الرأسماليون الإسلاميون: (1-2) ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟ د. التجاني عبد القادر [email protected] (1) أشرت فى مقال سابق إلى إرهاصات تحول إستراتيجى وقع فى مسار الحركة الإسلامية، وذكرت أنه صار يتجسد سياسيا فى تحالف ثلاثى بين "القبيلة" و"السوق" والذهنية الأمنية"، ثم تحدثت فى مقالين تاليين عن هذه الذهنيةالتى هيمنت على التنظيم وحولت سائر نشاطه الى ملفات أمنية، وأريد فى هذا المقال أن أتحول الى السوق، لنرى ظاهرة أخرى تتمثل فى "الذهنية" التجارية وفى العناصر الرأسمالية التى صارت هى الأخرى تنشط وتتمدد حتى كادت أن "تبتلع" الجزء المتبقى من تنظيمنا الإسلامى الذى لم ننضم اليه أصلا الا فرارا من الرأسمالية المتوحشة. ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال. والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟ أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق. أما الفكرة الثانية الخاطئة فهى أن "التنظيم" لا يكون قويا الا اذا صار غنيا، ولن يكون التنظيم غنيا فى ذاته وانما يكون كذلك اذا استطاع أن يأخذ بعض المنتسبين اليه "فيصنع" منهم أغنياء، بأن يضعهم على قمة المؤسسات الإقتصادية:مديرون لبنوك، ورؤساء لمجالس الإدارات والشركات، ومستشارون قانونيون، وفقهاء شرعيون ملحقون بالبنوك، فيصير هؤلاء أغنياء ليس عن طريق الرواتب الكبيرة والمخصصات السخية فحسب وانما عن طريق السلفيات طويلة الأجل، والقروض الميسرة، والمعلومات الكاشفة لأوضاع السوق ولفرص الإستثمار. هذه الرؤية الخاطئة لم أستطع أن أتحقق من مصدرها بعد، ولكنى أذكرها لأنها صارت رؤية سائدة وذات جاذبية كبرى، وكان من نتائجها أن تولد لدينا "مكتب التجار"، ليكون بمثابة الأصابع التنظيمية فى السوق، ثم تحولت "إشتراكاتنا" الصغيرة الى شركات(كيف؟ لا أدرى)، ثم صارت كل شركة صغيرة تكبر حتى تلد شركة أخرى، ولما لوحظ أن عددا كبيرا من العضوية الإسلامية ميسورة الحال يوجد فى السعودية وفى دول الخليج الأخرى، أنشأ "مكتب المغتربين"، ليقوم بجمع الاشتراكات، ثم تحولت وظيفته بصورة متدرجة الى ما يشبه الوساطة التجارية والوكالة والإستثمار. ولما لوحظ تكرر المجاعات والكوارث فى السودان، أنشئت أعداد من المنظمات الخيرية التى تهتم بالعون الإنسانى، ولكنها تركت لأصحاب العقلية الرأسمالية التوسعية، فصار القائمون عليها فى كثير من الأحيان ينحدرون من الشريحة التجارية ذاتها؛ الشريحة التى تتخندق فى البنوك والشركات والمكاتب التجارية. ثم جاءت ثورة الإنقاذ، فكانت تلك هى اللحظة التأريخية التى وقع فيها التلاحم الكامل بين الشريحة التجارية المشار اليها، والمؤسسات الإقتصادية فى الدولة، فمن كان مديرا لبنك البركة صار وزيرا للمالية والإقتصاد، ومن كان مديرا لبنك فيصل صار محافظا لبنك السودان المركزى، ومن كان مديرا لشركة التأمين الإسلامى صار وزيرا للطاقة، فاذا لم يصب فيها نجاحا خلفه عليها مدير بنك التضامن أو بنك الشمال الإسلاميين، الى غير ذلك من وزراء الدولة ووكلاء الوزارات. وكل من هؤلاء لم يعرف لأحدهم أسهام أصيل فى الدراسات الإقتصادية، أو رؤية عميقة للتنمية الإسلامية، ولكن كل هؤلاء يعرف بعضهم بعضا معرفة شخصية، وكانت لهم ذكريات مشتركة فى المدارس، أو فى العمل التنظيمى، فصاروا يديرون الإقتصاد السودانى كأنما هو شركاتهم الخاصة، وتحولوا تدريجيا الى نخبة حاكمة مغلقة، فاذا خرج أحدهم من وزارة أعيد الى وزارة أخرى أو أعيد الى "مملكته" السابقة، أو أوجدت له شركة خاصة للاستشارات أو المقاولات أو الإنشاءات، وذلك ريثما يخلو أحد المقاعد الوزارية، فى تطابق تام مع نظرية "تدوير النخبة الحاكمة" التى قال بها عالم الاجتماع الأمريكى رايت ميلز وآخرون. وبهذه الطريقة تم تمرير وتسويق المفاهيم الرأسمالية وتوطينها فى برامج الدولة والتنظيم، وبهذه الطريقة سدت المنافذ لأية محاولة جادة لبلورة مذهب اسلامى أصيل فى التنمية الإقتصادية،وبهذه الطريقة تحول التنظيم الى ما يشبه "حصان طروادة" يشير مظهره الخارجى الى صرامة المجاهدين وتقشف الدعاة، أما من الداخل فقد تحول الى سوق كبير تبرم فيه الصفقات، وتقسم فيه الغنائم، دون ذكر لتجديد الفكر الإسلامى أو لنموذج التنمية الإسلامية الموعودة، وبهذه "الطريقة" صار أفراد هذه الشريحة أغنياء بينما ترك "التنظيم" ليزداد فقرا وتمزقا،بل إن عامة العضوية ظلوا فقراء مثل عامة الشعب برغم الشركات الكثيرة التى تم توزيعها بين المؤتمرين الوطنى والشعبى؛ الشركات التى أسست باسم الإسلام ومن أجل نصرة الفقراء والمستضعفين
09-23-2012, 11:25 AM
wadalzain
wadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702
(2) وما الغضاضة فى ذلك، يقولون، ألم يعمل النبى عليه السلام فى التجارة، وكان بعض الكبار من أصحابه تجارا، وأن التجار قد نشروا الإسلام فى بقاع العالم، وبفضل من أموالهم ترسخت دعائم الحضارة الإسلامية قرونا؟ ألم يساهم هؤلاء الرأسماليون الإسلاميون فى انجاح مشروع الانقاذ الوطنى، وفى تثبيت الحكومة فى أيامها الصعبة الأولى حينما قبض الناس أيديهم؟ أليست التجارة هى أحد ركائز التنمية؟ والإجابة على كل هذا: اللهم نعم، ولو شئنا الإستطراد فى اتجاه المبادىء والمثال لقلنا أكثر من هذا، على أن الاعتراض ليس على مبدأ التجارة ولا على صيرورة بعض الناس أغنياء(إذ نعم المال الصالح للعبد الصالح)، ولكن الإعتراض يتركز حول "الكيفية" التى صاروا بها أغنياء، أى ان الاعتراض ليس على "الثروة" فى ذاتها، ولكنه على استغلال "للعلاقات والمعلومات" التنظيمية (رأس المال الإجتماعى)) وتحوير اتجاهها وتسخيرها لتأسيس الشركات الخاصة ولتعظيم أرباحها، ولتأمين الحياة لأبناء النخب الحاكمة، ولأصهارهم وأبناء عمومتهم وأعيان قبائلهم،هذا هو المال غير الصالح الذى يتحكم فيه غير الصالحين، كما يفهم من الحديث النبوى بمفهوم المخالفة. الإعتراض إذن ليس على وجود شريحة من الأغنياء فى داخل الحركة الإسلامية، إذ لو تكونت تلك الثروة بطريقة مستقلة عن "التنظيم"(كما هو حال بعض الإسلاميين) لما حق لأحد أن يتساءل، وذلك على مثل ما يحدث فى المجتمعات التى شهدت ظاهرة الإقطاع، حيث لا يوجد معنى للسؤال عن "كيف" صار بعض الناس أغنياء، لأن المجتمع تكون "تأريخيا" من "الفرسان النبلاء" الذين اغتصبوا الأراضى عنوة بحد السيف، وظلوا يتوارثونها جيلا بعد جيل تحت حماية القانون ومباركة العرش، فأكسبتهم تلك الملكية قاعدة اقتصادية راسخة، ووجاهة اجتماعية ونفوذا سياسيا لا يضارعهم فيها أحد. أما فى حالة المجتمع السودانى، وفى حالة الحركة الإسلامية السودانية بصورة خاصة فلم تكن توجد طبقة من النبلاء الأرستقراطيين ملاك الأراضى(أو الباشوات)، اذ أن الغالبية العظمى من الشعب لم تكن تملك شيئا، كما أن الغالبية العظمى من عضوية الحركة الإسلامية جاءت اما من أدنى الطبقة الوسطى، من شريحة الموظفين محدودى الدخل، واما من الشرائح الاجتماعية الفقيرة القادمة من قاع المجتمع ومن هوامشه الاقتصادية. يتذكر كاتب هذا المقال أنه فى أواسط السبعينيات من القرن الماضى كان تنظيمنا يعمل من تحت الأرض، وأردنا أن نجد "أماكن آمنة" فى مدينة الخرطوم نخفى فيها أعضاء اللجنة التنفيذية لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم من أجهزة الأمن التى كانت تطاردهم، فكان عدد الذين يملكون منازلا خاصة بهم (تتسع لاستضافة ثلاثة أشخاص أو أكثر) يعدون على أصابع اليد. وأذكر أن أحد أخواننا الذى امتاز بالسخرية والدعابة كان لا يخفى تذمره من البقاء فى المنزل العائلى المتواضع الذى استضيف فيه، فاذا سألناه قال: كيف أبقى هنا وكلما أردت الحمام هرعت الى الشارع لأبحث عن سيارة للأجرة. أما الآن فقد صار كثير من هؤلاء يمتلكون البنايات الطويلة، التى تقدر أثمانها بما لا نستطيع له عدا، وتدخل منزل أحدهم فترى ما لم تكن تسمع به حتى فى بيوت الباشوات، وتسأل أحدهم من أين لك هذا فيقول من "استثماراتى"، ماطا شفتيه بالثاء، ولا يذكر أنه الى عهد قريب كان يسكن بيتا من الجالوص الأخضر. فالسؤال إذن عن "الكيفية" التى تحولت بها هذه "البروليتاريا الإسلامية" إلى ما يشبه حالة البرجوازية سؤال مشروع، اذ أن كثيرا منا لم يأتِ الى الحركة الاسلامية، ويفنى زهرة شبابه فى خدمتها من أجل الحصول على الثروة ولكن من أجل العدل الإجتماعى، اذ أن قضية العدل الاجتماعي هي القضية الأم التي لم ينفصل الإسلاميون عن أحزابهم التقليدية وطرقهم الصوفية، ومجموعاتهم العرقية، الا من أجلها،كما لم يتصلوا بالحركة الإسلامية الا من أجلها.ولكن ما تقدم من سرد يشير الى أن قضية العدل الإجتماعى لم تعد هي القضية الأم في النموذج الراهن، وذلك لأن الفئات الثلاث التى يقوم عليها النموذج: الشريحة الرأسمالية المتحالفة مع القوى الأمنية والبيروقراطية فى داخل الدولة، ومع القوى القبلية فى خارجها، لم يعد لواحدة منها هم والتزام بقضية العدل الاجتماعي، فبيروقراطية الدولة لا يمكن أن تسعى في تحقيق العدل الاجتماعي لأنها لم تنشأ "تأريخيا" من داخل المجتمع، كما أنها لم تستطع فى عهد الإنقاذ أن تتحول الى نخبة "رسالية" مهمومة بقيم الدين، فلا هي إذن تعبر تعبيراً صادقا عن رغبات ومصالح "الناس" ، ولا هى تجسد قيم الكتاب، فهي مجروجة لانقطاعها عن الكتاب من جهة، ولابتعادها عن الناس من جهة ثانية، ولانحباسها في مصالحها وامتيازاتها ولانصياعها للشريحة الرأسمالية من ناحية ثالثة. وهذا على وجه الدقة هو ما يجعل أجهزة الدولة ومؤسساتها الإقتصادية أدوات طيعة تسخر لتحقيق مصالح المستثمرين والتجار (المحليين والعالميين) دون مراعاة جادة لمصالح الفئات الأخرى في المجتمع. وهو ما يؤكد القول بإن هناك تحالفاً مصلحياً بين بيروقراطية الدولة والشرائح الرأسمالية المتحكمة. وهو ما يوضح بصورة مباشرة لماذا صار بعض الثقات من الإسلاميين يوضعون مواضع الظنون والشبهات حينما يوضعون في المواقع العليا في بيروقراطية الدولة، ليس لأن هذه المواقع مسكونة بالشياطين، ولكن لأنها موصولة بمجموعات قرائبية/قبلية متضامنة، وبشبكات تجارية مترابطة ذات قدرة على الحركة والالتفاف تجعل الموظف أو الوالى أو الوزير يدافع عن سياساتها ومصالحها أكثر من دفاعه عن النموذج الإسلامى وعن المستضعفين من الناس. فالحديث إذن عن الشريحة الرأسمالية هذه لا يأتى من قبل الحسد أو الغبن، كما قد يتوهم بعض الناس، وانما يأتى الحديث عنها لأنها صارت تشكل مسار الحركة الإسلامية، وتحدد اختياراتها، واذا لم تتدارك الحركة الاسلامية أمرها بصورة جادة فانها سرعان ما تجد نفسها منقادة بقوى السوق، وسيكون أرقى مكاتبها هو مكتب التجار، وستكون أنشط عناصرها هم المقاولون ورجال و(سيدات) الأعمال، الذين يكون انشغالهم بالأرصدة والصفقات أكثر من انشغالهم بالكتاب وبالناس وبالقسط الاجتماعي، وسيصعب عليهم الاستماع الى النصائح الناعمة من أى أحد حتى ولو قرأ عليهم كل ما كتب فى أبواب الزهد والقناعة. أما القضايا الإستراتيجية الكبرى، مثل قضايا الحرب والسلام، والعلاقات الإقليمية، والسياسيات الخارجية، فستتحول في غيبة الجماعات العلمية القادرة، والمجالس التشريعية الحاذقة إلى ملفات أمنية أو إلى صفقات تجارية، وفي كلتا الحالتين فستتولاها مجموعات "أمسك لي واقطع ليك"، وهى مجموعات "براغماتية" نبتت فى داخل الحركة الاسلامية، يطيل أحدهم اللحية، ويتسربل بالملفحة الفخمة، ثم يخوض فى أسواق السياسة والإقتصاد على غير هدى أو كتاب منير.أما قضايانا الأساسية مثل تجديد الفكر الاسلامى، وبناء المناهج والنماذج، وبلورة الرؤى، وتأهيل الكوادر، ونشر الوعى، واحداث التنمية فستترك لشعراء المدائح النبوية، وللوعاظ المتجولين، ولوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن وجدت، ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقول الغزالى: اعلم أن الله عز وجل اذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فاذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدهم القذى فى عين أخيه ولا يرى الجذع فى عين نفسه...وكان عمر رضى الله عنه يقول:رحم الله امرءً أهدى إلى عيوبى، وكان داود الطائى قد اعتزل الناس فقيل له:لم لا تخالط الناس؟ فقال: وماذا بأقوام يخفون عنى عيوبى؟ ثم يقول الغزالى: وقد آل الأمر فى أمثالنا الى أن أبغض الخلق إلينا من ينصحنا ويعرفنا عيوبنا(الإحياء:كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلوب). .................
09-23-2012, 11:27 AM
wadalzain
wadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702
الرأسماليون الإسلاميون: ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟(2-2) د. التجاني عبد القادر [email protected] (3) كنت أقف ذات مرة أمام شباك الزكاة بإدارة المغتربين بمطار الخرطوم استكمالا لإجراءات تأشيرة الخروج.سألنى الموظف باحترام ظاهر عن مقدار راتبى الشهرى، وقبل أن أنطق بشىء لكزنى الشخص الذى كان يقف خلفى فى الصف لكزة ذات معنى،ولما التفت اليه قال بنبرة حازمة: لا تخبره بكل المرتب، قل له أن مرتبى ألفين أو ثلاثة، أصلو ديل....، ثم قال كلمة جعلت موظف الزكاة يشيح بوجهه.دفعت الزكاة كاملة والرسوم وبعضا من متأخرات الضرائب ثم خرجت وأنا أشعر بغصة فى حلقى. صحيح أننى ذهبت لشباك الزكاة لأنى كنت محتاجا مثل غيرى لتأشيرة للخروج، ولكن الصحيح أيضا أننى كنت على قناعة بوجوب الزكاة باعتبارها عبادة فى ذاتها، وباعتبار أنها قد شرعت من أجل الفقراء والمساكين الذين قد تخرجهم اضطرابات المعاش، أو تشوهات الأسواق، أو طغيان رأس المال، قد تخرجهم من دورة الاقتصاد وتوقعهم فى ذل الحاجة،أو تدفعهم فى طريق الرذيلة أو الجريمة، فيريد صاحب الشرع من خلال نظام الزكاة أن يسد حاجاتهم الأساسية، وأن يحفظ كرامتهم الانسانية، حتى يتمكنوا من الاندراج مرة أخرى فى دورة الاقتصاد.قلت فى نفسى: لماذا غابت هذه "الرؤية" وحلت مكانها "صورة" سلبية عن الزكاة وعن العاملين عليها؟ هل يعود ذلك أيضا الى عدم الشفافية والصدق؟ اذ يرى الناس دقة وانضباطا فى "تحصيل" الزكاة ولكنهم لا يرون مثل تلك الدقة والانضباط فى "توزيعها"، يرى الموظف أن الزكاة تؤخذ منه على "دائرة المليم" ولكنه حينما يذهب الى قريته ويتعلق به الفقراء والمساكين وأولو القربى، فلا يصادف منهم من تلقى شيئا من الزكاة طيلة حياته الدنيا، فيقول فى نفسه: اذا كانت زكاتى لا تكفى فأين زكاة العمارات والمصانع والماكينات والفنادق والشاحنات والطائرات، ثم أين زكاة الذهب والنفط، ألم يقل سبحانه وتعالى(يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما أخرجنا لكم من الأرض)، أليس النفط "ركازا" أخرجه الله من الأرض، أو ليست زكاة الركاز الخمس(20%) كما ورد فى الحديث؟ على أن الزكاة مهما تنوعت مصادرها وتكاثرت أقدارها ووزعت بالقسط ليست الا جزءا من رؤية اجتماعية-اقتصادية متكاملة؛ رؤية يعلو فيها الإنسان والعمل على المال، ويغلب فيها التضامن والتكافل على المحاصصة والأثرة، رؤية منحازة للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فهل نحن نملك هذه الرؤية؟وهل نحن جادون فى تطبيقها؟ سؤال نوجهه الى أنفسنا فى الحركة الاسلامية، ثم الى "الفريق" من مفكرينا الاقتصاديين وعلمائنا الشرعيين الذين ظلوا على رأس المصارف الإسلامية وديوان الزكاة وهيئة الأوقاف ووزارة المالية والتخطيط الإقتصادى ردحا من الزمن. هل منهم من يملك بالفعل رؤية إسلامية للاقتصاد، أم أن جل ما يعتمدون عليه هو صيغة "المرابحة" التى عثروا عليها جاهزة فى حاشية ابن عابدين فصارت وصفة سحرية تستخدمها البنوك الاسلامية فى تعظيم أرباح عملائها من الرأسماليين، ثم أضافوا اليها فتوى بعض علماء الأزهر بوجوب أخذ الزكاة من الموظفين دون انتظار الحول، ثم أضافوا لهما "روشتة" البنك الدولى برفع الدعم وتحرير الأسعار، أهذا هو الإقتصاد الإسلامى؟ ان السؤال عن البعد الإسلامى فى السياسات الاقتصادية(ولا أقول البديل الاسلامى)ليس من نوافل القول أو فضول الكلام، وانما هو سؤال يتعلق بعلة وجود الحركة الاسلامية ذاتها كحركة اجتماعية-سياسية تتصدى للاصلاح والنهضة، غير أن الفريق الاقتصادى الحاكم، مثله مثل الفريق الأمنى، لا يهتم كثيرا "بالمرجعية الإسلامية"، ويعتبر ما نقوله ضربا من "الكلام الفارغ"، ولقد هالنى أن اطلعت ذات مرة على مقابلة مع واحد من القيادات الإقتصادية الاسلامية. كانت المقابلة تهدف لقراءة "ذهنية" النخبة الإسلامية المتحكمة فى القطاع الإقتصادى، وذلك أهم عندى من قراءة الأرقام التى يحيلوننا اليها، اذ بدون معرفة "الذهنية" يصعب علينا أن نتعرف على مرامى السياسات والخطط. كان السؤال المحورى فى المقابلة: ما معنى انتهاجكم سياسة اسلامية فى الإقتصاد؟وما هى المقومات الإسلامية فى الإقتصاد السودانى؟ وهو سؤال جيد فى نظرى لأنه يحاول أن يكتشف عما اذا كان الاقتصاديون الإسلاميون يملكون بالفعل رؤية أو "نموذجا"، وعما اذا كان ذلك النموذج المستبطن فى ذهن المخطط يرتكز بصورة واعية او غير واعية على مذهب إسلامى فى الإقتصاد، أم أنهم يسيرون على أهزوجة الشعار التى صاحبتنا طيلة العقود الماضية؟ وجه السؤال بصورة مباشرة لأحد وزراء الدولة آنذاك فى وزارة المالية، وهو رجل يحمل الدكتوراة فى مجال الإقتصاد، وظل لفترة طويلة يشغل مناصبا تنفيذية عليا فى القطاع الاقتصادى باختيار من قيادة الحركة الاسلامية والدولة،فأجاب على السؤال كما يلى: "هذا سؤال كبير يحتاج الى ندوة، ولكن التصور الإسلامى الكامل معروف، والمبادىء الاقتصادية تنطلق من التصور الاسلامى حول حقيقة هذا الكون من ربه والى أين يسير، وينطلق أيضا من المبادىء الأساسية فى القرآن والسنة والمعاملات وفى الاقتصاد..أنتهى"، والسؤال لم يكن بالطبع عن التصور الاسلامى العام للكون، أو المبادىء الكلية التى قررت فى القرآن والسنة، وانما كان عن "الطريقة" التى يتم عبرها تجميع وتنظيم تلكم التصورات الاسلامية العامة وتحويلها الى رؤية اسلامية-اقتصادية متماسكة تستوعب خصوصيات المعاش فى المجتمع السودانى بأوضاعه الراهنة،ثم ربطها بالخطط الإقتصادية الجزئية التى يشرف عليها سعادة الوزير، وما اذا كان لمثل هذه العملية نتاج معرفى ملموس يجعل الوزير وحكومته يعلنون على الملأ انهم ينتهجون سياسة اسلامية فى الاقتصاد، ولكن الوزير لم يشأ أن يواجه السؤال، ليس لجهله، وانما لمعرفته التامة بأن النخبة الرأسمالية التى يمثلها، والتى صارت تهيمن على مفاصل الدورة الاقتصادية فى الريف وفى المدن، لا ترى لها مصلحة فى استنباط مذهب اسلامى واضح فى الاقتصاد، لأن المذهب الاسلامى يضع محددات أخلاقية وقانونية على الثروة، كما يضع التزامات اجتماعية عليها، والشريحة الرأسمالية تريد أن يكون السوق "حرا" من هذه المحددات والإلزامات حتى تستطيع أن تعظم أرباحها كيفما تشاء؛ أى أن الشريحة الرأسمالية لا تريد "رؤية" اسلامية متماسكة، وانما تريد "شعارا" فضفاضا( أو قل ماركة تجارية) تحرك به العاطفة الدينية، وتستقطب به رؤوس الأموال.أما السذج من أمثالنا، والذين دخلوا فى الحركة الإسلامية على أمل أن يتمكنوا من بلورة برنامج اسلامى للتنمية الإقتصادية المتوازنة والعدل الإجتماعى، أو على أمل أن يوصلوا أصوات الفقراء المستضعفين الى مسامع السلطة، هؤلاء الساذجين عليهم أن يبحثوا عن طريق آخر، فالرأسمالية المتوحشة قد استولدت لها أنصارا فى صفوفنا الأمامية.
09-23-2012, 11:28 AM
wadalzain
wadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702
Quote: (4) ويبقى السؤال الكبير: لماذا صار الانسان فى السودان على هذه الدرجة من الفقر حتى أنه صار يحتاج الى الصدقة والزكاة؟ ألم يكن القطاع الأكبر من الأسر فى الريف السودانى ينتج موادا غذائية تكفى حاجته المباشرة دون دعم من أحد؟ فكيف تحطمت تلك الوحدات الإنتاجية التى كان يعتمد عليها الوجود المادى للمجتمع، والمتمثلة فى الأسرة ذات المزرعة والمراح في القرية السودانية؟وكيف تبدل نمط الإنتاج التقليدى ومن الذى استفاد من ذلك؟ الأسباب عديدة ومتنوعة ولكن تأتى على رأسها أربعة: أولها الهجمة الهائلة التي قامت بها الأسواق الرأسمالية منذ زمن طويل في اختراق المجتمعات الزراعية والرعوية في الدول النامية وإدراجها في نظمها النقدية والصناعية بحيث صارت المزارع والمراعي في الدول النامية موارداًً رخيصةً لاحتياجات الصناعة الغربية من المواد الخام، دون اعتبارٍ لما يصيب البيئة من تخريب أو لما يصيب العامل من ضرر، فصار المزارعون والرعاة في الدول النامية ينتجون سلعا ً لأسواق عالمية لا قدرة لهم في التحكم فيها، ولا معرفة لهم بما تتعرض له من تقلبات، وما ينشأ فيها من تطورات، ودون أن يكون لهم بديل آخر يلوذون به؛ وثانى الأسباب هو إلحاح الدولة الوطنية، في مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي، في الطلب على السلع الزراعية التي توفر عائدا ً نقديا ً بالعملات الأجنبية، لكي تتمكن من تغطية نفقاتها المتصاعدة، ليس في المجال التنموي ولكن في المجالات العسكرية والأمنية، على أن اعتماد الدولة شبه الكامل على قطاع الزراعة والرعي لم يقابله استثمار من قبلها في مجال البنيات الأساسية أو الأبحاث الزراعية والصناعية أو الحماية البيئية أو الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها الريف "المخزن"؛ وثالث تلك الأسباب هو تشريد المزارع التقليدي واخراجه من الأرض، وظهور المزارع "التجاري" والمشاريع الزراعية التجارية، حيث يكون الاعتماد على رأس المال والآلات الحديثة أو العمالة الرخيصة؛ وآخر تلك الأسباب هو ضمور القطاع الصناعي الوطني وعجزه المستمر، إذ لم تستطع الدولة أو الرأسمالية المحلية المرتبطة بها أن توطن أي صناعة من الصناعات الاستراتيجية أو تنفذ خطة مناسبة للنهضة الصناعية. فكان لزاما ً أن يؤدي تدهور القطاع الصناعي وعجزه إلى تدهور أكبر في القطاع الزراعي. وكانت النتيجة، كما هو متوقع في مثل هذه الحالة، أن يتم الفصل بين المزارع التقليدى والأرض من جهة، ثم يفصل بينه وبين أدوات الإنتاج ورأس المال من جهة ثانية، فيجبر عدد كبير من المزارعين والرعاة ليصيروا عمالا ً مؤقتين في قطاع صناعي كسيح ليست له قدرة على البقاء فضلا ً عن النمو وامتصاص العمالة الفائضة، أو جنودا فى الجيش والشرطة والسجون، أو "خفراء" فى قطاع المنشئات والمبانى،أو يتركون فى قارعة الطريق، حتى صار من المألوف فى السودان أن ترى الرعاة يتجولون بلا ماشية، وأن ترى المزارعين يتحولون الى باعة فى شوارع العاصمة تطاردهم البلدية، وترى نساءهم يتحولن الى بائعات للشاى والقهوة فى نواصى الطرقات. وكما انقطعت الصلة فى الريف السودانى بين المزارع و الأرض وبين الراعى والماشية، فقد انقطعت الصلة كذلك فى المدينة بين العمل و الأجر، فصارت الوظيفة حقا يطالب به المتخرجون فى المدارس و الجامعات سواء وجدت أعمال يؤدونها فى المقابل أو لم توجد، فاذا نال أحدهم وظيفة وجدها لا تسد رمقا ولا ترضى طموحا، واذا لم يجدها علق آماله بالحصول على عقد للعمل فى دول الجوار الغنية بالنفط، أو وقف أمام السفارات طلبا للهجرة، وصار كل هؤلاء، من وجد ومن لم يجد، ومن تعلم ومن لم يتعلم، يمثلون "فائضا بشريا" دائما، ومليشيات عسكرية جاهزة، تتغذى منها الحركات المتمردة فى شرق البلاد وغربها، وتحولها الى جيوش تقاتل بهم إخوانهم المستضعفين الذين سبقوهم بالإنخراط فى الجيش والشرطة طلبا للمعاش، وهذه بالطبع ظاهرة فريدة فى نوعها، ومؤلمة لمن تأملها، إذ نرى "البروليتاريا المسلمة" تنقسم على نفسها، ويقوم بعضها بضرب رقاب بعض، فى غفلة تامة عن القاعدة الإجتماعية الواحدة التى ينحدرون منها، وفى جهل بطبيعة العدو الإستراتيجى الذى يستهدفون. تلك هى اذن عملية الإستنزاف المستمر، والتحطيم البنيوى، والإفقار المتعمد للريف السودانى، وتلك اذن هى ثمارها المرة، والتى ساهمت فى انتاجها الرأسمالية العالمية والشريحة الرأسمالية المحلية(اسلامية وغير اسلامية)، وذلك من خلال هيمنتها على مفاصل الدورة الاقتصادية في الريف وفي المدن وفي الأسواق الإقليمية، ومن خلال ارتباطاتها القوية بالمصارف والشركات ومراكز السلطة السياسية، مانعة بذلك قطاعات واسعة من الجمهور من الانخراط فى دورة الاقتصاد، ودافعة أعدادا مهولة من السودانيين نحو الهجرة الجبرية المتواصلة الى المدن، أو الى المليشيات المتمردة، أو نحو الثورة الإجتماعية الكامنة التى لا يعرف مداها ومآلاتها أحد الا الله. إن تفكيك النظام الاجتماعي والاقتصادي في الريف وما صحبه ولحق به من تهجير جماعي مفزع من الريف إلى المدن لم تصحبه كما هو معلوم ثورة صناعية توفر قاعدة جديدة للإنتاج، كما لم تسنده قاعدة تعليمية أو تكنولوجية توفر مهارات ومعارف تفتح منافذ بديلة للمعاش، فشكل ذلك الوضع حالة من الاحتقان النفسي والانفراط الاجتماعي جعلت الجميع يحلمون باسترداد هوية ضائعة وثروة مسلوبة، فلم يجدوا أطرا تستوعب تلك الأشواق سوى المليشيات العرقية المسلحة، أو التنظيمات السياسية المتطرفة؛ اذ أن البحث عن " الهوية الضائعة " وعن" الثروة " المسلوبة يعملان معاً في صناعة ايديولوجيه "المفاصلة"، سواءً كانت مفاصلة دينية أو عرقية، وهي الأيديولوجية التي تسوغ لأصحابها الانقضاض على السلطة، وقد ينجحون في ذلك بالفعل ولكنهم سينتهون،عاجلاً أو آجلاً،إلى النتيجة نفسها التي انتهى إليها الإنقلابيون من قبلهم وهي أن المشكل الاجتماعي-الاقتصادى الراهن لا يمكن أن يحَّل عن طريق البتر العسكري أو الإقصاء العرقى أو الدينى.
