|
|
 السوق المركزي الخرطوم ..... توطين البيئة الكارثية بالعاصمة
|
http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=51027#51027
الخرطوم : عبدالوهاب جمعة : الكلمات هى نفس الكلمات ، والمعاني ذاتها التي قيلت قبل اكثر من عام عن تردي بيئة السوق المركزي .. يتغير المعتمدون وتظل احوال السوق المركزي تغني عن السؤال ، باتت بيئة السوق المركزي المتدهورة اقوى من التغيير .. صار عصيا على كل محاولات الاصلاح ، ( الصحافة ) زارت السوق مرة اخرى بعد مرور عام كامل من آخر زيارة قامت بها الصحيفة لترصد احواله .
زارت الصحيفة السوق المركزي في منتصف شهر سبتمبر من العام الماضي وذلك بعد اربعة اشهر منذ ان تحدث معتمد الخرطوم السابق عن السوق المركزي ووصفه بـ « انه بات حاضنة للمهددات البيئية » واعلن المعتمد عن اتخاذ جملة تدابير .. وجاء خلفه المعتمد الجديد ليعد بحل اشكالات السوق المركزي .. الجميع يقول نفس الكلمات ويعد باتخاذ نفس التدابير ، بيد ان محصلة العمل كانت صفرا.
تتبعنا نفس مسار العام السابق وبدأنا جولتنا من شارة مرور نهاية شارع الصحافة شرق وتوغلنا غربا تجاه ساحات وشوارع السوق المركزي .. وحيثما تلفتنا كان التردي ماثلا للعيان .. وفي اول شارع كانت المياه الراكدة تنتشر حيثما امكنها تسطح الارض وبالقرب من موقعها باعة كراتين المانجو يجرون صفقات الشراء والبيع وهم لا يدرون الخطر المحيط ببضاعتهم وانفسهم .. وفي منتصف السوق كانت تقف عربة مزودة بمايكرفون يعلو بصوت شاب وكأنه طبيب زمانه ويداوي علل واسقام الدهر وحوله يتحلق شباب وشيوخ ينصتون لعلهم يجدون عنده الشفاء او يجدون لاهلهم هدى.
تابعنا مسيرنا جنوبا لنصادف بركة مياه آسنة بطول وعرض الشارع وكانت عالية الجوانب وكأنما هناك يضع التراب على جوانبها ليمنع مياها من التمدد اكثر فاكثر لكي لا تطال ممتلكاته وصار شكلها اشبه ب ( عد المياه ) التي ترده الابل بعد عطش ، وعلى جانب البركة بالإتجاه المقابل للشارع كان هناك حائط كتب عليه ( ممنوع التبول ) والتي يبدو انها لم تمنع البعض من قضاء حاجته على مرأى مرتادي السوق.
وعميقا داخل السوق حيث ردمت الشوارع بالتراب خشية مياه المطر كانت المناظر اشبه بتلال وسهول بوادي الولايات .. بات مستحيلا على البكاسي والدفارات بلوغ مقاصدها من شدة ارتفاعات وانخفاضات مستوى شوارع السوق المركزي ، مرة اخرى حاولنا استعادة ذكريات العام الماضي فتوجهنا صوب سوق السمك حيث وجدنا ان ما يعرف بأبجديات الصحة والسلامة البيئية يضرب بها عرض الحائط بحسن النية .. ومرة اخرى نجد انفسنا نحجب صورة التقطناها لمكب النفايات وبقربه ( قفف) السمك بانتظار وزنها وبيعها خشية ان تؤذي ذوي الحس المرهف ويمتنعوا عن تناول الاسماك .
كنا نغير اتجاه سيرنا كيفما اتفق لنمنح انفسنا فرصاً متعددة لرؤية واقع السوق وفي كل مرة كان السوق كريما ويمنحنا رؤى بانورامية لمدى تدهور بيئة السوق، وكان القاسم المشترك طفح مياه الصرف الصحي .. وانفجار مواسير المياه .. وقضاء الحاجات في الشوارع رغم توفر مواقع الحمامات العامة وتناثر النفايات في كل مكان .. توقفنا عن التقاط الصور لان كل لقطة كانت تنسخ أخراها في مدى بشاعتها وتردي البيئة حولها .. في الحقيقة كان توقفنا عن التقاط الصور هو صعوبة اختيار اى من تلك الصور تحكي عن واقع الحال .
اذن ما الجديد في السوق المركزي ؟ لا يوجد ما يقال سوى ان سوق الخضار تحول من الداخل الى اطراف السوق بمحازاة شارع مايو حيث تعرض كل انواع الخضروات على الشارع .. سألنا عن السبب وكانت الاجابة ان هناك محاولة منذ العشرة الاوائل من رمضان الماضي لاصلاح بيئة عرض الخضروات وحتى تاريخ الامس لم يرجع الباعة الى اماكنهم السابقة .
وعلى ذات طريق العام الماضي .. خرجنا من السوق ونحن نشكر الله على نعمته الغالية .. باننا لسنا من باعة او زبائن السوق المركزي بل كنا شهودا على تردي بيئة السوق ، التي يمكن وصفها بأنها حاضنة لكل المهددات البيئية
|
|
 
|
|
|
|
moaz elsir
ناذر محمد الخليفة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست