|
عـلى ضـفاف الحـياة السـرية للأشــياء ...
|
على ضفاف الحياة السرية للأشياء للروائي الأستاذ محسن خالد كنت في موعد طيب للسياحة الأدبية , رواية تتعاظم فيها حكم الحياة وضغوطها النوعية على كثير من شخوص الرواية نفسها , وفرقة أطلنتس الموسيقية محور الرواية كانت تحكي عن بحث الفن الدائم لأرضية تتقبله على مزاج وحياة الفنان وليس بإلتزامات الحياة الصارمة التي تخلّقت من نظر الناس للفنان , وبالرغم من أن أعضاء الفرقة كما تظهر من الرواية بمناكفات أعضائها مع الغير إلأ أن مناكفاتهم من بعضهم البعض كانت تحكي الحميمية التي هم بها , وتستشف ذلك من شكل الحوارات العديدة التي دارت بين شخوص الرواية من داخل الفرقة أو من غير أعضائها . أجمل ما أعجبني في الرواية السخرية الكبيرة التي كان بها جورج صاحب المتجر المسيخ وكرهه لفرقة أطلنتس , وبالرغم من أن حوارات جورج لم تكن كثيرة بالرواية إلأ أن الكاتب أوصل لقارئه إختلاف الأمزجة لمتلقي الفنون , والتي أتى علاجها من خلال ردود جورج على كل من هيكتور وشادي في الفصل الأول والرابع من الرواية , وفي الأول يظهر جورج إمتعاضه من الديون الهالكة التي جرى هيكتور عضو الفرقة من إستجرارها من متجر جورج , وفيه قدم الكاتب سخرية حوارية كبيرة بين جورج وهيكتور , فبينما الأول يظهر كرهه لفرقة أطلنتس ويفرغ كل ذلك على هيكتور الذي يقف أمام المتجر لممارسة عادته للإستدانة جرى المشهد التالي بينهما بعد أن بث جورج كل كرهه على الفرقة وهيكتور تحمّل كل ذلك من أجل توفيز الغذاء للفرقة:
يقول هيكتور : تظلمني يا جورج , أنا رجل طموح لدرجة التفكير في تأليف دين , ولكن أنت تعرف الظروف . فرد عليه جورج : أية ظروف؟ لا تعرف طريق السماء مثلاً ؟ أم ماذا ؟ أسمع يا هيكتور , لا أحد يطلب منك أن تنقذ البشرية , فقط دع عنك التبجح وأنقذ بطنك لا أكثر .(*)
وداعة كاملة ظهرت من قول هيكتور قابلتها سخرية لاذعة من جورج صاحب المتجر فقد أضحكني المشهد كثيراً, والرواية بها سلاسة سريعة لرسم مشاهد فصولها على مخيلة القارئ .الرواية جديرة بالقراءة لما تحمله من معان عميقة في فلسفة الحياة بالرغم من سخرية الحوارات التي دارت بين شخوص الرواية ...
نواصل ..
______________ (*) النقل ليس حرفياً عن الرواية حيث يتطلب ذلك إذن مسبق من الناشر
|
|
|
|
|
|