كان يسكن صديقنا (س) فى الطابق الأعلى لشقتى التى أسكن فيها حينها. وس هذا ينتمى إلى إحدى القبائل التى تتكسر فى (الزوجة) كسير شديد وتجعل (طلباتها) مستجابة فى (لمح البصر) بل تجعل الزوج كما (الربوت) يسير وهو مبرمج تماماً ... يمين يمين .. شمال شمال .. كان (س) ينصاع إنصياعا تاما لزوجته (عواطف) التى أسميناها (الحكومة)، فما أن يسمع س صوت (الحكومة) وهى تنده له إلا و(يرمى) ورق (الويست) الذى كنا ندمن لعبه فى العطلات ذاهباً نحو مصدر صوتها ملبياً لأوامرها تماماً.
كان س يهيم حباً بزوجته (عواطف) حتى تخال أنها عشيقته فأنت إذا ما قدر الله وذهبت معه للتبضع فى السوق فاجأك قائلاً:
فى أحد الأيام وبينما أنا أصعد درجات السلم نحو (شقتى) مروراً بشقة (سعيد) وجدته أمام باب شقته عائداً من (الشغل) وهو يحمل فى يده (بطيخة) وعدداً من (الأكياس) وبعض الصحف والأوراق ونفسو (طالع ونازل) من الشيل.
- مالك يا س واقف متحير؟
- (وهو يشير بنفس مقطوع نحو شقته): الشقة مقفولة والمفتاح جوه مع (عواطف).
- ساعتين شنو؟ فى أقل من ساعة ح تشيل.. دى أصلو (حنة التاج) جايبا ليها أنا (من السودان) مع الشاف والطلح والمحلبية (نمرة واحد) أصلية (ميسو) ... أنا حاجات (عواطف) دى ما بلعب فيها كلو كلو!
- طيب خلاص وكت ما عايزها (تفرتق) حنتا تعال أطلع معاى فوق فى الشقة لحدت ما (حنتا) تشيل وتطلعا وتفتح ليك الباب !
وطلع معى (س) إلى شقتى وهو يحمل (البطيخة) وكل تلك الأكياس والأوراق والصحف وما أن جلسنا ورأى علامات الإندهاش على وجهى حتى بادرنى قائلاً :
- كل حاجة ولا بشتنة عواطف دى .. أنا عاوزها لمن تمشى عرس ناس سعاد بت بابكر بعد بكرة النسوان ديل لمن يتضايرن
- لا حارة ولا حاجة أنا كل شئ ولا زعل عواطف دى .. لازم حنتا دى تطلع سمحة وزى سواد الليل!
رفض (س) رفضاً قاطعاً مبدأ ان يتناول معى طعام (الغداء) قائلا لى:
- عواطف دى لو أنا ما أكلت معاها ما بتاكل!
إنقضت حوالى ساعة من الزمان كان يحدثنى فيها (س) عن علاقته الحميمة مع زوجته (عواطف) وكيف أنه حريص على تجنب (زعلها) ودائم العمل على إرضائها كما عرج على موضوع (حنة عواطف) وكيفية اختيارها (للنقشات) وعدد (الحنانات) اللواتى كن يقمن بعملية رسم الحنة لها فى السودان وإختياره للنوع الجيد من (الطلح) والشاف من شاطئ (أبوروف) وأخذه معه (صحبة راكب) فى الطائرة وبعد أن استمعت له قلت له مندهشاً:
خرجت مع (س) وهو يحمل الذى إتكأ مرة أخرى على الأنبوبة وقال مخاطبا (عواطف) فى رقة زائدة :
- عواطف .. عواطف .. حنتك ما شالت؟
- (جاءه الرد سريعا فى حدة) : ياخى كرهتنا الحنة ذاتا .. ما قلنا ليك لسه ما شالت !إحمر وجه س وإصفر ثم إحمر مرة أخرى ونظر لى مبتسماً وهو يقول :
-عواطف دي بتزعل سريع...!!!! الموضوع الذي اريد طرحه هو : هل يعتبر هذا حبا ؟ و كيف تكون نظرت المراة لمثل هذا الرجل ( s) ؟ و هل يمكن ان يكون مثل س موجود في مجتمعنا؟
و انا شخصيا اتمني بعد دا كلوا ما تكون البطيخة ضاربة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة