|
Re: أنقـذوا دارفـــور …. أنــقــــذوا دارفـــــــور …. (Re: Dr Salah Al Bander)
|
الأخ العزيز ... د. صلاح البندر
تحياتي ... ممشوقة القوام ... حضينة الوئام
أقدر مبادرتك الإنسانية والوطنية ... فيما تستحقه قضية دار فور العادلة ,
لكن بالله ... وقبل ما تلبسني برنيطة , ساعدني أفهم الحاصل .
فالواضح من المعروض هنا وفي سياقات أخرى , ان أزمة دارفور لا تحل إلا
بتدخل الأمم المتحدة ولا تعتقدني أمانع فى ذلك إن كان هو حقيقة الحل
وإن كان فيه ما يوقف نزيف الدم فى دارفور ويعين أهلها على الحياة بعد
موت زؤآم وعلى الإستقرار بعد رحيل داهم وإنتزاع دامي هو فى واقع الأمر
{ الإقتلاع من الجذور بعينه }
مع هذا أذكرك عزيزي ... أن الأمر لما ينتسب إلى الأمم المتحدة فهو بالتجربة
والتواصل الموضوعي مع حالات مشابهة ... لا يتعدى الشق الإنساني فى التخفيف
عن معاناة مجمتع ما صارت إحتباساته وترديات أوضاعه معلومة ومتناقلة فى وسائط
الإعلام العالمي , إذ لم تحرر الأمم المتحدة يوما ما شعبا من قهر , بل أن وقائع
أحوال تلك المنظمة المحترمة تشير , خاصة بعد غزو العراق لإضمحال قيمتها وفعاليتها
للأسف , إذ تعلم عزيزي كل القصة وبعامر تفاصيلها ومفاصلها ولما كانت أروقة الأمم
المتحدة شاهدا على موقفها فى قوته العلمية وفى إتساقه الأخلاقي وفى تقديراته
الموضوعية ورغم إنكساراته الخجولة أمام سيدة العالم ... المهم رفضت الأمم المتحدة
غزو العراق , بل رفضت أن تحل قبعاتها محل اليانكي بعد الغزو { وهل ثمة عاقل يقبل
بثمة ورطة } ... فربما تتبرع الامم المتحدة ببعض من مفاتيحها ومؤثراتها لصالح مركز
القوة الاعظم , وربما تمهد السبل الإجرائية { ذات الطابع الأممي } لإضفاء شرعية على
الخطوة اللاحقة { وغالبا ما تكون عسكرية } ... وهنا يتوقف حمار الشيخ .
عزيزي ... بندر
تعلم , وفى إطار الكفالة الإمبراطورية لشئون العالم , أن الأمم المتحدة أخلت موقعها
من قبل لحلف الناتو فيما يتعلق بالحالة اليوغسلافية , ولقوات التحالف فى حالة العراق
وللناتو كذلك فى حالة أفغانستان ولإحتمال تحالف { وشيك } لجهة الحالة الإيرانية , فيما
لا يغيب عن مفهومنا أن العلاقة بين التحالف والناتو , كما العلاقة بين احمد وحاج احمد
فى مرموزيتنا السودانية ... فالأمم المتحدة على هذا المستوى من المحدودية حين يكون
{ القتال } ... ولما فى الاحاسيس الداخلية لمن يتلهفون لدخول القوات الأممية لدارفور
إستشعار وهمي بتولي هذه القوات حسم نظام الإنقاذ عسكريا , لا يغني كثيرا هنا الجدل حول
أحقية { المادة السابعة } فى إستعمال القوة وفى التوغل صوب الهدف بمشروعية أممية .
لم أقصد من الأمامي هذا غير إستجلاء ما أراه أقرب إلى الحقيقة فى تجلياتها الموضوعية ,
فالأمم المتحدة كهيئة تحط بأقدارها على أوسع ماعون فى الآن { لتمثيل } العالم , وهنا
فرضية تقاربية أكثر من كونها تفاصلية , والأمم المتحدة كقوة تتوخي السلام فى منطوقاته التي تحتشد بها أدبيات تلك المنظمة ... وأكثر من الحرب بالطبع .
طيب ... عزيزي د. بندر , وإن إفترضنا سلامة الإحتماء بالأمم المتحدة لأجل دارفور , فهل
هذا كل المشروع والذي يسكن كل موجبات الحل ؟ وإن حمتنا الامم المتحدة ... فهل ستحكمنا
كذلك ؟ وإلي متى ؟ وهل تملك تلك المنظمة الإمكانيات المادية واللوجستيه لإدارة شئون
دارفور ؟ وإن كانت شئون دارفور تستدعي التحكم فى المركز , فهل تملك القدرة على إدارة
شئون السودان ... من ثم ؟ وإن كانت الإجابة بالنفي لتتسق والموضوعية , فهل تتوارى
الفكرة أم تستحضر فعاليتها على ظلال الأحلام الإمبراطورية ... لنستبدل الأمم المتحدة
{ بالمجتمع الدولي } والاخير حاضنة الأشواق الأمريكية , فى ظل ظرفية المفارقة الراهنة
الراهنة بين أمريكا... وبقية العالم ... وهنا القبول إن حدث يظل مأثوما
ب{ الإستثنائية } ... وكما حال عالمنا الراهن .
عزيزي ... البندر
الترتيبات للأمر السوداني , خاصة منذ مطلع الألفية الثالثة وإلى الآن تتوالاه ما درجنا
على تسميته { بالمجتمع الدولي } , فهم الذين صاغوا عهد نيفاشا وسوقوه وفرضوه على
المعنيين بالأمر , وما ازال أعتقد فى إنسجام موقفهم مع موضوعه وإلى الآن ورغم كل
المحدثات والعاديات بين { طرفيي } العهد , وهم كذلك الذين تواصوا على أبوجا
وهندسوها وأخرجوها وفرضوها على { طرفيي } العهد , لكن لماذا فقدت أبوجا صرامة
نيفاشا وسحرها ووحدانيتها , فإن كانت الإتفاقية قاصرة فلماذا فرضوها { قاصرة }
وإن كان الزمن فى عين الإعتبار , فلماذا كان مهيلا فى نيفاشا ومحدودا فى أبوجا ,
وإن كانت مشاركة { كل الأطراف } لم تكن آنها ذات قيمة , فلماذا قيمت من بعد ؟
أعتقد أن الخلل يتضام هذه المرة ليشمل الأوصياء الدوليين الذين فرضوا انفسهم
كلاعبين أساسيين فى أمر أبوجا .
خاتمه ... أن عهد أبوجا الذي أبتدأ بتأثير ضالع للمجتمع الدولي { إسم الدلع
لسيدة العالم } إنتهي لمدرجات الأمم المتحدة ولما هي محدودة الإرادة والقوة ,
فليس هناك ما يدعو للتفاؤل الضالع وكأننا إستحوذنا على مفتاح الحل السحري
لاهلنا فى دارفور , كلا ... ولا للوهم , ففي تقديري أن إحالة الأمر إلى الأمم
المتحدة فهو يعني { تجميد القضية } ... لكون { المجتمع الدولي } فى زحمة من
أمره بين شطي خليج عرب/فارسي , بل بين سندان كوري ومطرقة تذمر أمريكي داخلي .
لم أكن لأود الإنقاص من الفرح المحتمل حين القول بالقوات الأممية , لكن كنت لأود
إستحضار مفاعلنا السوداني لأزمة دارفور ... لماذا حدث ... وما الدافع ومن
المسؤول , كيف نتغلب عليها ونتجاوزها فى إطار مشروع يتصل فيه الإقليمي بالقومي ,
والقبلي بالوطني والتاريخ بالجغرافيا والحاضر بالمستقبل ... وإن يجهد الحل .
أعتقد ان عزيزي وملهمي لكثير من إرتياداتي التاريخية ... أخي بندر ... يكمن
حيث إختتمت مساهمتي ... لأنه إنسان عقل ومنطق وتحليل وتربيط وتفكيك , كنت أمل أن
يتوسع فى إستنقاب الحل { السلمي الديمقراطي } لأهل السودان على ظلال فرضية العدل
الإجتماعي وهذه من شعارته الخلوصة المفيدة والناقعة ... فى فؤاد الوطن هو ظمآن .
فيا صديقي ... بالله نزل كاب العسكر ده ... فأنا أكرهه وإن كان من نسج الأمم المتحدة
{ خليك من عابدين عوض } ... عد لأدراجك العلمية وموسوعك الفكري وتقريرك السياسي ,
أما إن كنت تتوخى فعلا أعجل وأكثر مسئولية ومشاركة , ففي الأفق السياسي السوداني
مسعى لتوحيد القوى الديمقراطية السودانية وعلى مختلف مشاربها ومبتدءآتها ... لتنتهي
على بساط الوحدة والكيان الواحد ... لأجل ... سلم ووحدة وديمقراطية السودان مقرونة
بالعدالة الإجتماعية ... فلنتوفر لهذا السفر ... وأخاله يطيب لك .
شكرا ... على الموضوع ... على الصبر ... على الإختلاف ... على الإتفاق
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنقـذوا دارفـــور …. أنــقــــذوا دارفـــــــور …. (Re: A.Razek Althalib)
|
إلى من يتوهمون بأن الحل في يد القوات الدوليه أو (أصحاب القبعات الزرقاء الطاهره) ... ماأغباكم وماأصغر عقولكم وكم هي تافهه هذه الحلول ... أتمنى فقط من الجميع الرجوع إلى تاريخ هذه القوات وأسألوا اهل القرى والمدائن التي داست على أراضيها أقدام و(أبوات) هذه القوات الـ(طاهره) والـ(محرره) .. هل تذكرون البوسنه والهرسك والتي راح ضحيتها مايزيد على ال(5000) شخص ... أسألوا أهل لبنان .... وإلى من يزعمون أن هذه القوات تؤدي هذه الأعمال (حباً فينا أو تقرباً إلى الله زلفى) . بئس التفكير وبئس الحلول ... الحلول بأيدينا ولكننا نلجأ للأجنبي ليحل لنا مشاكلنا وكأننا أطفالاً أو جهلاء لانعرف مصالحنا ولانستطيع أن ندبر امورنا بانفسنا ونحتاج لهؤلاء ليبصروننا بالطريق ويقودوننا إلى النور ... هم أنفسهم من أشعلوا هذه النار وكانوا يواصلون رفدها بالحطب والوقود لتظل مشتعله حتى يجدوا لهم أسباباً ليتدخلوا في شئوننا ....
| |
|
|
|
|
|
|
|