دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تداعيات ــ يرول و القطط السمان
|
تداعيات ـــــــــ يحيي فضل الله ــــــــــــ يرول والقطط السمان ـــــــــــــــــــــــ هذيان كثيف روجت له وسائل الاعلام المقروءة و المسموعة والمرئية تحت اسم المسيرة المليونية , كان ذلك في العام1984 بعد ان تم تحويل الرئيس القائد ـ نميري ـ الي امام للمسلمين و كان قد اسس لهذا التحول باعلان قوانين سبتمبر 1983 , كان ذلك الهذيان الكثيف , هتافات , صيحات تخلق تماسها الموسوس مع تجليات الدجل , تصل تلك الهتافات الي أذان الحضور داخل مسرح قصر الشباب و الاطفال , عربات اللواري متشدة بفلول الهوس ، طبول و زمارين , طرق مبتكرة في تكثيف الاستلاب الديني , كان وقتها مسرح قصر الشباب مزحوما بتجهيزات مشاريع التخرج في قسم المسرح في المعهد العالي للموسيقي و المسرح ـ عروض الدبلوم .
صديقي السماني لوال احد خريجي هذه الدفعة كان مهموما بتفاصيل عرضه المميزة ـ مأساة يرول ـ الذي كتبه بشاعرية شفيفة الاستاذ الخاتم عبد الله ، وقد بدأت ملامح العرض تتضح و كانت كل العروض في مراحلها النهائية , و مسرحية ـ مأساة يرول ـ تدور احداثها حول اسطورة من جنوب السودان تقول ان بحيرة يرول قد جفت و كي تعود اليها حيويتها و حياتها التي هي حياة المنطقة لابد ان يقدم الاهالي اجمل الفتيات كقربان و ذلك بذبحها و اجمل الفتيات هي يرول بالمناسبة هذه الاسطورة مشتركة بين نوبة الشمال و جنوب السودان و يوغندا ، قد اهداني الكاتب النوبي المصري ـ حجاج ادول ـ روايته ـ الكشر ـ وهي رواية تدور حول اسطورة عروس النيل , الفرق ان يرول الفتاة تذبح كي يرحل الجفاف و في رواية الكشر تقدم الفتاة الجميلة كقربان كي يرحل الطوفان عن المنطقة واما بالنسبة ليوغندا فتكاد تكون هي نفس الاسطورة اذ ان الاسم ـ يوغندا ـ هو اسم فتاة جميلة قدمت كقربان كي يرحل الجفاف عن المنطقة , وسميت يوغندا علي اسم هذه الفتاة , قرأت ذلك في قصة قصيرة لكاتب يوغندي اضاعت ذاكرتي اسمه والقصة بعنوان ـ يوغندي ـ استلهم فيها الكاتب ذلك البعد الاسطوري و بتوظيف حديث . في مأساة يرول تقف السلطة الدينية و بصلف تجاه تنفيذ ذبح الحسناء يرول و تقديمها كقربان و هذه السلطة الدينية ـ الكجور ـتحرك بدوافع شخصية جدا , و يتهافت الاهالي علي تنفيذ ذبح يرول كي تعود المياه الي البحيرة و تعود الحياة الي مجاريها , وفعلا يتم تنفيذ ذلك و لكن الكجور بعد ان يحقق بذلك اغراضه الشخصية و بعدان طالبه الشيوخ بعد ذبح يرول بالماء ـ نريد الماء ـ يتهكم الكجور من ذلك الطلب و يضحك ساخرا ويرفع كف يده باصبع يقول ـ طظ ـ و ينتهي العرض بتلك النهاية و هي نهاية اختارها العرض و لم يخترها النص المكتوب و كان السماني لوال مصرا علي ان تنزل موسيقي السلام الجمهوري بعد ان يشير الكجور باصبعه معلنا معني ـ طظ ـ , و هنا بدأت المشكلة بين الاساتذة المشرفين علي عروض الدبلومو بين المخرج الممتحن السماني لوال و اخذ هذا التشابك منحي اخر اقترب من الوسواس اذ بدأنا نسمع ان افرادا من الامن القومي حضروا لمشاهدة بروفات هذه المسرحية و كلفني استاذنا الكبير فتح الرحمن عبد العزيز باقناع السماني لوال كي يتخلي عن السلام الجمهوري حفاظا علي العرض وكنت اري ان المقولة الاخراجية للسماني لوال مشبعة ويمكنهاان تصل للمشاهد بدون موسيقي السلام الجمهوري . في ظهيرة ذلك اليوم و بعد انتهت بروفة ـ مأساة يرول ـ اخذت صديقي السماني لوال جانبا و بدأت اناقشه في امر السلام الجمهوري , و كنا نقف امام باب المسرح الجانبي اثناء حديثنا لاحظ لوال وجود شاب لا نعرفه فقطع حديثه معي و قادني الي النافورة امام مدخل قصر الشباب و بدأ يتحدث و لكنه لاحظ ان ذلك الشاب قد جاء خلفنا فقطع حديثه و قادني مرة اخري الي زقاق بين الصالة الرياضية والمكاتب و لكن ذلك الشابكانوراءنا ايضا و تلتمع من السماني العيون و يقودني الي البوفيه ولكن ها هو الشاب يأتي خلفنا وحينها همس لي السماني متوترا ـ ملاحظ يا يحيي؟ ـ و قادني الي الطابق الثاني فوق مبني المسرح و لكن لا زال ذلك الشاب يتبعنا و هنا تركنا الطابق الثاني و لذنا بمكتب الصديق الاستاذ محمدعبد الرحيم قرني الذي كان وقتها يدير قسم الدراما بقصر الشباب ، دخلنا المكتب ولم نقفل خلفنا باب المكتب ما كدنا نبدأ النقاش حتي ظهر ذلك الشاب امام الباب و هنا انفعل السماني لوال و اقترب من ذلك الشاب مادا اليه يديه قائلا ـ يا هو انا السماني لوال ، اقبضني , هاك اقبض ـ جفلت النظرات من ذلك الشاب و لوال مستمرا في انفعاله محيلا ذلك الشابالي رجل امن استنادا علي ذلك الوسواس حول مسرحيته , وقفت انا بين لوال المنفعل الي درجة الهياج وبين الشاب المخلوع و الواجم تماما ،هدأ قرني لوال وابعده عن ذلك الشاب الذي سألته ــ انت ليه متابعنا ؟ ـ ــ انا كنت عايز اتكلم مع السماني ــ ليه ؟ ــ انا حضرت بروفتين للمسرحية عجبتني و كنت عايز اناقشو بس ، انا معجب بالشغل ده ــ انت شغال وين ؟ ــ اناطالب في الفرع و بعدين انا مهتم بالمسرح ، انا في جمعية المسرح بالجامعة و ضحكت و زال ضباب الشك من عيون السماني لوال و بعدها اصبح ذلك الشاب صديقا حميما لنا ، و بعد ذلك استطعت ان اصل مع السماني لوال الي اتفاق فني حول التخلي عن موسيقي السلام الجمهوري في نهاية العرض و قد كان ولم يفقد العرض مقولته الاخراجية. بعد نجاح هذا العرض و حصول السماني لوال علي جائزة افضل مخرج ذلك العام في المسابقة التي نظمتها جريدة الايام و استطلعت فيها اراء الجمهور ، كتب احد المهووسين الموسوسين ـ وللاسف هو خريج قسم المسرح بالمعهد وقد ابتلانا الله به في عهد الانقاذ حين شغل منصب ادارة الانتاج الدرامي بالتلفزيون ـ كتب تحت عنوان عريض عن عروض دبلوم ذلك العام ــ يبدو ان المسيرة المليونية قد افزعت الكثير من الفئران ــ ومن كلمة ـ فئران ـ هذه يمكنني ان اجزم ان المسيرة المليونية قد اتخمت ومن ذلك الزمن و حتي الان الكثير ن القطط السمان .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ــ يرول و القطط السمان (Re: Yahya Fadlalla)
|
.. . سلام يا خال
كم من المسيرات - جمع مسيرة كدا صاح - قد اتخمت قططا حتى تحورت وصارت اسودا عبر حقب من العسكر . لقد ذكرتنى مأساة يرول هذه بسلارا تلك القرية التى تقبع فى وسط جبال النوبة واذكر مرة ومعى صديقك الخال حامد جاجا ان سافرنا الى حضور (سبر سلارا) واصريت عليه وانا فى سن الفضول ان اعرف من ذلك (الكجور) سبب هذا المهرجان ومطاردة هؤلاء الفتية لفتيات القرية فكان الرد رواية رابعة ليرول حيث ان سلارا تلك كانت من اجمل فتيات القرية وفجاة انقطع المطر عن تلك المنطقة فكان لابد من تقديم قربانا حتى تهطل الامطار وينبت الزرع ووقع الاختيار على سلارا الجميلة لتكون قرباناً ومن تلك السنوات صار(سبر سلارا ) كرنفالاً بموسم حصاد الزرع وجمع المحصول واختيار اجمل الفتيات من اقوى المصارعين الفتية حتى يومنا هذا .. ولكن الا تظن اننا نحتاج ليرول اخرى حتى نوقف تلك المسيرات المليونية والحكومات العسكرية ونزيح الغبن والجوع والمرض واغتصاب العفراء ؟؟؟
بس -خارج النص - يا خال السمانى ارول دا مالو قلب التقول قلب فيل ؟؟
لك دوما كثيف الود والشوق ..
دمتم هناك جميعاً..وامتعنا بتداعيات فاننى افتقدها،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ــ يرول و القطط السمان (Re: Yahya Fadlalla)
|
الرائع دوما يحي فضل الله
تسلم ايها المبدع ....
ولكن يا ترى متى سوف نشاهد مسيرة ميليونية حقيقية فى سوداننا
الحبيب...!!!!؟؟؟؟؟؟
ام هى كما ذكر تبلدينا نحتاج الى يرول جديدة
واتمنى ان لأ تكون يرول هذا الزمان الشعب السودانى باكمله....
ولك خالص ودى ....
وفى لهفة لمذيد من الأبداع التداعيات
| |
|
|
|
|
|
|
|