|
CD
|
كثير من جوانب تاريخنا الحقيقي لن تجدها في أي كتاب ، لن تجدها لدى أي مؤرخ، مصدرها الوحيد روايات شعبية متداولة وغير موثّقة بعض أبطالها مضى إلى ربّه وبعضهم ينتظر. قصتنا التي نتناولها في هذا البوست حقيقية وبعض من أطرافها ما زال بيننا إلى اليوم.
تناهى إلى مسامع (سيدي) تناقص الخراج القادم من تلك الجهات. خرج إلى هناك ليرى ذلك (الخليفة) الذي لا يتقن عمله.
وصل (سيدي) إلى المنطقة واختار له سدنته مكاناً متوسطاً يسهل لسكان كل القرى الوصول إليه.
بعض خطبة عصماء عن فوائد الصدقة وأمتار الجنّة وأشبار القصور التي تشترى بنصف المحصول وربع الأرض وبعض أشجار النخيل. بدأ (سيدي) في علاج المرضى ببركته العجيبة.
أخرج من جيبه خيوطاً وكان يتفل (عفواً وعذراً أيها القارئ الكريم) في كل خيط ثم يلفّه في رقبة المريض ثم يتلو بعض التمتمات (يا سيدي الحسن يا سيدي الختم يا ما عارف منو) ثم بدأ يبارك الزيجات الجديدة التي حدثت بالمنطقة ، والبركة تأتي بأن يضع سيدي يده الشريفة فوق شعر كل امرأة تزوّجت حديثاً ثم بعد أن يرفع يده يتفل على رأسها ويباركها.
مجموعة من شباب المنطقة ممن دخلوا إلى مدارس المستعمر وبدأوا في فهم الحياة بوجه جديد لم يعجبهم المنظر فقرروا أمراً.
جاء الشباب وطاردو (سيدي) وأجبروه على الخروج من المنطقة وأذلوه ذلة شديدة. وفي النهاية أضطر للبحث عن وسيلة مواصلات للخروج فأجبروه على شراء (حمارة) (لا مؤاخذة) بحر ماله المتأتي من عرق المساكين.
خرج سيدي ومن يومها تحررت المنطقة من عبء السادة واندثر تاريخ كامل من الاسترقاق والاستغلال باسم الدين والانتماء إلى بيت النبوّة الكريم.
من يومها والناس يزرعون لأنفسهم ويكدّون لأبنائهم. ولم يتغير حتى الواقع إلا الآن حين أتى آل (سيدي) الجدد بمسميات تبدو في ظاهرها طاهرة مثل (ديوان الزكاة) و(ديوان الضرائب) و(زاد المجاهد) و(دمغة الجريح) ليحيلو حياة الناس إلى ما هو أسوأ مما كان ، والناس ينظرون إلى بعضهم ويقولون هل يخرج من بيننا من يعيد ما فعله أولئك الشباب الأبطال قبل ستين سنة؟
-------------------------- القصة أعلاه حقيقية وتفاصيلها كالتالي:
المكان: موقع متوسط بين مجموعة من قرى المحس (جنوب كجبار شمال كرمة) - المديرية الشمالية (الولاية الشمالية حالياً). الزمان: في أواخر خمسينات القرن الماضي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: CD (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
غضب الكهول حينها من تصرف الشباب ورأوا أن لعنة ستحل عليهم وأن الموسم الزراعي سيفشل بسبب تصرفهم.
ولكن بحمد الله كان موسماً زراعياً ناجحاً دون بركات سيدي ودون بصاقه على النخلات وأيادي المزارعين.
يحكي أحد أولئك الذين كانوا شباباً في ذلك الوقت:
البداية كانت حين تجرأنا على المقولة بأن من يتكلم فوق سي دي خشمو بيتعوج كنا نخرج مجموعة من الشباب إلى خارج القرية ونشتم سيدي بأفظع الألفاظ وأقذعها والنتيجة لم ينعوج خشم أحد.
لذا تجرأنا في المرة التالية وقررنا أن نطرده من المكان فليس معقولاً أن يتبهدل آباؤنا وأمهاتنا في العمل الزراعي والرعوي ليأتي سيدي ليأخذ كل شي أو حتى قد لا يأتي فالخليفة موجود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: CD (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
Quote: كثير من جوانب تاريخنا الحقيقي لن تجدها في أي كتاب ، لن تجدها لدى أي مؤرخ، مصدرها الوحيد روايات شعبية متداولة وغير موثّقة بعض أبطالها مضى إلى ربّه وبعضهم ينتظر. قصتنا التي نتناولها في هذا البوست حقيقية وبعض من أطرافها ما زال بيننا إلى اليوم.
تناهى إلى مسامع (سيدي) تناقص الخراج القادم من تلك الجهات. خرج إلى هناك ليرى ذلك (الخليفة) الذي لا يتقن عمله.
وصل (سيدي) إلى المنطقة واختار له سدنته مكاناً متوسطاً يسهل لسكان كل القرى الوصول إليه.
بعض خطبة عصماء عن فوائد الصدقة وأمتار الجنّة وأشبار القصور التي تشترى بنصف المحصول وربع الأرض وبعض أشجار النخيل. بدأ (سيدي) في علاج المرضى ببركته العجيبة.
أخرج من جيبه خيوطاً وكان يتفل (عفواً وعذراً أيها القارئ الكريم) في كل خيط ثم يلفّه في رقبة المريض ثم يتلو بعض التمتمات (يا سيدي الحسن يا سيدي الختم يا ما عارف منو) ثم بدأ يبارك الزيجات الجديدة التي حدثت بالمنطقة ، والبركة تأتي بأن يضع سيدي يده الشريفة فوق شعر كل امرأة تزوّجت حديثاً ثم بعد أن يرفع يده يتفل على رأسها ويباركها.
مجموعة من شباب المنطقة ممن دخلوا إلى مدارس المستعمر وبدأوا في فهم الحياة بوجه جديد لم يعجبهم المنظر فقرروا أمراً.
جاء الشباب وطاردو (سيدي) وأجبروه على الخروج من المنطقة وأذلوه ذلة شديدة. وفي النهاية أضطر للبحث عن وسيلة مواصلات للخروج فأجبروه على شراء (حمارة) (لا مؤاخذة) بحر ماله المتأتي من عرق المساكين.
خرج سيدي ومن يومها تحررت المنطقة من عبء السادة واندثر تاريخ كامل من الاسترقاق والاستغلال باسم الدين والانتماء إلى بيت النبوّة الكريم.
من يومها والناس يزرعون لأنفسهم ويكدّون لأبنائهم. ولم يتغير حتى الواقع إلا الآن حين أتى آل (سيدي) الجدد بمسميات تبدو في ظاهرها طاهرة مثل (ديوان الزكاة) و(ديوان الضرائب) و(زاد المجاهد) و(دمغة الجريح) ليحيلو حياة الناس إلى ما هو أسوأ مما كان ، والناس ينظرون إلى بعضهم ويقولون هل يخرج من بيننا من يعيد ما فعله أولئك الشباب الأبطال قبل ستين سنة؟
-------------------------- القصة أعلاه حقيقية وتفاصيلها كالتالي:
المكان: موقع متوسط بين مجموعة من قرى المحس (جنوب كجبار شمال كرمة) - المديرية الشمالية (الولاية الشمالية حالياً). الزمان: في أواخر خمسينات القرن الماضي |
سلام هانى اخوى وكل سنة وانتوا طيبين
اكتب بالله واكشف بلاوى CD
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: CD (Re: مهيرة)
|
كتبت مهيرة:
سلام هانى اخوى وكل سنة وانتوا طيبين
اكتب بالله واكشف بلاوى CD
تحياتى
شكراًجزيلاً مهيرة وكل عام وأنتِ بخير
ربنا يريح البلد من آل سي دي القدامى والجدد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: CD (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
سي دي .....
روى عم (حسن) من سكان توتي:
في طفولتي نشأت في بيت أحد السادة. حيث كان والدي ووالدتي يعملان.
كنت أتقزز جداً من رؤية "ستي" حرم "سي دي" وهي تبارك الزواجات الجديدة بالبصق على العروس مقابل منح ستي قطعة من الدهب.
. . . اتخيلو .... يتفو فيك ويشيلو منك دهبك....
| |
|
|
|
|
|
|
|