|
حوار مع الروائي ابراهيم اسحاق ، نقلا عن الصحافة
|
إبراهيم اسحاق:لم يجف مدادي لكنه انحبس في الدواه مع تقلبات الممكن وغير الممكن
شئ صعب أن يتحول الكاتب ناقداً لنفسه آجري الحوار :الفاضل هوارى اراد الكاتب الروائي إبراهيم إسحاق آن يكشف في مؤلفاته عن قصه المزج السردي بين الشعور الفطري الذي اكتسبه من قريته الأولى (ودعه ) آلتي تدين بالعادات الاجتماعية ما قبل روايته الأولى (حدث في القريه ) وأخواتها من القصص الصغيرة والروايات ، واستطاع الولوج في حياة جديده بعد فتره الفقر والاعتماد على الغوص ، لذا عصف الفضاء السردي للقصة بواقع اجتماعي متقلب بموج من القيود المصنوعة من العادات والتقاليد التي يصعب تقيدها 0 قلت له : كلنا يدرك آن الأدباء العرب قاموا بإرساء قواعد الأدب في عصر النهضة والازدهار بعيدا عن الانحطاط الذي نشهده ، كيف الخروج من هذا الهاجس الفكري للحد من هذه الظاهرة ؟ * انا مع الرأي الذي لا يرى جدوى لتضخيم الدور الذي يلعبه الأدب في حياة المجتمعات ، الأدب العربي في قرون النهضة الاسلاميه بين القرنين الثاني والسادس الهجري ساعد في الازدهار بمواكبة ترجمه العلوم المستجلبة من حضارات فارس والهند والروم ، فكانت ترجمه " كليلة ودمنة " لآبن المقفع مفتاحا للإبداع الفريد من بعد في .. آلف ليله وليله ..وفى أدب المقامات واداب المسامرة آلتي صنف فيها الأفذاذ لآبو الفرج الأصفهاني ، وآبو الحسن التنوخى ، وآبو هلال العسكري / والراغب الأصفهاني ، والزمخشرى ، والوزير الآبي ، والنهروالى مجلدات موسوعاتهم الادبيه الضخمة ، ، مثل هذه الطفرة الادبيه لم تتكرر في نظري إلا في القرن الرابع عشر الهجري مع تطلعات النهضويين العرب لآستئناف المسيرة الحضارية العربية والاسلاميه ، وكانت هذه أيضا مرتبطة بانفتاحنا على الحضارة الغربية والترجمه من روائعها ، ، آنا مع اخينا الكبير الطيب صالح حينما يقول ( في نهاية الآمر الأدب لا يقدم آي إجابات ) والأدب لا يفعل ذلك في رأى ، لان الأدب يثير القضايا ويحث الناس على التفكير حسب صحيفة الرأي العام السودانية .. آن الخروج من الانحطاط مدخله إحسان التفكير .. والأدب أحد وسائلنا إلى التفكير إذا ما كان عميقا ومؤثرا وإذا ما أجدنا قراءته 0 * يقال ان الأديب السوداني لم يستطع فتح حوار فكرى ومعرفي لربط المبدعين في العالم من اجل إبراز الثقافة السودانية بمقتضيات وعيه الفكري والجمالي ؟ حقيقة لم يستطع ذلك لأنه لم ينشأ ويناضل في بيئة ثقافية محلية تشجعه بمنحه الركائز الاساسيه آلتي يحتاج الاتكاء عليها الأديب لهذا العصر .. السودانيون قارئون من الدرجه الأولى ، لكنهم في حقول التنافس للأعلام عن مآثرهم عربيا وأفريقيا وعالميا فاشلون بدرجه فاضحة .. كيف يعرف العالم عنا شيئا ونحن لا نوزع صحف ولا كتب ولا أفلام ولا آثار في مكان تواجد من هو منفتح للاضطلاع عنا .. انظر آن السودان لم يصبح موضوعا أخباريا شاغلا للعالم اكثر مما حدث له في أعوام الإنقاذ .. كانت هنالك ضجة حول المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ودوره الحركي في العالم ، ثم صرعه محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك ، ثم اصطدام صواريخ الكروز لاول مرة في تاريخ أفريقيا بمصنع الشفاء والان كارثة دار فور .. هل يستطيع المسافر في طائره في آي موقع في هذه الدنيا العريضة آن يشترى مطوية آو كتابا يملا به أوقاته الفارغة في الطيران آو بالفندق عن هذا اللغز الذي يسمى السودان ؟ يوم آن تباع جرائدنا وكتبنا في كبرى المكتبات والمحلات التجارية بالعالم العربي والأفريقي ، ثم لو قليلا في العالم الكبير ، يومئذ يلام الأديب السوداني على تقصيره في فتح حوار فكرى ومعرفي مع الآخرين 0 * نلحظ آن هناك عدد من الأدباء العرب تستخدمهم الحكومات وتقدمهم للحياه الادبيه كحركة ايدولوجية آو سياسية تستهدفهم صوتا لها ؟ كاتب البلاط السلطاني ظاهره بشريه راسخة منذ حضارات الرافدين والفراعنة .. وهؤلاء يضعهم الوعي الجماهيري حيث يضعون أنفسهم .. لكن الذي يفزعني وله علاقة بسؤالك ظاهرتان .. الأولى هي استخدام الناس للمواسم الاحتفالية السنوية الادبيه لتضخيم الذاتية الوطنية وتعليتها بالمدح المحلى والقادم مع الضيفان ، والأخرى هي سياسات التغني الدائم بكل ما يطلع من قلم الأديب ( المواطن ) في آية دولة كانت ، وجعل ذلك في الذرى من العطاء الأدبي العربي .. آنا والله أخشى آن يصير المعرى سوريا ، وآبو نواس عراقيا ، وابن خلدون جزائريا ، وهلم جر كما يقولون 0 * يقال آن الأديب السوداني ينتابه العجز في الكتابة والعجز في التحريك وفى النقد مما سبب إشكاليه في قضيه النقد الأدبي ؟ هذه فرية " معظم كتاب الرواية السودانية لهم مخطوطات لم تنشر، في الرواية والقصه عيسى الحلو كمثال .. آنا لم تطبع لي مجموعه قصصيه واحده وما عندي منها تكفى لمجموعتين.. لو كانت هنالك من يطبع المجموعات القصصيه لعدد من الشباب في مجلد واحد لاستطاع آن يصدر في السنه أتنثنى عشر مجلدا0 لأدرى ماذا تقصد بالتحريك ؟.. لكن استصراخ الأديب السوداني للقطاعين العام والخاص بحثا عمن ينشر له لم يتوقف قط .. انظر عمود احمد كمال الدين بجريده الأسبوع السودانية لا يستطيع أحد منا إثبات العجز الذاتي لدى الأدباء السودانيين .. آما النقاد فلعلهم شغلوا بالمعايش لان النقد الأدبي لا يعطيهم عائدا .. والقله القليلة لاتجد لها منابر إلا في الأعلام السوداني الضيق .. فبحر التلاطم العربي على الصحافة العربية المغتربة والمتعددة في مراكز طبعها لا يعطى إلا لقله نادرة من السودانيين فرصا للكلام 0 * من المعروف آن كتابه الرواية ليس فقط قناعه ذاتية بل هاجس فني متقلب لمقتضيات كثيره ، كيف تجد المعالجة في داخلك ؟ نعم لا يستطيع المبدع إلا يبدع .. يروى ربيع جابر الكاتب اللبناني بأن فرناندو قضى حياته يكتب ما يفكر فيه ثم يخفيه في صندوق خشبي بجنب سريره لانه لا يستطيع إلا يكتب ، ومما بلغني عن مشاعرنا الكبير سيد احمد الحردلو آن الجلاوزه المايويون اغلظوا عليه آن يتوقف عن الإفضاء بشعره في آي محفل ، وإلا .. فقال لهم : يعنى أموت ؟ كاتب الرواية يجد في نفسه القدرة على الحكى .. وهذا يحاككه فلا يرتاح حتى يقرأ نماذج جيده في فنون الحكى العالمي .. ثم يطالع كتبا في النقد تشرح له المعابر ما بين الوقائع والواقع .. الواقع المحكي في القصص والروايات يغدو عالما يبنيه المبدع من أشياء وقائعيه كثيره جدا سائحة في ذاكرته .. قدرته الابداعيه تتجلى في هذه البنائيه .. لانه يجب آن يكون مقنعا في تقديم الحدث والشخصيات والأفكار والمشاعر والأحاسيس آلتي تتصادم في حكاياته .. وفى ذات الوقت عليه آن يمسك بمقاليد التشويق والتوتر لدى القارئ ليحفز لديه دافع الترفيه ودوافع الإلحاح الادراكى .. والى جانب هذه كلها عليه آن يضع ذهن القارئ الذي يكمل القصة آو الرواية في مفارق طرق التساؤلات ، لماذا؟ وكيف ؟ وفيم ؟ وعلام ؟ - الروائي يسجل الحقيقة التاريخية آلتي يعاصرها بكل أبعادها الماضويه والمعاصرة والمستقبلية اجتماعيا وسياسيا وفكريا ومذاقا شعبيا يوميا .. وهذا عمل فيه مسؤولية مهولة .. فترى الروائي يعيش مع الناس في بيته وهو لحد ما بعيد عنهم .. تراه يصحوا في نصف الليل ليسجل نقطه مفصليه في الحدث آو الشخصية آو المحيط الشعوري الذي تتفاعل فيه عناصر حكايته .. انه مقتنع بأنه يتحمل امانه تاريخية وعليه آن يصل بها إلى أقصى مذاهبها طالما تمنحه العناية الالهيه الفرصة لعمل ذلك .. وآنا مثل غيري ابعد النجعه أملا ، عسى آلا أتتخلف وزنا 0 * عدد غير قليل يعتبر إبراهيم إسحاق لديه الخجل الفطري وهو في حاجه آن يزكيه الآخرون ؟ سامحهم الله .. فالمرء لا يخجل إلا من عيب .. وإذا كان خجلي فطريا فعيبي هذا فطرى .. وهذا افدح .. ولنقل انهم ربما أساءوا التعبير .. فلعلهم يقصدون الحياء الفطري .. وهذا يعجبني .. فالحياء من الأيمان ، ولاياتي إلا بالخير .. آما كوني لا أزكى أعمالي واحتاج من الآخرين آن يزكوها فهذا أيضا والله لا يعجبني .. أعود إلى الاستشهاد بقول لآخينا الكبير الطيب صالح قال في مقابلته آلتي احلت عليها سابقا ( فشي صعب جدا آن يتحول الكاتب إلى ناقد لنفسه ) هنالك طراز من النقاد جالسوا المبدعين وناقشوهم في خفايا تلميحاتهم المعنوية في بعض أعمالهم .. وهذا النهج يسلكه من يعدون رسالات الماجستير والدكتوراه في الأعمال الفنية .. يقولون آن رائعة جيمس جويس ( العوليسه ) لم تكن لتبلغ ما بلغت من الاهميه لو لم يجالس استوارت جلبر كاتبها في باريس شهورا عديدة يسأله ويناقشه ليكتب دراسته النقدية الفذة عن هذه الرواية عام 1930 لكنى للآسف لم يجالسني لمثل هذه النقاشات إلا قله من النقاد النشطين والمحاورين اليقظى ( وقائمه أسمائهم أطول ما يسع هذا المجال ) وهنالك من الأكاديميين بابكر الدرديرى ، واسيه محمد وداعه الله .. النقد مظلوم لانه لا يطعم صاحبه .. وبالتالي فنحن لا نلوم النقاد إذا لم يطاردوا المبدعين لمناقشتهم ونحمد لهم مجرد الاهتمام حتى فراءوا بعض ما تيسر لهم من أعمالنا .. آما في السؤال عن تطوير النفس واحسب آن تمحيصه يتم نقديا من خلال محاولة الاضطلاع على ما كتبه المبدع واستطاع آن ينشره .. ولما كنت بحمد الله قد طبعت لي في الصحف والمجلات اكثر من خمسه وعشرين قصه قصيرة ، فأنى لأحسب بأن تطويرا ما ، ولعله لا يكفى ، ولكنه لم يجد المتابعة النقدية آلتي تجليه 0 * كانت ( ودعه ) محطة أولى لانطلاقه الإبداع الثقافي لديك من خلال المؤلف ، ومدينه الرياض محطة أخيره للمغترب ، وبين هذه وتلك تكمن فوارق العتمة آلتي ساعدت في جفاف المداد مع تقلبات الممكن والغير ممكن ، كيف استطعت المزاوجة بين واقع القريه الريفية و وداعه والرياض كمدينه حضاري ؟ لقد لمست نقطه حساسة واحسنت .. يقولون إن المبدع يغترف من ينابيعه ويستعد مثل النحلة حتى يخرج العسل .. ما بين1969 " 1982 كنت ازور قريتي في دار فور في كل عام مره .. لهذا تسنى لي بنعمه من الله آن اكتب حوالي العشرين قصه قصيرة وخمسه روايات في هذه الفترة .. آما في الرياض ما بين 1983 " 2004 فلم اكتب غير إحدى عشر قصه قصيرة ورواية واحده ، لان زيارتي للقريه صارت ما بين كل اربعه إلى ثمانية سنين دائبا .. والى الله المشتكي .. لم يجف المداد لكنه انحبس في الدواة مع تقلبات الممكن وغير الممكن ، عافاني وعافاك الله .. ويبقى العشم في العودة ، والأمل في كرمه تعالى وسعه صدر القارئ * بين حدث في القريه ، ومهرجان المدرسة القديمة كان أعمال الليل والبلده ( روايات ) هل هي بلوره لواقع انطلاقه صوب التأكيد لذاتك ؟ نعم .. ومعهن اخواتهن وبناتهن القصص القصيرات .. ذاد الكاتب هي إدراكه الكوني .. سؤاله عن موقع وعيه بنفسه وسط هذا الكون الفسيح .. إذا كان نائما فهو يهضرب بكل شي.. وإذا كان مستيقظا فهو يحاول آن يستوعب كل شي .. لعله يسأل عن حياته ، هل استغلها الاستغلال الذي كان يليق به .. هل قدم، مما أعطاه الله عز وجل ما يستطيع تقديمه لبنى جنسه .. انه حمل ثقيل ، لان في عنقك مسؤوليات متداخلة .. أسره وعشيرة وقبيلة ومسكن واخوة في المواطنة والمله والانسانيه .. هل تستطيع آلا تنسى حتى المعزة تثغو خارج الدار وآنت تكتب؟والنجم الذي يلمع بعيدا ؟ وان الناس يذهبون ويأتي سواهم ؟ هذه سؤالات التأكيد الذاتي الذي نعايشه ويصعب علينا تلخيصه في أعمالنا الفنية .. * بعض الكتاب أوجدوا انسنة السياسة اكثر من انسنة الانسانية ، أين يجد الروائي إبراهيم إسحاق موقعه ؟ السياسة في نظري أحد المحاور الاساسيه للوجود الإنساني .. وبذلك فالأجدر به ان يكون موجودا هنالك في الكثير من الأعمال الابداعيه ، لكنه يجب إلا يحتل الحيز كله ( حدث في القرية ) كان وعيا لطالب في الابتدائي يفاجأ بأن قريته ليست منعزلة عن العالم ، وان عليهم آن يعوا بالعالم ، وعلى العالم آن يعي بهم .. هل هذه سياسة دولية في آدني مستوياتها ؟ لا أدرى.. في أعمال الليل والبلده هناك سياسة بالمعكوس .. فمجئ الغرباء للقريه يثير مشاكل في الحاضر والماضي حين آتى الغزو التركي للقريه بسادة ليسوا من أهلها ، ويتكرر الآمر في ( مهرجان المدرسة القديمة ) بالاستعمار البريطاني وتساؤلات الهوية السودانية تسربت إلي ( أخبار البنت مياكيا ) .. ثم الجدل عن الكيفية آلتي يمكن آن نتراضى عليها لحكم انفسنا لمعت حينا في ( فضيحة آل نورين ، وفى وبال في كليمندو، لكن انسنة السياسة هي مستوى لا يحجب عن العين الناقدة انسنة الانسانيه في الإبداع الذي قد يطمح إلى الوعي الكوني واستلهامه .. * الخرطوم عاصمه للثقافة العربية عام 2005 ما المطلوب من الحكومة والمثقفين والمبدعين عملة لانجاح هذا المشروع القومي ؟ باختصار .. يجب ان لا نقدم الثقافه السودانية كأنماط لاحد لها من الرقص الشعبي القبلي .. هذا وجه واحد من ثقافتنا الشعبية وعليه ان يلزم حجمه .. ولعل في أقامه متحف اثنوغرافى ضخم ببطاقات تعريفية على المقتنيات وشروح ثم أفلام مصاحبة ما يجعل المتحف القومي مسنودا إلى حياتنا القريبة .. وآنا قليل الثقة في آن نصوصنا الابداعيه الدرامية ترقى اليوم إلى مستوى ( نبته حبيبتي ) واخشى آن نفتضح في تجليس ضيوفنا لساعات طويلة مملة أمام حركات ولغه فكاهية لم يعتادوا عليها.. وانصح دار الوثائق المركزية ، وقد شيد لها مبنى كما علمت، بأن تهيئ قاعه وتستجلب لها بأسرع ما يمكن آن تقدر عليه من مخطوطات وأدوات التعليم التراثية وتعد لندوات صميمه في تاريخنا الثقافي ورجالاته وما يربطنا بالعوالم العربية والاسلاميه والافريقيه وما يبعد عن ذلك .. آما الثقافه آلتي يجئ من اجلها الضيوف فهي الإبداع الشعري والقصصي والروائي والتشكيلي والموسيقى .. نتوقع آن يطبع العطاء الشعري والقصصي والروائي السوداني آو يجمع من الناشرين ليكون في متناول أيدي الضيوف ، وتكون مع هذه الكتب التعريفية بالمبدعين .. وعليهم آن يصوروا في البومات مشروحة اكبر كميه من إنتاجنا التشكيلي والموسيقى مع التعريف بالعاملين عليها .. وطبعا هناك فرص الطواف على مدن الأقاليم .. لكن الذي لا يكتمل العرس بدونهم هم المبدعون المغتربون .. من السحق آن يتحدث الناس عن الشوش ، وفرانسيس دينق ، والطيب صالح ، وعبد الله بولا ، وحسن موسى ، وسامى سالم، وجماعه كندا ، ومحمد المكي إبراهيم ، وعبد الله على إبراهيم ، والنور عثمان ، وجماعه الخليج آن يتحدث عنهم الناس وهم غائبون .. لا يصلح ، لكنني أيضا أناشدهم إن حضروا آلا يتخذوا هذه المناسبة النادرة مجالا لتصفيه حساباتهم مع الإسلاميين والإنقاذيين في السلطة وخارجها .. لنترك خلافاتنا جانبا ، ولو مؤقتا وبطريقه حضارية وبحب مفعم للوطن ، نعرض الخرطوم كحلقة وصل ثقافي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.. والله يكفينا ..
|
|
|
|
|
|