دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ..
نأتي لقصة اليهود في المدينة وأول الواصلين إليها كانوا بنو قريظة وبنو النضير وبنو بهدل ومن بطون اليهود من أقام في يثرب وأطرافها كانوا بنو ثعلبة وبنو محمر وبنو زعورا وبنو قينقاع وبنو زيد وبنو النضير وبنو عوف وبنوالقصيص (ويقال العصيص)وبنو ماسلة ولكن كانت هنالك ايضاً بطون آخري غير اليهود وكانت من العرب أي أن مقولة أن المدينة كانت لليهود خالصة في السكن فهذا قول ترده هذه البطون العربية وهي بنوالحرمان وبنو مرثد وبنو نيف وبنو معاوية وبني الحرث بن بهثة وبنو الشظية ولكن كان اليهود هم سادة يثرب في ذلك الحين والبطون العربية لم تكن لها سطوة في ذلك الحين حتى مقدم الأوس والخزرج وقد جاءوا الى يثرب بعد أحداث سيل العرم (ذلك عندما إنهدم سد مأرب وأغرق أرضهم) وكانوا فقراء وقنعوا في البداية بالرزق الشحيح الذي وجدوه في المدينة وقنعوا لفترة بسيطة من الزمن لسيادة اليهود على يثرب حتى إتفقوا مع امير غسان أبوجبيلة لتنتهي حياة الفقر التي كانوا بها وما كان ليتم لهم ذلك سوى بتقليص نفوذ اليهود عن المدينة فأعانهم امير غسان على ذلك وفتك بعسكر اليهود عبر مكيدة كادها لهم هذا الأمير الغساني وهنا ليس هنالك أي مسبة يمكن أن تلحق الأوس والخزرج من هذا الفعل فهذا هو حال المجتمعات في الجاهلية ولكن لم تكتمل السيادة بعد للعرب فكانت المناوشات بينهم واليهود في تواصل وشيئ هام لابد منه وهو ما ورد منك في شأن الملك اليهودي الذي كان يدخل على النساء في الزواج قبل زوجها وهذا الملك (الفطيون كلمة تعادل كلمة النجاشي او الخاقان )كان اسمه (الفطيون وهوعامر بن عامر بن ثعلبة بن حارثة)وكان من يهود بنو ثعلبة ويستمتع بالنساء قبل ولوجهن قفص الزوجية وهي قصة حقيقية ولكن كانت هي قاصمة الظهر لليهود في المدينة وهي المكيدة التي دبرها الأوس والخزرج مع الغساسنة للتخلص من سيطرة اليهود والقصة تحكي عن أن مالك بن عجلان وهو سيد قوم الخزرج إتفق مع أخته وليس زوجته بأن يدخل معها فراشها بزي إمراة في ليلة زفافها وعندما جاء ملك اليهود (الفطيون) ليستمتع بها وثب علية مالك بسيفة وقتله وذهب الى الغساسنة وهم الذين قضوا على اشراف اليهود في مأدبة أقامها ابوجبيلة في يثرب ويقال أن عدد القتلى كان مائة رجل من اشراف اليهود وبعدها خنع اليهود لسيادة الأوس والخزرج للمدينة بل وطلبوا أن يكونوا مواليهم وذلك عندما إشتد الخلاف في اليهود فيما بينهم وهذه الرواية هى المرحجة لدي من رواية أن مالك بن عجلان قد ذهب الى اليمن وعاد غائراً على اليهود وقتل 350 رجلاً من اليهود المهم أن سيادة المدينة دانت للأوس والخزرج وقسموها فيما بينهم .. فقول أن تكون السيادة لليهود على يثرب زمن دخول الرسول الكريم قول مردود لأن كل الشواهد التاريخية تدحض هذا القول فعندما دخل الرسول الكريم الى المدينة كان اليهود متفرقين في حمى عرب المدينة وهو ما سهل للرسول إنقياد المدينة له فلو كانوا على سطوتهم لما كان للرسول السيادة السريعة على يثرب وما توافق عليه الأوس والخزرج كان لابد لليهود من ان يتوافقوا عليهم وهنا براءة كبيرة للرسول الكريم من أنه قدم الى المدينة لطرد اليهود وتأميم ممتلكاتهم وما حل على اليهود من ذل كان بيدهم وليس بيد احد آخر وليس للرسول الكريم اي يد في زوال سؤددهم في المدينة ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ..
نأتى الى ذكر خبر اليهود ومحمد في بداية البعثة فأول الأخبار التى تروى أن عند قدوم الرسول الكريم الى المدينة كان الناس ينتظرونه لايام ويخروجون في المضارب منذ الصباح وحتى المساء وكان من بينهم جماعة من اليهود وعلى راسهم عبدالله بن سلام فماذا جاء في ذكر ذلك
Quote: وكان فيمن خرج لينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام.
أخبرنا الشيخان أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف وأبو الهيجاء غازي بن أبي الفضل قالا أنا أبو حفص عمرو بن محمد بن طبرزد قال أنا أبو القاسم بن الحصين قال أنا أبو طالب بن غيلان قال أنا أبو بكر الشافعي ثنا معاذ ثنا مسدد ثنا يحيى بن عوف ثنا زرارة قال قال عبد الله بن سلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فانجفل الناس إليه فكنت فيمن انجفل فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فأول ما سمعته يقول أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. |
وهذه الرواية مصدقة تماماً ليس بسندها ولكن من متن أحداثها قد جاء عبدالله بن سلام وكان سيداً على قومه عند بطن من بطون اليهود وعالماً بدينهم وما يجب ذكره ويفيد نقاط حوارنا هو أنه كان حليفاً للقواقلة وهم من الخزرج (بنوغنم وبنو سالم) وطلب من رسول الله أن يبعث الى قومه لأنه كان يخشاهم ان يقولوا فيه ما ليس فيه إن اسلم وأن يعرض عليهم الإسلام وأن يدخلوا معه فبعث الرسول الكريم الى قومه من يهود وإختبئ عبدالله . وجاءوا وسالهم الدخول للإسلام وأنهم يعلمون أنه رسول للبشرية فقالوا لانعلم وقال لهم إن أسلم عبدالله ما رايكم قالوا هو سيدنا وابن سيدنا واعلمنا وابن اعلمنا وما كان له ليسلم فخرج عليهم عبدالله من مخبئه وفضحهم في كذبهم عن عدم علمهم بان محمد هو رسول البشرية وخبر آخر ليهودي قال عنه الرسول الكريم( مخيريق خير يهود) وسوف نأتي لذكره في سياق التسلسل التاريخي وهو بعد موقعة احد.. ولم تقف المناكفات بين الرسول واليهود وهو يحاورهم ويدعوهم للإسلام وهنا مذكورات كثيرة في تلك المناكفات منها خبر شاس بن قيس ومحاولة الفتنة بين الأوس والخزرج ,وخبر أبوبكر وفنحاص ومحاولات كردم بن قيس واسامة بن حبيب مع بعض الإنصار وحثهم على عدم الإنفاق خوف الفقر لهم وهذه الأخيرة هامة جداً في طور ردودنا وهو ما يعني أن الأنصار كان لهم من المال ما يجعل بعض من صحابهم اليهود خأئفين عليهم من الصرف على دولة الرسول الوليدة وفيها نزلت الأية الكريمة( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِينا) ولم تقف تلك المناوشات وكذلك لم تقف دعوات الرسول لهم للدخول في الإسلام في ذلك الحين والذي يدلل على هذا هو التواتر في الايات التي تشير الى شكل ذلك الحوار العميق وتعني في المقام الأول صفاء نية الرسول الكريم في دعوته .. وما يهمنا من ذكر هذه النقاط هو صحيفة المدينة والتي كان بها كبير الإختلاف في توقيتها بين أنها كانت في اول الهجرة أم أنها كانت بعد بدر والراجح لى أنها كانت قبل بدر وقبل الإسترسال في صراع الرسول الكريم مع اليهود والذي اخذ إتجاهاً آخر سوف ارفد هذا الخيط بصورة من صحيفة المدينة بالغين بها غور التحليل في صحتها وتوقيتها وشرعيتها وقانونيتها بكل الحقوق ...
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي يا محترم ..
تستمد صحيفةالمدينة مشروعيتها من توافق أهل المدينة عليها وهنا لآبد من الحديث عن من هم اهل المدينة بمفهوم ذلك العصر والذي لايعرف غير القوة والمنعة وكما سبق وقلنا المال والرجال والصحيفة وحده تجيب على ذلك من شكل التوافق والقبول الذي كان لها ومنها أيضاً نستشف أن اليهود لم يكونوا سادتها في ذلك الحين بل كان سادتها هم الأوس والخزرج أو المسلمين كما جاء لفظاً في الوثيقة ولو لم يكونوا هم سادتها لم تم لها القبول من سادة المدينة المزعومون (اليهود) وبل في الوثيقة كان لليهود مقدارهم وهم كأقلية لذلك جاء في الصحيفة تقييد حركتهم بإذن حاكم المدينة ودرج معظم ناقدي هذه الوثيقة الى أن المهاجرين والذين تم تشبيهم بالاجئين بأنهم سادوا في المدينة دون وجه حق وهنا لابد أن نري السياق التاريخي لتلك الفترة والتي نقول مراراً لم تكن تعرف غير القوة والقوة التى ساندتهم في القبول هي نفس القوة التي نصرت الرسول الكريم وأملكته زمام أمرها وهم عرب المدينة وليس يهودها وبالرغم من ذلك فاننا سوف نجد بهذه الوثيقة تطور كبير في أحكام المعاملات بين مجتمع في ذلك الزمن وبلغت بها درجه عالية في تنظيم المعاملات لسكان هذه المدينة وأهم شيئ هو أن قبول هذه الصحيفة وإستمرارها هو مصدر قوتها .. وأهم إبداع بمقياس ذلك العصر هو تنظيم العلاقات بشكل واضح بين المسلمين بعضهم البعض وبين المسلمين واليهود وكذلك أنها أعطت اليهود أكثر من ميزة لم تكن حتى موجودة في أحلافهم الداخلية مع اليثاربة فقد أعطتهم نفس حقوق الآخرين في احقيتهم بهذا الوطن (يثرب ) وبدون تفرقة ( وإن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم) وكذلك كان قمة العدل على خيارهم في الحرب ويبدو ذلك من نص (ما داموا غير محاربين ) وهو يعني أن هذا الخيار لم يفرض من الرسول الكريم ولكن كان هذا النص بمشورة اليهود في هذه الدولة الناشئة وهنا حكمة ايضاً من اليهود وهو أنه ليست كل هذه الحروب التي قد يمكن ان تكون في المستقبل من اجل هذه الدولة ولكن قد يكون فيها دافع الدين بالنسبة للمسلمين لذلك جعلوا خيار النفقة خيراً لهم ولدينهم ولعصبتهم من ولوج الدين الجديد والذي لديهم غير مصدق به كما أن للإثنان (اليهود والمسلمين ) حق النفقة في الحرب إذا كانت على أهل الصحيفة نفسها ( وأن على المسلمين نفقتهم وعلى اليهود نفقتهم,وأن بينهم النصر على من خارب أهل هذه الصحيفة )وهنا إلزام من كلا الطرفين للدفاع عن المدينة .. أن ماجاء بهذه الصحيفة ثمة عالية يجب ان تكون مفخرة للرسول الكريم وليس سبةً له لآنها ترقي من علاقة الناس ببعضهم داخل هذه الدولة الى ما فوق الطور القبلي وجاء في ختامها عقاب من ينكص عنها بأنها لا تحول دون ظالم وآثم ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
_____________ المحترم : مجاهد عبد الله
متابع معك باهتمام بالغ ما يأتي في هذا الخيط فقط تابع حتى تأتي إلى نهاية ما تريد الوصول إليه، وعندها سأقوم بتفنيد ما أراه مخلاً من خلال هذا السياق التاريخي.
لك مني كل التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
والله يا أخي مجاهد ..
انا مستمتع جداً بهذا السرد ، ولا شك فإن هنالك تفاصيل جديدة كما أنّ هنالك تفاصيل غائبة .. ومن كلٍ نستفيد ونتعلّم ..
فواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ..
وبني النضير أيضاً في يوم بُعاث ...
كان هنالك من النقد ما فاق الحد حول حصار بني النضير وهي جزئية هدم البيوت التي كانت حول حصنهم وحرق النخل حيث يحاول الناقدون أن يصوروا الرسول الكريم بانه داعية فساد من إستصراخ اليهود في ذلك وقولهم للرسول الكريم ( ما ذنب شجرة وأنت تدعون أنكم مصلحون) .. فلنرى ما جاء به الرسول الكريم حينما أمر بالمعاول أن تدك النخل وتحرق المزروعات فهل كان مستغرباً في واقع حرب أم شيئ تعارفت عليه المجتمعات في تلك الفترة الزمنية داخل سياقها التاريخي؟؟ ولنعود الى يوم بعاث والذي ليس بعيداً عن عهد البعثة المحمدية ففي ذلك اليوم حرباً ضروس بين الأوس والخزرج وكان الأوس في حربهم متحالفون مع بني قريظة وبني النضير وعندما إنهزم الخزرج وضع الأوس السلاح وقال قائل منهم ( يامعشر الأوس أحسنوا ولا تهلكوا إخوانكم فجوارهم خير من جوار الثعالب ) وقيل أن الأوس لم يسلبوا الخزرج ولكن الذي سلب ونهب اموال الخزرج هم بني قريظة وبني النضير وما يهمنا من يوم بعاث هو الحرق والهدم لدور الخزرج ونخيلهم وحتى لانكون مجحفين في تظهير ذلك فإن المقام كان مقام حرب وكذلك مقام غزوة الرسول لبني النضير ومن هنا نجد أن ما قام به الرسول في خلال حروبه لم ياتي فيه بجديد عن واقع تلك الفترة والمقاربة هنا تحددها المسببات التي كانت سبباً للإتيان بهذا الفعل .. فهيبة الدولة لا تقف أمامها مثل هذه الأشياء الصغيرة التي تجعل من ما قام به الرسول الكريم شيئاً شائناً وهنا ثمة شيئ آخر وجب الرجوع إليه وهو حوجة الرسول الكريم لتأميم ممتلكات بني النضير كما يصور من قبل ناقدي التراث الإسلامي وهو الهدم وحرق النخيل والتي كانت أكبر مصادر المال في تلك الفترة (وأنظر كيف تم تخذيل قائدي غطفان من جيوش الأحزاب بان أعطاهم ثلث ثمار المدينة الشيئ الذي لاقى غضباً كبيراً عند الأوس والخزرج) لهذه المجتمعات فكيف للرسول الكريم وهو يبحث عن المكائد للإستيلاء على ذلك المال ويقوم بهدره بتلك الصورة !! هنا يجب أن نعقل القول في هذه الفرية ونحن أمام الكثير من الشواهد الظاهرة .. وشيئ آخر وهل لو دخل بنو النضير في تلك الحرب بدل إختيارهم مبدأ الجلاء فهل سوف يكون هنالك مالاً اصلاً ؟؟ أن الرسول في فرض هيبة دولته لم يخالف ما هو متعارف عليه ولم يأتي بشيئ لايعرفونه اليهود الذين يناقضون أنفسهم ودينهم إن كانوا به مصدقين فلهجة الإستنكار التي قاموا بها تدل على الفزع الذي أصابهم من تصميم الرسول على طردهم من المدينة وهي في الأساس رسالة قوية من النبي الكريم ليهود بني النضير بأن لامكان لهم بعد اليوم في دولته .. أن بني النضير نقضوا العهد أولاً وحاولوا إغتيال الحاكم ثانياً ورفضوا حكم الحاكم بعد قبول وكان حصارهم تنفيذ لحكم أقره حاكم وكان فرض هيبة الدولة ولم يكن كنساً لمال حيث أن المغنم خلا من اي خيل أو ركاب ولم يكن تسلطاً لحاكم طالما من سلطاته معاقبة المخالفين ...
نواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ..
بنو قريظة في الخيانة العظمى والتوريط ..
Quote: الخيانة العظمى تعني عدم الولاء للدولة والعمل ضد مصالحها. وقد توجه للمعارضين للحاكم أو لأعماله، وتقوم أركانها عند الاتصال بدولة أجنبية بهدف المس من الاستقرار في البلاد. وهي جريمة يحاكم عليها، وتكون العقوبة شديدة قد تصل حتى الإعدام. |
....
كما موضح في أعلاه فإن جريمة الخيانة العظمي لها اركان في الإتهام منها الدوافع وحتى نكون منصفين في الحكم على بني قريظة فلابد من معرفة الدافع الأصيل لإرتكاب بنو قريظة جريمة الخيانة العظمي فتنقل الروايات ان حيي بن أخطب هو الذي رغّب كعب سيد قريظة (وهنا ركن أساس للجريمة بالإتصال)على فض حلفه مع النبي وطمّعه بعز الدهر بعد خلاص جحافل الأحزاب من دولة الرسول الكريم وأضمنه حيي نفسه وقومه بأنهم باقون معهم إذا رجعت الأحزاب وقبل بنو قريظة فض حلفهم مع الرسول الكريم وهم داخل هذه الدولة وحراس احد منافذها وركن الإتهام الثاني لجريمة الخيانة العظمي التي قام بها بنو قريظة هو أنهم كانوا مواطنين داخل هذه الدولة وبنص صحيفة المدينة (وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة) والركن الثالث للجريمة هو أنهم سعوا لتنفيذ ما إتفقوا عليه بتسريب جيوش الاحزاب للدخول للدولة الرسول الكريم والقضاء على المسلمين وحاكمهم وذهاب ريح هذه الدولة .. وكل هذه البينات مادية كما أنه لاتوجد اي شبهة تجعلهم يقدمون لإرتكاب هذا الجرم فقد كانوا في احسن معاملة من سكان هذه الدولة ولم تنقص حقوقهم وكما منصوص عليها في صحيفة المدينة .. نص جريمة الخيانة العظمي الذي جلبناه عالياً وهو نص حديث لتعريف الجريمة وما كان لنا غرض بمحاكمة ذلك العصر بمفهوم هذا اليوم ولكن النص الآخير وهو في باب العقوبة لهذا الجرم فقد جاء مقروناً بالشدة وفي إستحياء نحو وصول العقوبة نحو هدر الأرواح وهو مايعني تطور بمفهوم القانون وجماعات الضغط التي لاتري أن تكون هنالك عقوبة يفقد من خلالها المجرم حياته وهذه هي مجتمعات اليوم التي إمتلئت بالمدنية والحضارة فما بالنا بغابر الزمن في عقوبة هذا الجرم .. نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ...
وبنو قريظة في نسف أمان المسلمين ..
عندما بلغ الرسول الكريم خبر خيانة بنو قريظة العظمي على دولتهم وإخوانهم من سكان المدينة لم يأخذ المعلومة أخذ من يبحث عن الدسيسة بل أرسل يستقصي خبر ما بلغه ولحكمة يعلمه هو ارسل سعد بن معاذ وبن عبادة وهم في الأساس من ساكن اليهود في المدينة قبل البعثة ويمكن أن نقول أنه أراد أن يعلم هؤلاء الخبر اليقين في صحة ذلك الخبر وفعلاً ذهبوا الى اليهود وتشاتموا معهم بعد أن علموا أن بنو قريظة قد نقضوا العهد وخانوا دولتهم ورجعوا الى الرسول وابلغوه اليقين وعندما علم المسلمون بلغ بهم الفزع مبلغ أن قال معتب بن قشير الأنصاري ( كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط) وهي نفس المقولة التي إفتتح بها د.القمني مبحثة عن غزوة الخندق (نفس المرجع) ومنها نعلم الحالة التي كان بها المسلمون والعدو يتربص للفتك بهم وبدولتهم .. فكيف لهؤلاء السكان الذين غدوا في شدة لايعلم به إلأ الله فحتى طلوع الغائط صار فيه الخوف وكل هذا التصاعد في الزعر كان من وراء خيانة بنو قريظة وصارت كل المدينة تترقب الموت من خلال بنوقريظة .. أن معيار الجريمة التي قامت بها بنو قريظة هي نفس معيار الخيانة العظمي لأي دولة بل وفاقت ذلك لأن ما كان سوف يحل بدولة الرسول الكريم هو الفناء وليس اقل من ذلك وهنا ومهما تعاظمت قيم الوفاء بالعهود كان لابد من عقوبة توازي تلك الجريمة فحصار الخندق إستمر لما يقارب الشهر أنهكت الرجال حفراً وحماية ليالي تتصل بنهارها لم يذق الصامدون طعماً للنوم وأفرغت المدينة طعامها وبرد ينخر في العظام ويمزق الجلود .. هذا كان حال المدينة عند الخندق وما تواتر من خيانة بنو قريظة .. وما أن فرغ الرسول الكريم من غزوة الخندق حتى أتى بنو قريظة وحاصرهم على جريمة خيانتهم العظمى ومع المسلمون وفيهم من صلى العصر بعد العشاء .. وحكم فيهم من إختاروه عسى ولعل أن يكون رحيماً بهم وكان عهداً مكتوباً في صحيفة المدينة( وانه لن يآثم امرؤ بحليفه) وحكم فيهم بما عضده الرسول الكريم بأنه حكم الله من فوق سبع سموات ..
إنتهى .. وهنالك عودة لمال كاد أن يقع ...
خالص الود هشام ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
_____________ الأخ المحترم: مجاهد عبد الله
أحتاج إلى قراءة سريعة لما جاء في متن حديثكم الوافر هنا ولكن وبصورة مبدئية أحببت أن أوضح أوجه التشابه والاختلاف التي بيني وبينك ليسهل علينا تحديد محاور النقاش.
فأنا أرى أننا نتفق حول أسبقية اليهود في النزول بيثرب بصرف النظر عن الأسباب التاريخية التي جلبتهم من الشام إلى الحجاز.
ونتفق أيضاً أن اليهود كانوا هم المسيطرين في بادئ الآمر على يثرب ومن نزل فيها من القبائل العربية بعد ذلك لاسيما الأوس والخزرج، ونعرف أن موازين القوى اختلفت بعد ذلك بسبب تدخل طرف ثالث في الأمر وهي المنعة التي وفرتها القوة الغسانية بعد أحداث قصة الملك فطيون مع مالك بن عجلان
ونتفق أيضاً بالنصوص المرجحة لدخول اليهود في الصحيفة ضمن من أدخلهم الرسول فيها سواء قبل أو بعد عملية المؤاخاة رغم أنك لم تتحدث عنها، أو أنك تحدثَ ولم أمر عليه بعد
أما ما نختلف عليه (وهو في الأساس) سبب رغبتنا المشتركة في إفراد بوست منفصل عن بوست العلمانية للأخ معاوية حسين هو (سبب إخراج وطرد الرسول لليهود) وهو ما دعاك ودعاني لاستنطاق التاريخ.
سأعود إليك في هذا الصدد لاحقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
المحترم هشام سلامات وأحوالك ..
Quote: فأنا أرى أننا نتفق حول أسبقية اليهود في النزول بيثرب بصرف النظر عن الأسباب التاريخية التي جلبتهم من الشام إلى الحجاز. |
نعم بيننا الإتفاق بأن اليهود هم أول الواصلين الى يثرب ولكن صرف النظر عن السياق التاريخي يجعل أن كل من سكن ارضاً في تلك الفترة هى اساس يجب أخذه في الإعتبار وكأن ذلك قانون متعارف عليه في تلك الفترة والصحيح هو أن من كرّ وغلب هو صاحب السيطرة لذلك لايمكن صرف النظر عن السياق التاريخي ولو تذكر في الخيط المحذوف ما قام به ذو النواس ملك حمير مع أهل نجران والأسباب التي ذكرناه .. أن وصول الرسول الكريم للمدينة تم بموافقة أسياد المدينة في ذلك الحين وهم الأوس والخزرج ويبقى أن التمسك بأن اليهود هم أصحاب المدينة فرضية غير علمية في ذلك السياق التاريخي .. ثم أن الإتفاق حول أسبقية اليهود في المدينة ليس عامل كبير في ما حلّ بهم من مصائب داخل دولة الرسول الكريم والتي كانت بيدهم. أن الرسول وخلال كل حكمه لم تعرف المجاملة طريقاً لديه في الحقوق وأنظر الى اسر العباس عمه مع أنه مسلم وإستكرهته قريش على الخروج في بدر إلأ أن الرسول الكريم جعله يدفع فداء أسره وعقيل .. سكن اليهود في المدينة حق في زمن دولة الرسول وكذلك كان ما حلّ بهم حق ايضاً للحفاظ على نفس الدولة .. السياق السياق أخي هشام .. خالص الود في إنتظار عودتك ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
______________
Quote: أن وصول الرسول الكريم للمدينة تم بموافقة أسياد المدينة في ذلك الحين وهم الأوس والخزرج ويبقى أن التمسك بأن اليهود هم أصحاب المدينة فرضية غير علمية في ذلك السياق التاريخي .. ثم أن الإتفاق حول أسبقية اليهود في المدينة ليس عامل كبير في ما حلّ بهم من مصائب داخل دولة الرسول الكريم والتي كانت بيدهم |
الأخ الكريم: مجاهد عبد الله
مسألة موافقة الأوس والخزرج على مقدم الرسول إلى المدينة هذه فيها كلام، لأننا عندها سنضطر إلى عودة إلى تاريخ بيعات العقبة الثانية والأولى لنرى هذه المسألة، وهذه بالتأكيد سوف أضمنها في مجمل ردي على ما جاء في حديثك. ولكن يجب علينا ألا نقول بأن (الكر والفر والغلبة) هي الأساس في سلطان وهيمنة أيّ من القبائل العربية على أرض أو موطن، لأن الكرّ والغلبة ما هما إلا نتاج تصارع في الأساس على موارد، فيجب أن تكون هنالك أرض بها موارد حتى يتم التصارع عليها، ومن قبل فإن قبيلة عبس (في الجاهلية) قد غارت على قبيلة (...) لا يحضرني اسمها الآن، كان في الأصل قائماً على بئر ماء. ومن الواضح أنّ اليهود كانوا أول من شكن يثرب، ولكن هذا قد لا يعطي سيادة بحكم ما تعارف عليه العرب، إلا أنّه لم يحصل كرّ وفر حول عيون يثرب ومائها، وحتى مقدم الرسول إليها، فالآبار التي كانت بحوزة القبائل العربية كانت آبار متسخة وغير نظيفة، وتذكر العديد من المصادر إصابة الرسول بالحمى جراء شربه من هذه المياه، وليس لمحاولات لقتله كما يُثار (رغم أنّه كانت هنالك محاولات لقتله، ولكنها جاءت في سياقات زمنية متقدمة).
لك أقل بأن أسبقية اليهود في سكنى يثرب كانت سبباً مباشراً في ما حدث لهم، وهذا بالتحديد ما أنوي مناقشته معك، لأن لكل قبيلة يهوديها قصتها منفردة مع الرسول ومع المسلمين، كما أشرت إليه أنت حتى!. كما أنّ المصادر التاريخي يا أخي لم تذكر أبداً إغارة اليهود على أيّ قبيلة عربية من أجل الاستحواذ على مياه يثرب وخيراتها، وبالتالي فإن المرجح أنّ اليهود سكنوا هذه الديار قبل أيّ قبيلة عربية، وهم الذين قاموا بزراعتها بالنخيل وحفر الآبار فيها.
عموماً كما تقول أنت (إن غداً لناظره قريب) وأتمنى أن يستمر النقاش على هذا النحو العلمي الجيّد سوف آتِ بالمراجع التي سوف أستعين بها في هذا الصدد لاحقاً
لك مني كل التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
سلامات هشام ..
التدليل على أن المياه كانت من اسباب الغزو عند العرب صحيح ولكن لم يكن اهم الأسباب فقد كانت الأسباب كثيرة تلك التي حارب من أجلها العرب في الجاهلية ولكم كانت حروب من اجل إهانات ووثأرات وجباية اتاوات والأخيرة هي التي كانت أهم مسببات الغزو والحروب بين المجموعات في الجاهلية فقد كانت القبائل الكبيرة تجبر الصغيرة على دفع أتاوه او الدمار سوف يحل بهم ..والغزو كان هو مصدر الرزق الأساسي في تلك الفترة الزمنية لذلك تجد حتى عندما جاء الإسلام لم ينقطع هذا الفعل فقام به المسلمون وهو ما يؤكد أن الإسلام لم ينقطع في عهد البعثة عن سياقه التاريخي وكانت المجموعات التي تدفع الأتاوات كانت تدفعها رغبة في تفادي هلاكها وكثيراً من الحروب كما ذكرنا كانت بسبب عدم الدفع ولماذا يتوقف الدفع ؟فقد كان لسببين الأول وهو أن من كانوا يدفعون له وهو زعيم المجموعة الكبيرة يكون قد مات وبذلك يشعرون بأن الخطر قد زال عنهم والسبب الثاني أن تكون هذه المجموعة الصغيرة قد إشتد عودها وأتاها زعيم قوي قادر على الغزو هو الآخر والسبب الأول هو الذي يلقي بظلاله عند موت الرسول الكريم والقبائل التي إرتدت عن دفع الزكاة والجزية كل هذا يبين السياق التاريخي الذي كانت عليه العرب .. وبالنسبة لما ذكرته عن حرب العبسيين من أجل الماء وجب فيه توضيح كبير فقد عرف العرب بالأيام وهي تعبير عن حروبهم بين بعضهم البعض وعبس كان لها داحس والغبراء وقد كانت لسنين طوال وإستمرت حتى عهد البعثة وهي الحرب التي بدأت من سبب يعده الرواه من التفاهة بمكان حيث نشبت هذه الحرب لإختلاف في سباق للخيل بين عبس وذبيان .وداحس والغبراء هي أسماء لخيول كان يملكها قيس بن زهير سيد عبس وكانت هذه الحرب لها ايام ومنها يوم العذق ويوم البوار ويوم الرقم ويوم النتاءة ويوم شواحط والأولى فيما اعتقد أنك التي تقصدها وهو يوم العذق وهو ماء عند فزارة وإنتصر فيها العبسيين ولكن إجتمعت غطفان سعياً للصلح وتم الصلح في هذا اليوم بين فزارة وعبس ورجع كل الى حاله .. وبالنسبة لما ذكرته عن ابار المدينة فالتاريخ لم يذكر عنها الكثير ولكن أتفق معك أن معظم أبار المدينة كانت في يد اليهود وكانوا يبيعون الماء بالدلاء وهنالك بئر مشهور وبه ماء كثير وكان اسمه بئر أرومه وهو بئر مملوك ليهودي وبعد ذلك أصبح ملك للمسلمين فكيف إمتلكوه؟؟؟ وهنا تظهر الكثير من مقاصد الرسول الكريم في تأسيس دولته فقد امر بأن يتم شراء هذا البئر وأشتراه للمسلمين عثمان بن عفان فكيف للرسول وهو حسب ما تقول كانت نيته تأميم القوى الإقتصادية لليهود لصالح دولته الوليدة وأن يقوم بشراء بئر ماء تقوم عليه كل الحياة في تلك البئية الصحرواية ومدفوع فيه المال الذي كان نفس الرسول في أمس الحاجة له ومعه هؤلاء الذين تصفهم باللأجئين وهم المهاجرون الذين تركوا خلفهم وطنهم وأملاكهم في مكة !!
خالص الود أخي هشام ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
المحترم هشام سلامات ..
Quote: كما أنّ المصادر التاريخي يا أخي لم تذكر أبداً إغارة اليهود على أيّ قبيلة عربية من أجل الاستحواذ على مياه يثرب وخيراتها، |
وماذا عن مياه يثرب..
من الخصائص الطبيعية ليثرب أنها كانت وافرة بالمياه وحتى عندما نزل اليهود العرب بيثرب لم يسجل التاريخ اي إشتباكات من أجل الماء وهذا يعني الوفرة لهذا المصدر الهام فقد كان المياه الجوفية قريبة من سطح الأرض ويكفي الحفر فقط لإيراد الماء من جوف الأرض وحتى عندما وصل اليهود الى نواحي يثرب أطلقوا شخصاً ليختار لهم المكان المناسب في تلك الأرض ووجد ذلك الشخص ارض يثرب وبها من العيون العذبة والوافرة المياه لذلك قدموا الى وادي يثرب وهنا يعني أن اليهود لم يحتاجوا أصلاً لغزو المنطقة من أجل الماء بل وجدوا الماء متوفراً هم وغيرهم ..والشيئ الآخر وهو في عملية الغزو نفسها وهل كان بمقدور اليهود الغزو في تلك الفترة الزمنية ؟؟ لم يكن بمقدور اليهود الغزو وذلك لكثير من الأسباب وهي أنهم في الأصل لجئوا الى هذه المنطقة فراراًَ من الغزو المتكاثر عليهم من الممالك والإمبرطوريات وحتى الواصلين الى تلك المنطقة لم يكونوا بتلك الأعداد الضخمة أو المجموعات القوية لذلك تجدهم أول ما سكنوا في تلك النواحي لجئوا الى الأحلاف ودفعوا الأتاوات ليبعدوا شر الغزو عنهم وحتى سطوتهم ومبلغ قوتهم لم تتعدى فرض السيطرة على يثرب وهو ما يوضح ضالة حجمهم وأقليتهم بين القبائل العربية التي حولهم وبالرغم من أن الغزو كان هو مصدر الرزق الأصيل لقبائل شبه الجزيرة العربية ولو كانت اليهود قادرة عليه لما إختارت منشط رزق آخر وهو الزراعة والتي كانت في نظر عرب ذلك الزمن مهنة وضيعة .وأقليتهم وخوفهم من الغزو يبرر الحصون التي سكنوها جماعات وليس كالأطام التي كانت فقط مسكناً لسادة القبائل في شبه الجزيرة العربية وكانت هذه الحصون كبيرة وهو ما يعني أنها كانت مسكن لكل مجموعة من مجموعات اليهود بحيث كانت إمتداداً لتحصين المدينة مع الخندق في غزوة الأحزاب . ومن هنا يمكننا القول أن اليهود لم يكن في مقدورهم الغزو ولم تكن المياه مسبباً لغزو أو صراع داخل يثرب في ذلك التاريخ ...
خالص الود أخي هشام ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
________________
أخي المحترم: مجاهد عبد الله
أرجو أن تتيح لي الفرصة كاملة لتفنيد ما جاء في بداية كلامك. التعليق بهذه الصورة قد يشتت الحوار ويتشّعب به. الرجاء منحي. الفرصة لكي أفنّد كل النقاط الأولية التي جاءت في مداخلاتك السابقة، كما أرجو ألا نفرد مساحات حوارية حول ما قد لا نختلف عليهأ أو حول تلك النقاط الخلافية والتي لا تؤثر على جوهر النقاش الذي من أجله تم طرح هذا الموضوع لمناقشته، فسواء كانت مياه الآبار هي سبب التصارع بين اليهود وعرب يثرب أو لم يكن كذلك فإن هذا لن يغيّر من الوضع الاجتماعي وطبقاته في يثرب في ذلك الوقت. رغم أنّ الصراع على الموارد كان هو الغالب الأعم في صراعات القبائل العربية.
على العموم أحاول أن أحدد محاور لتحجيم الحوار لمنع التشتيت والكلام فيما لا طائل فيه بقدر الإمكان. فأرجو ان تتيح لي الفرصة لذلك، كما أنني ما زلت أقرأ بتمّعن ما جاء في مداخلاتك السابقة.
لك تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
المحترم هشام سلالامات وأحوالك ..
أولاً أعتذر على هذا التداخل الذي قد يؤدي فعلاً الى تشعيب الحوار ولك الفرصة كاملة لتفنّد كل ما تراه ...
خالص الود ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
____________
إضاءات حول يثرب قبل الإسلام:
كلنا يعرف أهمية المدينة التاريخي حتى قبل الإسلام، ويكفي أن نشير إلى ما ذكره ياقوت الحموي في كتاب (معجم البلدان) عن المدينة لنعرف أنها كانت من المدن الغنية في الحجاز سواء بوفرة مياهها أو بوفرة المساحات الخضراء فيها، وهي على ذلك تختلف عن مكة سواء بمناخها أو من حيث التركيبة الديموغرافية (السكانية) لها. ورغم ان مكة كانت تشتهر بالتجارة وهذا ما اشتهر عنها، إلا أنّ المدينة كانت مشهورة بالتجارة لاسيما تجارة وصناعة السلاح. وتشير كثير من المصادر إلى اشتغال يهود المدينة بالزراعة وصناعة السلاح مستفيدين من حروب القبائل بين بعضها البعض لترويج صناعتها وتجارتها. وفي معجم البلدان يحصر الحموي أكثر 29 اسماً ، ويحصي لها السمهودي أكثر من ذلك مما يدل على رفعة منزلة المدينة حتى قبل الإسلام، ولكن اسمها الذي اشتهرت به هو (يثرب)وأنا هنا أذكر هذه النقطة فقط للرد على من يتجاهل دور المدينة قبل نزول الرسول إليها. بعد الهجرة تم اطلاق اسم (المدينة) أو (مدينة الرسول) على يثرب أي أن الرسول سعى إلى تغيير اسم يثرب عن قصد؛ فما هو القصد من ذلك؟ وهل هذا الأمر مهم أصلاً أم غير مهم؟
يذكر البعض أن الرسول كره اسم يثرب أصلاً كما هو مذكور عند الحموي والسمهودي لأن معنى يثرب في العربية يدل على الفساد وعلى اللوم ، حتى أن بعض الكتب تذكر تشديد الرسول على ضرورة عدم ذكر اسم يثرب على (المدينة) وأن ذلك يعد معصية تستوجب الاستغفار، بينما نجد في صحيح البخاري قول الرسول (من قال يثرب مرة فليقل المدينة عشرة مرات" وكذلك يروي أحمد وأبو يعلى حديثاً "فليستغفر الله ثلاثاً" وحتى عن المتأخرين عن ذكر اسم يثرب يعادل معصية، ولذلك نجد فقيهاً مثل بن دينار يقول أن من سمّى المدينة يثرب كتبت عليه خطيئة وهذا الكلام تجد مذكوراً في كتاب (وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى) للسمهودي.
ولكن هل كان الموضوع مجرد تساؤم أو تطير من اسم يثرب فقط؟ هل يعقل أن يتم تغيير اسم مدينة لها شأنها في الحجاز كيثرب فقط لأنها تدل على شؤم ومفسدة؟ أم أن الأمر كان أكبر من ذلك؟ في رأيي الشخصي فإنني أرى أن الأمر كان أكبر من ذلك بكثير بل وإن تغيير اسم يثرب له دلالات معنوية واستراتيجية لأنه تمهيد للانتقال بالمدينة من عهد إلى عهد جديد، وهذا في اعتقادي يوضح النيّة الموجودة عند الرسول لتغيير ملامح يثرب ابتداءً من اسمها وحتى تركيبتها الجغرافية .. ولكن دعنا نتدرج في هذه المسألة خطوة خطوة.
من ناحية التركيب الديموغرافية (السكانية) للمدينة فإن كل المصادر التي حاولت تصنيف طبقات المجتمع المدني قبل حلول الإسلام لم تستطع (في تقديري) تقديم تصنيفات مقبولة لأننا نجد بعض المصادر التي تميل إلى تصنيف المجتمع اليثربي من حيث المعيار الديني: (ديانات توحيدية وديانات وثنية) ولكن هنالك مصادر كثيرة تشير إلى مجتمعات أو أشخاص اتبعوا النهج التوحيدي رغم انتسابهم إلى قبائل أو شرائح وثنية في الأصل ويؤكد على ذلك ما نلحظه من شعر (قيس بن الخطيم) وهو من قبيلة وثنية جاهلية لنجد أن شعره كان يتمتع بنفس توحيدي، وكذلك كان الحال في الكثير من أشعار العرب كأشعار بن الصلت وغيره حتى أن بعض المصادر تذكر (تندراً) أن رجلاً مثل "إياس بن معاذ" قد أسلم حتى قبل ظهور الإسلام! إذن فإن تصنيف المجتمع اليثربي وفق معيار ديني لم يكن ناجعاً وذلك بسبب هجرة العقائد وتبادل التصورات الدينية كما تذكر بلقيس الزريقي في كتابها "إسلام المدينة" وكذلك الحال أيضاً بالنسبة للتصنيف وف معيار عرقي (قبائل عربية وغير عربية) وهذا الأمر أيضاً لا يفيد لأن بعض القبائل غير العربية القادمة من الشمال (اليهود تحديداً) نجدها قد اندمجت كلياً في المجتمع العربي ولا أدل من ذلك إلا ما نراه من شأن قبيلة (بني زاعوراء) اليهودية في الأصل حيث نجدهم قد اندمجوا تماماً مع قبيلة بني عبد الأشهل، والسمهودي نفسه يذكر لنا بعض القبائل أو المجموعات اليهودية التي هي في الأصل من أصول عربية مثل (بني معاوية) و (بني أنيف) و (بني الجذماء) إذن فالمجتمع اليثربي مجتمع متداخل نوعاً ما ويصعب بالتالي محاولات تصنيفه من الناحية الدينية أو حتى من الناحية العرقية. ولكن هذا لا ينفي وجود صراعات سواء حول الموارد أو صراعات جاهلية حول السيادة وحول الجباية كما ذكرت أنت في كلامك ، وهو مصداق (بطريقة غير مباشرة) لكلامي حول أنّ بعض القبائل العربية كانت تدفع الضرائب لليهود.
على الموضوع ليس هذا هو المهم .. ولكنني أرى أن الكلام عن بيعة العقبة (الأولى والثانية) قد يفيد في الوصول إلى ما نريد الوصول إليه .. وهذا ما سوف أتناوله في المداخلة التالية.
كن بخير ، ولك احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: هشام آدم)
|
_______________
ملابسات الهجرة :
الكثير من المصادر تتفق على أن الهجرة كانت ضرورة تاريخية تعود إلى تلقي المسلمين الأذى على يد مشركي قريش، وقد يكون ذلك حقيقياً، ولكن ما هي الملابسات التي دعت الرسول نفسه إلى الهجرة؟ إيذاء قريش للمسلمين أدى إلى قرار الهجرة إلى الحبشة لما عرف بالهجرة الأولى، ولم يخرج الرسول معهم وقتها، فما الذي دفعه للخروج إلى المدينة هذه المرة؟ تذكر بعض المصادر أن الرسول كان يخاف على حياته من القريشيين وأنهم كانوا يؤذونه، وأنّ فكرة الهجرة جاءت في الأساس بعد وفاة عم الرسول (أبو طالب) وفقدان الرسول الحماية من القريشيين لاسيما أبو لهب عمّه الآخر ووريث العرش والسيادة الهاشمية الجديد. وهذا هو الشائع في الذاكرة الشعبية الإسلامية وتعضدها حتى الدراما التي تسلّط الضوء على الهجرة النبوية.
ولكن هذه المصادر نفسها (وغيرها كذلك) تذكر اتصال الرسول بالمدينة قبل أحداث (معركة بعاث) يعني قبل موت أبو طالب مما يدل على وجود النيّة على الهجرة حتى قبل حدوث مسبباتها، أي قبل فقد الرسول للحماية التي كان يلقاها من عمّه أبو طالب. وفي كتاب تاريخ الأمم والملوك للطبري نجد هذا الحديث (لما قدم أبو الحيسر (أو أبو الحيفر) أنس بن رافع إلى مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: هل لكم في خير مما جئتم له. قالوا: وما ذاك؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى الله أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً وأنزل الكتاب. ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن. فقال إياس بن معاذ (وكان غلاماً حدثاً) أي قول هذا والله خير مما جئت له. قال: فأخذ أو الحيفر حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال: دعنا منك ولعمري لقد جئنا لغير هذا. قال: فصمت إياس وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج" هذا الكلام يدل على أن الرسول حاول استمالة أهل المدينة منذ أمد بعيد قبل الهجرة ، وحتى قبل البيعة وحتى قبل أن يكون هنالك داع للهجرة. ويدل أيضاً أن الأوس رفضت الإسلام في بادئ الأمر. ما يعلل ذلك الرفض إلا ضعفهم إذ كانوا في الأصل قادمين لطلب المساعدة من قريش ضد خصومهم من الخزرج. ولما رفضت المدينة ضيافته ذهب إلى الطائف، وأيضاً رفضوا استضافته وقبول دعوته.
إذن فالهجرة غير مرتبطة بموت أبي طالب ولا بالأخطار التي يُشاع أنها كانت محدقة بالرسول، وهذا الكلام يعضده أنه لا توجد في القرآن أيّ إشارة إلى أحداث من هذا القبيل أبداً وعلى هذا فإن الهجرة لم تكن أصلاً طرداً تعسفياً من القريشيين للمسلمين أو للرسول. إنما كان السبب في ذلك عدم قدرة الرسول على استقطاب شريحة واسعة من الناس وضمّهم تحت لواء الإسلام، لاسيما بعد أن حصار قريش لبني هاشم وبني المطلب داخل الشعب في مكة. وبالتالي كان لزاماً على الرسول كضرورة استراتيجية في حال عجز عن استقطاب الناس أن يذهب هو إليهم. وكانت هنالك محاولات حثيثة من الرسول لعرض الإسلام على القبائل العربية لاسيما في مواسم الحج. وواحدة من هذه المحاولات أثمر عن لقائه بوفد الخزرج في مكة وكانت كما تقول المصادر مفيدة ومثمرة للغاية إذ كانت هي النواة الأولى لبيعة العقبة الأولى.
وإذا عرفنا أن الأوس كانت قد رفضت الإسلام في البداية، نفهم أن قبول الخزرج للإسلام بل واستضافة الرسول في المدينة فيما بعد على أنه نصرة للعصب ليس إلا إذ أن الرسول تربطه مع الخزرج صلة قرابة من جهة بني النجار، وعلى ذلك فإن الخزرج هم أخوال الرسول، إضافة إلى أن المجتمع اليثربي في عمومه معتاد على الفكر التوحيدي المنتشر فيها، وبالتالي فإن فكرة الإله الواحد كانت يسيرة القبول عندهم.
وكل المصادر تشير إلى وضع عرب يثرب (من غير اليهود) كان في غاية الهشاشة والضعف عند العقبة الأولى وحتى الثانية، ويفسر الكثيرون قبول اليثاربة استضافة الرسول فيها إلى طلب السند الروحي الذي يقابل المدّ اليهودي. فإذا كانت إحدى خصائص اليهود التي تمييزهم هو أنهم أهل كتاب ورسالة سماوية الأمر الذي كان مدعاة إلى تفاخرهم على سائر قبائل العرب. وعندما تأتي الفرص للعرب أن يكون لهم ذات الشأن الديني فإنها تبدو فرصة جيّدة، كما أن وجود محمد نفسه داخل هذه التشكيلية السكانية هو نسبه الرفيع في قريش الأمر الذي يعد دافعاً قوياً لقبول استضافته. إذن فإن هنالك أكثر من سبب يفسر قبول الخزرج استضافة الرسول في المدينة نلخصها فيما يلي:
* صلة القرابة التي تربط بين الرسول وبين الخزرج * نسب الرسول الرفيع الذي يعد دعامة قوية لهم داخل المجتمع اليثربي * طلبهم للرفعة الدينية في مقابل رفعة اليهود المتمثلة في التوراة.
وقبل أن أتكلم عن بيعة العقبة الأولى والثانية يجب أن أشير إلى أن هنالك العديد من المفاوضات واللقاءات التمهيدية التي تمت قبل الهجرة بثلاث سنوات ... وهذه الثلاث سنوات في غاية الأهمية في سياق ما سوف يأتي.
ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: هشام آدم)
|
___________________
العقبة الأولى
يجب أن نعرف في البداية أنه (كما قلت) كانت هنالك لقاءات وتفاوضات تتم قبل البيعة أصلاً وهذه النقطة أعتبرها مهمة جداً لأنها تؤدي بنا إلى الاقتناع بأن الهجرة لم تكن مسالة اعتباطية من ناحية، كما أنها لم تكن فقط هروب من جور القريشيين.
من الأشياء الملاحظة في العقبة الأولى هي قلة عدد المبايعين. لأن أكثر كتب التاريخ والسيرة تشير إلى عدد المبايعين كانوا 12 شخصاً ومن الملاحظ كذلك أن جلّ أو أكثر هؤلاء الاثنا عشر رجلاً كانوا من الخزرج جاءت هذه العقبة بعد سنة كاملة من أول لقاء جمع الرسول مع نفر من الخزرج في إحدى مواسم الحج كما ذكرت من قبل. ومن الملاحظ أيضاً الصيغة التي جاءت بها البيعة ومن مجموعة كبيرة جداً من المصادر أشارت إلى نص العقبة الأولى أختار إليك نصاً ورد على لسان أحد الحاضرين للبيعة الأولى واسمه عبادة بن الصامت وجاء ذلك في كتاب السيرة لابن هشام إذ يقول ابن اسحاق ( كنتُ فيمن حضر العقبة الأولى وكنا اثني عشر رجلاً فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض الحرب على ألا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف" والنص الختامي للبيعة هو على لسان الرسول الذي يقول: "فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلى الله عزّ وجل، إن شاء عذب وإن شاء غفر"
طيب! من نصّ هذه البيعة يمكننا أن نخرج بالعديد من الاستنتاجات الجيّدة والهامة جداً. من أهم هذه الاستنتاجات: أولاً: أن البيعة لم تشمل على معاضدة في الحرب ثانياً: البيعة كانت بيعة أخلاقية لا أكثر ولا أقل ثالثاً: البيعة لم توضح سلطان الرسول على المسلمين، كان الأمر فقط فيه لهجة ودودة جداً ففرض الطاعة للرسول لم تكن واضحة لذا نجد قوله في النهاية (فأمركم إلى الله إن شاء عذب وإن شاء غفر) رابعاً: معظم ما جاء في البيعة باستثناء (قتل الأبناء) كان مما هو متعارف عليه عند العرب. خامساً: قوله (ولا نعصيه في معروف) تجعلنا نقول بأن حدود هذا (المعروف) مبهمة فما هو المعروف الذي لا ينبغي على المسلمين يطيعوا الرسول فيه؟ الأمر في اعتقادي الخاصة سوف يتضح فيما بعد ليصبح (الأمر بالقتال)
الأمر الآخر الذي يمكن أن نستنتجه من هذه البيعة هو سرعة استجابة المسلمين لمطالب الرسول وأنا أرى أن ذلك مبرر لعدة أسباب منها: أولاً : أن مطالب الرسول لم تكن صعبة ومستحيلة التحقق ثانياً: وجود اليهود في المدينة مهّد للعقلية العربية تقبّل فكرة التوحيد والتعايش مع هذا الواقع الديني وبالتالي القبول بفكرة الإله الواحد. ثالثاً: حوجة عرب المدينة إلى سلطة لحقن الدماء وضمان الاستقرار لكل القبائل الموجودة. (وذلك للأسباب التي ذكرتها في المداخلة السابقة)
لذلك نلاحظ أيضاً أن جلّ القبائل التي دخلت الإسلام بعد ذلك هي القبائل الضعيفة بل والأشد ضعفاً مثل (قبيلة عمرو بن عوف و قبيلة بني سلمة) ، لأنها (كما تقول بلقيس الرزيقي) كانت تريد الانسلاخ من القبيلة لأنها لم تعد شكلاً اجتماعياً قادراً على توفير ضمانات الوجود الضرورية سواء مادياً أو اجتماعياً أو رمزياً.
من تجليات هذه البيعة هو عودة المبايعين مع مصعب بن عمير ليفقههم في أمر الدين، ورغم اختلاف المصادر في ذكر ما إذا كان ذلك بعد البيعة مباشرة أم بعدها بفترة حيث تذكر بعض المصادر أن وفداً من مسلمي المدينة رجع إلى مكة بعد البيعة يطلب من الرسول إمداده برجل ليفقههم في أمر الدين، وتشير مصادر أخرى إلى أن الرسول لم يبعث بمصعب بن عمير وحده بل آخاه بعمير بن أم مكتوم كذلك. وأياً كان الحال فإن ذلك ليس بذي بال على الإطلاق، ولكن الأمر الذي يجب ان نركز عليه هو دور وجود مصعب بن عمير في المدينة قبل مجيء المسلمين والرسول إليها وهذا الذي سنعرفه فيما بعد طبعاً.
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: هشام آدم)
|
____________
بيعة العقبة الثانية:
قلنا إن بيعة العقبة الأولى أو التي سميت ببيعة النساء لم تكن تحتوي إلا على مسائل أخلاقية لم يكن عليها خلاف يذكر بين أطراف الاتفاق . ولكن البيعة الثانية والتي كانت بحضور 70 رجلاً (كما يذكر السمهودي) اختلفت تماماً في صياغتها وفحواها عما جاء في البيعة الثانية، والفترة الزمنية التي بين البيعة الأولى والثانية تقريباً سنة كانت كافية لزيادة الوعي لدى أطراف الاتفاق فمن ناحية الرسول ومتطلباته الجديدة التي يريد تضمينها في البيعة الثانية بناء على مستجدات العصر تلك السنة، ومن ناحية مسلمي المدينة الذي رأوا أن مسألة البيعة هذه ربما لن تمر مرور الكرام لدى العديد من القبائل التي كان يربطها معها تحالفات واتفاقات أخرى. ولذا فإنها (أي البيعة الثانية) لم تتم بتلك الصورة المهادنة التي مرّت بها البيعة الأولى.
البيعة الثانية كانت بكل بساطة عهد على الحرب ولذلك فإن أغلب المؤرخين اللاحقين يسمّونها بيعة الحرب، والاتفاق على الحرب كما جاء في البيعة الكبرى أو العقبة الثانية كان حول الدفاع عن المصالح المشتركة والنصرة المطلقة في مختلف الظروف من كلا الطرفين. وبناء على بنود هذه البيعة فإنه من الأولى تسميتها بالتحالف وليس البيعة لأن البيعة لا يجب أن تتضمن الحرب أو أي بند عسكري وكما يقول ابن خلدون فإن البيعة (عهد على الطاعة) وما جاء في البيعة لم يكن عهداً على الطاعة بل كان دعوة لتوحيد الصف والحرب من أجل خدمة المصالح المشتركة. وأقول ذلك لأن تلك السنة التي تفصل بين البيعة الأولى والثانية زادت نسبة الوعي لدى طرفي البيعة بأنماط الصراع الجديدة التي فرضت نفسها ذلك الوقت.
هنالك ثلاثة نقاط مهمة في مجمل ما جاء في بيعة العقبة:
النقطة الأولى هو نبرة الاستجارة الواضحة في قول الرسول: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم"
النقطة الثانية هو الاعتراض الذي قدمه أبو الهيثم بن تيهان: "إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها. فإن عسيت إن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا"
النقطة الثالثة هو رد الرسول على أبو الهيثم "بل الدم الدم ، والهدم الهدم"
وكما تقول بلقيس الرزيقي فإن نص بيعة العقبة الثانية يكشف وعياً أعمق بتبعات استقبال الرسول في المدينة وإدراكاً دقيقاً لما يكن أن ينجم عنه من مخاطر وعداوات على واجهات مختلفة ويعكس استشرافاً بعيد النظر لمستقبل المدينة إن تركها الرسول بعد أن يحقق هدفه فيها.
إذن النقطة الأولى التي أريد أن أصل إليها، أن الهجرة إلى يثرب لم تكن بهذه السهولة وبهذا الترحيب غير المشروط والذي تحاول العديد من المصادر الإسلامية أن تبيّنه لنا، بل كانت هنالك مخاوف من قبل مسلمي المدينة على مصيرهم في ظل التحالفات القائمة في المدينة في حال تركهم الرسول وعاد إلى مكة، وهم بذلك يحاولون أخذ موثق من الرسول بما سيكون من حالهم عندئذ. وبالتالي فإن الصبغة الدينية اختفت في هذه البيعة فليس هناك وصايا أخلاقية كما في البيعة الأولى وربما يعود ذلك لى الوعي الديني الذي اكتسبه مسلمو يثرب بوجود مصعب بن عمير بينهم خلال تلك السنة.
وأنا أريد أن أقف قليلاً عن مخاوف أبو الهيثم فمن كان يقصد بالرجال في قوله (إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها" فهل كان يقصد قريش أم اليهود أم غيرهما؟ تقول بعض الكتب أن أبو الهيثم كان يقصد قريش لأنه كان بين أهل المدينة وأهل مكة تحالفات كثيرة جداً، والتخلي عن أحد هذه التحالفات كان يهدد بنشوب الحروب بين مكة ويثرب، ومن الذين يقولون ذلك الطبري في كتابه (تاريخ الملوك) ويعوّلون ذلك بقولهم أن أبو الهيثم أساساً من الأوس وأن قريش كان بينها وبين الأوس حلفاً عقد قبل وخلال حرب بعاث وكذلك فلقد عقدت قريش مع اليثربيين حلفاً قبلياً ومن ذلك إجارة سعد بني عبادة الخزرجي لتجارة جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وكان يحميه ممن بيثرب. وكذلك يقول ابن هشام في سيرته لأنه تحدث عن جدال وقع بين القريشيين والانصار بعد البيعة فيقول على لسان كعب بن مالك: "فلما اصبحنا غدت علينا قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج انه قد بلغنا انكم قد جئتم الى صاحبنا هذا تستخرجونه من أظهرنا وتبايعونه على حربنا وانه والله ما من حي من العرب أبغض الينا ان تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم."
وفي رأيي الشخص فإن مخاوف أبو الهيثم كانت من عداوة اليهود وليس القريشيين، وذلك لسببين وجيهين هما:
السبب الأول: ان أبو الهيثم ربط مخاوفه بمغادرة الرسول للمدينة فقال (أن ترجع إلى قومك وتدعنا) إذن فالخوف من عدو في المدينة وليست المخاوف من قريش، لأن الله إذ نصر رسوله وأظهره عليهم فلن يكون هنالك خوف مرتجى من قريش لأنها ستكون تحت طاعة الرسول وقتها.
السبب الثاني: إن هنالك كثيراً من المصادر لم تذكر أن البيعة ذكرت حرباً مع قريش لا من قريب ولا من بعيد، ويعضد هذا الرأي ما حدث بين الرسول والأنصار قبل غزوة بدر الكبرى. لأن الأنصار لما خرجوا مع الرسول إنما خرجوا لمساندة الرسول والمهاجرين في قطع طريق قافلة قريش فلم استطاع أبو سفيان الهرب بقافلته وعلم الرسول باستعداد قريش للمعركة، خطب فيهم وانتظر قول الأنصار. وتعرف ما قاله سعد بن معاذ ذلك الوقت. ولو كان في البيعة شيء يتعلق بالحرب لما استشار الرسول الأنصار لأنه كان عندها سوف يعتمد على ما جاء في البيعة. ولكن لأن البيعة لم تنص على حرب استباقية بل كانت تنص على استجارة وحماية ليس إلا كان لزاماً على الرسول أن يعرف موقف الأنصار من غزوة بدر.
وربما المثير في أمر البيعة الثاني هو وجود صوتين أو نبرتين شديدتي التباين والاختلاف في ذات السياق، فمن ناحية فغن بداية نص البيعة تنص على الدعم غير المشروط والمساندة من الرسول للأنصار وهذا مبرر بعدما تخلى عنه قومه فلا بد له أن يبحث عن نصير وسند لدعوته، وفي هذا السياق جاء كلامه عن (أبايعكم على أن تجيروني مما ..... ) وهو الكلام الوارد أعلاه ، وهو طلب استجارة بكل ما تعنيه هذه الكلمة. وفي ذات الوقت نجد صوتاً آخر وهو صوت محمد القائد وهو يفرض عليه طاعته وسلطته فما نعرف هل كان الرسول يطرح نفسه لاجئاً على يثرب أم قائداً عليها؟
والأمر الآخر هو قول الرسول (بل الدم الدم والهدم الهدم) الذي يدل لنا بصورة قاطعة على نيّة الرسول المسبقة على أخذ مقاليد الأمور في يثرب ولو بالقوة، لأن القضاء على أيّ قوة مهددة ليثرب سواء من داخلها أو من خارجها يصب في النهاية في مصلحة الأنصار، فلو استطاع الرسول القضاء على اليهود لأزاح عن كاهل الأنصار عبئاً كبيراً حتى ولو خرج منهم بعد ذلك وعاد إلى مكة، ولو فرض سيطرته على قريش ضمنوا بذلك أن تهابهم بقية العرب.
أمر آخر .. عدد المبايعين كان أقل بكثير من إجمالي عدد المسلمين في المدينة ، ولكن هذا الأمر قد لا يبدو هاماً إذ يبدو أن الأمر لم يكن إلا بمقام التمثيل والمشاركة ليس إلا ، ولكن الأمر اللافت في الموضوع أن أمر البيعة لم يكن معروفاً لدى كل من في المدينة بدليل أن قريش لما ذهبت إلى المدينة لتلوم أهلها على البيعة ، أعلن بعضهم جهله عنها تماماً وهذا ما ذكره ابن هشام في سيرته، فهل كانت تلك القبائل على غير دراية فعلاً أم أنها كذبت خوفاً من قريش؟
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
المحترم هشام تحياتي.. طالت غيبتك في هذا الخيط وعليه أسمح لي أن أعقب على بعض النقاط لحين عودتك وما كنت بقاطع لتسلسل ردودك لولا طول المدة وأتمنى أن تكون بخير ..
Quote: الهجرة لم تكن مسالة اعتباطية من ناحية، كما أنها لم تكن فقط هروب من جور القريشيين. |
يفهم من العبارة أعلاه أن الهجرة كانت تدبير من عقلية الرسول الكريم ولم يكن من اسبابها جور القريشيين, لذلك لابد من وضع القارئ الكريم لخلفيات ما حدث قبل الهجرة, والتنكيل الذي حدث للرسول الكريم بعد وفاة عمه ومجيره من الإنتهاكات المتكررة من قريش عليه وعلى كل أسرته. فبعد حصار قريش على بنو هاشم وفي داخل الشُعب وعمه يرقد في فراش المرض فقد كان الرسول بأوامر من عمه أن يرقد على فراش أحد فتيان بنو هاشم كل ليلة, وكان واحد من بنو هاشم يرقد على فراش الرسول وكل هذا خوفاً من قتله من قبل قريش وكان عمه المريض يطلبه صباحاً ومساء حتى يطمئن عليه. وعندما توفى عمه فعلت به قريش الأفاعيل حتى ضاق به الحال والمقام داخل مكة ,حيث اصبح لايستطيع مباشرة دعوته للإسلام ,وحتى أصبح لايستطيع أن يؤدي شعائره الدينية دون أذى من قبل أهل مكة.وذهب بمفرده لأجئاً وكما قلت انت للطائف يطلب الأمان والنصرة لدعوته والتي لاقى فيها من الهوان ما لاقى وهنا وقفة كبيرة تدحض ترتيب الرسول لهجرته وهي أنه خرج لوحده ولم يذهب طالباً الأمان لشخصه ولكن إقترن الأمان لدعوته وإن نصروه لكان مقاماً طيباً له ولدعوته ولكن قفل عائداً لمكة بعد تسفيه سادة الطائف له .والرجوع الى مكة هو الذي يحدد في إعتقادي السبب القوي لهجرة الرسول للمدينة ولو كان هذا الرجوع عادياً لكنا قد إتفقنا معك ولكن لم يكن كذلك ودعنا نرى المشهد عند الرجوع ولنرى هل كانت عقلية الرسول الكريم ورائها ما إفترضته في قولك أم يدحض ذلك القرائن البائنة؟؟ وكيف عاد الرسول ودخل مكة حيث ينتظره سفهاء قريش والمتربصون به ؟؟ والإجابة تعزز ما كان به الرسول الكريم من التضييق الكبير من جانب قريش عليه حتى اصبح الرسول الكريم في خوف على حياته والتي لم يكترث لها أكثر من خوفه على الرسالة, فوقف خارج مكة يطلب ان يجيره احد من سادتها. وهنا لابد من النظر جيداً وتقدير حجم المآساة التي وصل لها الرسول الكريم فمكة موطنه ولم يستطع الدخول عليها ,وطفق يبحث في سيد يجيره من فتك المتربصين به وحتى الإجارة التي طلبها الرسول الكريم كانت مقرونة بتبليغ رسالته والدعوة لها, وبعث الى الأخنس ليجيره ,ولنرى ما ذا كان رد الأخنس والذي يعكس تماماً الوضع الذي به اي حليف في تلك الفترة الزمنية ورد الأخنس على رسول رسول الله بأن (الحليف لايجير). وهذا معناه أن الأخنس كان لهو حلف في الغالب مع من هم ضد النبي, ولم يكن سيداً قأئماً بذاته وهذا عرف في الجاهلية فلا يمكن أن تجير شخصاً له عداء مع حليف لك, ولو إجرته فذلك يعني قطع هذا الحلف وبه يدخل دائرة العداء هو الآخر, ويجب أن نتذكر هذا عندما نأتي الى بيعة العقبة الثانية .وكذلك طلب الرسول الإجارة لدى سهيل بن عمرو ورفض وقال أن (بني لؤي لاتجير على بني كعب) .ثم بعث الى المُطعم بن عدي وأجاره ونجد ذلك في أسرى بدر حينما قال الرسول أن المُطعم لوكان حياً وكلمني في هؤلاء الأسري لأطلقتهم .وهنا مقاربة حقيقة لمحنة هؤلاء الأسرى ومحنة الرسول عندما عاد من الطائف وووقوفة خارج مكة يطلب الإجارة حتى يدخل موطنه ويعكس حقيقة هامة هو حجم المعاناة التي كان بها الرسول الكريم . وبعد ذلك دخل الرسول الكريم مكة وإنطلق يدعو لدينه .ومع ذلك تكاثرت على الرسول الإنتهاكات المتكررة عليه والمسلمين, وأنظر الى ابى بكر الصديق والذي طرد هو الآخر من مكة موطنه بسبب دينة وارجعه احد السادة وأجاره, وقال لقريش أن مثل بن الصديق لا يطرد وهو العاطي للمحتاج .والأمثلة كثيرة تلك التي تدل على الضرر الذي لحق بالمسلمين وصولاً الى تدبير قريش لمقتل الرسول الكريم.وكانت دعوة الرسول للدين مع القبائل الآخري تتم في مواسم الحج, حيث ياتي الكثير من سكان شبه الجزيرة العربية الى مكة ,وأهل يثرب كانوا من تلك المجموعات التي تأتي للحج كل عام, وكان لقاء الرسول الكريم بهم كغيرهم من العرب. وهناك شيئ هام لايجب أن يغيب هنا وهو إقتران الدعوة بالنصرة له وحمايته ولم يكن ذلك المطلب مقصوراً على أهل يثرب وحدهم .وتقول الروايات أن الرسول الكريم كان يدعو وخلفه أبو جهل وكانت دعوة الرسول للإسلام مقرونة بالحماية والنصرة, وكان أبوجهل يحث الناس على رفض الدعوة ويذكرهم بأحلافهم التي لابد من أن تقطع إن هم حالفوا الرسول الكريم. وإستمر رسول الله يدعو ويعرض نفسه لكل من جاء مكة في مواسم الحج أو خلافها سراً وجهراً,و الروايات كثيرة تلك التي ذكرت المجموعات التي قابلها الرسول الكريم .وأهل يثرب لم يكن لهم تخصيص إلأ عند العقبة الثانية والسرية التي كانت بها والتي تدل على ان هنالك قوم كبير سوف ينصر هذه الدعوة سوف نأتى الى ذلك في سياق التسلسل ..
Quote: أولاً: أن البيعة لم تشمل على معاضدة في الحرب ثانياً: البيعة كانت بيعة أخلاقية لا أكثر ولا أقل ثالثاً: البيعة لم توضح سلطان الرسول على المسلمين، كان الأمر فقط فيه لهجة ودودة جداً ففرض الطاعة للرسول لم تكن واضحة لذا نجد قوله في النهاية (فأمركم إلى الله إن شاء عذب وإن شاء غفر) رابعاً: معظم ما جاء في البيعة باستثناء (قتل الأبناء) كان مما هو متعارف عليه عند العرب. خامساً: قوله (ولا نعصيه في معروف) تجعلنا نقول بأن حدود هذا (المعروف) مبهمة فما هو المعروف الذي لا ينبغي على المسلمين يطيعوا الرسول فيه؟ الأمر في اعتقادي الخاصة سوف يتضح فيما بعد ليصبح (الأمر بالقتال) .
|
ونأتي الى تفنيد جملة هذه الإستنتاجات وهنا لا يمكن أن يكون القول سوى بإستجلاب النص الأصلي لهذه المبايعة فما ذكرته يغيب عنه قول مهم وها هو :
ومن الطبيعي أن لاتشمل البيعة على الحرب فقد لم يأذن بها بعد في ذلك التوقيت, وليس لنا كثير في ذلك ولايهم فى طور أن الرسول الكريم كان في عرض نفسه على جميع من كان في ذلك الموسم. ولكن أن نقول البيعة كانت أخلاقية فقط, ولم توضح البيعة سلطان الرسول فهذا قول مردود وترده نصوص البيعة أعلاه فكيف ذلك ؟؟ وما تحته خط يجب النظر فيه جيداً, حيث تنص الوثيقة على ست لاءات, وهي بمثابة تشريع جديد ,وهذا التشريع كأي تشريع كانت له سلطة تنفذ ما جاء فيه وتقود من يتعاقدون عليه. ونتفق أنها لم تكن جديدة على الأديان التي سبقت الإسلام ولكن كانت جديدة على العرب، وبالرغم من أنهم كانوا عالمين بها كهؤلاء اليثاربة إلأ أنهم لم يعملوا به من قبل, وكانت بحق قوانين جديدة عن ما كانوا به من جاهلية وقبولها لم يكن بالأمر السهل ,ولو كان سهلاً لما رفضه أهل قريش .وذكرت نصوص البيعة تحديداً مرجع الأمر في عقاب ذلك لإثنين وهما الرسول الكريم والله. وعند الرسول الكريم هو (فأخذتم بحده في الدنيا ) وهنا يظهر وجوب الطاعة للرسول الكريم فيما ظهر من مخالفات, فهو القائم على الدعوة وهؤلاء هم مبايعوها. لذلك كانت الطاعة واضحة للرسول الكريم في نص بيعة العقبة الأولى وأما ما استتر فلن يعلم به إلأ الله ولذلك مرده له.
نواصل...
(عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 07-03-2008, 11:41 AM) (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 10-03-2008, 05:29 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ..
Quote: ولكن الأمر الذي يجب ان نركز عليه هو دور وجود مصعب بن عمير في المدينة قبل مجيء المسلمين والرسول إليها وهذا الذي سنعرفه فيما بعد طبعاً.
|
كنت أنتظر أن تطل على هذه النقطة بوافر كبير, ولكن لا أدرى لماذا قفلت عنها وإعتقادي أن فترة مصعب بن عمير في المدينة هي التي هيئت للرسول الكريم من بيعة العقبة الثانية. وهو الذي ذهب مع من بايع في العقبة الأولى ليفقه في الدين, ولكن كان الدور الذي قام به هو الدعوة أيضاً لسكان المدينة, وجاء ذلك وبعد حادثة سعد بن معاذ مع مصعب وإبن زرارة ,وقيل أنه لم يبقى بيت من بيوت الأنصار وإلأ أسلم منه رجال ونساء. وحتى البيوت التي لم يدخلها الإسلام عن طريق مصعب كانت لاتتعدى اصابع اليد الواحدة ومن هنا نستشف أن إستقبال الرسول الكريم في المدينة لم يكن وليد بيعة القبة الثانية بل الأولى وكذلك إنتشار الدعوة بين سكان المدينة كان السبب الأصيل لدعوة المسلمين للرسول الكريم لرحيلة من مكة حيث التضييق الى رحاب المدينة حيث الحماية والنصرة لدعوته ..
Quote: وربما المثير في أمر البيعة الثاني هو وجود صوتين أو نبرتين شديدتي التباين والاختلاف في ذات السياق، فمن ناحية فغن بداية نص البيعة تنص على الدعم غير المشروط والمساندة من الرسول للأنصار وهذا مبرر بعدما تخلى عنه قومه فلا بد له أن يبحث عن نصير وسند لدعوته، وفي هذا السياق جاء كلامه عن (أبايعكم على أن تجيروني مما ..... ) وهو الكلام الوارد أعلاه ، وهو طلب استجارة بكل ما تعنيه هذه الكلمة. وفي ذات الوقت نجد صوتاً آخر وهو صوت محمد القائد وهو يفرض عليه طاعته وسلطته فما نعرف هل كان الرسول يطرح نفسه لاجئاً على يثرب أم قائداً عليها؟
والأمر الآخر هو قول الرسول (بل الدم الدم والهدم الهدم) الذي يدل لنا بصورة قاطعة على نيّة الرسول المسبقة على أخذ مقاليد الأمور في يثرب ولو بالقوة، لأن القضاء على أيّ قوة مهددة ليثرب سواء من داخلها أو من خارجها يصب في النهاية في مصلحة الأنصار، فلو استطاع الرسول القضاء على اليهود لأزاح عن كاهل الأنصار عبئاً كبيراً حتى ولو خرج منهم بعد ذلك وعاد إلى مكة، ولو فرض سيطرته على قريش ضمنوا بذلك أن تهابهم بقية العرب.
|
ولكن نأتي لذكر بيعة العقبة الثانية وماذا كان فيها وهل كانت بيعة حرب كما تقول أنت والمؤرخون اللاحقون أم كانت بيعة حلف وجوار؟ وللإجابة لابد من الرجوع لتفاصيل المشهد عند البيعة نفسها, حيث خطب أولاً العباس عم الرسول الكريم في جمع الأنصار, وقال لهم ما معناه أن الرسول الكريم برغم الحماية التي يجدها هنا إلأ أنه إختار الرحيل إليكم بعد دعوتكم له لكي يرحل للمدينة (وهنا يظهر بما لايدع مجال للشك أن الرسول قدمت له الدعوة من قبل الأنصار للذهاب للمدينة والإقامة فيها وهو ما يعني أن الوضع في المدينة صار قابلاً لإقامة الرسول الكريم وصار هؤلاء المسلمون اليثاربة في شوق كبير لنصرة الرسول الكريم ودعوته التي رفضها كما قلت أهل قريش ولكن دون نسيان لما لاقاه من الأذى) وتابع العباس وقال فلو كان عندكم الإستعداد الكامل لحمايته هنالك وقادرون على الوفاء فليكن ,ولو لم تستطيعوا ذلك فخلوا عنه الأن .وعندما تلا الرسول بيعته وهو ما ذكرته في تعقيبك أخذ البراء بيد رسول الله وقال لك ما تطلب فبايعنا يا رسول الله, وقبل ان ننتقل الى تدخل أبو الهيثم بن التيهان دعنا نرى شكل النص الذي قاله الرسول ,وفيه يظهر أنه قد حسم امره لتلبية دعوة الأنصار بالذهاب للمدينة وأنه طلب منهم أن يحموه كما يحموا نسائهم وأطفالهم, أي بمعنى اشمل أنه سوف يصير واحداً منهم, وليس عهداً وبيعة للحرب ذلك الذي جاء في تعقيبك. وحتى عندما تدخل بن التيهان وقال ما قال مما ذكرت ماذا كان رد الرسول الكريم؟ أولاً وقبل المواصلة فقد كتبت أنت في تعقيبك أن الرسول قد رد بـ(الدم الدم ,الهدم الهدم) وهو ما يجعل في نظر القارئ أن الرسول الكريم كانت له نوايا بائتة تجاه سكان المدينة من غير مبايعيه وأن الرسول الكريم رمى من ذلك بأن تكون هذه البيعة بيعة حرب وكذلك خلو البيعة ايضاً من الأخلاق وإلى هنا فالقارئ بالتأكيد سوف يُصاب بصدمة كبيرة تجاه هذا القول في رسوله الكريم ولكن لنرى النص كاملاً والذي قطعته ولا اعلم لماذا وتشبه لى كمثل الذي يقطع الأية (ولاتقربوا الصلاة..)..
وفي النص الكامل يظهرما هو مقطوع في تعقيبكم وهو أولاً عبارة ( أنتم مني وأنا منكم ) وهنا يظهر أن الرسول الكريم قد اصبح واحداً من أهل المدينة , ومرد هذه المقولة في إعتقادي يرجع لدعوة الأنصار له للإقامة بالمدينة ,وبالتالى فكل ما يقع عليهم يقع عليه ولو لم يكن كذلك لما صرح بالعبارة التي قبلها, وهذا حتى قبل أن يبايعوه يداً بيد.وتفسير العبارة الأولى كان في الثانية وهي (أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم) وهنا تفسير كبير يُدلل على خلق الرسول الكريم الأمين وهو ظهور إحترامه لهؤلاء القوم وتؤكد هذه المقولة أنه معهم في السلم والحرب وليس هم معه في حربه وسلمه. ومن ناحية آخرى فعبارة الدم الدم تعارف عليها العرب وهذا شيئ طبيعي لمن اراد الإجارة والحلف (أنظر ما تحته خط اسفل الصورة) ,وما قاله الرسول لمن يكن جديداً على العرب وهذه الصيغة بالتحديد متعارف عليها في عقد الأحلاف سلماً أو حرباً ,ويؤكد ذلك ما جاء في صحيفة المدينة عندما ابقى الرسول الكل على مسئولياته ولم يقطع العهود التي كانت قبله .وبالرغم من أنك أظهرت البيعة كما كانت وذلك في قولك:
Quote: بل كانت تنص على استجارة وحماية ليس إلا |
وهو باب تناقض من جانبك كان بائناً عندما سبقت القول أعلاه بــ:
Quote: وما جاء في البيعة لم يكن عهداً على الطاعة بل كان دعوة لتوحيد الصف والحرب من أجل خدمة المصالح المشتركة |
ونواصل تعقيب ذلك في المداخلة التى تليها ..
(عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 10-03-2008, 05:31 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
هشام تحياتي ..
ووصلاً لما إنقطع وهو ما نريد قوله أن البيعة كانت بيعة حلف وجوار وهو ما يشابه كثير من الأحلاف ولكن كانت في نفس الوقت بيعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى اى شملت الطاعة ولنبين ذلك لابد من أخذ مضمون البيعة وإختلافها عن التحالفات العادية التي كانت تحددها المصالح المشتركة وشكل الحمايات,ويظهر هنا تحديداً بُعد هذا المقام من شكل التحالف العادي والذي تعارفت عليه الجاهلية فلا مصالح مشتركة يمكن أن تجول في مخيلة اليثاربة في ذلك الحين يمكن أن يأتي بها الرسول الكريم حتى ولو كان من وسلوى من الله يطعمون به أنفسهم,ولا حماية موعودين بها من الرسول الكريم يمكن أن تقيهم شر الغزوات بل وعندما سالوا رسول الله عن ما سوف ينيبهم إن هم هلكوا في الدفاع عنه قال لكم الجنة, فبايعوه يداً بيد فقد أسلموا بما جاء به الرسول وهو الدين الذي جاء في مضمون هذه البيعة ,والذي كان عماداً لتلاقي الطرفين, ويظهر ذلك في بيعة العقبة الأولى وهنا الطاعة واجبة للرسول الكريم لأنه مرد ما بويع عليه ومن ثم الله ويعضد هذا قول العباس بن عبادة بن نضلة(وليس عبادة بن الصامت) بعد إنتهاء البيعة (والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن غداً على أهل منى باسيافنا) ورد الرسول الكريم (لم نؤمر بذلك) وهنا ظهرت الطاعة في المخصوص من البيعة ,ويظهر بما لايدع مجالاً للشك أن الرسول لم تكن له أي من نوايا شن الحروب على اي كان ,وحتى أكثر الذين أذوه وهم أهل قريش ,وأيضاً تظهر هنا واجبات الرسالة المكلف بها من قِبل الخالق ,حيث مهما بلغت عبقرية الفرد إلأ أن ما وصل إليه الرسول الكريم في دعوته كان بالإمكان الوصول إليه منذ قول بن نضلة ,ولكن كان هنالك من يُحدد التوقيت لكل شيئ وبالطبع لم يكن الرسول الكريم .والذي لم يكن سوى مأموراً يأتيه الأمر بعد وحي . ولو قال الرسول (لم نؤمر بعد) بدلاً عن (لم نؤمر بذلك) لكان حقاً أن نقول أن الرسول الكريم كانت له من النوايا ما يمكن أن يعددها أي شخص كماً ونوعاً ,وكان حينها يمكن أن نطلق أن الدين الذي جاء به الرسول الكريم له من التشكيك ما له دون أي بارقة امل من كبح جماح الخيال, ولكن لم يلفظ الرسول كلمة (بعد) وهنا وارد كبير في هذا القول لابد من تبيانه وهو أن ورود كلمة (بعد) تعني أن الرسول الكريم يعلم بأن أمر الحرب سوف يأتي من المولى عزوجل وهو ما يعضد فكرة أن الرسول الكريم خلق نبوته ولكن السؤال الهام من اين أتت كلمة (بعد ) الى مخيلتنا فى طور ردودنا ؟؟ أو من هو من قام بإستبدال كلمة (بذلك) الى كلمة (بعد) ؟؟ سوف نقوم بتفسير كل ذلك في مواصلة التعقيب ..
نواصل ...
(عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 07-05-2008, 06:12 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
أثره في الآخرين ـ حين أراد عمر بن الخطاب أن يصف عبادة بن الصامت قال: “رجل يعد في الرجال بألف رجل، قال عنه ابن الخطاب هذه العبارة حين أرسله مدداً لعمرو بن العاص في فتح مصر، إذ كان طويلا فارع الطول، أسمر البشرة، ويعد ابن الصامت من السابقين إلى الإسلام، إذ كان من رجال البيعة الأولى ومن بني عوف بن الخزرج الأنصاري، أي من الأنصار الذين نصروا وآووا وبذلوا أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله. وقد كان عبادة بن الصامت خير مسلم في معاملته وجهاده، إذ شهد كل الأحداث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعب دوراً مهماً في إخراج يهود بني قينقاع، حلفائه في الجاهلية من المدينة، كما وقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم يؤازره ويناصره ضد اليهود والمنافقين، وفي حروب الردة كان فارساَ ومجاهداً في سبيل الله.
ـ ويرى علماء التفسير أن عبادة بن الصامت أنزلت فيه الآيات من 51 إلى 53 من (سورة المائدة) والتي يقول فيها الحق “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين. ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين”. ونزلت الآيات عندما انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى، فآلم هذا النصر اليهود وشرعوا في التحرش بالمسلمين، وحدث ذات مرة في سوق بني قينقاع أن قدمت امرأة من العرب بحلي لها فباعته، وجلست إلى صائغ السوق، فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهودياً فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع. وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم، فحضر مسرعاً إلى السوق ثم قال: يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من نقمة، وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم. قالوا: يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوماً أغماراً لا علم لهم بالحرب فأصبت فرصة، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أّنا نحن الناس. وبعد ذلك أرسلوا إليه عبد الله بن أُبي بن سلول فكلمه فيهم، فلم يجبه فقال: يا محمد أحسن في مواليّ، وكانوا حلفاء الخزرج فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له الرسول أرسلني وغضب الرسول حتى رأوا لوجهه ظللاً، ثم قال: ويحك أرسلني. قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصرهم في غداة واحدة؟. إني والله امرؤ أخشى الدوائر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك. وعندما علم عبادة بن الصامت بما كان من أمر اليهود وأمر عبد الله بن أبيّ، جاء مسرعاً إلى النبي وقال: يا رسول الله إن أوليائي من اليهود كانت شديدة أنفسهم، كثيراً سلاحهم، شديدة شوكتهم، وأنا أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، ولا مولى لي إلا الله ورسوله.
فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: لكن لا أبرأ من ولاية يهود إني رجل لابد لي منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يا أبا الأحباب أرأيت الذي نفست به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت؟.. فهو لك دونه.
فقال: إذن أقبل.
فنزلت الآيات في قوله تعالى: “يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين”.
وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب يزيد بن سفيان إليه: قد احتاج أهل الشام إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأرسل إليه عمر، معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت وأبا الدرداء، فأقام عبادة بحمص فاستخلفه عليها أبو عبيدة بن الجراح، عندما سار لفتح “طرطوس” ففتحها، وكان أول من ولي قضاء فلسطين من قبل عمر بن الخطاب.
وكان ممن جَمَعَ القُرْآنَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمْسَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذٌ، وَعُبَادَةُ، وَأُبَيٌّ، وَأَبُو أَيُّوْبَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ
.فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ، كَتَبَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَيْهِ: إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَثِيْرٌ، وَقَدِ احْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ القُرْآنَ، وَيُفَقِّهُهُم.
فَقَالَ: أَعِيْنُوْنِي بِثَلاَثَةٍ.
فَقَالُو:هَذَا شَيْخٌ كَبِيْرٌ - لأَبِي أَيُّوْبَ - وَهَذَا سَقِيْمٌ - لأُبَيٍّ -.
فَخَرَجَ الثَّلاَثَةُ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: ابْدَؤُوا بِحِمْصَ، فَإِذَا رَضِيْتُم مِنْهُم، فَلْيَخْرُجْ وَاحِدٌ إِلَى دِمَشْقَ، وَآخَرُ إِلَى فِلَسْطِيْنَ.
وروي أنه أُهديَت لعُبادة بن الصامت هديةٌ، ومعه في الدار اثني عشر أهل بيتٍ، فقال عُبادة: (اذهبوا بهذه إلى آل فلان فهم أحوج إليها منّا) فما زالوا كلّما جئتُ إلى أهلِ بيتٍ يقولون: (اذهبوا إلى آل فلان، هم أحوج إليه منّا) حتى رجعت الهدية إليه قبل الصبح.
http://www.rasoulallah.net/subject2.asp?hit=1&parent_id=11&sub_id=1512
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
ملاحظة ومرور هامشي ليس في صلب النقاش: في رمضان السنة العاشرة من البعثة كانت وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وموت أبوطالب ، (عام الحزن) أعقب ذلك رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهورة للطائف ثم العودة منها ليدخل مكة بإجارة المطعم بن عدي ، وفي موسم حج ذلك العام استأنف دعوة وفود الحجيج كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة ، وقد بدأ يطلب منهم من هذه السنة ـ العاشرة ـ أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به .وكان في من قابل وفد من الأوس، جاءوا يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، وذلك قبيل حرب بعاث في أوائل سنة 11 من النبوة؛ إذ كانت نيران العداوة متقدة في يثرب بين القبيلتين ـ وكان الأوس أقل عددًا من الخزرج ـ فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقدمهم جاءهم، فجلس إليهم، وقال لهم : ( هل لكم في خير مما جئتم له ؟ ) فقالوا : وما ذاك ؟ قال : ( أنا رسول الله، بعثنى إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليّ الكتاب ) ، ثم ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن . فقال إياس بن معاذ : أي قوم، هذا والله خير مما جئتم له، فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع ـ رجل من الوفد ـ حفنة من تراب البطحاء فرمى بها وجه إياس، وقال : دعنا فلعمرى لقد جئنا لغير هذا، فصمت إياس، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرفوا إلى المدينة من غير أن ينجحوا في عقد حلف مع قريش . وبعد رجوعهم إلى يثرب لم يلبث إياس أن هلك، وكان يهلل ويكبر ويحمد ويسبح عند موته، فلا يشكون أنه مات مسلمًا ، والجزء الأخير من قصة إياس بن معاذ يدل على أنه بالرغم من الإستضعاف الذي عومل به إياس بن معاذ إلا أن الله تعالى قبل منه ذلك الموقف وختم له بخاتمة السعادة ، وفي ذلك عبرة لمن يعتبر وعظة لمن يتعظ ، وأرى أن الأخ تغاضى عن ذكر هذه النهاية لأنها لا تتفق مع محاولة التفسير المادي لوقائع السيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
التحية لصاحب الملف وأضيافه الكرام بمثل هذا الملف يصبح لمن يقرأ هنا استثماراً طيباً للوقت وإدارته للمعرفة ، رغم وعورة التداخل بين الروايات التاريخية والدينية للأحداث ....
التهنئة لكم جميعاً
ونُثمن الحوار النقي الذي يُطور .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مبحث عــلمي.. (Re: مجاهد عبدالله)
|
المحترم الأستاذ عبدالله سلامات وأحوالك ..
عظيم إمتناني وتقديري بمرورك الكريم وأتمنى أن يكون لبحثنا فائدة عامة ..
خالص الود والإحترام ...
| |
|
|
|
|
|
|
|