(1) نبتدي منين الحِكاية ؟ لست أعرف كيف أبدا ، فالأمر كان مبتداه في فبراير 2011 . عندها غيرت مصر رئيس دولتها ، بعد أن رفضته وتنازل عن الحكم . وحلَّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية محل الرئيس . وسوريا لم تبدأ بها عجلة ما يسمى " بالربيع العربي " فمارس سوريا لم يبدأ بعد . كنت ولم أزل لا أحب السياسة ، وأعرف متاهات وضعف الإبداع السياسي للمشتغلين بأمرها في بلدنا . فكيف بمصر ؟
ونواصل
*
08-25-2012, 07:16 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(2) أصابتني حيرة ، لماذا احتفظت بملفات الموضوع منذ أكثر من عام . كان " عشمي " أن يكون صاحبنا " جمال عبد الناصر العوضين " قد ساعدته أسبقية حمله الفكرة ساعة كانت خاطرة ، ونُصرة أهله لما يأمل . وطيبته ايضاً فهو " ابن بلد "أن يصبح له من صيد الرئاسة كثير شيء . أو على أقل تقدير أن يصبح من الذين جلسوا في السقيفة وأن يكون واحداً من الثلاثة عشر الذين اصطفاهم " روليت السباق الرئاسي " أحد عشر كوكباً وأمه وأبيه " . لكن خاب ظني آخر المطاف . كنتُ أعرف مسبقاً أن الطيبة لا تناسب السياسة وأهلها .وأن العزوة والمال لهم في الرئاسة كثير بأس وقوة . وكل الديمقراطيات تعرف سطوة المال وتتستر . تزعُم وتنسى أمرها أن الشعب يختار ، فيختار الشعب من بين من لديهم قدرة المال وسطوته . ليست كاريزما الشخصية ولكنها سلطة المال . لكني الآن عرفت وتأكدت أنه لم يعُد بطل الملف واحداً من المشرحين المعتمدين للدخول في حلبة السباق. بل وقد صعد سُدة المنافسة اثنان لا غير . أحدهما استوزره " مبارك مصر " ليرأس الوزارة الأخيرة في 31 فبراير 2011 ، قبل موقعة الجمل بيومين ! . والآخر نصرته " الجماعة " التي بنت هرم الدين السياسي ثمانين عاماً . وفار مرشح الحرية والعدل " الرئيس الدكتور محمد مرسي " . أول رئيس منتخب . أقسم في ميدان التحرير وفي مبنى اللجنة الدستورية العليا واقسم ثالثاً في جامعة القاهرة أمام " مجلس الشعب المحلول قضائياً " لحين البت في الاستئناف ......، لذا وجد الملف طريقه ليخرج .
ونواصل *
08-25-2012, 07:19 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(3) صارعت مصر مارداً ضخماً ، يسمونه التغيير ، وآخرون يسمونه اصطلاحاً منذ تسعينات " الفوضى الخلاقة " . وهنالك الكثير الذي يقال عن تقرير استخباراتي أجنبي منذ منتصف التسعينات ، كان يرى أن الإسلاميين قادمون ، بالخلافة الإسلامية ، يجرجرون ماضٍ ثقيل ، سلسلة من مُلكٍ عضود ليس من السهل عصرنته . فهنا اختطف الإسلام السياسي أن العامة وكثير من الخاصة المسلمين يصوتون لصوت الله عالياً يأملون في دعوة حملة شعلته خيراً . واضعين ثقل طيبتهم بمن يرفع تلك المشاعر الحالمة بدولة الراشدين في الخلافة، فلهم الغلبة في استدرار المشاعر دون رؤية ناقدة تنظر من خلف النظرة الطيبة للحياة والسياسة . وأسلم الطرقات التي تراها الاستخبارات الأجنبية في دراستها هي إعادة إنزال اللوح الزجاجي بيسر إلى الأرض دون أن يتحطم . فكانت خيارات أن يدخل الإسلام السياسي العولمة الاقتصادية من بوابتها المُشرعة ، وأن يحترم الديمقراطية الغريبة ويؤمن بمصالحها " المشروعة " ، فسيجدون للشوري اسماً آخر يلائم الديمقراطية ولا يعادون إسرائيل . فالرأسمالية ليست عدوة لهم آخر المطاف ، فمن بيتها يمكن تمويل الإسلام التجاري السياسي ، فالغاية تبرر الوسيلة كما هو معروف في التراث الذي عرفناه من التاريخ .
ونواصل *
08-25-2012, 07:21 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(4) نعود لصديقنا الذي تركناه ، ونترك المقدمات التي قد تضر بالموضوع أكثر مما تنفع .فصاحبنا رجل طيب ، وليست له علاقة حسب ما ظهر لي بالإسلام السياسي ، وبالطبع لا أعرف ما يبطن . ربما خرجت أنا مخدوعاً أكثر مما كنتُ أتخيل . لكن دعنا نُحسن الظن بصاحبنا ، فهو طيب مثل كل أهل الدنيا الطيبين. نقي نقاء لا أظنه ينفعه في دروب السياسة .
ونواصل
*
08-25-2012, 07:28 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
التاسعة مساء يوم 20/2/ 2011 م : كنتُ قد وصلت الشقة قبل عشر دقائق وعلى وشك بدء الأعمال المنزلية الضرورية عند المساء تجهيزاً ليوم الأحد حيث يبدأ دولاب العمل . سمعتُ صوت يرن ،يعلن بقدوم زائر . فتحت الباب ولم أنظر من الطارق ، فقد كان هو بالباب ، متواضع في جلباب الشعب الذي يلبسه أبناء مصر عامة وأهل الأرياف خاصة . مربوع القامة وسيم ، تبدو الطيبة من جملة ملامحه . يبدو أنه يصغر رئيس مصر الأسبق " محمد حسني مبارك " كثيراً في العُمر ويزيد حيوية . عرفني بنفسه ، وذكرني أننا تقابلنا ذات زمان ربما قبل أكثر من عام . وذكرني بصديقنا المشترك " محمد " " سوري الجنسية " ، كما قال ليذكرني بشخصه ، ونفضتُ الغبار عن الهيئة التي تحبها حين تلقاها أول مرة .
ونواصل *
08-25-2012, 07:38 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
بدأني : _ آسف أنني قد جئتُ بلا ميعاد ، ولدي أمل أن تساعدني ، فعرفت الخير من سيرتك . تبسمتُ قليلاً ، ودعوته ، وجلسنا . وفي ذهني : ( حاول تفتكرني ... حاول حاول تِفتكرني )
قلت : - أتمنى أن أكون عند حسن الظن ، وأن أقدم ما بيدي تقديمه . قال : - دلني عليك الرفيق المشترك " محمد " ، وقال أن لك لغة وبيان وخبرة في الكتابة في المدونات . وأعلم أن الأمر أكبر ، ورجائي أن تصدقني . قلت: - إنشاء الله قال : - لقد نويت منذ زمان ، قبل سقوط " مبارك " أن أترشح بديلاً له لرئاسة جمهورية مصر ، وأطلب عونك ، فلك قلم ولغة وخبرة ، وأعلم أن المدونات وعالم الإنترنيت تساهم في مثل هذه الأمور . ذهلت ... وكانت المفاجأة أكبر من التصديق ، وحدثني شيطان التوجس " بعمايل عجيبة " ، منها أن أنفجر بالضحك ، وتذكرت خاطراً إنقاذياً مُدمِراً : " ما الثمن ؟ " ولكن جديّة " ابن العوضين " لم تترك لي مجالاً للتندر ، ولست من طلاب مالٍ محشو بالسُحت يكسر العافية ويضرُ .
قلت من بعد تأمل : - إني بعيد عن السياسة ، فقد كنت ولم أزل أكتب في موضوعات ثقافية متنوعة ... قاطعني مستعطفاً : - لا بأس سوف أدخلك عالم السياسة .. ليس هنالك من مهرب لمساعدتي . قلت : - وماذا عن برنامجك الانتخابي ؟ قال : - حاضرين نكتبو سوا . قلت: - يعني أنتِ ما عندك برنامج جاهز ؟! قال : - موجود .. أكتبوا ليك وإنت تقوم بالصياغة . قلت : - وماذا قال " محمد السوري " في أمر مساعدتك ، فلديه خبرات في أمور الفنيات الرقمية ؟ قال : - إنتَ عارف ... السوريين خوافين . قال لي " إنت مالك وهمّ السياسة !" قلت : - موضوع الجمهورية دة موضوع كَبِير .. قال : - أبداً والله العظيم قبل أسبوع من الانتفاضة أنا كنت بأوول أنا حا أترشح ، وأنو مبارك حا يروَّح .
ونواصل
*
08-25-2012, 07:41 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(8) جلسنا على الطاولة ، وأحضرت ورقة وقلم رصاص ، وبدأت الحكاية . قلت : - سبق لمصر أن حكمتها ديمقراطية الملك فاروق ، ثم جاءت الناصرية وتحالف قوى الشعب العامل والاشتراكية ذات الطبعة المصرية ، ثم "السادات" وبدء الخصخصة والمنابر واتفاقية كامب ديفيد ، ثم "مبارك " والحزب الوطني وما أدراك ما الوطني ....، وهنالك أحزاب الوفد والناصريين والإخوان والـ.... قاطعني : - لا دول كلهم فاشلين ، نحنا جربناهم ، دول طأطأوا للنظام . قلت : - إنت حتعمل حزب ولا أيه ؟ قال : - لا لا أنا حاترشح لرئاسة الجمهورية بجَد ، وأنا حأخدم المصريين ، ونحنا الحمدُ لله شعب عظيم وعِندنا حضارة سبع تلاف سنة ،والناس شافت كلها . بس الحرامية يروحوا شوف بُص مصر حاتبقي أيه . قلت : ... قال : - أول حاجة مرتبات المصريين في مصر لازم تكون زي مرتبات الخليجيين ، أيه الي يمنَع ، أو الفلوس لمن ترجع من الِسرقوها الحرمية دول ، سبعين مليار وثمانين مليار ...كل دة ممكن . أولادنا شِغلين ويدنهُم دهب . قلت : - سأعد لك المقال وأبعثه على البريد الإلكتروني .
ونواصل
*
08-25-2012, 07:56 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
لم أكتب له طوال المدة الماضية على البريد الإلكتروني من بعد أن أرسلت له البرنامج مكتوباً . لم أعرف حظه من تلك المغامرة . فقد كان أول المبتدئين بالطموح . لم أحدثه في الهاتف ، ولا أعرف أين هو الآن . وماذا فعلت الدنيا به . وبقيت أترقب ما يحدث في مصر . صراع جديد لم يكن له تاريخ منذ الفراعين الأول . ماذا فعلت الدنيا بالذين يتربصون منذ ثمانين عاماً ليعتلوا سُدة الحكم ، ليعيدوا الخلافة مملكة جديدة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة