|
إعلان استقالة مسببة من لقب "استاذ"
|
إعلان استقالة مسببة من لقب "أستاذ" ذكر صاحب المنجد في ترجمة كلمة أستاذ: أستاذ جمعها أستاذة و أساتيذ و هو المُعَلِمْ – المُدَبِرْ – العَالِمْ كما ورد في المعجم الوسيط: الأستاذ: المعلم و الماهر في الصناعة يعلمها غيره و لقب عالٍ في الجامعة (و يقابلها في الإنجليزية كلمة professor) و جمعها أساتذة و أساتيذ. و الأستاذية مصدر صناعي من كلمة أستاذ. (professorship) ارتبطت كلمة أستاذ بكل ما هو مبجل لارتباطها بالتعليم و التَعَلُمْ و الفكر و الثقافة و التنوير الذي هو لازمة من لوازم المعلمين على مر الزمان يزينها أدب المتعلمين المعكوس في سلوكهم إحتراماً للآخرين و سمواً في منزلتهم. و العلم حُلَّةٌ ما ارتداها أحد إلا زانته و رفعت قدره بين الناس. فكانت كلمة "أستاذ" مرادفاً لكل ما هو سامي و رفيع . . لكنها اليوم صارت لقباً يُسْبَغُ على "كل من هب و دب" . . كل حنانه أصبحت فنانه بقت أستاذة . . و كل جاهل, بينه و بين الذوق مساحات شاسعه, رفع عقيرته بغناء لا طعم له و لا لون . . و كل نصف متعلم ظهر على شاشة التلفاز أو كتب أسطراً في جريدة غير مقروءة صار "أستاذ" . . و هذا تكريس ضمني بليغ لحالة "المعلم" المهضومة حقوقه و المسلوبة مكانته عمدا بعد أن كان يُغَنى له من قبل: يالماشي لي باريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس و من هيئة التدريس أصبح المعلم في قاع الترتيب الاجتماعي, فلا عجب أن يكون اللقب مشاعاً يحمله من يحمله من نكرات و هادمين. استضاف التلفزيون قبل عدة أعوام الإعلامي إسماعيل طه, المذيع بهيئة الإذاعة البريطانية, عقب عودته لأرض الوطن. تحدث فيها حديث العارفين. و كنت أتوقع أن يكون مطرب الجلسة قامةً كقامةِ الأستاذ إسماعيل طه, احتفاءً و تقديراً للرجل. لكن المطرب كان من صغار المؤدين (كعادة التلفزيون – ربما لتوفير بعض المال). و عقب أدائه لإحدى أغنيات الغير (كالعادة), سأله الأستاذ إسماعيل طه: "يا إبني إنت بتحس بي شنو لمن تغني؟ فتلفت يمنةً ويسرة وتاه في ثنايا السؤال. لم ينقذه من الحرج سوى تصرف المذيع الذي أدار الحوار إلى زاوية أخرى. هذه استقالة مسببة من لقب "أستاذ" الذي حملته بحكم عملي مدرساً منذ تخرجي من الجامعة, بعد أن صرنا و الحنانات و مطربي "السيسبانه والليمونه" سواء؟
|
|
|
|
|
|