دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان ..
|
تحدثت في بوست سابق عن الحزن في الأغنية السودانية كجزء أول اقتصر على الدموع في أغنية الحقيبة ، ومن خلاله حاولت التوثيق لبعض أغاني الحقيبة وشعرائها ومطربيها ،وقد نبعت فكرة البوست من ندوة سابقة أقمتها في النادي السوداني بمسقط قارنت فيها أشعار حسين بازرعة مع إسماعيل حسن ، وبنظرة عامة على الغناء السوداني الحديث من الأربعينات وحتى نهاية السبعينات من القرن الماضي نلاحظ إن معظم الأغاني حزينة وفيها كل صنوف الوله والشوق والحرمان وظلم الحبيب، وبعض الشعراء تحدثوا في قصائدهم عن معاناة نفسية وجسدية حقيقة عايشوها في حياتهم ،فسكبوا دموعهم في مفردات هذه الأغاني ، لذلك كان شعرهم صادقا ومعبرا وملامسا للوجدان فكان هذا سر خلود وجمال هذه الأغاني . سأحاول في هذا البوست استعراض بعض الأغاني الصادقة والتي عبر شعراؤها عن أزماتهم وحبهم ومعاناتهم بكل صدق وشفافية ، ولقد تم إستقاء عنوان هذ البوست من أغنية الفنان سيد خليفة (صوت من وراء القضبان) والتي صاغ كلماتها الشاعر المرهف إدريس جماع ، وان شاء الله ستكون مستهل لهذا البوست مع أغاني أخرى لإدريس جماع ،وأيضا سأتحدث عن بعض أغاني الشاعر حسن عوض ابوالعلا ،وكذلك سترافقني بعض أغاني حسين بازرعة ومحجوب سراج وإسماعيل حسن وآخرين.
نواصل
الحزن فى الاغنية السودانية -الجزء الاول - الدموع ا...يبة وتطفئ نار العشاق
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: طارق جبريل)
|
أذكر ونحن في فترة الصبا كنا مجموعة من الأصحاب نعتقد أن الإفصاح عن الحب والعشق والهيام بالمحبوبة من الكبائر وان من يبوح بحبه لفتاة ما يكون رجلا ضعيفا ، لا تحترمه أو تقدره المرأة وكنا ندعم موقفنا هذا بمقولة (المرأة تكره الرجل الضعيف حتى ولو كانت هي سبب ضعفه) والتي صادفت هوىً في نفوسنا ، وكنا نسخرمن أصحابنا الذين يكتبون الرسائل إلى صديقاتهم ويصيغون الكلمات الجميلة المنمقة لإرسالها إلى حبيباتهم في رسائل معطرة، ولقد كان يسحرنا الجمال ويتغلغل في دواخلنا ويحرك سحره وجداننا غير أننا كنا نحرص على حبس هذه المشاعر في قلوبنا ولا نبوح بها قط وترتسم على وجوهنا جدية زائفة وعلى ألستنا كلمات جافة لا تعبر عن حقيقتنا ،، وعندما نختلي بأنفسنا كان أكثر ما يعجبنا ويطربنا من الأغاني تلك الحزينة منها ، حيث تسرح بنا الأفكار في أحلام اليقظة فنبتسم لتلك التي تجهمنا في وجهها نهارا وننسج في الخيال قصة حب صادقة تكون نهايتها مأساوية او تراجيدية تفضي الى غدر الحبيب وظلمه ودون أن نشعر نجد الدموع قد ذرفت منا حقيقة من ذلك المشهد الخيالي والذي افترضنا فيه الظلم والغدر. وكان أشد ما يزعجنا عندما نصارع من أجل الذهاب إلى السينما بعد إقناع الأسرة وأخذ التصريح منها ونفاجأ بان الفيلمَ رومانسيُ وإننا خدعنا بزيف بالعنوان ودعايته فنأسف على أموالنا التي ضاعت والتي اقتطعناها من مصروفنا المدرسي ،وكنا نحب ونهوى أفلام الحركة لا سيما أفلام بد سبنسر وترنس هيل و الكابوي التي كان يمثلها جولياني جيما وفرانكنيرو وكلنت استود ونتحاشى الأفلام العربية ونهرب منها، وتأسرنا كتابات موريس لبلان وشخصية أرسين لوبين والمغامرون الخمسة والشياطين 13 للكاتب المصري محمود سالم ، وأظن أن ذلك السلوك كان طبيعيا في تلك الفترة من العمر نتيجة للمجتمع الذي كنا نعيش فيه والقمع العاطفي الذي فرضه النظام الاجتماعي،ولكن مع مرور الوقت بدأنا في التخلص من ذلك الوجه الصارم وأستلسمنا لقلوبنا فانعكس ذلك على سلوكنا وتعاملنا مع الجنس الآخر وصارت تعجبنا أفلام شامي كابور مثل تسري منزل وجانوار فعشقنا سبنا وهيما مالين وزينات امان واشا باريخ وراجا شيري وكل منا يعشق واحدة من هؤلاء ولا يتعدى على معشوقة زميله، ومنذئذ تعلمنا أن ننأى عن عشيقات غيرنا وألا نحاول أن نسلبهم حبهم المشترك. وتزامنت مع تلك الفترة قراءتنا لمجلة سمر وكل منا يًمنى النفس أن يكون فرانكو داني أو فرانكو كسباري ، ومنها عرفنا الحقيقة إن الحب والعشق ليس عيبا أو منقصة .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: saadeldin abdelrahman)
|
قال شيخ بخراسان لسليمان بن عمرو وجماعته ينصحه ( هل فيكم عاشق ؟ قالوا لا قال : أعشقوا فإن العشق يطلق اللسان ويفتح جبلة البخيل ، ويبعث على التلطف وتحسين اللباس ، وتطيب المطعم ويدعو إلى الحركة والذكاء وتشريف الهمة ) ، وقيل لمعاوية بن سفيان إن ابنك يزيد قد عشق فقال دعوه فان الفتى إذا عشق نظف وظرف ولطف. ولقد أورد بن حزم في طوق الحمامة عن العشق فقال (فكم من بخيل جاد, وقطوب تطلق, وغليظ طبع تظرف, وجاهل تأدب, وتفل تزين) .وقال شيبان العذري .. لو حزّ بالسيف رأسي في محبتها ... لطار يهوى سريعا نحوها رأسي وجميعنا قرأنا عن الحب العذري والعفيف لجميل وبثينة وقيس بن الملوح وليلى، وكثير لعزه ،والحرمان هو الذي جعل هؤلاء الشعراء يقدمون لنا هذا الشعر الجميل والرائع نتيجة لولهم وعشقهم ولو تتوج ذلك الحب بالزواج لانشغل هولاء الشعراء بتربية الأبناء ولما ظهرت لنا ابداعاتهم تلك. ولقد كتب صاحب المستطرف قائلا( وعن محمد بن يحي المدني قال سمعت بعض المدنيين يقول كان الرجل إذا أحب الفتاة يطوف حول دارها حولا يفرح أن يري من يراها ، فإن ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار . واليوم هو يشير إليها وتشير إليه ويعدها وتعده ، فإن التقيا لم يتشاكيا حبا ، ولم يتناشدا شعرا ، بل يقوم إليها ويجلس بين شعبتيها كأنه أشهد على نكاحها أبا هريرة ) . ماذا يقول هذا الرجل إذا حضر زمن الموبايل والبلوتوث والبلاكبيري ؟
نواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Elfadil Sabeil)
|
Quote: غايتو لو عرجت علي اغنية «ليه تقول أيامنا راحت وانتهينا لي عثمان حسين» بتكون ريحتني في عضامي |
الأخ العزيز / طارق جبريل
عام جديد سعيد
هذه الأغنية اسمها بعد الصبر وآخرين يسمونها غلطة
ولكني أميل الى اسم بعد الصبر والذي يعبر تماما عن الأغنية ومحتواها ومعناها
ان شاء الله سأتحدث عنها بأسهاب عند ما أتطرق للشاعر حسين بازرعة
ولك كل الشكر وأتمنى أن يكون الوالد بخير وصحة جيدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الصدمات النفسية والعاطفية طعمها مر وحارق يصطلي الإنسان بنارها ولهيبها، فهي تزيد الألم في الدواخل والحزن بين الضلوع والحسرة في القلوب ، وتثقل الكاهل وتؤرق الأجفان وتولد المأسي والكُرب، وتورث الإحساس بالظلم فينعكس ذلك على سلوك الشخص ومظهره وتعامله مع من حوله ومع المجتمع ككل وتؤثر على عمله وحياته الشخصية والعامة وإذا تفاقمت تجعل من الشخص عدوانيا وانتقاميا ،وإذا لم يتجاوز هذه الصدمات فإنها تستفحل وتقود إلى أمراض نفسية خطيرة وربما إلى الموت عن طريق الإكتئاب الذي يقود بدوره الى الانتحار . ويحتاج الإنسان إلى قوة وشجاعة وشكيمة وثقة بالنفس لتحمل هذه الصدمات وتخطي تبعاتها ، لأنه إذا استسلم لها لأصبح قلبه حطاما وحياته شقاء ووجدانه خرابا ويكون تخطي تلك الفاجعة بنسيان الماضي وطي الصفحات المظلمة ومداواة الجروح التي خلفتها مِدي الظلم والغدر الصدئة ويتأتى ذلك بالتفاؤل والعزم والتمسك بالأمل والبحث عن قلب دافئ يُشعر بالأمان أو صديق وفي يؤنس الوحشة ويغسل الأحزان ويساعد على النسيان ،ويحمي من الشعور بالوحدة وتأثيراتها السلبية ،فلكل أزمة مخرج ولا أعني هنا بالصدمات العاطفية تلك الناتجة عن ظلم الأحبة فحسب وإنما النظام الاجتماعي ككل كظلم ذوي القربة من أصدقاء وأهل وكذلك ما يصيب الإنسان من أمراض جسدية ونفسية تحرمه من الحركة والتفاعل مع المجتمع ،. الصدمات العاطفية والتجارب الفاشلة تكسب القلب مناعة وصلابة ونضجا وتجعله متمرسا لامتصاص أي صدمة جديدة والتعامل معها بحكمة وتخطيها سريعا ،فالأزمة فرصة لأخذ الدروس والعبر فيجب ألا نأسف على من قرر الخروج من قلوبنا بإرادته بل يجب أن نطوي تلك الصفحة بهدوء ففي القلب متسع لآخرين والجرح القديم يمكن أن يندمل سريعا إذا نحن تقبلنا هذا الواقع وحاولنا تخطيه ولهذا يمكن للقلب أن يتجاوز كل قصة حب فاشلة بقليل من الإرادة والإيمان بان الحياة لا تقف عند هذه المحطات بل يجب أن تستمر فالأيام تطوى والأعمار تفنى، قال إعرابي ( العشق خفي أن يرى ، وجلي أن يخفى فهو كامن ككمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى ).
نواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
..استاذنا المؤرخ دكتور احمد القرشى...
و انتم تعيدون ايقاعات الطرب...الحزن.وانتم تهبشون براى وادراك وحصافه ذلك الاثر البالغ البليغ فى مسارات مكامن شجن الغناء السودانى فى دثار حزنه المتلاحق المقيم..فى فرضيته وتخنصره وتجنزره.. فى وصف كلمات الاغنيه وفى مرافقة لحنها الذى يتمزج ويتمازج فيه سرساب الحزن واهلاك كل ذلك الشجن.. استاذنا... وانتم تدركون ..باستشعار ذلك الفهم العميق ..لمفهوم الحزن فى تركيبة السودانيين قاطبه....والذى ارتبط رباطه.. بتلك المرافقه المستديمه فى مناخ افرخ كل لواعج استطابة اللوعه .والانين..وولولة النواح...فى انتشار لازم.. الكل ..فالدموع تطرف عند فقد عزيز.وفى ختان الفتاه..وفى يوم زواجها..وفى لحظات مخاضها وهى تنجب.. وفى فراق المسافر وفى ..بف نفس ذلك القطار الوداع...وفى لقاء الاحباب..وفى احضان الام وهى تلقى وحيدها بعد غياب.. وفى رحيل الطيف.وفى هجرة طيور السمبر الموسميه.....الحزن مزروع ينبت..ويزرع..ويعشعش فى دواخلنا ويغلفنا بانسجته الدموع والحنين.. وكثير من الاغنيات تكشف عن تلك اللوعه وعن كل مظاهر الحزن المقيم....ويتم استنفاره دائما من خلال صدىء الترديد..... وذلك النداء المفجع المصاحب الذى تسترسل ازجاع ترديده..فى انين باكى.يكشف عن حالات ذلك الترسب المتراكم... وقطعا ان افراز احساس الحزن يندفق بتلقائيه عندما يهبش ذلك الوتر الذى فيه تلك الاذابه المؤلمه لواقع او حدث او انكسار او رعش ادمته المواجع والشجون... وقطعا مدارك وغياهب ومتاهات سراديب النفس البشريه لا تدرك وفى معظم الاحيان لا تفسر.. عفوا استاذنا....للاسترسال المطول...وفى دواخلنا يرتد صريرعجلات ذلك القطار الذى غنى له زنقار...فى رائعته..
انا ما داير السفر.. لكن امر القدر.. انت شلتو..جيبو يا القطار...
ونادوا لى حلولى.... لكم الجمال وانتم تعيدون تلوين الاشياء بلمساتكم الجمال..و وتحلقون بنا على اجنحتكم المعرفه..وتكشفون لنا تلك الاسرار ..فى النهج والمعنى والتصوير..والالحان.. حفظكم الخالق العظيم..واثابكم باجره... كل الحب.. وساتابع وساعود فى مواصله..اااا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: محمد الأمين موسى)
|
بعض الشعراء استعاضوا عن الدموع بالشعر ليخفف عنهم أحزانهم فنزفت جروحهم كلمات أخذت لون الحزن وطعم الألم ، وكانت كلماتهم تعبر عن حقيقة أنفسهم والآلام النفسية والعاطفية التي عايشوها وهذا الحزن والألم والإحباط يسكبونه شعرا يعبر عن تلك النفوس المحطمة والآمال الضائعة والمستقبل المظلم وهذا ليس هروبا من واقعهم المرير وإنما تعبيرا عن دواخلهم المسكونة بتلك الفواجع .ويعتبر ترجمة المشاعر شعرا أو نثرا تخفيفا لتلك المرارات وغسلا لتلك الأحزان ومعينا من تلك الفوادح عوضا عن حبسها وكتمانها والذي يجعل الإنسان أسيرا لليأس والهم والأسى يعيش في ظلمة حالكة من الألم ويقضي الليالي يئن أنين الثكلى ويذرف الدموع ذرف الموجوع .
نواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: حنتابع صوت جماع الشاعر والمفكر . ياخ لك التحيات المربعات . والله يا أحمد أنا قاعد افكر نعمل ليكم دعوة لندوة أنت وطراوة في نفس المكان الكان بيقعد فيه جبران خليل جبران . شغل كدا للتاريخ الدنيا دي ما معروفة يا أخوي
|
عزيزي / عثمان موسى
سلامات . ونحن في فترة خورطقت الثانوية كنا نعشق كتابات
جبران خليل جيران وكنا نقرأ له دمعة وابتسامة
والأجنحة المتكسرة والنبي
كان كاتبا رائعا وصاحب مفردات سلسة
أما إدريس جماع فلقد ارتبطنا به ونحن طلابا بقصائده الوطنية
وخاصة تلك التي يحفظها طلاب المدارس الإبتدائية
في ذلك الزمن الجميل ...
هنا صوت يناديني .... نعم لبيك أوطاني دمي عزمي وصدري .... كله أضواء إيمان سأرفع راية المجد ..... وأبني خير بنيان
وما كُنا ندري أن شاعر هذه الأبيات
كان يعيش الضياع والألم والحزن والإحباط
ورغم ذلك كان يحب هذا الوطن .
دائما تجدني في انتظارك لإثراء هذا البوست كعهدنا بك دائما
مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
عاد الجمال المنتظر عوداً حميداً مستطاب
إن كنت تحتاج لطوبة ودالصائم الداعمة فحنن في حاجة أكبر وأعظم لوجود أمثالك في هذا المنبر يثبت أقدامنا بعد العودة ......
ما قرأت ما كتبت غير بداية البوست وبس لكن راجع ليهو تاني وهذا معين نبع ماء في سنة قحط وممحل
يا من وهب لك الخلق جمال الكلموفن تركيبه
ولي عودة الطيور المهاجر وكيف يفوت الطير قبل أن يروى من هذا النبع الطيب
تحياتي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الشعر أكثر ما يكون صادقا إذا كان نابعا من معاناة الشاعر وفواجعه ، ويقول علماء النفس إن التحدث عن الأزمات العاطفية يعطي سندا نفسيا مما يساعد على تخطيها وتخفيف الآلام والكآبة والمعاناة ،وليس عيبا أو منقصة أن تكتب عن معاناتك وتنشرها بين العامة شعرا كان أم نثرا فالنتيجة الأخيرة يجنيها أصحاب التجارب المشابهة يأخذون منها الدروس والعبر ويستمتع بها عشاق الشعر والأدب وقد تجد من تلامس مشاعره ووجدانه فتخفف عنه بعض ما يحمل في كاهله من غرام وهوى وعشق. والمعاناة الحقيقة تولد شعرا صادقا وجميلا ومؤثرا يؤسس على وحدة عضوية وموضوعية ونفسية ويزداد جمال وتأثير تلك الكلمات أينما وجدت اللحن المناسب والصوت الشجي الذي يوصلها إلى مستمعيها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الاخ دكتور القرشي
سلام
Quote: وانتم تدركون ..باستشعار ذلك الفهم العميق ..لمفهوم الحزن فى تركيبة السودانيين قاطبه....والذى ارتبط رباطه.. بتلك المرافقه المستديمه فى مناخ افرخ كل لواعج استطابة اللوعه .والانين..وولولة النواح...فى انتشار لازم.. الكل ..فالدموع تطرف عند فقد عزيز.وفى ختان الفتاه..وفى يوم زواجها..وفى لحظات مخاضها وهى تنجب.. وفى فراق المسافر وفى ..بف نفس ذلك القطار الوداع...وفى لقاء الاحباب..وفى احضان الام وهى تلقى وحيدها بعد غياب.. وفى رحيل الطيف.وفى هجرة طيور السمبر الموسميه.....الحزن مزروع ينبت..ويزرع..ويعشعش فى دواخلنا ويغلفنا بانسجته الدموع والحنين.. |
تسلم الحبيب عصمت العالم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: الطيب شيقوق)
|
الأديب العزيز / عصمت العالم كل سنة وأنت طيب الصدق في المشاعر وإنسانية الفرد تجعل الإنسان يتفاعل مع الأحداث التي تولد الحزن والأسى عند الصدمات والفواجع ودائما ما يكون الحزين مسالما وودودا .وهذه المشاعر تختلف عن الغضب والذي قد يقود إلى العنف ، والشخص الموجوع تنعكس مشاعره على وجهه وخاصة العيون والتي تشع منها نظرة يكسوها الحزن ولكنها تضفي على العيون جمالا وسحرا يدعو إلى التعاطف ، بعكس مشاعر الغضب والتي تنعكس بقسمات جادة ومزعجة ومنفرة يحاول الجميع تفاديها. وكتم الأحزان قد يولد أمراضا كثيرا فد تؤذي الإنسان ، ويمكنه أن يستعين بالدموع لغسل هذه الأحزان وتخفيف الألم ،او بالبوح للأصدقاء بما يجيش في النفس من حرقة ووجع ، ولكنها أيضا قد تكون سببا في جعل بعض الأشخاص أدباء وشعراء خاصة إذا كانوا يحملون في دواخلهم بذرة الموهبة والشعر ، وهذا كفيل أيضا بتخفيف الضغط النفسي والعاطفي على الشاعر. المفردات الحزينة عزيزي عصمت لها وقع في القلب ولها المقدرة على نقل الأحاسيس والمشاعر من شخص لآخر ، فهي تجعل الناس يتشاركون الأحزان والآلام ، لذلك نجد أنفسنا في الأغاني القديمة ،فكل منا قد ذاق طعم الحزن والألم في لحظة ما، فنجد هذه الأغاني تعبر عنا تماما ، لذلك نطرب لها ونداوم على الاستماع لكلماتها خاصة إذا أطربنا وأشجانا اللحن . . عزيزي عصمت العالم أنا سعيد جدا بحضورك ومساهمتك بكلماتك الأنيقة والرائعة ، ولا أنسى مساهمتك في إنجاح الجزء الأول من هذا البوست ، لذلك نأمل الكثير منك حتى تثري النقاش بمداخلاتك الثرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الحزن اخي احمد لم يكن وقفا على الاغنية السودانية فهنالك امم ابدع شعراؤها عندما كتبوا شعرا معبرا عن احزانهم .
بوستك الرائع اخي احمل حملني الى البحث والتنقيب عن الابداع صنيع الحزن والآلام لا سيما الحزن والكآبة عند شعراء مدرسة أبوللو .
دعوني انقل لكم هذا الحديث عن الحزن من احدى المواقع الالكترونية .
Quote: أبوللو، ذلك الاسم الإغريقي الذي يعني إله الشمس والعلوم والفنون، أصبح رمزا للتجديد عند مجموعة من الشعراء، اتخذوا ذلك الاسم عنوانا لهم، فنزع أصحاب هذه المدرسة إلى التجديد في شكل القصيدة ومضمونها، متخذين من الرومانسية هاديا لهم، ومرتكزا يحومون حوله؛ بل يغرقون فيه، وينهلون منه أبرز معانيهم، وأكثرها شيوعا في أشعارهم.
وقد ظهر أثر الرومانسية عموما، والرومانسية الفرنسية بخاصة، ظهر ذلك الأثر بكل وضوح وجلاء في نتاج هذه المدرسة الأدبية، خاصة إذا ما علمنا أن الرومانسية الفرنسية، هي رومانسية الألم والحزن؛ بل تقديس الحزن، والنزوع الجلي الواضح إلى التشاؤم.
ومن خلال ثلاثة نصوص سوف أسلط الضوء عليها في الأسطر التالية، وهي نصوص لثلاثة شعراء من مدرسو أبوللو، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في نسبة بعض الشعراء إلى هذه المدرسة أو تلك؛ ولكني بنيت على غالب الظن، وعلى تتبع بعض القصائد والنظر فيها، وسوف نلاحظ حجم الحزن والكآبة في هذه النصوص المختارة، مما يدعونا لطرح تساؤل عن سبب هذا الحزن العميق في أشعارهم، والذي بدوره أدى إلى شعورهم بالكآبة، ما أوصلهم إلى حد التشاؤم!!.
فهل يا ترى لرحلات بعض هؤلاء الشعراء إلى دول أوروبا سبب في ذلك، حيث تم التقاط الرومانسية الحزينة من هناك؟ أم للترجمة التي قام بها بعض الأدباء للنتاج الأدبي الغربي، ولاسيما الفرنسي دور في هذه النزعة الحزينة؟ أم أن الاستعمار الفرنسي والانجليزي للدول العربية قد أدى إلى نشر المذهب الرومانسي في ربوع بلاد العرب، خاصة وأن كل استعمار يبحث عن تحطيم الروح المعنوية للشعب المستعمَر، والسعي قدما لزرع الحزن والكآبة والتشاؤم بين أهله، وذلك لتحطيم روح المقاومة فيهم؟ أم أن هذه الأسباب جميعها تظافرت وتكاتفت لنشر هذه الظاهرة؟ هي أسئلة تحتاج إلى توسع ومزيد بحث لمعرفة إجاباتها بدقة.
وبالعودة إلى النصوص الثلاثة وهي: نص للشاعر (إبراهيم ناجي) بعنوان (العودة)، ونص للشاعر (أبو القسم الشابي) بعنوان (شجون)، ونص للشاعر (عمر أبو ريشة) بعنوان اقرئيها (أوراق ميت)، حيث سنبدأ بنص الشاعر (إبراهيم ناجي) الذي عنون له بـ(العودة) وفي هذا النص نرى أن الشاعر حينما عاد إلى دار محبوبته، وجدها جامدة هامدة لا حياة فيها ولا روح، فبدأ قصيدته ببيتين فيهما غلو ومجاوزة للحد في تشبيهه لدار محبوبته، حيث شبهها بالكعبة المشرفة، والناس يطوفون حولها، فآثرت عدم ذكرهما، والضرب عنهما صفحا، قناعة بما قام به الدكتور محمد صالح الشنطي حينما أعرض عن ذكرهما في كتابه (الأدب العربي الحديث).
وبعد البيتين المذكورين يقول الشاعر إبراهيم ناجي:
دارُ أحلامي وحبّـي لقيتْـنا في جمود مثلما تلقى الجديدْ
أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا يضحك النورُ إلينـا من بعيدْ
ونلاحظ هنا مقارنته لحال دار محبوبته الجامدة، بحالها أيام كانت تضم بين جوانبها محبوبته التي طالما كان يزروها ويرتاد بيتها، حيث كان النور يشع منها، وفي هذه المقارنة انطلاق لشرارة الحزن والكآبة في سائر أبيات القصيدة، حيث قال بعدها:
رفْرَفَ القلـبُ بجنبي كالذبيـحْ وأنا أهتـف: يا قلـبُ اتّئدْ
فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد !
القلب يرفرف كأنه ذبيح، والدمع يجيبه، وكذلك الماضي الجريح، وكلها ألفاظ توحي بالألم، ومدى تغلغل الحزن في نفس الشاعر، ومن هنا سنلحظ أن المعجم الشعري لإبراهيم ناجي، هو معجم (الألم)، فدمع، وماضٍ جريح، وقلب كالذبيح، ألفاظ تعكس مدى ما يحس الشاعر به من حزن وكآبة.
ويستمر الشاعر في بوحه الحزين الكئيب، فيقول:
لِمَ عُدنا؟ أَوَ لم نطـوِ الغـرامْ وفرغـنا مـن حنـين وألمْ
و رضينـا بسكـون وسـلامْ وانتهيـنا لفـراغ كالعدم؟!
أيها الوكرُ إذا طـار الأليـفْ لا يرى الآخرُ معنًى للمساءْ
ويرى الأيام صُفراً كالخريفْ نائحـات كريـاح الصَّحراء
لم عدنا؟ أولم نطوِ الغرام؟… هنا يُقرّع الشاعر نفسه ويلومها على هذه العودة المريرة، التي أثارت شجونه وألمه وحنينه بعد النسيان، والشاعر لا يرى معنى للهناء، فالأيام صفرا كالخريف، فتجاوز الشاعر فصول السنة واختصرها بفصل واحد، هو فصل الخريف، والذي يراه الكثير فصلا كئيبا يدعو إلى الحزن والتشاؤم، وكذلك يرى الأيام نائحات كصوت الريح في الصحاري المقفرة، والنواح لا يكون إلا في المصائب العظمى، وهنا صوت من أعماق الشاعر، يعكس لنا مرة أخرى شعورا عميقا بالحزن والأسى والكآبة، يحمله الشاعر بين ثنايا نفسه المعذبة.
آهِ مما صنـع الدهـرُ بـنا أَوَ هذا الطـللُ العابـس أنتَ !
والخيالُ المطرقُ الرأسِ أنا؟ شدَّ ما بتْنا على الضنك وبتَّ !
هذه الـ(آه) المحرقة من صنيع الدهر، تحمل لنا معاناة الشاعر الداخلية، وإلى أي حد وصلت به، وفي قوله: "والخيال المطرق الرأس أنا" فهنا قمة الكآبة واليأس والحزن، فالشاعر ليس إنسانا؛ لكنه خيال إنسان مطأطئ الرأس، وفي هذه الصورة الشعرية تصوير دقيق لحالة الشاعر، ونفسيته الكئيبة المحطمة المتشبعة بالحزن والألم.
ثم ينطلق الشاعر متسائلا:
أيـن ناديـكَ وأيـن السمـرُ أيـن أهلوكَ بساطاً وندامى
كلّما أرسلـتُ عينـي تنظـرُ وثبَ الدمعُ إلى عيني وغاما
مَوْطِنُ الحسن ثوى فيه السأمْ وسرتْ أنفـاسُه فـي جـوِّهِ
وأنـاخ اللـيلُ فيـه وجثـمْ وجرَتْ أشبـاحُه فـي بهـوهِ
هذا التساؤل عن ساكني البيت، الندماء والسُمَّرُ، وهذا التذكر إمعان من الشاعر في إثارة أحزانه وتحريكها،وكأن الشاعر يعاقب نفسه بهذا الصنيع، فالدمع يثب إلى عينيه، والسأم يسري في هذه الدار، والليل يجثم، وأشباحه تجري في أرجاء ما كان يوما من الأيام منزلا لمحبوبته، والليل كذلك أناخ في ثنايا المنزل، صور واستعارات لا توحي إلا بالكآبة والحزن والألم.
وهكذا يسير الشاعر في كل أبيات قصيدته، فلا يكاد يخلو بيت من ألفاظ الألم والحزن، فهل نجد مثل هذا المنحى لدى شعراء آخرين من مدرسة أبوللو؟
أبو القاسم الشابي، ذلك الشاعر الذي مات في ريعان شبابه، صاحب النظرة الكئيبة التشاؤمية، لم يسافر إلى أوروبا، ولم يترجم عن أدبائها كما فعل إبراهيم ناجي، فمن أين أتاه أثر مدرسة أبوللو الواضح؟ ربما تكون حالة الشابي الصحية، هي سبب ميله إلى مدرسة أبوللو الرومانسية الهوى، حيث تقديس الحزن والكآبة والألم، والنظرة السوداوية للحياة، وهذا عين ما كان يدور في نفسية أبي القاسم الشابي، ففي نص له عنوانه (شجون) يقول أبو القسم:
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ ونفسي لَمْ تستطعْ فَهْمَ نفسِي!
فمن البداية يعلن الشاعر حيرته وتوهانه حتى عن معرفة نفسه، ولم يعرف من حقيقة هذا الكون إلا أمرا واحدا، كما قال:
لم أُفِدْ مِنْ حَقائِقِ الكونِ إلاّ أنني في الوجُود مُرْتَادُ رمسِ
فالأمر الوحيد الذي عرفه الشابي وأيقن به، هو أنه صائر إلى القبر لا محالة، فلم يرَ في هذا الكون إلا القبر، وغض بصره عن نعم الله عز وجل، وعن ملذات الحياة الدنيا، وهذا يعكس لنا ما في داخل نفسية الشاعر المتشائمة الحزينة، والتي لا ترى أمامها إلا الموت والقبر.
ثم يقول:
كلُّ دهر يمُرُّ يفجعُ قلبي ليتَ شعري أينَ الزَّمان المؤَسّي
(الفجيعة) كلمة تقطر ألما وحزنا، استخدمها الشاعر للتعبير عن فعل الدهر بقلبه الضعيف، وكأن الشاعر يشير هنا إلى مرض القلب الذي يعاني منه، الذي صار مصدرا لحزنه وتشاؤمه، بعد أن رفض التسليم بقضاء الله وقدره، وراح يعاتب الدهر والزمان، اللذين لا يملكان له شيئا؛ فإنه القضاء والقدر.
ثم يقول بعد ذلك:
في ظلام الكُهوفِ أشباحُ شؤمٍ وبهذا الفَضَاءِ أطيافُ نَحْسِ
فانظر إلى ألفظ البيت (ظلام – كهوف – أشباح – شؤم – نحس) قاموس متخم بألفاظ الوحشة والألم والتشاؤم، الدالة على كآبة داخلية مسيطرة على نفس الشاعر، ومستشرية في عروقها.
ثم يواصل الشاعر الأنين والحزن، فيقول:
وَخِلالَ القُصور أنّاتُ حُزْنٍ وَبتلكَ الأكواخ أَنْضَاءُ بؤسِ!
فأنّات الحزن –في نظره- تملأ القصور وساكنيها، والبؤس يعشش في الأكواخ أيضا، فالكل حزين كئيب، الغني والفقير، وهذه النظرة من الشاعر تمثل قمة البؤس والحزن والكآبة، ولا شك أن هذا كله تعبير عن نفسية قلقة كئيبة تقطر حزنا.
ثم يقول:
هذه صـورة ُ الحياة ِ؛ وهـذا لونُها في الوجود، من أمسِ أمسِ
صُورة ٌ للشَّقَاءِ دَامِعَة ُ الطَّرْفِ ولـونٌ يَسُـودُ في كـلِّ طَـرْسِ
فهذه صورة الحياة في نظر الشاعر، وهذه حقيقتها، دموع وشقاء وسواد.
والقارئ لديوان أبي القاسم الشابي، لن تمر به قصيدة، وربما بيت، إلا وللحزن والكآبة والألم تواجد فيه، فهو بحق شاعر مدمى القلب والمشاعر والروح، وجد في الاتجاه الرومانسي تحت ظلال مدرسة أبوللو متنفسا له، وملجأ يعينه على التعبير عما في داخل وجدانه، وقلبه الذي قطّعه الألم والمرض.
عمر أبو ريشة، شاعر نزع إلى الرومانسية بقوة بعد سفره إلى فرنسا، ليصطبغ شعره بمسحة مدرسة أبوللو، ليكون أحد أعضائها، فقال في قصيدة له عنوانها اقرئيها (أوراق ميت)، وهي مقطوعة قصيرة؛ لكنها حملت من الحزن والكآبة الشيء الكثير، فالموت قد تربع على رأس هرم القصيدة (أوراق ميت) فماذا ننتظر من قصيدة اُفتتحت بهذا العنوان!؟ لا بد وأن نرى الكآبة والتشاؤم والحزن تتغلغل في ثنايا أبيات هذا النص، فها هو الشاعر يفتتح قصيدته قائلا:
إنـها حجرتي لقد صدئ النسيان فـيها وشـاخ فـيها الـسكوت
غرفة كئيبة، هذا ما يتبادر إلى ذهن قارئ هذا البيت، فالنسيان هنا كالحديد الذي ترك في مكانه لسنوات حتى صدئ، دون أن تمد إليه يد لتحريكه، فلا صديق يسأل عن الشاعر، ولا قريب، ولا حبيب يؤانسه ويناجيه، حتى أن السكوت والصمت قد شاخا في أرجاء الغرفة، فأي جو هذا الذي يعيشه الشاعر!؟ وأي كآبة تقطر منها؟
ويحاول الشاعر الخروج من أجوائه الكئيبة هذه، حينما يطلب من محبوبته الدخول إلى هذه الغرفة، فيقول:
ادخلي بالشموع فهي من الظلمة وكـر فـي صـدرها مـنحوت
يريد للشموع أن تنير هذه الغرفة، فسماها (وكر) والوكر مأوى الطائر إذا ما حُفر في جبل أو جدار، فتكون ظلمته شديدة، وكأن الشاعر هنا يقول بأن الظلمة المعنوية، عششت في وجداني، وكأنما نُحتت فيه نحتا، فهل يُزال النحت من الجدار بسهولة!؟ بالطبع لا، فحتى حينما حاول الشاعر أن يتفاءل جاء وصفه وتشبيهه مُحبط موغل في الكآبة.
ثم يقول الشاعر بعد ذلك:
وانـقلي الـخطو باتئاد فقد يجفل مـنـك الـغـبار والـعـنكبوت
يطلب هنا إلى محبوبته السير ببطئ، فالغبار قد استقر في جنبات الغرفة، والعنكبوت قد ضرب أطناب بيته في زواياها، وبهذا يُعلن الشاعر التعايش التام مع هذا المنظر الكئيب، الذي يدل على حزنٍ دفين في أعماق الشاعر، ربما لوفاة محبوبته أثناء تواجده بلندن سبب في هذا الحزن العميق.
ثم يخاطب الشاعر محبوبته بقوله:
عند كأسي المكسور حزمة أوراق وعـمـر فـي دفـتيها شـتيت
فالشاعر يبث آلامه وأحزانه ومشاعره في أوراقه، ففي ثنايا هذه الأوراق خلاصة فكره ومشاعره وأحاسيسه وعمره المشتت الضائع، وهنا نرى الشاعر قد وضع أوراقه عند كأسه المكسور، وكأنه يرى أن أجله قد اقترب، وهنا تحضر الرمزية عند الشاعر، فهذا الكأس المكسور يرمز به إلى انتهاء أجله –ربما- .
احـمليها مـاضي شـبابك فيها والـفتون الـذي عـليه شـقيت
هنا يظهر لنا سبب شقاء الشاعر وألمه وتوجعه، وهذه الأجواء الكئيبة التي يعيش فيها، فالماضي السعيد، والحب القديم، هو الذي أوصل الشاعر إلى هذه الدرجة من الانكسار والكآبة، ومن منطلق اليأس يطلب الشاعر من محبوبته أن تأخذ هذه الذكريات القديمة، والتي أشقته وأشقت هذه الفتاة معه، ولكن أين تذهب بهذه الأوراق؟
يقول عمر أبو ريشة:
اقـرئيها لا تـحجبِ الـخلد عني انـشـريها لا تـتركيني أمـوت
اقرئيها لأحيى في ضميرك ووجدانك، اقرئيها ليبقى صدى ذكراي يتردد على مسامعكِ، ففي تذكركِ للماضي الذي جمعنا بقاء وخلود، فلا قيمة لهذه (المذكرات) إلا بكِ، ثم انشريها بين الناس، لأن فيها مشاعري وأحاسيسي، وبحجبها حكم علي بالموت، فالموت حقا –عند الشاعر- هو بانقطاع ذكره وخفوته.
وهكذا يختم عمر أبو ريشة مقطوعته القصيرة، والتي يتقاطر منها الحزن والكآبة والتشاؤم، وذلك بكلمات مثل ( صَدِئ النسيان – شاخ السكوت – الظلمة – الوكر – الغبار – العنكبوت – كأسي المكسور – شقيت – أموت ).
من خلال هذه النماذج والتي سبق استعراضها، يتضح لنا بجلاء، تلك النظرة الحزينة والكئيبة للحياة من شعراء مدرسة أبوللو، ويمكن ردها إلى أسباب كثيرة، لعل من أهمها:
1- التأثير الواضح للمذهب الرومانسي الفرنسي في شعراء هذه المدرسة، خاصة إذا ما علمنا أن عددا لا يستهان به من شعراء المدرسة قد درسوا وتعلموا اللغة الفرنسية، أو سافروا إلى أوروبا وتأثروا بها، كالشاعر إبراهيم ناجي، والشاعر علي محمود طه، والشاعر أحمد زكي أبو شادي.
2- التأثر الشديد بالمرض أو الحب، وعدم التسليم التام بالقضاء والقدر، كما عند الشاعر (أبو القاسم الشابي)؟، الذي كانت نظرته الحزينة التشاؤمية للكون والحياة بسبب مرضه الذي لم يمهله طويلا حتى قضى عليه.
3- فترة الاضطراب التي كان يعيشها العالم الإسلامي والعربي أيام نشوء هذه المدرسة.
إلى غير ذلك من الأسباب التي تحتاج إلى مزيد بحث واستقصاء. |
راجع : http://suliman1500.maktoobblog.com/1119977/%D...8%D9%84%D9%84%D9%88/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: الواحد لو اتهور وقال: إن الحزن هو أصل الغناء... حيحصل شنو؟! |
الأخ العزيز / محمد الأمين موسى
سلامات
نظامنا الاجتماعي القديم في السودان فرض علي العشاق الهجر والحرمان وعدم رؤية المحبوب ، وكانت وسائل الاتصال معدومة حينذاك الا نادر لتبادل العواطف وإرواء الشوق ، فابتكر الشعراء وسائل أخرى لتكون مرسالا بينهم والمحبوب منها النسيم والطيور يحملونها أشواقهم وهيامهم ،وهذه لا تروي الظمأ ولا تنقل الرسائل المحبوبة ولكنها وسيلة لبث الشكوى والألم ، ولم يقتصر هذا على شعراء الحقيبة بل تعداهم فكنا نسمع وردي (يا طير يا طائر) وصالح الضئ ( يا طير يا ماشي لي اهلنأ) ولا ننسى حينما حمل حسين بازرعة أشواقه في أغنية قصتنا الطيور وهو في منفاه الاختياري في جدة لتحمل الأشواق إلى ملهمته في الشط الثاني من البحر ، لذلك فمعظم العشاق ذاقوا طعم الحرمان فالبنت لابن عمها دون مشورتها ، كان ذلك هو المجتمع والبيئة التي ولدت فيها هذه الأغاني الصادقة . الأغاني السودانية جلها حزين تجد في مفرداتها الظلم والجور وبين اسطرها الصد والهجران وفي حروفها الدموع والآلام ، ولقد ذكر الشاعر عوض أحمد خليفة انه عاتب الشاعر إسماعيل حسن في قسوته على ملهمته خاصة في أغنية (بعد إيه) وقال الشاعر عوض أحمد خليفة انه لابد من تخطي ذلك الحزن بأغاني فرايحية فألف أغنية (أغلى من عيناي و أحلى من ابتسامي) والتي صدح بها الفنان عبدالكريم الكابلي ، وأيضا قال الشاعر محمد علي ابوقطاطي إن الشعر الغنائي في تلك الفترة كان حزينا ومليئا بالدموع فكان لابد من كتابة أغاني فيها التفاؤل والأمل والفرح فكانت أغنية الأماني العذبة والتي لحنها وغناها الفنان خليل إسماعيل شكرا عزيزي محمد الأمين موسى
وسعيد جدا بحضورك البهي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
عاش إدريس جماع حياة مليئة بالحزن والمآسي فهو شاعر إنسان ورقيق وحساس ولكن هذه المشاعر اصطدمت بالواقع المرير وأدى ذلك إلى إصابته بمرض نفسي ألزمه مستشفيات الأمراض النفسية ولقد ذهب أيضا إلى مصر للعلاج منه ولكنه ظل كما هو هائما على وجه لا يهتم بمظهره أسير لهذا المرض والذي جعله يعيش في عالمه الخاص ولقد وصف محمد حجاز مدثر حالة إدريس جماع بأنه لم يستطيع أن يمضي في درب الحياة الطويل وغادر عالم الشعور في ريعان شبابه وعاش بشبحه فق بلا أحساس حيث قال في أبيات ظلمات وشعاع يصفه حالته .. إذا مت لا تحزني إنني تراب يعود إلى بعضه لقد جعلتني ليالي العذاب ألذ الممات على بغضه وما كان عيشي هنيئاً فأذكر ما كان بالأمس من غضه ولكن في النفس معنى الرجولة يحتمل المر من محضه وفلسفتي في الظلام الكثيف ترى لمحة من سنى ومضه ونقرأ بين سطور هذه الأبيات إن جماعا قد جعله العذاب يفضل الموت على هذا العيش الكئيب والمزري وانه لم يتذوق طعم السعادة والعيش الهنئ لضيق ذات اليد ولكن لم تعوزه الرجولة والصبر والقوة لتحمل تلك المحن ولم يفقد الأمل ومهما كانت فداحة المصائب ظلّ يقاوم كل الدسائس والمكائد التي صادفته في حياته العملية ،فهنالك نور يشع وأمل يلوح في الأفق ويظهر ذلك في هذا البيت ... يغالب محنتي أمل مشع .... وتحيا في دمي عزمات حر.
نزاصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: محمد المرتضى حامد)
|
Quote: يا سفيان ، ولى المساء للشاعر الراحل حسن عوض أبو العلا وليس جماع..
|
سلام يا حبيبنا و مولانا ود المرتضى وسنتك سعيده ... طبعاً للأسف انتبهته للكلام دا بعد ما عملته ارسال و قلته بعد شويه اخش اعدل و الشبكة عصلجت معاي و الصفحه بقت تجيني نص فقط و اهو لما جاءت كااامله لقيتك نقشته النومه ههههههههه عشان كدا بنعتمد معلومتك السليمه دي و انا غلطاااان ... عليك الله فى زول ممكن يغلط زي غلطتي دي !!؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: محمد المرتضى حامد)
|
يا سلام يا سفيان وود القرشي هذه القصيدة قراراتها وتعرفت عليها لاول مرة فى مفكرة شخصية عام 1975 تخص صديقي عضو البورد مصطفى مختاركتبهابخط يده وب القلم الأزرق فى مفكرة زرقاء اللون ومن وقتها بقيت هذه القصيدة منحوتة في ذاكرتي
Quote: على الخطب المريعِ طويتُ صدري وبحتُ فلم يفدْ صمتي وذكري وفي لُـجج الأثيرِ يذوب صوتي كساكب قطرةٍ في لُجّ بحر دجى ليلي وأيامي فصولٌ يؤلّف نظمُها مأساةَ عمري أُشاهد مصرعي حيناً وحيناً يخايلني بها أشباحُ قبري وفي الكون الفسيح رهينُ سجنٍ يلوح به الردى في كلّ شِبر وأحلامُ الخلاصِ تشعّ آناً ويطويها الردى في كلّ سِتر حياةٌ لا حياةَ بها ولكنْ بقيّةُ جذوةٍ وحطامُ عمر خطوبٌ لو جهرتُ بها لضاقت بها صورُ البيانِ وضاق شعري جهرتُ ببعضها فأضاف بثّي بها ألماً إلى آلام غيري كأني أسمع الأجيالَ بعدي وفي حَنَقٍ تُردّد هولَ أمري يقلّبني الفِراشُ على عذابٍ يهزّ أساه كلَّ ضميرِ حُرّ تطالعني العيونُ ولا تراني فشخصي غيّرتْه سنينُ أسري يصمّ صليلُ هذا القيدِ سمعي وفي الأغلال وجداني وفكري وأين الأمنُ حتى من حياتي فقد فنيتْ وما خطبي بسِرّ وتسلبني الكرى إلا لماماً يدٌ من حيث لا أدري وأدري وفي جنبيَّ إنسانٌ وروحٌ وحبُّ الناسِ في جنبيَّ يسري وقاكِ اللهُ شرّاً يا بلادي سرتْ نيرانُه لحصاد عمري ينازعني الحياةَ وفي ضلوعي هوًى ضجّتْ به خفقاتُ صدري وأيامي تَساقط من حياتي كأوراقٍ ذوتْ والريحُ تذري تَطامنَ دوحُها وهوى مُكِبّاً وأجفلَ عنه تيّارٌ بنهر وهُدِّمَ مؤنسُ الأعشاشِ فيه فلم تهزج له أنغامُ طير ولستَ ترى حواليه رُواءً ولكنْ وحشةً وذبولَ زهر يغالب محنتي أملٌ مُشِعٌّ وتحيا في دمي عَزَماتُ حُرّ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الأخ العزيز / سفيان بشير نابري سلامات إدريس جماع كان شاعرا رقيقا وإنسانا حساسا يحمل بين دواخله كل الصفات الطيبة والقيم الفاضلة ويشهد بذلك كل من عاصره أو التقى به ،وكذلك أهله في حلفاية الملوك ، كان يجل الكبير ويحترم الصغير، ويحكى عنه انه إذا كان يتناول طعامه وأفشى عليه احد الأشخاص السلام من مكان بعيد حتى ولو كان ذلك الشخص طفلا رفع إدريس جماع يده بالتحية ثم وضعها على صدره كما يفعل الجميع عند التحية فتتلطخ ملابسه بما تحمله يده من بقايا طعام. استوقفتني أغنية (صوت من وراء القضبان ) كثيرا ، فهي تمثل مأساة إنسان عانى في هذه الحياة كثيرا حتى ضاق به هذا الكون الفسيح ، تحطمت آمال الشاعر وضاعت أحلامه ،وأصبح أسيرا لحالته النفسية ، فصار هائما في هذه الحياة غير مهتم بمظهره أو ملبسه، تجده في مدينة بحري سائرا في قضبان السكة حديد ومرة أخرى في المحطة الوسطى الخرطوم ، الزموه مصحة كوبر للأمراض العقلية ومستشفى التجاني الماحي فزادت هذه ألامه وأحزانه ، أغنية صوت من وراء القضبان صادقة ونابعة عن معاناة حقيقة وحياة مليئة بالتراجيديا ، أختار إدريس جماع مفرداتها بكل دقة وشفافية لتعبر عن الحياة التي يعيشها وحالته النفسية والجسدية نادرا ما نجد أغنية سودانية تتناول حياة الشاعر الشخصية فقط دون التطرق للملهمة والحب والهجر، وأظن إن هذا هو السبب الذي جعل هذه الأغنية غير مشهورة وحبيسة مكتبة الإذاعة ، ولم يتغنى بها الفنان سيد خليفة في الحفلات ، بالرغم من لحنها الجميل والحزين والذي يعبر تماما عن كلمات الأغنية .
شكرا سفيان وفي انتظار المزيد من المساهمات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الأخ العزيز / محمد المرتضى
حمد لله على سلامتك وعودتك للمنبر
حزين ضيعني إهمالي ... أسرني وحطم آمالي طبعت هواك في شمالي ... مالي والغرام أنا مالي كانت الدنيا باسمالي .... ومن أفراحه قاسمالي لكن صبحت مخاصماني .... كفاي الذكرى راسمالي
كنت دائما ما أطلب من الراحل بادي محمد الطيب أن يغني (فتان حبو) للجاغريو وكنت أذرف الدموع في المقطع أعلاه حيث أن الحزن والآسي بين كلماتها ينتقل إلى القلب سريعا ، ودائما ما أطلبها منه في منتدياتنا الأسبوعية ، وكأنني استمتع بالحزن وذرف الدموع ... ولكن صوت من وراء القضبان وسفري كانت أكثر إيلاما ووقعا لارتباطها بحياة شعرائها وصحتهم الجسدية والنفسية ، ودائما ما تلامس الأغاني الحزينة الوجدان ويكون لها في القلب صدى . وهنالك أغاني لفنانين كبار كان عنوانها الحزن مثل الحزن القديم لوردي ،الحزن النبيل لمصطفى سيد أحمد ،الماضي الحزين لإبراهيم إدريس ود المقرن ، ليه تحزن لخليل إسماعيل وانت ليه حزين لصلاح مصطفى ،والكثير من الأغاني السودانية كان اسمها يحتوي على كلمة ( الظلم) أو مشتقاته مثل ظالمتي وطول عمري ما ظلمتك يوم لأحمد المصطفى ،ظلموني الأحبة لعثمان حسين ، ظلموك يا عين لمحمد حسنين ،ابقى ظالم لإبراهيم عوض وظلموني الحبايب للعاقب محمد الحسن وظلموني الناس للكاشف وبقيت ظالم لزيدان إبراهيم وظلموك يا قلبي لسيد خليفة ، هذا ما استحضرته الذاكرة الان من الأغاني التي اسمها مشتق من كلمتي الظلم والحزن فما بالك بالوداع والدموع والفراق وغيرها من الكلمات التي تعبر عن الأسى وهجر الحبيب ، حقيقة عزيزي محمد المرتضى هذا البوست يحتاج إلى مجهود كبير من كل المهتمين حتى نستطيع إثراءه ببعض المعلومات عن الأغاني السودانية الحزينة وتناولها نقدا وتحليلا ومن خلال هذا البوست يمكننا الحديث عن بعض الأغاني التي لم تجد حظها من الانتشار والشهرة . مودتي. ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: يا سلام يا سفيان وود القرشي هذه القصيدة قراراتها وتعرفت عليها لاول مرة فى مفكرة شخصية عام 1975 تخص صديقي عضو البورد مصطفى مختاركتبهابخط يده وب القلم الأزرق فى مفكرة زرقاء اللون ومن وقتها بقيت هذه القصيدة منحوتة في ذاكرتي
|
/الأخ العزيز / جني
سلامات
هذه الأغنية فيها أبيات تمثل قمة إنسانية إدريس جماع
حيث ذكر انه يخاف أن يبث شكواه للآخرين حتى لا يضاعف
الآمهم وأحزانهم ،
رجل في محنته ويراعي مشاعر الناس ويخاف عليهم من المواجع
خطوبٌ لو جهرتُ بها لضاقت بها صورُ البيانِ وضاق شعري جهرتُ ببعضها فأضاف بثّي بها ألماً إلى آلام غيري
لك كل الود عزيزي جني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Osman Musa)
|
Quote: او لو تكرمت علي وارسلت لي علي الايميل اي اختصار عن تلك الندوة المهمة |
الأخ العزيز / طارق ميرغني
كل سنة وانت طيب
كانت تلك الندوة في عام 2001 ،
وغالبا ما يكون الأخ عصام نوح والذي دائما ما يقوم بتصوير نشاطات النادي السوداني بمسقط قد قام بتسجيلها
لكني لم أسأل عن التسجيل لظروف انتقالي إلى مناطق خارج مسقط حيث ابتعدت من النادي السوداني لفترات طويلة ،
,وأذكر انه قبل سنوات شاهدت تسجيلا لهذه الندوة عند الأخ محمد سامي حيث قام بتسجيل الندوة بكاميرته الخاصة وان شاء الله إذا وجدت تسجيلا لهذه الندوة سأقوم بإرساله لك فورا .
لك كل الود عزيزي طارق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: وضاحة)
|
الأخت العزيزة / وضاحة
سلامات
الشاعر إدريس جماع يُحكى أنه خاض تجربة الحب مرة واحدة ( بنت الجيران) ،
وعند عودته من مصر وجدها قد تزوجت ، لذلك قصائده العاطفية قليلة جدا ،
ولقد عبر عن حبه في أغنيته المشهورة على الجمال تغار منا ،
ولكن بعدها كتب أغانيه الحزينة مثل (شاء الهوى ) و ( ربيع الحب) ،وسأعود لهما لاحقا بالتفصيل إن شاء الله ,
لك كل الود والاحترام لحضورك الأنيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
سلامات دكتور احمد القرشي وانت تتطرق لشخصية سودانية اثرت وصاغة وجدان الكثير من السودانيين ازكر وانا صغير فى اوائل الثمانينات كان احد قرائبي طريح مستشفى التجاني الماحي للامراض النفسية وساقتنى خطايا هناك ورايت ادريس جماع وهو هائم فى عالمه وقد نقش وكتب الكثير من اشعاره على جدران واعمدة المستشفى وحينها كان الراحل عبدالعظيم حركة يقيم حفلة لنزلاء المستشفى كل يوم اربعاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Saifeldin Gibreel)
|
صوت من وراء القضبان أغنية فريدة لم يتحدث شاعراها فيها عن المرأة وجمالها ولا حبه وغرامه وهيامه بل تحدث عن حياته ككل ، فكل حرف منها يزرف دمعا وكل كلمة تئن وجعا وكل شطرة تعاني ألما وكل بيت يمثل معاناة، وأظن لأنها تتحدث عن معاناة خاصة لشاعر لم تجد حظها من الانتشار ولا أظن أن الفنان سيد خليفة تغنى بها منذ أن سجلها للإذاعة. في هذه القصيدة لا يشكي إدريس جماع ولهاً أو وجعا لحب ضائع أو هجرا لحبيب مضى وإنما يصور حالته النفسية والجسدية وظلم المجتمع وجوره والعذاب الذي يعيشه في هذه الدنيا وعدم إحساس الآخرين بمعاناته ، لم تمنعه أحزانه وظروفه المرضية أن يتذكر الوطن ويتغنى له ويدعو بالخير وهنا تتجلى الوطنية في أسمى حالتها . قصيدة كلماتها بسيطة وواضحة فهو شاعر السهل الممتنع.
على الخطب المريعِ طويتُ صدري وبحتُ فلم يفدْ صمتي وذكري وفي لُـجج الأثيرِ يذوب صوتي كساكب قطرةٍ في لُجّ بحر دجى ليلي وأيامي فصولٌ يؤلّف نظمُها مأساةَ عمري أُشاهد مصرعي حيناً وحيناً يخايلني بها أشباحُ قبري
تحدث إدريس جماع عن تفاعله مع مصائبه وخطوبه حيث انه التزم عدم البوح تارة والصمت وكتم الآلام تارة أخرى ولكن في الحالتين لم يجد السلوى والدواء وراحة النفس ، حيث أن صوته يضيع في الهواء وكأنه يسكب قطرة ماء في بحر كبير ، أما نهاره وليله فإنهم فصول من مسرحية منظومة على مأساة عمره ،وهو يتخيل مصرعه بين الحين والآخر ويرى أشباح قبره .
وفي الكون الفسيح رهينُ سجنٍ يلوح به الردى في كلّ شِبر وأحلامُ الخلاصِ تشعّ آناً ويطويها الردى في كلّ سِتر حياةٌ لا حياةَ بها ولكنْ بقيّةُ جذوةٍ وحطامُ عمر وبالرغم من رحابة الكون واتساعه إلا انه أصبح رهين لسجن يحيطه الموت في كل شبر وفي بعض الأحيان تشع لها أحلاما وأملا ولكن يطويها الردى ، أما حياته فهي خالية من المشاعر والأحاسيس والملذات والحركة والتفاعل مع المجتمع حيث جرد حياته من الروح وما تبقى هو عمر محطم وبقايا أحلام . ولقد أستعمل حسن عوض ابوالعلا كلمة حطام في قصيدته ولى المساء ليصف بها حاله دون أحبابه والفرق إن حسن عوض ابوالعلا كان مرضه عضويا بينما إدريس جماع نفسيا حيث قال .... غـــــداً أذوِّبُ مُـهـْجَــتــى فـى حـَــرِّ أنــفـَـاس الـغـــرام أرنـُـو إلـيــكَ ولـوْعَـتـى ظـَمْـآى تـُـؤجِّــجُ فى الـضـرام وأبـِـيـتُ أعْـشَـقُ فى الـدُّجَى طـَيـْـفـاً يُـنـادى فى مَـنــام أبــداً أعـِـيــشُ فـى حُـبـِّـه أنـا غـيــرَ أحْـبـَـابـى حُـطـام نواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
في ربيع الحب
فى ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن ثم ضاع الأمس منى وانطوت بالقلب حسرة
اننا طيفان فى حلم سماوى سرينا واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا انه الحب فلا تسأل ولا تعتب علينا كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا
ثم ضاع الامس منى وانطوت بالقلب حسرة أطلقت روحى من الأشجان ما كان سجينا أنا ذوبت فؤادى لك لحنا وأنينا فارحم العود اذا غنوا به لحنا حزينا ثم ضاع الامس منى وانطوت بالقلب حسرة ليس لى غير إبتساماتك من زاد وخمر بسمة منك تشع النور فى ظلمات دهرى وتعيد الماء والأزهار فى صحراء عمرى ثم ضاع الامس منى وانطوت بالقلب حسرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: وضاحة)
|
Quote: سلامات دكتور احمد القرشي وانت تتطرق لشخصية سودانية اثرت وصاغة وجدان الكثير من السودانيين ازكر وانا صغير فى اوائل الثمانينات كان احد قرائبي طريح مستشفى التجاني الماحي للامراض النفسية وساقتنى خطايا هناك ورايت ادريس جماع وهو هائم فى عالمه وقد نقش وكتب الكثير من اشعاره على جدران واعمدة المستشفى وحينها كان الراحل عبدالعظيم حركة يقيم حفلة لنزلاء المستشفى كل يوم اربعاء |
الأخ العزيز / سيف الدين جبريل
سلامات
حقيقة ان ادريس جماع كان طريحا لمستشفى التجاني الماحي
وايضا يُقال انه تم إدخال مصحة كوبر للأمراض العقلية
ولقلة الوعي في المجتمع يُعتبر كل من ذهب لهذه المستشفيات للاستشارة الطبية مجنونا
ناهيك عن من تم ادخاله فيها بالشهور والسنوات
ذلك كفيل بتوريث العقد النفسية ،
كان ادريس يمشي هائما في شوارع الخرطوم ولا أحد يعيره إهتماما
او يحس بمعاناته وعذابه ، فهرب الى الشعر لينفث فيه ما في قلبه من هم وغم
شكرا عزيزي سيف الدين
ولك كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: وضاحة)
|
في ثمانينيات القرن المنصرم كنت أستمع إلى برنامج كان الضيف فيه مذيع معروف ، بادرته مضيفته بسؤال عن ماذا يحب فأجاب : أحب الحزن وأعيش عليه.. رغم غرابة السؤال والإجابة معا إلا أن رد الضيف يحمل في طياته حالة تتوهط في كثير من السودانيين وربما تميزهم عن غيرهم من شعوب الدنيا وهي حالة الحزن ( المبهول ) في معظم حركاتنا ومبذول في كل سكناتنا.. المراقب للمزاج الإجتماعي ربما يتوصل إلى نظرية أننا نقدس الحزن بحد ذاته غض النظر عن مسبباته حتى أكاد أصدق ذلك الذي قال إنه يقتات على الحزن.. ربما يقول قائل أن الحزن أكثر المشاعر أصالة واستدامة ، فهو ، بلاشك ، أطول إقامة في النفس من الفرح وآثاره تسونامية في ارتداداتها ، ساحقة للنفس وقليل من يتجاوزها ويُبقي على تماسكه حين هطولها، لكن كثير منا يعيش حالة الحزن دون سبب ظاهر ومحدد سيما إذا خلى الواحد إلى نفسه .. عارف يا أحمد .. إستمعت لأغان من مختلف الثقافات لكن يبدو أننا ، دون غيرنا ، أهل تخصص في الحزن المصفى والوجع المغربل ويتسرب ويحوم حتى في أفراحنا .. نعم ، حتى في أفراحنا.. if any كما لو أننا جميعنا من مواليد برج الفجيعة.[/green]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: نلاحظ إن معظم الأغاني حزينة وفيها كل صنوف الوله والشوق والحرمان وظلم الحبيب، وبعض الشعراء تحدثوا في قصائدهم عن معاناة نفسية وجسدية حقيقة عايشوها في حياتهم ،فسكبوا دموعهم في مفردات هذه الأغاني ، لذلك كان شعرهم صادقا ومعبرا وملامسا للوجدان فكان هذا سر خلود وجمال هذه الأغاني .
|
<<<<<<<<<<<<<<<<
عزيزي احمد القرشي بوست في غاية الأهمية في محراب الفن و لاشك ان الحزن والوله والشوق والحرمان كان طابع الأغنية السودانية في أعوام السبعينات والثمانينات لربما لان القيود التي كانت مفروضة على الفتاة السودانية وكذلك على الفتى السوداني كان مشددا في ذلك الوقت ولربما كان نادرا ان تجد فتاة تستطيع ان تعبر عن اشواقها وحنينها وكذلك من النادر ان تجد فتى يعشق ان يعبر عن هذا الوله او حتى رؤية الفتاة غير في المناسبات العامة كحفلات الأعراس ولذا تجد ان الأغنية السودانية في ذلك الزمان مليئة بالوجدان والدموع والآهات.. ولكن نجد الحال قد تغير الآن وخفت قبضة الآباء والأمهات عن خنق حريات الفتيات، اضافة إلى الفضائيات التي تأتي بالعجب العجاب ووسائل الاتصالات الإلكترونية والنوادي الاجتماعية في المواقع الإلكترونية ولذا نجد ان التعبير عن الوله والوجدان يشوبه شكوك الظن والريبة وغاب الصدق الذي يلامس الوجدان وبذا نجد ان اغنيات الزمن الحاضر تنقصها الكثير من الجماليات و لا تيقى في الذكرة سوى سويعات مع وتيرة الحياة السريعة ... وربما كان هذا الأمر هو سر خلود تلك الأغنيات في ذلك الزمن ... والله يديك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
مرحبا أستاذ أحمد ومتأسف للتأخير إذ طلب مني الأخ محمد المرتضى إنزال هذه الأغنية كما أردت إلا أن أمر الرزق قد أخذ الاسبوع الماضى بقبضته القوية ولم يتركـ لي لكـ العتبي أٍتاذي ولصديقي الجميل ود المرتضى .
موقع الأغنية لديكـ مرفوع على موقع الـ 2SHARED وأعتقد أنه لا يملكـ خاصية التشغيل التلقائي عموماً الرابط أعلاه من موقع الـ 4SHARED ويلزم ضغط زر التشغيل ما لم أجد طريقة أخرى أو أحد الأخوان ذوي الخبرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: عمران حسن صالح)
|
شكرا جزيلا عزيزي عمران حسن صالح
لتنزيل الاغنية ، لاننا فشلنا حتى في تنزليها
بهذه الطريقة
فلك كل الود والتقدير ،
وأتمنى من القراء متابعة الأغنية مع كلماتها
سيلاحظ الجميع أن سيد خليفة قد أعطى الأغنية لحنا حزينا
يتلائم وكلماتها . واليكم الكلمات مرة أخرى ..
صوت من وراء القضبان لحن وغناء سيد خليفة
على الخطب المريعِ طويتُ صدري وبحتُ فلم يفدْ صمتي وذكري وفي لُـجج الأثيرِ يذوب صوتي كساكب قطرةٍ في لُجّ بحر دجى ليلي وأيامي فصولٌ يؤلّف نظمُها مأساةَ عمري أُشاهد مصرعي حيناً وحيناً يخايلني بها أشباحُ قبري وفي الكون الفسيح رهينُ سجنٍ يلوح به الردى في كلّ شِبر وأحلامُ الخلاصِ تشعّ آناً ويطويها الردى في كلّ سِتر حياةٌ لا حياةَ بها ولكنْ بقيّةُ جذوةٍ وحطامُ عمر خطوبٌ لو جهرتُ بها لضاقت بها صورُ البيانِ وضاق شعري جهرتُ ببعضها فأضاف بثّي بها ألماً إلى آلام غيري كأني أسمع الأجيالَ بعدي وفي حَنَقٍ تُردّد هولَ أمري يقلّبني الفِراشُ على عذابٍ يهزّ أساه كلَّ ضميرِ حُرّ تطالعني العيونُ ولا تراني فشخصي غيّرتْه سنينُ أسري يصمّ صليلُ هذا القيدِ سمعي وفي الأغلال وجداني وفكري وأين الأمنُ حتى من حياتي فقد فنيتْ وما خطبي بسِرّ وتسلبني الكرى إلا لماماً يدٌ من حيث لا أدري وأدري وفي جنبيَّ إنسانٌ وروحٌ وحبُّ الناسِ في جنبيَّ يسري وقاكِ اللهُ شرّاً يا بلادي سرتْ نيرانُه لحصاد عمري ينازعني الحياةَ وفي ضلوعي هوًى ضجّتْ به خفقاتُ صدري وأيامي تَساقط من حياتي كأوراقٍ ذوتْ والريحُ تذري تَطامنَ دوحُها وهوى مُكِبّاً وأجفلَ عنه تيّارٌ بنهر وهُدِّمَ مؤنسُ الأعشاشِ فيه فلم تهزج له أنغامُ طير ولستَ ترى حواليه رُواءً ولكنْ وحشةً وذبولَ زهر يغالب محنتي أملٌ مُشِعٌّ وتحيا في دمي عَزَماتُ حُرّ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: وضاحة)
|
خطوبٌ لو جهرتُ بها لضاقت بها صورُ البيانِ وضاق شعري جهرتُ ببعضها فأضاف بثّي بها ألماً إلى آلام غيري كأني أسمع الأجيالَ بعدي وفي حَنَقٍ تُردّد هولَ أمري
هذه المصائب التي أصابت الشاعر لا تستوعبها كل صور البيان وقوالب الشعر وذلك لفداحتها ، حيث أنه يصعب التعبير عنها مهما ملك الشاعر ناصية اللغة .وتظهر إنسانية الشاعر وأخلاقه وحبه للناس إذ أنه لا يريد أن يزيد ألامهم ويضيف إليهم حزنا ووجعا ، فبعض ألامه التي جهر بها أضافت ألما للآخرين فكيف به إذا أفرغ كل ما بدواخله من حزن وإحباط ومعاناة ، أما ما أصابه من فوادح فتظل تردده الأجيال لسنوات طوال حتى بعد رحيله شفقة وحزنا عليه وحنقا على المجتمع الذي ظلمه .
يقلّبني الفِراشُ على عذابٍ يهزّ أساه كلَّ ضميرِ حُرّ تطالعني العيونُ ولا تراني فشخصي غيّرتْه سنينُ أسري ونرى في هذا المقطع إن إدريس جماع قد عكس الصورة وجعل نفسه مفترشا العذاب الذي يهز كل صاحب ضمير حي . ولقد غيرت معاناته وأوجاعه ومرضه شكله وقسماته فكل من ينظر إليه لا يعرفه ، وحقيقة كان ذلك ، فإدريس جماع كل من رآه في تلك الفترة كان شكله وملبسه وجسده لا ينم عن ذلك الشاعر الرقيق الحساس بل عن شبح إنسان ضائع .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
يصمّ صليلُ هذا القيدِ سمعي وفي الأغلال وجداني وفكري وأين الأمنُ حتى من حياتي فقد فنيتْ وما خطبي بسِرّ وتسلبني الكرى إلا لماماً يدٌ من حيث لا أدري وأدري
لقد ذكر إدريس جماع انه كان شاعرا واقعيا وإن قصائده هي نفسه ومطابقة لها وهي ومضات من حياته ، إذن هنالك أسئلة تحتاج إلى إجابة قبل شرح هذه الأبيلت ، هل يتحدث إدريس جماع عن قيود وأغلال حقيقة ، أم عن سجن خيالي وأغلال رمزية وجد فيها نفسه؟ ، هل الشاعر كان يسمع أصوات سلاسل وأغلال كان تقيده وتمنعه من الحركة أم كان يتخيل له؟، هل مصحة كوبر للأمراض العقلية كانت تقيد بعض المرضى لتقلل من حركتهم ؟ هل تمت محاولة علاج الشاعر عند أحد المشايخ والذين يضعون السلاسل والأغلال في أرجل المرضى النفسيين ؟ وكما ذكر الأخ سيف الدين جبريل وغيره من المهتمين إن إدريس جماع كان يكتب أشعاره في جدران المستشفيات، ولكن في كل الأحوال إن هذه القيود حقيقة كانت أم رمزية إلا أنها شلت أفكار ووجدان الشاعر وكانت تزعجه صوتها وصليلها . أيضا يتسأل الشاعر عن الأمن والطمأنينة أين هي من حياته حيث انه قُضي عليه وهذا ليس أمر بيسير أو سهل وليس هناك من يهتم ، حتى المنام أصبح مسلوبا منه من أناس يعرفهم وآخرون لا يدري بهم وفي جنبيَّ إنسانٌ وروحٌ وحبُّ الناسِ في جنبيَّ يسري وقاكِ اللهُ شرّاً يا بلادي سرتْ نيرانُه لحصاد عمري ينازعني الحياةَ وفي ضلوعي هوًى ضجّتْ به خفقاتُ صدري وأيامي تَساقط من حياتي كأوراقٍ ذوتْ والريحُ تذري ويتحدث إدريس جماع عن نفسه ويقول بكل ألم إن في دواخله إنسان وروح ،ولقد جُبل على حب الناس الذي يسري في دمائه ويتغلغل في عروقه ، ولم ينس إدريس جماع في قمة مأساته هذه وطنه فتجلى حبه لهذا الوطن عندما دعا له بالخير وان يكون في حفظ الله ورعايته من الشرور التي ألمت به وقضت على بقية عمره ، حيث أصبحت أيامه تتساقط من حياته كالأوراق الذابلة والتي تتساقط كل ما مرت عليها ريح .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
الأخت العزيزة / وضاحة
سلامات
أغنية (غيرة ) والمشهورة ب (على الجمال تغار منا )
من أجمل القصائد العاطفية والغزلية التي كتبها الشاعر إدريس جماع ،
ومفرداتها ومعانيها فريدة ومعبرة ،ويقال أن محمد عبدالوهاب بلغ به الطرب عندما سمع سيد خليقة يغني ...
أَنْتَ الْسمَاء بَدَتْ لَنَا وَاسَتَعَصَمت بالْبُعْدِ عَنَّا
لقد أبدع سيد خليفة في اللحن والأداء
أَعْلَىَ الْجَمَالِ تَغَارُ مِنَّا كلمات الشاعر/ إدريس جماع لحن وغناء/ سيد خليفة
أَعْلَىَ الْجَمَالِ تُغَارُ مِنَّا مَاذَا عَلَيْكَ إِذَا نَـــظرنَا هِيَ نَظْرَةٌ تنْسَي الْوَقَار وَتَسْعدُ الْرُّوْحُ الْمُعَنَّى دِنْيَايَ أَنْتَ وَفَرْحَتِيْ وَمُنَى الْفُؤَاد إِذَا تَمَنَّىْ أَنْتَ الْسمَاء بَدَتْ لَنَا وَاسَتَعَصَمت بالْبُعْدِ عَنَّا هَلَا رَحِمْتَ مُتَيَّمَا عَصَفَتْ بِهِ الْأَشْوَاقُ وَهنَّا وَهَفَتْ بِهِ الْذِكْرَيَ وَطَافَ مَعَ الْدُجَىْ مَغْنا فَمَغْنا هَزَّتْهُ مِنْكَ مَحَاسِنَاً غَنَّىْ بِهَا لمَا تَغَنَّىْ آَنَسْتُ فِيْكَ قَدْاسةً وَلَمَسَت فِيْكَ اشْرّاقَا وَفَنَّا وَنَظَرْتُ فِيْ عَيْنَيْك آِفَاقَا وَأَسْرَارّا وَمَعْنَىً وَسَمِعْتُ سِحْرِيَّا يَذُوْبُ صَدَاهُ فِيْ الْأَسْمَاعِ لَحْنَا نِلْتَ الْسَّعَادَةِ فِيْ الْهَوَي ورشَفَتِهَا دَنّا فَدنّا
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
في ربيع الحب
من أغاني الشاعر إدريس جماع الحزينة والجميلة التي لحنها وغناها الفنان سيد خليفة والتي لاقت حظها من الانتشار أغنية في ربيع الحب ،ولقد ذكر الأستاذ فؤاد عمر إن أغنية في ربيع الحب قد سجلها الفنان سيد خليفة سنة 1958 ،مفردات الأغنية تُظهر أن إدريس جماع له المقدرة على تصوير الحزن والألم في دواخله تصويرا بليغا ورائعا . وفي الأغنية يتحدث الشاعر عن ماضي حبه المشرق الملئ بالهوى والغرام والهيام وحاضره المظلم الذي تحول إلى صحراء قاحلة ومجدبة بعد أن ضاع الحب وحلت مكانه الحسرة والأسى ، ويصف حالته عندما كان الحب جنة ومأوى له وكيف انه كان يعيش أياما رومانسية حالمة يتغنى فيها مع محبوبته ويناجي العصافير بين الأغصان ليلتفت ويجد السعادة قد تبخرت وتلك الأيام قد أصبحت ذكرى من الماضي. و يتحسر الشاعر عن الأمس الذي ضاع والذي يمثل له ربيعا للحب والذي لم يتبقى منه إلا تلك الابتسامات لتكون له زادا وعونا في حياته ، والبسمة من المحبوب كفيلة بان تشع النور في ظلمات حياته وتروي صحراء عمره بالماء لينبت أزهارا وحبا. ووصف الحياة بدون حب كالصحراء المجدبة تطرق اليه الشاعر محجوب سراج في أغنيته الجرح الأبيض والتي يتغنى بها الفنان صلاح بن البادية ... الحياه غيرك صحارى و السعادة محرمة معاك وا أنيني
نواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
في ربيع الحب كلمات الشاعر / إدريس جماع الحان وغناء / سيد خليفة
في ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن ثم ضاع الأمس منى وانطوى بالقلب حسرة إننا طيفان في حلم سماوي سرينا واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا انه الحب فلا تسأل ولا تعتب علينا كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا ثم ضاع الأمس منى وانطوى بالقلب حسرة أطلقت روحي من الأشجان ما كان سجينا أنا ذوبت فؤادي لك لحنا وأنينا فارحم العود إذا غنوا به لحنا حزينا ثم ضاع الأمس منى وانطوى بالقلب حسرة ليس لي غير ابتساماتك من زاد وخمر بسمة منك تشع النور في ظلمات دهري وتعيد الماء والأزهار في صحراء عمري ثم ضاع الأمس منى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: في ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن ثم ضاع الأمس منى وانطوى بالقلب حسرة |
لقد كبل جمال سردك المعهود أناقة ولطفا وسلاسة وبلاغة وبيانا أن يبوح السان بحرف أبجدي في مداخلة ....
نرد لنرتوي من هذا المعين الطيب خماصاً ونعود بطانا
نفضّل في وسط كل هذا الأبداع القراءة أخي أحمد حتى لا نفسد روعة البوست
تعرف كل مداخلة لك تحتاج لتمعن قد يطول ويطول ونسرح مع النجمات بعيـــــد مع الأحرف منقوشة بماء التبر يبرق لمعانا
وثم ضاع الأمس مني وإنطوت في القلب حسرة
مودتي أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: jini)
|
الأخ العزيز / محمد المرتضى سلامات أظن أن الفرح والسعادة شئ نسبي ولكن الأشياء التي تُحزن وتُبكي يكاد أن يتفق عليها كل الناس الفقير والغني ، الشاب والكهل والمرأة والرجل ، والحزن من السهولة أن ينتقل من شخص لآخر بحكم القيم الإنسانية التي يحملها البشر. ولقد قال الشاعر إدريس جماع في ذلك ... خطوبٌ لو جهرتُ بها لضاقت بها صورُ البيانِ وضاق شعري جهرتُ ببعضها فأضاف بثّي بها ألماً إلى آلام غيري وبعض الأحزان كالجمر لا يطفئها إلا الدمع والبكاء، وحقيقة إن الحزن يحتل مساحة كبيرة في النفوس حيث قال ابن عيينه ( الدنيا كلها غموم فما كان فيها من سرور فهو ربح )، نحن في السودان الفرح في حياتنا قليل أو شبه معدوم ، هل نعزي ذلك لان الحياة القاسية والمعاناة والركض خلف لقمة العيش لا تعطينا المساحة لكي نفرح أم إننا أكثر مقدرة للتعبير عن الحزن بينما نفتقد أدوات التعبير عن الفرح . ؟ لا أدري ، معظم الشعب السوداني الفرح يتمثل عنده الظفر بأساسيات الحياة ،عندما يجد لقمة العيش التي تسد رمق أسرته أو أن يجد ابنه فرصة في التعليم وان يتعالج من مرض قد أصابه ، شظف العيش قلل مساحة الفرح في حياتنا ليتمدد فيها الحزن ، حتى الحب عندنا يقل ويذبل عند الاصطدام بالواقع المرير. مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: أَنْتَ الْسمَاء بَدَتْ لَنَا وَاسَتَعَصَمت بالْبُعْدِ عَنَّا |
تعرف يا أحمد فعلاً هناك من الحسان من ينطبق عليهنَّ هذا الكلام الطيب والحسن يعجب وتنفطر له القلوب لوعة وحبَّ وحت لو استعصمت بالبعد عنّا
والله لولا ان بشار بن برد كان أعمى لقلنا أن هذا أجمل ما قيل في الوصف ولا نبالغ والله
قال بشار بيته الذي يعد في نظر النقاد أنه من أجمل ما قيل في الوصف شعرا
كأن مسار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
تسلم يا أحمد وان تخط هذا الكلام الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: ماله ايقظ الشجون.واستثار الخيالا.. ماله فى مواكب الليل يمشى .... ويناجى اشباحه والظلالا.. هين تستخفه بسمة الطفل.. قويا يصارع الاجيالا.. حاسر الرأس عند كل جمال.. مستثشفا من الجمال جمالا.. خلقت طينة الاسى وغشتها.. نار وجدى..فاصبحت صلصالا.. ثم قال القضاء كونى ...فكانت شاعر مثالا.... |
الأستاذ الأديب / عصمت العالم
سلامات
هذه الأبيات تعبر عن الشاعر بكل صدق وشفافية ،
فهو شاعر واقعي صور مأساته في قصائده وكان دائما ما يتذكر الوطن في شعره ويتغنى له
بالرغم من الظلم والغبن والمرارة التي قابلها في حياته ، وكذلك دائما ما يتحدث عن إنسانيته وأخلاقه ولينه وحبه واحترامه للجمال ،
ويقول إدريس جماع في هذه الأبيات إن شاعريته مصدرها الأسى الذي في دواخله والخطوب التي قابلته في حياته .
شكرا عزيزي عصمت العالم لمداخلتك الشيقة والدسمة
ولك كل ودي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: تعرف يا أحمد فعلاً هناك من الحسان من ينطبق عليهنَّ هذا الكلام الطيب والحسن يعجب وتنفطر له القلوب لوعة وحبَّ وحت لو استعصمت بالبعد عنّا
|
الأخ العزيز / خالد المنسي
سلامات القلوب فطرت على حب الجمال وعشقه
وهنالك جمال يدخل قلبك دون استئذان
ويأسرك وتتمنى إلا تغض الطرف عنه
وعندما أتحدث عن الجمال أقصد جمال الوجه والقوام
وكذلك الأخلاق والذوق والأدب ، فهذه الصفات كفيلة
بسلب قلب شجاع جسور
قال ابوصلاح
الأسد الفي القيد يناتل اتاكد ما ليه كاتل غير مكحول ظبي النتيله
لك كل الود عزيزي خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: ومتأسف للتأخير إذ طلب مني الأخ محمد المرتضى إنزال هذه الأغنية كما أردت |
الرقيق الأنيق عمران، أعلم مدى زحمة اليوم طرفكم لكن يا أمير عزيزنا بكري جهجهنا بسحب خاصية التحميل المباشر ورحنا من ثم نساسق في برامج التحميل الأخرى والتي تتطلب صبر أيوب وبرضو ما تلفق..
لك الشكر يا سيدي ولن أتوقف عن طلب المساعدة في تحميل الجميل يا نبيل.. على أية حال إنت لي ميل وانا ليك اميل عشان نميل سوا يا أصيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
دكتور احمد القرشي لك التحايا والشوق شوالات تعرف قبل ما نلاقيك بيومين انا وهيثم لبيب واحمد المهدي جينا مارين من ام درمان لبحري وتصادف انه مرينا بموازاة طلمبة حبيب ( الشاعر الراحل حبيب حسن رفيق درب اسماعيل عبدالمعين) وحكيت لهم عن انه الطلمبة دي كانت عبارة عن منتدى ويجمع كثير من الفنانين والشعراء وانه الشاعر الراحل ادريس جماع كان يأتي راجلا من الحلفايا وهو في قمة زهوله ولا يتوقف الا عند تلك الطلمبة وحينما جاء زكر الشاعر ادريس جماع تزكرناك وتمنيننا ان تكون معنا وقتها وتحكى لنا عن منتدى طلمبة حبيب وعن ادريس جماع واولاد شمبات وخضر بشير وابوداؤود والسر قدور لكن نسوي شنو عاد للابيض الحتلت لينا فيها دي .
بجيك راجع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: حمزه بابكر الكوبي)
|
Quote: ( الشاعر الراحل حبيب حسن رفيق درب اسماعيل عبدالمعين) |
الأخ العزيز / حمزة الكوبي
سلامات
ذكرتني بشاعر بحري الكبيرحبيب الحسن وقصيدته الجميلة والتي صدح بها الفنان خضر بشير.....
سهر طرفي وما نمت ومن يوم شفتك أعلنت باني أسير سلمت بمن سواك أمنت أمنت ****** دا الخلانى أهواك وما لي بسواك ... جمالك فطرى سوداني ... في طباعك وفى أدبك وفى حياك نبالك ماضية وفتاكة ... سيوف لحظيك حارساك ... حصونك شايكه أسلاكه اعمل إيه أنا معاك زد في أسرى وهجراني في هواك تعذيبي يحلا لي أموت في حبي وايمانى
سعيد جدا بحضورك عزيزي حمزة زلقد استمتعت بالدقائق البسيطة التي قابلتك فيها بمنزلكم العامر ببحري
بصحبة هيثم لبيب وود المهدي
لك ولهما التحية والتجلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: الأسد الفي القيد يناتل اتاكد ما ليه كاتل غير مكحول ظبي النتيله |
يا أحمد ما بحب أطلعك من المجرى خوفي كلو تغتس في الرمل ( عاوزك تواصل في التفصيل عن حسن أبوالعلا وأحمد المصطفى ) لكن أنت جنى تربيت في بلاد الرمال وبتعرف تسوق كويس في الرمل
لكن أنت براك بترمي ليك كلام كدي شديد التأثير علينا ونحن ضعاف أمامه
ما شوفنا الغزال بعيونّو بجرح الأسدِ
آه أنا الجنيت وقلتا هووو إنبهم بي الرأي والدليل
مودتي واصل وكلنا عيون تقرأ جمال ما تسرد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
سفري كلمات حسن عوض أبو العلا لحن وغناء / أحمد المصطفى **** بطرى اللي آمال و غاية ما بتحمي المقدور وقاية يسلم ناجي من الرماح **** سفري السبب لي عنايا وفرقه و فقدان هنايا أطرا حبيب أملي ومنايا و ابكي على هذي الجناية و أبكي على تهديم بنايا ليت حبيبي علي ناح **** فيك يا مصر اسباب ازايا و في السودان همي و عزايا صابر و لم اعلم جزايا و التأويه اصبح غذايا صرت مسلم لي رزايا زي طاير مكسور جناح **** دهري أصابني بكل خفايا حطم و عكّر لي صفايا برضي على حبي و وفايا واعلم في وجودك شفايا شي من لا شي بس كفايا علو بمسّك أجد نصاح **** ماذا اؤمل ... ماذا اؤمل حيران ببكي و بأمل ولهان ببكي و بأمل وحيد ببكي و بأمل آه يا هوايا وآه يا منايا وحيد سهران برايا انيس لدمعي و بكايا آه يا كناري وآه يا قماري طيري لي تعالي وحيد ليلي و نهاري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
هذه القصيدة هي أول محاولة لنظم الشعر لحسن عوض أبو العلا وكلماتها بسيطة وغير معقدة حيث نلاحظ ان شاعريته لم تنضج بعد مقارنة بأغنية ولى المساء والتي قالها بعد ذلك بسنوات ، ونظم الشاعر أغنية سفري بعد أن أقعده المرض ومنعه من الحركة والتفاعل مع المجتمع ووجد نفسه ملازما للفراش لبقية عمره ، حيث شعر بأن آماله ضاعت هباءا وأحلامه تبخرت بين يديه وهو الشاب المترف الغني والذي وجد أبواب الحياة والسعادة كلها مفتوحة أمامه ولكن فجأة تظلم الدنيا في وجهه ويضيع منه كل شئ لينفث في هذه القصيدة بعض ألامه وأوجاعه . بطرى اللي آمال و غاية ما بتحمي المقدور وقاية يسلم ناجي من الرماح سفري السبب لي عنايا فرقه و فقدان هنايا ببكي حبيب املي و منايا و ابكي على هذي الجناية و ببكي على تهديم بنايا ليت حبيبي علي ناح يحكي في هذه الأبيات حسن عوض ابوالعلا مأساته ويعبر فيها عن دواخله والأوجاع التي تسكنه ،ولكن نراه دائما يتمسك بالأمل ،و يقول الشاعر انه مهما فعل الإنسان وأخذ كل أسباب الوقاية والحذر فان هذه الأشياء لاتحميه أو تمنع عنه القدر والمكتوب ، ويرجع الشاعر أسباب معاناته وشلله إلى سفره لمصر الذي سبب له هذا العناء والتعب ،وهو يبكي على أمله الضائع وبنائه الذي تهدم وعلى هذه المصيبة التي ألمت به ، ويتمنى الشاعر في البيت الأخير الموت عندما يقول ليت حبيبي علي ناح. فيك يا مصر أسباب ازايا و في السودان همي و عزايا صابر و لم اعلم جزايا و التأويه أصبح غذايا صرت مسلم لي رزايا زي طاير مكسور جناح يفصح الشاعر عن مكان الواقعة ويقول ان أسباب إذاه كان بمصر بينما معاناته وهمه في السودان وكذلك سلواه وعزاه، وهو صابر على هذه الكرب ولكنه لا يعرف نهايته ، بينما أصبحت الآهات هي كالغذاء بالنسبة له حيث يستطيع أن بنفث من خلالها أحزانه وآلامه ولقد صار مستسلما لهذه المصيبة وأصبح أسيرا لمرضه والذي يمنعه من السير والحركة وصار مثل الطائر المكسور الجناح والذي لا يستطيع الطيران والتحليق.
دهري أصابني بكل خفايا و حطم و عكر لي صفايا برضي على حبي و وفايا واعلم في وجودك شفايا شي من لا شي بس كفايا علو بمسّك أجد نصاح ويقول الشاعر في هذه الأبيات إن الدهر قد أصابه بأشياء لم تكن على باله فحطت أماله وعكرت صفائه ،ورغم ذلك هو ما زال على حبه ووفائه ، ويخاطب محبوبته إن شفائه يكمن في وجودها بجنبه وحتى الشئ البسيط يعتبره كافيا لعلاجه وهو يتمنى أن يكون ذلك بلمسة منها.
ماذا اؤمل ماذا اؤمل ماذا اؤمل حيران ببكي و بامل ولهان ببكي و بامل وحيد ببكي و بامل آه يا هوايا و آه يا منايا وحيد سهران برايا انيس لدمعي و بكايا آه يا كناري و آه يا قماري طيري لي تعالي وحيد ليلي و نهاري
يقول الشاعر أن لا أمل له في هذه الحياة وإنما حائر ووحيد يسهر الليل باكيا لا أنيس ولا وجيع إلا دموعه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
..استاذنا المؤرخ الموسوعه دكتور احمد القرشى......
لعلنا نتفق تماما حين يصيب رعش الحزن عمق الوجدان يهتك اربطة الثبات ويقوض كل صمود..وحنين الالتياع الجارف يسحب كل مقاومه.. وهو يضمضم تناثر الاسى ويجمعه فى بوتقة الم يعتصر ويختصر..ويجيش ...ويفيض...ويمسك بزمام الامر..ترى العيون مسبله وهى تسقط الدموع.. وتحس بان خناجر الوجع تنهش بسنانها كبد الاحساس وتريق دمائه...وهى تعتصر كل قطره وتسكبها حريقا من لهيب نيران تشوى كل شىء... استاذنا المؤرخ.... فى نغمة ولولة الحنين حين ياتى بلذلك الاصطفاق وهو يسحب كل تماسك..وينخر فى عمق الذات .يغلف كل الاحاسيس ببرقع ذلك الهم الدفين.. فالحنين هوعواصف واعاصير الشجون..وهو قوة الاسفا ط الذى ينخر فى الحنايا ويستحلب احتياج الاشواق..ورغبة الحوجه ..ويجرح ويعذب..وياذى... وياتى نواحه فى ذلك الصراخ المستركب الذى يعتلى اقصى حالات الاحتياج الذى تعصف رياحه فتقتلع .وتلهب.وتثير مكامن الشجون.... استاذنا المبجل....
يتجمد بيانى كلما استمع الى اغنتية الاستاذ عبد الحميد يوسف اذكرينى يا حمامه التى يغرد بها الفنان الرائع حسن عطيه..وانوح وانا استمع لها... مثلما تنوح تلك الحمامه..واستعيد واسترجع كل لحظة مرت على..واستدعى كل نواميس الذكريات وانا اقرع اجراسها واتذكر الاحباب والاصدقاء الاحياء والذين رحلوا الى عوالم اخرى...واعيد ا اجترار الصور فى شرائح متعدده .مرها .وحلوها..وطفولتها وشبابها...وتطرف الدموع من عيناى.. وانا اتذكر... استاذنا المؤرخ دكتور احمد القرشى.. ليتك تعطينا تفاصيل هذه الاغنيه ...شاعرها ..وقصتها ان وجدت....ومتى كتبت..ومن تغنى بها اولا..والى الى اى واقع تحسب..متى..وكيف..واين... وحدثنا عن مقدرتها على الاستحواذ العاطفى لمنابع كل ذلك الحنين الجارف..
وهنا..رابط الاغنيه .. بصزت الفنان عبد الحميد يوسف وهو تسجيل نادر..جدا..اعتذر عن الاشكالات الفنيه
http://www..com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=nLYS5pDORP4
وهنا بصوت حسن عطيه .. http://www..com/watch?v=U0hSfsZvvNM&feature=related
اااااا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحزن في الأغنية السودانية – الجزء الثاني– صوت من وراء القضبان .. (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: ليتك تعطينا تفاصيل هذه الاغنيه ...شاعرها ..وقصتها ان وجدت....ومتى كتبت..ومن تغنى بها اولا..والى الى اى واقع تحسب..متى..وكيف..واين... |
الأخ الأديب / عصمت العالم سلامات أغنية أذكريني يا حمامة هي من كلمات لشاعر محمد بشير عتيق ولقد كتبها بمدينة امدرمان سنة 1940م وهي من ألحان الحاج عبدالحميد يوسف ، وكانت هذه الأغنية يمتحن بها الفنانون عند التحاقهم بالإذاعة ،ولقد ذكر عبدالحميد يوسف إن هذه الأغنية تحتاج إلى نفس طويل وبها بعض اللزمات الموسيقية لذلك كانت فاصل بين أغاني الحقيبة والغناء الحديث ،ولجمال لحنها وكلماتها تغنى بها كبار الفنانين أمثال حسن عطية وعثمان حسين وأحمد المصطفى وهنالك تسجيلات لهذه الأغنية بأصواتهم ، أيضا تغنى بعض الفنانين ببعض أغاني الحاج عدالحميد يوسف حيث تغنى أحمد المصطفى وسيد خليفة بأغنية العنب وهي كسرة لطيفة وراقصة وكذلك تغنى عثمان حسين بأغنية رمز الضياء ، وعثمان حسين نفسه كان عازفا للعود مع الحاج عبدالحميد يوسف ، ومن أشهر أغاني عبدالحميد يوسف أغنية غضبك جميل زي بسمتك للشاعر حميدة أبوعشر وأيضا تغنى عبدالحميد يوسف بأغنية الحجروك عليا وهي من كلمات عبدالحميد يوسف نفسه ،وأيضا تغنى لمحمد بشير عتيق بأغنية تيه بدلاله وانفرد وشاغل فكري حبك والسلام يا روحي ما غنى الحمام وعيد الرياض ومن وحي سواكن وكذلك وتغنى أيضا للشاعر حسين محمد حسن بأغنية على موج الأثير ، وحسين محمد حسن هو شاعر خدعوك وجرحوا سمعتك والتي يتغنى بها الفنان خضر بشير وتغني عبد الحميد يوسف ببعض أغاني الحقيبة مثل زيدني في هجراني والنسيم الفايح طيبه من رياك للشاعر عمر البنا كان عبدالحميد يوسف فنانا كبيرا حيث كانت بدايته الغنائية في سنة 1931 بأغاني الحقيبة وتغني للإذاعة لاول مرة في 8 فبراير 1942 وأخذ لقب الحاج بعد أدائه لفريضة الحج سنة 1946 وبعدها واصل الغناء حتى اعتزله سنة 1952 لكنه عاد وسجل حلقة إذاعية مع محمد خوجلي صالحين سنة 1965 كما سجل بعض الأغاني للتلفزيون (ابيض وأسود) في بداية السبعينات . ذكر عبدالحميد يوسف في البرنامج الإذاعي الذي استضافه فيه محمد خوجلي صالحين انه لحن 180 أغنية بعضها ضاع من الإذاعة ولكن ما تبقى من تسجيلاته للإذاعة 11أغنية فقط حسب إفادة الأستاذ محمد خوجلي صالحين . واليك عزيزي عصمت العالم أغنية أذكريني يا حمامة أذكريني يا حمامة كلمات محمد بشير عتيق لحن وغناء عبد الحميد يوسف
أذكرينى يا حمامة كلما ساجع ترنم.... بي هواي وحب جمالك أذكريني يا حمامه كلما هطلت غمامه.... في مساءك أو في صباحك وفي غدوك أو في رواحك ......وكلما بارق تبسم أو نسيم الصبح نسم عني دايماً يكون سؤالك ****** فيم هجراني وعلاما.... يالهواك صار لي علامة شاهرة لي دايماً سلاحك ....وموتي واجب في اصطلاحك طرفي عن رؤياك يُحْرَم..... وذنبي إيه غير أني مُغْرَم ولي هواك من بدري مالك ****** كل من في الكون ناما .....وعيني ليه فقدت مناما وانت يالكاحلك نعاسك..... يزدرى الأغصان مياسك حظي زى ليل فرعك أسحم ....والجحيم من هجرك أرحم عني يالشاغلك دلالك ****** صرت أعشق فيكي قاما ....خصرها يعيرني السقاما فيها أشرق نور صباحك .....لي سنا البرق افتضاحك فكري زي خِصرك مُقسّم ....وخَطبي زي ردفْك مُجسم هل يصح ويرضيك ذلك ****** روحي لو وافت حِمَامَا .....أذكريني يا حمامة في ذهابك أو في إيابك..... ثم في فترة غيابك وهاكي دُر شِعري المُنظم.... ودمت ياالقدرك معظم في نعيم جنات ظلالك
| |
|
|
|
|
|
|
|