|
|
|
 Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
فى حقيقة الامر أن البوست هو عبارة عن مقال كتبه الدكتور بدرالدين
يوسف محمد احمد الاستاذ المشارك بكلية العلوم الاجتماعية قسم الجغرافيا
بجامعة أم القرى ...وقد نشر الدكتور المقال فى منتديات أربجى ..
وقد كان المقال للامانة (الشهيد/ عبدالقادر ودحبوبة _تاريخ ناصع)...وقد
استاذنته فى اعادة نشر المقال هنا فى سودانيز اون لاين لتعم الفائدة ..
وقد وافق مشكورا على ذلك ...غير أننى بدلت فى العنوان لتنبيه
شوقى بدرى بما كتب لياتى مساهما فى الحوار ...فالامر يتعلق
بثائر سودانى تحمل له ذاكرة شعبنا كثير من الفخر والاعجاب ..
عذرا للدكتور اننى تصرفت فى عنوان مقاله دون ان ارجع له
مرة أخرى ...لكن جوهر المقال سيكون كما هو ...واكرر ان حقوق
نشر المقال لمنتديات أربجى ....
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
ولكن
دعونا نبدأ القصة من البداية
نسأل التاريخ المكتوب والتاريخ المعاش !
فنوثق ما كتب
________________________________________
1. الشهيد عبد القادر ود حبوبة
بسم ألله الرحمن الرحيم مئوية البطل الشهيد ود حبوبة
د.سيد عبد القادر قنات
يصادف اليوم 17/5/2008 مرور مأئة عام علي تاريخ أعدام البطل الشهيد عبد القادر محمد أمام ودحبوبة بسوق الحلاوين. تعريف :هو عبد القادر محمد أمام أدريس عبد القادر(هاجي) شنينة بن رحمة بن جمعة بن عفيف بن شمغ الدين بن محمد بن نايل حلو بن السيد رافع حتي يصل نسبه بالسيدة فاطمة الزهراء رضي ألله عنهما بنت سيد العرب والعجم سيدنا محمد صلوات ألله وسلامه عليه.
مولده ونشأته :لا يوجد تاريخ قاطع لمولده وأن كانت الدلالات أنه ولد في حوالي العقد الرابع في القرن التاسع عشر ، بقرية قوز عبد السلام بمنطقة الحلاوين ، لأم هي التاية عبد السلام ، وعبد السلام هذا مشهود له بالنخوة والشهامة والفروسية، ووالده محمد كذلك معروف بالفروسية والقوة .، ولهذا فقد نشأ عبد القادر في بيئة أثرت علي تكوين شخصيته ، فشب قويا عزيز النفس وعرف بالحزم وتفتح الذهن ، مكث فترة مع شيخه وأستاذه الشريف أحمد ود طه، بقرية الشرفة.
منطقة الحلاوين حيث نشأ البطل الشهيد كانت منطقة تمازج بين قبائل عدة ، الحلاوين ، الركابية ، الحضور ، العوامرة ، الدباسين ،الكواهلة ، العقليين، الجموعية ، وكل تلك القبائل كانت معروفة بالنخوة والكرم والشجاعة، و كانت زعامة المنطقة عند الحلاوين، ومن الناحية الروحية والدينية كان بالمنطقة الشيخ القرشي ود الزين(ينتمي ألي قبيلة البزعة، وتزوج المهدي بنته النعمة وأنجب منها أبنه علي)، وكان أيضا الشيخ ود البصير،
هذه هي طبيعة المنطقة ، منطقة تصوف وتدين ، وفروسية وعلم وشهامة وكرم ومروءة ، والتي أثرت علي شخصية البطل الشهيد، وأستطاعت بالوحدة والتمازج بين قبائلها وأنصهارهم مع بعضهم ، أن تثبت للعالم أن الوحدة هي سلاح حاد وخطير وحاسم.
تعرف البطل الشهيد علي المهدي بقرية طيبة الشيخ القرشي عندما كان المهدي يبني قبة لأستاذه الشيخ القرشي ود الزين حتي قبل أعلان الثورة المهدية .
حضر البطل الشهيد جميع معارك المهدية ، وحارب مع أستاذه الشريف أحمد ود طه في ثلاث معارك وأشهرها معركة بالقرب من فداسي، ويقال أن البطل شهد 25 معركة لم يصاب فيها بخدشة.
خرج مع ود النجومي لمصر وتم أسره بعد معركة توشكي وأستطاع التخلص من
الأسر وشقيقاه عبد الباقي وحسين ، ولكن والدته أستشهدت بمصر. عندما عاد عبد القادر من مصر وجد أن كل شيء قد تبدل، فقد زالت دولة المهدية ، وقتل الخليفة عبد ألله ومعظم قادة المهدية وأبناء الأمام المهدي ، ما عدا أبنه عبد الرحمن والذي نجا من القتل برجاحة عقل والدته مقبولة.
(مقبولة ، يا لك من أمرأة صالحة تري المستقبل من وراء ستار شديد الشفافية ، فالتعليمات السرية والتي صدرت لونجت باشا ، قائد الجردة: لاتبقي علي أي واحد من أبناء أو خلفاء المهدي علي قيد الحياة ليكون نواة لمهدية أخري، لذا قتل جميع آل المهدي الذكور وأبناؤه وأقرباؤه ، وبعضهم كان علي خلاف معي الخليفة عبد ألله)
في مطلع 1901 عاد السيد عبد الرحمن ألي الخرطوم وسمح له بأعادة بناء دار أبيه وقبته ورعاية شئون الأنصار ، بشرط أن لا يستخدمهم في شن حرب ضد الحكومة.
ولكن عقلية الشهيد البطل ود حبوبة والذي بقي ولائه للمهدية ثابتا لا يتزحزح، ولا يريد مهادنة مع الكفار أعداء الدين والوطن ، قد عقد العزم علي بدء ثورته من منطقة الحلاوين التي يعرفها وتعرفه.
عند وصول عبد القادر لمنطقة الحلاوين ، اصيب بخيبة أمل لما شاهده من نكوص عن مباديء المهدية ومهادنة زعماء المنطقة للمستعمر، لذا لم يبق له من معين سوي ربه وعزيمته ، فبدأ بتجميع أنصار المهدي القدامي بالمنطقة وأشتري لهم السلاح الأبيض ويذكرهم بأنتصارات المهدية ويقرأ معهم راتب الأمام المهدي وينشد المدائح، ويحرضهم علي التمرد علي الحكومة لأعلاء كلمة الدين والوطن. ظن الأنجليز أن عبد القادر يثور ويثير الناس حبا في سلطه وجاه، ولكن أعلمهم أنه ثائر من أجل تغيير الأوضاع وأن ثورته أمتداد طبيعي للثورة المهدية،وكان يهدف ألي: أشعار أنصار المهدي بأن الثورة نظام يجب أن يحترم، يشجع من يخلفونه علي الأستمرار ما دامت المبادي ودواعي الثورة ما زالت قائمة، أن يرسل رسالة للمستعمر أنهم يحكمون شعبا صعب المراس والأنقياد.
في 29/4/1908 أجتمع نفر بقرية ود شنينة بحضور المامور محمد شريف ،والذي أرسل رسالتين لعبد القادر وأتباعه، ولكن جاء المفتش غاضبا عن ذلك الأجتماع ، كيف يتوسط لرجل من عامة الشعب، أنه مذلة ومهانة للحكم القائم، وأراد أن يثبت أنه أداري ناجح، فأستصحب معه محمد شريف ألي قرية التقر حيث البطل الشهيد وأصحابه الأبطال، وأنتهت زيارتهم بقتلهم.
ثارت ثائرة المستعمر وعزموا علي أبادة كل الثوار، فأرسلوا أورطة13 من مدني ألي كتفية حيث آثروا المبيت ومهاجمة الأنصار صباحا ، وكان أن هاجم الأنصار جنود الحكومة وهم نيام ، وأشبعوهم قتلا قبل أن يصيح أحدهم : الدين منصور ، وحصل ما حصل بعد ذلك.قتل من الأورطة أكثر من 40 ، ومن الأنصار أستشهد حوالي 30.
الثائر عبد القادر ود حبوبة تم القبض عليه وتمت محاكمته بالكاملين أمام القاضي بيكوك ، ونفذ فيه حكم الأعدام شنقا حتي الموت صباح الأحد17/5/1908 بسوق حلة مصطفي حيث كان يقوم سوق الحلاوين.لحظات باقية:
في اليوم المحدد للشنق جاء المستعمر بالبطل الشهيد وهو مكبلا في الحديد ، وقبل أن يشنق ودع أهله في قوة ورجالة وشجاعة وبسالة ، بل شجعهم علي الجهاد ضد المستعمر والعمل علي القضاء عليه مهما كان الثمن غاليا، ثم صعد للمشنقة وهو يكبر في شجاعة ورجولة ، ومن حوله النساء يزغردن لشجاعته وبسالته وفروسيته ، وقد هز هذا المشهد المستعمرين هزا عنيفا لأنهم لم يروا قط شجاعة كهذه وأدركوا أنهم يحكمون شعبا قويا صعب المراس ، وقد سجل التاريخ هذا المشهد والموقف بمداد من نور للمناضل البطل الشهيد عبد القادر محمد أمام ود حبوبة ، وفي لحظتها أنشدت شقيقته رقية:
بتريد اللطام أسد الكداد الزم هزيت البلد من اليمن لي الشام ، ثم مناحة أخري:
الواعي ما بوصو من أمس الضحي توري أبزنود ساقوه يا مقنع ولياتو
نعم هذا هو جهاد البطل الشهيد ، وقد هزت ثورة ود حبوبة المستعمرين هزا عنيفا وأحدثت رعبا شديدا لدي كل المستعمرين ، وأبلغ ونجت المسئولين بما يجري بمنطقة المحيريبا الحلاوين ، وقد كان لهذه الثورة مفعولها علي نطاق الوطن كله ، ففي 1924 تفجرت ثورة اللواء الأبيض، ثم تنظيم مؤتمر الخريجين العملاق ، وهكذا سجل التاريخ أسم عبد القادر ود حبوبة في صفحاته،
خاتمه:اليوم تنتظم في منطقة الحلاوين ضربة البداية أيذانا بأحتفالات أهل المنطقة
بمئوية البطل الشهيد ، وستشهد مدينة المحيريبا كرنفالا يشترك فيه كل أهل المنطقة ، وستمتد الأحتفالات حتي 22/6/2008 ، اليوم الختامي والذي سيشرفه السيد رئيس الجمهورية.
ثورة ود حبوبة لها مدلولات كثر ، أهمها توحيد جميع فرسان المنطقة في وحدة شهد بها الجميع ، واليوم نتمني أن نستشرف هذه الذكري وقد توحدت جهود أبناء الوطن بأختلاف توجهاتهم السياسية والحزبية والقبيلة لنصنع لوحة تلتقي فيها
أهداف المئوية متمثلة في الأجماع الوطني ولم الصف والشمل ورتق ما أصاب النسيج الأجتماعي من شرخ كبير ، والوحدة هي هدف سامي علي الجميع العمل من أجل تحقيقه بكل السبل والوسائل ، فأن نجح البطل الشهيد قبل مائة عام في توحيد فرسان عشرات القبائل نحو تحقيق هدف واحد ، فهل تفشل قيادتنا السياسية والحزبية اليوم في لم الصف وجمع الشمل من أجل وطن واحد موحد؟؟؟ وعلي قادة الحكومة اليوم أن يدركوا أنهم يحكمون شعبا صعب المراس ، عزيمته لاتخور وقناته لا تلين، ولهم عبر وعظات ما بين أكتوبر ورجب أبريل ، والشعب المقهور المظلوم عندما يتحرك فهو تسونامي سيكنس أمامه الطغاة الظلمة.
ملحوظة:المرجع والنقل،(لمحات من حياة وثورة ومدائح الثائر البطل عبد القادر ود
حبوبة، لمؤلفه صديق محمد أحمد البادي)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
________________________________________
لمحات من حياة البطل عبد القادر ود حبوبة
بقلم الأستاذ : صديق محمد أحمد البادي - مدينة المحيريبه
مولده ونشأته
اسمه عبد القادر محمد إمام حبوب أو حبوبه ويرجع بعض الثقاة سبب هذه التسمية الى انه كانت توجد بعائلة محمد إمام امرأة متقدمة في السن اسمها حبوبه قد تكون والدته ومن هنا صارت لفظة حبوبة أو حبوب لقباً تعرف به الأسرة, ومن هنا جاءت تسميته بعبد القادر محمد إمام حبوبه أو حبوب أما اسمه الحقيقي فهو عبد القادر محمد إمام إدريس أما والدته فاسمها التاية عبدالسلام . لم أجد من المصادر أو المراجع التي رجعت إليها تحديداً قاطعاً للتاريخ الذي ولد فيه عبدالقادر ود حبوبه ولكني أقدر بالاستنتاج والتقريب أنه ولد خلال العقد الرابع من القرن التاسع عشر .شب عبدالقادر في كنف أب جليل القدر والنسب ومن ناحية والدته فهو من بيت معروف بالفروسية والقوة فأثرت هذه العوامل في تكوين شخصيته وتقويتها فشب قوياً عزيز النفس وعرف منذ طفولته الباكره بالنشاط الجم والحزم وتفتح الذهن وقوة البدن وعرف عنه عندما كبر أنه كان فارع الطول ضخماً قوى البنية وممتلء الجسم مهاباً وكان حسن الخط كما حدث عنه عارفوه وقارئ ممتاز لمنشورات المهدية وحافظ لراتب الإمام المهدي وكان يحفظ كل القرآن الكريم إلا أن معاصريه يقولون إنه لم يمكث مدة طويلة مع شيخه وأستاذه الشريف أحمد ود طه وكان عبدالقادر يعمل بالزراعة وعرف منذ صغره بالإيثار وكراهية الطمع وكان زاهداً في حطام هذه الدنيا الفانيه جهاده في الثورة المهدية
وقد تعرف ود حبوبة بالمهدي عليه السلام بقرية طيبة الشيخ القرشي فيما كان المهدي يبنى قبةً لأستاذه الشيخ القرشي ود الزين إجلالاً وإعزازا له فكان عبدالقادر من بناة هذه القبة وقد تعرف في تلك الفترة بالمهدي عليه السلام عن كثب قبل أن يعلن المهدي ثورته . وعندما قامت الثورة المهدية كان عبدالقادر من أوائل مؤيديها وقد اتصل بالمهدي وبايعه على الجهاد والوقوف معه بصلابة وقد حضر عبد القادر جميع معارك الثورة المهدية ( عدا كرري ) وحارب فيها بضراوة وجسارة وقوة ورجولة وقد حارب عبدالقادر مع الشريف أحمد طه في ثلاث معارك وخاصة في معركته الشهيره التى وقعت بينهم وبين المستعمرين بالقرب من قرية فداسي بالجزيرة ويقال أن عبد القادر شهد خمساً وعشرين معركة دون أن يصاب بخدش في أي معركة من هذه المعارك والاشتباكات حتى فتحت الخرطوم وانتصرت الثورة المهدية وقد سعى عبدالقادر ود حبوبه لنشر مبادئ المهدية بقصائده ومدائحه التىألفها وجاب بها المناطق المختلفة لا تكسباً ولكن توطيداً لدعائم الثورة والعمل على تثبيتها في النفوس . ولعبد القادر مدائح نبوية كثيرة ومن القصائد التى وجهها للذين نكصوا عن عهودهم مع الثورة المهدية هذه الأبيات
يا اهل العهد المعهود
تنكروا الخال الفي الحدود
من قبلوا جدو النبي العظيم محسود
يا اخواني بعد العهود والمواثيق نحود
نرتد نجحد جحود
سكة صحبو الجنود
وكان عبد القادر من كبار مستشاري الإمام المهدي المقربين ومن بعد وفاته ظل مخلصاً للخليفة عبدالله وقد خرج مع حمدان أبي عنجه الذي أرسله الخليفة على رأس جيش لملاقاة الأحباش وقد أبلى بلاءاً حسناً في هذه المعركة وحارب فيها بضراوة وجسارة حتى رجع لامدرمان ومما يجدر ذكره أن الخليفة كان متزوجاً إحدى كريمات عبد القادر. وعندما بعث الخليفة الأمير عبدالرحمن النجومي على رأس جيش لمصر كان عبدالقادر من كبار الأمراء فيه وقد أسر بمصر واستطاع التخلص من الأسر بعد فترة هو وشقيقاه عبدالباقي وحسين اللذان رافقاه في الذهاب لمصر ضمن حملة ود النجومي بمساعدة تاجر اسمه بطروس كانت تربطه صلة قوية وصداقة متينه بوالده محمد إمام ود حبوبه إما والدتهم التي رافقتهم في هذه الحملة فقد استشهدت بمصر وعندما قامت معركة كرري الفاصلة لم يكن لعبدالقادر شرف الاشتراك فيها ويرجع الكثيرون ذلك لأسباب صحية
وبعد كرري رجع عبدالقادر لمنطقة الحلاوين بعد أن عاصر كل فترة الثورة المهدية
وكان مجلس عبدالقادر دائما حافلا بالجلساء يتآنسون في أمورهم الدينية والدنيوية ويتلون كتاب الله ويقرأون راتب الإمام المهدي . وكان عبدالقادر ونفر من أصحابه يجوبون المناطق المختلفة ليسمعوا الناس قصائدهم ومدائحهم النبوية وكانوا يفعلون ذلك بلا مقابل لوجه الله راجين من ذلك تاجيج الثورة في النفوس ليهب الناس ثائرين في وجه المغتصبين فكان عبد القادر الثائر الأول في تلك المنطقه وكان يجاهر بعدائه للمستعمرين وقد اتسعت شعبية عبدالقادر وكثر مؤيدوه وتابعوه وصار مهاباً يخشى بأسه مما جعل الحكومة تتحوط منه وتحاول أن تبعد الناس عنه ولكنه كان ذا شخصيه قويه ومحبوبة وكان فيه من الصفات القيادية مما جعل الحكومة تسعى لمحاربته بالدهاء والكياسة ولكنه كان حسن السياسة بدرجة أذهلت المستعمرين فحاروا في أمره
أعلن عبد القادر أن هذه الأمة ينبغي الأمة أن تحكم حكماً إسلامياً وأن تكون الشريعة الإسلامية هي الفيصل بين الناس وأن القانون الوضعي الذي وضعه المستعمرون يجب أن ينتهي وفي هذا دلالة واضحة على انه كان يعارض المستعمرين جهاراً نهاراً
كما انه عارض ظاهرة الرق التى كانت منتشره في ذلك الوقت حيث لا يخلو بيت من بيوت المنطقة من عدد من الرقيق والإماء .
ومن آرائه الجريئة التي أعلنها أيضا هو أن يأخذ أي إنسان من الأراضي الزراعية بقدر ما يستطيع زراعته ويمكنه من العيش الطيب فكان يعارض اقتطاع وامتلاك واستحواذ الأراضي الزراعية الشاسعة التي تبلغ مئات الآلاف من الأفدنة وتسخير الرقيق للعمل فيها وقد جرت عيه آراؤه الصريحة هذه بعض العداء ولكنه لم يأبه لشئ في سبيل ما يراه حقاً
بدايات الثورة
هب عدد كبير من أبناء المنطقة ممن لازالوا على عهدهم حباً في المهدى وثورته والتفوا حول عبدالقادر بالرواكيب الواقعة أمام المحيريبه وقرب قرية ود شنينه لحضور حلقاته وقراءة الراتب وأقام أتباعه عدداً من الرواكيب الجديدة
وقد بلغ الناظر العمدة عبد الله مساعد– وجدته بدار الوثائق المركزية – الحكومة بهذا وعلم أنصار عبد القادر بهذا يوم 25/4/1908م وهذا شي اقتضته الضرورة وأملته عليه المسئولية والرسميات وكان من رأيه أن حركة مثل هذه ستجلب لهم عداء الحكومة وغضبها وتؤدي لتخلف المنطقة وحظر الخدمات عنها . وعلمت أن بعض الوشاة من ذوي الحاجات كانوا يذهبون للمركز بالمسلمية ويسرون للحكام بأسرار وأخبار خاطئة ليثيروا غضب الحكام على عبدالقادر وقد ذم عبدالقادر هؤلاء الوشاه بقصيدة يقول في مطلعها
يامواد الكفر أسود منهقل
ماك عارف الغرور منها بيتنقل
كيف تواصل اعداك يا الدنى الرزل
بعد ده كيف تظن عملك ينقبل
ظن الإنجليز أن عبد القادر يثور ويثير الناس من ورائه حباً في جاه أو سلطة وظنوا أنه ربما ثار بسبب انتقال نظارة الخط من آل حبوبه لآل مساعد .ولكن عبدالقادر سخر منهم وأكد أنه لا يرغب في مال أو جاه وأن ثورته هي امتداد طبيعي للثورة المهدية
وكانت الحكومةترسل كل فتره وأخرى نفراً من أتباعها ليتجسسوا على عبد القادر وليثنوه عن عزمه وظن عبد القادر أن المستعمرين يضمرون له الشر وربما غدروه في أي وقت فرحل في نفر من اصحابه من الرواكيب الواقعة أمام المحيريبه والتي أعلن فيها حركته قرب (التقر ) . وكان بقية أنصاره من قرية المحيريبه والقرى المجاورة لها يأتونه صباحاً ويرجعون منه مساءاً. وفي التقر قر رأيه وحلف صادقاً أن يقتل أي مستعمر يأتيه فيها تحدياً لهم وتشجيعاً للسودانيين على الثورة وليكن هو و بعض رفاقه الضحية. ولم يقم أنصار عبد القادر بإثنائه عن عزمه. وقد أرسل المأمور عدة خطابات لعبد القادر وأتباعه بالتقر يعطيهم فيها الأمان وقد طلب منه في أحد خطاباته أن يلاقيه وبصحبته شخص آخر إن أراد في منتصف الطريق بين قريتي التقر وود شنينه ليتفاوض معه بشرط ألا يكون مسلحاً هو ومن يصحبه إذا صحب معه أحد ولكن عبد القادر رفض هذا الطلب وقد رد على المأمور بخطابين رقيقين وقد حاول المأمور الذهاب لعبد القادر والتفاوض معه ولكن عبدالله مساعد طلب منه التريث لئلا يهلك نفسه
علم عبدالقادر من مصدر ما أنه سيأتيه بعد أيام قليلة مفتش إنجليزي برفقة المأمور المصري محمد شريف وغرضهم الأساسي كتابة أسماء أنصار عبد القادر وتحديد قوتهم بالضبط والقضاء عليهم نهائياً
علم عبدالقادر بهذه الأخبار التي لم تثبت صحتها وأتفق مع أصحابه كما يقول الرواة على التواجد داخل البيوت وعدم الخروج منها إطلاقاً لئلا يشعر المفتش والمأمور أن الأمور غير طبيعية وأتفق مع بعض أنصاره على الانتظار في فناء المنزل الذي سينزل فيه المفتش والمأمور واتفقوا على علامة معينه يبدأون بها قتلهم
وانتشر خبر عزم عبد القادر وأصحابه على قتل من سيأتيهم من المستعمرين إثر الشائعات التي أتته فاجتمع على إثر ذلك حوالي مئتي رجل من العقلاء بالمنطقة بقرية ود شنينه في صباح يوم الأربعاء 29/4/1908 بحضور المأمور محمد شريف الذي أرسل حاج الأمين احمد شنينه وإمام بابكر زوجي أختي عبد القادر – أنسابه – برسالتين واحده لعبد القادر شخصياً والأخرى لأتباعه .
وقبل أن يأتي الوسطاء كان المفتش الإنجليزي قد جاء راكباً جمله غاضباً ثائراً لأنه علم بأن بمنطقه الحلاوين فوضى على حد تعبيره فجاء لتوه هائجاً يتبعه حارسان يركبان على جملين وكان المفتش يرى أن اجتماعا كهذا للتوسط لرجل من عامة الشعب فيه مذله ومهانة للحكم القائم وكان المفتش يرمي من وراء ذلك أن يثبت لرؤسائه أنه إداري قوى وأنه استطاع أن يحسم هذه الحركة في ساعات. ونادى المفتش الإنجليزي المأمور محمد شريف بغضب وشتمه وسبه بلغة عربية دارجة ركيكة وطلب منه أن يتجه معه فوراً للتقر، وبعد أن اجتمع به على إنفراد في غرفه لفترة من الزمن طلب منه أن يصحب معه حارسين من الهجانه وقد حاول البعض أن يثنيه عن رأيه وخافوا عليه عاقبه تصرفه ولكنه رفض وتوجه فوراً الى التقر وعند وصول المفتش والمأمور للتقر (التي تبعد بضع كيلومترات من ود شنينه ) خرج عليهما حاج الأمين احمد شنينه وحاول إيقافهما ولكنهما رفضا الإذعان وواصلا سيرهما حتى بلغا مدخل الحوش وسألا عن عبدالباقى الذي أتاهما فوراً وأدخلهما على عبد القادر الذي أجلسهما على عنقريبين في فناء المنزل
مقتل المفتش والمأمور
داخل الحوش كان المفتش صامتاً إما غاضباً أو لعدم إلمامه التام باللغة العربيه فأخذ المأمور المصري محمد شريف يتحدث بالانابه عنه موجهاً حديثه لعبدالقادر وكان في البداية يخاطبه بلين شديد قائلاً له انه سيحقق له أي مطالب شخصيه يريدها وكان عبدالقادر يرد عليه بقسوه ويخاطبه قائلاً له يا الرخيس ات كضيضيب ساهي ظلمتي كتير وعارفك بتخدع في وغايتو بعد ده أنا زهدت في أي حاجة وكفاية العرايض الرفعتها ليك يالرخيس
ولم يتمالك المأمور نفسه وقال لعبدالقادر ( انت لا تساوي شئ ويمكننا القضاء عليك بعدة طلقات إذا أردنا ذلك). لم أجد هذا الحديث بالوثائق ولكنه حديث متداول في المنطقة ومنقول من الرواة. فهجم عليه عبدالقادر وطعنه طعنه شديدة صرخ علي إثرها المأمور صرخة شديدة أخرجت ملازمي عبد القادر من مكانهم وفي تلك اللحظات انقض مضوى على المفتش الإنجليزي وضربه ضربة قاتله . . وتجدر الاشارة الى أنني لم أجد تحديداً قاطعاً لأسماء اللذين قتلوا المفتش والمأمور وكل هذا مبين بالنص الكامل للمحاكمات : وهكذا قتل المفتش والمأمور شر قتله وتركت جثتيهما في العراء لجوارح الطير والصقور وهرب الحراس لا يلوون على شئ الى ود شنينه حيث اجتمع شيوخ المنطقة فابلغوهم بما حدث فتفرق المجتمعين كل الى قريته بعد أن أيقنوا بأن التوسط بين عبدالقادر والحكومة بات عديم الجدوى
وثارت ثائرة المستعمرين وعزموا على إبادة كل الثوار والقضاء عليهم قضاءاً مبرماً . فأرسلوا أورطة اسمها أورطه 13 من مدني بقيادة مكوين بك وأحمد إبراهيم زاده . حل بالأورطة الليل بكتفيه بعد مسيرة يومين أو ثلاثة فأكثر فآثروا المبيت بها ومهاجمة الأنصار صباحاً
معركة كتفيه
رأى الأنصار أن هذه فرصة سانحة لينقضوا على الأورطة ليلاً ويذبحوا أفرادها وهم نيام فهجم الأنصار على الأورطة فبدأو بذبح الهجانه الذين كانوا ينامون يمين الأورطة فقتلوا منهم عدداً كبيراً ولسوء حظ الأنصار أن عيسى محمد إمام حبوب أخو عبد القادر تحمس وهو يصيح في قمة النشوة قائلاً ( الدين منصور ) فاستيقظ مكوين بك على إثر سماعه لهذه الصيحات ولما رأى ما حل بأورطته فكر في إطلاق النار من مدفعه على من أمامه سواء أكانوا من زملائه أو من الثوار وقد حصد المدفع أرواحاً كثيرة من الجانبين وأخيراً انجلى الموقف بتراجع الثوار . وتقول رواية أخرى إن الشخص الذي أطلق الصيحات هو حسين السائح إبراهيم من قرية الشاوراب بريفي المحيريبه وكانت صيحاته هي سبب نكسة الأنصار الجزئية في تلك الليلة . وذكر أن عدد القتلى من الأنصار واحد وثلاثين رجلاً وعدد القتلى من الأورطة غير قليل إلا أن عددهم لم يعلن على الملأ .
وقد بات عبدالقادار ليلته تلك بقرية ود البصير وقد جاء لينظم أنصاره. وطلب ونجت باشا حاكم عام السودان من عبدالقادر تسليم نفسه للحكومة حقناً لدماء الأبرياء. وفي الصباح توجه عبد القادر إلى مركز الكاملين لئلا يلفت الأنظار إليه وسار على حماره الى أن وصل إلى قرى الدبيبات والواقعة حالياً في مجلس ريفي المعليق وأراد عبدالقادر أن يأخذ قسطاً من الراحة فمر به عدد من الرقيق والرعاه فعرفه أحدهم واتجه نحوه دون أن يخبر بقية الرعاه لأنه أراد الفوز منفرداً بالجائزة القيمة التي أعلنتها الحكومة لمن يقبض على عبدالقادر ود حبوبه. فأخذ الراعي سيف عبدالقادر خلسة وأيقظه من نومه طالباً منه أن يسير أمامه متجهاً لمركز الكاملين فغافلة عبدالقادر وأجهز عليه بسكين كان يخفيها في ملابسه وضربه بها ضربه أردته قتيلاً وكان الراعي لغفلته يسير أمام عبدالقادر لا خلفه . فلما رأى بقية الرعاه الذين كانوا على مقربة منهما هذا المنظر فروا هاربين لقراهم.فخرجت مجموعه كبيرة من الدباسين وأحاطوا بعبد القادر واستطاعوا القبض عليه بعد لأى ومجهود شديدين وسلموه لمركز الكاملين .والأمانة التاريخية تقتضى أن أقول أن الدباسين لم يفعلوا ذلك عداءً للحلاوين وإنما أرادوا بذلك حقن الدماء بالمنطقة
محاكمة عبدالقادر ود حبوبة
كانت المحكمة برئاسة القاضي وازي إسترى القاضي من الدرجة الأولى واليوزباشي حسين رفعت و صادق الحاكم العام على أحكامها وكان أتباع عبد القادر ودحبوبة وكل المشتركين معهم قد حوكموا بموجب المادة 93 من قانون عقوبات السودان والتى تنص على معاقبة كل من حارب حكومة السودان أو الخديوية المصرية أو شرع في محاربتها أو حرض على محاربتها بالإعدام مع التجريد من جميع الأموال. فكان الحكم على بعض أتباع عبد القادر كالأتي
1/ احمد ود ركابي : الحكم عليه شنقاً حتى الموت. 2/ مضوي محمد إمام حبوب : الحكم عليه شنقاً حتى الموت
وقد نفذ فيهما حكم الإعدام بمدني مع مصادرة أموالهما . كما صدرت أحكام بالإعدام على عدد من أتباع عبد القادر ثم عدلت من الإعدام شنقاً إلى التأبيد ولم أجد هذا بالوثائق ولكنني تأكدت من صحته باستفسار عدد كبير من ذوي المحكوم عليهم وعلمت أيضاً أن الحكومة أفرجت عنهم بعد أن توسط السيد عبدالرحمن المهدي بينهم وبين الحاكم العام بعد أن قضوا بالسجون مدداً تتراوح بين العشر سنوات والإثنتى عشر سنه ( تجد الأسماء بصفحة 101- 102 بالكتاب
أما الثائر عبدا لقادر ود حبوبة فقد جرت محاكمته في الكاملين يوم 7 مايو 1908 أمام قاضى محكمة المديرية المستر بيكوك القاضي المدني. فأثبتت عليه المحكمة جريمة قتل مستر منكريف اسكوت المفتش الإنجليزي برئاسة مديرية النيل الازرق واليوزباشي ( المهدي ) محمد شريف مأمور المسلمية وجريمة فتنة وإثارة الحرب على حكومة السودان ، وحكمت عليه المحكمة بالإعدام ومصادرة أملاكه . وقد نفذ فيه حكم الإعدام صباح الأحد الموافق 17 مايو1908 بسوق حلة مصطفى حيث كان يقام سوق الحلاوين في ذلك الوقت
وفي اليوم المحدد لشنق عبد القادر جاء به المستعمرون مكبلاً بالحديد وقبل أن يشنق ودع أهله في قوة ورجولة وهو يبتسم وشجعهم على الجهاد والعمل للقضاء على المستعمرين وصعد للمشنقه وهو يكبر في شجاعة نادرة و النساء من حوله يزغردن لشجاعته وقد هز المشهد المستعمرين هزاً عنيفاً فأدركوا أنهم يحكمون شعباً صعب المراس
وقد دفن الجثمان الطاهر للبطل ود حبوبة بالقرب من قرية الحلاوين – مصطفى قرشي . ولقد هز هذا المشهد من حضوره رجالاً ونساءاً فأنشأت رقية أخته هذه المناحة
بتريد اللطام أسد الكداد الزام
هزيت البلد من اليمن للشام
(الخ)
مأخوذة بتصرف من كتاب : لمحات من حياة وثورة ومدائح الثائر البطل عبدالقادر ودحبوبه .للأستاذ صديق محمد أحمد البادي ،الصادر (بدون تاريخ ) عن دار الأيام للطباعة والنشر
أمام مشهد الموت ولحظة الشنق صبيحة يوم الأحد السابع عشر من مايو 1908 بسوق حلة مصطفي وهو سوق الحلاوين انذاك في رثاء شقيقها المجاهد البطل عبد القادر ود حبوبة قائد الثورة الأولي في شمال السودان بعد سقوط الدولة المهدية في يد المستعمر ( جاء به المستعمرون مكبلا بالحديد وقبل أن يشنق ودع أهله في رجولة وثبات وهو يبتسم وشجعهم علي العمل للقضاء علي المستعمر مهما كان الثمن غاليا ثم صعد المشنقة وهو يكبر في شجاعة ومن حوله النساء يزغردن لشجاعته وفروسيته وقد هز هذا المشهد المستعمرين هزا عنيفا لأنهم لم يروا شجاعة كهذه . وأدركوا إنهم يحكمون شعبا قويا صعب المراس وقد سجل التاريخ هذا المشهد بمداد من نور للمناضل البطل ود حبوبة ) في هذه اللحظة التاريخية جاءت هذه الأبيات
منقول لحفظ تاريخ الرجال ..... عبد الحفيظ
نقله عبد الحفيظ من موقع سودان راديو www.sudanradio.info/
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
شوقي بدري يختزل جهاد ود حبوبة في قطعة أرض ويذكره على طاري تجار الرقيق ولقتلة قعدات السكر
________________________________________
للأمانة أورد ما كتبه الأستاذ شوقي بدري عن ود حبوبة ولا أرد عليه حتى يطلع القارئ الكريم على كامل النص ليدلي بدلوه على بينة
و اعلم أخي الكريم أنني سأحاول ما أمكن توخي الموضوعية صيانة للسان وإسهاماً في قراءة صحيحة للتاريخ
قراءة حقيقية لعبدالقادر ود حبوبة
كتبها شوقي بدري ، في 11 أغسطس 2007 الساعة: 02:49 ص
www.sbadri.maktoobblog.com
كما نشر فى سودانيز أون لاين قرأت الآتى: ( أغاني سودانية خالدة رقية بت مُحمد ودإمام ترثي أخاها وترد علي شوقي بدري بقلم حمزة عثمان عمر( عزيزي شوقي بدري ألا يكفيك هذا حتى تقتنع بان معركة ودحبوبةكانت اكبر من ادعاءاتك وتخاريفك الباطلة.)
عندما يتهم الانسان بالتخريف والباطل ، يجب أن تكون هنالك أدلة . وأغنية تؤلفها سيدة لموت شقيقها ليست بدليل . عندما يأتى الانسان بالباطل والتخاريف لا يأتى بها حتى أخرق الا لمفاداة ضرر أو كسب نفع . والنفع الوحيد الذى أرجوه هو أن نعيد كتابة التاريخ بالطريقة الصحيحة . لأن القراءات الخاطئة سببت أغلب مشاكلنا .
الكلام الذى كتبته أتى به بابكر بدرى صديق ورفيق سلاح عبدالقادر ودحبوبة . لازمه فى جردة دنقلا لطرد الانجليز بعد سقوط الخرطوم ثم فى غزوة ودالنجومى لفتح مصر . ورجع ودحبوبةوأسر بابكر بدرى وشقيقاته وأمه وزوجة أبيه وماتت شقيقته بالعطش وخطفت الجلة رأس شقيقته الصغيرة وكسرت صلب شقيقه موسى ومات بطريقة طويلة ومؤلمة . ووقعت أمه وشقيقاته الحسنى وأم طبول والبتول فى الأسر . وأفترقوا ولم يلتقوا الا بعد زمن فى سنين الأسر والبؤس والشقاء فى مصر ، ورجعوا مشيا الى أمدرمان . هل بابكر بدرى يخرف أو يدعوا الى الباطل ؟ أم أن الناس لا يقرأون أو لا يريدون أن يقرأوا . واذا قرؤوا خرجوا بالنتائج التى يريدونها .
جدتنا رابحة أبتر نظمت قصيدة لأكثر من أربعين بيت . تنعى فيها قاسم أبتر الذى ذبح الخواجة أمام أسرته فى تلودى جبال النوبة اثر سوء فهم بسيط مع عمه خليل أبتر . وبدون أن يتأكد من الاساءة التى لحقت بعمه ذبح الخواجة . قاسم وقتها كان يستعد للزواج من بنت عمه أمينة خليل أبتر . وبعد شنق قاسم تزوجت أمينة ابراهيم بدرى وصرت أنا ابنها الرابع من خمسة عشر ولدا . آل أبتر كانوا من كبار البحارة . وهؤلاء من أبحروا فى النيل بسبب درايتهم بالمراكب الشراعية الضخمة . وبالسلاح النارى أسسوا الكبانيات وحكموا جنوب السودان وجلبوا الرقيق بالالاف . تعاونوا فى الأول مع الزبير باشا ثم حاربوه وحاربوا ابنه وكانوا السبب فى قتل ابنه سليمان وفى خراب الجنوب وقتل أهله . ولقد عمل معهم أبوقرجة الذى نصبه المهدى أميرا للبحرين فى حصار الخرطوم . جزء اخر من آل أبتر عرف بالنهاضة . كانوا ينهضون على ظهور الخيل وينتظرون النوبة عندما ينزلون للزراعة فى أول موسم الأمطار ويقتلون البعض ويأسرون الأطفال والشباب ويسوقونهم كرقيق . ولهذا ولأن قاسم كان يعيش فى المجد الغابر والاحساس الكاذب بأنه الكل فى الكل وأن الخواجة لا يعدو أن يكون ######ا مسيحيا فقام بذبحه . ومشى بثبات نحو المشنقة وطلب أن يعلق سرواله فى السوق بعد شنقه . ففى العادة أن يتبرز الانسان ويبول بعد الشنق . والسودانيون كانوا يمتنعون عن الأكل لفترة قبل الشنق ، مثل ودعدلان أمين بيت المال الذى رفض نزع غلال اهل الجزيرة وتسلط يعقوب جراب الرأى . ووضع الحبل حول عنقه بنفسه وطلع على الكرسى .
السودانيون كانوا ولا يزالوا يذهبون الى المشنقة بثبات . مثل جركويك من نوير غرب اللاو الذى أخرج رمحه مخترقا صدر المفتش الانجليزى . وسبب ثورة النوير . والسبب هو شرف شقيقته . وقتل الانجليز الأبقار بالطائرات فسلم جركويك نفسه فى ملكال . والمفتش قوين بيل فى كتابه ( ظلال على الرمال ) ذكر أن السودانيين عندما كان يبلغهم خبر شنقهم يتلقون الخبر باستخفاف . ويمشون الى المشنقة بثبات . رابحة قالت فى رثاء قاسم
دفنوا فى المساء والأمة مرصوصة
راح خبر الخطر الكبدا ممغوصـــــة
نشروا فى الجريدة قالوا الصبى قسوم
راح الخبر للدرديرى فى الخرطوم
أبكن يا عماتو البرمكى المعدوم
تبكيك أمينة الماها عزاية
العريس اندمر وحصانو فى الشاية
ياودرجال بحارة يوم أهل نقارة
بالرغم من أن قاسم كان يحسب أنه يسير فى خطا جده ادريس أبتر الذى عرف بدقر الخيل وحاكم الرجاف واسماعيل أبتر . ويعتبر قاسم بطل فى وسط أسرته لا يزالوا يتناقلون سيرته كفارس ، الا أنه حرم أسرة من ربها . حوة الطقطاقة أطال الله عمرها والتى تعتبر جزء من الفلكلور السودانى تنعى أخاها محمد ألفى وتغنى له . محمد ألفى قتل سالم وهو من فرسان أمدرمان فى قعدة شرب اثر فتنة ( ودابوربح الجزمجى ) . وألفى كان صديقا لى وكان يدربنا الملاكمة فى نادى المريخ . وعندما كان يحضر الى المقهى بصحبة البوليس لمقابلة شقيقه كان يتبسط ويمزح معنا ومشى بثبات الى المشنقة.
أصدقاؤنا كرنقو وودأم شطور من فتوات الموردة قتلوا البوليس فى 1964 . وكما عرفت من الدكتور محمد محجوب الذى كان سجينا سياسيا فى سجن كوبر ، فان كرنقو وودأم شطور كانوا ثابتين . الا أنهم قتلوا رجل أمن وهو يؤدى عمله وحرموا أسرته من ابنهم .
فى بداية الخمسينات عمل كمال ابراهيم بدرى كمفتش غيط لأنه يحب الخلاء . وعمل فى شاع الدين ، والعديت ، وسعد الله ، واسترحنا ، والخشيم ، والمسلمية فى الستينات . وكنت أزوره باستمرار . وفى الخمسينات درس أشقائى أيمان بدرى والشنقيطى بدرى فى مدرسة المسلمية الداخلية الوسطى . وكثيرا ما كان يأتى العمدة وشيوخ الحلاوين لزيارته . وفى مرة وصف أحد المزراعين كمال بالانجليزى الأسودولم يرد عليه كمال فثار الباشكاتب فهدأه كمال قائلا أن المزارع يبحث عن شيىء يفتخر به وسط أهله ، وأن الحلاوين بعد حادثة ودحبوبةيبحثون دائما عن بطولات . المزارع صار صديقا لكمال . وكبار الحلاوين كانوا يتطرقون لسيرة عبدالقادر ودحبوبة . والجميع كانوا يذكرون أن الحركة كانت خاطئة وأن السبب هو الأرض والخلاف مع حسن وامام حبوبة . فلنرجع الى بابكر بدرى ،( تاريخ حياتى مجلد رقم 2 (عرفت عبدالقادر فى غزوة ودالنجومى عندما كنا سويا ) . ويذكر بابكر بدرى أنه قد كان مع عبدالقادر فى دنقلا وصرص . ويذكر أنه قابل عبدالقادر فى الكاملين عندما كانت الكاملين هى المركز . وعبدالقادر قد حضر ليدفع ضرائبه من مزارعه للعيش والقطن مباشرة للخزينة لأنه قد تشاجر مع المامور فى المسلمية والسبب أن المامور قد حكم لصالح أخيه حسن فى سنة 1903. وبسبب هذا القرار استلم حسن الأرض بعد أن كان عبدالقادر قد حصد جزءا من المحصول . وأن امام حبوبةشهد ضد عبدالقادر.ويواصل بابكر بدرى بأنه قد نصح عبدالقادر بأن يستأنف القرار عند المفتش الانجليزى كورباين . الا أن عبدالقادر كان يقول أن كورباين صغير فى عمره . وأفهم بابكر صديقه عبدالقادر بأن كورباين بالرغم من صغر سنه الا أنه كبير فى حكمته . ( وهذا يعنى أن عبدالقادر كره أن يذهب للمفتش الانجليزى مستأنفا فقط لأن المفتش صغير السن .
ولام بابكر بدرى عبدالقادر لأنه صار يؤلف المديح ويدفع للمادحين الذين ينشدون مديحه ، وطلب منه أن يكف عن هذا لأن المادحين سيستنفذوا ماله ثم ينفضوا من حوله . وأبدى عبدالقادر تقبله للنصيحة الا أنه واصل فى جمع الناس والتحرش بأحمد موسى ناظر الحلاوين . فبلغ ناظر الحلاوين وشيوخ الحلاوين الحكومة بأن عبدالقادر يجمع حوله الناس وهذا ما أكده بلاغ سابق من أخيه غير الشقيق امام حبوبة .
وفى يوم 27 أبريل 1908 وبينما المفتش مانكريف يلعب البولو أتت اشارة بأن يذهب الى الحلاوين لكى يتأكد من تحركات عبدالقادر حبوبة . فذهب الى جنينة امام حبوبةفى غرب النيل حوالى 14 ميلا من قرية ودحبوبةووجد مع امام المامور المصرى محمد شريف وناظر الحلاوين أحمد موسى وكبار رجالات الحلاوين . وذكر المفتش ماكريف أنه سيذهب الى ودحبوبةلتقديم النصيحة . فأبدى المامور تخوفه ورفض الذهاب فقال له ماكريف ( انت مرة ولا ضابط ؟) . فذهب لحتفه . المفتش كان مصحوبا ببعض عساكر البوليس . وطلب منهم المفتش الانتظار بعيدا وذهب لمنزل عبدالقادر وصافحه وجلس على العنقريب فى ظل الديوان . وكان عبدالقادر قد وضع بعض أعوانه خلف الديوان وقال لهم اذا سمعوه يصفق فعليهم أن يأتوا ويقتلوا أى انسان موجودمعه . وبدأ ودحبوبةفى شرح القضية القديمة وأطال . وتحدث عن الاضطهاد فقاطعه المامور غاضبا ( اضطهاد ، أنا حأوريك الاضطهاد ) . فغضب ودحبوبةوصفق . فأندفع أعوانه وقتلوا المامور وهو يصيح ويبكى قائلا ( أنا شريف ، أنا من سلالة فاطمة الزهراء) . أما المفتش ماكريف فقد خلع القبعة وأشار الى عنقه قائلا ( أضرب هنى ) . هذه هى القصة . المفتش قتل فى حالة زعل وهو ضيف فى منزل ودحبوبةوعلى عنقريبه وهو أعزل . وهذا ما أورده بابكر بدرى الأنصارى . ولقد تأسف على مانكريف مامور رفاعة الذى عرفه بابكر بدرى من قرب وكان يقول أنه رجل عظيم . يبدو أن بابكر بدرى مخرف ويأتى بالباطل . كتاب ( حياتى ) لبابكر بدرى نشر بعد موته . هل كان بابكر بدرى يتوقع علاوة أو مكافأة من الانجليز ؟ . فى رواية ( الحنق) التى كتبتها وأنا فى الثامنة عشر تتطرقت لموضوع قاسم وغيرت اسم جدنا خليل لخليفة . ولا أزال أقول أن قاسم كان مخطئا وأهلنا يحسبونه بطلا لأنه ذبح من أساء الى عمه ومشى بثبات للمشنقة . الحكم للتاريخ .
__________________
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
ادناه تعقيب دكتور بدرالدين يوسف على حديث شوقى بدرى يقرا
مع مقالات د.سيد قنات والاستاذ صديق البادى حيث كتب دكتور
بدرالدين الآتى :
كما سبق فإن ما كتبه الأستاذ شوقي بدري إنما كان خواطر مبعثرة ليست مبنية على منهج علمي في تناول التاريخ. وذلك للأسباب التالية:
1. يظهر من الكاتب الذي لا أعرف تخصصه أنه لم يطلع على المنهج العلمي في بحوث التاريخ
2. أحسن ما يوصف به مقاله أنه خواطر مبعثرة لا يربط بينها إلا هدف واحد – أرجو ألا يكون خبيثاً – وهو اختزال قضية ود حبوبة في خانة الأغراض الخاصة الأنانية والتصرفات غير المُرَشّدة الانفعالية مثل النزاع على قطعة أرض ، وقعدة سكر وغضبة مفاجئة !!!
3. ما كتبه عباره عن عبارات مهلهلة يحاول الكاتب فيها أن "يخيط القَرَع مع القِحف" فما الذي يجمع قعدة سكر أخ حوة الطقطاقة مع قضية ود حبوبة ، أو تجارة الرقيق التي مارسها أسلافه على حد تعبيره ؟!
4. أباح شوقي لنفسه ما حرّمه على غيره أو ما يسمى اليوم " الكيل بمكيالين " وهو غاية الظلم وعدم العدالة. لقد رفض الرجوع لقصيدة رقية وقال إنها ليست مرجعاً ولو جاريناه فماذا نقول عن رواياته التي أخذها عن رابحة وقصة قاسم أبتر فهو الراوي ورابحة الشاهد فأين المصدر الذي نثبته هنا للتاريخ
5. لماذا اعتمد شوقي على رواية بابكر بدري وحده ؟ والمنهج السليم يقتضي تنويع المصادر والرجوع للمراجع المتعددة من المؤرخين أمثال مكي شبيكة ومندور المهدي ومن كتب عن تاريخ المهدية والسودان عموماً والمؤرخون الذين كتبوا عن فترة الاستعمار ومقاومته
6. عدم المناسبة والتجديف في أمر غاية في التعقيد وهو تجارة الرقيق وأقول لمصلحة من أنت تلقي بالقول جزافاً في أمر لا يصلح فيه التبعيض ؟ إذ هو بهذه الطريق يكون عظيم الضرر كالذي يقرأ الآية " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة..." ثم يتركها هكذا !!!
لا شك أخي القارئ أنك لاحظت أن الأستاذ شوقي قد ادعى أن كل قضية ود حبوبة إنما هي عبارة عن نزاع على أرض زراعية مع أخيه وقد حكمت السلطة بأحقيتها لأخيه ، وأن قتله للمفتش والمأمور إنما كان فقط بسبب السباب والتصعيد . وهذا غاية في التبسيط وهو جزء من القضية وليس كل القضية. ولقد شجعه على هذا القول ما قرأه من مذكرات الشيخ بابكر بدري وكذا مدح الشيخ للخواجة ووصفه بأنه رجل عظيم. غير أننا لو جارينا شوقي لجلبنا الشك للشيخ الذي لا نشك في تدينه وجهاده إنما كان ما قاله الشيخ إنما كان محاولة منه لنصحه لود حبوبة أن يكون واقعياً فهؤلاء الغزاة لا يمكن محاربتهم بالطرق البدائية وأن يلجأ إلى المهادنة. وإن موقف ود حبوبة هو موقف المجاهد الذي لم تنطفئ فيه روح الجهاد بل لم يصدق بعد أن يتقوض مشروع المهدية الذي هدف منه سيادة الدنيا وما زالت حملاتها التي وصلت أطراف السودان تملأ أذنيه ووجدانه وما زال يتذكر خطاب خليفة المهدي للملكة أليزابيث يدعوها للاستسلام والإسلام وأنها إن استجابت فسيزوجها من يونس ود الدكيم ( نرجو التأكد ! ) فلم يكن لينصاع لنصح صديقه بابكر بدري وربما كظم غضبه منه وربما عاتبه على التراخي وربما ظن به التثاقل إلى الأرض ، والله أعلم .
وبقدر ما قلل شوقي من شجاعة ود حبوبة بطريقة غير مباشرة حينما طفق يستجلب صور الثبات ممن يرتادون الأنادي مثل أخ حوة الطقطاقة الذي قتل في قعدة سكر وتجار الرقيق و غيرهم !!! وهذه إيماءات غير لائقة بل وغير مؤدبة عندما نقف أمام رجال أقل ما فعلوا كان مقاومة الاستعمار في بطولة نادرة ، فقد أورد رواية عن من رُوِيتْ له وليس عن من شَاهَد ، عن الخواجة الذى مدّ رقبته لود حبوبة قائلاً له : "أضرب هنا" مع أن المشهد غاية في المباغتة والاضطراب والسرعة كما أن هناك روايات تروي أن ود حبوبة وجنده قتلوا المفتش والمأمور ولا يعرفون بالتحديد من قتل من؟
وعلى كلٍ فإن من حقنا أن نطرح على شوقي الأسئلة التالية وليدافع عن ادعائه بالإجابة المقنعة للقارئ:
1. لماذا تأخذ كلام الشيخ بابكر بدري على أنه هو المرجع التاريخي النهائي ؟
2. لماذا تقلل من شأن قصيدة صيغت أمام مشهد تاريخي مع أنها عاطفية وهي مناحة ؟ أتسقط من أجل ذلك أم تحلل ويؤخذ منها ما كان يحكي عن الموقف الذي صيغت فيها كمادة مساندة ؟
3. أليس تاريخ ود حبوبة حديثاً جداً وقد حضره آباؤنا وسجله مؤرخون عايشوا زمانه ؟ فهل تضرب بكل رواياتهم ، وربما كان فيهم من كان في نفس قريته ومنهم من شهد الأحداث نفسها ، أنضرب بها جميعاً عُرض الحائط ونسفه أقوالهم ؟ ثم ندعي بعد كل ذلك أننا نريد تصحيح قراءتنا للتاريخ ؟ أم أن هذا التصحيح لا يأتي إلا من طريق اختيار شوقي بدري ، ذلك الخيار اليتيم ؟ عجبي ! هل حرام على الحلاوين وأهل الجزيرة أن يرووا ما عاشوه للأجيال ؟ نعم علينا أن نتحقق ونمحص ولكن ليس علينا أن نلغي كل شيء
4. لماذا تغنت بت مسيمس وهي ليست من أهل ود حبوبة ، هل كانت منحازة لقطعة أرض لود حبوبة ؟ :
الواعي ما بوصوا .. من أمس الضحى .. توري اب زنود ساقوا ... يا مقنع ولياته
5. هل على ود حبوبة أن يترك المطالبة بحقه الشرعي عند الحاكم الظالم ما دام هو مرابطاً في الجهاد وكيف نفصل موقفه من الجهاد عن مطالبته بحقه ؟
6. ألم يجاهد ود حبوبة ووصل حدود مصر مؤمناً بأن الدولة المهدية هي التي ستسود العالم ؟
7. ألم يحارب ود حبوبة مع الشريف أحمد ود طه نصرة للمهدية بفداسي ؟
8. هل سقطت عقيدته في المهدية وأن عليه أن يهادن كما فعل آخرون ؟
9. هل استطاع ود حبوبة تجييش الناس وتنظيمهم وقراءة راتب المهدي معهم فقط للانتصار لحظ نفسه ومن أجل قطعة أرض ( عَرَض دنيا ) ؟ وضد أخيه ؟ ... علماً بأنه يظهر من كلام ود حبوبة للمأمورأن مسألة الأرض شيء وقد تجاوزه ولم يعد يهمه وأن الموضوع أكبر !
10. نحن نعرف أنه في حالة النزاعات فإن كثيراً من المغلوبين أمام القضاء يلجأون إلى أخذ ما يرونه حقاً لهم باليد وبالقوة وكم قتلوا ولكن المُشَاهَد الأكثر أن يكون الغريم هو الطرف الخصم وليس القاضي لأنهم يعلمون أن القاضي ينفذ قانوناً. فلماذا لم يأخذ حقه ممن حكم لصالحهم - ولو كان أخاه ؟!! وود حبوبة إن كان متمسكاً بالأرض فهو يعلم أن ثورته لن ترجع له أرضاً ولو كان ذلك للدنيا لقبل نصح الشيخ بابكر بدري
11. لماذا صورت ود حبوبة بأنه خائن غادر؟ وبالغت إذ وصفتهم بالضيوف ونسيت أنهم محاربون وأنهم جاءوا من وراء البحار ليذلوا الناس ويستعبدوهم وقد أزهقوا أرواح عشرات الآلاف من الوطنيين وأهل البلد والمسلمين ، ويا لبراءة زيارتهم !!! ألم ينقل لهم عملاؤهم تحركاته وجاء هؤلاء لتقويم كيفية القضاء على ود حبوبة ، وقد أوقعهم غباؤهم وغرورهم في شر أعمالهم. فهل ينتظر شوقي أن يذبح لهم الذبائح ويحتفى بمقدمهم "لأنهم ضيوف !!!" هل قدم لهم الدعوة ؟ هو يعتبرهم أعداء "يا قاتل ... يا مقتول !!!"
12. أليس أهل الإدارة الأهلية هم من قبلوا التعاون مع الإنجليز وقد تحمس بعضهم حتى صاروا أبواقاً لهم وبعضهم لمواقف الخصومة للمهدية انحازوا لهم ؟ وهذا ليس موضوعنا إلا من حيث ما لقيه المجاهد ود حبوبة من المحاربة والمضايقات والتهم والممالأة والتخابر على حركته وما يقوم به بغية أن يرتاحوا منه وأن تنعم مناطق إدارتهم بحياة مستقرة في ظل ذلك الحاكم القوي الذي لا يمكن محاربته؟
13. هل كانت قصيدة رقية أخت ود حبوبة عن قطعة أرض ؟ وهل كل الكلمات: الأنصار ، الكفرة النجوس ، حقيقة أنصار دين ، التبعوك جنود الله انتسبوا ، قال الدين منصور ، بي عيسى تاهمنوا ... هل كل هذا لحظ النفس وقطعة أرض.
14. ولماذا اتهموه بأنه عيسى؟ وقد قالت الشاعرة " بي عيسى تاهمنوا ". كان ود حبوبة مثله مثل أنصار المهدي يعتقد أن المهدي هو المنتظر وأنه سيعقبه عيسى ثم تقوم القيامة فقد أظلّ زمانه! فبعد أن توفي الإمام المهدي وهيمن الإنجليز بالغزو والاستعمار واستشهد الخليفة يئس وأنشأ الرجز شوقاً لعيسى:
يا كريم لي عيسى أنزل ... ريحنا وحلّ المَشكلْ
هل كان كل هذا من أجل قطعة أرض ؟
15. لماذا ذهب الإنجليز لتعقب الأنصار ، وجالوا في منطقة الجزيرة يبحثون عن أتباع المهدي ؟ أكل السبب قطعة أرض في منطقة الحلاوين ؟ تحكي لي الوالدة أبقاها الله ( بالمناسبة أهلي أنصار ... ولا تعتقد أخي القارئ أنني اكتب من منطلق طائفي أو حزبي فأهلي أنفسهم يعلمون ذلك أنني لا انتمي إلى حزب الأمة رغم اعترافي لهم بالفضل في صناعة التاريخ ولولا وجودهم في فترة تقرير المصير لذهبنا في خبر كان ! وأكن لهم كل الاحترام وأعتز بتاريخ المهدية وأقر أن المهدي رحمه الله هو من رفع راية الجهاد في بلادنا لإعلاء كلمة الله وأنه حارب الإنجليز من هذا المنطلق وإن اعتبره البعض أنه بطل وطني ثائر مثل لوممبا، فأنا اعتبره مجاهداً في سبيل الله بل اعتبره من قادة الإسلام الرواد في العصر الحديث) تحكي لي الوالدة ، حفظها الله ، أن أمها كانت حاملاً بها عام 1908 أيام مقتل ود حبوبة وكانت قريباتها يتحسرن على وضعها وهي " تقيلة " وقد كان يسيطر عليهن الخوف عليها إذ سوف لن تستطيع الهروب من حملات التفتيش والبحث عن أنصار المهدي الذين يخشى أن تشتعل ثورتهم بعد شنق ود حبوبة ، أليس هذا توجس أكبر من مجرد قطعة أرض وليس مجرد غباء وسذاجة من الإنجليز؟
16. من الذي اتهمه بأنه عيسى ؟ أليس هذا ديدن المستعمر حتى يومنا هذا أنه يكيد تصريحاً وتلميحاً وعبر أبواقه وتنطلي الشائعات التي يسهم فيها على الكثيرين ؟ ولهذا قالت الشاعرة إضافة لما أوردته : منسول من أبوك ماك ود حرام دجال !! في إشارة للمسيح الدجال نفياً للشائعات التي تتهمه بهذا الادعاء!!! وقد أوردت نكتة متعلقة بهذا الأمر محلها مكتبتي في شرح القصيدة فإليها هناك. ولكن هل وصل حد الاتهام بعيسى وهو ادعاء يتعلق بالعقيدة من أجل قطعة أرض ؟ وحتى من يعتقد أن ود حبوبة إنما ادعى أنه عيسى : يمكن أن يقولوا أنه مهووس دينياً ولا يقولون أن ذلك من أجل قطعة أرض! وحتى الإنجليز في العلن لم يحاكموه على عقيدة إنما على قطعة أرض ويعلنون أن قتله للمفتش والمأمور لم يكن دينياً وذلك انتقاصاً تقليلاً وهم يريدون ليطفئوا جذوة الإيمان والمهدية. وهذا هو الذي انطلى عليك يا أخ شوقي فلقد والله أنت قد أسهمت في محاولة تشويه التاريخ وربما رشقت بالقول:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها ... فلم يُضرها وأوهى قرنه الوعِلُ
17. لماذا كانت المحاكمة ( مكلفتة ) !!! وحكم على ود حبوبة ونفر من إخوته وأنصاره بالإعدام والمؤبد في خلال أسبوع واحد من القبض عليه ؟ أهو فقط لقطعة أرض ؟ّ عجبي !!!
18. لماذا بعد الاستقلال سمي قسم كامل من أقسام مشروع الجزيرة في المنطقة التي اندلعت فيها ثورة ود حبوبة باسم "قسم ود حبوبة" ؟ أكل هذا وهم وأن السودانيين لا يعرفون قراءة التاريخ وأنهم طوال هذا الزمن منتظرون أن يظهر لهم شوقي ليعيد لهم قراءة التاريخ بالصورة الصحيحة ؟
19. وآخر وأهم سؤال لماذا اجتهدت لتهدم هذا الرمز الذي يعتبره السودانيون على اختلاف مشاربهم أحد مصادر فخرهم ؟؟؟!!!
سوف نستمر إن شاء الله في التوثيق للبطل الشهيد ود حبوبة فيما يتيسر لنا من بيانات
يتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
اتصل معلقا على موضوع البوست الاستاذ النعيم المهدى
المقيم بالدوحة ...والنعيم ينطبق عليه وصف الشريف زين
العابدين الهندى فى (أنشودة الهجرة والاغتراب ) حيث قال :
أبشري ؛ أبشري نحن لسع في الخلا مرابطين ..
ونحن عقاب عهود ، أنصار مع مهاجرين ..
ونحن سهارى ما بنعرف غمضة العين ..
ونحن فداك ، نذود عنك بقالنا سنين ..
فالنعيم (عقاب كتلة) مافى شك ...للنعيم وجهة نظر مختلفة
عن ماذكر هنا ...حيث تبدا بسؤال لماذا لم يتجاوب
الانصار فى انحاء السودان مع حركة الشهيد عبدالقادر
ودحبوبة؟...وايضا حادثة (كتلة اب رفاس) التى قام
بها السيد حامد لم تجد التجاوب المطلوب ...
النعيم لم يقدح من فراسة وشجاعة ودحبوبة ..ويرى انها
حركة احتجاج وطنى جسورة وقوية ...لكن يعتقد ان عدم
التجاوب يرتبط ارتباط مباشر برؤية فكرية او عقدية
عند الانصار ...
طلبت من النعيم ان يعرض فكرته للقارىء المتابع
وللتوثيق ...ولم يوعدنى بذلك ...لكن عموما سوف اضع
له الايميل اسفل المداخلة على امل ان يرفد الحوار ..
شخصيا تفهمت وجهة نظره وبامكانى ان اعرضها كاملة ..لكن
(سمح الكلام فى خشم سيدو) ...
mabdarhman@yahoo
...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
*
*
شكرا للحبيب محمد عبدالرحمن
شكرا لــ د.بدرالدين يوسف
البطل المجاهد الشهيد عبدالقادر محمد إمام ودحبوبة لا يحتاج مني لأتحدث عنه أبداً .... فقد قدم روحه الطاهرة فداءاً لهذا الوطن ... وكفي .
أما موضوع شوقي بدري مع البطل ودحبوبة كما ذكر الدكتور قديم منذ العام 2007م وقد تم الرد عليه من عدة أشخاص من بينهم إبن أخي حمزة عثمان عمر .
الأمر غير مزعج بالنسبة لنا لأنه أتي من صعلوك أوربا الشرقية شوقي بدري ..... ونحن أحفاد وأهل وأنصار ودحبوبة والثورة المهدية لو أردنا أن نفتري عليه وعلي جده بابكر بدري لفعلنا مثله وأكثر !!
وحتي مقاله فيه أشياء تاريخياً غير صحيحة مثل (أن جده بابكر بدري كان رفيق سلاح ودحبوبة ) هذا غير صحيح فبابكر بدري لم يكن جندياً محارباً كودحبوبة .... فقد كان مع الطباخين للحملة ومع النساء اللاتي
يصنعن الطعام فقد كان مع الجردة في قسم المستودع لتقسيم البقسمات وتوزيع البلح والعلف ..... وغيرها ( راجع كتابه .... حياتي2) .
ذكر شوقي في مقاله أن ناظر الحلاوين .. أحمد موسي ... ومنطقة الحلاوين لم يكن بها أبداً ناظرا بهذا الإسم !!! فنظار الحلاوين علي التوالي كانوا كالاتي: الناظر مساعد ود أحمد بن إدريس بن هاجي ... تلاه الناظر محمد إمام إدريس بن هاجي (والد ودحبوبة) ثم الناظر عبدالله ودمساعد بن أحمد بن إدريس بن هاجي (وقد كانت ثورة ودحبوبة في عهده) ثم الناظر أحمد ودمساعد بن أحمد بن إدريس بن هاجي ثم الناظر الأمين ودمساعد بن أحمد بن إدريس بن هاجي (المتوفي في العام 1954م ) ثم تلاه الناظر دفع الله محمد إمام إدريس بن هاجي (المتوفي في العام 1971م) وهو أخ للبطل عبدالقادر ودحبوبة . فمن أين أتي المدعو شوقي بدري بالناظر أحمد موسي !!!
ذكر أيضاً أن عبدالقادر رجع للسودان وأسر عدد من آل بدري بمصر وهذا غير صحيح حيث ودحبوبة تم أسره بموقعة توشكي وبقي هناك لعدة سنوات ولم يشهد معركة كرري التي رجع بعدها للسودان سيرا علي الأقدام وتزوج بحلفا و أخري عند وصوله لدنقلا (وله أولاد وأحفاد بمنطقة الحلاوين من الزوجتين) ...... كل هذه الأخطاء ذكرها شوقي بدري في مقاله الصغير هذا .... فكيف لمثله أن يعيد كتابة تاريخ السودان!!!
والأهم من كل هذا أننا لا نثق في شهادة جده بابكر بدري أبداً مع تأميننا التام علي أنه كان من رواد التعليم في السودان ..... كما لا أريد أن أذكر هنا سبب عدم ثقتنا في شهادته إحتراماً لأحفاده الأفاضل من غير الصعلوك الأوربي شوقي بدري .
لكم ودي ،،،،،،،،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: عبد المنعم عمر عثمان)
|
مرحب الحبيب المهندس عبدالمنعم ...
توقعت حضورك لهذا الخيط ...وقد صدق توقعى ...
مداخلة فيها اضافة جيدة للمقال لكن عابها بعض الحدة التى
لم تكن تحتاج اليها على الاطلاق ..ياحبيب تحمل ادواتك التى
تهزم بها كل هذه الدعاوى ...معلومات موثقة ودقيقة اتاحتها
لك علاقتك الاسرية بالشهيد واهتمامك بالامر ..فطالما اننا نستطيع
ان ندخل من الباب سيكون القفز من النافذة فى غير صالحنا ..
قفزنا من النافذة سيجعل المتابع ينصرف لاستهجان طريقة دخولنا
ويترك السبب الاساسى الذى كان من اجله الدخول ...لذلك التهجم
الشخصى على صاحب المقال سيهزمنا فى معركة نحن نملك كل
ادوات الانتصار فيها ...خصم ضعيف (منهجيا) ...معلوماته سماعية
لايسنده مرجع او منطق ...واعتقد ان الدكتور فتح الباب على
مصراعيه للدخول فلندخل جميعا لنوثق ...و(انت العليك الرك) ..
معلوماتك التى كتبتها جديدة على الاقل بالنسبة لى ...وتملك
اكثر منها ...فتعال افيد القارىء ووثق لهذا البطل المجاهد ...
والمجاهد ودحبوبة والاستاذ بابكر بدرى رائد التعليم الاهلى الحديث
فى السودان .. كلاهما ابلى بلاء حسن فى مضماره ...نعم اختلفت
الميادين وادوات النزال الا ان الغاية واحدة ...وكما قال
عكير الدامر مادحا الامام عبدالرحمن المهدى :
جهاد المهدى سيف سلاه يلمع ضاوى ...
حكمو فى الرقاب اللى الشرع بتلاوى ...
جهادك الحكمة باللين والراى بتداوى ..
تختلف السيوف الا الضرب متساوى ...
تحياتى ياحبيب ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
رقية في رثاء ود حبوبة
بتريد اللِّطامْ أسد الكَدَاد الزَام
هزيت البلد من اليمن للشام
سيفك للفِقَرْ قَلاّم
دَيّم في التُقُرْ انصاره منزربين
بالصفا واليقين حقيقة أنصارْ دين
بالحربة أم طبائقْ قابلوا المِرتِين
في وشّ المَكَنْ رقدوا التّقول نايمين
***
دَيّم في التُقُرْ انصاره زاربنُه
بي عهده القِبيل بي عيسى تاهمنُه
لموا لُه العُمَدْ ليهم نقر سِنُّه
الهوج والشرِق طار المنام منُّه
***
دَيّم في التُقُرْ قال العِميرْ للسوم
القوي والضعيف من عينه طار النوم
الكفرة النجوس ما بختوا من اللوم
حَجّرتَ الدرب خليت جمالها تحوم
***
الأسد النَتَر قال الدين منصور
لموا لُه الأُورَطْ جابوها بالبابور
العُمَدْ الكبار كلامهم بقى مدحور
ضَحّيتْ بالمفتش وكرّمتَ بالمأمور
***
الأسد النتر بى جيهة الأبقار
لموا لُه الأُورَطْ شايلين سلاح النار
ود حبوبة قام ورتّب الأنصار
في كتفية ديك كم شبَّعِنْ صَقّار
***
الإعلان صدر واتلمّت المخلوق
بى عينَيْ بشوف أب رَسوة طامح فوق
لو كان بالمراد واليمين مطلوق
ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق
***
الإعلان صدر واتلمّت الحلال
نصبوا لُه السلاح واتكرنف الخَيّال
قدر الله الحصل و الزمان مَيّال
منسول من أبوك ماك ود حرام دجّال
***
بتكلم بقول بوريكَ شِنْ حسبوا
بي نايبهُ السنين منّو الرجال حسبو
كل الخاصموك في الآخرة ما كَسَبوا
والتبعوك جنودْ للهِ انتسَبوا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
وصلتنى رسالة على بريدى من الدكتور خالد عبدالقادر تاج الدين ..انشرها
كاملة كما وردت ...واشكره على هذه المشاركة ...واتمنى ان يتواصل
معنا كما وعد ...والباب مفتوح لكل من يود المشاركة ....نص الرسالة :
الاستاذ محمد عبدالرحمن
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لك كل الشكر على اثارة موضوع ثورة ود حبوبة...
فهو موضوع مهم جدا...و قد كان موضوع هذه الثورة موضع كثير من التساؤلات بالنسبة لى مما جعلنى ارجع وللاسف الشديد لكثير من كتابات المستعمر الانجليزى عنها مما كون لدى فكرة جيدة لحد ما عن القضية...و التى اتمنى ان اكتب عنها يوما ما بصورة علمية....حيث انها لم يتم الكتابة عنها بصورة محايدة اذ كان الخصم و الحكم هو المستعمر...
اود لفت الانتباه الى ان هناك جزئية اوردها الاستاذ صديق بادى تؤيد بعض ما ذهب اليه الاستاذ شوقى بدرى و ذلك فيما يختص بالنزاع حول الارض...حيث كتب الاستاذ صديق قائلا
" وكان عبدالقادر يرد عليه بقسوه ويخاطبه قائلاً له يا الرخيس ات كضيضيب ساهي ظلمتي كتير وعارفك بتخدع في وغايتو بعد ده أنا زهدت في أي حاجة وكفاية العرايض الرفعتها ليك يالرخيس"
وذلك فى مجمل رد ودحبوبة على المفتش....والرجاء التركيز على الجزء الاخير الذى قال فيه ودحبوبة (هذا اذا سلمنا بدقة الرواية) : ظلمتنى كتير......غايتو بعد ده انا زهدت فى اى حاجة و كفاية العرايض الرفعتها ليك....الا يكفى ذلك للتدليل على تأثر ودحبوبة بظلامته ويأسه من ان ترد له ارضه...او ترفع عنه ظلامته؟...الا يثير ذلك شكا حول دوافع الثورة...اكانت مظلمة شخصية ام قضية عامة؟؟؟؟؟ للاجابة على ذلك ينبغى اجراء الكثير من الدراسات و ذلك لتحديد الحد الفاصل ما بين قضية الارض و قضية تحويل العمودية و موضوع الثورة...عموما الحديث ذو شجون حول البطل ود حبوبة...و ساقوم ان شاء الله تعالى بارسال تقرير الحاكم الانجليزى حينها ونجت باشا حول ثورة ود حبوبة فى بريدك الالكترونى ...حيث يحتاج الامر منى لقليل من الوقت للبحث عن ذلك التقرير...وذلك لتعم الفائدة و ليسهل على
الجميع النظر للقضية من منظور الحاكم البريطانى الذى تم تمت بصره المحاكمة العاجلة كما اسماها احد المتداخلين..
اخيرا تقبل منى كل الشكر على اثارة الموضوع لاتاحة الفرصة للجميع للنقاش بصورة علمية خول الموضوع لا سيما ان مجمل التاريخ السودانى يحتاج الى مراجعات و لتكن هذه المبادرة نقطة انطلاق لهذه المراجعات.
د.خالد عبدالقادر تاج الدين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
*
*
تحياتي ليك الحبيب محمد عبدالرحمن ........ رسالتك وصلت ،،،،
أخي محمد ذكرت أنت في آخر مداخلة أن قصيدة (بتريد اللطام ) لحبوبتنا رقية بت محمد إمام في رثاء ود حبوبة .... والصحيح أن القصيدة للشاعرة (بت مسيمس) أما رقية فقد رثت أخاها عبدالقادر بقصيدة (الواعي ما بوصو) ... طبعاً المعلومة دهـ كتير من أهلنا مابقبلوها لكنها الحقيقة .... حتي المرحوم (البروف) الفنان بادي لم يصححها وبعض أصحابه برروا له بأن بادي بريد السمح لأهله . ومن القصيدة كل ذلك واضح .
فمثلاً في مقطع :
الأسد النتر بى جيهة الأبقار
لموا لُه الأُورَطْ شايلين سلاح النار
ود حبوبة قام ورتّب الأنصار
في كتفية ديك كم شبَّعِنْ صَقّار
شقيقته رقية لايمكن أن تقول (ودحبوبة قام ورتب الأنصار) كانت قالت (ود أمي ... ود قلبي .... الخ) ولكن في قصيدة (الواعي مابوصو) قالت : (بعض المقاطع منها) :-
الواعي ما بوصـو
من أمس الضحى
تورى أب زنود ساقو
يا مقنع ولياتو
أمك ولدتك ما ولدتم أتنين
تسلم لي يا تلبى البكيل العين
حالف يمين ما يكون بين البين
دقيت الجسر لي متعة الحيين
غنيلو يا بنيه
من قومة الجهل ما قاملو بى نيه
وكت الشوف أشوف وقفولو سلطيه
إستعد وركز قال اخوكى يا رقيه
شوف حبوبتنا رقية قالت ( توري ، تلبي ، أخوكي يا رقية ) .
في المداخلة القادمة سأدخل لأفصل أهم الأحداث كما رويت لي من أهل البيت و الفريق و كبار أهلنا العارفين لهذا الخيط .
لكم ودي ،،،،،،،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لعناية شوقى بدرى : فيما يخص الثائر عبدالقادر ودحبوبة .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
*
*
Quote: بعدين ياحبيب شوية كان (اتسلبط ليك) فى حبوبتك رقية ..
فانا حبوبتى رقية بت امنه بت محمد ودامام ...اكيد تشابه
اسماء فقط ... |
إنت عارف ياحبيب نحن في الأسرة هناك نعتبر بعيدين شوية في القرابة وهي كالآتي :
جدي لأمي (الصديق) والدته عجبت بت أحمد بن إدريس بن عبدالقادر (هاجي )
وودحبوبة هو : عبدالقادر محمد إمام بن إدريس بن عبدالقادر (هاجي )
ففي ناس كثر أقرب مننا ولكننا في النهاية أسرة واحدة جدها واحد .
والشئ الغير معروف لــــ 99% من أعضاء هذي المنتدي بأن حفيد جدنا
البطل الشهيد عبدالقادر ودحبوبة مباشرة (عضو بهذا المنتدي) وهو المهندس / أمجد الزين عبدالقادر(ودحبوبة)
يعني ممكن الناس يشمو ريحة البطل فيه مباشرة ،،،،
لك ودي ،،،،،،،،،،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد عبدالرحمن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست