|
ليسوا كلهم ابناء سفاح ..... وتقولوا لي برضوا في مشروع حضاري !!!
|
دار رعاية الاطفال مجهولي الابوين بالمايقوما المكتظة بهم لم يكونوا جميعهم اتوا اليها كثمرة من ثمرات الخطيئة، وانما الكثيرين منهم تنازل عنهم ذووهم فى المستشفيات بعد الولادة مباشرة طوعا او كرها لضيق ذات اليد وارتفاع تكلفة رعايتهم من غذاء وعلاج وملبوسات. فلقد بلغت ميزانية هذه الدار 600 مليون جنيه فى الشهر حيث ان ثمن رطل الحليب الغذاء الرئيسي للاطفال حتى سن العاشرة من العمر بلغ جنيهين ونصف مع ان ليست هذه هى تكلفة انتاج الحليب ولكن المنتجين له معذورون فى رفع اسعارهم من حين لآخر لتغطية نفاقاتهم من السلع الاخرى الضرورية مرتفعة الاسعار وسوف يزداد استهلاك الحليب للاطفال كلما زاد عمرهم ولقد رأيت بام عيني بائعة شاى ترضع طفلها من بزازة مليئة بمديدة ذرة خفيفة محلاة بذرات من السكر بدلا عن الحليب. لقد باءت بالفشل كل المحاولات لعلاج هذه المشكلة نذكر منها مشروع تبني هؤلاء الاطفال فقد اتضح انهم عندما يكبرون ويبلغوا سن الرشد ويتبينوا حقيقة امرهم يحدقون على المجتمع وينحرفون ويمارسون السرقات من منازل من تبنوهم ويتعاطون المخدرات وهذه ظاهرة تتطلب اخضاعهم لعلاج نفساني فى وقت مبكر الامر الذى لم يتوفر لهم الآن لذا امتنع الناس من تبنيهم. والمحاولة الاخرى الفاشلة فى علاج هذه المشكلة هى اللجوء الى تشجيع الزواج الجماعي للفتيات وهذا الى جانب انه يعقد المشكلة بانجاب المزيد من الاطفال فى ظروف الفقر الراهنة فان تعداد السكان اثبت ان عدد الاناث يساوى عدد الذكور فى السودان مما ادى الى عزوف الفقراء عن الزواج. وازاء هذا الوضع فان العلاج الوحيد لهذه المشكلة هو محاربة الفقر بطريقة جدية وعلمية بان لا يترك هذا الامر الى المحسنين بل تتولاه الدولة وكل العالم لجأ الى هذا الاسلوب واعطاه اولوية قصوى فالرئيس الامريكي الجديد حاول معالجته بدعم البنوك الخاسرة بمئات المليارات حتى تتمكن من تمويل الشركات التى تنشأ مشاريع بمنتهي العدالة وبالتالى تقضي على ظاهر الفقر. "صحيفة السوداني" العدد رقم: 1187 2009-03-03
|
|
|
|
|
|