ما بين دين الحب وحب الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-04-2012, 07:24 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين دين الحب وحب الدين

    موضوع هذا البوست هو أعمال الحب أعمال ذلك الفتي الكوبنهاجني الفارع النحيل سورين
    الذي حول الدين لإطروحة حب رائعة

    ولكني أود أن أفتتحه بتلخيص مفتول لرواية كونديرا المعروفة بإدوارد والله
    لأبين عبرها كيف أننا يمكن أيضاً أن نسخّر حتي الدين لأغراضنا الذاتية الدنئية.

    إلي الرواية:

    في رواية ميلان كونديرا عن إدوارد والله إضطر إدوارد لكي يتحصل علي وظيفة معلم في مدرسة المدينة إلي أن يتزلف ويمدح كاذباً جمال مديرة المدرسة الدميمة وذات الرتبة الحزبية المقدّرة وهو الغير منضم للحزب الشيوعي بالمدينة... وقد كان له ما أراد ... لكن مشكلته أنه كان يعلم جيّداً أن المديرة تنتظره لرد الجميل .. و لسوء حظ المديرة شاء قدره أن يتعرف علي أليس الجميلة التي تعمل في نفس المدرسة ... وكانت أليس علي عكس المديرة لا تنتمي للحزب ، بل تكره الحزب الذي أمم حانوت والدها ولم تجد وجهة تحتضن غضبها وكرهها للحزب أفضل من الكنيسة فتحولت أليس الوديعة لفتاة جد متدينة .. سعي إدوارد وتوفق في التقرب من أليس ثم رويداً رويداً بدآ يخرجان معاً.. كان إدوارد يحاول دوماًأن يشبك يده علي يدها أويحركها علي جسدها فتصده بعنف .. وبعد عدة أيام علي تعارفهما سألته أليس : هل تؤمن بالله يا إدوارد؟ لم يرد فكررت سؤالها ... في الحقيقة لم تكن قد خطرت فكرة الإيمان بالله علي بال إدوارد من قبل.. لكنه خشي أن يصارح أليس بذلك فيفقدها .. لذا حاول أن يراوغ بالقول أنه يؤمن بالله لكنه أحياناً يتشكك في وجود الله... لا سيما عندما يري البؤس المنتشر في كل مكان ... لم ترتاح أليس من رده لكن لأنها بدأت تميل إليه قررت تشجيعه علي الإيمان معللة بأنه لولا الإيمان والجنة لما كان لتحمل هذا البؤس من معني. . رأي إدوارد أنه لا يستطيع التقرب من أليس إلا بإدعائه الإيمان..فبدأ مرغماً يرافقها إلي الكنيسة كل أحد لكن دون أن يتمكن مع كل ذلك من أن يظفر منها بلحظات حميمية أو تقبل دعوته للسفر معه لعند أخيه بالريف.. كل ما كان يشغل بال أليس أن تشد إدوارد نحو الكنيسة فلم يكن يسعدها شيئ أكثر من أن تري إدوارد يظهر لها أنّ إيمانه قد بدأ يتطور وبدأ يلتزم في زيارة الكنيسة.كل أحد ... كانت أليس كما أسلفنا تكره الموالين للثورة لأنهم أمّموا حانوت والدها وآذوه ووجدت عزاءها في الله والكنيسة لأن الثوار يكرهون الله والكنيسة معاً فأحبتها وبدأت تقوي إرتباطها وإرتباط كل من تحب بالكنيسة..
    حب أليس أوقع إدوارد بين نارين... نار المديرة المسيّسة العجوز المتصبينة والتي كان إدوارد يعلم أنها تنتظر رد جميلها بعد تعيينها له وهو غير منتم للحزب ... لكن سمعت المديرة أن إدوارد بدلاً عن ذلك أصبح زائراً منتظماً للكنيسة فإمتلأت غيظاً ... وعندما واجهته حاول البحث عن مخرج ولم يجد عذراً مقنعاً لكنه بدأ يخف رجله عن الكنيسة مما أغضب من الجهة الأخري معشوقته الجميلة ذات الجسد المثير أليس.. والتي عندما لاحظت تثاقله عن الكنيسة أصبحت تعامله بشيئ من القسوة خاصة كلما حاول الإختلاء بها ليرضي نزوة منها ... كانت أليس عندها تذكره بأن لا أمل له لينال ما يصبو إليه إلا بالزواج... بدأ إدوارد التفكير في حيلة يخرج بها أليس من تشددها وإلتزامها بعد أن فشلت كل محاولات اللعب علي وتر العواطف... بعد تفكير عميق توصل إدوارد إلي أن نقطة ضعف أليس هي الدين... بني إدوارد خطة يظهر فيها لأليس أنه قد تغير وأصبح شاباً مؤمناً كثير الورع.. وأنه أصبح حمامة كنيسة فشهوته لأليس كانت طاقة لا تنضب لعمل أي شيئ كي يصل لما يريد... أصبح يركع لأوهي الأسباب ففاق في ركوعه أليس نفسها .. بل أكثر من ذلك تعمد أن يلومها علي فتور إيمانها مستدلاً بكلام المسيح عن أن الإيمان ليس مجرد حركات ونمنمات...أصبحت أليس في موقع المدافع عن إيمانها وهو يزيد في مظاهر إيمانه فيحتضن تمثال المسيح المصلوب والمنتصب علي الشارع في حركة درامية يهتز معها فؤاد أليس ... لكن لسوء حظه بينما كان يحتضن التمثال والصليب تلمحه المديرة علي الطرف الآخر من الشارع وهو متلبساً بجريمة الإيمان فكيف المخارجة؟....طلبت منه المديرة أن يحضر لها في مكتبها ففعل...كانت المديرة ومعها أربعة حزبيين آخرين في إنتظاره ... صارحته المديرة بأنها ومن معها من رفاق مهتمون جداً بسلوكه خارج المدرسة... لاسيما وأنه معلم ومسئول عن تربية الأجيال الجديدة بطريقة سليمة خالية عن الإعتقادات والأحكام المسبقة وأنه المفترض أن يكون كمدرس قدوة وأنهم لا يمكن أن يتسامحوا بوجود متدينين بينهم ... فكر إدوارد وهو يري وظيفته علي كف عفريت في أن يخبرهم أن كل ما رأوه كان مجرد دراما منه وأنه يمثل علي أليس أنه مؤمن لكنه حقيقة غير مؤمن...لكنه شعر بأنهم لن يصدقونه... فرسم خطة أخري وقال لهم إنه حقيقة يؤمن بالله....أردف إدوارد: إنني يمكن أن أكذب عليكم وأقول انني غير مؤمن وانني أمثل أني مؤمن لكنني لا أعرف الكذب... إرتاح الجميع لنبرة الصدق فيه ثم خاطبته المديرة برفق : لا أحد يريدك أن تكذب لكن ما أريده هو أن تشرح لي كيف يمكن لشاب مثلك أن يؤمن بالله؟ كانت إجابة إدوارد جاهزة : أعرف أن الإيمان بالله يبعدنا عن الواقع لكن ماذا سيحدث للإشتراكية لو آمن كل الناس بأن الكون خاضع لسلطة الله؟ لن يفعل أحد شيئاً وسيفوض كل إنسان أمره إلي الله...أعجب صدقه في الرد المديرة ومن ثم قاد إدوارد النقاش بهدؤ ليقنع الجميع بأنه يعرف أن إيمانه بالله هو إحساس عاطفي غير علمي وأنه غير متيقن من الحقيقة حتي الآن .. أوصل إدوارد المديرة إلي الإحساس بأن إدوارد شاب جيد وقابل للإصلاح لا سيما وأنها كانت تحبه في غرارة نفسها...ختمت المديرة الإجتماع بأن إدوارد يستحق فرصة أخري وانه سيبقي معلماً بالمدرسة وأنها شخصياً ستتولي مسئولية إصلاح أفكاره... قررت المديرة أن يحضر إدوارد لمكتبها ليبدأ مسيرة إعادة محاورة وصياغة أفكاره .. ثم إنتقل اللقاء من مكتبها إلي شقتها... وتغير منهج الإصلاح إلي زجاجات من الشراب وحديث عاطفي إنتهي بملحمة جسدية علي سريرها.... قابل إدوارد في الأيام التي أعقبت ليلته الحمراء مع المديرة أليس ولاحظ أنها قد تغيرت للغاية تجاهه... بدأت تشد ذراعه وتكثر من تأبطها متخلية عن ذلك التحفظ العنيد... إمتلأت عيناها الجادتان عشقاً كأنها تدعوه لتقبيلها وهي تصارحه بحبها له ... بدأت تكثر أليس من الميوعة في حديثها حتي بدأت الدهشة تسيطر علي تفكيره عن سر هذا التغير المفاجئ في أليس ... سألته أليس لماذا لم تخبرني؟ أجاب إدوارد أخبرك بماذا؟ ردت أليس : أجل هذا هو انت بالضبط ، غيرك كان سيتبجح أما انت فلزمت الصمت ، لكني لهذا بالتحديد أحبك..إدعي إدوارد أنه لا يفهم ما تقول رغم أنه فهم بالضبط ما تعنيه حتي قالت له: الجميع في المدرسة يعرف أنهم إستدعوك وهددوك فإستهزأت بهم ولم تنكر شيئاً الجميع معجبون بك... كان إدوارد يعرف أن أقل حدث في مدينة صغيرة سرعان ما يتحول إلي إسطورة لكن لم يخطر بباله أن إسطورة قد تولد حتي من مغامراته الخاصة الساخرة.. شبكت أليس يديها في يديه وهي تتحدث عن شجاعته وجبن الأخرين... قالت له أليس سأفعل أي شيئ في سبيلك...وهي جملة لم يسمعها إدوارد من أي شخص من قبل...قال لها إدوارد كاذباً : لم يعد بوسع أحد أن يفعل شيئاً لأجلي...همست : كيف هذا؟ أجاب بخبث سيطردونني من المدرسة وأولئك الذين يتحدثون عني كبطل لن يفعلوا شيئاً لمساعدتي .. انني متأكد من أمر واحد فقط : سأكون وحيداً تماماً في نهاية المطاف..حاولت أليس أن تأكد له بكل قوة أنها لن تتخلي عنه مهما كلفها ذلك...وهو يتعمد أن يسخر مما تقول ثم يهاجمها بقوله: أنك لا تحبيني ..إمتلأت عيناها بالدموع وهي تؤكد حبها له ...قال لها: لا يا أليس تلك إمور يحس بها المرء. كنت دوماً باردة جداً معي . المرأة التي تحب لا تتصرف هكذا مع من تحب. أعرف ذلك وأنك الآن تشعرين بالتعاطف معي لأنك تعرفين أنهم يريدون تحطيمي لكنك لا تحبيني ولا أريدك أن تحشري أوهاماً في رأسك...إستمرت أليس في البكاء ويديها علي يديه مشددة علي حقيقة حبها له...تحداها لو كانت تحبه أن تسافر معه يوم السبت إلي الريف حيث يقطن أخوه في الوادي وليقضيان الليل بشاليه أخيه الكبير علي النهر...وافقت أليس بصمت بعد أن رفضت تلك الدعوة عدة مرات في الماضي... لكن قبل سفرهما فاجأته المديرة يوم الخميس عندما تقابلا وهي قد أعدت له مسرح شهواني كامل .. إستطاع أن يسيطر فيه علي ضعفها وشهوتها الجارفة نحوه حتي أمرها أن تركع لله وتصلي قبل أن يرضي نزوتها ففعلت....بعد أن فعل ما فعل مع المديرة إستعد يوم السبت وشد رحاله مع أليس لمنزل أخيه في الريف ... عندما وصلا أخذ من أخيه مفتاح الشاليه وأصطحب اليس التي بدت طوع بنانه مأخوذة بخبر تضحيته ووقوفه بشجاعة في مواجهة هيبة الحزب لدرجة أنها أصبحت مستعدة لأن تخون الله أمام إدوارد لأن إدوارد رفض أن يخونه أمام لجنة التحقيق...سلمت أليس إدوارد جسدها وعذريتها فمارس معها ما يريد وعندما هما في طريقهما إلي الرجوع يوم الأحد سألها هل هي سعيدة ؟ أجابته نعم وانت؟ أجابها بأنه حزين .... أصابتها الدهشة وسألته حزين؟ لماذا؟ أجابها: ما كان علينا أن نفعل ذلك ما كان ينبغي..قاطعته : ماذا دهاك انت الذي أردت ذلك..أجابها إدوارد: أجل لكن هذه هي خطيئتي الكبيرة التي لن يغفرها الله لي...إنها معصية يا أليس..قالت له: أرجوك ما الذي يحدث لك؟ انت نفسك كنت تقول لي أن الله يريد الحب...أجابها بأنه كان يقول لها ذلك ليختبر مدي إيمانها وكان إيماناً حقيقياً لكنك الأن ما عدت وفية لله .. والمرأة القادرة علي خيانة الله قادرة أن تخون رجلها أضعافاً مضاعفة...وانتهي حديثهما بأن قال لها وداعاً وتركها مصدومة تبكي من هول ما حدث لها وبقت متجمدة في المحطة..
    أصبح إدوارد بعد ذلك زائراً راتباً لشقة مديرة كل إسبوع

    (عدل بواسطة Sinnary on 06-05-2012, 01:19 AM)
    (عدل بواسطة Sinnary on 06-08-2012, 04:01 AM)
    (عدل بواسطة Sinnary on 06-08-2012, 07:25 PM)

                  

06-04-2012, 01:20 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    أما سورين كركغارد فقد إختتم مشروعه الوجودي الديني بدعوة إلي حب جديد هو وحده ما سيعطي للدين معني
    حب ضحي لأجله بخطيبته الفاتنة الجميلة ريجين لأن الحب المعين حب أناني لذا تكثر فيه الجراح والشواكيش
    أما الحب الخالص هو حب الجار ...هو الحب الذي لا ترتجي مقابلاً من ورائه ولا يمكن أن تخدع فيه
    من الأفضل أن نستعرض جوانب المشروع وتفاصيله قبل أن نخلص للحب القدسي .. حب الجيران حتي ولو كانوا
    أشرار.... ونتناول فيه هل كانت إستجابة إبراهيم عليه السلام لدعوى ربه ذبح ابنه عمل إجرامي أم تضحية
    إيمانيةولماذا يري سورين أن كل المؤسسات الدينية من دعاة ودور عبادة وفقه ديني ورجال دين كلها
    منظومات فاسدة ..وأن الزواج والألتزام مسرحية سمجة تستحق السخرية ...وأن درب التدين هو درب التصوف لكن
    التصوف الذي ينتهي إلي الإنقطاع عن الناس والتقشف في الحياة يضل الطريق
                  

06-04-2012, 02:38 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    مرحباً سنّاري
    عاااااااااااالياً
    بإذن الله
    إلى حين ميسرة!
    موضوع في الصميم!
                  

06-04-2012, 04:58 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: صلاح عباس فقير)

    الزول لعب بحقيقة ضعف الاعتقاد لدي البشر

    واثبت ان الحقيقة الوحيدة هي هذا الثعلب

    المسمي زورا انسان !

    من شدة الجذب لهذا البوست ياسناري ،

    كتبت الرد بتاعي في خانة اسم الدخول !!

    لانو عندي مداخلة واحدة وخايف تروح في الفاضي ...


    غايتو في زول في المنبر خلاني احس باهميتي من خلال ايقافي

    وانا سعيد بهذه الاهمية لدرجة لا اطل علي المنبر الا لماما!

    ههههههههههههه
                  

06-04-2012, 05:52 PM

مازن صلاح الأمير
<aمازن صلاح الأمير
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: عبداللطيف حسن علي)

    العزيز سناري
    تحية
    قرأت بوستك بتمعن و إعجاب و مرد ذلك لأنه البوست الوحيد الذي حرضني أن أستنفذ فيه فرصة يومي هذا في الرد عليه لأني مسموح لي بمشاركة وحيدة في اليوم ، على العموم النص الرائع للتشيكي المبدع كونديرا يدلل و بقوة على مدى تأثير الأديان في تفكير العامة هذا ما يجعل الباب مواربا لإستغلاله تحت أي لافته تروس بإسم الله.. تحياتي
                  

06-04-2012, 08:45 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: مازن صلاح الأمير)

    تحياتي أخ صلاح وتمنياتي أن لا تبخل علينا بمداخلاتك وملاحظاتك
    شكر مضاعف


    معقولة يا عبداللطيف انت الزيك دا بيوقفوه من الكتابة أو بيحددوا مداخلاته
    لا دا كلام محتاج مراجعة سريعة ... وانت تحقق أهميتك بما تملك وتبدي ونحن نشهد لك
    بخصوص رواية كونديرا وبعيداً عن حمولاتها الأيدلوجية يبدو أن نقطة ضعف كل بشر
    تكمن حقيقة في مصدر قوته/ها حيث أنه في اللحظة التي يظهر فيها من يتميز علينا في مصدر قوتنا
    ننكسر متخلين عن كل مصداتنا الزائفة.. وهنا إدوارد لعبها صح حيث عرف أن الوسيلة الوحيدة لإخضاع
    المتدينة هو أن يظهر لهاأنه أعمق في بحر الدين منها ..لينزلها عن تساميها إلي بشريتها المجردة
    من كل مظاهر العصمةلأشعيا برلين رؤية فلسفية رائعة يقسم فيها الناس إلي قنافذ وثعالب حيث
    تبقي القنافذ بسيطة في حياتهاوتطلعاتها بينما الثعالب ترسم ملايين الخطط وتلعب
    علي كل المستويات لإغتنام أي فرصة تصل بهم إلي الظفر بكل شيء

    أخي مازن
    حقاً أسعدتني مداخلاتك التي تؤشر علي إستعدادت ذهنية متقدمة وأفق معرفي ممتد
    أتمني أن أراك دوماً عامل خصب ثقافي علي أرض وسماء المنبر ... وبالفعل الدين
    هو أقوي الأشكال الأيدلوجية بما يتمثله من حتميات وقداسة
    لذا فالدين قابل لللإستخدام المفيد أو المسيئ في حياتنا
                  

06-04-2012, 09:32 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    أصدر سورين معظم كتبه تحت اسماء زائفة ما عدا كتب قليلة جداً أهمها أعمال الحب
    ورغم أن أدورنو لا يري أهمية من وراء ذلك ما دامت كلها تمضي لتشكل حلقات في فكرته
    وأننا نعرف أنه هو كاتبها
    سورين أول من لفت النظر إلي أن المهم في حياتنا ما نحياه نحن أما كل شيئ يحدث خارج
    حياتنا الذاتية لا يجب أن نحفل به ..فلا يهمني أن الفريق القومي إنتصر علي زامبيا أو أن
    أميركا أطلقت مركبة فضائية جديدة ما يهمني هو ما أكابده أنا وأفعله أنا ومن هنا يعتبر
    سورين أول منظري الفكر الوجودي
    يقسم سورين حياة الناس إلي ثلاثة مراحل
    قد نمر بها كلها أو بعضها
    المرحلة الأولي من حياتنا هي المرحلة الجمالية
    مرحلة الدونجوانات ... ودونجوان كان رجلاً فاتناً عشوقاً مستهبلاً تعشقه النساء
    فيوقعهن في حبه وبعد أن ينال ما يريد يتجاهل فريسته غير نادماً علي فعله
    غالب البشر يمرون بالمرحلة الجمالية في حياتهم لا سيما في فترات الدراسة المتوسطة ، الثانوية وربما الجامعية
    ليس بالضرورة أن نكون عاشقين إذ أن سمة هذه المرحلة في حياتنا هي عدم المسئولية
    وإلي حد ما السعي للمرح والضحك والرحلات وحضور المسرحيات أو الحفلات الإجتماعية
    وكذلك الأفلام والمباريات دون الدخول في إلتزامات صارمة من عينة الزواج مثلاً
    قد نكون مرتبطين أو حتي خاطبين لكن غير متزوجين
    بل متهربين من كل الإلتزامات الصارمة طويلة الأمد
    لأن كل الأشياء التي تجعلنا نعيش في روتين يومي مملة
    وأكثر أشكال الروتين هو الزواج
    لذا يتجنب الناس الدخول فيه حتي التأهل النفسي للتخلي التام عن حياة اللاإلتزام
    إلي حياة الإلتزام
    لأنك بعد الزواج مضطر لرؤية والتعامل مع نفس الشخص وحده من الجنس الآخر
    كل يوم إنتما معاً حتي نهاية حياتك
    صداقاتنا تكون قصيرة الأمد ومعظم أصدقائنا لا نقابلهم بعد التخرج إلا نادراً
    نسعي للذة والتي قد يجدها بعضنا حتي في الإنتماء لتنظيم سياسي
    شيوعيين ، كيزان ، مؤتمرجية ، أنصار سنة ...فكلها عوامل لذة تجعل لحياتنا اليومية طعماً ونكهة
    وقد نتخلي عنها أو يفتر حماسنا ونشاطنا بعد الزواج لأسباب سأشرحها لاحقاً
    ما لم ترتبط مصالحنا المادية والجدية بعد الزواج بتلك الإنتماءات
    أيضاً تمتلئ المرحلة الجمالية من حياتنا بالأزمات والإنكسارات
    بأسباب الخيانات والخزلان وفقدان حبيب لدينا والفصل من الدراسة وغيرها

    (عدل بواسطة Sinnary on 06-04-2012, 09:41 PM)

                  

06-05-2012, 05:03 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    يعتبر سورين المرحلة الأولي في حياتنا والتي تعرضنا بإختصار لأهم ملامحها أعلاه
    يعتبرها مرحلة لا ترتبط بأي دين ولا تعبر عن أي إنتماء ديني مهما تسمي من هم فيها بذلك
    أو إنتموا لجماعة دينية
    فكله لا يخرج عن الشكليات المضحكة
    ذلك أن معني التدين هو ما سيشرحه سورين عندما نتحدث عن المرحلة الثالثة في حياتنا
    و سورين كركجارد لا يتحدث من فراغ
    لأنه درس في كوبنهاجن العلوم الدينية حتي نال درجة الدكتوراة بتميز فيها
    وتنتشر تماثيله في بلده
    المرحلة الثانية التي يخوضها غالب البشر يطلق عليها سورين المرحلة الأخلاقية في حياتنا
    ولا ندخل فيها غالباً إلا بعد أن نشبع أو نقنع من حياة العزوبية والملذات واللامسئولية
    فنقرر أنه قد الأوان واننا جاهزون للعيش بجد ومسئولية وإلتزام
    لأن الحياة أم فكو لا قيمة لها ... بل تصبح أقرب للمهزلة عندما يتقدم بنا العمر ولا زلنا
    عازبون من حفلة لحفلة أو من محاضرة لمباراة لمسيرة لخميس
    والمجتمع نفسه قد لا يستلطف التعامل مع غير المتزوجين ممن بلغوا سناً يتوقع
    فيها إنتماؤهم لأسرهم الخاصة بهم
    تبدأ المرحلة الأخلاقية مع الزواج
    موقف جديد في الحياة يضفي الكثير من التغير علي حياة الفرد
    ويحولها لحياة أكثر رسمية
    تحيطها إلتزامات مالية وأطفال وفلسفة جديدة للزمن بحيث يبدأ التخطيط لمشاريع
    تستمر علي فترات زمنية طويلة مثل بناء منزل أو إغتراب أو الرحول من منزل العائلة
    هذا علي عكس الجمالي أي الذي يعيش مرحلة ما قبل الزواج والذي زمنه اللحظة
    يعيش اللحظة ولا يكترث كثيراً للمشاريع طويلة الأمد
    يبدأ الأخلاقي في الأهتمام بالأخلاق والصاح والخطأ والإلتزام الإجتماعي أو الديني
    لكن كل هذا لا يجعله شخصاً يعرف الدين أو ملتزم دينياً حتي ولو أصبح لا يفوت فرضاً
    أو حتي رجل دين
                  

06-05-2012, 05:40 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    شكرا سناري
    و جميع المتداخلين


    طه جعفر
                  

06-05-2012, 01:50 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: طه جعفر)

    شكرأً صديقي الروائي عالي المقام طه علي إطلالتك الرحيبة

    .........................

    بالنسبة لسورين وفلسفته في الحياة
    أننا من المفترض أن نتجاوز كل مرحلة في حياتنا إلي المرحلة المتقدمة عليها
    بما سماه القفزة الساخرة
    عندما تصبح حياتنا بدون معني في تلك المرحلة
    ونبدأ السخرية من تلك الطريقة في الحياة
    نبدأ بالتهكم من نفسنا
    ثم نتخذ القرار الخطير
    في التحول عن علاقاتنا وإرتباطاتنا الراهنة إلي إرتباطات ونمط جديد للحياة
    بالتخلي عن كل ما يشدنا لذلك النمط من العيش الحاضر لنتقدم إلي نمط أرقي
    والأنماط الثلاث بالترتيب هي النمط الجمالي أو الحياة الجمالية
    النمط الأخلاقي ثم النمط الديني أو الحياة الدينية
    الترتيب غير ضروري هنا فقد يقفز أحدنا من النمط الجمالي إلي الديني مباشرة
    دون المرور بالنمط الأخلاقي
    ويشبه ذلك عندنا عندما تجد شاباً قرر فجأة أن يتحول من حياة المجون للتصوف وإعتزال
    كل ما كان يفعله من قبل ...لكن ذلك ليس ما يقصده سورين بالضبط كما سنعرف لاحقاً
    أيضاً قد يتراجع الشخص من مرحلة إلي مرحلة أدني أي يتحول المتدين إلي شخص جمالي
    في المرحلة الأخلاقية يبدأ الفرد بكراهة الروتين اليومي
    ويصبح التكرار مملاً وتصبح الحياة كوميديا ساخرة
    يقرر المرء إذن التحول إلي حياة أخري
    هي حياة جديدة ومرحلة جديدة تصبح للأشياء معاني جديدة
    إذ يبدأ المرء في الحركة نحو المطلق ورحابة العالم المطلق
    يذوب في ملكوت الله وتصبح العذابات ملذات في الطريق
    كانت العذابات عند الجمالي تمثل مآسي عندما يبيعه حبيبه أو ينشله نشال راتبه
    أو يفصل من عمله ويسميها بالحظ السيئ
    أما الآن فكل عذاب ملذة وتطهير للروح التي تتخلي حتي عن ذاتيتها
    يتخلي المتدين عن الزماني للازماني
    المشروط لغير المشروط
    للعيش في الأبدية
                  

06-05-2012, 03:49 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    نكـــــــــــــه فقـــــــــــــدها المنبر من زمان
    فاكثر من هذه الكتابة الطاعمة ,,



    متابعة
                  

06-06-2012, 04:03 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    من أكثر الأشياء إثارة في كتابات كيركجارد
    إنها تمثل إنعكاس لحياته الحقيقية
    ,وتفلسف أهم الأحداث المفصلية في حياته وحياة أسرته
    مثل زواج والده من والدته التي كانت خادمة المنزل
    ثم حبلت من والده خارج المؤسسة الزوجية بعد وفاة زوجته الأولي
    ومثل الخطيئة التي إقترفها والدها عندما لعن الله وهو علي الربوة
    محتجاً علي الظروف المعيشية القاسية والمعاناة التي ظلت رفيقة أيامه
    وظنت العائلة أن إنتقاماً إلهياً بدأ يحل بها بعد أن سب أبوهم الله
    فمات معظم أفرادها وهم في سن الشباب بما فيهم كريكغارد نفسه
    هنالك أيضاً تراجيديات أخري حاطت بعلاقة الوالد مع الإبن
    م مأساة سورين مع رجين التي إنتهت إلي فسخ خطوبته منها رغم رجاءاتها بألا يفعل
    وهي أجمل فتيات كوبنهاجن وأفتنهن
    إلا أن مقتضيات وجوديته إقتضت تلك التضحية
    ويا لها من تضحية تنتهي بإعتزال الزواج لصالح المبدأ
    كل تلك المآسي أسست البيئة الخصبة لنشأة الفكر الوجودي وترجمته كحياة تعاش
    أعجب سورين أيما إعجاب بفكرة الذاتية التي طرحها سقراط
    وكذلك بثيمة التهكم السقراطي البينة في محاوراته الموجودة في جمهورية إفلاطون
    فكرة الذاتية السقراطية كنا قد تعرضنا لها في بوست سابق وقد كانت فكرة ملهمة لسورين
    فسقراط أسس للذاتية منذ رفضه التوجهات الجمعية السائدة
    فكان يؤكد بإستمرار إستقلاله عن المجموع وتميزه عن الموضوع
    رسخ سقراط لمفهوم الكينونة الذي وسعه فيما بعد هيدقر
    وقاربه كريكغارد بمفهوم جديد سماه مفهوم الصيرورة
    الصيرورة من الجمالي إلي الأخلاقي إلي الديني إلي المحب
    تمثلت الصيرورة الكريكغاردية محاورة سقراط مع مينو التي جذر فيها سقراط للمعرفة الذاتية
    علي أنها أم المعارف
    وأن كل الحقائق هي محفورة في بديهتنا وما علينا إلا إستفزازها
    حتي تخرج من كهوف الذاكرة
    تركيز سقراط علي المعرفة الذاتية وسعه كريكغارد مفضلاً المعرفة الذاتية علي المعرفة الموضوعية
    وإنتقد كركغارد هكذا كل الأفكار الفقهية أو الفلسفية التي شوهت الأديان
    حاملاً علي الكنائس والمعابد ورجال الدين وكل التراث الفقهي الديني
    منطلقاً من الذاتية
    وهو الموقف الذي إستند عليه ليصب جام نقده علي الإجتهادات الفلسفية الهيجلية
    التي حاولت أن تبرر التناقضات المسيحية مثل فكرة الإنسان الرب عبر النصوص الماكرة
    التناقضات الدينية عند كريكجارد لا تتأسس إلا علي الفقه الديني
    ولا تعمقها إلا المؤسسات والجماعات الدينية
    لأن الدين حالة من المثابرة الشخصية
    وليست خطبة تلقي أو حلقة تلاوة
                  

06-06-2012, 04:55 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    يبدأ بعد قليل عبور كوكب الزهرة بيننا وبين الشمس ...

    وقد قال الشاعر:

    نسمة الأسحار ليلي طال هبّي
    انا مساهر ونومي متخبّي
    إنتحال جسمي والمحال طبّي
    مصدرو "الزهرة" الفي نواحي "سهيل"

    يا دمعة الشوق كبّي
    حكم حبّي ارعى نجم الليل


    بكرة - إن شاء الله - يوم حب محضور ...



    ... المهم ....
                  

06-06-2012, 05:06 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    شكراً تبارك فقد فاتنا متابعة مرور كوكب الزهرة عبر الشمس هذا الصباح
    ولن تتاح لهذه الأجيال فرصة أخري لرؤيته

    .......................................................

    الهيجلية وعبرظاهريات الروح مثلها مثل الماركسية
    تنظران للمسيحية كرسالة سبقت نظرة تاريخية
    بمعني أنها بنت مرحلتها
    وما دامت المرحلة ولّت وتم تجاوزها تاريخياً
    فلا بد أن نتجاوزها فعليّاً
    أمّا كيركغارد متسلحاً بالتهكمية السقراطية
    فلا يوافق علي المفهوم التاريخي
    فالحقائق صمدية
    والحوار هو هل الدين حقيقة أم وهم
    يري كريكغارد الدين كحقيقة
    لكنه مع ذلك يرفض تحول أي دين إلي دين إجتماعي
    يرفض إنتماء الأديان إلي الفضاء الموضوعي بل هي من شئون الذات
    فالحقيقة عنده هو ما يختص به
    وهو معني بالذات و ليس بما حوته الكتب والمواعظ
    ما يهم في النهاية فعل الذات وليس فعل الحكومة
    فكل ذات معلقة من عصبتها وليست من عصبة أهلها
    الله لا يحاسب الحكومات ولكنه يحاسب الأفراد
    هل هذا يعني إنكار كيركغارد للمعرفة الموضوعية
    أو تطبيقاتها فيما يعرف بالوضعية الدينية
    (ابن حزم وابن حنبل وابن سينا وابن تيمية وابن ابيه و.............)
    لاينكرها لكنه يري أن ما يهمه هو ما يفعله هو أو طريقة تدينه هو وليس ما أوصي به هؤلاء الثقات أعلاه
    ليس ما ترسمه له الأصوليات المعرفية أو الدينية من مسارات
    فالله كما يري كارناب لا تحتويه التضاريس الجيوفقهية
    وكركغارد يقول أن كل ما تقولون غير معني بقصة وجودي وتاريخي الشخصي
    فلن أحياكم سأحيا وجودي
    وفجنشتاين في نهاية كتابه (المجرور) يقول لاتمنطقوا لي حججكم
    فكل ما تقولون يعني الشيئ نفسه (أي اللاشيئ)
    يعقب كريكغارد : ماهي المعرفة التي ستمدوني بها عنّي
    في كل ما تقولون
    إن كان كل ما تقولون هو يجب أن أفعل أو أأكل أو أزعل ما هو الصحيح وما هو الخطأ
    فلموا بضاعتكم عليكم
    أنا تعنيني بضاعتي وأعاني معاناتي فخذوا نصائحكم وأرحلوا
    فالحقيقة لدي أنا وليست أنتم
    كريكغارد يعني أن هنالك حقيقتان
    الحقيقة الموضوعية المتمثلة في الكتب والنظريات والقوانين
    والحقيقة الذاتية وهي حقيقة ظروفنا وأوضاعنا وعلاقاتنا وأفعالنا
    والمهم عنده هو الحقيقة الثانية فهي ما تعنيه ويحتاج للإجتهاد فيها
                  

