فتح الحاج عينيه بتكاسل صباح العام الجديد، فأنهت حاشيته ترقبها، وأدركت أن صباح سيدهم الجديد قد أشرقت شمسه، فتحركت إحدى الشغالات لتجهيز الحمام ـ وسارعت الثانية لإحضار الملابس ـ أما الثالثة فهرولت لتحضير الترويقة ـ بينما جرى السائق الخاص لتجهيز السيارة الفارهة أمام بوابة الفيلا ذات الأبواب العالية المتباعدة مترامية النباتات النادرة.
فكر الحاج، وهو لا يزال يتنعم بدفء سريره، أن أول ما سيفعله هو أن يتصل بمكتبه ليأمر سكرتيره الخاص بعمل بعض الحجوزات لسفرات قادمات كان ذهنه مشغولا بترتيب أولوياتها. كل رحلة فيها ستحمله على جناح حلم ما.
أزاح الحاج الريموت كنترول جانبا،ً وعلق مسبحته الذهبية الساكنة على قمة رجل السرير، ومد يده ليزيح البطانية الناعمة عن جسده المرهق، دافعا برجله اليمنى نحو حافة السرير، ساحبا إحدى يديه ـ ليدعم بها جسده المنهك ـ محاولا القيام من السرير... للوصول لحذائه المريح حيث يربض تحت السرير الوثير في إنتظار أقدامه الناعمة.
شعر الحاج بقشعريرة حين تحقق من أن الجزء الأسفل من جسده لا يستجيب... في لحظة كالبرق أعاد التفكير ثم أعاد المحاولة... وأعاد الكرة... تملكته رهبة مخيفة حين أدرك عجزه. لحظتها مر بخاطرة... كلمح البرق... شريط من أحداث حياته الدامية... أحس، كأن شخصا آخر كان يعيشها... وليس هو. لحظتها تمنى ... فقط ... لو أنه شخص آخر... تمنى لو أنه زول عادي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة