|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
أما سورين كركغارد فقد إختتم مشروعه الوجودي الديني بدعوة إلي حب جديد هو وحده ما سيعطي للدين معني حب ضحي لأجله بخطيبته الفاتنة الجميلة ريجين لأن الحب المعين حب أناني لذا تكثر فيه الجراح والشواكيش أما الحب الخالص هو حب الجار ...هو الحب الذي لا ترتجي مقابلاً من ورائه ولا يمكن أن تخدع فيه من الأفضل أن نستعرض جوانب المشروع وتفاصيله قبل أن نخلص للحب القدسي .. حب الجيران حتي ولو كانوا أشرار.... ونتناول فيه هل كانت إستجابة إبراهيم عليه السلام لدعوى ربه ذبح ابنه عمل إجرامي أم تضحية إيمانيةولماذا يري سورين أن كل المؤسسات الدينية من دعاة ودور عبادة وفقه ديني ورجال دين كلها منظومات فاسدة ..وأن الزواج والألتزام مسرحية سمجة تستحق السخرية ...وأن درب التدين هو درب التصوف لكن التصوف الذي ينتهي إلي الإنقطاع عن الناس والتقشف في الحياة يضل الطريق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: صلاح عباس فقير)
|
الزول لعب بحقيقة ضعف الاعتقاد لدي البشر
واثبت ان الحقيقة الوحيدة هي هذا الثعلب
المسمي زورا انسان !
من شدة الجذب لهذا البوست ياسناري ،
كتبت الرد بتاعي في خانة اسم الدخول !!
لانو عندي مداخلة واحدة وخايف تروح في الفاضي ...
غايتو في زول في المنبر خلاني احس باهميتي من خلال ايقافي
وانا سعيد بهذه الاهمية لدرجة لا اطل علي المنبر الا لماما!
ههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
العزيز سناري تحية قرأت بوستك بتمعن و إعجاب و مرد ذلك لأنه البوست الوحيد الذي حرضني أن أستنفذ فيه فرصة يومي هذا في الرد عليه لأني مسموح لي بمشاركة وحيدة في اليوم ، على العموم النص الرائع للتشيكي المبدع كونديرا يدلل و بقوة على مدى تأثير الأديان في تفكير العامة هذا ما يجعل الباب مواربا لإستغلاله تحت أي لافته تروس بإسم الله.. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: مازن صلاح الأمير)
|
تحياتي أخ صلاح وتمنياتي أن لا تبخل علينا بمداخلاتك وملاحظاتك شكر مضاعف
معقولة يا عبداللطيف انت الزيك دا بيوقفوه من الكتابة أو بيحددوا مداخلاته لا دا كلام محتاج مراجعة سريعة ... وانت تحقق أهميتك بما تملك وتبدي ونحن نشهد لك بخصوص رواية كونديرا وبعيداً عن حمولاتها الأيدلوجية يبدو أن نقطة ضعف كل بشر تكمن حقيقة في مصدر قوته/ها حيث أنه في اللحظة التي يظهر فيها من يتميز علينا في مصدر قوتنا ننكسر متخلين عن كل مصداتنا الزائفة.. وهنا إدوارد لعبها صح حيث عرف أن الوسيلة الوحيدة لإخضاع المتدينة هو أن يظهر لهاأنه أعمق في بحر الدين منها ..لينزلها عن تساميها إلي بشريتها المجردة من كل مظاهر العصمةلأشعيا برلين رؤية فلسفية رائعة يقسم فيها الناس إلي قنافذ وثعالب حيث تبقي القنافذ بسيطة في حياتهاوتطلعاتها بينما الثعالب ترسم ملايين الخطط وتلعب علي كل المستويات لإغتنام أي فرصة تصل بهم إلي الظفر بكل شيء
أخي مازن حقاً أسعدتني مداخلاتك التي تؤشر علي إستعدادت ذهنية متقدمة وأفق معرفي ممتد أتمني أن أراك دوماً عامل خصب ثقافي علي أرض وسماء المنبر ... وبالفعل الدين هو أقوي الأشكال الأيدلوجية بما يتمثله من حتميات وقداسة لذا فالدين قابل لللإستخدام المفيد أو المسيئ في حياتنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
يعتبر سورين المرحلة الأولي في حياتنا والتي تعرضنا بإختصار لأهم ملامحها أعلاه يعتبرها مرحلة لا ترتبط بأي دين ولا تعبر عن أي إنتماء ديني مهما تسمي من هم فيها بذلك أو إنتموا لجماعة دينية فكله لا يخرج عن الشكليات المضحكة ذلك أن معني التدين هو ما سيشرحه سورين عندما نتحدث عن المرحلة الثالثة في حياتنا و سورين كركجارد لا يتحدث من فراغ لأنه درس في كوبنهاجن العلوم الدينية حتي نال درجة الدكتوراة بتميز فيها وتنتشر تماثيله في بلده المرحلة الثانية التي يخوضها غالب البشر يطلق عليها سورين المرحلة الأخلاقية في حياتنا ولا ندخل فيها غالباً إلا بعد أن نشبع أو نقنع من حياة العزوبية والملذات واللامسئولية فنقرر أنه قد الأوان واننا جاهزون للعيش بجد ومسئولية وإلتزام لأن الحياة أم فكو لا قيمة لها ... بل تصبح أقرب للمهزلة عندما يتقدم بنا العمر ولا زلنا عازبون من حفلة لحفلة أو من محاضرة لمباراة لمسيرة لخميس والمجتمع نفسه قد لا يستلطف التعامل مع غير المتزوجين ممن بلغوا سناً يتوقع فيها إنتماؤهم لأسرهم الخاصة بهم تبدأ المرحلة الأخلاقية مع الزواج موقف جديد في الحياة يضفي الكثير من التغير علي حياة الفرد ويحولها لحياة أكثر رسمية تحيطها إلتزامات مالية وأطفال وفلسفة جديدة للزمن بحيث يبدأ التخطيط لمشاريع تستمر علي فترات زمنية طويلة مثل بناء منزل أو إغتراب أو الرحول من منزل العائلة هذا علي عكس الجمالي أي الذي يعيش مرحلة ما قبل الزواج والذي زمنه اللحظة يعيش اللحظة ولا يكترث كثيراً للمشاريع طويلة الأمد يبدأ الأخلاقي في الأهتمام بالأخلاق والصاح والخطأ والإلتزام الإجتماعي أو الديني لكن كل هذا لا يجعله شخصاً يعرف الدين أو ملتزم دينياً حتي ولو أصبح لا يفوت فرضاً أو حتي رجل دين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: طه جعفر)
|
شكرأً صديقي الروائي عالي المقام طه علي إطلالتك الرحيبة
.........................
بالنسبة لسورين وفلسفته في الحياة أننا من المفترض أن نتجاوز كل مرحلة في حياتنا إلي المرحلة المتقدمة عليها بما سماه القفزة الساخرة عندما تصبح حياتنا بدون معني في تلك المرحلة ونبدأ السخرية من تلك الطريقة في الحياة نبدأ بالتهكم من نفسنا ثم نتخذ القرار الخطير في التحول عن علاقاتنا وإرتباطاتنا الراهنة إلي إرتباطات ونمط جديد للحياة بالتخلي عن كل ما يشدنا لذلك النمط من العيش الحاضر لنتقدم إلي نمط أرقي والأنماط الثلاث بالترتيب هي النمط الجمالي أو الحياة الجمالية النمط الأخلاقي ثم النمط الديني أو الحياة الدينية الترتيب غير ضروري هنا فقد يقفز أحدنا من النمط الجمالي إلي الديني مباشرة دون المرور بالنمط الأخلاقي ويشبه ذلك عندنا عندما تجد شاباً قرر فجأة أن يتحول من حياة المجون للتصوف وإعتزال كل ما كان يفعله من قبل ...لكن ذلك ليس ما يقصده سورين بالضبط كما سنعرف لاحقاً أيضاً قد يتراجع الشخص من مرحلة إلي مرحلة أدني أي يتحول المتدين إلي شخص جمالي في المرحلة الأخلاقية يبدأ الفرد بكراهة الروتين اليومي ويصبح التكرار مملاً وتصبح الحياة كوميديا ساخرة يقرر المرء إذن التحول إلي حياة أخري هي حياة جديدة ومرحلة جديدة تصبح للأشياء معاني جديدة إذ يبدأ المرء في الحركة نحو المطلق ورحابة العالم المطلق يذوب في ملكوت الله وتصبح العذابات ملذات في الطريق كانت العذابات عند الجمالي تمثل مآسي عندما يبيعه حبيبه أو ينشله نشال راتبه أو يفصل من عمله ويسميها بالحظ السيئ أما الآن فكل عذاب ملذة وتطهير للروح التي تتخلي حتي عن ذاتيتها يتخلي المتدين عن الزماني للازماني المشروط لغير المشروط للعيش في الأبدية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
من أكثر الأشياء إثارة في كتابات كيركجارد إنها تمثل إنعكاس لحياته الحقيقية ,وتفلسف أهم الأحداث المفصلية في حياته وحياة أسرته مثل زواج والده من والدته التي كانت خادمة المنزل ثم حبلت من والده خارج المؤسسة الزوجية بعد وفاة زوجته الأولي ومثل الخطيئة التي إقترفها والدها عندما لعن الله وهو علي الربوة محتجاً علي الظروف المعيشية القاسية والمعاناة التي ظلت رفيقة أيامه وظنت العائلة أن إنتقاماً إلهياً بدأ يحل بها بعد أن سب أبوهم الله فمات معظم أفرادها وهم في سن الشباب بما فيهم كريكغارد نفسه هنالك أيضاً تراجيديات أخري حاطت بعلاقة الوالد مع الإبن م مأساة سورين مع رجين التي إنتهت إلي فسخ خطوبته منها رغم رجاءاتها بألا يفعل وهي أجمل فتيات كوبنهاجن وأفتنهن إلا أن مقتضيات وجوديته إقتضت تلك التضحية ويا لها من تضحية تنتهي بإعتزال الزواج لصالح المبدأ كل تلك المآسي أسست البيئة الخصبة لنشأة الفكر الوجودي وترجمته كحياة تعاش أعجب سورين أيما إعجاب بفكرة الذاتية التي طرحها سقراط وكذلك بثيمة التهكم السقراطي البينة في محاوراته الموجودة في جمهورية إفلاطون فكرة الذاتية السقراطية كنا قد تعرضنا لها في بوست سابق وقد كانت فكرة ملهمة لسورين فسقراط أسس للذاتية منذ رفضه التوجهات الجمعية السائدة فكان يؤكد بإستمرار إستقلاله عن المجموع وتميزه عن الموضوع رسخ سقراط لمفهوم الكينونة الذي وسعه فيما بعد هيدقر وقاربه كريكغارد بمفهوم جديد سماه مفهوم الصيرورة الصيرورة من الجمالي إلي الأخلاقي إلي الديني إلي المحب تمثلت الصيرورة الكريكغاردية محاورة سقراط مع مينو التي جذر فيها سقراط للمعرفة الذاتية علي أنها أم المعارف وأن كل الحقائق هي محفورة في بديهتنا وما علينا إلا إستفزازها حتي تخرج من كهوف الذاكرة تركيز سقراط علي المعرفة الذاتية وسعه كريكغارد مفضلاً المعرفة الذاتية علي المعرفة الموضوعية وإنتقد كركغارد هكذا كل الأفكار الفقهية أو الفلسفية التي شوهت الأديان حاملاً علي الكنائس والمعابد ورجال الدين وكل التراث الفقهي الديني منطلقاً من الذاتية وهو الموقف الذي إستند عليه ليصب جام نقده علي الإجتهادات الفلسفية الهيجلية التي حاولت أن تبرر التناقضات المسيحية مثل فكرة الإنسان الرب عبر النصوص الماكرة التناقضات الدينية عند كريكجارد لا تتأسس إلا علي الفقه الديني ولا تعمقها إلا المؤسسات والجماعات الدينية لأن الدين حالة من المثابرة الشخصية وليست خطبة تلقي أو حلقة تلاوة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
يبدأ بعد قليل عبور كوكب الزهرة بيننا وبين الشمس ...
وقد قال الشاعر:
نسمة الأسحار ليلي طال هبّي انا مساهر ونومي متخبّي إنتحال جسمي والمحال طبّي مصدرو "الزهرة" الفي نواحي "سهيل"
يا دمعة الشوق كبّي حكم حبّي ارعى نجم الليل
بكرة - إن شاء الله - يوم حب محضور ...
... المهم ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
شكراً تبارك فقد فاتنا متابعة مرور كوكب الزهرة عبر الشمس هذا الصباح ولن تتاح لهذه الأجيال فرصة أخري لرؤيته
.......................................................
الهيجلية وعبرظاهريات الروح مثلها مثل الماركسية تنظران للمسيحية كرسالة سبقت نظرة تاريخية بمعني أنها بنت مرحلتها وما دامت المرحلة ولّت وتم تجاوزها تاريخياً فلا بد أن نتجاوزها فعليّاً أمّا كيركغارد متسلحاً بالتهكمية السقراطية فلا يوافق علي المفهوم التاريخي فالحقائق صمدية والحوار هو هل الدين حقيقة أم وهم يري كريكغارد الدين كحقيقة لكنه مع ذلك يرفض تحول أي دين إلي دين إجتماعي يرفض إنتماء الأديان إلي الفضاء الموضوعي بل هي من شئون الذات فالحقيقة عنده هو ما يختص به وهو معني بالذات و ليس بما حوته الكتب والمواعظ ما يهم في النهاية فعل الذات وليس فعل الحكومة فكل ذات معلقة من عصبتها وليست من عصبة أهلها الله لا يحاسب الحكومات ولكنه يحاسب الأفراد هل هذا يعني إنكار كيركغارد للمعرفة الموضوعية أو تطبيقاتها فيما يعرف بالوضعية الدينية (ابن حزم وابن حنبل وابن سينا وابن تيمية وابن ابيه و.............) لاينكرها لكنه يري أن ما يهمه هو ما يفعله هو أو طريقة تدينه هو وليس ما أوصي به هؤلاء الثقات أعلاه ليس ما ترسمه له الأصوليات المعرفية أو الدينية من مسارات فالله كما يري كارناب لا تحتويه التضاريس الجيوفقهية وكركغارد يقول أن كل ما تقولون غير معني بقصة وجودي وتاريخي الشخصي فلن أحياكم سأحيا وجودي وفجنشتاين في نهاية كتابه (المجرور) يقول لاتمنطقوا لي حججكم فكل ما تقولون يعني الشيئ نفسه (أي اللاشيئ) يعقب كريكغارد : ماهي المعرفة التي ستمدوني بها عنّي في كل ما تقولون إن كان كل ما تقولون هو يجب أن أفعل أو أأكل أو أزعل ما هو الصحيح وما هو الخطأ فلموا بضاعتكم عليكم أنا تعنيني بضاعتي وأعاني معاناتي فخذوا نصائحكم وأرحلوا فالحقيقة لدي أنا وليست أنتم كريكغارد يعني أن هنالك حقيقتان الحقيقة الموضوعية المتمثلة في الكتب والنظريات والقوانين والحقيقة الذاتية وهي حقيقة ظروفنا وأوضاعنا وعلاقاتنا وأفعالنا والمهم عنده هو الحقيقة الثانية فهي ما تعنيه ويحتاج للإجتهاد فيها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
كركغارد كرس حياته لشرح معني الدين و معني أن تكون منتمياً لدين كرّس كركغارد إهتمامه علي التجربة المسيحية ولكنه حتي المسيحية عرضها في شكل أديان ٍ عديدة مصنفاً للدين ألف وللدين ب في النصرانية ويري البعض أن ختام تجربته في أعمال الحب هي الدين ج ينتقد البعض كريغارد في أنه لم يعمم الحديث عن الأديان ولكن عرضه لعدة صور دينية من داخل المسيحية عرض يحتمل الإنطباق علي كل دين كذلك لم يتعرض كركغارد للنص المسيحي لأنه ضد النصوصية وهنا لم يرحم هيجل وأتباعه لكنه تعرض لفلسفة العبادة التوحيدية وهذا سبب سخريته من تقليد إعتبار المسيح إله ابن إذا تساءلنا لماذا لم يورد كركغارد تجارب الإسلام أو اليهودية صراحة في تجربته النقدية نقول أنه فعل ذلك لسببين مهمين الأول أن فلسفة كركغارد الدينية تتلخص في أن الدين حالة شخصية لا يهمني لا تدين الآخرين ولا أديانهم ما يهمني هو نفسي وفقط الثاني هو ما دام أنه إقتصر علي ذاته وبحث فيما يعنيها فبديهي أن يتحدث عن تجربته وهي تجربة مسيحية كركغارد مهتم جداً بمعني أن تنتمي لدين ويري أن ذلك حالة من الصيرورة الذاتية وليس الإجتماعية لأن تحول الدين لصيرورة إجتماعية ينقله من حالة إيمانية لمظهر إجتماعي أو بزنس سياسي التدين عند سورين حالة من التحولات في الذات تبدأ من الزيرو ولا تصل أبداً حالة من الإشتغال الدائم في الذات لأنه في اليوم الذي تحسب نفسك أصبحت ممسيحيا (مسلماً أو يهودياً...ألخ) هو اليوم الذي تتوقف فيه عن أن تصبح مسيحياً (مسلماً أو يهودياً ..ألخ)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
هنالك وفقاً لكركغارد خلط في معاني الدين والتدين أكثر من الخلط في أي معني آخر يمكننا تخيله لا توجد وصايا من الإنسان علي أخيه الإنسان أكثر مما توجد داخل عوالم الدين والتدين ولكنه ينبهنا إلي أنّ من يحسب أن إنتمائه لجماعة دينية أو حرصه علي الصلوات الجماعية هو اليقين الديني أو شروط النجاة فإنه للأسف يسير في إتجاه معاكس فراسخاً للوراء عن الحقيقة يدور بنفسه في حلقة مفرغة داخل غطاءات (دينية) لا تلد إلا تكرار الزيف ويعطي كركغارد بياناً عن هذا التكرار في تفاصيل المرحلة الثانية من مراحل الصيرورة الشخصية مرحلة الإلتزام التي يعيش فيها الفرد موهوم بأنها الحق الأبلج لذا تتولد بداخله بإستمرار الطاقة للإستمرار في ما هو عليه هذا هو السبب وراء حالات تساقط الفردية المحدوجة جداً داخل الكيانات الدينية فينما كل جماعة تري أن أعضاء الجماعة الأخري علي الباطل تماماً (أضرب مثلاً بأتباع الأديان المختلفة) يري الأفراد المنتمين لكل جماعة بأنهم علي الحق تماماً فمن هو في الداخل (أي داخل) لا يري أبعد من أرنبة أنفه كل شئ إذن سيتراءي له زاهياً لكنه عندما يبعد لسبب ما ويخرج عن تلك الجماعة يبدأ في رؤية الأشياء من زاوية أخري وهنا يظهر له ما لم يكن بادياً له من قبل وهذا التحول يعرفه نيتشه بآلية المفهوم بمعني أننا نفعل ما نعرف أنه جيد وما لم تتوفر لنا هذه المعرفة لن تتوفر لنا أي حوافز للإنتقال من الخطأ إلي رحاب أخري المعرفة هي الجوكر وما دمنا نقتات علي غذاء معرفي محدود ومغلق فمن الصعب أن نخرج عن دائرة التكرار المفرغة المعرفة هي الحافز الذي يبدي لنا ما كان بالأمس يقيناً اليوم مضحكاً هنا تتحرك صيرورة الفرد بعيداً عن الجماعة والمعبد إلي داخله وذاته والإلتزام الذاتي (علي عكس الإلتزام الإجتماعي) هو الإلتزام الأعظم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
كلنا نقضي لحظة وراء لحظة وسنة بعد سنة في حالة صيرورة فردية أو إجتماعية دائمة علي متن الأزمنة والأمكنة نحن دائماً بين إمّا أو أما منشغلين في تنفيذ هدف ما أو غير عابئين بأي شئ تاركين مركب الأيام تبحر بنا إلي أي شاطئ إختارت أن ترسو عليه يقول كريكجارد أنا غير مرعوب من إحتمال تحقق الأبدية ( الخلود ) بل ما يرعبني حقاً هو الإمكانيات اللامتناهية أمامي الآن ماذا بربك علي أن أختار إنها هموم الذات هموم الوجود يأخذ كركغارد علي هيجل بحوثه في مشكلة الأفكار (سواء تمثل ذلك في الفكرة المطلقة أو فكرة التقدم) لأنها في جلها تفكير في الموضوع وليس الذات وقضايا الذات تمتنع علي المقاربات النظرية لأنها قضايا الوجود الذي يجب أن يعاش لا أن يقرأ لا يري كركغارد أن نظرية الأفكار الهيجلية قادرة علي تزويدنا بأي تبصّر عن قضايانا الإنسانية المعاشة في الطور الأخلاقي حيث تبدأ الإرتباطات الجادة في حياتنا ومنها الإرتباطات الإجتماعية ، الدينية والسياسية والمجتمع الأخلاقي تناوله هيجل أيضأً في فلسفة الحق في محاولة لرسم الخطوط السليمة لحراكه أما كركجارد فيقول أنه من حق أي شخص الدخول في أي نشاط أو تنظيم ثقافي أو سياسي أو يتحول لمصلح إجتماعي أو رجل دين ولكن لا يمكن أن يصف أي شخص النشاط الديني العام بأنه شئ من الإيمان أو أنه مؤمن لأنه جزء من مجتمع المؤمنين فمن يقصد الإيمان يجب عليه أن يتيقن من أن ما هو عليه هو الإيمان حقاً إنّ الإيمان الإجتماعي يجب أن يجمّد لصالح الهجرة بإتجاه الإيمان الفردي الحقيقي الإيمان الفردي هو الغرض الأسمي والهجرة الدينية الحقيقية هي هجرة داخل الذات هي الهجرة بعيداً عن الشهوات والعادات والقوانين والمجتمع لأنه لا يوجد يقين إيماني في كل ما له علاقة بالمجتمع وتجميد الإجتماعي يعني التحول من المشروع الإجتماعي إلي النذر الإلهي الجماعات ذات الأنشطة الدينية تجمد الصيرورة الدينية الفردية داخل مشاريع الصراعات الإجتماعية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
Quote: الإيمان الفردي هو الغرض الأسمي والهجرة الدينية الحقيقية هي هجرة داخل الذات هي الهجرة بعيداً عن الشهوات والعادات والقوانين والمجتمع لأنه لا يوجد يقين إيماني في كل ما له علاقة بالمجتمع |
Well done: Dr.Sinnary ..... Thumbs up
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Mohamed Adam)
|
آيات شكري وتحياتي صديقي محمد آدم
.........................................................
في نظرية كركغارد عن الدين المسيحي والتي تنطبق حسب الشكل الذي تأسست داخله علي الأديان التوحيدية الأخري يري أن الإعتقاد الديني كله يقوم الآن علي موضوعية تنضح بالتناقض تناقض لا يصدر عن الرسل ولا رسالاتهم بل عن المفسرين ضمن تاريخ معتمديات التراث الديني وهذا التناقض ينحاز إليه البعض بنفس القوة التي تنفّر البعض الآخر منه لا سيما عندما تتبني تفاسيرهم المؤسسة الرسمية بعد أن تقوم بخطوتها المهمة في ممهاة فقهائها المعتمدين بالحقيقة الناصعة لتخط نصوصهم الخطوط الحمراء ما بين الحق والباطل علي مشاهد المباركة بين السلطة والنص إذ يبارك كلاهما الآخر في ما يسميه كانط المشهد التراجيدي لإستباحة العقلانية أو جهودها يري كانط أننا عندما نصل لموقع إستباحة العقلانية لا يمكننا البرهنة علي صحة أو عدم صحة أي إدعاء تتحول أفكارنا عندها لأفكار جدلية وهذا عين ما تفعله المذهبية الدينية حيث التناقض يتلبس الشغف الفكري المتبني لكل الغرائب أنظر كيف يؤمن البعض أن شخصاً ما يمكن أن يكون إنسان بالكامل و وفي نفس الوقت إلهاً بالكامل شخصاً هو ميت بالكامل وحي بالكامل وأن من يفعل كذا ضمنت له الجنة وأن نفس الشخص عندما يفعل فعلاً آخر لا يدخل الجنة أو يتنسم عبقها إنه اللايقين الموضوعي الذي لا يمكن معه التأمين المطلق علي أي حقيقة موضوعية وما دام أنه لا يمكننا فعل ذلك كيف يتأتي من إتباعنا ذلك اللايقين الموضوعي أن نتيقن أننا مؤمنون من الممكن أن نقول أننا نجتهد أن نصبح مؤمنين أوأنّ بنا إيماناً ينمو فقط بالتطبيق الذاتي إذا لم يكن بوسعنا فهم ما هو الإيمان لا يمكننا شرحه للآخرين لكن ما يمكننا حقاً هو أن نؤمن ونعترف بأننا نؤمن بالله ورسله لكن لا يتجذر إيماننا فيما هو يقيني بل يتجذر في ذواتنا في معايشة إيمانية عيش ما نؤمن به لا ما نفهم أنه الصورة الصحيحة للدين والإيمان فتملك الصورة الصحيحة للإيمان هي خارج حدود قدراتنا أما ما هو في حدود قدراتنا وتحكمنا الوجودي هو قدرتنا علي الإختيار لحياتنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)
|
كرس كركغارد كتابه الخوف والإرتعاش علي لسان يوهانس ديسلنسيو لمناقشة التدين أوالطور الديني في نظريته الوجودية كنت قد أخذت علي هذا المفهوم في دراسة قدمتها في ورشة عقدت عن كركغارد أنه يحصر نفسه في التجربة المسيحية وحدها رغم فعالية التبرير الوجودي لهذا الإقتصار ذلك مع أنه يتعرض لتعددية دينية حتي داخل المسيجية بالحديث عن التدين ألف والتدين ب ربما إستمد بذرة هذه التعددية الأولي من إرتباطات اسرته البروتستانتية يركز كركغارد هنا في عرض مفهومه عن التدين بصورة مركزية علي التجربة الإبراهيمية وفي المسيحية علي عكس الإسلام نري أن الابن موضوع التضحية هو إسحاق بينما في الإسلام هو إسماعيل يستوجب كركغارد تعليق الأنشغالات الأخلاقية كتوطئة لابد منها للتدين وهذا ما يشبه الحالة الصوفية ومفهوم الخلوة في الإسلام فيوقف المتدين إنشغاله ببيت الزوجية والعيال والمجتمع والتقاليد والقوانين الإجتماعية والرسمية لأنها ليست من الأهداف النهائية للمتدين لذا يعيش من نحسبهم أو يحسبون نفسهم متدينين حالة زائفة بعيدة عن هدبيات التدين ومتطلباته فالتدين حالة من الصيرورة من لا يدركها من لا يمارسها يحاول كركغارد عبر ديسلنسيو أن يحدث صدمة مفهومية وسط المتدينين قريبة من تلك التي يحدثها الوهابي في المجتمع الصوفي التقليدي عندما ينبههم إلي أنهم قضوا سنوات عمرهم الطويلة ليس في توحيد الله بل في الشرك به فالتدين حسب كركغارد ليس بالأمر السهل أظن أن كركغارد يقف كثيراً في حالة الصمت التي أعقبت تلقي إبراهيم لأمر الله بذبح ابنه ويسقط تلك الحالة كشرط من شروط التدين علي حياته فصمته في حالات كثيرة منها إصدار كتبه باسماء أخري كلها حالات من التمثل بالصمت الإبراهيمي لم يتشاور إبراهيم مع أي قريب له عندما أتاه الأمر الذي تصوره كإختبار إيماني لابد من تجاوزه يستخلص كركغارد هنا أن العيش عيشة تدينية يستلزم إلتزام متحمس بالله أذكر بأن مفهوم الحركة والتغير مفهوم مركزي في الذاتية الكركغاردية لكنه ليس مفهوما تمرحلياً
| |
|
|
|
|
|
|
|