|
قصيدة للشاعر عالم عباس
|
السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني
(إلى روح الشهيد محمود محمد طه ) الجوهرة كدأبك ما تنفك أجلى وأضوء وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ و شأوك عال لا ترام سماؤه وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ
الثمرة والشجر إذا يسقى من ماء آسنْ ماذا يطرح غير الثمر الآسنْ ؟
الفعل وفي الدار شجعان الأقاويل جمة ولكن شجعان الفعال قليل فإن قلت قولا لا تموت وراءه ليحيا ، فلا معنى لما ستقول
المشهد حين جاءوا بك للموت ابتسمت ، ضوء الوجه النبيل أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا ثم استدار والشلوخ الغائرات الحزن أغفت فازدهى فيها الوقار وبريق في عيون ، هي لولا جنة الإيمان نار المساومة غداة أن رفضت زيفهم باعوك قبل أن يبايعوك ويوم أن نبذت بيعة النفاق هرولوا يصارعوا ليصرعوك فهاهم وأنت لم تمت ، ترى ما الحجة التي بها أتوا يقارعوك ؟
الغرس إن أردت الحق أن يورق فاسقه دمك، وزنه بالفعال ، لا المقال تستطيب طعم الموت في فمك .
الخلاص كلمة لابد أن تقال ، في بركة الركود هذه لا غير هزة عنيفة تخلخل الجبال تحرر الأثقال ، في كومة الركام هذه لابدّ من زلزال لابدّ من زلزال .
المبارزة تنهزم الأفكار ، نعم لكن بالأفكار يحتكّ المنطق بالمنطق ، والحجة بالحجة ، والبرهان الساطع بالبرهان نتجادل حتى ينثلم الرأي الأوهى في وجه الرأي الأقوى نختلف كما يختلف الناس، ولكن يا للخزي ، ويا للعار إن أفلسنا حتى ضقنا ذرعا بالرأي الآخر.
المشهد الثاني كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة "كوبر" يدرك أن الخطوات المتزنات اللائى سرت بهن وئيدا ،تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماما مع ما كنت تقول . كان الحبل الملتفّ على رقبتك الشامخة الرأس ، هو الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق الوطن المقتول . ليس بعيدا كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت ووجوههم متفحمة خجلا وصغارا ، وثباتك مثل الخنجر بين أضالعهم ، فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقا ، وتحرر ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل . أنت الأغلى ، والأعلى ، والأنبل كنا ندرك أنك تفدي الوطن الأجمل فلتكن القربان إذن حتى يتطهر وجه الأرض ، وينخسئ البهتان .
الطود ثباتك طود والعروش هباء وإن هي إلا خسّة وغباء وصوتك بعث في الملايين كلها وإن خنقتها الفتنة النكباء وقد ديس وجه الشعب في كل محفل ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء
فبراير1985
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصيدة للشاعر عالم عباس (Re: Yahya Fadlalla)
|
قابلتيني في بوست اخر بس في النص ما قدرت ارد و بالتاكيد ما دايرة اتنين 3 رائعة
Quote: وفي الدار شجعان الأقاويل جمة ولكن شجعان الفعال قليل فإن قلت قولا لا تموت وراءه ليحيا ، فلا معنى لما ستقول
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصيدة للشاعر عالم عباس (Re: osama elkhawad)
|
لم أقرأ جديد عالم منذ زمان بعيد
اسأل عن ابن وادي أزوم الذي تكونت
.. شاعريته عندما لم يكن أزوم غير فكرة في خاطر الاله
أتساءل مع صديقنا المشاء ، من أين لك يايحيى وهل لنا من سبيل؟
لكما وله تحاياي والمودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصيدة للشاعر عالم عباس (Re: Yahya Fadlalla)
|
الأستاذ يحيى
تحياتي في الصباح الجديد
القصيدة ممتعة وممتلئة بالفكر والشعور الحي
تذكرت قول شاعر جمهوري قال:
وقالوا أحرقوا الكتب وما علموا بأن البسمة الشماء
في عناق الحبل كانت الكتاب
أعظم كتب الأستاذ محمود ليست مواجهة الموت في سبيل فكرته فحسب، بل أنه قد استغل تلك اللحظة التي يفترض أن تكون مخيفة ليدلل على أنه يعيش اللحظة الحاضرة من غير أن ينشغل بالمستقبل ومن غير أن يأسف على الماضي.. وقد قال في كتبه بأن الغرض من الصلاة أن تمكن الإنسان من أن يعيش اللحظة الحاضرة في حضور مع الله.. بمعنى أن يرى الله... بمعى أن يلقى الله..
وقد أوضح أيضا في كتبه أن ما حدث للنبي عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج قد كان الغرض منه تحقيق تلك اللحظة للنبي التي جاء وصفها في القرآن هكذا: "إذ يغشى السدرة ما يغشى.. ما زاغ البصر وما طغى"
وقد كانت هذه اللحظة هي لحظة شهوده لربه شهودا ذاتيا لا تستطيع العبارة أن تصفه، وقد وصفها النبي عليه السلام وصفا معجزا فقال: ليلة عرج بي انتسخ بصري في بصيرتي فرأيت الله..
وقد تكررت تلك اللحظة مرة أخيرة عند لحظات النزع وهو على فراش الموت.. وقد وصفته السيدة عائشة أم المؤمنين وصفا طويلا لا أجد الوقت لأكتبه كله الآن. ولكنه أدنى إليه ابنته فاطمة وقال لها شيئا في أذنها وعندما رفعت راسها منه رأوها تبكي.. ثم أدناها منه ثانية وقال لها شيئا ولما رفعت رأسها منه رأوها تضحك.. ففي المرة الأولى أخبرها بأنه خير بين الموت وبين الحياة فاختار الموت فبكت.. وفي المرة الثانية أخبرها أنها أول من يلحق به من أهله فضحكت..
وكانت لحظات نزعه عليه السلام شديدة مؤلمة وكانت السيدة فاطمة البتول رضي الله عنها تقول له: وا كرباه لكربك يا أبتي
فيقول لها النبي
لا كرب على أبيك بعد اليوم..
وقد كتب الأستاذ محمود الكثير في هذا المجال، وقال أن النبي قد أنزل المقام المحمود إلى الأرض بالنزع عند لحظة الموت، وباستقرار هذا المقام في الأرض أصبح هو مدد كل صاحب علم وكل صاحب ولاية منذ ذلك اليوم..
وقد اتضح لكل ذي بصيرة ان الأستاذ محمود قد نهل من ذلك المعين الصافي مما طوع له أن يأتي بفكر باهر وحجة قوية وسيرة طاهرة ومحبة للناس والأحياء والأشياء عجيبة بهرت كل من عرفه.. ولكن الدعوات ليست بالكلام ولا هي بالكتابة ونشر الكتب وحده وإنما هي بالفعل والتجسيد. وقد جسد الأستاذ محمود علمه وأدبه وتواضعه وسلامته الداخلية في لحظة لقاء الموت وهي لقاء الله.. وهذا هو سر الابتسامة وليست الابتسامة سخرية من أحد كما يطيب للبعض أن يصفها.. إنها برهان اليقين بأن ما عند الله خير وأبقى..
ولك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصيدة للشاعر عالم عباس (Re: Omer Abdalla)
|
شكرا لكم جميعا و يا اسامة الخواض و اسامة برضو ابو مهيار جاءتني هذه القصيدة عبر الاميل مرسلة من الاخ الشاعر عصام عيسي رجب صاحب المجموعة الشعرية الخروج قبل الاخير فشكراله وهكذا زاد الحبان ليه مكان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصيدة للشاعر عالم عباس (Re: Raja)
|
الاخت الصديقة رجاء العباسي هميم الود و الاشواق شكرا واتمني ان اكون دائما عند حسن الظن فان حسن الظن عبء و سلمي علي القاهرة حته حته و بالذات شارع عائشة التموريه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصيدة للشاعر عالم عباس (Re: Yahya Fadlalla)
|
التحية يا يحيى لك بقدر هذا العطاء الشعرى المتشح بالألق الإبداعى الدافق من هذا العالم العباس
أشهد والله أنه من طبقتهم الأولى، ولو كان أدركه صاحب الطبقات الأول لكلن حتما ضمنه صف أهل وادى عبقر الأول
هذا هو عالم عباس، بكل زخم الشعر الحقيقى، لونا وطعما ورائحة، تجسيدا وتجريدا، يسرى فينا بكلامه فنسرى معه نحو أفق التجلى العصى على الكثيرين، ولا نود العودة
وأنت الآن يا يحيى حلقت بنا فى عوالم عالم، وليتنا بقينا هناك ولا نعود، وإن عدنا فلكى نتزود ثانية، وخير الزاد ما يقوله عالم عباس محمد نور
| |
|
|
|
|
|
|
|