|
سيرة مدينة : نادي الاهلي ..شندي
|
مدينة شندي تحتل مساحة كبيرة في ذاكرة الطفولة البعيدة عندما كان أبي يعمل معلما في معهد التربية شندي،ونحن كنا طلاب في مدرسة المعهد الابتدائية ومديرها المرحوم عثمان الطيب البشير واذكر إننا عندما تهل تباشير العيد نتقاطر نحن الأطفال إلى حديقة البلدية في السوق من اجل الأراجيح واللهو وما كان ذلك ياستهويني انا الموبوء بروح المقامرة..كانت بوصلتي تتجه نحو النادي الأهلي شندي ،حيث العاب لاس فيجاس السودانية في ذلك الزمن..كنت مشجعا للنادي الأهلي ويرجع الفضل للمدرس والمربي الفاضل حسبو والذي أيضا كان لاعبا في النادي الأهلي وعلى ما اذكر كان النادي الأهلي يقع خلف سينما شندي من الناحية الجنوبية بينما يقع نادي النيل أمامها وتزين جداره لوحة جميلة جدا ، ظلنا ننظر إليها بالقطار في غدونا وروحنا بين الخرطوم وعطبرة بعد سنين طويلة ،تركنا فيها شندي ولم تتركنا فيها أعطر الذكريات كنت بارع في بعض الألعاب التي يقيمها النادي..مثل رمي الطوق وغالبا ما تكون الأشياء المغرية التي تستهويني أن أفوز بعلبة العسل الانجليزي الخضراء...أو فتيل الريحة الصاروخ..من اجل غطاءه الذي نلعب به لعبة أخرى تسمى(القرقور) ومن الألعاب الأخرى الجميلة هي القرقور الخشبي صاحب الستة أوجه بشعارات ستة أندية في شندي،الأهلي، النسر،الشعلة،الهدف،النيل، والهلال والمريخ العاصميين،فقط عليك أن تضع نقودك على مربع شعار الفريق المفضل لديك ليدور القرقور ويستقر على وجه..وتربح نقودا تجعلك تستمر في هذه الفتنة الهوجاء بين الربح والخسارة والمشاعر المختلفة أما اللعبة الأكثر إمتاعاً فهي أيضا لها ترقبها وتوجسها وتعتمد على التركيز والاستماع الجيد،هي لعبة(الطمبرة) وغالبا ما تكون جوائزها على أطقم شاي أو عصير..او قماش بنطلون او جلابية تيترون... وقد حصل أن فزت مرة بطاقم شاي وعدت احمله إلي البيت وأنا في غاية السعادة ووضعته أمي في (الفضية) في امتنان شديد هكذا كان العيد في شندي في تلك الأزمنة الطيبة في السبعينات،وكانت الأندية الرياضية تزدهر في الأعياد وتقيم مثل هذه الملاهي لدعم ميزانياتها ونشر السعادة في نفوس الأطفال الذين يتقاطرون عليها من كل حدب وكل صوب..واليوم وأنا في هذا الركن الرشيد من العالم ارقب من على البعد،زحف النادي الأهلي الجبار في الكونفدرالية نحو القمة ،اشعر بالفخر والامتنان..لنادي كنت أشجعه قديما..وأثمن عودة رجل الأعمال صلاح إدريس إلى الجذور مرة أخرى..لدعم الرياضة في مدينة شندي وإسعاد أهلها في هذا الزمن التعس بدخول نادي الأهلي سباق المسافات الطويلة ونص سعادة أهلنا في السودان في كرة القدم والرياضة ومتنفساتها النبيلة ..وما أحوجنا لعودة الكثيرين من أصحاب المال والخبرات والكفاءات من أبناء الاقليم إلى الأقاليم،لبعث الحياة فيها من تعليم وصحة ورياضة وثقافة بدلا عن هذا التكدس غير المجدي في جمهورية العاصمة المثلثة ..وإهدار العمر الثمين فيما لا طائل تحته... وفي نزاعات لا تسمن ولا تغني من جوع...وخاصة ما شاهدناه في مباراة الهلال والمريخ الأخيرة ما ينبئ بالسوء الأخلاقي الذي وصلت له حتى الرياضة في السودان في زمن الكوليرا أو في رواية أخرى زمن الإنقاذ التي نقضت غزلها....
|
|
|
|
|
|