مابين ام الزين والجرة القطرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2012, 11:56 AM

محمد البحر
<aمحمد البحر
تاريخ التسجيل: 08-26-2012
مجموع المشاركات: 636

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مابين ام الزين والجرة القطرية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما بين أم الزيــــــــــــن والجرة القطريـــــــــــــة

    ربيع يوسف الحسن
    إشارات لابد منها :
    ضمن مهرجان أيام البقعة المسرحية الدورة الحادية عشر ؛ قدمت مسرحية الجرة من دولة قطر الشقيقة ؛ وهي من إنتاج وزارة الثقافة والفنون والتراث ؛ ومن تأليف وإخراج المخرج الشاب سالم المنصوري الذي سبق وقدمها في عدة مناسبات مسرحية دولية ووطنية . حيث شارك بها في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ومهرجان النكور المتوسطي للمسرح الأمازيغي الحسيمة بالمغرب ومهرجان عشيات طقوس المسرحية بالأردن . إذن للمسرحية تاريخ يمتد منذ 2007 م تاريخ إنتاجها وتقديمها بقطر وحتي الآن 2011م . هذه الإشارة تكمن أهميتها في ما تتضمنه من إصرار منتجها علي إختبار منجزه الإبداعي تاريخيا وثقافيا ؛ وذلك بتوفيره لعرضه قياسات تلقي مختلفة بإختلاف ثقافات الشعوب والبلدان التي قدمت فيها هذه المسرحية ؛ وما يترتب علي ذلك من نضوج وتطور للتجربة / العرض هو بالضرورة ما تم إذ أنني شاهدت العمل في القاهرة إكتوبر 2008 م وهأنذا أقف علي كثير من التطورات في مجمل عناصره ؛ تطورات سنتطرق إليها في ثناياء مقالنا .
    الأهمية الثانية للإشارة السابقة تكمن في رأينا في تخليصها منتجي الأعمال المسرحية من شبهة الإنتاج الترفي والكمي لمجرد تضخيم سيرهم بإسماء أعمال دون أن يسعوا لتمكين الجماهير من مشاهدة هذه الأعمال ؛ وهو أمر تعاني منه الكثير من التجارب المسرحية العربية سيما المهرجانية منها ؛ حيث تصرف الكثير من الموارد علي مسرحيات تقدم فقط لمرة واحدة يشاهدها بالكثير بضع العشرات من المسرحيين هم جمهور هذه المهرجانات . من المهم هنا أن نذكر بأننا لا نقف ضد الإنتاج المتعدد لفناني المسرحي ؛ بل علي العكس فقط ننادي بضرورة الإنتاج الذي يصل الي أكبر القطاعات الجماهيرة ؛ صاحبت الحق الاصيل في مشاهدة ما ينتجه مبدعيها . التحية إذن لفريق عمل الجرة وهم يتنقلون بعملهم من دولة الي أخري معرفين شعوب هذه الدول بمسرحهم وثقافتهم . والتحية من قبل لوزارة الثقافة والتراث والفنون القطرية التي جعلت من ذلك ممكنا حينما رعت وترعي مثل هؤلاء الفنانيين دون منى أو بخل .
    شرور النفط :
    من أبرز خصائص المجتمع الخليجي ما قبل إكتشاف النفط هي التماسك الأسري وقوة علاقات القرابة ومتانة حس الولاء للإسرة مقابل إستكار حب الذات , أيضا من خصائص ذلك المجتمع تقارب مستوي الطبقات الإجتماعية وإعتماد قيم التوادد والمحبة مبادئ بين هذه الطبقات بدلا عن المبادي التي تفرضها رؤوس الأموال الفادحة واللا إنسانية ؛ والعديد من الخصائص والسمات المجتمعية الطيبة التي تبدلت كما يرصد ذلك الباحثون الإجتماعيون والإنثربلوجيون في دراساتهم للمجتمعات الخليجية ما بعد النفط ؛ وما ترتب عليه من تغيير في التركيبة السكانية و من تبدلات طالت المنظومة القيمية لهذه المجتمعات ؛ بل من تحولات في العلاقات الدولية لدولهم مع العالم سيما الأول منه تلك العلاقات التي صارت تحكمها مصالح وإطماع إقتصادية وسياسية ترسم ملامحها القوة الامريكية والأوربية بشكل كبير .
    فأين عرض مسرحية الجرة من كل ذلك ؟ للإجابة علي هذا السؤال لابد من التذكير بأن المسرحية تبدأ بحكاية صائدي اللؤلؤ / الأسماك وهم يمارسون عملهم وحياتهم في سلام تام تتخلل حياتهم اليومية ممارساتهم الأدائية والتراثية ذلك أثناء مؤانساتهم الحميمة لشرب الشاي . الي أن يقتحم حياتهم غريب يبدأ في تقتيلهم وسلبهم مواردهم عبر إستقطاب بعضهم لدوائر مصالحه وأطماعه . غريب لا يكشف لنا العرض عن مرجعيته الثقافية أو الكونية إنما يهتم بكشف مرجعيته الأخلاقية والسلوكية . فقد يكون مواطنا فاسدا أو أجنبيا طامعا أو شيطانا رجيما يتوسل ضعاف النفوس ليعم الشر والجحود ؛ ولتحقيق هذه الدالة ألبس المخرج الممثل الذي لعب دور هذا الغريب زيا مسرحيا مختلفا عن باقي شخصيات العرض التي كانت ترتدي اللباس الخليجي التقليدي الخاص بصائدي الاسماك / اللؤلؤ ؛ بينما جعل الغريب مرتديا لزي مكون من بنطال جنزي عاري دون قميص مع إخفاء ملامح وجهه بسبب الشعر الكثيف ؛ لاحظ الإحلات المرجعية المتعددة لهذه الشخصية بفضل الزي ؛ فبينما يحيل الجنز للهوية الأنسانية وللإنسان الغربي يحيل التعري والشعر الكثيف وما يرتديه من لواحق طرفية غريبة علي ساعديه الي هوية إسطورية غير إنسانية ؛ وهي الهوية التي تتبدل أثناء سير العرض الي هوية إنسانية يمكن أن تحيل الي مطلق غريب عن المجتمع الخليجي أو الي مطلق مواطن تغرب وتنكر لخليجيته وذلك حينما يخلص المخرج هذه الشخصية من لواحق زيها ومن الشعر الكثيف المغطي لملامح الوجه . نعم تتبدل هوية الغريب بهذه التحولات والتغيرات في الزي وفي الفضاءات التي تتحرك فيها هذه الشخصية ممارسة لشرورها فبينما كان البحر هو الفضاء الذي تنتهكه هذا الشخصية بزيها الغريب ؛ فقد صارت البيوت والأحياء السكنية هدفها الذي تنتهك فيه حرمات المجتمع وموارده ؛ لاحظ تأسيس العرض للربط ما بين المتغير الإقتصادي وما بين التحولات الإجتماعية والأخلاقية فالشر بدأ في فضاء العمل ( البحر ) بكل ما يعنيه من دوال تبدأ بمهنة الصيد التي كان الإنسان الخليجي يعتمد عليها في حياته ما قبل النفط ولا تنتهي بحقيقة أن البحر جسر ما بين الخليج والعالم ؛ هذه الملاحظة لو قرنت بحقيقة أن العرض لم يعد بنا ثانية لحياة الصيادين ولا الي مهنتهم بعد إنتهاك الغريب لفضاء البحر ونفيه كدال كان حاضر في العرض بكثافة ؛ وكأن بهذا الغريب حاجة ملحة تجعله لإن ينصرف هؤلاء القوم من هذه المهن / الموارد لإخري يمكن ان تكون الثروات النفطية التي تغطي حاجته هو لا حاجة المواطن الخليجي . إنما ملاحظة يمكن أن تجيب عن سؤال علاقة العرض بأثر إكتشاف النفط علي المجتمعات الخليجية ؛ سيما والعرض ينتهي والأسرة الخليجية مغتصبة ومتفككة و منهوبة ثرواتها .
    جماليات العرض :
    راهن العرض في توصيل مقولاته وقيمه الجمالية علي عنصرين أساسيين هما في رأينا جسد الممثل والمفردات السنوغرافية من إضاءة وصوت وديكور وقد نجح لحد كبير المخرج في إدارات وتوظيف هذين العنصرين بما ضمن تحقيق جماليات العرض وما ضمن للجمهور فك الشفرات والدوال المكونة للعمل هذا مع التزكير بأن العرض خالي من الحوار الملفوظ الشي الذي زاد من حجم المغامرة عند صناع العرض حيث عليهم أن يجعلوا الأجساد تنطق وتتكلم بدلا عن الألسن وهو أمر كان من أهم إشراقات الجرة حيث تابع الجمهور الممثلين وهم يقدمون تكوينات وأوضاع إتسمت بالدينامية والتطور دون أن تفقد بعدها التشكيلي الجمالي ودون ان تقع في فخ التكوينات المجردة والإعتباطية ؛ فالتحية للممثلين الذين راهن عليهم المخرج سيما الممثل عبد الله البكري الذي جسد دور الغريب الشرير فقد أثبت أنه صاحب إمكانات جسدية مدهشة , تجلت بشكل مشرق في اللوحة الشبه طقسية التي جمعت بينه و الممثل محمد حسن المحمدي تلك اللوحة التي زبح فيها الاول الثاني وتحولت فيها مياه الجرة العزبة الي دم يشربه الغريب ويراق من وفي جسد المواطن الخليجي . التحية الكبيرة أيضا للمحمدي وهو يجسد شخصية أحد الصائدين والزوج وذلك بخفة ومهارة جسدية عالية غير متوقع منه بسبب وزنه الزائد نسبيا ؛ فالتحية له وهو يتقلب تلك التقلبات السريعة والخفيفة لحظة صراعه مع الغريب الشرير . كذلك من الامور التي ساهمت في تحقيق جماليات العرض هي الإدارة الخلاقة لمفردات السنوغرافيا _ كما أسلفنا _ فقد أبدع المخرج حينما كون من قطع القماش بحره وبيوته وأعاصيره وغيرها من أماكن وأفكار حفل بها العرض فكان توظيفا للأقمشة متعددا وجميلا ساهم الإستخدام لعنصري الضوء والمؤثرات الموسيقية والسمعية في تعميق دواله ورموزه وعضد تواصل الجمهور مع العرض .
    أيضا حفل العرض بالكثير من الفنون التراثية الخليجية المتصلة بأجواء البحر فسمعنا مواويل وشاهدنا رقصات كانت جميعها جزء أصيل من نسيج العمل وأحد مكوناته الجمالية والفكرية ؛ مقابل جماليات الاداء التعبيري المعاصر الذي توسله العرض في تكوين مقولاته .
    ختاما لابد من القول بأن فريق عمل الجرة بقيادة المخرج الشاب سالم المنصوري وهم يقدمون هذا العمل إنما يعتبروا إمتداد مشرف لمسيرة المسرح القطري وتاريخه وأنهم يجسدون الوفاء لرواد ومعاصري مسرحي بلادهم ذلك منذ عبد الرحمن المناعي وهويمثل مع المخرج الاردني هاني صنوبر مسرحية ( أم الزين )والتي يقول عنها دكتور حسن رشيد في كتابه المسرح في قطر والصادر من الهيئة العربية للمسرح ( يعتبر جل الباحثين ان مسرحية أم الزين والتي قدمت عام 1975 م أبرز علامات المسرح القطري أو الحد الفاصل بين ما يقدم ويطرح قبل هذا التاريخوبعده ؛ ذلك أن مسرحية أم الزين طرحت التغير الإجتماعي الذي طرأ علي المجتمع الخليجي وأثر الطفرة المادية ودور اكتشاف النفط ومدي تأثيره في حياة الغنسان القطري والخليجي علي حد سواء .......الي أن يقول أم الزين إذا تاريخ يسجل البداية الحقيقية للمسرح _ يقصد القطري _ ذلك أن عناصر العرض المسرحي قد إكتملت لها ... ) نعم فريق الجرة يعيد إنتاج اللحظة التاريخية النوعية للمسرح القطري وينتمي لإم الزين فنا وهما بذات إنتماءه لمسرحي قطر غانم السليطي غيره الكثير من مسرحي قطر ومسرحياتها ...
    أخيرا التحية للمثلة الشابة شيماء فضالة والتي رغم حداثة تجربتها الي أنها قدمت أداء تعبيريا وجسديا يبشر بقدوم ممثلة ينتظر منها الكثير حيث لعبت دور الأنثي الرمز والمدافع عن أرضه وأهله فكان أدائها الشبه الراقص معبرا وجميلا ؛ كما جسدت دور الأم والزوج فنجحت في تصوير وتقديم إنفعالات شعورية معقدة , أيضا التحية للممثلين سامح حسن محمد البحر ومحمد المهندي الذين أبدعوا في تقديم شخصيات متعددة في العرض نجحوا في إيجاد فروقات إدائية لها ساعدت في عدم تكرارهم للوازم إدائية بعينها .
    كما لابد من الإشارة الي مشاركة محمد البحر في هذا العرض وهوالسوداني الجنسية إنما إشارة تؤكد عمق العلاقة المسرحية السودانية القطرية ؛ وهي من ناحية تبين حسن نوايا الأخوة القطريين تجاه الجالية السودانية بذات القدر الذي تؤكد فيه قدرة المسرحي السوداني في الإنخراط الإيجابي والفعال في المجتمع القطري والخليجي ككل ,فحمد البحر إمتداد وتواصل لعطاء المسرحيين السودانيين بالخليج السني دفع الله يحيي الحاج يوسف عيدابي وعادل ابو جقادو والعشرات من السودانيين الذين يعملون مع إخوتهم الخليجيين فالتحية لفريق مسرحية الجرة ولا ننسي الفنان سمير مصطفي مساعد الإخراج ومنفذ العرض بحرفية ومهنية عالية كان لها الأثر الفعال في أداء الممثلين وسير العرض بسلاسة ؛ ومزيدا من التواصل المسرحي بيننا .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de