دولة الإسلام أم الأوهام!!!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 02:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مجاهد عبدالله محمد علي(مجاهد عبدالله)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2007, 03:15 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دولة الإسلام أم الأوهام!!!!

    بدأ هذا الخيط في بوست آخر مع الأخ فرانكلي وأفردت هذا البوست لتبيان شكل هذه الدولة التي ما وجدت يوماً ما وموانع وجودهامستقبلاً ،وهو ما ورد عن سيد قطب وصار شعاراً يعتنقه الإسلام السياسي بكل ملله ونحله وما ورد عنه هو التالي:
    Quote: لقد اجتمع فى المجتمع الاسلامى المتفوق :العربى والفارسى والشامى والمصرى والمغربى والتركى والصينى والهندى والرومانى والاغريقى والاندونيسى والافريقى ...الى آخر الأقوام والأجناس .ولم تكن هذه الحضارة يوما ما "عربية"انما كانت دائما "اسلامية" ولم تكن يوما ما "قومية" انما كانت دائما "عقيدية"


    وجاء هذا في مقال بعنوان لا للعروبة ولا للقومية نعم للعقيدة الواحدة للكاتبة إيمان مصطفى..
    وبدأ حوارنا عندما إستنكرنا هذا العنوان وشكل هذه الدولة فكان تعقيب الأخ فرانكلي الأتي:
    Quote: الأخ الكريم مجاهد عبد الله

    أعود إليك بالرغم من التهريج الحاصل من قبل الجمهوريين في هذا المقال ومحاولة التشويش علينا

    أخي الكريم ذكرت



    Quote: لا للقومية ولا للعروبة ونعم للعقيدة الواحدة


    Quote: هذا هو الشعار الذي مزق الأمة وخلفنا عن التقدم وذلك لرفضه المضمون الأصيل للجماعة التي حملت هذه العقيدة وهو بناء في السراب لدولة لاتوجد إلأ في الأوهام

    فللسف قد بدأت كلامك بتناقض كبير وهو أن هذا الشعار هو الذي مزق الأمة ولم توضح أي أمة تقصد ومع ذلك قلت أن الشعار الذي يجم مسلمي الأمم كلها تحت شعار لا غله إلا الله محمد رسول الله هو الذي مزقها مع أنه هو الذي وحدها وهو ما جاء في صدر مقالي عن الشهيد سيد قطب إذ يقول:

    Quote: لقد اجتمع فى المجتمع الاسلامى المتفوق :العربى والفارسى والشامى والمصرى والمغربى والتركى والصينى والهندى والرومانى والاغريقى والاندونيسى والافريقى ...الى آخر الأقوام والأجناس .ولم تكن هذه الحضارة يوما ما "عربية"انما كانت دائما "اسلامية" ولم تكن يوما ما "قومية" انما كانت دائما "عقيدية"

    والتناقض الثاني أنك قررت أن الدولة على أساس الوحدة العقدية الإسلامية لا توجد إلا في الأوهام وهذا غير صحيح البتة بل لم تقم هناك أي دولة قومية عروبية جامعة لكل العرب في التاريخ

    فنحن عندما نتحدث عن رفض العروبة لا نرفض بذلك الجنس العربي ولا نرفض فكر أن كوننا عرباً أو ننتمي لدولة عربية يمكننا من التوحد ضد الأخطار الخارجية والسبب في ذلك بسيط جداً وهو عن أي أسس يمكننا أن نتوحد وكل له مشربه الفكري والعقدي فهل نتوحد على العلمانية ام على المسيحية أم على اللادينية؟

    نحن ندعوا المسلمين أن ينبذوا القبلية والقوميات ويكونوا أخواننا في الله متحابين تراهم ركعاً سجداً يرجون رحمة الله ورضوانه

    هل هنا أي فكر يوحد هؤلاء الأقوام والأمم كما يفعل الإسلام؟

    تحياتي كمال

    وكان ردنا:
    Quote: الأخ كمال
    سلاماً من الله عليك
    اولاً أستميحك عذراً لنقلي النقاش للصفحة الثانية ...

    الأختلاف يولد الإتفاق وهي من العموميات لأي نقاش كان فليس معنى ذلك أنني سوف أنتصر عليك أو تنتصر أنت على وتعلم أننا في السودان أضعنا الكثير من الوقت في الجدال الذي لايفضي الى إتفاق ولسوف تجدني صابراً على الحوار بقدر ما يأخذ لأن ما نود أن نناقشه هو أثر من خيوط التخلف الكبيرة التي نرزح تحتها لقرون طويلة ومسئوليتنا في إخراج الوطن من وهدته لاتقل عن حمل الأمانة التي أبتها بقية المخلوقات وحملتها النفس المليئة بألأماّرات وليكن قول إبن الهيثم حاضراً بيننا (كل منهجين إما أن يكونا صادقين او كاذبين او أحدهما صادق والآخر كاذب فإذا تحقق في البحث وأمعن في النظر ذهب الإختلاف وبان الإتفاق).
    عندما أشرت في مقدمة مداخلتي بعنوان المقال الذي أفترعت أنت له البوست وهو الدعوة للعقيدة ورفض القومية او العروبة لكاتب المقال فإن تعقيبي كان واضحاً عندما كتبت أن هذا هو الذي خلف الأمة وأقصد بالأمة هنا تلك المرفوضة أي الأمة العربية وتسألت أنت عما أقصد بلفظ الأمة وعن أي أمة أتحدث وهو حق صريح لك ويجب علينا أولاً أن نحدد مفهومها الأصيل وذلك حتي لانطلق القول على عواهنه فنصبح في جهالة من أمرنا وذلك لان كلمة أمة أرتبطت كثيراً في وجدان الكثيرين بانها الأمة الأسلامية وما عداها في مطلوق اللفظ علي غيرها داخل المجتمع المسلم بدعة وذلك كلفظ الأمة العربية بينما العكس هو السليم وذلك لان الإسلام رسالة الى كل الأمم( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) { سبأ : 28 }وتعني الى كافة الناس وهنا نستبين أن الإسلام علاقة إنتماء الى دين خالد في الزمان بحكم ختمه للرسالات ( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) { الأحزاب : 40 } وعلاقة إنتماء خالد في المكان بعموم رسالته لكل البشر ( قل يأيها الناس اني رسول الله اليكم جميعاً ) { الأعراف : 158 }.وهنا لنقف قليلاً حول من هو المتناقض أنا أم سيد قطب فالمعرفة الطبيعية للشعوب تقر بوجود الأمم وكذلك القران حيث ورد لفظ الأمة في اربع وستين أية وكانت كلها ذات دلالة واحدة إلأ في أربع أيات كانت لها معان غير إطلاقها على الدلالة لمطلق الجماعة وشملت الجماعة من الناس او الجن او الحيوان والتناقض القطبي الذي أعنيه هو مبدأ إطلاقه لفظ الأمة على كل الأمم كمثاله للمجتمع الإسلامي المتفوق وهو مثل وإن حسنت نيته يخالف الظاهر والباطن الذي جاء في القران والذي علمنا أن الأمم متعددة في الزمان والمكان وهي حكمة القران وعلمياً تجد التمايز يفترض التعدد وهو تخصيص الجماعة تميزها عن غيرها من الجماعات وحكمة الله في هذا التمايز أرجعه لمشيئته كفاً للجدل واوضحة في أكثر من أية( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) { النحل : 93 }فالدولة العقيدية التي نادى بها سيد قطب لايمكن أن تقوم بحصر كل الأمم في أمة واحدة وذلك بإختلاف الزمان والمكان لفظاً ومن ثم معناً وما نادى به على قرار السنة المطهرة يعتبر بدعة لأن دولة المدينة لم تفرض على ساكنيها أن يدخلوا الإسلام ويكونوا تحت دولة لاإله إلأالله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ودولة المدينة هي الأصل الذي يجب أن نعتز به كمسلمين،أما عن أنه لم تكن هذه الحضارة يوماً ما عربية أو قومية فهو إجحاف للمعنى العلمي للحضارة والعروبة والقومية وما يهمنا هنا هو العروبة،فالعروبة علاقة إنتماء مقصورة على شعب(شعب تتباين فيه المجموعات وتلتقي على عنصر توحدها الحضاري) معين من بين الشعوب ومكان معين من الأرض وهي نتاج تطور تاريخي حتمي من الأسرة ثم العشيرة ثم القبيلة ثم الشعوبية وهو إستنفاد كامل لكل العلاقات لذا فإن الإجتماع المعني في تناول المثل يدحض نفسه بالمعنى العقدي لفكرة القومية ويمكن أن نطلق عليه إلتقاء أممي وأعتقد أنه قد برأت نفسي تماماً من هذا التناقض بل وحمله مطلقه ومعنون أزمته فخصائص الأمم لايمكن النظر عليها من خلال التدوال واللقاءات ولكن من التعايش الذي أنتج حضاراتها.أما عن التناقض الآخر والذي حملتني اياه بعدم وجود دولة عروبية جامعة في التاريخ فانا أتحمله لاني أبذل جهدي لقيامها ورؤيتها بما أحمله من مفاهيم خاصة لها تستوعب حتى الأقليات التي بها وتتدافع بالقانون والدستور،واما وجود الدولة العقدية الإسلامية فلازلت عند موقفي بانها توجد فقط في الأوهام وتفسيري لذلك هو سؤال العقل عنها والذي لايستطيع رسم حدودها او عدد شعوبها وهذا من حيث منظور الخيال اما في الحقيقة فلنا الكثير عن دولة الأوهام نفصل فيه لاحقاً كما مدارج الحوار .
    دعوتك للمسلمين أن يكونوا متحابين غير مرفوضة ولكن نفترض التعميم لكل البشرية أن يكونوا رسل السلام والأخاء والمحبة..
    ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة...


    نواصل...

                  

02-08-2007, 03:46 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة الإسلام أم الأوهام!!!! (Re: مجاهد عبدالله)

    Quote: الأخ الكريم مجاهد عبد الله

    الأمر الذي نحن بصدد نقاشه من منطلق المقال هو العودة لوحدة العقيدة الإسلامية للمسلمين عوضاً عن القوميات والعروبة التي تفرّق المسلمين العرب عن العجب فالمسلمون دينهم واحد والمهددات التي تواجههم واحدة سواء كانوا فرساً او شيشانيين أو أوفغانيين أو عراقيين أو سودانيين أو عرباً أو عجماً فهم أمة واحدة تجتمع على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله

    لافرق بين ابيضهم واحمرهم واسودهم إلا بالتقوى وهم كما سواسية كأسنان المشط ومثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

    فالأمر كما قلت لك سابقاً ليس نبذا للقوميات بقدر ما هو نبذ للتعصب للقوميات والقبائلية والعنصرية

    فالأمر في الإسلام دوماً وسط لا إفراط ولا تفريط فلا نسب الأنساب والإجناس ولا نتفاخر بالأجناس والأنساب على حساب الأخرين
    الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والتمسك بالعادات المتلقاة من الآباء والأجداد، محذرا مما يترتب عليها من مخاطر كالتحزب والتفرق وهو الأمر المخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية.

    فالمسمون العرب مثلهم مثل المسلمون العجم عدوهم واحد وما يصيب مجموعة منهم هو اصابة لكل الأمة المسلمة وما يفرح مجموعة منهم هو فرح لكل المسلمين

    وكان ردنا:
    Quote: الأخ كمال
    سلاماً من الله عليك
    يبدو أن الخيوط تتشابه في المقال صادر البوست بالرغم من ذلك فإن مأخذنا عليه هو الدعوة القطبية لوحدة العقيدة الإسلامية او بمعنى أوضح هو المضمون الأصيل للأيدولوجية التي يعتنقها الإسلام السياسي بصورة لا تحتمل الخلط وهو فيما معناه الدعوة للوحدة الإسلامية وهو نقيض الدعوة لشيئ آخر ومن أيدولوجية آخري فمثلاً كقوميين ندعو للوحدة العربية والقوميات تختلف في شكل الطرح من والى آخرى والشيوعيين يدعون الى وحدة العالم تحت مفهوم البرولتاريا والأقليميون يدعون الى التجزية بالمفهوم الوطني وذلك بخلاف متسلقي الفكر الذين غدوا ينادون بشيئ آخر لايدركون حتى كنهه ،عرجت لهذه التوضيحات حتى لا نخلط الأمور بعضها البعض وأصبح كغير المتفهم لجوهر المقال وهنا في طي الرد المقدم منك أبنت الدعوة لوحدة العقيدة ويبدو أن تفضيلها على العروبة او القومية سببتها للفرقة التي تحدثها ،كما حددت أنت الضرورة لها بالمهددات التي تواجه المسلمين في كل البقاع وهنا دعنا نتحدث قليلاً عن وهم الدعوة للوحدة الإسلامية ،فإذا كان المقصود بوحدة العقيدة او الوحدة الإسلامية هو وحدة الذين تلقوا أمراً من عند الله بأن يعتصموا بحبله ولايتفرقوا في الدين

    Quote: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)

    الشورى13

    Quote: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)


    آل عمران103-
    فاننا نقول أن الوحدة متحققة والحمدلله ذلك بما تعني أنت من مفهوم للأمة الأسلامية لكل المنتمين الى الإسلام ديناً بصرف النظر عن أجناسهم والوانهم ولغاتهم واوطانهم وشعوبهم واممهم ،فانهم ليعبرون كل يوم او كل ساعة عن وحدتهم هذه بما يفرضه الإسلام من مظاهر الوحدة في الدين وانهم يشهدون بكل لغة أو بدون لغة بوحدانية الله وأن محمداً عبده ورسوله،ويصلون جميعاً في الأوقات المعلومة للصلاة ميممين وجوههم الى قبلة واحدة أياً كانت مواقعهم في البسيطة ويصومون جميعاً شهراً واحدا معيناً كل عام حتى ولو كانوافي بقاع يقتسم عامها الليل والنهار ويؤدون الزكاة ويحج كل قادر منهم في ميقات معلوم من كل عام ،وحتى الذين لايؤدون هذه الفرائض عامدين أو ساهين وهم مسلمون فإن شعورهم بالإثم من تخلفهم من أداء هذه الشعائر يؤكد أنهم مسلمون ومنتمون لهذه الأمة ومن هنا يتحقق فرض الإنتماء لهذه الأمة كما تعني وهذا من ناحية وحدة عقيدة الأمة اما أذا كان المقصود بالوحدة الإسلامية شكل دولة واحدة يكون الأنتماء اليها مقصوراً على المسلمين فإنها بدعة لايعرفها الإسلام ديناً ولم يعرفها تاريخ المسلمين وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ،وحتى دولة المدينة على عهد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم تعرف مثل هذه الدولة،وهي الدولة التي إعتمدت التعدد المتعدد وكان قانونهم صحيفة المدينة والتي يمكن إعتبارها اول دستور يحكم رعايا مسلمين وغير مسلمين، ولم يكن هنالك تعصب بين قاطنيها بل وارتضوا الرسول عليه الصلاة والسلام أن يكون مسير إمورها لما عرف عنه من حكمة وعدل جعلت حتى اليهود يحتكمون اليه وهنا دالة آخري على منهج الشورى داخل الكيان الواحد وإن لم يرتضوه حاكماً لها لرضي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بحكم آخر يرتضونه ،وما يهمنا هنا هو نبذ التعصب الذي أتيت به فلا تعصب في القومية إنما التعصب ينبع من القبلية والعشائرية وما يستحق النبذ هو القبلية لا القومية وبقي ان نعرف أن شكل الدولة لايحدده الدين بل تحدده خصائص المجتمع المشكل له اي قوميته والإنتماء لهذه الدولة يقصر على من يحمل هذه الخصائص والتي ترتبط أرتباط وثيق بعنصر الأرض في هذه الدولة .
    عزيزي الفاضل..
    إن المهددات التي تتحدث عنها مستحدثة بافعال عكسية وله موروثات كثيرة نعلم ان عدونا الأصيل هو دولة إسرائيل المزروعة في الأرض العربية وهو صراع عربي إسرائيلي ولم يكن يوماً ما هو صراع ديانات ولو صبئت كل أمة محمد لم خرجت إسرائيل من هذه الأرض ولن نستطيع إخراجها إلأ بوحدتنا من الأرض المغتصبة وأما مسلمي البقاع الآخري فإن حروبهم لها أسباب أخرى بعيدة كل البعد من هم المنطقة وبعيدة أكثر من المفهوم التعبدي للإسلام وأجدني أتفق معك تماماً في وسطية الإسلام ولكن وسطيته في إعتداله ويجب علينا كمسلمين ان نفرق بين حدود الدولة وحدود الدعوة فالإسلام لاحدود له وهو لكافة العالمين أي لكافة الأمم.

    ولما عودة إن كانت في الأقدار حياة..
                  

02-08-2007, 07:02 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة الإسلام أم الأوهام!!!! (Re: مجاهد عبدالله)

    الاخ مجاهد،

    تحية طيبة

    شكرا لأنك فتحت هذا البوست فأنا لم أتابع نقاشك في بوست فرانكلي ..

    لقد قرأت مداخلاتك مع محمد الحسن سليمان في البوست الذي كتب فيه قصي وميسون وأعجبتني رؤيتك للمسألة التي عناها الأستاذ محمود في تلك النصوص..
    ما أود أن أقوله هو أن بإمكان المسلمين المشاركة في مجهود توحيد البشر وإحلال السلام على الأرض ولكن ليس على نوع الأفكار التي يتحدث عنها الإسلامويون بمختلف ألوانهم واتجاهاتهم.. الدين بمستوى الشريعة الإسلامية يفرق الناس ولا يجمعهم، فضلا عن أن الدين بهذا المستوى إنما يدفع المسلمين نحو التخلف وإنكار العلم ويدفعهم نحو القتال مع غير المسلمين.. أقترح عليك أن تقرأ كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" للاستاذ محمود في موقع الفكرة الجمهورية..
    وشكرا

    ياسر
                  

02-10-2007, 10:36 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة الإسلام أم الأوهام!!!! (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ المحترم د.ياسر

    سلامٌ من الله عليك
    Quote: لقد قرأت مداخلاتك مع محمد الحسن سليمان في البوست الذي كتب فيه قصي وميسون وأعجبتني رؤيتك للمسألة التي عناها الأستاذ محمود في تلك النصوص..



    الحمد لله الذي وفقني في أن يتوافق مقصدي مع ماذهب أليه الأستاذ محمود في مقصد التفسير للعلاقة الزوجية، ولكم انا ممتن بإعجابك في هذه الرؤية والتي حاولت ان ابين للأخ محمد أن نستوضح العقول قبل ان نلقي المجاهر من الزوايا المختلفة وقصدت بذلك التحرر من الخلافات العقدية عند تناول الأفكار بشكل عام،وجزيل شكري بهذا الإعجاب الذي لايقل عن إعجابنا بصبركم وتحملكم وأنتم ما فتئتم تفسرون للناس معنى الفكرة.
    قصدت من هذا الخيط أن أعالج بعض المفاهيم التي يبدو أنها قد ترسخت بفعل طول إعتلاء الإسلام السياسي دفة الحكم في السودان، وهو الدعوة التي يتبناها كثير من ملل الإسلام السياسي للدولة الإسلامية ،وهو الشيئ الغير مدروك الكنه حتى اللحظة حتى بين التيار السياسي الإسلامي نفسه ،وسبق أن قلنا ان المرادف لهذا هو الدعوة لدولة الأوهام التي لايمكن أن نتخيل حدود لها او شعب مخصص وبدين معين لها ،وكما سبق ايضاً أن قلنا ان الدولة الإسلامية بدعة لم يعرفها الدين الإسلامي ولم يعرفها تاريخ المسلمين وأنها لم تكن موجودة يوماً ما او ممكن قيامها في مستقبل منظور ،وبل صرفت الناس عن التنمية والتطور المنشود لأي أمة ،وكان غرق الكثيرين في هذا المستنقع الوهمي لا تفسير له مع عدم وجود النصوص ذات الدلالة القاطعة لتبيين شكل الدولة المزعومة من قبل الإسلام السياسي، وكذلك عدم ورود صنعها في السنة المطهرة ، فتشتت الجهود وضاعت الحقيقة ،ومازال التجني على الحقائق وشكل الدولة الممكنة في تواصل من قبل تيار الإسلام السياسي ،وسبق أن قلنا ان لاحدود يجب أن تحد الدعوة الإسلامية لأن الله باعثها لكل البشر أجمعين ،ولايجب لشعب معين ان يقصر هذه الرسالة على حدود سيادته حيث أن ذلك خروج عن مقصد الرسالة السامية للإسلام كديانة ،وهنا يتضح بما لايدع مجالاً للشك أن الدعوة للدولة الإسلامية لها مقصد آخر غير الذي أريد له ،فالدولة من مفهومها الأصيل ضرورة إجتماعية ليس إلأ ،والإجتماع المقصود هو التعدد المتعدد في الإثنيات والديانات والثقافات ،وإن كان هنالك ضرورة إسلامية لقيام دولة فإن ذلك يعني وجوب خدمتها للضرورة الإجتماعية ،أما عن الدعوة من مقصد التوحد للمسلمين فقد حققنا في ذلك ونتج الينا انها متحققة في الشكل العبادي وهو عروة وثقى بين العبد وخالقه ،وأن دور المسلم في هذا المقصد هو نشر الدعوة للإسلام دون كلل أو ملل كما قام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام،وكذلك دور المسلم في قيام الدولة ذات الضرورة الإجتماعية لايقل عن دوره الأول ،وهنا تجدني أخي د.ياسر اتفق معك في أن:
    Quote: ما أود أن أقوله هو أن بإمكان المسلمين المشاركة في مجهود توحيد البشر وإحلال السلام على الأرض
    خالص الود
    نواصل....
                  

02-10-2007, 07:14 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة الإسلام أم الأوهام!!!! (Re: مجاهد عبدالله)
                  

02-10-2007, 04:12 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة الإسلام أم الأوهام!!!! (Re: مجاهد عبدالله)

    Quote: عن الأمـــــــة

    6 - فهل يكون ذلك لأن العروبة علاقة انتماء إلى " أمة " عربية ، وأن تسمية العرب " أمة " تخصيص غير مبرر إسلامياً ، إذ الأمة في الاسلام هي " أمة المسلمين " أو" الأمة الاسلامية " ، فتكون مقولة " الأمة العربية " بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ؟ ... قد يكون . ولقد كان نفر ممن يتوهمون أن الاسلام دينهم وحدهم ، وأن الانتماء إليه مقصور عليهم دون الناس كافة يتخذون من فهمهم الخاص لدلالة كلمة " أمة " مدخلاً إلى نفي الوجود القومي للأمة العربية بإسم الاسلام . ثم يزيد بعضهم أن الانتماء إلى الأمة العربية هو في حقيقته انتماء اصطنع اصطناعاً لستر مواقف معارضة أو معادية للاسلام . ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) { الكهف : 5 } .

    فلنحتكم إلى كتاب الله لعلَهم يهتدون . قال تعالى : ( والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه ، قل إنما أمرت أن اعبد الله ولا أشرك به ، إليه أدعو وإليه مآب .وكذلك أنزلناه حكماً عربياً ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق ) { الرعد : 36 : 37 } .

    7 - وردت كلمة " أمة " في أربع وستين آية من آيات القرآن الكريم وكانت كلها ذات دلالة واحدة إلا في أربع آيات . أولى هذه الآيات جاءت في سورة النحل . قال الله تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفا ولم يك من المشركين ) { الآية : 120 } . فدلت الأمة على أن ابراهيم كان قدوة يؤتم به . وجاءت كلمة الأمة بمعنى الأجل في قوله تعالى : ( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ) { هود : 8 } . وجاءت في آيتين بمعنى العقيدة أو الطريق . قال تعالى : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )

    { الزخرف : 23 } .

    فيما عدا ذلك جاءت كلمة أمة في الآيات الباقيات للدلالة على مطلق الجماعة إذا تميزت عن غيرها أياً كان مضمون المميز . دلَ على أن الأمة جماعة انها في كل موضع جاءت في موقع الفاعل الغائب أشير اليها في الفعل بواو الجماعة . مثل في قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) { آل عمران : 104 } .

    وقوله( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق ) { الأعراف : 159 } . وقوله : ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق)

    { الأعراف : 181 } . وقوله ( وماكان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ) { يونس : 19 }

    ودلَ على أن الأمة مطلق الجماعة أنها قد جاءت في القرآن داَلة على الجماعة من الناس والجماعة من الجن والجماعة من الحيوان والجماعة من الطير . قال تعالى : ( قال أدخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والانس ) { الأعراف : 38 } . وقال : ( وما من دابة في الأرض ولاطائر يطير بجناحيه إلا أمم ) {الانعام:38 } . وبعد ان أخبرنا عن أمر نوح عليه السلام وما اصطحبه في الفلك من أنواع المخلوقات في قوله تعالى : ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ، وما آمن معه إلا قليل ) { هود :40 } ، قص علينا ماأمر به نوحاً : ( قيل يانوح اهبط منها بسلام منَا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك ) { هود : 48 } . يعني الجماعات المتميزة نوعيا من المخلوقات التي اصطحبها نوح معه .

    8 -ولما كان التمايز يفترض التعدد لتكون الجماعة متميزة عن غيرها علمنا القرآن أن الأمم متعددة في الزمان والمكان . أثبت التعدد أولا وأرجعه إلى مشيئة الله حتى يكف الجدل في حكمته وأكده في أكثر من آية

    قال : ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) { النحل : 93 } . وقال : ( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ) {الشورى : 8 } . وتحدث عن الأمم بصيغة الجمع في ثلاث عشرة آية أخرى .

    أما عن التعدد في الزَمان ففي البدء كان الناس امة واحدة متميزين " أمة " بأنهم من الناس . قال تعالى : ( كان الناس أمة واحدة ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ماجاءتهم البينات بغيا بينهم ، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) {ا لبقرة : 213 } . وقال ( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ، ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ) { يونس : 19 } . فالتعدد بدأ نفاذا لكلمة سبقت من الله بأن تكون الأمم متعددة وسيبقى قائما . قال تعالى : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ، ولايزالون مختلفين ) { هود : 118 } . فإذا جاءت الآخرة فإنهم أمم متعددة . قال تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ) { النساء : 41 } . وقال ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا )

    { النمل :83 } . وقال : ( ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم ) { القصص : 75 } . وقال :

    ( ولله ملك السماوات والأرض ، ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون . وترى كل أمة جاثية ، كل أمة تدعى إلى كتابها ، اليوم تجزون ماكنتم تعملون ) { الجاثية : 27 ، 28 } .

    ومابين البداية والنهاية تتابع الأمم المتعددة على آجال الزمان . لكل أمة أجل معلوم . قال تعالى : ( تلك أمة قد خلت ، لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ) { البقرة : 134 ، 141 } . وقال : ( ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ) {الأعراف : 34 } . وقال : ( لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة )

    { يونس: 49 } . وقال ( كذلك أرسلناك فىي أمة قد خلت من قبلها أمم ) { الرعد :30 } . وقال : ( ماتسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ) { الحجر : 5 } . وقال : ( ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ) {المؤمنون : 43 } . وقال : ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء ) { الأنعام : 42 } . وتكرر قوله هذا أو معناه في{ النحل :63 والعنكبوت :18 وفَصلت :25 والأحقاف : 18 } . وتمايزت الأمم بالرسل فتعددت بتعدد الرسل ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً ان اعبدوا الله ) { النحل : 36 } . وتعددت بتعدد الرسالات : كل امة تدعى إلى كتابها ) { الجاثية : 28 } . وتعددت بتعدد المناسك ( لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه ) { الحج : 67 } .

    ثم أن القرآن قد علمنا أنه كما تتعدد الأمم على مدى الزمان فإنها متعددة في الزمان الواحد ، أو كما نقول في المكان ( قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك ) { هود : 48 } . فهذه أمم متعددة تواجدت معاً في مكان واحد . وثمة أمم متعددة توزعت في الأرض ، قال تعالى : ( وقطَعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ، وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلَهم يرجعون ) { الأعراف : 168 } .

    9 - هذه الآية الأخيرة - وفي القرآن غيرها كثير - تعلمنا أسباب التعدد في الزمان والمكان كليهما . إذ هي تطلق كلمة الأمة على الجماعة التي تميزت بأنها صالحة كما تطلقها على الجماعة التي تميزت بأنهاغير صالحة . فنعرف من الآية أن الجماعة تكون أمة متى اشترك أفرادها فيما يميزهم عن غيرهم بصرف النظر عن مضمون هذا المميز . على هذا الوجه كان الناس أمة بما تميزوا به من كونهم ناسا . تميزوا عن أمة من الجن . وعن أمة من الحيوان . ولما كانت المميزات متعددة فإن الأمم متعددة بدون تشابه أو تعارض أو تناقض وان اشتركت جميعا في انها جماعات متميزة . قال تعالى : ولكل أمة رسول ) { يونس : 47 } . وقال : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله ) { النحل : 36 } . فدل على أن تلك جماعات كانت متميزة بالكفر فاستحقت رسلا يدعونها الى عبادة الله . أما بعد الرسل فكل المؤمنين برسولهم أمة بما تميزوا به من رسول وكتاب ومناسك . أوضح مثال ماجاء متتابعامن الآيات في سورة المائدة ، قال تعالى : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ، يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ) { الآية 44 } وبعد أن فصل بعض آيات التوراة في الآية 45 قال في الآية 46 : ( وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور ) وبعد أن بيَن في الآية 47 حكم الخروج على أحكام الانجيل جاءت الآية 48 لتقول : ( وانزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ) . هكذا تحدث القرآن عن الأديان السماوية الثلاثة تباعا ثم قال : لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) { المائدة : 48 } . فدَل على أنه في نطاق الأمة المتميزة بالايمان بالله يتوزع المؤمنون أمما تتميز كل منها برسولها وشرعتها ومنهاجها . وتصدق دلالة الكلمة في الحالتين بدون تشابه أو تعارض أو تناقض ، إذ أن مناط التميز في كل حالة مختلف عنه في الحالة الأخرى .

    10 - ولأنه لاعبرة في دلالة " الأمة " بمضمون الأمر الذي تميزت به الجماعة فأصبحت أمة فأن الجماعة المتميزة بالكفر بالرسالة ومناهضة رسولهاهي أيضاً أمة . ولقد ذكرنا من قبل قوله تعالى وقطعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ) {الأعراف : 168 } . نضيف هنا آيات بينات أخر . قال تعالى : ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك يقلبهم في البلاد . كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ) { غافر : 4،5 } . وقال : ( وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ) { هود : 48 } . وقال ( وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم ) { العنكبوت : 18 } . وقال : ( كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا ادَاركوا فيهاجميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباَ ضعفامن النار ، قال لكل ضعف ولكن لاتعلمون ) { الأعراف : 38 } .

    11 - وقد تكون جماعة من الناس لم تلتق زماناً أو مكاناً ولكنهم يشتركون في صفة خاصة بهم مقصورة عليهم يتميزون بها عن غيرهم . إنهم حينئذ أمة . كذلك أسمى آيات القرآن جميع الرسل والأنبياء أمة واحدة مع أنه - سبحانه - قد أسمى كل جماعة آمنت برسول منهم أمة . فابتداء من الآية 48 من سورة الأنبياء يتحدث القرآن عن الرسل والأنبياء ، فيذكر موسى وهارون وابراهيم ولوطاً ونوحاً وداوود وسليمان وأيوب واسماعيل وادريس وذا الكفل وذا النون وزكريا ويحيى ثم يقول : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) { الأنبياء : 92 } . ولم يشتبه هذا أو يتعارض أو يتناقض مع الحديث عن بني يعقوب وحدهم على أنهم أمة حين أخبر باشتراكهم في الايمان بإله أبيهم . قال تعالى : ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي ، قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم و إسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون . تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ) { البقرة : 133، 134 } .

    وإذا كان المؤمنون بكل رسول أمة ، فإن منهم من يكونون أمة بما يتميزون به من استراك في نشاط الدعوة أو منسك من مناسك العبادة . في المعنى الأول قال الله تعالى : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) { الأعراف : 159 } . وفي المعنى الثاني قال تعالى : ( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) { آل عمران : 113 } . ويلاحظ أنه عندما أراد أن يتحدث عن جماعة متميزة بالهداية أو بالتلاوة بين جماعة هي أمة من حيث تميزها برسولها أو بكتابها ايمى الجماعة الأولى " أمة " وأشار إلى الجماعة الثانية بما يميزها ، مكتفياً به في التعريف بها دون أن يسميها أمة إظهاراً للمميزات القصود أظهارها ، وتلك قمة من قمم البلاغة في القرآن .

    على أي حال ، فإن القرآن قد أسمى الجماعة المتميزة أمة حتى حين كان مميَزها أمراً لايتصل بالعقيدة ايماناً أو كفراً . فأسمى الجماعة المتميزة بعلاقة قربى أمة فتعددت الأمم بتعدد الغروع ، بعد أن كان قد أسمى كل الأقرباء أمة حين اجتمعوا فتميزوا بأصلهم الواحد . قال تعالى : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) { الأعراف : 160 } . وهو واضح الدلالة على أنه حيث تتميز الجماعة تكون أمة في لغة القرآن ،

    ولايمنع هذا من أن تكون جزءاً من أمة على وجه آخر مما يميز الجماعات .

    12 - بل إن كلمة أمة تدلَ على الجماعة ولو لم تتميز إلا بموقف واحد في حالة واحدة . بهذا المعنى اسمى المقتصدين في الانفاق بدون اسراف أو تقتيرأمة . قال : ( منهم أمة مقتصدة وكثيرمنهم ساء ما يعملون ) {المائدة : 66 } . وقال : ( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ) { القصص : 23 } .

    وكلمة الأمة في هذه الآية لاتعني مجرد الجماعة بل تعني الجماعة المتميزة بموقف واحد أو حالة واحدة . جماعة تسقي وحدها دون الآخرين . وكانت تسميتهم أمة إبرازاً لهذا المميز حتى تبرز الحالة الأخرى التي أخبر بها في الآية فقال : ( ... ووجد من دونهم امرأتين تذودان ، قال ماخطبكما ، قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ) { القصص : 23 } .

    13 - هذه هي دلالة كلمة " الأمة " في لغة القرآن . وبهذه الدلالة كان المسلمون ، كل المسلمين ، وما يزالون وسيبقون ، أمة واحدة من حيث تميزهم عن غيرهم من الناس بانتمائهم الديني إلى الاسلام ، سواء أخذت كلمة الاسلام بمعناها الشامل الدين كله في قوله تعالى : ( وإذ يرفع اباهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل مناإنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ){ البقرة : 127 ، 128 } .

    أو أخذت بمعناها الخاص بالذين يؤمنون برسالة محمد عليه الصلاة والسلام . ولقد خاطب القرآن المسلمين بهذا التخصيص واسماهم أمة . قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس ) { آل عمران : 110 } ، وقال :

    ( وكذلك جعاناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء ) { البقرة : 143 } . وقال : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفَرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على سفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون . ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن النكر ، وأولئك هم المفلحون . ولاتكونوا كالذين تفَرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيَنات ، وأولئك لهم عذاب عظيم ) { آل عمران : 103 : 104 ، 105 } .

    14 - وبهذه الدلالة كانت الاغلبية الساحقة من الشعب العربي ، وما يزالون وسيبقون ، جزءاً لايتجزأ من الأمة الاسلامية التي ينتمي اليها كل المسلمين في الأرض بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وأممهم ودولهم وأوطانهم . لافضللأحد منهم على الآخر إلا بالتقوى . في رحاب هذا الانتماء إلى الأمة الاسلامية يلتقي مئات الملايين من البشر . ولو أن مسلماً واحداً قد وجد في أي أرض ، في أي شعب ، في أية أمة ، في أية دولة ، لكان واحداً من الأمة الاسلامية . وما تزال هذه الأمة الاسلامية تنمو عدداً بمن يهتدي إلى الاسلام ديناً في أقطار الأرض جميعاً .

    15 - وبهذه الدلالة أيضاً ، دلالة كلمة الأمة في لغة القرآن ، يكون كل العرب منتمين إلى أمة عربية واحدة ،حيث يكون مميزهم عن شعوب وأمم أخرىما يميز الأمم عن الشعوب والقبائل ، أو مايميز الأمم بعضها عن بعض من وحدة اللغة كما قال فخته الألماني ، أو وحدة الأرض والأصل والعادات واللغة والاستراك في العادات والشعور كما قال مانتشيني الايطالي ، أو وحدة الرغبة في الحياة المشتركة كما قال رينان الفرنسي ، او وحدة التاريخ واللغة والحياة الاقتصادية والثقافية المشتركة كما قال ستالين السوفياتي ، أو وحدة اللغة والاشتراك في التاريخ كما قال استاذنا أبو خلدون ساطع الحصري ، أو كان مميز الأمة انها " مجتمع ذو حضارة متميزة ، من شعب معين مستقر على أرض خاصة ومشتركة تكوَن نتيجة تطور تاريخي مشترك "...

    كما اجتهدنا فقلنا ... لايهم هذا الخلاف في بيان عناصر التميز القومي للأمة . المهم أنه حيث يوجد المميز القومي لجماعة من الناس يصح في لغة القرآن كتاب المسلمين ، أن تسمى الجماعة أمة ، ولا ينكره عليها مسلم وهو مسلم ، مادام لاينكر المسلم وهو مسلم أن كل جماعة متميزة حتى من الدواب هي " أمة " فكيف بالمسلم ينكر على جماعة قومية الانتماء أنهم أمة . والأمة كما تتميز بوحدة العلاقة القومية ، لاتتشابه ولا تتعارض ولا تتناقض مع الأمة كما تتميز بوحدة العلاقة الدينية . فلا تتشابه ولا تتعارض ولا تتناقض " الأمة العربية " مع " الأمة الاسلامية " ؛ كما لاتتشابه ولا تتعارض ولاتتناقض الأمة الفرنسية والأمة الانكليزية والأمة الالمانية والامة الايطالية ... مع كون كل هذه الأمم تنتمي عقيدة إلى الأمة المسيحية . كل من الانتمائين قائم ، ولكن كل منهما ذو مضمون مختلف .

    د. عصمت سيف الدولة في العروبة والإسلام

                  

02-19-2007, 08:17 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دولة الإسلام أم الأوهام!!!! (Re: مجاهد عبدالله)

    الأخ المحترم د.يلسر

    سلام من الله عليك

    فرغت لتوي من قراءة هذا المجهود الضخم للدكتور النعيم ويقيني انه باحث حق بحقيقة وعلمية متناهية وأنه لم يختلف كثيراً حول وهمية الدولة الإسلامية عند الدكتور عصمت ولكن كان لكل إسلوبه ونظرته وهو ما أحاول أن أعلجه في هذا الخيط وهو ما يتوهم فيه الإسلام السياسي من وجود مثل هذه الدولة ،وكما أن علاج هذا المفهوم وخصوصاً في السودان سيجد عبء كبير نتيجة لسطة الترهيب التي تمارس بإسم الإسلام والمشاعر الضعيفة لبعض المسلمين والتي تدغدغ بإنتظام من قبل تيارات الإسلام السياسي...

    خالص الود...

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de