06-08-2012, 01:31 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    في كتابه شذرات فلسفية يتخذ كريكغارد نفس خطي كانط في تسفيه الحجج الفلسفية الديكارتية
    وغيرها من الحجج التي تسعي لإثبات وجود الله
    لكنه يتخذ مساراً مختلفاً عن كانط الذي يرتكز علي عجز العقل عن إثبات الوجود المادي
    لكل ما لا يبدي عناصر الوجود المادي
    أمّا كركغارد المؤمن مسبقاً بوجود الله والثيولوجي العجيب
    فيعتبر كل الحجج الدينية والفلسفية التي تنشغل بمواضيع إثبات وجود الله أو شرح مقاصده
    أعمالاً تضر بالأديان أيما ضرر لأن العامل البشري وراء هذه التأويلات تتداوله مصالح لا تحصي
    وبالتالي تحول شروحها لأدوات جديدة للصراع بين البشر
    تحت غطاءات قدسية
    هكذا يضيع الدين والناس
    لكركغارد مقولةأثيرة عن عدم اليقين الموضوعي
    تمثل أحد الثيمات الأساسية في فلسفته
    ولا يلوم أحداً أكثر من التراث النصوصي الديني الذي يزيف هذا اللايقين
    بيقين مصطنع من عنده
    يمضي كركغارد نحو عبارة سنشرح ما يعني بها لاحقاً تقول
    أن لا أحد في الدنيا يملك يقيناً عن حقيقة الله
    لذا نعبده
    و في اللحظة التي نصل فيها لذلك اليقين لا معني للعبادة بعده
    وهنا يذكرني كريغارد ببعض المعاني التي أشار لها الأستاذ محمود محمد طه
    في شرحه للحديث القدسي " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني،
    وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
    فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها
    وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته"
    كما سيتضح من تعرضنا لمعني اليقين الموضوعي
    أو تعرضنا لحركة المحدود نحو المطلق
    يقفز هنا سؤال عن كيفية تبرير إعتقادنا بالله ما دام هنالك لا يقين موضوعي عن حقيقة الله
    هل نحتاج للأدلة التجريبية النفسية التي تؤسس قواعد العلوم الحديثة
    أم نحتاج علي عكس ذلك للأدلة المثالية والحجج التحليلية العقلانية الديكارتية
    أم نخلط بينهما كما تفعل القطة ذات القبعة السوداء في النزوع الكانطي
    هيريقليتس لا يري وجود لغير العالم المادي الحركي المتغير الذي يتأسس علي النار
    وهو من قال تدليلاً علي مفهوم التغير (لا أحد يعوم في نفس النهر مرتين)
    بينما بارميندي وكلاهما من أقطاب الفكر الإغريقي القديم يري علي عكس هيريقليتس
    يري العالم كونه عالماً غير حسيٍّ غير متغير أو متحرك بل تصوري متعالي
    لكن إفلاطون يأتي ليجمعهما معاً في صورة لعالم يتكون علي مستويين
    مستوي مادي حسي ناقص ومستوي تصوري متعالي
    هو مستوي الروح (الإلهي) التي تسعي لتنظيم المستوي المادي
    ليطرح بذلك ما أصبح يعرف بالثنائية الميتافيزيقية الإفلاطونية
    أرسطو وهو تلميذ إفلاطون نظر لهذه التصورات التي قدمها من سبقوه عن العالم
    وسفّه المفهوم الروحي المتعالي للعالم والعلة المادية للكون معاً
    مقدماً فكرته عن العلة النهائية والعلة الفاعلة
    فالماديون شرحوا الجانب المادي والحركة (العلة المادية)
    دون أن يبينوا لنا من اين أتت هذه المادة
    أما التصوريون المثاليون ومنهم الإفلاطونيون الذين أسسوا للرؤية التصورية
    لم يفسروا العلتين النهائية والفاعلة
    فالديمارقو الإفلاطوني (الإله) هوالروح الذي يشكل الكون التصوري ويصينه
    ولكنه ليس العلة الأولي التي تبين مصدر الكون لأن الكون المادي رغم أنه محدث
    إلا أن الله لم ينشأه بل أنشأته توافقات مادية للعناصر الأربعة
    ثم أتي الروح الإلهي ليمده بالتصورات والمثل التي تنظمه
    لذا كان النقص الذاتي صفة ملازمة للمادة لأنها غير إلهية وهذا هو سبب الكوارث والخطايا
    الفكر الأرسطي وجد إهتماماً كبيراً عند كيركغارد بسبب إنبنائه علي مفهوم الحركة
    فالله هو المحرك الأول المحرك الذي يحرك ولا يتحرك
    يركز أرسطو علي العكس من إفلاطون علي مبدأ الحركة والمحرك الأول
    لأن المثل والتصورات كما يدعي إفلاطون لا تحرك السموات أو الكواكب والنجوم
    بل يحركها الله بعد أن يزودها في مرحلة ما قبل الخلق بأنظمتها الوجودية الذاتية
    فتتحرك وتتغير من تلقاء ذاتها بعد دوره الأوّلي في حركة الكواكب
    التي تتحرك من بعد ذلك وفق حركتها الذاتية بفعل عامل الأثير فيها
    والله يعني بنفسه ولا يهتم بما يجري في الكون
    فهو أبدي غير مادي وخارج الزمان والمكان
    لأن الزمكان هو دالة التغير وما يقع داخلهما لا يكون أبدياً
    هكذا يسعي أرسطو للتمييز بين ذلك الذي هو موجود علي الدوام وليس في حالة صيرورة
    لأنه الصحيح الكامل
    وبين الذي في حالة تغير مستمر ..الذي هو
    علي الدوام خلسة يأتي إلي الحياة وخلسة يذهب عنها
    ومفهوم الصيرورة هو مفهوم أثير لدي كريكغارد كما سيتضح لنا فيما سيتقدم
    هيجل يري بأن الأفكار والتصورات تتحرك فهي تتحرك علي متن التاريخ
    وتحرك الأفراد والثورات
    لكن كركغارد يعود بهم جميعاً للتركيز علي منطلقه الوجودي
    وهو أن الأفكار والتصورات المتعالية لا تخبرنا بأي شيئ عن حقيقة وجودنا
    وبينما كان أرسطو مهتماً بحركة الكون الطبيعي
    فإن كركغارد مهتم بمفهومه الجديد للحركة
    تلك الحركة التي يراها عنصراً حاسماً من عناصر الذاتية البشرية
    لأنه يري أن الإنسان هو دائماً في حالة من الحركة
    حالة من التغير والصيرورة
    حركة من الواقعي إلي الممكن
    حركة جوهرها معني وجودنا ك...........
    (كبشر ، كسودانيين ، كمسلمين ، كمسيحيين ، كمهاجرين ، كمغلوبين علي أمرنا ،ك.....)

    (عدل بواسطة Sinnary on 06-08-2012, 01:41 AM)

                  

06-09-2012, 05:12 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    كركغارد كرس حياته لشرح معني الدين
    و معني أن تكون منتمياً لدين
    كرّس كركغارد إهتمامه علي التجربة المسيحية
    ولكنه حتي المسيحية عرضها في شكل أديان ٍ عديدة
    مصنفاً للدين ألف وللدين ب في النصرانية
    ويري البعض أن ختام تجربته في أعمال الحب هي الدين ج
    ينتقد البعض كريغارد في أنه لم يعمم الحديث عن الأديان
    ولكن عرضه لعدة صور دينية من داخل المسيحية عرض يحتمل الإنطباق علي كل دين
    كذلك لم يتعرض كركغارد للنص المسيحي لأنه ضد النصوصية وهنا لم يرحم هيجل وأتباعه
    لكنه تعرض لفلسفة العبادة التوحيدية
    وهذا سبب سخريته من تقليد إعتبار المسيح إله ابن
    إذا تساءلنا لماذا لم يورد كركغارد تجارب الإسلام أو اليهودية صراحة في تجربته النقدية
    نقول أنه فعل ذلك لسببين مهمين
    الأول أن فلسفة كركغارد الدينية تتلخص في أن الدين حالة شخصية لا يهمني
    لا تدين الآخرين ولا أديانهم
    ما يهمني هو نفسي وفقط
    الثاني هو ما دام أنه إقتصر علي ذاته وبحث فيما يعنيها
    فبديهي أن يتحدث عن تجربته وهي تجربة مسيحية
    كركغارد مهتم جداً بمعني أن تنتمي لدين
    ويري أن ذلك حالة من الصيرورة الذاتية وليس الإجتماعية
    لأن تحول الدين لصيرورة إجتماعية ينقله من حالة إيمانية لمظهر إجتماعي أو بزنس سياسي
    التدين عند سورين حالة من التحولات في الذات تبدأ من الزيرو ولا تصل أبداً
    حالة من الإشتغال الدائم في الذات
    لأنه في اليوم الذي تحسب نفسك أصبحت ممسيحيا (مسلماً أو يهودياً...ألخ)
    هو اليوم الذي تتوقف فيه عن أن تصبح مسيحياً (مسلماً أو يهودياً ..ألخ)
                  

06-09-2012, 10:20 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    هنالك وفقاً لكركغارد خلط في معاني الدين والتدين
    أكثر من الخلط في أي معني آخر يمكننا تخيله
    لا توجد وصايا من الإنسان علي أخيه الإنسان أكثر مما توجد داخل عوالم الدين والتدين
    ولكنه ينبهنا إلي أنّ
    من يحسب أن إنتمائه لجماعة دينية أو حرصه علي الصلوات الجماعية
    هو اليقين الديني أو شروط النجاة فإنه للأسف يسير في إتجاه معاكس
    فراسخاً للوراء عن الحقيقة
    يدور بنفسه في حلقة مفرغة داخل غطاءات (دينية) لا تلد إلا تكرار الزيف
    ويعطي كركغارد بياناً عن هذا التكرار في تفاصيل المرحلة الثانية من مراحل الصيرورة الشخصية
    مرحلة الإلتزام
    التي يعيش فيها الفرد موهوم بأنها الحق الأبلج
    لذا تتولد بداخله بإستمرار الطاقة للإستمرار في ما هو عليه
    هذا هو السبب وراء حالات تساقط الفردية المحدوجة جداً داخل الكيانات الدينية
    فينما كل جماعة تري أن أعضاء الجماعة الأخري علي الباطل تماماً
    (أضرب مثلاً بأتباع الأديان المختلفة)
    يري الأفراد المنتمين لكل جماعة بأنهم علي الحق تماماً
    فمن هو في الداخل (أي داخل) لا يري أبعد من أرنبة أنفه
    كل شئ إذن سيتراءي له زاهياً
    لكنه عندما يبعد لسبب ما ويخرج عن تلك الجماعة يبدأ في رؤية الأشياء من زاوية أخري
    وهنا يظهر له ما لم يكن بادياً له من قبل
    وهذا التحول يعرفه نيتشه بآلية المفهوم
    بمعني أننا نفعل ما نعرف أنه جيد وما لم تتوفر لنا هذه المعرفة
    لن تتوفر لنا أي حوافز للإنتقال من الخطأ إلي رحاب أخري
    المعرفة هي الجوكر
    وما دمنا نقتات علي غذاء معرفي محدود ومغلق فمن الصعب أن نخرج عن دائرة التكرار المفرغة
    المعرفة هي الحافز الذي يبدي لنا ما كان بالأمس يقيناً اليوم مضحكاً
    هنا تتحرك صيرورة الفرد بعيداً عن الجماعة والمعبد إلي داخله وذاته
    والإلتزام الذاتي (علي عكس الإلتزام الإجتماعي) هو الإلتزام الأعظم
                  

06-10-2012, 10:28 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    كلنا نقضي لحظة وراء لحظة وسنة بعد سنة
    في حالة صيرورة فردية أو إجتماعية دائمة علي متن الأزمنة والأمكنة
    نحن دائماً بين إمّا أو
    أما منشغلين في تنفيذ هدف ما أو غير عابئين بأي شئ
    تاركين مركب الأيام تبحر بنا إلي أي شاطئ
    إختارت أن ترسو عليه
    يقول كريكجارد أنا غير مرعوب من إحتمال تحقق الأبدية ( الخلود )
    بل ما يرعبني حقاً هو الإمكانيات اللامتناهية أمامي الآن
    ماذا بربك علي أن أختار
    إنها هموم الذات
    هموم الوجود
    يأخذ كركغارد علي هيجل بحوثه في مشكلة الأفكار (سواء تمثل ذلك في الفكرة المطلقة أو فكرة التقدم)
    لأنها في جلها تفكير في الموضوع وليس الذات
    وقضايا الذات تمتنع علي المقاربات النظرية
    لأنها قضايا الوجود الذي يجب أن يعاش لا أن يقرأ
    لا يري كركغارد أن نظرية الأفكار الهيجلية قادرة علي تزويدنا بأي تبصّر عن قضايانا الإنسانية المعاشة
    في الطور الأخلاقي حيث تبدأ الإرتباطات الجادة في حياتنا
    ومنها الإرتباطات الإجتماعية ، الدينية والسياسية
    والمجتمع الأخلاقي تناوله هيجل أيضأً في فلسفة الحق
    في محاولة لرسم الخطوط السليمة لحراكه
    أما كركجارد فيقول أنه من حق أي شخص الدخول في أي نشاط أو تنظيم ثقافي أو سياسي
    أو يتحول لمصلح إجتماعي أو رجل دين
    ولكن لا يمكن أن يصف أي شخص النشاط الديني العام بأنه شئ من الإيمان
    أو أنه مؤمن لأنه جزء من مجتمع المؤمنين
    فمن يقصد الإيمان يجب عليه أن يتيقن من أن ما هو عليه هو الإيمان حقاً
    إنّ الإيمان الإجتماعي يجب أن يجمّد لصالح الهجرة بإتجاه الإيمان الفردي الحقيقي
    الإيمان الفردي هو الغرض الأسمي
    والهجرة الدينية الحقيقية هي هجرة داخل الذات
    هي الهجرة بعيداً عن الشهوات والعادات والقوانين والمجتمع
    لأنه لا يوجد يقين إيماني في كل ما له علاقة بالمجتمع
    وتجميد الإجتماعي يعني التحول من المشروع الإجتماعي
    إلي النذر الإلهي
    الجماعات ذات الأنشطة الدينية تجمد الصيرورة الدينية الفردية
    داخل مشاريع الصراعات الإجتماعية
                  

06-11-2012, 01:09 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    Quote: الإيمان الفردي هو الغرض الأسمي
    والهجرة الدينية الحقيقية هي هجرة داخل الذات
    هي الهجرة بعيداً عن الشهوات والعادات والقوانين والمجتمع
    لأنه لا يوجد يقين إيماني في كل ما له علاقة بالمجتمع
    Well done: Dr.Sinnary ..... Thumbs up

    .
                  

06-12-2012, 01:01 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Mohamed Adam)

    آيات شكري وتحياتي صديقي محمد آدم

    .........................................................



    في نظرية كركغارد عن الدين المسيحي والتي تنطبق حسب الشكل الذي تأسست داخله
    علي الأديان التوحيدية الأخري
    يري أن الإعتقاد الديني كله يقوم الآن علي موضوعية تنضح بالتناقض
    تناقض لا يصدر عن الرسل ولا رسالاتهم بل عن المفسرين ضمن تاريخ معتمديات التراث الديني
    وهذا التناقض ينحاز إليه البعض بنفس القوة التي تنفّر البعض الآخر منه
    لا سيما عندما تتبني تفاسيرهم المؤسسة الرسمية
    بعد أن تقوم بخطوتها المهمة في ممهاة فقهائها المعتمدين بالحقيقة الناصعة
    لتخط نصوصهم الخطوط الحمراء ما بين الحق والباطل
    علي مشاهد المباركة بين السلطة والنص
    إذ يبارك كلاهما الآخر
    في ما يسميه كانط المشهد التراجيدي لإستباحة العقلانية أو جهودها
    يري كانط أننا عندما نصل لموقع إستباحة العقلانية لا يمكننا البرهنة علي صحة
    أو عدم صحة أي إدعاء
    تتحول أفكارنا عندها لأفكار جدلية
    وهذا عين ما تفعله المذهبية الدينية
    حيث التناقض يتلبس الشغف الفكري المتبني لكل الغرائب
    أنظر كيف يؤمن البعض أن شخصاً ما يمكن أن يكون إنسان بالكامل و
    وفي نفس الوقت إلهاً بالكامل
    شخصاً هو ميت بالكامل وحي بالكامل
    وأن من يفعل كذا ضمنت له الجنة وأن نفس الشخص عندما يفعل فعلاً آخر
    لا يدخل الجنة أو يتنسم عبقها
    إنه اللايقين الموضوعي
    الذي لا يمكن معه التأمين المطلق علي أي حقيقة موضوعية
    وما دام أنه لا يمكننا فعل ذلك
    كيف يتأتي من إتباعنا ذلك اللايقين الموضوعي أن نتيقن أننا مؤمنون
    من الممكن أن نقول أننا نجتهد أن نصبح مؤمنين
    أوأنّ بنا إيماناً
    ينمو فقط بالتطبيق الذاتي
    إذا لم يكن بوسعنا فهم ما هو الإيمان لا يمكننا شرحه للآخرين
    لكن ما يمكننا حقاً هو أن نؤمن
    ونعترف بأننا نؤمن بالله ورسله
    لكن لا يتجذر إيماننا فيما هو يقيني
    بل يتجذر في ذواتنا
    في معايشة إيمانية
    عيش ما نؤمن به لا ما نفهم أنه الصورة الصحيحة للدين والإيمان
    فتملك الصورة الصحيحة للإيمان هي خارج حدود قدراتنا
    أما ما هو في حدود قدراتنا وتحكمنا الوجودي
    هو قدرتنا علي الإختيار لحياتنا.
                  

07-07-2012, 04:25 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين دين الحب وحب الدين (Re: Sinnary)

    كرس كركغارد كتابه الخوف والإرتعاش علي لسان يوهانس ديسلنسيو
    لمناقشة التدين أوالطور الديني في نظريته الوجودية
    كنت قد أخذت علي هذا المفهوم في دراسة قدمتها في ورشة عقدت عن كركغارد
    أنه يحصر نفسه في التجربة المسيحية وحدها رغم فعالية التبرير الوجودي لهذا الإقتصار
    ذلك مع أنه يتعرض لتعددية دينية حتي داخل المسيجية بالحديث عن التدين ألف والتدين ب
    ربما إستمد بذرة هذه التعددية الأولي من إرتباطات اسرته البروتستانتية
    يركز كركغارد هنا في عرض مفهومه عن التدين بصورة مركزية علي التجربة الإبراهيمية
    وفي المسيحية علي عكس الإسلام نري أن الابن موضوع التضحية هو إسحاق
    بينما في الإسلام هو إسماعيل
    يستوجب كركغارد تعليق الأنشغالات الأخلاقية كتوطئة لابد منها للتدين
    وهذا ما يشبه الحالة الصوفية ومفهوم الخلوة في الإسلام
    فيوقف المتدين إنشغاله ببيت الزوجية والعيال والمجتمع والتقاليد والقوانين الإجتماعية والرسمية
    لأنها ليست من الأهداف النهائية للمتدين
    لذا يعيش من نحسبهم أو يحسبون نفسهم متدينين حالة زائفة بعيدة عن هدبيات التدين ومتطلباته
    فالتدين حالة من الصيرورة من لا يدركها من لا يمارسها
    يحاول كركغارد عبر ديسلنسيو أن يحدث صدمة مفهومية وسط المتدينين
    قريبة من تلك التي يحدثها الوهابي في المجتمع الصوفي التقليدي عندما ينبههم إلي أنهم
    قضوا سنوات عمرهم الطويلة ليس في توحيد الله بل في الشرك به
    فالتدين حسب كركغارد ليس بالأمر السهل
    أظن أن كركغارد يقف كثيراً في حالة الصمت التي أعقبت تلقي إبراهيم لأمر الله بذبح ابنه
    ويسقط تلك الحالة كشرط من شروط التدين علي حياته
    فصمته في حالات كثيرة منها إصدار كتبه باسماء أخري كلها حالات من التمثل بالصمت الإبراهيمي
    لم يتشاور إبراهيم مع أي قريب له عندما أتاه الأمر الذي تصوره كإختبار إيماني لابد من تجاوزه
    يستخلص كركغارد هنا أن العيش عيشة تدينية يستلزم إلتزام متحمس بالله
    أذكر بأن مفهوم الحركة والتغير مفهوم مركزي في الذاتية الكركغاردية لكنه ليس مفهوما تمرحلياً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de