخي طارق : رأيت أن أنقل هذا الملف إلى الربع القادم .. لعله يجد إهتماماً أكبر .. ومعالجة منطقية تتسع لها صدورنا "رغم مرارتها".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: طارق ميرغني)
|
الأستاذ صلاح هاشم السعيد، شكرا على إفتراع هذا البوست المهم. فى البدء أصابنى شئ من الحسرة لأن البوست فتح فى الأسبوع الأول من سبتمبر ولم أراه إلا فى الأسبوع الأخير منه. أوعدك المواصلة فى هذا الموضوع حتى ولو بأضعف الإيمان ـــ أقصد التواصل كقارئ. الحقيقة، إهتمامى بهذا الموضوع يرجع لإهتمامى بشئون الجاليات السودانية فى المهجر ( الولايات المتحدة ) و الذى يأخذ جزءا ليس باليسير من تفكيرى و زمنى. تكونت لدى فكرة أولية هى، تباين أو إختلاف التجربة بين المهاجرين و المغتربين، مما يبرر فرز المجموعتين أو التناول المختلف للفئتين، و عليه، وإذا كان هذا الإفتراض مقبولا لديك ـــ أود أن أسألك لو سمحت ظروفك إعطاء القارى فكرة أو موجز عن تجربتك كمغترب أو كمهاجر أو جمعت بين الأختين؟ أي البلدان عشت فيها أكثر، و التى أثرت فى تجربتك. لك كامل التقدير على فتح هذا البوست، و نتطلع للإستفادة و التعلم من تجربتكم الثرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: Mohamed Gadkarim)
|
الاخ صلاح لك التحية والاحترام تجربتنا في المهجر بالجد متاهه في الوجدان مابين الانتماء والاندماج فما بال من ولد ونشأ في مجتمع يختلف ثقافياً مع ثقافة وتقاليد الآباء المنوط بهم تنشئة أبنائهم. معاناتنا كاباء اكبر من معاناة الأبناء وهي تحتاج فعلاً لتوازن وفهم كبيرين للتعامل. كما ان الأبناء ليس لهم انتماء للوطن الام للاجداد وانما انتماؤهم لبلد نشأتهم حيث كونهم الظرف المكاني. الموضوع فعلاً كبير وسنتابع بكل الاهتمام عسي ان يكون لنا في هذا المفترع علاج.
التحية لكل الأحباب المساهمين
عبدالعزيز خطاب هولندا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: عزيز)
|
Quote: لأستاذ صلاح هاشم السعيد، شكرا على إفتراع هذا البوست المهم. فى البدء أصابنى شئ من الحسرة لأن البوست فتح فى الأسبوع الأول من سبتمبر ولم أراه إلا فى الأسبوع الأخير منه. أوعدك المواصلة فى هذا الموضوع حتى ولو بأضعف الإيمان ـــ أقصد التواصل كقارئ. الحقيقة، إهتمامى بهذا الموضوع يرجع لإهتمامى بشئون الجاليات السودانية فى المهجر ( الولايات المتحدة ) و الذى يأخذ جزءا ليس باليسير من تفكيرى و زمنى. تكونت لدى فكرة أولية هى، تباين أو إختلاف التجربة بين المهاجرين و المغتربين، مما يبرر فرز المجموعتين أو التناول المختلف للفئتين، و عليه، وإذا كان هذا الإفتراض مقبولا لديك ـــ أود أن أسألك لو سمحت ظروفك إعطاء القارى فكرة أو موجز عن تجربتك كمغترب أو كمهاجر أو جمعت بين الأختين؟ أي البلدان عشت فيها أكثر، و التى أثرت فى تجربتك. لك كامل التقدير على فتح هذا البوست، و نتطلع للإستفادة و التعلم من تجربتكم الثرة. |
الاستاذ: محمد جاد كريم يبدو أنك رجل مهموم بقضايا المهجر ـ بالتأكيد أخي لك أن تفكر بالطريقة التي تراها ولك أن تتفق أو تختلف معنا ـ ولا يحق لنا "أنا أو غيري" أن نصنفك أو رأيك .. وبالتأكيد المسألة: مسألة حوار وتفاكر في قضية تهمنا "نحن" من خرجنا ـ وتهم من ينوي أو يفكر في الهجرة ـ وتهم السودان ـ فنحن ما زلنا "سودانيون" "فرضاً".. عموما يا صديق كلنا نجتهد ـ قد نصيب وقد نخطئ ـ قد يصعب علي تصنيف الهجرة/ الغربة/ المنفي/ ولا يسعني إلا أن أحشر كل هذه الموصفات بلا تفصيل في "نفي واغتراب الذات". وقد نتفق في أن التجربة: تتجلى بعدة اشكال .. حسب العمر وحسب التجربة وحسب الثقافة والتكوين.. أول تجربة لي مع الخروج أقصد (تجربة استقرار) بدأت في نهاية السبعينيات وأنتهت في منتصف الثمانينيات. ذلك خروج جاء عن رغبة وعن حلم كنت أتخيله وانتظره منذ الطفولة : حلم التجربة والحياة في اوربا وحقيقة الأمر كانت تجربة حقيقية عشتها بكل تفاصيلها. ولكن جاء يوم عرفتها فسقطت بعد ست سنوات من الاكتمال وبعد إنكشاف حجمها وحجم أزمتها والتباسها مقارنة بالمحول الثقافي الذي يكتنزه السودانيون.. وطبعاً السفر والاحتكاك يمنحك فرصة المقارنة وهي فرصة لا تتوفر لمن لا يغادر.. وكان أن رفضت بعدها فرصة للسفر والدراسة بالسويد (التحضير للدكتوراة) حينها كنت متلهفاً للعودة للسودان وقلت لصديقي الذي عرض علي الفرصة بأن هناك ضريبة وطن، علي دفعها. وصديقي هذا من أوغندا وما زلت أذكر كلماته حين قال : السودان مثل أوغندا دولة من دول العالم الثالث .. وهل تظن أنه سيعطيك الفرصة لتقدم له ما تظن أنك تستطيع تقديمه.!!. وأذكر أنني كنت حالماً ورومانسياً لحد كبير فعدت إلى مدينتي ومسقط رأسي ولسان حال يقول كما قال الطيب صالح على لسان الراوي في مطلع كتابة موسم الهجرة للشمال: ((عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة ، سبعة أعوام على وجه التحديد ، كنت خلالها أتعلم في أوربا . تعلمت الكثير ، وغاب عني الكثير)) وكنت قد أعلنت أصدقائي: بأني لن أخرج لاوربا أوغيرها (من هنا وللقبر).. وعرضت علي السعودية في عام 1990 ورفضتها ولكن في العام 1999 كنا "شلة انس" هاجر منها الفنان التشكيلي: عبدالوهاب بابكر إلى امريكا والمهندس: علاء الدين إلى هولندا وتوفى منها الشرطي والقنصل: محمد احمد المحبوب والمهندس: عثمان ازهري والمهندس: عوض حمزة.. في عام الكوارث هذا انهرت تماماً ولم استطع الاحتمال فطلبت الاغتراب بكل الوسائل .. حينها كنت حزيناً وتعباً ومقهوراً ومرفوداً ومتزوجاً.. ولي من الأحباب "أربعة اطفال" ينتظرون من بطلهم الاسطوري حل كل عقد الحياة .. فات علي أن اذكر أنه بعد أن سقطت أوربا في نفسي ذلك السقوط المريع.. وحينما كنت ممتلئاً بالشعارات وتنقصني التجربة رغم تعمقها في اوربا.. شددت الرحال إلى قريتي (الصغيرة) وتزوجت منها .. وأظن أن ذلك كان إمعاناً منى في العودة. ما زلت لا أفهم لماذا سبب لي السفر كل تلك الهواجس والارتباك والاحساس (المرضي بالغربة) وعدم الرضى، في كلا الحالتين في ارض المهجر وفي وطني بين ناسي وأهلي (لا فرق) ربما أصابتني اللعنة وأهتز إنتمائي وتعلقت هويتي ما بين هنا وهناك.. أحياناً يبدو لي أن المغادرة لأي سبب من الاسباب جريمة نرتكبها طوعاً أو قسراً ولعنة تحل بنا لتربكنا وتتراكب معنا لتركبنا حتى اراذل العمر.! على كل حال الغربة أصبحت سؤالاً وجرحاً مفتوحاً لا أظنه يندمل حتي آخر سنين العمر.. أسئلة ليست للإجابة : ـ إن عدنا من أين نبدأ ؟! ـ هل بقي في العمر ما يكفي لبدايات جديدة.؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
ـ في حالة الاغتراب يتم استيقاف الذات باعتبارها محاولة للالتقاء مع الجديد في سياق التوتر مع آثار الماضي . والميلاد هنا في مجمله صدى للمخاضات المرهقة لبناء شخصية متناقضة قد لا تتعرف على ذاتها ضمن شروط التلاقي والتوازن. ـ الذاكرة الملغية ـ تشكل إنسانية مطعونة ومهزومة ومعتقلة ـ وحينما يفئ المرء إلى نفسه ، إلى شهادة ميلاده المضيعة والمقصية خارج التاريخ، تُخون وتسقط الحياة بخفة لا تطاق .. "ولا عزاء". يتبع ________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Quote: لاستاذ الكريم صلاح، تحياتي الطيبات، موضوع هذا الخيط في غاية الاهمية. وطرحك فيه في غاية العمق. وقد فينا عصبا حساساً. شكراً جزيلاً، مصحوباًً برجا ان يتم نقل الخيط للربع القادم. |
المحترم د. حيدر بدوي بابكر : شكراً للمداخلة والاشادة بالطرح والموضوع ـ وأنت المفكر والأكاديمي المعروف ـ دكتور: أعلم أنها كتابة مرة وجارحة ـ وقد يعترض معترض ـ مقترحاً تدوين مالا يجرح، أو يفضح، أو ينكأ. ـ مفضلاً أن "نضع تدويناً بالصفح عن عثراته وعثراتنا" كأنما يقترح : التقاض عن التنكيل بالحياة راغباً في سلامة المرور بين ـ حطامنا وحطام أبنائنا ـ سأحاول الاستمرار بقدر ما أستطيع ـ وبقدر التصعيد ـ من أصحاب الرأي أمثالك ـ لك الشكر أستاذنا الكريم ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
Quote: لاستاذ هاشم سلام اكيد هنالك فرق بين ارض المهجر وارض الاغتراب لذا فان القضايا التي تواجه الجيل الثاني لابنائنا في المهاجر تختلف عن قضايا ابناء المغتربين
احترامي |
الأستاذ: خالد العبيد لك التحايا .. فهمت من حديثك أنك من المهاجرين لأنك تقول: القضايا التي تواجه الجيل الثاني لابنائنا في المهاجرتختلف عن قضايا ابناء المغتربين ـ وكما هو معروف الهجرة ـ إلى دول غير عربية ـ أو تسمح بالهجرة ـ لكن لم أتمكن من معرفة الزاوية التي تنظر إليها ـ أقصد من الموضوع ـ ربما لو وضحت لي هذه النقطة ـ قد نتمكن من إدارة حوار يثري هذا الملف "إن جاز التعبير" ـ عموماً سأحاول أن أضيف شيئاً ربما يوضح وجهة نظري في "الاغتراب" بافتراضه مفهوماً عاماً ـ في حالتيالاغتراب "الخارجي/ الداخلي" أي ما هو مرتبط بمحاولة استعادة المكان وما هو مرتبط بتضاد الأنا مع الواقع: محاولة إيجاد معنى قاطع لكلمة اغتراب "على إطلاقها" ـ ليس بالأمر السهل ـ التفسيرات متعددة ومتشابكة كما أنها مختلفة باختلاف العلوم المُفسِرة واختلاف زاوية النظر وطبيعة الموروث وحسب التجربة الخاصة المرتبطة بالمرجعية الفكرية والثقافية وحسب تفاعل الذات المغربة "طوعاً/ قسراً" مع الواقع وحسب القدرات الفكرية والنفسية للذات المُفَسَرة. كما أنها تأخذ أشكالاً وطرائق متعددة منها ما هو مرتبط بمحاولة استعادة المكان ومنها ما هو مرتبط بتضاد الأنا مع الواقع من حيث عدم المقدرة على التصالح أو التلاؤم مع المحيط الخارجي. ولكن في كل الأحوال نُحَال إلى حالة وجودية معقدة من التناقضية بين "الأنا والواقع" ربما بسبب ضرورات التطابق مع النظم الأخلاقية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة. يتبع ------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
يشير هيغل إلي نوعين من الاغتراب : "إيجابي وسلبي" الأول يقسم الوعي نفسه إلى "ذات وموضوع" مما يشكل إضافة إلى عملية الوعي بالذات. والثاني ينظر إليه باعتباره تموضع أو تخارج لم يعرف ذاته. أفكار هيغل تعتبر من أهم الإسهامات والمحاولات الجادة لتفسير وفهم مسألة الاغتراب حيث يرى فيه حالة من العجز يعانيها الإنسان عندما يفقد القدرة على تقرير مصيره والتأثير في مجرى الأحداث التاريخية ولو على أصغر مكونات مجتمعه ـ كما عرفه بأنه حالة يشعر فيها الإنسان بالابتعاد عن الحياة كما يشعر باليأس والقنوط وأن ذاته غير حقيقية. دعم "هايدجر" رأي هيغل حين رأى: أن وجود الإنسان يكون أصيلاً بقدر ما يختار ويصنع قرارته بنفسه. بينما رأي سارتر: أن المهمة الأولي للإنسان تأكيد حريته وهذا يتطابق مع أقوال هايدجر لأن ممارسة الحرية تعني في أهم جوانبها ممارسة الاختيار. أما روسو فيقول: أن تغترب يعني أن تعطي أو أن تبيع، فالإنسان الذي يصبح عبدا لآخر لا يعطي ذاته وإنما يبيعها على الأقل من أجل بقاء حياته. يتبع -----------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
نخلص من هذه الآراء إلى أن هناك علاقة تضاد تنشأ في حالة "الاغتراب" بين الفرد وبين المجتمع، أيضاً بين احتياجاته الذاتية وبين منظومة الدولة القائمة. هذه العلائق غير المتكافئة قد تتطور إلى إحباط عام يؤدي إلى تحجيم القوى الاجتماعية الفاعلة وإلى إدراج الفرد في حالة من العجز تستهدف وجوده داخل قوى مادية ومعنوية تعمل على تحييده واستلاب حقه الحر في الاختيار وتقرير المصير. بمعنى أن الدولة تتمكن عبر مؤسساتها من إحداث إفراغ هيكلي داخلي يمكنها من تزوير أو تحوير القيمة الفعلية للمواطنة.. وبمعني إعاقة التطور الطبيعي للمنظومة الثقافية والأخلاقية للمجتمعات المحلية. هذه الخلخلة في أصل المكونات تحدث فراغاً والتباس يحيل جملة الواقع إلى تغريّب يتم من خلاله تحويل المجتمع إلى طبقات وفئات محبطة عاجزة عن مواجهة الحاضر لا تأمن ولا تأمل في المستقبل. حينها تتحول القوى الفردية والجمعية إلى كائن عاجز مكتئب لا يملك أن يواجه ذاته ولا يرغب في مواجهة التحديات المصيرية. يتع ----------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
من الطبيعي أن نخلص إلى أن الاغتراب الداخلي يدفع بهجرة خارجية تلقي "دون تخطيط" بجحافل من اليأس والبؤس البشري للمرافئ والسواحل المجهولة. كأنما اهتدى الناس فجأة بعد يأس إلى منفذ.. كأنما اتفقنا جميعاً على منفذ الهرب الوحيد لاحتمال البقاء والوجود. ـ إدمان الفشل، تخبط الحكام، تراكمات الأطروحات العشوائية، فشل الحلول العامة, انهيار المؤسسات الفكرية، انهزام الحلم العام، الإحساس بالعجز، البؤس، الجهل، التخلف، الجوع، المرض، الحروب الإقليمية، الحروب الأهلية، الصراعات القبلية، اختلال الموازين العدلية، انعدام الأمن، الكوارث الطبيعية، الأطماع الخارجية.. إلى ذيل القائمة الطويلة من المصائب التي تعصف بدول العالم الثالث ـ كل ذلك دفع بجحافل الهاربين الفارين بجلودهم لمرافئ بعيدة ـ كأنما، لا جدوى ولا نفع ولا حتى مجرد أمل في الحلول الجماعية ـ كأنما، أنا ومن بعدي الطوفان ـ فقط البحث عن فرص فردية بديلة وأماكن قادرة على استيعاب حق الحياة ـ حق الحرية ـ الحق البسيط في الوجود والتواجد. شكراً : خالد العبيد ـ أتمنى أن تستمر بإثراء هذا الحوار ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
اخي الاستاذ صلاح
اسعد الله أوقاتك
امس كتبت مداخلة مطولة وقبل إرسالها طفأ الايباد وراحت المداخلة.
اولا لك شكري الجميل على هذا البوست وعلى اهتمامك بدلوي فيه.
ثانياً مازلت عند البحث عن متغيرات ذات الجيل الاول الذي هجر او اغترب من ارض المنشأ والتكوين الذاتي المنظوري كما تفضلت بتسميته
هذا الجيل وهو المنوط به قيادة السفينة لبر امن يرسى به الجيل الثاني او جمع المكتسبات والخبرات العلمية والعملية والمعرفية لبناء الوطن الام في هجرة او اغتراب عكسي!!
خرجنا من السودان في أزمان مختلفة صفة وفعل. حملنا مرئياتنا المحسوسة والملموسة في صندوق الذكريات واغلقنا علية وهكذا نغذي الأبناء من ذاكرة لم تشهد المتغيرات ولم تدرك أبعادها
وعندما نحملهم لزيارة الوطن الافتراضي السمعي يجدون ان هناك مساحات تمتد لسنوات ضوئية بين السمع والحقيقة!!
أيضاً نحن الجيل الاول نفوق من الدهشة بان الوطن لم ينتظرنا كما تركناه لحظة الوداع بالمطار. لم يعد المكان مكون الذات المنظور ولا الانسان تؤام الروح، ونتوه في طرقات وكان أقدامنا لم تلامسها من قبل!
فيدفعنا الحنين دفعاً الى العودة للدار والوطن الفعلي حيث توالفنا مع الظرف المكاني والزماني حيث زملاء العمل والأصدقاء والتعايش والتصالح مع الواقع!!
الأبناء وفي أوطانهم حيث نشأوا وتعلموا تاريخ وجغرافية وطنهم ولغتهم الأولي وأصدقاؤهم وارتباطهم بالثقافة والتجذر في المجتمع. كل هذا لا يجعلهم يشعرون بالغربة اذا كان وعي الوالدين وتفهمهم للواقع كبير
المشكلة الاكبر هو الجيل الاول ومدى قدرته على الاندماج والإحساس بالانتماء واستيعاب الواقع والتعايش معه. ونجاح الآبناء هو من نجاح الآباء.
ولنترك للأبناء خياراتهم وندعمهم بمعرفتنا ولهم حق التقرير. حياتهم غير، زمنهم مختلف ، ظروفهم افضل.
كامل تقديري اخي صلاح والأخوة المتداخلين
عبدالعزيز خطاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
كتب الاستاذ عبدالعزيز خطاب
Quote: اخي الاستاذ صلاح
اسعد الله أوقاتك
امس كتبت مداخلة مطولة وقبل إرسالها طفأ الايباد وراحت المداخلة.
اولا لك شكري الجميل على هذا البوست وعلى اهتمامك بدلوي فيه.
ثانياً مازلت عند البحث عن متغيرات ذات الجيل الاول الذي هجر او اغترب من ارض المنشأ والتكوين الذاتي المنظوري كما تفضلت بتسميته
هذا الجيل وهو المنوط به قيادة السفينة لبر امن يرسى به الجيل الثاني او جمع المكتسبات والخبرات العلمية والعملية والمعرفية لبناء الوطن الام في هجرة او اغتراب عكسي!!
خرجنا من السودان في أزمان مختلفة صفة وفعل. حملنا مرئياتنا المحسوسة والملموسة في صندوق الذكريات واغلقنا علية وهكذا نغذي الأبناء من ذاكرة لم تشهد المتغيرات ولم تدرك أبعادها
وعندما نحملهم لزيارة الوطن الافتراضي السمعي يجدون ان هناك مساحات تمتد لسنوات ضوئية بين السمع والحقيقة!!
أيضاً نحن الجيل الاول نفوق من الدهشة بان الوطن لم ينتظرنا كما تركناه لحظة الوداع بالمطار. لم يعد المكان مكون الذات المنظور ولا الانسان تؤام الروح، ونتوه في طرقات وكان أقدامنا لم تلامسها من قبل!
فيدفعنا الحنين دفعاً الى العودة للدار والوطن الفعلي حيث توالفنا مع الظرف المكاني والزماني حيث زملاء العمل والأصدقاء والتعايش والتصالح مع الواقع!!
الأبناء وفي أوطانهم حيث نشأوا وتعلموا تاريخ وجغرافية وطنهم ولغتهم الأولي وأصدقاؤهم وارتباطهم بالثقافة والتجذر في المجتمع. كل هذا لا يجعلهم يشعرون بالغربة اذا كان وعي الوالدين وتفهمهم للواقع كبير
المشكلة الاكبر هو الجيل الاول ومدى قدرته على الاندماج والإحساس بالانتماء واستيعاب الواقع والتعايش معه. ونجاح الآبناء هو من نجاح الآباء.
ولنترك للأبناء خياراتهم وندعمهم بمعرفتنا ولهم حق التقرير. حياتهم غير، زمنهم مختلف ، ظروفهم افضل.
كامل تقديري اخي صلاح والأخوة المتداخلين
عبدالعزيز خطاب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
فى هذه المداخلة نتناول تجربة إبن أختى جادكريم الصافى فى السعودية. سافر إبن أختى الكبرى فاطمة الريلة ـــ جادكريم للسعودية فى نهايات القرن الماضى. و أسمه مع الإختصار الشديد، جادكريم ود (wid) صافى، صافى ود حامد، حامد ود عبيد، عبيد ود سالم، سالم ود حامد، حامد ود نعيم، ... ، على، ... أقف هنا رغم حفظى للبقية من الأجداد. أوردت الأسماء هنا إشارة للأجيال المتعاقبة، و بمرور الزمن تغيرت اللغة أو ما تدل علية كمعبر أو مكون ثقافى حيث إختزلت ثقافتنا المحلية، المستندة فى البدء على إرث ثقافة رعاة الإبل و من تعايشوا معهم، حرف اللام فى كلمة ولد، و حرفى الألف و اللام فى جاد الكريم، و إختصر أجدادى إسم عبيد اللة إلى عبيد فقط، و إستبدلوا كلمة الإبل بكلمة إلبل، و إسم حبوبتى كوشية بإسم كوثر من ضمن كلمات أخرى تم إستبدالها. ، و تغيرت الحرف (المهن) ـــ حيث صار والدى مزارعا وهو الذى شب عن الطوق راعيا للإبل مرافقا أبوى محمد ود عبيد عليه رحمة الله. عندما كنا صغارا كنا نخاطب أى من إخوة أبى بكلمة أبوى ولا نعقبها حتى بإسمه الخاص. و نحجز كلمة عم للمنحدرين من الجد الثانى و ما فوق، حتى نصل إسما معينا فى السلسلة المذكورة فنسمى المنحدرين منه أو سلالته أولاد كذا أو عيال كذا ـــ مثال أولاد على بتشديد و كسر الياء. نرحع لجادكريم السافر السعودية و تحصل على وظيفة سائق لإحدى الشاحنات، و مسح السعودية فى كل الإتجاهات الأربعة. ثم إنقطعت أخباره لفترة طويلة. و بعد طول غياب رن جرس التلفون بمنزلى، و عندما رفعت السماعة جاءنى صوت به مسحة من الغضب و شئ من الحزن. أهلا و سهلا، معاى منو ؟ معقول يا خال تنسى ود أختك الرايح فى السعودية، كنا قايلين تستقبلنا السعودية كعرب، إنشاء الله على حس جدنا عبد الله الجهنى بس. فكرت طويلا فى ما حصل عليه. لأنه بطبيعته كريم الخصال، طويل البال، رجحت إحتمال ما حصل يهز الجبال. و قطع حبل أفكارى بقوله يا خال أنا قررت الرجوع للسودان نهائيا، لكن المشكلة إنو كفيلى ما سك جوازى، و ما داير يسلمنى ليهو إطلاقا. سمح، أنا أعمل شنو ؟ فكر معاى يا خال، و أنا عارف بتلقى لينا حيلة. أسمع عندك ليهو رقم؟ نعم، عندى رقم بيتو مع أم عياله الكبيرة و إسمها و يقال ليها طويلة العمر ـــ نعيمة. رديت عليه، سيبنا من طويل أو طويلة العمر دى. جيب رقم التلفون و خلى الباقى على. و هاك يا تلفون للسعودية، و من حسن حظى نعيمة رفعت السماعة. ذكرت إسمى كاملا، و وضحت إنى ضارب من الولايات المتحدة الأمريكية، و سألت مباشرة لماذا يحجز زوجها جواز إبن أختى، وكررت أسمه مرتين. فجاء ردها قاطعا ـــ غدا يجى يستلم جوازة، و قد كان. الموضوع هنا يتعلق بالحقوق الأساسية، و المساواة فى حدها القانونى بين الناس، و القوانين التى تحكم العلاقة بين صاحب العمل ومن يستأجره. فيما يخص الجيل الثانى فى الغرب، أى طفل يولد فى هذا البلد الأمين يصبح أمريكيا بالميلاد صرف النظر عن وضع عائلته من حيث قوانين الهجرة. و التعليم متاح للأطفال حتى المرحلة الثانوية، و لا يجوز قانونيا لإدارة أى المدرسة حرمان أى طفل من حقة فى التعليم إستنادا على وضع أسرته فيما يخص الهجرة. و كما ذكرت سابقا، The second generation of the Sudanese Americans in the US is generally more integrated into the main stream compared to their parents. و طبعا الحال مختلف جدا للجيل الثانى ـــ أبناء المغتربين الأوائل فى الخليج العربى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: Mohamed Gadkarim)
|
Quote: الاستاذ/ صلاح - تحياتي لك أيها المهموم بالشأن العام وهمو العندو غالبو يشيلو
إن شاء الله ألقى فرصة أقرأ وأشارك في هذا الخيط الهام بلا شك
الموضوع مهم والكاتب الصديق صلاح السعيد المهموم بالقضايا الشائكة التي يسكت عنها الناس ..
ثم
نحن (زاتنا) معشر الجيل قبل الأول رايحا لينا هوية |
أخونا: محمد عبدالجليل: كنت أنتظر دخولك . أتمنى أن تطلع ـ عليه ـ حتى تثرينا بمداخلتك ـ وتناقش معنا هذه المشكلة "العويصة" ـ علنا نصل لشيء ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
Quote: فيما يخص الجيل الثانى فى الغرب، أى طفل يولد فى هذا البلد الأمين يصبح أمريكيا بالميلاد صرف النظر عن وضع عائلته من حيث قوانين الهجرة. و التعليم متاح للأطفال حتى المرحلة الثانوية، و لا يجوز قانونيا لإدارة أى المدرسة حرمان أى طفل من حقة فى التعليم إستنادا على وضع أسرته فيما يخص الهجرة. و كما ذكرت سابقا، The second generation of the Sudanese Americans in the US is generally more integrated into the main stream compared to their parents و طبعا الحال مختلف جدا للجيل الثانى ـــ أبناء المغتربين الأوائل فى الخليج العربى. |
الأستاذ: محمد جاد كريم : لك مني التحايا.. أعجبني "تماماً" اهتمامك الشديد. وتداولك لأفكار يسندها الإطلاع والمعلومات والمنطق السليم. لننظر لـ"معالجتك المقارنة" ما بين "الهجرة" وبين "الغربة" بمفهومها السوداني وإن لم يكن مصطلحاً دقيقاً.. ولأكون واضحاً : لست هنا بصدد إعلان "خطاب تبريري تفاضلي" ـ فقط ـ ربما نكون في حاجة إلى نقاش نقدي يأخذنا "كلنا" إلى فهم أو تفهم لقضية الجيل الثاني بأرض المهجر ـ وإن كان الحديث لا يأخذنا بعيداً عن رؤية الجيل الأول. وأنت تقول: The second generation of the Sudanese Americans in the US is generally more integrated into the main stream compared to their parents وأتفق معك بأن الجيل الثاني في أمريكا ـ أكثر تماهياً وقبولاً للأوضاع الجديدة ـ والثالث "سيكون أكثر اندماجا" ـ اما الرابع، أظنه "سينسى تماماً" أنه قادم من السودان. وكما هو معلوم أن أمريكا "بلد مهاجرين" ـ والأمريكي نفسه كـ"مهاجر" لا يملك إلا أن يتقبل القادم الجديد "فكل ما فعله" هو حضوره مبكراً. لذا نقول بأن أمريكا حالة خاصة "لا تنطبق أو تتطابق مع المَهَاجر الأخرى". أخي جاد كريم: أعتقد أن حديثك الأخير: جاء رداً على قولي: بأن دول الخليج توفر جزءً من المرجعية الثقافية والروحية. حتى بداية الثمانينيات : كنا نعتبر الاغتراب جريمة ـ حتى أننا قاطعنا صديق ـ لزواج شقيقته من مغترب ـ ذلك زمان كان فيه للأوطان قيمة ـ وها أنا الآن "نفسي" مغترب. على كل حال في المداخلتين الأخيرتين "شعرت وكأنك تكتب متجاوزاً الهجرة باعتبارها "أزمة" ـ أقصد وكأن المداخلتين تؤسسان للهجرة كـ"قيمة" نهائية ومنتهية" أي باعتبارها أمر حتمي وربما لا غبار عليه ـ وهذا ما قصدته حين قلت أن أفكارك "يسندها الاطلاع والمعلومات والمنطق السليم" ـ أقولها جاداً ومؤكداً ـ ربما كنت أكثر واقعية منا ـ وأكثر قبولاً وتماهياً مع مجتمعك الجديد ـ وهذه رؤية احترمها "تماماً" ـ خصوصاً وأنك في أمريكا "تشاهد وتعايش الطريقة التي يفكر بها مهاجري أمريكا من أبنائنا" ـ ولدنا أمير "احتفل" لنيل الجنسية الأمريكية ـ لا أبرئ نفسي ـ ربما فعلتها أيضاً ـ لو نلتها فرضاً ـ من يدري ـ ولكن صديقي المرحوم محمد عبدالرحمن محمد "المطرطش" عضو المنبر ـ في حديث تلفوني أخبرني أنه لم يسعى لنيل الجنسية ولا يرغب فيها ـ رغم بقائه بأمريكا لأكثر من عقدين. يتبع ______________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الاستاذ: محمد جاد كريم : متابعة ... استناداً لمقولة "أن المعروف مجهول لأنه معروف" ـ نقول أن واقع المهجر أوسع من النمذجة التي تقدمها اللغة ـ كأنما نعيش معظم حياتنا لنعوض عن خسارة ما ـ بحجم مرارات الخروج "نفسه" والاقتلاع والتشريد والنفي. يبدو: وكأن الهجرة أو الاغتراب السوداني نوع من (اللجوء الإنساني أو السياسي) هذا "تأكيداً" إذا افترضنا أن الاغتراب "مسألة طوعية". كلنا خرجنا لسبب "ما" "مكرهين أو خائفين" ـ كون الدولة في السودان تعد مثالاً صارخاً للتفريغ السياسي للعنف الكامن في جميع صراعاتنا أو حتى تفاهماتنا القبلية ـ كأنما "نحن" خارج منظومة العقل بعيداً عن مفاهيم أنسية التعايش وبعيداً عن منهجية الصراع "نفسه" ـ بخصوصية التشبث "الاثني/ المذهبي" وطبيعة الإقصاء وإحالة المؤول لذاته ـ لقمع وتهميش "طبيعة الصراع" ونفي المحتجين. إذا قلنا بأن الوطن يعني "المواطنة" فإن الدولة هي التي ولدت هذا الانفجار اللامتناهي "التفتيت والتجزؤ" في منظومتنا المجتمعية، منذ الاستقلال لم نتعامل مع الهوية كمعطي تاريخي نسبي ـ تأكيداً لا نلغي العقل السوداني ولا ننفي اجتهادات من خرجوا باستنتاجات معرفية وعلمية كشفت عن قراءة متوازنة في الحالة القبائلية بطريقة موضوعية وعلمية، وكشفت حقيقة الصراعات الاثنية "الثقافية والاقتصادية والسياسية"، لكن لا احد أستمع إليهم ـ منهم من همش ـ ومن نفي أو هجر أو اغترب. يتبع ____________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
أستاذي المقدر صلاح
اسعد الله يومك
الذي يقرأ إليك لا يعرف الزعل بل يطمع في الازدياد والمعرفة.
طرحت سؤالي ماهو الوطن؟؟ وكنت حينها في عيادة الأسنان في انتظار موعدي وكنت أطالع البوست من التلفون.
عنيت حقاً السؤال لانه سيبتسر الطريق لرؤى ربما تكون محاولة فهم للقضية.
واسمح لي بإيراد هذا الاقتباس من مساهماتك الاولى
Quote: أرى أن البعض "ببساطة" يفرح أو يخدع نفسه حين يرى أن المستقبل في صالح أبناء المغتربين على إفتراض أنهم أفضل إعداداً وأكثر إمتلاكاً واستيعاباً لأدوات العصر من أبناء جيلهم في السودان، ذلك بحكم تواجدهم في أماكن أكثر تطوراً وإرتباطاً بالتكنولوجيا ووسائل التلقي المعرفي الحديثة.. وقد يذهب البعض إلى القول بأن تأسيس العقل هو الحل الجذري لكل المعضلات البشرية. لهؤلاء نقول أن كل ذلك لن يمنع من تشكل الأزمة وتراكمها.. ونقول أن الجيل الثاني بأرض المهجر يعاني من أزمة إنتماء حقيقية لا ينفع معها التبسيط والتسطيح والمعالاجات المرحلية أو المؤقتة.. ولا نجد حلها في الهروب بها إلى الأمام ولا يجوز التغاضي عنها لتجاوز مرحلة الفقر التي يمر بها السودان... ولن ينجينا من عواقبها الاستسلام أو الرضوخ أو حتى التآلف معها على أساس أن أي حل أو وضع جديد، سوف يظل تجاوزاً لأزمة لا حل عملي لها في الوقت الراهن. |
مازلت عند اعتقادي الاول ان أزمة الانتماء الحقيقية يعاني منها الجيل الاول وليس الثاني (وانا اقصد اهل المهجر في الغرب) فكثير من المهاجرين لا يملكون القدر الكافي على استيعاب الزمان والمكان وبدلاً من الاندماج وترسيخ قواعد الاستقرار تجدهم يجدون الخطى ويحثونها لأرض الميعاد والأجداد! والأبناء تهتز قناعتهم بالزمان والمكان وتتشتت قدرتهم على الاستقرار (ولنا في ذلك أمثلة كثيرة سآتي علي ذكر نموذج) الكثير من الآباء لا يشعرون بالانتماء ولا يندمجون في المجتمع ولا يتقنون اللغة فيجهلون القوانين التي تنظم حياة المجتمع واولها قوانين التعليم ومتابعة الأبناء فتزداد الهوة بين الأبناء والإباء يوماً بعد يوم فتجد الابن هو من يقوم بدور القائد في كثير من الامور من ترجمة وتوضيح كثير من ما لم يدركه الآباء. وهنا الأشكال الحقيقي في تعريف الوطن. الآباء ينتمون لوطن هجروة لاحد الظروف التى تفضلت انت بذكرها ولهم فيها مرئيات منظورة ومحسوسة يتوقون ويشتهون الرجوع لها والعيش ما تبقى من عمر بين أحضانها والأبناء لا يعرفون سوى الوطن الحاضر امام ناظرهم حيث التعليم والرفقة والإحساس بالانتماء. في اعتقادي المتواضع ان الوطن هو المكان الذي تشعر فيه بالاستقرار الأمني والاقتصادي وبانك احد منظومته المؤسسية والتصالح مع الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي. وتظل ذكرى الوطن الام أحلام جميلة تداعب الفكرة في المنام.
يتبع مع وافر الحب والتقدير عبدالعزيز خطاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: عزيز)
|
سلام استاذ صلاح هاشم السعيد شكرا لفتح هذا الملف الهام ومعقد الموضوع معقد عموما ومعقد جدا بالنسبة لنا نحن السودانيون ، وذلك لعدة اسباب يسعى الوالدين نحو العمل على بناء الخيال الوطنى للاطفال (الوطن الام) ، من خلال طرح النموزج لجعل الاطفال يرتبطون به وجدانيا ، اعتقد ان هذه هى الخطوة الاولى فى اتجاه خلق صورة الهوية والانتماء الكلام عن السودان والهوية يقتضى تفهم التعددية الثقافية والعرقية للناس ، عندما تتبدى الصورة عارية اما الاطفال بعيد عن تهويماتنا المثالية لوطن الجدود ، يبدأون التعرف على بلاد قاسية ، تتقاتل منذ قبل استغلالها ، يجدون بلاد من اهم مايميذها التفرقة العنصرية والفساد والمحاباة و التخلف . فى زياراتهم (للوطن الام ) ، يكتشفون جشع التجار، لا انسانية الاطباء ، زيف رجال الدين ، تفشى روح الفردية ووحشية السلطة وهم اطفال اذكياء ينشؤن وفق مناهج تستند على حرية البحث العلمى والعلمانية ، لا يخشون طرح الاسئلة ومسألة الحجج والقناعات يقارنون المكان حيث يعيشون بالمكان الممدوح فى ذاكرة وعاطفة وخيال الوالدين . يندهشون من تركيبة ( الوالدين الوجدانية ، الهوية) ، لا يقولون ذلك لانهم يحبون ويحترمون والديهم ، لاكنهم يقارنون ، يسائلون كل القيم التى يتحدث عنها الوالدين ويضعونها تحت اختبار عقولهم مستندين على المعلومات التى تتوفر فى الكتب ، واليومية التى تتوفر من خلال ادوات الاعلام (عن الوطن الام) . يكتشفون ان سبب هذا الإغتتال الطويل ، والذى لم ينتهى بعد،هو ان ( الوطن الام ) ، ماذال فى مرحلة ماقبل التعرف والاعتراف على هويات شعوبه ، مابين الثابت والمتحول ، الذى يبقى فى تلك العقول النقديه هو حقيقة ان الوطن الام هو المكان الذى ولد فيه الام والاب ، وحقيقة ان وجدان كل منهما مرتبط بجغرافيا المكان ، ( قرية مدينة) ، وامتداد علاقات المكان بالأخرين ومدى الارتباط ونوعه وصوره وتركيبته، التضاريس و جغرافيا البناء الروحى والنفسى ، الفردى والجمعى. الثقافاة الغربية عادة ما تجتمع على تعريف الوطن (ذلك التعريف تقريبا و باختصار) ، "الوطن هو المكان الذى يجد الانسان فيه ذاته، ويستطيع فيه تحقيق طموحاته ". استنادا على فهم الوطن اعلاه لن يصمد (الوطن الام ) امام المقارنه " غير العادلة " ، ولكن اين هو العدل فى الارض؟ ونعيش نحن تجربة نفسية و روحية غريبة وجديده بين انتماءنا لاوطاننا ( انا اتجنب هنا استخدام تعبير الهوية) ، ليس لشك فيها ولكن تعبيرا عن احتجاجى الشديد على احادية رؤية من يقودون الوطن نحو هاوية لاغرار لها ويتسببون فى ابتعاد ونفور ابناءنا عن فكرة وطن يغتال مواطنية حتى لايعترف بالحقوق و بالتعدد! هذا زاوية وبعض مايمكن قوله وعلنى اعود اكثر وتفصيلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: عبدالغفار محمد سعيد)
|
متابعة ___________ هل بإمكاننا أن ننشئ دولة "متحصنة جيداً" رغم التعدد الثقافي ووجهات النظر.!!. هل بامكاننا أن نخرج من عبثية الصراع المجاني هذا .. نياية عن الموتى أو غيرنا ـ كوننا بلا عقل، بلا وعي يؤطرنا وينهي تشوه "الاتصال"، ويفضح كذب الدولة ـ كون العنف، أصبح بنية أساسية للحوار والتفاهم وسياسة "التهميش والتفقير".ـ ربما نستطيع في يوم ما الانتقال إلى كوننا بشر أو مواطنين "طبيعيين" ونخوض صراعاتنا الفعلية ضد القهر والتخلف والجوع والبطالةـ أو من أجل توحيد المجتمع في دولة المواطنة والتقسيم "العادل"، "المنصف" حين ننظر إلى الدولة، في أصلها، ككيان واحد، يجمنا "عقد" منتمين بحسب "وطني" في احتساب "الشرع المكاني" دون محاصصة على طوائف أو اثنيات. يتبع .. ربما ... أتوقف لمتابعة النقاش حول مفهوم "الوطن" مع زملاء الملف الاستاذ: عبدالعزيز خطاب ـ والاستاذ: عبد الغفار محمد سعيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
Quote: مازلت عند اعتقادي الاول ان أزمة الانتماء الحقيقية يعاني منها الجيل الاول وليس الثاني (وانا اقصد اهل المهجر في الغرب) فكثير من المهاجرين لا يملكون القدر الكافي على استيعاب الزمان والمكان وبدلاً من الاندماج وترسيخ قواعد الاستقرار تجدهم يجدون الخطى ويحثونها لأرض الميعاد والأجداد! والأبناء تهتز قناعتهم بالزمان والمكان وتتشتت قدرتهم على الاستقرار |
أخونا الأستاذ: عزيز سأعود لهذه الجزئية والتي أوردتها أنت من منظور مختلف ـ للأهمية ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
Quote: أخي صلاح
أسعد الله أوقاتك
لنترك الألقاب فالإحساس الآن بالقرب يشعرني بكثير من الحميمة تجاهك أخي صلاح..
يعجبني حقاً كل ما تخطه من أفكار ورؤى وسعيد بهذا الحوار ومنك الفائدة
أنتظر بجميل شوق وكثير ترغب تحليل الأقتباس..
ونواصل في هذا الخيط المتين
مع صادق الأمنيات عبدالعزيز خطاب |
الأخ العزيز: عبدالعزيز خطاب .. شكراً ومعليش للتأخير .. أصبر علي شوية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
أخي صلاح
اسعد الله صباحك
متابع بكثير الأهتمام ما تفضلت بنثره عن تعريف الوطن والجهد الواضح في البحث عن المعلومة..
كما والشكر الأخوة الأفاضل علي جهدهم المقدر في بحثهم المفيد.. وأعترف بأن الفائدة قد أصابتني..
نقطة صغيرة أخي صلاح والمتداخلين..
أليس مفهوم الوطن يختلف من حالة الى أخرى؟ وهذا واضح في كم التعاريف التي تفضلتم بها..
كما أن الجيل الثاني أما ولد في الوطن الذي ترعرع فيه وأما وعي الدنيا هنا حيث نشأ! فكيف تكون وجدانه معلقة بمكان لا يعني له سوى سحنة حملها وربما تكون نغمة وليست نعمة؟؟
كنت أول أمس مع أسرة سودانية وكنا في حوار عن السودان وإختلاف كل شئ عما كان عليه سابقا وفجأة خطر ببالي هذا المفترع فألتفت لأبنتهم التي في بداية العشرينات من عمرها وحضرت لهذا البلد في الثامنة من عمرها وقلت لها هل تشتاقي لزيارة السودان فردت بكل ثقة أنا حياتي التي أعرفها هي هذه الحياة منزلنا وأسرتي الصغيرة وإذا ما ذهبت السودان اكيد سأشتاق اليك عمو والى خالتو سحر (زوجتي) وعمو فلان وخالتو فلانه وأصدقائى الخ...وهي تعني العلاقات القريبة التي وعت الدنيا عليها وليس أعمامها وخيلانها وأهلها من صلة الرحم بالسودان!! فما بالك عن وطن لا تحمل منه سوى طفولة غابت عن ذاكرتها..ودعني أقول لك بأن هذه الشابة هي سودانية الطباع مئة بالمئة في سلوكها العام ولغتها السليمة وخلقها القويم.. وبمعنى أدق هذا هو وطني الذي أعرفه. وهذه هي المعادلة التي نحاول تفكيك رموزها..
كامل الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: عزيز)
|
كيف الحال استاذ صلاح هاشم سعيد ، اتابع هذا الملف باهتمام كتبت:
Quote: الأستاذ: عبدالغفار محمد سعيد: أستخدم مصطلح "الوطن الأم" وعرفه قائلاً: الوطن الام هو المكان الذى ولد فيه الام والاب.
|
كنت انا قد كتبت فى سياق مساهمتى السابقة الوحيده:
Quote: مابين الثابت والمتحول ، الذى يبقى فى تلك العقول النقديه هو حقيقة ان الوطن الام هو المكان الذى ولد فيه الام والاب ، وحقيقة ان وجدان كل منهما مرتبط بجغرافيا المكان ، ( قرية مدينة) ، وامتداد علاقات المكان بالأخرين ومدى الارتباط ونوعه وصوره وتركيبته، التضاريس و جغرافيا البناء الروحى والنفسى ، الفردى والجمعى. |
اذا فككنا الفقرة اعلاه نجد الاتى ، أولا جاء استخدام مصطلح الوطن فى سياق ما كتبته حول تصورى لما يعتقده بعض افراد " الجيل الثانى بارض المهجر" و المرموز لهم هنا ب " تلك العقول النقدية" ثانيا التعريف بكامله كالاتى: 1 – الوطن الام هو : المكان الذى ولد فيه الام والاب 2 – وجدان كل من الام والاب مرتبط " بجغرافيا المكان " قرية ، مدينة" 3 – الوطن الام هو : امتداد علاقات المكان بالأخرين ومدى الارتباط ونوعه وصوره وتركيبته 4 - الوطن الام هو: التضاريس و جغرافيا البناء الروحى والنفسى ، الفردى والجمعى مع التذكير كان هذا تصورى لصورة الوطن الام فى خيال بعض اعضاء " الجيل الثانى بارض المهجر" . الآن وبعد بعض التفكر فى الامر اعتقد ان هذا التعريف للوطن الام قد لاينطبق الا على اطفالى و (ربما) اطفال بعض الاصدقاء وقد يتغير التعريف عندهم مع تقدمهم فى السن وتراكم تجاربهم ، واقول بواقعية وعقلانية لست لدرى الى اين سيتجه تعريفهم وعلاقتهم به
ثم اوردت قولى:
Quote: الثقافاة الغربية عادة ما تجتمع على تعريف الوطن (ذلك التعريف تقريبا و باختصار) ، "الوطن هو المكان الذى يجد الانسان فيه ذاته، ويستطيع فيه تحقيق طموحاته. |
التعريف اعلاه فعلا (شائع ) ، فى اوساط الاوربيين ، ويتم ترديده بالضروره فى المؤسسات التربوية ، واذا نظر اليه مصحوبا بالمنظومة الكبيرة من الحقوق بغض النظر عن العرق ،الجنس ، الدين ، المنشاء ، الحالة الصحية ، الخ....... فان من السهل على من يولد فى اوروبا او امريكا تبنى هذا التعريف .
الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
Quote: سلام استاذ صلاح هاشم السعيد شكرا لفتح هذا الملف الهام ومعقد الموضوع معقد عموما ومعقد جدا بالنسبة لنا نحن السودانيون ، وذلك لعدة اسباب يسعى الوالدين نحو العمل على بناء الخيال الوطنى للاطفال (الوطن الام) ، من خلال طرح النموزج لجعل الاطفال يرتبطون به وجدانيا ، اعتقد ان هذه هى الخطوة الاولى فى اتجاه خلق صورة الهوية والانتماء الكلام عن السودان والهوية يقتضى تفهم التعددية الثقافية والعرقية للناس ، عندما تتبدى الصورة عارية اما الاطفال بعيد عن تهويماتنا المثالية لوطن الجدود ، يبدأون التعرف على بلاد قاسية ، تتقاتل منذ قبل استغلالها ، يجدون بلاد من اهم مايميذها التفرقة العنصرية والفساد والمحاباة و التخلف . فى زياراتهم (للوطن الام ) ، يكتشفون جشع التجار، لا انسانية الاطباء ، زيف رجال الدين ، تفشى روح الفردية ووحشية السلطة وهم اطفال اذكياء ينشؤن وفق مناهج تستند على حرية البحث العلمى والعلمانية ، لا يخشون طرح الاسئلة ومسألة الحجج والقناعات يقارنون المكان حيث يعيشون بالمكان الممدوح فى ذاكرة وعاطفة وخيال الوالدين . يندهشون من تركيبة ( الوالدين الوجدانية ، الهوية) ، لا يقولون ذلك لانهم يحبون ويحترمون والديهم ، لاكنهم يقارنون ، يسائلون كل القيم التى يتحدث عنها الوالدين ويضعونها تحت اختبار عقولهم مستندين على المعلومات التى تتوفر فى الكتب ، واليومية التى تتوفر من خلال ادوات الاعلام (عن الوطن الام) . يكتشفون ان سبب هذا الإغتتال الطويل ، والذى لم ينتهى بعد،هو ان ( الوطن الام ) ، ماذال فى مرحلة ماقبل التعرف والاعتراف على هويات شعوبه ، مابين الثابت والمتحول ، الذى يبقى فى تلك العقول النقديه هو حقيقة ان الوطن الام هو المكان الذى ولد فيه الام والاب ، وحقيقة ان وجدان كل منهما مرتبط بجغرافيا المكان ، ( قرية مدينة) ، وامتداد علاقات المكان بالأخرين ومدى الارتباط ونوعه وصوره وتركيبته، التضاريس و جغرافيا البناء الروحى والنفسى ، الفردى والجمعى. الثقافاة الغربية عادة ما تجتمع على تعريف الوطن (ذلك التعريف تقريبا و باختصار) ، "الوطن هو المكان الذى يجد الانسان فيه ذاته، ويستطيع فيه تحقيق طموحاته ". استنادا على فهم الوطن اعلاه لن يصمد (الوطن الام ) امام المقارنه " غير العادلة " ، ولكن اين هو العدل فى الارض؟ ونعيش نحن تجربة نفسية و روحية غريبة وجديده بين انتماءنا لاوطاننا ( انا اتجنب هنا استخدام تعبير الهوية) ، ليس لشك فيها ولكن تعبيرا عن احتجاجى الشديد على احادية رؤية من يقودون الوطن نحو هاوية لاغرار لها ويتسببون فى ابتعاد ونفور ابناءنا عن فكرة وطن يغتال مواطنية حتى لايعترف بالحقوق و بالتعدد! هذا زاوية وبعض مايمكن قوله وعلنى اعود اكثر وتفصيلا |
الاستاذ: عبدالغفار محمد سعيد أولاً البركة فيكم وفينا في شعراء "عوض فضيل وصديق مدثر"
إني احبك كي ابقى على صلة ... بالله بالارض بالتاريخ بالزمنِ ...بالماء بالزرع بالاطفال ان ضحكو بالخبز بالبحر بالاصداف بالسفنِ بنجمة الليل تهديني اساورها...بالشعر اسكنه ... والجرح يسكني . (نزار قباني) نبدأ قد يصعب القول بأننا "نملك الوطن ولا يملكنا" أراها مقولة "مجحفة" كأنما تأكيداً لـ"خروجنا عليه" لحظة خروجنا منه ـ ربما باستطاعتنا "تأويله" ـ بمعنى النفي لرؤية صلبة يفترض أنها تحشدنا في مقومات وروافد لـ"وطن" جامد "لا يقبل التفكيك أو التحديث ـ لكن "برغمنا" من المؤكد أنه: لا يمكننا طمس معنى الذاكرة بافتراضنا "نحن الوطن" ـ وأظنها واهمة "فكرة الوطن البديل" "لنا" "أقصدنا "نحن" الجيل الأول" فنحن لا نستطيع أن نعيش في حاضر دائم يهدم كل قيمة سارت وسرنا عليها في كيان كلي ـ لا يمكن أن تصبح وظيفتنا في "المهاجر" الكبت والإخراس لصوت الماضي، وحفز النسيان وفقدان الذاكرة ـ أو تحريك الواقع إلي صور متناثرة وتشظي إلي سلسلة متصلة من لحظات الحاضر "الجديد". أتفق معك في أننا نخلق ربما صورة مثالية ـ وحسب تجربتي أن صورة الوطن "نفسها" "تتضخم" في المهاجر ـ واتفق أن حال السودان لم يعد "ياهو نفس الحال" ـ أحياناً "يبدو" وكأنما على مر التاريخ ومنذ نشأة الدولة السودانية "قطعاً" لم نتجاوز مفهوم "القبيلة الوطن" أو الدين الوطن أو حتى "الفكرة الوطن" حيث لا قيمة للمكان، بمعنى أن المواطنة متحولة والمكاسب غير ثابتة ـ ربما كان علينا أولاً : "الانتقال من حالة اللاوطن إلى الوطن ـ وهذا لا يعني أن "المواطنة" تنفي القبيلة أو الدين ـ باعتبارهما "واقع فعلي" ماثل أمامنا وعلينا التعامل معه ـ وأظنه من "ناحية موضوعية" يمكن النظر في الخلاف ـ ذلك إن كان هناك "فكر اختلافي أصلاً" ـ عموماً "إن وجد" أراه حالة "تمايز" لها اعتبارها وموضعها في السياق الفكري والثقافي العام ولا يجوز أن تكون مبرر كراهية فضلاً أن تكون مبرر عداء ـ لا بد من وضع محددات "ذاتية" حقيقية محايدة "وليست مجرد شعارات زائفة" تأكيداً لحضورنا جميعاً، دون تغييب لطرف ـ أعتقد أن العيب ليس في السودان ـ وحتى قضايا التنوع الثقافي ليست بأي حال مسئولة عنه ـ العيب في النخب السياسية والفكرية، عليها يقع العبء الأكبر من الكارثية (على التوالي ـ منذ لحظة الاستقلال) ـ ولا أدري إن كان يصح "لنا" "نحن" أن نندم على انتمائنا لمفاهيم العدالة والمساواة وإن أخطأتنا خطاها (إلى حين) ـ لكن يمكن التنادي للمراجعة وإعادة استقراء التاريخ ـ يتبع_____________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
كتب الاستاذ: خالد العبيد ـQuote: الاستاذ صلاح تحياتي اسف جدا لانقطاع الحوار .. كثرة المشغوليات تعرف كلما يضيق الحال في السودان نحن مطالبين بزيادة ساعات العمل ! -------------------- عرف السودانيين الغربة للبلاد العربية ثم العودة لارض الوطن وغالبا ما تكون لسنوات لا تتعدى العشر الا فيما ندر وينصلح الحال ببناء بيت جميل و زواج لذا فان ابناء المغتربين " ان حسبناهم جيل ثاني " في تلك البلاد .. السعودية والخليج فان اقصى ما يحتاجونه معرفة في التاريخ والعادات والتقاليد السودانية وهذه يمكن معالجتها عن طريق السفارة والزيارات المتكررة للسودان لانهم يتمكنون من اللغة كوسيلة اساسية للعلم والمعرفة ونادرا ما يهاجر السودانيين الى اروربا او امريكا وتكاد تكون معدومة الى استراليا ----------------------------------- Quote: فهمت من حديثك أنك من المهاجرين لأنك تقول: القضايا التي تواجه الجيل الثاني لابنائنا في المهاجرتختلف عن قضايا ابناء المغتربين
نعم انا مهاجر او بالاصح مهجر قسرا هجرتي ومعظم من اعرف كحال طارق بن زياد تكسرت مجاديفنا هنا نعود لارض الوطن في فترات متباعدة بجنسية وجواز غير الذي خرجنا به القضايا التي تواجه ابنائنا نحن المهاجرين واضحة خذ مثلا ابنائي كحالة يتحدثون العربية كلغة ثانية في البيت يعني الا عندما نتحدث معهم انا وامهم لا يقرأون ولا يكتبون بالعربي على الاطلاق وهذا امر مؤسف جدا بالنسبة لي كمعلم ومدرس سابق ! لكن ما العمل ؟؟؟؟ حقيقة لا استطيع فعل شئ امام السيل الجارف الذي خلخل ودمر ما تبقى من معارف اتوا بها الى هنا اصبحت الانجليزية لغتهم الاولى لتلقي الدراسة والمعارف وسيأتي اليوم .. رضيت انا ام ابيت الذي سيقول فيه ابني : انا استرالي من اصول سودانية بل واكثر من هذا سيقول بالقطع : لا اعرف العربية ولا الثقافة السودانية وهذا ما اخشاه لكنه واقع لا محالة !!
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: عزيز)
|
Quote: ستاذ صلاح
كل عام وانت واسرتك بكل الخير
متابع بكثير من التركيز
لك كامل الود والأمنيات |
الأخ: عبدالعزيز كل سنة وانت طيب ـ والأبناء بخير وصحة تامة ـ حقيقة الأمر : في الفترة الأخيرة ـ كنت اكتب لمجرد التزامي ـ نحو الملف ـ وحتى لا أترك الأسئلة معلقة ـ لاعتقادي بأنكم أبتعدتم "أنتم من أثريتم حديثي" ـ على كل حال أعجبني إهتمامك ومتابعتك ـ وأتوقع منك "الإستمرار في الإضافات المهمة لنا جميعاً" ـ ـ أيضاً انتظر عودة الاخوة ـ زملاء البوست ـ وكنت اتوقع "تماماً" حضور أخونا: خالد العبيد ـ الذي أثار موضوع اللغة ـ بافتراضها "إضافة مهمة" لم تعالج بالشكل المطلوب ـ اتمنى استمرارك ومتابعك واتمنى عودة الأخوة ـ وحسب ظني المتواضع ـ أنتم ناقشتم أقكار وأثرتم جوانب ـ لم تناقش من قبل ـ لك الشكر أخونا عبدالعزيز ـ كنت احتاج مداخلتك هذه للإستمرار ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: طارق ميرغني)
|
Quote: الاستاذ: عبدالغفار محمد سعيد أولاً البركة فيكم وفينا في شعراء "عوض فضيل وصديق مدثر"
إني احبك كي ابقى على صلة ... بالله بالارض بالتاريخ بالزمنِ ...بالماء بالزرع بالاطفال ان ضحكو بالخبز بالبحر بالاصداف بالسفنِ بنجمة الليل تهديني اساورها...بالشعر اسكنه ... والجرح يسكني . (نزار قباني) نبدأ قد يصعب القول بأننا "نملك الوطن ولا يملكنا" أراها مقولة "مجحفة" كأنما تأكيداً لـ"خروجنا عليه" لحظة خروجنا منه ـ ربما باستطاعتنا "تأويله" ـ بمعنى النفي لرؤية صلبة يفترض أنها تحشدنا في مقومات وروافد لـ"وطن" جامد "لا يقبل التفكيك أو التحديث ـ لكن "برغمنا" من المؤكد أنه: لا يمكننا طمس معنى الذاكرة بافتراضنا "نحن الوطن" ـ وأظنها واهمة "فكرة الوطن البديل" "لنا" "أقصدنا "نحن" الجيل الأول" فنحن لا نستطيع أن نعيش في حاضر دائم يهدم كل قيمة سارت وسرنا عليها في كيان كلي ـ لا يمكن أن تصبح وظيفتنا في "المهاجر" الكبت والإخراس لصوت الماضي، وحفز النسيان وفقدان الذاكرة ـ أو تحريك الواقع إلي صور متناثرة وتشظي إلي سلسلة متصلة من لحظات الحاضر "الجديد". أتفق معك في أننا نخلق ربما صورة مثالية ـ وحسب تجربتي أن صورة الوطن "نفسها" "تتضخم" في المهاجر ـ واتفق أن حال السودان لم يعد "ياهو نفس الحال" ـ أحياناً "يبدو" وكأنما على مر التاريخ ومنذ نشأة الدولة السودانية "قطعاً" لم نتجاوز مفهوم "القبيلة الوطن" أو الدين الوطن أو حتى "الفكرة الوطن" حيث لا قيمة للمكان، بمعنى أن المواطنة متحولة والمكاسب غير ثابتة ـ ربما كان علينا أولاً : "الانتقال من حالة اللاوطن إلى الوطن ـ وهذا لا يعني أن "المواطنة" تنفي القبيلة أو الدين ـ باعتبارهما "واقع فعلي" ماثل أمامنا وعلينا التعامل معه ـ وأظنه من "ناحية موضوعية" يمكن النظر في الخلاف ـ ذلك إن كان هناك "فكر اختلافي أصلاً" ـ عموماً "إن وجد" أراه حالة "تمايز" لها اعتبارها وموضعها في السياق الفكري والثقافي العام ولا يجوز أن تكون مبرر كراهية فضلاً أن تكون مبرر عداء ـ لا بد من وضع محددات "ذاتية" حقيقية محايدة "وليست مجرد شعارات زائفة" تأكيداً لحضورنا جميعاً، دون تغييب لطرف ـ أعتقد أن العيب ليس في السودان ـ وحتى قضايا التنوع الثقافي ليست بأي حال مسئولة عنه ـ العيب في النخب السياسية والفكرية، عليها يقع العبء الأكبر من الكارثية (على التوالي ـ منذ لحظة الاستقلال) ـ ولا أدري إن كان يصح "لنا" "نحن" أن نندم على انتمائنا لمفاهيم العدالة والمساواة وإن أخطأتنا خطاها (إلى حين) ـ لكن يمكن التنادي للمراجعة وإعادة استقراء التاريخ ـ
|
Quote: الأخ: عبدالغفار محمد سعيد: أثرت بوضوح عدد من الأسئلة التي ربما "يسكت عنها" الأبناء ـ برغم قولك أنهم (ينشؤن وفق مناهج تستند على حرية البحث العلمى والعلمانية) ، لا يخشون طرح الاسئلة ومسألة الحجج والقناعات. يبدو لي أنك تتحدث عن تجارب "مهجر" ـ في دولة أوربية ـ ربما تحققت كـ"مشروع" أستناداً على مخرجات الثورة الصناعية ـ أعرف أنه من الصعب إقناع السوداني بأنه أفضل حضارياً وثقافياً من الأمريكي مثلاً: لأسباب كثيرة منها الالتباس في مفهوم الحضارة نفسه والخلط المتعمد من الغرب بين الحضارة والتكنلوجيا. ومنها أيضاً الإثارة والدهشة التي يحدثها المنجز العلمي.. ولا أدري إن كانت الحياة نفسها تعني "أمتلاك التكنلوجيا ووسائل الرفاهية. عموماً هناك الكثير من القضايا والمفاهيم التي تحتاج إلى إعادة نظر وإعادة فهم وتفسير وإلى تصحيح وإعادة صياغة. السؤال الذي طرح نفسه في كتابتك: هل نحن كـ"سودانيين" متخلفون وأقل شأناً في مقابل الغرب.!!.. عموماً ـ طرحك أخي: عبدالغفار ـ مهم ـ بافتراض أن الجيل الثاني ـ يضع هذا المنظور نصب عينه ـ عند المقارنة ـ ربما المفروضة عليه ـ وينتصر "غالباً" للمهجر ـ بافتراض الرغبة في اسقاط و"طن افتراضي" ـ باعتبار المباني ووسائل الرفاهية ـ والكم الهائل من الأوساخ والذباب ـ وطريقة الأكل ـ وغيرها الكثير ـ ويحسبها"ببساطة" على التخلف ـ ويعجز تماماً عن رؤية الانسان ـ عبدالغفار محمد سعيد : لا شك في أننا نتفق في أن المأزق الحقيقي أننا تركنا عقلنا لصدفة الاحتمالات وعشوائية التطورات في زمن كادت تتطابق فيه إرادة القوة مع إرادة المعرفة ـ لكننا أبداً لم نكن كما الآن.
|
Quote: هل نحن "بلد متخلف!!.. أعترف: ربما واجهنا متطلبات العصر الحديث بفجوة معرفية، ولم ندرك "تماماً" العلاقة بين صناعة المعرفة للعقل وكيفية صناعة العقل للفعل ـ وربما تقع علينا جميعاً "بالضرورة" مسئولية تخطي الإدعاءات والمتوارث من تهميش للعقل السوداني في المتواتر من إجراءات هدمه وتسفيه محاولاته الجادة في التأسيس لمشروع سوداني جديد ـ لكن على النخب السياسية "تحديداً" تقع مسئولية "تنظيم العواطف الجمعية" في الجهوية، وعليها تقع مسئولية تحوير أفكار الجمهور العاطفية، ، وتوجيه وعيها، وتقع عليها مسئولية تصعيد أنماطها الفكرية "المستنسخة من مخلفات المجتمع الرعوي" وتوظيفها لمفاهيم الفروسية في "سحل بعضها" والسلوك العدواني القومي المشترك. بقيامة واحدة "لا" نستطيع اختزالنا وحشرنا في موصوف جامد "بلد متخلف.!! ربما نستطيع تفسيرنا في بعد آخر يشمل أكثر من جانب .. وأكثر من فهم ـ أو حتى رؤيتنا بمفاهيم مجردة، "غير ملموسة" مثل: الثقافة، الحق، الجمال، في العلاقة الجدلية بين الإنسان والبيئة، مع الوجود والموجود .. وغيرها ـ أو بانتقالات إبداعية "لنا" ولمشروعنا الحياتي، دون النظر في التبادلية مع المنجزات الصناعية ـ لا أن نفاضل بيننا "بامتلاك أدوات العصر" ـ عموماً: فرضية أن "التحضر يتلازم مع منجزات التكنولوجيا" يقود بالضرورة إلى تهميش معنى الثقافة ومفهوم الحضارة نفسه ـ أظنها نظرة نقدية حادة معبر عنها بمصطلحات فوقية ـ حتى الاعتقاد بأن الثقافة تختفي تدريجياً خلال عملية التحديث يفتقر للأرضية الفكرية الصلبة ـ علماً بأن الثقافة السودانية "فرضاً" رغم "التداخلات ومحاولات الإقصاء والإخصاء والتهميش" ظلت متوارثة ومتماسكة ومنقولة عبر الأزمان ـ وظل نصها مفتوحاً بحيث يحتمل الإيداع ويستوعب المتغيرات ـ وظلت كذلك، تحتفظ لنفسها بقدرة على التأثير والمشاركة الفعلية في التسلسل الزمني للأحداث ـ إستناداً على القول: أنها كـ"ثقافة" أخذت أهميتها وأبعادها الكلية من إمساكها وارتباطها العميق والوثيق بجوهرها الحضاري الحي النابض الثمين ـ الأمر الذي أتاح لها صيغ حضارية متفردة ظلت تمكنها على مدى العصور من التأسيس لشكل من أشكال صياغة الوجود ـ فالحضارة ليست اجتراء نظري على الواقع، فهي على المستوى العملي، فعل وتفسير مادي وتحقيق ارضي واقعي ملموس للمشروع الثقافي نفسه.
|
كل سنة وانت بالف خير استاذ: صلاح هاشم سعيد
البركه فى الجميع ، هو فقد كبير معذره انشغلت عن هذه الملفات المتداخله ، ولم ارى مخاطبتك إلا الآن يا استاذ الكلام البتكتب فيه ده عميق و ومتشعب وداير مزاكره عديل كده خلينى افكر فيه واشوف كان اقدر اجى راجع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأخوة والأبناء: زملاء البوست في نهاية هذا الملف: أقول: ما زالنا بخير ما دام بيننا من يفكر ويكتب (هكذا..!) كما كتبتم انتم.! ليس لشكل الكتابة ولكن للأفكار، لعمق التفاصيل ودقتها وقبل ذلك جاذبيتها وتناسقها.. وأظن أن أغلب من تداخل هنا يحمل جذوة الشعر وعقلانية الفكر والفلسفة .. واعتقد أن إدراكنا للأشياء هو في الأصل إدراك تجريدي شخصي ـ لا يتفق عليه اثنان ـ وكلما زادت تجربتنا بالشيء كلما تغير معناه لدينا.. ولكن في هذه النصوص المنشورة يمكن جمع اكبر قدر من جوهر المعاني والأفكار المتطابقة.. ربما كان ذلك لاتفاق التجربة السودانية .. أو على إفتراض أننا أصحاب تجارب متقاربة استطاعت أن تنجز وجدان "إلى حد ما" متقارب ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
اتصلت لتحويل المصاريف: (الو.. أنا صلاح البحول لكريمة.!) (صلاح حصل الليلة آخر فاكس.. كان ما حصلت، الله معاك.!) (لكن كيف أنا شغال لحدي الساعة اطناشر بالليل.!) (ما عندك مشكلة أنا فاتح لحدي الساعة واحدة ونص.).
هذه هي الحرب بعينها اخي صلاح
والنضال لن يتوقف
لا يدري انه فاتح للساعه واحده ونص ونحن حالنا كاشف علي سنجة عشره ونص
وهم يعمهون في غيهم لا يدرون او يدرون حجم الخراب الذي حاق بالوطن
اللهم العن الكان السبب ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجيل الثاني بأرض المهجر ـ حميمية العلاقة وقهر الضحية ـ (Re: طارق ميرغني)
|
Quote: من أرشيف الغربة:
تشابكت أزمتي. سقطت كل الاستثناءات العارضة لا شيء سوى تاريخي الشخصي . أقمت وحدي عند عزلتي الحميمة مصلوباً على جسد المنفى, وحيداً يأتي صوت المذيع: (الأمم المتحدة تحذر من انتقال الصراع في دارفور إلى كافة أرجاء السودان). خرجت إلى الشارع ساعة الظهيرة محتد المشاعر بتوترات الأسئلة المصيرية كمن يضحك على حافة القبر ـ وطني وصراع الإرادات والمصالح والمطامع ـ ألا تعني الغرفة وجود الأنيسة ألا يعني المأوى وجود الأطفال ـ أربعة سنوات كعجائز النساء الأرامل لا شيء يخرجني إلى الشارع. أربعة سنوات من الغياب وما زال صوت المذيع ينشر الدمار بلا مبالاة. الشارع يمارس عادته الأزلية بلا تحايا. لا شيء يحملني إليه لا وشائج ولا علاقات. منذ الصباح وحتى الصباح تجرى السيارات على الإسفلت ـ مدن الربع الخالي بلا أشجار وليلها لا ينام. أوقفت أحدي السيارات، السائق باكستاني: ( صديق ـ سويدى، نفق، يو تيرن، شوية كده نزل، عشرة ريال) يشير بيده أن اركب. نفس الجملة أكررها يومياً عدة مرات. أكره التحدث إلى سائقي التاكسي، أراه عبئاً ثقيل ـ أغلبهم ينطق العربي بركاكة مفرطة. اعتدت أن أرد عليهم مغلقاً فمي: (اااااهه.) أغلبهم أذكياء، يفهم أني غير راغب في المحادثة. لا تغريني العلاقات العابرة. تأخرت ساعة على الدوام ما أهمية ذلك فقد تأخرت على أبنائي أربعة سنوات. السيارة تنطلق تسابق إشارات المرور تجاوزت إحداها. هذا النهار القائظ في آخر أيام رمضان بقي يومين أو ثلاث. النفق يقترب. السائق يسأل: (فوق نفق). أقول: (يمين، فوق نفق، يو تيرن دور على طول). عند مدخل الشركة قابلني صديقي المحاسب بادرني قبل التحية (حصل الرواتب). الطابق الثاني المحاسب الثاني بدون تحية (صلاح حصل الرواتب). بالأمس اتصلت بأم الأولاد : (صرفتوا.!) ـ (لا.. يمكن بكره). (......) (الو.!) (نعمل شنو الدنيا عيد.!) (ما في مشكلة) (بس الاولاد) (لو ما صرفنا بكره أنا باتصرف ما تشيلي هم.!). قلت لها (ما تشيلي هم). تركتها وحيدة مع أربعة أطفال: (كلها سنتين تلاتة وارجع أكون عملت قروش نجي نعمل مشروع يطلعنا من الحالة دي.!) ومرت سبع سنوات. اتصلت لتحويل المصاريف: (الو.. أنا صلاح البحول لكريمة.!) (صلاح حصل الليلة آخر فاكس.. كان ما حصلت، الله معاك.!) (لكن كيف أنا شغال لحدي الساعة اطناشر بالليل.!) (ما عندك مشكلة أنا فاتح لحدي الساعة واحدة ونص.). بالغرفة هل ما زال المذيع يحذر من إنتقال الحرب لمناطق أخرى خارج دارفور.!! |
| |
|
|
|
|
|
|
|