كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ولم أر في عيوب الناس نقصاً ... كنقص القادرين على التمام (Re: AMNA MUKHTAR)
|
مقال قوي ورصين يا هاني...
Quote: جاءت اتفاقية السلام؛ ووجدت الحكومة نفسها في شهر عسل بترولي ودفق ملأ جيوب وخزائن بنك السودان وكثير من الخزائن الجانبية والأفقية والرأسية الأخرى؛ وظن أهل الإنقاذ أنهّم ودعوا الفقر بغير رجعة؛ فدخلوا في أدوار تفوق حجمهم وأنفقوا إنفاق من لا يخشى الفاقة؛ صدّقوا أوهامهم بأن الجنوب سيختار الوحدة، وحدثهم بعض من يثقون فيهم بأنّ الجنوب – حتى وإن انفصل – لن يستطيع التخلي عنهم وسيبقى معتمداً على أنابيبهم وموانئهم وبضائعهم وأن شهر العسل البترولي سيدوم إلى الأبد. |
عشان كدا عمك كان مخلوع وقال ما كنت متخيل انو ناس ينتحروا عشان يؤذوا غيرهم.. شفت الحكمة كيف
تحياتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولم أر في عيوب الناس نقصاً ... كنقص القادرين على التمام (Re: حسين نوباتيا)
|
Quote: Author: حسين نوباتيا مقال قوي ورصين يا هاني...
Quote: جاءت اتفاقية السلام؛ ووجدت الحكومة نفسها في شهر عسل بترولي ودفق ملأ جيوب وخزائن بنك السودان وكثير من الخزائن الجانبية والأفقية والرأسية الأخرى؛ وظن أهل الإنقاذ أنهّم ودعوا الفقر بغير رجعة؛ فدخلوا في أدوار تفوق حجمهم وأنفقوا إنفاق من لا يخشى الفاقة؛ صدّقوا أوهامهم بأن الجنوب سيختار الوحدة، وحدثهم بعض من يثقون فيهم بأنّ الجنوب – حتى وإن انفصل – لن يستطيع التخلي عنهم وسيبقى معتمداً على أنابيبهم وموانئهم وبضائعهم وأن شهر العسل البترولي سيدوم إلى الأبد. |
عشان كدا عمك كان مخلوع وقال ما كنت متخيل انو ناس ينتحروا عشان يؤذوا غيرهم.. شفت الحكمة كيف
تحياتي.. |
حسين نوباتيا ... تحيّاتي .... قصورهم في قراءة العالم من حولهم أوقع السودان منذ 1989 في مائة كارثة وألف مصيبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولم أر في عيوب الناس نقصاً ... كنقص القادرين على التمام (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
أسوأ ما في الأمر ؛ أن الجبهة الداخلية بعد مئات الأعوام من التغييب الفكري والاستغلال للبسطاء وبعد 23 عاماً من التجارب الفاشلة وصلت إلى مرحلة من التشظّي والتآكل جعلتها ضعيفة جداً - إن لم تكن معدومة - وإصلاحها وإعادة ثقة مكونات الشعب إلى بعضها يحتاج حكمةً ووقتاً. كذلك فإن الخراب الذي حل بالبلاد يحتاج إلى عقول نيّرة تضع يديها في يدي العالم وتعمل من أجل خير هذا الشعب الذي يحتاج أن يقف المتعلمون منه مع إخوتهم من أجل رفع الوعي وإخراجه من عشرات السنوات من التغييب المتعمّد الذي مارسته النخب الحاكمة والمسيطرة تارة باسم الدين وتارة بنعرات قبلية وجهوية وعرقية. كل هذه الإصلاحات تحتاج وقتاً وصبراً وعزيمة وتعاوناً داخلياً ودولياً. وربما يختلط الواقع بالحلم هنا. لكن لا شيء مستحيل تحت الشمس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولم أر في عيوب الناس نقصاً ... كنقص القادرين على التمام (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
وكأن الأخطاء التي صاحبت إجراءات استقلالهم عن مصر (التي تحتلها بريطانيا) لا تكفي ؛ كرر السودانيون نفس البدايات الناقصة حين قرر شعب الجنوب أن ينفصل عن الوطن الأم (وهذا حق للجنوبيين لا غبار عليه)، لكن الانفصال جاء دون اتفاق على أساسيات وأبجديات توزيع التركات، لم تحسم أمور الحدود والعلاقات الاقتصادية والسياسية والشعبية والاجتماعية؛ وسيطول الجدل حول أمور كان يجب حلّها قبل الحديث عن الانفصال. فقسمة منزل ورثة في وطني يتم بحصافة أكبر مما شاهدناه وشاهده العالم معنا وهو يستغرب أفعالنا وأقوالنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولم أر في عيوب الناس نقصاً ... كنقص القادرين على التمام (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
من ترف القول الآن؛ الحديث عن انهيار السودان فذاك أمر عفا عليه الزمن وتنادت به الركبان. ولكن .... ماذا بعد الانهيار؟ الواقع الآن يقول أن السودان دولتان تمتلك كلّ منها كل مقومات النجاح لكنهما تبحثان بحثاً عن جلّ مسببات الفشل. يتسرب الوطن مع مسار النيل فيما يستمتع الساسة بنقاشات حول "مؤتمر حوار وطني" و"تقاسم الحقائب" و"توزيع السلطة" و"إحصاء الثروة" و"شريعة" و"علمانية" و"ليبرالية". ولم يجدوا أحداً يردعهم ويقول لهم "كفى" .... "كفى" أيها السياسيون؛ فقريباً جداً لن تجدوا وطناً لتتقاتلوا عليه. • أين سيادة الوطن وهيبته؟ • أين وجه الوطن المشرق بين الدول والأمم؟ • أين حقوق الإنسان؟ • أين خدمات المواطن الأساسية (الغذاء والصحة والتعليم والأمن)؟ • أين حق العمل والتوظيف والتجارة والتساوي في الفرص؟ • أين ذهبت الزراعة؟ • أين خدمات النقل (جواً وبحراً وبراً) ؟ ربما تصف الآية (كل حزب بما لديهم فرحون) حال كثير من فرقتهم ساس يسوس؛ لكن في السودان كل حزب فرح دون أن يكون له شيء. والحديث عن الخراب يطول؛ وشهرزاد السودان تحكي عن "مليون ميل وميل" وكل ميل به ألف قصة. دولة لا تحترم مواطنيها، ولا تقدّم لهم أي نوع من الخدمات، وحكومة نجحت في أن تجعل السودان أفضل قبلة ينصح بها المازوشيين – أياً كانت طريقة كتابة الكلمة – الذين يحبون تعذيب الذات. أزمة السودان أساساً تبدأ من فقدان الهوية. فبينما يعتز كل سكّان العالم بانتمائهم إلى بلادهم، يجاهد العديد من السودانيين بألسنتهم وبكل شيء امتلكوه ليثبتوا أنهم "أتو من مكان آخر". نعم ... في السودان يعتبر الانتماء الأصلي إلى البلاد مسبة يعاير بها المستعربون غيرهم من السكّان ويجعلونها سبباً يعطيهم التفوّق والتسلط على الآخرين. وفقدان الهوية هذا أدى إلى فقدان الانتماء وضعف العطاء وقلة الاكتراث بمصير البلاد. لو غاص السودانيون في أعماق تراثهم المدفون تحت أرضهم، ثم تمسّكوا بحقيقة انهم أبناء هذه الأرض الطيبة، ثم احترموا أصولهم الأفريقية العظيمة، وبعدها بحثوا عن التطور الذي يربطهم بكل العالم في إطار الطبيعة التاريخية التي تحتّم تلاقح الحضارات وامتداد المعارف والخبرات؛ لحصلوا على وطن أفضل بكثير مما صنعته أيديهم. كلّنا ساهمنا بشكل أو بآخر في إيصال الوطن إلى ما الحضيض الذي وصل إليه. سواء بصمت أو مشاركة أو سلبية أو بحث عن حلول فردية ومصالح ذاتية. واليوم نحن أمام لحظة الحقيقة؛ أن (لا) يكون الوطن أو (لا) يكون. أوهام صنعت وطناً؛ وحقائق تدمر الآن نفس هذا الوطن. وكثيرون ما زالوا سائرين في بحر الظلام وقبطانهم هو أمير الرقص والكلام.
نظرة قاصرة للأمور هي تلك التي تحتج على زيادة أسعار أو انعدام سلع، المشكلة هي انعدام ضمير، بدأ حين تغاضى بعض السودانيين عمّا يحصل لبعضهم الآخر ممن يعيشون قريباً أو بعيداً. بدأ حين رضي مواطن أن يعيش رفاهية كاذبة مؤقتة على حساب شقاء آخر يتقاسم معه نفس الوطن. واليوم يحصد الجميع ما زرعه البعض. وما لم يضع كل السودانيين أيديهم في أيدي بعض وينهضوا جميعاً ويبحثوا عن مجدهم في أنفسهم لا لدى أمة أخرى أو مجتمع آخر ثم ابتعدوا عن استغلال بعضهم لبعض لأي سبب- لن تذوق هذه البلاد أمناً ولا سلاماً.
وما يمارسه أهل الحكم الآن من استغلال لعواطف البسطاء هو تراث تحكمي سوداني متوارث بامتياز مارسه كثيرون آخرون قبلهم تارة باستلهام تضحيات البسطاء في فترة النضال الوطني ضد المستعمر أو باستغلال ادعاء الانتماء إلى بيت النبوّة الشريفة المطهرة. تراث يمتد ما بين "هي لله هي لله" حتى "تمر سيدي" و "درق سيدو". وما لم يتحرر الشعب من هذا الاستعباد الفكري الذي يمارس عليه باسم الدين. فلن يكون الحديث عن وطن سوى استمرار لمسلسل الأوهام الذي نحن فيه سائرون.
| |
|
|
|
|
|
|
|