مصر يا أخت بلادي ياشقيقة ... واقع الجالية السودانية في القاهرة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 02:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة دكتور محمد صلاح الدين-صلاح البندر(Dr Salah Al Bander)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2008, 07:21 PM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصر يا أخت بلادي ياشقيقة ... واقع الجالية السودانية في القاهرة





    واقع الجالية السودانية في القاهرة
    كتاب: Brothers or Others?
    المؤلفة:الدكتورة أنيتا فابوس
    الناشر: سلسلة الهجرة القسرية، مركز دراسات اللجوء، جامعة أكسفورد، بريطانيا
    تاريخ التداخل السكاني بين شطري وادي النيل كان، وما يزال، يحمل في طياته قضايا بالغة الحساسية والاهمية على مستقبل العلاقات بين السودان ومصر. ويكفي ان عدد الجالية السودانية في مصر يتراوح، حسب الجهة التي تنشرتقديراتهم، بين مليونين الى أربعة ملايين شخص. وذلك لأنها تطرح بصورة حادة ودون مواربة اشكالية هوية المواطن السوداني في علاقتها بمحيطها الجغرافي المصري وتفاعلاتها التاريخية. وتتقاطع فيها بصورة مباشرة قضايا الهيمنة الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تتداخل محاورها وتنداح على طول وعرض جغرافيا وتاريخ وادي النيل. ومن واقع هذا الشد والجذب على مستوى العلاقة بين مصر والسودان واهليهما تنطرح قضايا الاندماج والتهميش وتحديات الاستبعاد الاجتماعي والدفاع عن تميز أسس العلاقة بين المجتمعين عن نظيراتها المجتمعات العربية الأخرى وعلى كافة المستويات. كل ذلك مع وضع في الاعتبار ان دوافع موجات الهجرة من السودان اختلفت وتنوعت عما سبقها، ولم تكن مجرد ظروف اقتصادية. لذلك نعتقد بأهمية التعرف على محتويات الكتاب الصادر حديثاً من سلسلة دراسات الهجرة القسرية في جامعة اوكسفورد كملخص لمعايشة قامت بها الباحثة الامريكية أنيتا فابوس عن طبيعة هذا التفاعل للجالية السودانية مع واقعها المصري وتحت أي لافتة كانت: هروبا من الفقر أو العسف أو لاستثمار ملايين الدولارات أو طلاب علم في جامعاتها ومؤسساتها التدريبية أو بحثاً عن حياة تلفها شآبيب الأمان والاستقرار. ان واقع أهل السودان العابرين منهم أم المقيمين في مصر هو، دون شك، نتاج ظروف اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متشابكة ومعقدة في البلدين على مدى الاعوام. المؤشر الحقيقي يكمن في وجوب ان نفحص معاني دروسه المثيرة التي قدمها واقع الجالية بمصر حاليا ومدى انعكاس ذلك على مستقبل العلاقة بين مصر والسودان، بل على واقع أهل السودان المنشرين حول العالم من سيدني الاسترالية شرقا مرورا بدول الخليج واسرائيل الى غفار وبراري كندا غربا. ولا نبالغ ان ذكرنا بأنها توفر إطار لفهم متاهات تطبيع العلاقات بين أهل جنوب السودان وشماله اذا قرر مواطني جنوب السودان الانفصال وحق تقرير المصير كما فعل أهل السودان في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.
    مـــحـــاور الــدراســـــة
    يطرح كتاب الدكتورة أنيتا فابوس (Brothers or Others: Muslim Arab Sudanese in Egypt) بصورة أساسية مسألة"المواطنة" ورصيفتها "الهوية" بشقيهما الدائم والمؤقت في اطار الوضع الغريب والغامض لأوضاع الجالية السودانية بمصر بمرتكزاتها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية. لأن ذلك بالضرورة يركز الاذهان على كيفية الالتزام بذلك المبدأ واقترانه بمفاهيم تتعلق بإقرار المساواة وحق المشاركة العامة ومدى إلتزام السلطات المصرية بمبادئ العدل والقسط والانصاف والمعايير الدولية في التعامل مع أهل السودان في مدن المحروسة وحواريها. ولعل من الواقع المعاش، بما فيها التجربة الشخصية لكاتب هذا المقال، يؤكد على التأرجح المستمر بين وضع "التابع" الذي أصبح ينظر له باعتباره عالة على المجتمع والدولة في مصر، والى وضع "المواطن المقيد" الذي يوظف كورقة مساومة سياسية مع الانظمة السودانية مع ما يصاحب ذلك الوضع من مسؤوليات وواجبات. ومع ان الجالية السودانية جلبت معها الى مصر معظم مشاكلها المتوارثة وبشكل خاص أزدياد وتيرة بروز هذه المشاكل في ما يتعلق بوجود عدم اعتراف رسمي بكيانها، وما يترتب على ذلك من صعوبات في التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية والسماح لهم بالعمل.
    ولعقود من الزمان كان وضع أهل السودان في شمال الوادي يتأرجح حسب مستوى علاقة النظم الحاكمة في البلدين مع بعضها البعض. بين رعاية حانية وتعاطف يفوق الوصف ومعاملة قاسية ومذلة كما حدث في واقعة ميدان مسجد مصطفى محمود. وعلى الرغم من ذلك فهنالك اليوم اتجاه سائد يترنم بقول الشاعر "أنى اغتربت بوادي النيل منتقلا ... فالدار دارك والأخوان إخوان". بينما كان مدى أدراك المجتمع المضيف وأجهزة اعلامه وأمنه للعلاقة بين السوداني والمصري هي العامل الحاسم في تفاعل المواطن المصري مع نظيره السوداني. وعلى الرغم من سيادة الانطباع العام بأن الاجهزة التنفيذية المصرية تجنح نحو تجسيد مفهوم خاص للمواطنة يمكن ان تصنف به الوجود السوداني في مصر. لكن نجدها دائماً في ارتباك مستمر في الحفاظ على تعامل ثابت وواضح الابعاد قانونياً وسياسياً مع السودانيين. وفشلت على الدوام في تقديم الضمانات القانونية لمنع أي تعديات على الحقوق المدنية والسياسية أو ضمان قيام شروط اجتماعية واقتصادية تحقق الانصاف وجبر الضرر لهم. وفي ذلك بعض التناقض اذا حاول البعض الاشارة الى وضع "المواطن" المصري نفسه في وطنه. بمعنى الى أي حد يتمتع هو نفسه بالشروط الدنيا من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تمكنه من التعبير عن رأيه ومصالحه بحرية بالاضافة الى تلك الحقوق القانونية والدستورية وضماناتها من دون تمييز ديني أو عرقي أو حسب النوع الاجتماعي (ذكورة/ أنوثة). وبعد ذلك تستطيع ان تضع "المواطن" السوداني في مصر في إطار هذا السياق دون إخلال بأطراف المعادلة. هذا ناهيك عن انتقال هذا المعنى الذي تعكسه النصوص لتصبح معاني المساواة قيمة اجتماعية وممارسة سلوكية. ولكن واقع الحال في مصر، كما في مناطق أخرى، يدل على ان ما أبعد المسافة بين النصوص والواقع. على الاقل لا يمكن ان توجد درجة "المواطنة" في دولة لا يسود فيها حكم القانون وحيث تعتبر الوعاء والمؤشر الحقيقي لدرجة التسامح في أي مجتمع.
    أغــــــراب فــــي بــــلادهــــم
    الديباجة السابقة أعتبرها مدخلاً لا ستعراض كتاب الدكتورة أنيتا فابوس عن أوضاع السودانيين في مصر والصادر حديثاً عن سلسلة "الهجرة القسرية" بجامعة أوكسفورد البريطانية العريقة. فالكتاب يحتوي في مقدمة وست فصول تجربة الجالية السودانية في مصر خلال العقود الاخيرة. في مقدمته ركزت الباحثة على مفهوم "الاشقاء في وادي النيل"، ومدى صحة ذلك في عكس أوضاع السودانيين كأقلية في خضم المجتمع المصري. وحددت الباحثة ان الاشكالية الرئيسية هي غياب مفهوم محدد "للهوية" السودانية في مصر ، وترجع ذلك أساساً للوضع "الغامض" قانونياً وسياسياً واجتماعياً للجالية السودانية في تلاقح واسع من التطور التاريخي للعلاقة بين مصر والسودان. وما أفرزته رياح التغيير من أدراكات لتاريخ الهيمنة المصرية وانبعاث الروح الوطنية السودانية التي كانت تطمح دوماً للانعتاق من آثار تلك الهيمنة على مر العصور. لذلك ركزت الباحثة على مسلمي شمال السودان وذوي الاصول العربية حتى تستطيع ان تجد ملامح التمايز بينها وبين هوية المجتمع المصري المضيف؛ خاصة اذا وضعت في الاعتبار تقارب أوضاع الرجال والنساء في كلا البلدين.
    ركز الفصل الثاني على الوجود السوداني في القاهرة وبروز مفهوم عام لمعنى ان تكون "سودانياً" في طوفان الوجود الطاغي للمجتمع المصري المضيف. وفي ذلك أشارة واضحة الى أن السودانيين يعيشون في الغالب حياة بسيطة وطبيعية، وهي بصورة أو أخرى حياة ممتدة بطول مساحة وادي النيل. وما ساهم به هذا المفهوم في ان تكون أوضاع السودانيين بالغة التعقيد فهم ليسوا بأجانب تنطبق عليهم شروط اقامة محددة كما أنهم ليسوا مواطنين، وحيث تأرجحت أوضاعهم مع مرور الزمن بين هذين القطبين. واستعرض هذا الفصل تداعيات انقلاب 1989 وارتفاع مستوى وكثافة الوجود السوداني في مصر هرباً من مواجهة عسف النظام الجديد أو بحثاً عن ظروف اجتماعية واقتصادية أفضل. ولكن كان من الواضح ان تجربة الجالية السودانية في مصر أبرزت ان السمات العامة المشتركة لهوية أهل مصر الدولة المضيفة وأهل السودان الزاحفين إليها لم تخفف من الانزعاج المتصاعد من حالة الاستبعاد الاجتماعي والتهميش السياسي والاقتصادي التي أصبح يعاني منها السودانيين في مصر.
    بــــيــــن الـــوئــــام والـخــصـــام
    أما الفصل الثالث فقد ناقش تداعيات أوضاع الجالية السودانية وتقاطعات هذه الاوضاع بين أن يكونوا لآجئين وبالتالي أغراب في المجتمع المصري في توافق يبرز صعودا وهبوطاً سواء في حقب صفو العلاقات بين البلدين أو أزماتها. واستعرض الفصل أيضاً آثار التغطيات الاعلامية على مدى إدراك أهل مصر للوجود السوداني بينهم سلباً أو ايجاباً. كما حاولت الباحثة من خلال المعايشة المباشرة واندياحات تجارب أفراد الجالية نفسها وارتباط كل ذلك بمراحل الموجات المختلفة للهجرة السودانية لمصر ومدى اندماجهم مع النسيج الاجتماعي للقاهرة. وارتباط كل ذلك بتعزيز الادراك العام بأن شمال السودان هو جزء أصيل وأمتداد طبيعي لمصر على مدى الدهور. وحاولت الباحثة، أيضاً، من خلال استعراضها لنهوض الافكار والاتجاهات الوطنية في كلا البلدين وتوقهما نحو التقدم السياسي والحضاري والتبشير بالتحديث ودور ذلك في أفراز صورة واضحة لمفهوم محدد لمعنى "المواطنة" وواجباتها واستحقاقاتها في مصر والسودان. وختم الفصل بالاشارة الى النظم الاقليمية والدولية التي ساهمت في الاهتمام بأوضاع اللآجئين السودانيين في مصر.
    الفصل الرابع كان محور تركيزه هو ابراز الخصائص المختلفة للتمايز بين مكونات الجالية السودانية في تفاعلها مع النظم السياسية والقانونية التي كرست للدولة "القومية" في كل البلدين. وحاولت الباحثة النظر بصورة خاصة الى انعكاس ذلك على كل من المرأة والاطفال والرجال ومدى اختلاف أوضاع كل فئة في تعاملها أو تفاعلها مع المتغيرات المختلفة في واقع العلاقة بين البلدين. وفي الوقت نفسه غطى الفصل العوامل التي ساهمت في أفراز معالم التمايز بين فئات الجالية السودانية خاصة في شقها القانوني وتحديد اوضاع طالبي اللجوء السياسي في مصر.
    تـــجــلــيــات الـقـيـــم والـهــــويـــة
    الاخلاق ودورها كمنظم للسلوك الاجتماعي في اوساط الجالية السودانية كانت هي محور الفصل الخامس. حيث حاولت الباحثة تحديد معالم السلوك السوداني ومدى حرصه على التمايز عن السلوك الاجتماعي للمواطن المصري. هذا بالاضافة الى مدى الاحساس المتزايد في أوساط الجالية السودانية بالتهميش القانوني والسياسي والاقتصادي على الرغم من الخصائص الاجتماعية والثقافية المشتركة بين أهل شمال السودان ومصر بصورة عامة. أو حتى اذا وضعنا في الاعتبار سيادة الحكم العثماني على كلا البلدين لعقود من الزمان. وفي تقدير الباحثة ان هذه الخصائص المشتركة قد أثرت على مدى تفاعل وتجاوب الجالية السودانية وتخفيفهم من درجة معاناتهم وعززت من قدرتهم على التجاوب مع القيم السائدة في المجتمع المصري والانصياع للنظام السياسي. لذلك اصبحت مسألة القيم والسلوك هي المعيار الاساس في التعبير عن التمايز وخصوصية الهوية.
    أما الفصل السادس فقد حصر معالم الثقافة السودانية في المهجر المصري. وعالج الفصل بصورة خاصة درجة هذا التأثير خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين. وعدد مظاهر المنظمات الطوعية التي انبعثت في اوساط الجالية السودانية وحاولوا من خلالها الاستجابة لكافة التحديات التي واجهتهم في القاهرة. ومعالم هذا الانبعاث الثفافي وما صاحبه من نشاط تجسد في تيار الحداثة بصورة عامة ولكنه استند على مرجعية التاريخ المشترك لوادي النيل وعلى التأثير الطاغي لمكوناتها العربية والاسلامية. وفي كل مظاهر النشاط المجتمعي الذي كانت تنظمه الجمعيات العامة في اوساطهم أو تلك التي أنشأتها الموجات اللاحقة من المهاجرين على تكريس نموذج متخيل لوطن سوداني مرجعيته الاساسية كانت التمسك بمظاهر الاخلاق السودانية.
    عالج الفصل الاخير قضايا النوع الاجتماعي وارتباطها بالمهجر والتحولات المصاحبة له. وأبرزت الباحثة الفشل الذي تعرضت له جهود الجالية السودانية في تحقيق قدرة عالية من التمايز الاخلاقي في مواجهة الكوارث والصعوبات بأوجهها المختلفة التي تعرضت لها هذه المجموعات والفئات المختلفة من الجالية السودانية. وأشارت الباحثة أنيتا فابوس الى المعيقات والكوابح التي أخضعت وأثرت على المفاهيم الاخلاقية للتعامل في ما بين أفراد هذه الجالية؛ وانعكاسات أوضاع التدهور الاقتصادي وحالة الفقر التي كانت منتشرة في أوساطهم ومحدودية الامكانيات المتوفرة لهم. خاصة تلك المجموعات التي أضطرت الى الانغماس في أنشطة اقتصادية تتعارض مع القيم السائدة. وهذا من جهة أخرى عزز من أهمية الحفاظ على معاني "الخلق السوداني" القويم بأعتبارها الوسيلة الوحيدة للتمايز عن المجتمع المصري المضيف. لكن حقيقة الوضع وتداعياته قد غيرت كثيراً من كيفية ونوعية العلاقة بين السودانيين انفسهم وبينهم وبين المجتمع المصري بصورة عامة، وبشكل خاص في الاوساط النسائية. وعملت ظروف المهجر وتحدياته ومعيقاته وأثره على تقليل قدرة أفراد الجالية على ممارسة حرية الانتقال والبحث عن الفرص المناسبة. وأصبح ذلك سبباً كافياً على زيادة امكانيات النزاعات والعداوة بين المجموعات والفئات المختلفة للجالية في مصر.
    مــعــايـشــــــة وتـضــــامـــــــن
    منذ قرون وصفت العلاقات بين مصر والسودان بالازلية. واتسعت وتفرعت الاوصاف فشملت "الاشقاء" و"شعب وادي النيل"، بالاضافة الى "الخصوصية" و"المتميزة" ثم الدعوة للوحدة والاتحاد والتكامل. وهي كلها صفات تعكس التواصل التاريخي والجغرافي. لذلك لا جدوى لتأكيد القول مرة أخرى أنه ربما لا توجد علاقات بين دولتين في العالمين العربي والافريقي مثل العلاقات بين مصر والسودان. وذلك من حيث تشابكها وتقاطعات مصالحها وتطورها التاريخي وما يشمله من ادراكات معنوية متبادلة. مما جعل هذه العلاقات رهينة حلقة دائرية من أضطراب وأزمات متكررة وتحسن نسبي دوري متبادل. ان الجهود التي قامت بها الدكتورة أنيتا فابوس، ومن خلال معايشتها لواقع الجالية السودانية في مصر خلال فترة عشر سنوات متواصلة مكنتها من رصد دقيق للاوضاع المتغيرة لهذه الجالية. كما اتاحت لها فرصة الاحتكاك اليومي والتفاعل المتواصل مع أفراد ومنظمات الجالية القدرة على استيعاب ورسم لوحة التحديات والصعوبات المتواصلة التي واجهتها الجالية السودانية في مصر خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي. وعلى الرغم من ان الموانع الذاتية والموضوعية التي وقفت أمام اندماجهم التام في الوطن الذي استقبلهم إلا ان العديد منهم ما زال يعتبر هجرته "مؤقتة" ولم يبدوا استعدادا كافيا لتجاوز الفروق بين المجتمع المصري والسوداني. وذلك طرح تحديات كثيرة عانى منها الاطفال والنساء على وجه الخصوص وبصورة أخرى الرجال مع معاناة أشد وطأة بسبب العطالة من معاناة سابقيهم. وحسبي أن الدكتورة فابوس وفقت في عكس صورة أقرب الى الواقع بأمانة الباحث ويقدم كتابها نموذج بحثي يمكن الاستعانة به في رسم صورة تفاعل الجاليات السودانية الاخرى في دول المهاجر والمنافي القريبة منها والبعيدة. فمهما حدث فإننا لا نستطيع ان نقفز فوق الرغبة المتواصلة للمحافظة على جسر الصداقة وصلة الرحم والمخزون والموروث الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي يتناسب مع ما يربط مصر والسودان من مصالح مشتركة.


    تم نشر هذا الاستعراض في صحيفة "الأحداث" الصادرة في الخرطوم وصحيفة "الزمان" في لندن.
                  

11-01-2008, 09:28 AM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر يا أخت بلادي ياشقيقة ... واقع الجالية السودانية في القاهرة (Re: Dr Salah Al Bander)

    **
                  

11-01-2008, 12:45 PM

عبد الغفار عبد الله المهدى


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر يا أخت بلادي ياشقيقة ... واقع الجالية السودانية في القاهرة (Re: Dr Salah Al Bander)

    بسم الله ماشاء الله
    الدكتور ..صلاح البندر
    تحياتى
    استاذن فى الاستيطان فى هذا البوست لما يحمله من وصف دقيق لامر الجالية السودانية فى مصر؟؟
    مما دفع باحثنا الكبير الراحل المقيم(الطيب محمد الطيب )..صور شعبية ذلك البرامج الهادف الذى طاف بنا فى وجدان واوطان الثقافة السودانيه وتراثها ...فى مقال كتبه بصحيفة الايام ان لم تخنى الذاكرة تحت عنوان ((العابديناب)) متناولا فيه بدقة وصف الجالية السودانية بمصر بحى عابدين منذ ان كانوا يمثلون جزء اساسى من من مجتمع ذاك الزمان، وصف دقيق وتحليل مدهش عن احوال هذه الجالية وفقدانهم الهوية لا الانتماء الى المصرية او السودانية مما حدا به ان يطلق عليهم هذا الاسم الهادف (العابديناب) ...ومن العجب العجاب فى حوار صحفى تقدمت الى السيد القنصل السودانى بالقاهرة هل تملكون احصائية لعدد افراد الجالية السودانية بمصر فاجابنى للاسف لا ..لان الجالية السودانية غير منظمة وتحتاج لمجلس اعلى للجالية .......حينها قلت يبدو ان القنصلية ارتاحت من هم ثقيل الا وهو هم الجالية السودانية التى تتضارب فى العمق المصرى الجنوبى مابين النوبيين والبشارية والجعافرة ومختلف القبائل هذا التجانس الاجتماعى الازلى ما بين وادى النيل ربما ما هى هبة النيل لشعبى الوادى كما يتردد فى الخطب التى تتصدر اللقاءات القليلة التى تجمع بين قادة البلدين ،لانود اقحام هذا الامر الاجتماعى الهام فى السياسية...وساظل مقيما هنا متواجدا قدر الامكان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de