09-23-2012, 11:29 AM
wadalzain
wadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702
Quote: (5) على أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد،اذ أن القاعدة الإنتاجية التقليدية المشار اليها آنفا، لن تعود الى الريف وتستأنف عمليات الإنتاج لمجرد وجود الطرق والجسور(والتى تجتهد الحكومة فى بنائها)، ولكن وعلى افتراض عودتها وممارستها للانتاج فانها لن تستطيع تحت هيمنة الرأسمالية الشرسة واقتصاد السوق غير المقيد أن تلبى حاجاتها الاقتصادية المباشرة فضلا عن أن تلبى حاجاتنا القومية من السلع الزراعية، وسيترتب على هذا أن توجه جل الموارد القومية المتحصلة من عائد النفط لاستيراد السلع الغذائية والصناعية التي ترد من الأسواق الخارجية، ولإسترضاء المليشيات المسلحة، ودفع استحقاقاتها وتعويضاتها، مما يؤدى لاختلال مستمر فى ميزان المدفوعات، ولنضوب الاعتمادات التي يمكن أن توجه الى قطاعات الإنتاج الزراعي و الصناعي، فتزداد هذه القطاعات تحطما على ما كانت عليه، وسيزداد لدينا عندئذ عدد المزارعين الذين لا زراعة لهم، والعمال الذين ليست لدينا مصانع تستوعبهم، والخريجين الذين ليست لدينا وظائف لهم، وسيشكلون جميعا، وقد انحل ترابطهم الاجتماعي القديم وتناثرت تنظيماتهم التقليدية، حزاما متجددا من الفقر والإحباط يحيط بالعمارات الشاهقة التي يتبارى في تشييدها الأغنياء القدامى والجدد. والسؤال هنا:هل يمكن إحداث نوع من التكامل البنيوى بين المزارع التقليدي والأرض البور والنخب الإجتماعية الحديثة ذات الكفاءة المهنية والقدرة الإدارية المتطورة حتى يتم إحياء القاعدة الإنتاجية التي يقوم عليها المجتمع؟ أم أن عائدات النفط وما ينتج عنها من فرص استثمارية ستصب فى جيوب النخبة الرأسمالية ذاتها؛ النخبة التى لا ترغب فى تطوير برنامج تنموى إسلامى، ولا ترغب فى الدخول فى العمليات الإنتاجية الإستراتيجية(زراعة وصناعة) وتفضل الإستثمار المضمون فى قطاع العقارات والخدمات والإستيراد؟ لأنه وما لم يتم إدراج القوى الريفية التقليدية (التى أخرجت من ديارها، وأبطلت طرائق معاشها) في البنية الاقتصادية الحديثة، وما لم تتم إعادة الشرائح الرأسمالية الجديدة الى قطاعات الإنتاج الاستراتيجي، فان الفجوة بين هاتين الفئتين ستتباعد وقد تتحول الى تناقض أساسي بين الدولة والمجتمع قد يتبلور في اتجاه الثورة الاجتماعية الشاملة. ولكن ما هو الدور المتبقي للدولة؟ هناك من يقول ان الدولة في العالم الثالث في عهد العولمة الأمريكية الذى نشهده مهددة بالتلاشى والزوال، على أية حال، سواء كانت اسلامية أو لبرالية، اذ من المؤكد أن تجد نفسها دائما غير قادرة على التحكم فى الرأسمالية المحلية أو توجيه مساراتها نحو انتاج السلع الأساسية التى يمكن أن تدفع في اتجاه التنمية القومية؛ وستجد نفسها (ثانيا) غير قادرة على إحداث تنمية اقتصادية عن طريق الصناعة والتقانة بصورة مستقلة؛ وستجد نفسها (ثالثا) غير قادرة(حتى ولو أنتجت سلعا أساسية كالسلع الزراعية) على المنافسة في السواق العالمية، اذ أن فائض الإنتاج الزراعى في الدول الصناعية الكبرى، والذى تقف وراءه بقوة إتحادات المزارعين ووكلائهم في المجالس التشريعية في الديقراطيات الغربية لا يتيح فرصة حقيقية لأى دولة نامية أن تجد سوقا لمنتوجاتها الزراعية، أما اذا كانت تلك الدولة النامية ذات شعار اسلامى كحالتنا هذه فسوف يتعذر عليها أن تجد منفذا للأسواق العالمية ما لم تتخلى عن الحواجز الثقافية و الأخلاقية التي يفرضها مشروعها الإسلامى. فهذه كما ترى أمور شديدة التعقيد، لا يحلها خبير اقتصادى واحد، أو فريق من التكنوقراط، أو فقيه تخصص فى باب البيوع، وانما يحتاج الأمر الى قاعدة فكرية وعلمية راسخة يعهد اليها ببناء رؤية متعمقة للتنمية القومية- تصورا فكريا، وتخطيطا استراتيجيا، وإدارة علمية، كما يحتاج الى شريحة إجتماعية رائدة ذات رغبة صادقة فى احتضان عمليات التنمية، توطينا للصناعة والتكنولوجية،وتشجيعا ورعاية للعلماء والمخترعين، ورد اعتبار للزراعة والرعى؛ وتحتاج علاوة على هذا لقيادة سياسية مترفعة عن الولاءات العشائرية الضيقة ومتجردة للمصلحة القومية، فتناط بها عمليات التعبئة الشعبية و التنسيق المؤسسي والتشريعي لإنجاز العملية التنموية على قواعد العدل الاجتماعي.فهل يستطيع الرأسماليون الإسلاميون أن يقوموا بهذه العمليات؟ ان الإقتصاديين الاسلاميين سيفقدون كل مشروعية للبقاء فى قمة الهرم الاقتصادى أو فى قيادة الحركة الإسلامية ما لم يقوموا بتطوير أطروحة فكرية اسلامية متماسكة يجاب فيها على هذه التساؤلات، وترفع فيها هذه التناقضات، ثم يبلوروا فى ضوء ذلك برنامجا اجتماعيا-اقتصاديا ينحاز بصورة واضحة للطبقات الدنيا فى المجتمع، أما اذا بقوا على حالهم هذه، وتركت سياسات الدولة ومؤسساتها الاقتصادية تحت تصرفهم وتصرف مجموعات المصالح الخاصة المرتبطة بهم فان ذلك سيكون فى تقديرى أمرا شديد الضرر على المستوى التنظيمى الخاص بالحركة الإسلامية وعلى المستوى القومى العام. ولكن، وحتى لا تبلغ الأمور نقطة اللاعودة فإن الحكمة والحاجة يقتضيان أن تكف الحركة الإسلامية عن تعلقها بالنخبة الرأسمالية، وأن تعلق أملها بالله وبالناس، وأن تبدأ بصورة جادة فى إعادة النظر فى برنامجها الاجتماعى-الاقتصادى، فالعمل من خلال القضايا الاجتماعية المحورية(الفقر والمرض والعجز والبطالة والجريمة والطفولة والأمومة ونحوها)هو الذى يعمق الوعى بالرؤية الإسلامية،ويرهف الحس الاجتماعى-الانسانى، وينمى الروح، ويقود الى التلاحم بين شرائح المستضعفين، ويرفع التناقضات المتوهمة بينهم، وهو خير من انتظار نهايات للحرب الضروس بين داحس القصر وغبراء المنشية
09-23-2012, 01:14 PM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
ليس في مقال ابليس الصغير حاجة جديدة فقد قتلت معظم افكاره التى صاغهافي هذا المقال بحثا .
Quote: إن تفكيك النظام الاجتماعي والاقتصادي في الريف وما صحبه ولحق به من تهجير جماعي مفزع من الريف إلى المدن لم تصحبه كما هو معلوم ثورة صناعية توفر قاعدة جديدة للإنتاج، كما لم تسنده قاعدة تعليمية أو تكنولوجية توفر مهارات ومعارف تفتح منافذ بديلة للمعاش، فشكل ذلك الوضع حالة من الاحتقان النفسي والانفراط الاجتماعي جعلت الجميع يحلمون باسترداد هوية ضائعة وثروة مسلوبة، فلم يجدوا أطرا تستوعب تلك الأشواق سوى المليشيات العرقية المسلحة، أو التنظيمات السياسية المتطرفة؛ اذ أن البحث عن " الهوية الضائعة " وعن" الثروة " المسلوبة يعملان معاً في صناعة ايديولوجيه "المفاصلة"، سواءً كانت مفاصلة دينية أو عرقية، وهي الأيديولوجية التي تسوغ لأصحابها الانقضاض على السلطة، وقد ينجحون في ذلك بالفعل ولكنهم سينتهون،عاجلاً أو آجلاً،إلى النتيجة نفسها التي انتهى إليها الإنقلابيون من قبلهم وهي أن المشكل الاجتماعي-الاقتصادى الراهن لا يمكن أن يحَّل عن طريق البتر العسكري أو الإقصاء العرقى أو الدينى.
يعنى بعد عشرين سنة وكنت في جزء منها داخل وكر الثعالب هسي جاي تنور عقولنا برؤية نظرية جديدة للمخارجة من الازمة ! وهل التعرف على موطن الداء تطلب منك كل هذه السنوات الطويلة حتى تتمكن اخيرا من وضع يدك على مكمنه !
Quote: أن المشكل الاجتماعي-الاقتصادى الراهن لا يمكن أن يحَّل عن طريق البتر العسكري أو الإقصاء العرقى أو الدينى
والله الكلام دا احسن تمشى تقولوا لابليس الكبير في الغرف المغلقة وبالمرة انصحو بأن يكون في مستوى المسؤلية ولو مرة واحدة في حياته ويعتذر للناس عن الخازوق الركبو في البلد ..
والله يا تجانى فعلا الاختشوا ماتوا..... كدى خلينا من الفلسفة والفصاحة الفارغة دى انت زااااتك كنت شغال شنو في السنوات الاولى للانقاذ ! انت لو فعلا امين مع نفسك اكتب لينا عن تجربتك في الوظيفة التى كنت تشغلها في تلك الايام . لو بتقدر .
09-23-2012, 06:03 PM
د.محمد بابكر
د.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614
هذا تحليل متقدم يالمقارنة بما كانوا يكتبونه سابقا من متين المتاسلمين كانوا يتحدثون عن التناقضات فى المجتمع وتقسبماته تحدثنى نفسى ان هذا الدكتور توسد كتايات البسارين فى الاقتصاد وخصوصا كتابات سمير امين و زولنا د شريف الدشونى واهم شئ هو ان د كتور التيجانى اقتنع ان موضوع هى لله ده شعار للاستغلال والتغبيش لانها اصلا لهم وللغالبية الفتات ويبدو انه اقتنع ان الدين لايمكن ان يحل تناقضات الناس الاقتصادية والاجتماعيةوان كان بلعب دورا مهما فى الاصلاح الاجتماعى لو استخدم فى الوجه الصحيح علينا ان نثنى على هذا المقال ونتمنى المذيد منها والتى تكشفهم من داخلهم شدنى جدا هذا الجزء
Quote: على أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد،اذ أن القاعدة الإنتاجية التقليدية المشار اليها آنفا، لن تعود الى الريف وتستأنف عمليات الإنتاج لمجرد وجود الطرق والجسور(والتى تجتهد الحكومة فى بنائها)، ولكن وعلى افتراض عودتها وممارستها للانتاج فانها لن تستطيع تحت هيمنة الرأسمالية الشرسة واقتصاد السوق غير المقيد أن تلبى حاجاتها الاقتصادية المباشرة فضلا عن أن تلبى حاجاتنا القومية من السلع الزراعية، وسيترتب على هذا أن توجه جل الموارد القومية المتحصلة من عائد النفط لاستيراد السلع الغذائية والصناعية التي ترد من الأسواق الخارجية، ولإسترضاء المليشيات المسلحة، ودفع استحقاقاتها وتعويضاتها، مما يؤدى لاختلال مستمر فى ميزان المدفوعات، ولنضوب الاعتمادات التي يمكن أن توجه الى قطاعات الإنتاج الزراعي و الصناعي، فتزداد هذه القطاعات تحطما على ما كانت عليه، وسيزداد لدينا عندئذ عدد المزارعين الذين لا زراعة لهم، والعمال الذين ليست لدينا مصانع تستوعبهم، والخريجين الذين ليست لدينا وظائف لهم، وسيشكلون جميعا، وقد انحل ترابطهم الاجتماعي القديم وتناثرت تنظيماتهم التقليدية، حزاما متجددا من الفقر والإحباط يحيط بالعمارات الشاهقة التي يتبارى في تشييدها الأغنياء القدامى والجدد. والسؤال هنا:هل يمكن إحداث نوع من التكامل البنيوى بين المزارع التقليدي والأرض البور والنخب الإجتماعية الحديثة ذات الكفاءة المهنية والقدرة الإدارية المتطورة حتى يتم إحياء القاعدة الإنتاجية التي يقوم عليها المجتمع؟ أم أن عائدات النفط وما ينتج عنها من فرص استثمارية ستصب فى جيوب النخبة الرأسمالية ذاتها؛ النخبة التى لا ترغب فى تطوير برنامج تنموى إسلامى، ولا ترغب فى الدخول فى العمليات الإنتاجية الإستراتيجية(زراعة وصناعة) وتفضل الإستثمار المضمون فى قطاع العقارات والخدمات والإستيراد؟ لأنه وما لم يتم إدراج القوى الريفية التقليدية (التى أخرجت من ديارها، وأبطلت طرائق معاشها) في البنية الاقتصادية الحديثة، وما لم تتم إعادة الشرائح الرأسمالية الجديدة الى قطاعات الإنتاج الاستراتيجي، فان الفجوة بين هاتين الفئتين ستتباعد وقد تتحول الى تناقض أساسي بين الدولة والمجتمع قد يتبلور في اتجاه الثورة الاجتماعية الشاملة. ولكن ما هو الدور المتبقي للدولة؟ هناك من يقول ان الدولة في العالم الثالث في عهد العولمة الأمريكية الذى نشهده مهددة بالتلاشى والزوال، على أية حال، سواء كانت اسلامية أو لبرالية، اذ من المؤكد أن تجد نفسها دائما غير قادرة على التحكم فى الرأسمالية المحلية أو توجيه مساراتها نحو انتاج السلع الأساسية التى يمكن أن تدفع في اتجاه التنمية القومية؛ وستجد نفسها (ثانيا) غير قادرة على إحداث تنمية اقتصادية عن طريق الصناعة والتقانة بصورة مستقلة؛ وستجد نفسها (ثالثا) غير قادرة(حتى ولو أنتجت سلعا أساسية كالسلع الزراعية) على المنافسة في السواق العالمية، اذ أن فائض الإنتاج الزراعى في الدول الصناعية الكبرى، والذى تقف وراءه بقوة إتحادات المزارعين ووكلائهم في المجالس التشريعية في الديقراطيات الغربية لا يتيح فرصة حقيقية لأى دولة نامية أن تجد سوقا لمنتوجاتها الزراعية، أما اذا كانت تلك الدولة النامية ذات شعار اسلامى كحالتنا هذه فسوف يتعذر عليها أن تجد منفذا للأسواق العالمية ما لم تتخلى عن الحواجز الثقافية و الأخلاقية التي يفرضها مشروعها الإسلامى. فهذه كما ترى أمور شديدة التعقيد، لا يحلها خبير اقتصادى واحد، أو فريق من التكنوقراط، أو فقيه تخصص فى باب البيوع، وانما يحتاج الأمر الى قاعدة فكرية وعلمية راسخة يعهد اليها ببناء رؤية متعمقة للتنمية القومية- تصورا فكريا، وتخطيطا استراتيجيا، وإدارة علمية، كما يحتاج الى شريحة إجتماعية رائدة ذات رغبة صادقة فى احتضان عمليات التنمية، توطينا للصناعة والتكنولوجية،وتشجيعا ورعاية للعلماء والمخترعين، ورد اعتبار للزراعة والرعى؛ وتحتاج علاوة على هذا لقيادة سياسية مترفعة عن الولاءات العشائرية الضيقة ومتجردة للمصلحة القومية، فتناط بها عمليات التعبئة الشعبية و التنسيق المؤسسي والتشريعي لإنجاز العملية التنموية على قواعد العدل الاجتماعي.فهل يستطيع الرأسماليون الإسلاميون أن يقوموا بهذه العمليات؟ ان الإقتصاديين الاسلاميين سيفقدون كل مشروعية للبقاء فى قمة الهرم الاقتصادى أو فى قيادة الحركة الإسلامية ما لم يقوموا بتطوير أطروحة فكرية اسلامية متماسكة يجاب فيها على هذه التساؤلات، وترفع فيها هذه التناقضات، ثم يبلوروا فى ضوء ذلك برنامجا اجتماعيا-اقتصاديا ينحاز بصورة واضحة للطبقات الدنيا فى المجتمع، أما اذا بقوا على حالهم هذه، وتركت سياسات الدولة ومؤسساتها الاقتصادية تحت تصرفهم وتصرف مجموعات المصالح الخاصة المرتبطة بهم فان ذلك سيكون فى تقديرى أمرا شديد الضرر على المستوى التنظيمى الخاص بالحركة الإسلامية وعلى المستوى القومى العام. ولكن، وحتى لا تبلغ الأمور نقطة اللاعودة فإن الحكمة والحاجة يقتضيان أن تكف الحركة الإسلامية عن تعلقها بالنخبة الرأسمالية، وأن تعلق أملها بالله وبالناس، وأن تبدأ بصورة جادة فى إعادة النظر فى برنامجها الاجتماعى-الاقتصادى، فالعمل من خلال القضايا الاجتماعية المحورية(الفقر والمرض والعجز والبطالة والجريمة والطفولة والأمومة ونحوها)هو الذى يعمق الوعى بالرؤية الإسلامية،ويرهف الحس الاجتماعى-الانسانى، وينمى الروح، ويقود الى التلاحم بين شرائح المستضعفين، ويرفع التناقضات المتوهمة بينهم، وهو خير من انتظار نهايات للحرب الضروس بين داحس القصر وغبراء المنشية
09-24-2012, 06:27 AM
د.أحمد الحسين
د.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265
في الحقيقة أن د. تجاني لا يعرف المشكلة نفسها وجذورها ويعتقد أن الموضوع هو عملية بلورة "رؤية اسلامية" مع أن المشكلة في أصلها هي الرؤية الاسلامية التي يمكن انجازها ب الطريقة التي وصفها لإنجازها. والحقيقة أن ما حدث لم يكن صدفة وانما جاء بالظبط نتيجة لهذه الرؤية التي يتحدث عنها. وما لم تجتث الحركة الاسلامية ورؤاها فلن تقم للدين ولا للبلد قومة
09-24-2012, 07:33 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: ان الإقتصاديين الاسلاميين سيفقدون كل مشروعية للبقاء فى قمة الهرم الاقتصادى أو فى قيادة الحركة الإسلامية ما لم يقوموا بتطوير أطروحة فكرية اسلامية متماسكة يجاب فيها على هذه التساؤلات، وترفع فيها هذه التناقضات، ثم يبلوروا فى ضوء ذلك برنامجا اجتماعيا-اقتصاديا ينحاز بصورة واضحة للطبقات الدنيا فى المجتمع
الله يسألك يا تجانى غير الحرامى دا عندكم تانى خبير اقتصادى ؟ ويعنى انت هسي منتظر الحرامى دا يجتهد في تطوير رؤية اسلامية عشان تجاوب على اوهامك الفى راسك ؟
وتعال هنا يا ضلالى من متين كنتوا انتو مهتمين بهموم الطبقات الدنيا ! وانت فعلا زول مرتبك . فإذا كان بنك فيصل اول مؤسسة اقتصادية للكيزان حدث فيها ما حدث بحسب ما اوردته من كتابات الكرنكى , يعنى كنت بتتوقع شنو من عصابة زى دى بعدما تمكنت من عنق البلاد والعباد !
يا راجل يا بائس انت موضوعك شخصى ليس إلا . لقد راعك ان ترى اخوان الامس (المقطعين ) يرفلون في النعيم والملذات ويمتلكون البنايات الشاهقات ويتزوجون بالجميلات ويمتطون احدث الموديلات من السيارات الفارهات وانت مثلك مثل المغتربين ( المقطعين ) تقف في صفوف الضرائب والزكاة وتدفع من حر مالك كما يدفعون ولو فعلا كنت صاحب مبادئ ومواقف لا تلين فقد لاحت امامك الفرصة الوحيدة لتختبر نفسك عشية اعدام داوود بولاد حرقا . لكنك للاسف كنت ########ا ورعديدا . فإخترت مكرها ان تنطوى على نفسك وتحشرها في بيات شتوي طويل خرجت بعده الآن لتخاطبنا بمصطلحات الماركسيين لان المصطلحات ( الايمانية ) بقت ما بتجيب حق مريسة تام زين .
غايتو يا تجانى إلا تمشوا تدخلو عبدالرحيم حمدى مدرسة كادر من اول وجديد او تأجروا الاستاذ كبج . غير كدى ما عندكم حل .
09-24-2012, 11:59 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: هذه الذهنيةالتى هيمنت على التنظيم وحولت سائر نشاطه الى ملفات أمنية، وأريد فى هذا المقال أن أتحول الى السوق، لنرى ظاهرة أخرى تتمثل فى "الذهنية" التجارية وفى العناصر الرأسمالية التى صارت هى الأخرى تنشط وتتمدد حتى كادت أن "تبتلع" الجزء المتبقى من تنظيمنا الإسلامى الذى لم ننضم اليه أصلا الا فرارا من الرأسمالية المتوحشة
هذه العبارة المظللة بالاحمر لا تحتاج الى شرح وتوضيح .
على بالايمان انت زول كضاب ومنافق ولقد ورثت بالمعاشرة اهم صفات ابليسكم الكبير .
الم تكن بينهم ومحكر في وسطهم عندما تبنت حكومتكم الاسلامية المزعومة سياسة التحرير الاقتصادى ! الم تعقد لها المؤتمرات وتقام لاجلها الندوات ! وكان وقتها امين بيت المال الحرامى عبدالرحيم حمدى يقيم في فندق هلتون على حساب دافع الضرائب الفقير !
الم يصب الهلع الناس على معاشهم ومتطلبات حياتهم منذ ايامكم الاولى عندما اقدمتم على تغيير العملة لتعبدوا الطريق امام التمكين الاقتصادى !
ماحدث في بلادنا من اختلال في كل الموازين لا يحتاج الى درس عصر يا سعادة ابليس الصغير . ولا احد منا يصدق ما تقوله ولن تقنع ولا حتى زول واحد بهذه الاكاذيب . فبلادنا لم تعرف الرأسمالية المتوحشة إلا بعد انتزاعكم للسلطة بحد السيف وكانت سياسة ازاحة الرأسمالية التقليدية من السوق واحلال الكيزان مكانهم تجرى على السن الناس جميعا ولو تذكر لو كان لديك ذاكرة ان اخبار بن ابليسكم الكبير قد سارت بها الركبان وتداولتها المجالس في الريف والحضر .
الظاهر يا تجانى انو رجليك الهاربة من الرأسمالية المتوحشة ساقتك الى المكان الخطأ فالاولى بك الآن ان تخرج من هذه الامكنة وتنأى بنفسك من هذه المذابل امكن ... إمكن , والعلم عند الله , ان تجد من يحترمك ويقدر مشاعرك الرقيقة تجاه الفقراء والتعساء من ضحاياكم الذين يحملون هوية عصركم في عيونهم الغائرة واجسادهم النحيلة ونفوسهم المغبونة .
عليك اللعنة يا ابليس الصغير إن لم تفعل ذلك ....
09-24-2012, 12:22 PM
جمال المنصوري
جمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1302
Quote: ويبدو انه اقتنع ان الدين لايمكن ان يحل تناقضات الناس الاقتصادية والاجتماعية
الأستاذ/ رؤوف جميل تحياتي دعني اختلف مع هنا فالدين الاسلامي في اصوله قدم حل علميا ومنهجيا للأشكالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة عجزت عنها حتي تلك النظريات ذات الطابع العلمي وتحديدا النظرية العلمية او مايسمي اصطلاحا الماركسية، نجح النبي فيما فشل فيه ماركس ، فالدين الاسلامي يقدم التربية الفردية علي الجبر الجماعي، ويراعي المشكلة النفسية التي صاحبت نشوء المجتمعات الانسانية ،التي شخصتها نظرية الحق، او ما يسمي بالدارجي (حب النفس في اشباع الرغبات) وسعي للتدرج لأزالة ما علق الاف السنين في النفوس البشرية، من اثار العنف والعنف المضاد، وكانت النتيجة قيام اول مجتمع شيوعي علي وجه الكرة الارضي بقيمة (التراضي) والرضا النفسي ، تجلت في تجربة ما عرف تاريخيا بال(الموأخاة بين المهاجرين والانصار) وقسمت فيه الثروة برضا برغم الفقر الذي كان سائدا بين طرفي المعادلة،( فتساووا في الفقر ليتساووا في الغني) والاسلام في قامته الدينية قدم الحل للمشكل، السياسي والاجتماعي علي هذا الكوكب ، حينما ساووي بين الناس في الحقوق والواجبات دون تمييز ديني او عرقي او جهوي، وقد بين الاستاذ محمود هذا الحل ووسع فيه ولخصه ببضع كلمات بسيطات في عدد الحروف كثيرات المعاني (الاشتراكية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية دون عنف).. يمكنك مراجعة كتابات الاستاذ / محمود محمد طه في هذا الشأن. مودتي
09-24-2012, 04:17 PM
البحيراوي
البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال. والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟ أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق.
الأخ ود الزين
تحياتي - لقد فات البروف تجاني أن الحركة الإسلامية قد نمت وترعرعت في بيئة سودانية خالصة مع تقديمهم لرؤوس الأموال الخليجية على أنهم سودانيون ولم تجد عداءً جماعياً في كافة المراحل الدراسية التي تكفل بها الشعب السوداني عبر مراحل تنقل أفرادها في كافة مراحل النظام التعليمي السوداني التقليدي وحتى حملةالدكتوراة منهم قبل الإنقلاب تحملتها خزانةالدولة السودانية . وحين قررت الحركة الإسلامية إستلام الحكم لم يكن شعب السودان في البال آنذاك . ولكنه لم يجد في المقابل أي نوع من رد الجميل إلا حملات الفصل والتشريد والتضييق في المعاش ومناحي الحياة الأخرى . ولم يسعى شعب السودان لأن تنقسم الحركة الإسلامية السياسية لقسمين ولعل ما جرى من أحداث دعت الكاتب يعمل قلمه في تجربة الحكم لم يكن لشعب السودان علاقة به . ولا زلنا نلحظ ونراقب متى تتوقف هذه المسرحية في حق نفسها والسودان تبعاً لذلك.
Quote: أما من الداخل فقد تحول الى سوق كبير تبرم فيه الصفقات، وتقسم فيه الغنائم، دون ذكر لتجديد الفكر الإسلامى أو لنموذج التنمية الإسلامية الموعودة، وبهذه "الطريقة" صار أفراد هذه الشريحة أغنياء بينما ترك "التنظيم" ليزداد فقرا وتمزقا،بل إن عامة العضوية ظلوا فقراء مثل عامة الشعب برغم الشركات الكثيرة التى تم توزيعها بين المؤتمرين الوطنى والشعبى؛ الشركات التى أسست باسم الإسلام ومن أجل نصرة الفقراء والمستضعفين
........................ عزيزي ود الزين قرأت ما كتبه الاستاذ التجاني عبد القادر ووجدت ان مضابط جامعة الخرطوم تقول انه كان رئيسل لاتحا طلاب جامعة الخرطوم في السبعينات وانه كان خطيبا مفوها وزعيما من زعماء الحركة الاسلامية في ذلك الوقت مع زميله المرحوم احمد عثمان المكي والذي كان ايضا زعيما يشار اليه بالبنان في الحركة الاسلامية.. واذا كان الدكتور التجاني عبد القادر والذي خبر هذه الحركة الاسلامية وعرف اسرارها ودهاليزها حتى قبل مجئ الانقاذ وأطلق عليها الرصاص كما يوقل ود الزين ، فنحن نقول ان على الحركة الاسلامية في السودان السلام ... وهذا الاقتباس من كلامه يوضح ان هناك خلل في بنية هذه الحركة الاسلامية... واظن ان غابات الاسمنت الشاهقة في الأحياء الراقية في المنشية والطائف والرياض يوضح كل شئ والله يديكم العافية
Quote: الأستاذ/ رؤوف جميل تحياتي دعني اختلف مع هنا فالدين الاسلامي في اصوله قدم حل علميا ومنهجيا للأشكالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة عجزت عنها حتي تلك النظريات ذات الطابع العلمي وتحديدا النظرية العلمية او مايسمي اصطلاحا الماركسية، نجح النبي فيما فشل فيه ماركس ، فالدين الاسلامي يقدم التربية الفردية علي الجبر الجماعي، ويراعي المشكلة النفسية التي صاحبت نشوء المجتمعات الانسانية ،التي شخصتها نظرية الحق، او ما يسمي بالدارجي (حب النفس في اشباع الرغبات) وسعي للتدرج لأزالة ما علق الاف السنين في النفوس البشرية، من اثار العنف والعنف المضاد، وكانت النتيجة قيام اول مجتمع شيوعي علي وجه الكرة الارضي بقيمة (التراضي) والرضا النفسي ، تجلت في تجربة ما عرف تاريخيا بال(الموأخاة بين المهاجرين والانصار) وقسمت فيه الثروة برضا برغم الفقر الذي كان سائدا بين طرفي المعادلة،( فتساووا في الفقر ليتساووا في الغني) والاسلام في قامته الدينية قدم الحل للمشكل، السياسي والاجتماعي علي هذا الكوكب ، حينما ساووي بين الناس في الحقوق والواجبات دون تمييز ديني او عرقي او جهوي، وقد بين الاستاذ محمود هذا الحل ووسع فيه ولخصه ببضع كلمات بسيطات في عدد الحروف كثيرات المعاني (الاشتراكية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية دون عنف).. يمكنك مراجعة كتابات الاستاذ / محمود محمد طه في هذا الشأن. مودتي
وحتى لا نحرف البوست ونناقش افكار الجمهورين عندى لك بعض الاشئلة هل نفهم من ذلك انك ترى ان الاسلام هو الحل هل الجمهورين جماعة من جماعات الاسلام السياسى رايك شنو فى تحليل دكتور التيجانى حول الواقع الاقتصادى الان وهو تحليل لايمت الى اى فكر اسلامى باى صلة لانه بعتمد التحليل المادى فهل انت متفق مع ماذكره ام لك تفسير اخر ذكرت تجربة تقسبم الثروة بالرضا فى عهد النبى فهل ممكن ان تتكرر هذه التجربة فى عالم اليوم ونوزعها بالرضا
09-24-2012, 08:56 PM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
عمل مديرا لادارة ( التأصيل ) بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى . كان عضو ( منتخبا ) في مجلس شورى الحركة الاسلامية .
لله درك يا تجانى .. هل كنت تعمل في ادارة (التأصيل ) لوجه الله ام كنت تتقاضى اجرا على عملك ! وهل بمقدورك ان ان تروى للناس طرفا من تلك التجربة ! وهل بإستطاعتك ان توضح لنا المردود والفائدة التى جناها دافع الضرائب البسيط من عملك في ( فضاء التأصيل ) !
يا تجانى من تقاضى اجرا حاسبه الله بالعمل . وانت مثلك مثل الافندى والرائد يونس . كنتم جميعكم تشترون بكتاب الله ثمنا بخسا وتبيعون الاوهام الى البسطاء المخدوعين بإسم الدين . وبعد ان انجبت الانقاذ صقورها ولصوصها ضاقت بكم الوسيعة فلجأتم الى ال(بروليتاريا ) والتى هى من صنع اياديكم وايادى شيوخكم لتمتطوا ظهرها في سبيل الوصول الى غاياتكم ...ما اقبحكم ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم ..ما اقبحكم .
وهذا مقال لتاج السر عثمان ممكن يكون فى نفس موضوع التيجانى عبدالقادر وممكن نقارن
الصفحة الرئيسية منبر الرأي تاج السر عثمان بابو مصادر ثراء الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية ... بقلم : تاج السر عثمان
مصادر ثراء الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية ... بقلم : تاج السر عثمان
الأربعاء, 12 أيلول/سبتمبر 2012 11:20
قال المسيح عليه السلام يوما لانصاره : (( احذروا الأنبياء الكذبة !! )) قالوا : (( كيف نعرفهم ؟؟ )) قال : (( بثمارهم تعرفونهم )) . بعد 23 عاما عرف الشعب السوداني ثمار سياسات الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية التي جردته من مكتسباته التاريخية في مجانية التعليم والخدمات الصحية وافقرته حتى اصبح حوالي 94 % من سكان السودان فقراء ( التقرير الإستراتيجي 1997 م )) . نتابع في هذا الدراسة مصادر ثراء الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية التي مكن لها انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو 1989 م في الأرض ،وخصائصها ، وكيف استغلت الشعارات الإسلامية كغطاء أيديولوجي وجواز مرور للدخول في نادى الرأسمالية السودانية . من أين أتى هؤلاء ؟ تساءل المرحوم الروائي السوداني الطيب صالح بعد الحصاد المر لسياسات نظام الانقاذ: من أين أتي هؤلاء ؟ ونحاول الإجابة على هذا السؤال في البحث عن البنية الاقتصادية _ الاجتماعية التي أفرزت هذا التنظيم. معروف انه عندما استقل السودان في أول يناير 1956 م ورث بنية اقتصادية _ اجتماعية كانت تحمل كل مؤشرات التخلف مثل : اقتصاد متوجه خارجيا ، بمعنى أنه كان يلبى حاجات بريطانيا من سلعة القطن الذي كان يشكل 60 % من عائد الصادر ، وسيطرة بريطانيا على التجارة الخارجية للسودان ، هذا إضافة لتصدير الفائض الاقتصادي اللازم لتنمية البلاد للخارج ، وكانت الصناعة تشكل 9 % من إجمالي الناتج القومي ، كما أجهض المستعمر أي محاولة من جانب الرأسمالية السودانية الناشئة لاقامة صناعة وطنية وذلك لان المستعمر كان يريد السودان سوقا لتصريف منتجاته الصناعية ، وكانت الصناعة تستوعب 3 % من القوى العاملة في البلاد . كان القطاع التقليدي يساهم ب56.4 % من إجمالي الناتج القومي ، كما كان حوالي 90 % من سكان السودان مرتبطين بالقطاع التقليدي ( رعاة ، مزارعين ، .. ) وكانت نسبة الأمية 86.5 % ، كما كان هدف التعليم هو تلبية احتياجات المستعمر لتحريك دولاب الدولة من موظفين وفنيين وعمال . هذا إضافة لنمط التنمية الاستعماري غير المتوازن بين أقاليم السودان المختلفة . هذا إضافة إلى أن ظروف القمع التي كانت تعيشها الحركة الوطنية لم تساعد في بناء حياة حزبية ديمقراطية معافاة ، وحركة ثقافية تفجر مكنون الموروث المحلى وتتفاعل أخذا وعطاءا مع الثقافة العالمية . وعندما نشأ تنظيم الأخوان المسلمين في السودان كان متأثرا بهذا الواقع والذي كانت الحركة الوطنية بتياراتها المختلفة تقاومه . يقول د . الترابي عن عهد التكوين ( 1949 _ 1955 م ) : ( وفى ثنايا هذه الظروف وفى وسط الطلاب نشأت الحركة من عناصر تائبة إلى الدين من بعد ما غشت بعضهم غاشية الشيوعية ، واستفزت بعضهم أطروحتها السافرة في تحدى الدين عقيدة وخلقا ، واثارت آخرين غلبة التصورات والأنماط الحياتية التي فرضها التعليم النظامي الذي كان يسوسه الإنجليز ، فنبتت النواة الأولى في صميم البنية الطلابية بجامعة الخرطوم وفروعها في المدارس الثانوية ، ولم تتخرج تلك الثلة المسلمة من الطلاب إلا نحو 1955 م ) ( د . حسن الترابي : الحركة الإسلامية في السودان ، ص 26 ) واضح من أعلاه طفيلية النشأة، ورد الفعل على الشيوعية ، هذا فضلا عن انه عندما نشأ ت (الحركة السودانية للتحرر الوطني) في أغسطس 1946 م ( الحزب الشيوعي فيما بعد ) لم تكن تحديا للدين عقيدة وخلقا ، ولكنها طرحت شعارات الجلاء وحق تقرير المصير للشعب السوداني ، واسهمت في إدخال الوعي ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، في بناء الحركة النقابية واتحادات الشباب والنساء وحركة المزارعين واتحادات الطلاب ، كما طرحت ضرورة تجديد البلاد بإنجاز النهضة الوطنية الديمقراطية بإنجاز الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي . على أن البنية الاقتصادية _ الاجتماعية التي كان القطاع التقليدي يساهم فيها بنسبة 56.4 % ، وحوالي 90 % من سكان البلاد مرتبطين بالقطاع التقليدي ، وكل ما يعنى ذلك من تفاوت في التطور الاقتصادي والاجتماعي والنفسي بين أقاليم السودان المختلفة ، هي التي شكلت التربة الخصبة ولازالت لتوالد وتكاثر تنظيمات التطرف الديني . العوامل المساعدة في التوالد والنمو : كانت ديكتاتورية الفريق عبود ( 1958 _ 1964 م ) من العوامل المساعدة في نمو وانتشار حركة الأخوان المسلمين ، وقد استفادت الحركة إلى أقصى حد من القمع الذي وجهته الديكتاتورية للقوى الشيوعية والديمقراطية والمستنيرة ، وظلت حركة الأخوان المسلمين تعمل تحت اسم الواجهات الدينية ، إضافة للواجهات الثقافية في الأندية ، هذا إضافة لظروف الديكتاتورية وما يصاحبها من جدب في الفكر والثقافة من جراء مصادرة حق التعبير والنشر . وقد وصف د . الترابي هذه الفترة بأنها ( مرحلة بركة ونمو للحركة الطلابية حتى أصبحت من كبريات الاتجاهات الطلابية ) ( د . الترابي: المرجع السابق ص 30 ) فالأخوان كما أشار د. الترابي كانوا في حالة كمون في فترة ديكتاتورية عبود ، بل انهم أيدوا انقلاب 17 نوفمبر 1958 م ووصفوه بثورة الجيش كما جاء في كلمة صحيفة ( الأخوان المسلمين ) الصادرة بتاريخ أول ديسمبر 1958 م . وبعد ثورة اكتو بر 1964 م تحالف الأخوان المسلمون مع حزبي الأمة والوطني الاتحادي ونفذوا مؤامرة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان ، وبذلك تم تقويض الدستور والنظام الديمقراطي واستقلال القضاء ، كما كانوا وراء محكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه ، ووراء الدستور الإسلامي الرئاسي الذي كان الهدف من ورائه إقامة ديكتاتورية مدنية باسم الإسلام مما يؤدى إلى تقويض الديمقراطية وينسف وحدة البلاد . وكان ذلك هو المناخ الذي كان سائدا والذي أدى لانقلاب 25 مايو 1969 م . وبعد انقلاب 25 مايو، استفاد الأخوان المسلمون من تلك الفترة ولاسيما بعد ضرب وقمع الشيوعيين في يوليو 1971 م، حيث سيطروا على اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بعد إلغاء دستور التمثيل النسبي وإدخال دستور الحر المباشر. كما استفاد الأخوان المسلمون من المصالحة الوطنية مع نظام نميرى في عام 1977 م وقامت منظمات مثل : منظمة الدعوة الإسلامية ، الوكالة الإسلامية للإغاثة ، جمعية رائدات النهضة ، جمعية شباب البناء ، جمعية الإصلاح والمواساة ، مؤسسة دان فوديو الخيرية ... الخ . كما أقاموا مؤسسات تعليمية مثل : إنشاء المركز الإسلامي الأفريقي ، وكلية القران الكريم ، وعدد من المدارس الابتدائية ورياض الأطفال التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية ( لمواجهة التعليم الكنسي والتجاري ) . ثم بعد ذلك اقتحموا السوق والتجارة ، وهاجر بعضهم لبلاد الخليج بعد انقلاب مايو 1969 م حتى توسعوا في العمل التجاري ، كما انشأوا المصارف الإسلامية ( بنك فيصل الإسلامي ، التضامن الإسلامي ) ، كما انشأوا عددا من شركات التأمين والمؤسسات التجارية والعقارية مما خلق بديلا للمصارف الربوية حسب ما كانوا يزعمون . ( انظر : الأمين محمد احمد : الحركة الإسلامية في السودان : السلبيات والإيجابيات ) . ومعلوم أن النشاط الطفيلي اصبح هو الغالب في فترة مايو وتراجعت الرأسمالية الوطنية التي كانت تعمل في ميداني الإنتاج الصناعي والزراعي نتيجة لارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج ، وأزمة الوقود والطاقة وانخفاض قيمة الجنية السوداني .... الخ. ، وبالتالي سيطر النشاط الطفيلي على مختلف اوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية وظهرت فئات السماسرة التي تعيش على العمولات ، ووكلاء البنوك الأجنبية والشركات الأجنبية وروؤس الأموال البترولية وشركات النهب والفساد مثل شركة تراياد التي تحالفت مع مجموعة القصر ( نميرى ، بهاء الدين .... الخ ) وفى هذه البحيرة الراكدة ، وفى أحضان الرأسمالية الطفيلية المايوية، نمت وتطورت الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية ، وكان التقدير أن للإخوان المسلمين حوالي 500 شركة من كبيرة وصغيرة في عام 1980 م ، وتصل حجم روؤس أموالهم لاكثر من 500 مليون دولار متداولة من بين هذه الشركات في الداخل . ( عصام الدين ميرغني : الجيش السوداني والسياسة ، القاهرة 2002 م ، ص 225 ) الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية: بعد انقلاب 30 يونيو 1989 م سيطرت الجبهة الإسلامية على الحكم ، وفى هذه الفترة هيمنت الفئات الغنية من عناصر الجبهة الإسلامية على مفاتيح الاقتصاد الوطني عن طريق البنوك الإسلامية وشركات التأمين والاستثمار الإسلامية وشركات الصادر والوارد والتوزيع والشركات المساهمة الكثيرة ، والمنظمات التي تلتحف ثوب الأعمال الخيرية مثل الشهيد ، السلام والتنمية ، .. الخ وتجمعت لدى هذه الفئات ثروات ضخمة ، ومن المهم ونحن نحلل هذه الفئة أن نتناولها في تطورها التاريخي والتي أصبحت أحد روافد الرأسمالية السودانية التي تطورت خلال سنوات نميرى وترجع أصول اغلب قادتها أو أصحاب الثروات منها إلى خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمدارس الثانوية والذين أسسوا تنظيم الأخوان المسلمين في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي في جامعة الخرطوم والمدارس الثانوية وبقية المعاهد التعليمية . وبعد التخرج عملوا في جهاز الدولة والخدمة المدنية والجيش ، وتم تشريد بعض أفرادها بعد انقلاب 25 مايو 1969 م ، وهاجر بعضهم إلى دول الخليج وولجوا ميدان العمل الاستثماري في التجارة وتجارة العملات ، كما كدسوا الأموال التي كانت تصلهم وهم فى المعارضة ، كما اشتركوا في أحداث الجزيرة أبا في مارس 1970 م ، وأحداث 2 يوليو 1976 م . كما هاجر بعضهم إلى أمريكا وبعض الدول الرأسمالية الغربية وتأهل بعضهم علميا في تلك البلدان ( ماجستير ، دكتوراه ، ... ) ، وعمل بعضهم في النشاط التجاري في يوغندا ، وبعض بلدان شرق إفريقيا واكتسبوا خبرات وتجارب في المهجر والعمل المعارض في الخارج . وبعد المصالحة الوطنية 1977 م عادوا إلى السودان وشاركوا في مؤسسات وحكومات نظام نميرى ( مجلس الوزراء ، الاتحاد الاشتراكي ، مجلس الشعب ، ... الخ ) . كما توسعوا في ميدان العمل التجاري والاستثماري واسهموا في إدارة البنوك الإسلامية ومؤسسات الاستثمار الإسلامية . وتطوروا بعد ذلك في أحضان الرأسمالية الطفيلية المايوية التي قامت على نهب القطاع العام والتسبيح بحمد حكم الفرد الذي صادر الحريات والديمقراطية . كما تغيرت أسماء تنظيم الجبهة الإسلامية تبعا لتطور الحياة السياسية ، واتخذ اسم الأخوان المسلمين في الخمسينيات من القرن الماضي ، وجبهة الميثاق الإسلامي بعد ثورة اكتوبر 1964 م ، الجبهة القومية الإسلامية منذ أواخر النظام المايوى وبعد انتفاضة مارس _ أبريل 1985 م ، المؤتمر الوطني بعد انقلاب 30 يونيو 1989 م والذي انقسم بعد الصراع الى شعبي ووطني، بعد المفاصلة عام 1999م. وتطور تنظيم الجبهة الإسلامية من تنظيم رومانسي سلفى الى تنظيم واقعي ، واصبح يضم النساء والجنوبيين ويسعى الى استيعاب كل المجتمع في داخله ! ( د . الترابي : الحركة الإسلامية في السودان ، المرجع السابق ) كما تحول في شعاراته طبقا لظروف كل مرحلة وبهدف التأقلم السياسي ( فقه الضرورة ) ، واصبح للتنظيم مصالح رأسمالية وتجارية وطبقية ومؤسسات وبنوك وشركات وعقارات تشكل قاعدته الضخمة والتي مولت كل نشاطات التنظيم وصرفه الكبير خلال فترة الديمقراطية الثالثة ( الانتخابات ، شراء الأصوات ، الإرهاب ، الابتزاز ، صحافة الإثارة ، .... الخ ). وكانت تلك المؤسسات هي وراء تزوير الانتخابات في عام 1986 م عن طريق الفساد والرشوة ، وخلق الأزمات الاقتصادية والأزمات فى المواد التموينية من اجل نسف استقرار النظام الديمقراطي ، وكانت وراء تخزين قوت الناس في مجاعة 83 / 1984 م ، وكانت وراء حملات ومواكب أمان السودان ، حتى تغلغلوا وسط الجيش باسم الإسلام ودعم القوات المسلحة خلال فترة الديمقراطية الثالثة ونفذوا انقلاب 30 يونيو 1989 م بواسطة تنظيمهم العسكري داخل الجيش وبالتنسيق مع مليشيات الجبهة القومية الإسلامية ، بعد تكوين الحكومة الموسعة والاقتراب من الحل السلمي لمشكلة الجنوب دفاعا عن مصالحهم الطبقية والاقتصادية الأنانية الضيقة ومؤسساتهم المالية ، وهذه المصالح هي التي حركت هذا التنظيم لتقويض الديمقراطية ، وفرض نظام شمولي فاشى ظلامى دفاعا عن تلك المصالح ولتنمية وتراكم ثرواتها على حساب الشرائح الرأسمالية الأخرى . مصادر تراكم الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية: يمكن تحديد بعض مصادر تراكم الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في الآتي: - نهب أصول القطاع العام عن طريق البيع آو الإيجار أو المنح بأسعار بخسة لأغنياء الجبهة الإسلامية أو لمنظماتها. - التسهيلات والرخص التجارية من وزارة التجارة والبنوك التجارية والإعفاء من الضرائب . - الاعتداء على المال العام ، على سبيل المثال جاء في تقرير المراجع العام أن جملة حالات الاعتداء على المال العام في الأجهزة الاتحادية في الفترة من أول سبتمبر 2000 م الى نهاية أغسطس 2001 م ، بلغت 440 مليون دينار ( صحيفة الأيام 21 / 11 / 2001 م ) . - المرتبات العالية لكادر الجبهة الإسلامية العسكري والمدني والذي كان يشغل وظائف قيادية في جهاز الدولة بعد اصبح التنظيم والدولة وجهين لعملة واحدة ، ذلك الكادر الذي يدير مصالح مؤسسات وشركات الجبهة الإسلامية ويوظف كل إمكانيات وقدرات الشعب السوداني وامواله لخدمة تلك المصالح ، والصرف المفتوح تحت البنود لهذا الكادر والإعفاء من الجمارك والصرف البذخى على مكاتب هذا الكادر . - تكثيف جباية الضرائب والفساد ونهب موارد الدولة المالية والعائد من الضرائب والزكاة حتى اصبح ذلك حديث الناس . - الأرباح الهائلة التي يحصل عليها تجار الجبهة الإسلامية من حرب الجنوب ( تجار الحرب ) : عطاءات ، أسلحة ، ملابس ، مواد تموينية ، .... الخ. - بعد استخراج الذهب والبترول ، اصبح ذلك من أهم مصادر تراكم الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية . - الاستثمار في قطاعي التعليم والصحة. _ تجارة العملة والسوق الأسود واحتكار قوت الناس والسلع الاستراتيجية . _ الاستيلاء على شركات التوزيع الأساسية وتمليكها لتجار وشركات الجبهة الإسلامية . _ الاستثمار في العقارات والمضاربة على الأراضي ، ومشاريع الزراعة الآلية والثروة الحيوانية والتوسع فى تصدير الثروة الحيوانية ، واستيلاء مؤسسات الجبهة الإسلامية على مؤسسات تسويق الماشية . _ نهب أموال وعقارات المعارضين السياسيين ( الغنائم ) سمات وخصائص الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية: يمكن تحديد ابرز السمات والخصائص في الآتي : _ إنها فئة رأسمالية طفيلية ليس لها جذور عميقة في التربه السودانية، وعملت علي تدمير الانتاج الزراعي والصناعي في البلاد، ولم تسهم في تطوير الاقتصاد السوداني. _ برزت في فترة ديكتاتورية مايو، وفى أحضان النظام الديكتاتوري الشمولي، وتوسعت في ظل نظام الإنقاذ . وهذا يفسر لنا ضيق الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية بالديمقراطية وعدم ثقتها بنفسها وتكوين مؤسسات نيابية ونقابية بالتعيين والتزوير وقمع وتعذيب المعارضين السياسيين والتشريد للصالح العام ، وتأجيج نيران حرب الجنوب حتي تم انفصال الجنوب، وخرق العهود والمواثيق، والتفريط في سيادة البلاد . _ إنها فئة راكمت ثرواتها بالنهب اقتصاديا والقمع سياسيا وتكثيف جباية الضرائب حتى فاقوا حكام العهد التركي في ذلك . ويتحدث الناس في مجالسهم عن فساد هذه الفئة ، وحياة الترف والبذخ التي تعيش فيها ، بينما تعيش الأغلبية العظمى من الشعب السوداني تحت حزام الفقر ، كما يتحدثون عن الصرف البذخى في السكن والأثاثات المستوردة وفى الأفراح والاتراح . ومن الجانب الأخر تدهورت أوضاع الفئات الشعبية نتيجة للفقر والبؤس ، وعمّ الفساد البلاد ، وغير ذلك من آثار وسياسات سلطة الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية .
Quote: وحتى لا نحرف البوست ونناقش افكار الجمهورين عندى لك بعض الاشئلة هل نفهم من ذلك انك ترى ان الاسلام هو الحل هل الجمهورين جماعة من جماعات الاسلام السياسى رايك شنو فى تحليل دكتور التيجانى حول الواقع الاقتصادى الان وهو تحليل لايمت الى اى فكر اسلامى باى صلة لانه بعتمد التحليل المادى فهل انت متفق مع ماذكره ام لك تفسير اخر ذكرت تجربة تقسبم الثروة بالرضا فى عهد النبى فهل ممكن ان تتكرر هذه التجربة فى عالم اليوم ونوزعها بالرضا
الأخ / رؤوف جميل تحية طيبة انا لم اتحدث عن ما تسمونه الاسلام السياسي، ولكنني عقبت علي حديثك عن الدين من حيث هو دين اما الحديث عن الافكار السلفية بما فيها الاخوان المسلمين وما يطرحونه ويمارسونه من دين فراي فيه واضح لا لبث فيه تبعا لما قال به استاذي / محمود(الاسلام برسلته الاولي لا يصلح لأنسانية القرن العشرين).. بالنسبة للتجربة، نعم يمكن تكرارها طالما حدثت،(ولا ننسي ان الماركسية هي نفسها اعادة قراءة للأحداث) بس بصورة اكثر تطورا.
هل افهم ايضا من حديثك ان التجربة التركية الحديثة فاشلة ؟ تسلم
Quote: الأخ / رؤوف جميل تحية طيبة انا لم اتحدث عن ما تسمونه الاسلام السياسي، ولكنني عقبت علي حديثك عن الدين من حيث هو دين اما الحديث عن الافكار السلفية بما فيها الاخوان المسلمين وما يطرحونه ويمارسونه من دين فراي فيه واضح لا لبث فيه تبعا لما قال به استاذي / محمود(الاسلام برسلته الاولي لا يصلح لأنسانية القرن العشرين).. بالنسبة للتجربة، نعم يمكن تكرارها طالما حدثت،(ولا ننسي ان الماركسية هي نفسها اعادة قراءة للأحداث) بس بصورة اكثر تطورا.
هل افهم ايضا من حديثك ان التجربة التركية الحديثة فاشلة ؟
انت ترى ان الحل فى الدين والاخرين كذلك والاختلاف بينكم فى المنهج المفسر لكن المرجعيةواحدة هى الدين حسب راى محمود يعنى فى النهاية لا تفصلون الدين عن السياسة ولكن تطرحونه بفهم اخر والاخ تيجانى يبدو انه تخطى حتى حسن البنالانه فرز الكيمان لانه اعترف ان هناك تضارب وتناقض بين المصالح بين مصالح العباد حتى لوكانوا مسلمين يصلون فى جامع واحد فانت رايك شتو فى كلام التيجانى هذا وطبعا انتم الاثنين متفقين ان الدين والتدين هو الحل ولا افهم مادخل التجربة التركية فى حديثى لانها اصلا تجرية راسماليةولا علاقة لها بالاسلام لادستورا ولا اقتصادا هل عندك دراسة توضح كيف توزع الثروة التركية نعم الاقتصاد التركى فى حالة رواج ولكنه مؤقت الحزب الحاكم فى تركيا شعاراته السياسية والانتخابية اسلامية ولكن اقتصاده مرتبط بدعم قوى من امريكا واوربا لعدة اجندة اولا انه مقر الناتو فى المنطقة ثانيا تلعب تركيا واستقرارها دورا مهما فى الترويج للعلمانية كنموزج فى المنطقةوخصوصا عندما تأتى من حزب شعاراته اسلامية ثالثا وضع تركيا الاستراتيجى كواجهة لمواجهة ايران والعراق يجعلها محورا للدولة زات الرعاية الاولى شكرا لك
Quote: اكتب لينا عن تجربتك في الوظيفة التى كنت تشغلها في تلك الايام . لو بتقدر .
كان يعمل استاذ في قسم الدراسات الاسلامية وفي التاصيل وحينما اكمل الفترة القانونية بعد البعثة خرج استاذا جامعيا وبرفسور في ماليزيا وامريكا والخليج ما كان مقطع من يحمل دكتوراه من جامعة لندن لن يكون مقطعا ولو كان يريد ان يكون مثل هؤلاء لكن ولكنه لا يرى نفسه الا معلما وقد كان وسيكون رجل شريف ومسلم ورع الى ان يلاقي وجه ربه بعد عمر طويل..
Quote: عدام داوود بولاد حرقا
بشهد الله ما فعله من اجل بولاد لم يفعله احد وانت مالك ما دافعت عن بولاد لو حارقك كدا؟
تختلف الناس مع بروف التجاني عبد القادر في منهجه وفكره الذي اختاره وله كامل الحق ان يختاره ولكن لن يختلف كل من يعرفه في اخلاقه وشهامته وتدينه
اتمنى لوتوقفت المحارق البشرية هذه للناس من طرف كون انهم اسلاميين عاد التيجاني من البعثة سنة 1990 وعمل استاذ في قشم الدراسات الاسلامية بجامعة الخرطوم وخرج التجاني من السودان سنة 1995 وكان دائم الانتقاد والتقويم للحركة الاسلامية والدليل انه لم يمنح اي عطايا واقتسام سلطة ولا ثورة و وذهب يقدم علمه وفكره للعالم ونجح في ارقى المؤسسات التعليمية في ذلك وصار من المعروفين في مجاله
ويا جميل رؤوف سمير امين ومنو لا يقل عنهم التجاني في المحافل العلمية العالمية ولكنه الاستلاب ومحدودبة الفكر والفهم تلمع اي كركعوبة من برة وتحطم كواكبها من الداخل
اي زول عنده قروش ولاحق عند بروف التجاني يجي يكتبوا ولكن خلونا من المرض البتعملوا فيه دا واتمنى مرة بس تدور حفل شواء بعد معرفة كاملة لتاريخ الشخص ما يكون من فتل من المخ وعلى الكيبورد وعلى سواينزاولاين
مقالات ممتازة فيها نقد وتقويم للحالة بصورة ممتازة شكرا يا بروف
Quote: لله درك يا تجانى .. هل كنت تعمل في ادارة (التأصيل ) لوجه الله ام كنت تتقاضى اجرا على عملك ! وهل بمقدورك ان ان تروى للناس طرفا من تلك التجربة ! وهل بإستطاعتك ان توضح لنا المردود والفائدة التى جناها دافع الضرائب البسيط من عملك في ( فضاء التأصيل ) !
يا تجانى من تقاضى اجرا حاسبه الله بالعمل . وانت مثلك مثل الافندى والرائد يونس . كنتم جميعكم تشترون بكتاب الله ثمنا بخسا وتبيعون الاوهام الى البسطاء المخدوعين بإسم الدين . وبعد ان انجبت الانقاذ صقورها ولصوصها ضاقت بكم الوسيعة فلجأتم الى ال(بروليتاريا ) والتى هى من صنع اياديكم وايادى شيوخكم لتمتطوا ظهرها في سبيل الوصول الى غاياتكم ...ما اقبحكم ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم ..ما اقبحكم .
بالجد قصة عجيبة الزول لما يكون جاهل وعاياز يتكلم بيطلع كلام فارق وفارق
لو اتعمل التاصيل في السودان في المناهج التعليمية كان حيكون عندنا مواطنين صالحين وكان البلد فلحت ونجحت جدا
هل ترك التجاني ليكمل ما يريده؟
كلامك دا ذي كلام الرائد يونس لا معنى له ولا طعم وكلام مضحك وغير مؤسس
اي دولة يذهب اليها التجاني سيعمل في افضل مؤسساتها التعليمية بحكم تاهيليه الاكاديمي العالي
فبالله ما تلخب على القراء ساي لو انزلنا لك السيرة الذاتية لكملت الباندويث ما تبهت الراجل ساي..
09-25-2012, 06:33 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: لو اتعمل التاصيل في السودان في المناهج التعليمية كان حيكون عندنا مواطنين صالحين وكان البلد فلحت ونجحت جدا
اهلا بدكتورة النقد الادبى ...
من الواضح عندك فكرة كويسة عن موضوع التأصيل . فهل من الممكن ان تشرحى لينا : ماذا تعنى كلمة تأصيل ! وما دوره في تشكيل المواطنين الصالحين ! ولماذا لم يواصل البروف في موقعه كمدير لادارة التأصيل ! وما هى الثمرة التى اضافها بوجوده في ادارة التأصيل ! وماهى الاسباب التى لم تجعل التأصيل يصل الى المناهج التعليمية في السودان على الاقل في الفترة التى كان فيها البروف مديرا لادارته !
انا فعلا زول جاهل يا دكتورة ويا ريت لو تعلمينا ما نجهله في مسألة التأصيل .
09-25-2012, 06:47 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: فبالله ما تلخب على القراء ساي لو انزلنا لك السيرة الذاتية لكملت الباندويث ما تبهت الراجل ساي..
والله يا دكتورة كل انجازات البروف الاكاديمية على العين والراس ونحن لا نبخسه مؤهلاته وقدراته وليس هذا هو موضوع البوست فلايوجد في الحركة الاسلامية قاطبة قامة تدانى مؤهلات وقدرات الترابى ومع ذلك فقد سقط في امتحان ( السلطة )وادخل نفسه وبلده في ورطة لم يفعلها من قبله رجل رشيد بشعبه ووطنه في فترة ما بعد خروج المستعمر في العالمين العربى والاسلامى .
شوف انت جبت متلب عايز تظهروا انه حرامي شال مرتب لا يستحقه وكلامك غلط ما صاح هذا الرجل من اشرف الناس وانه ينتقد الناس دي من بدري جدا والدليل على تاهيله ومكانته في التنظيم لم يعين في اي وظيفة سيادية
وقد ترك الوطن فور انتهاء فترته للخروج بعد البعثة
عايزة اعرف هل صورة التيجاني المعلقة اعلاه هي صورته كما كانت؟ اعرفه لاكثر من ثلاثين عام لم ار هيئته هكذا
ولا يحق لك ان تصفه بابليس هو الرجل التقي الورع ممكن تسال حتى مخالفنه في الفكر والراي لا يرونه الا رجلا تقيا ورعا
09-25-2012, 08:39 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: شوف انت جبت متلب عايز تظهروا انه حرامي شال مرتب لا يستحقه وكلامك غلط ما صاح هذا الرجل من اشرف الناس
يا دكتورة ان ادارة التأصيل بوزارة التعليم العالى ليست بالوظيفة البسيطة لدولة ترفع شعار المشروع الحضارى وتعمل على اعادة صياغة الانسان السودانى كما كانوا يبشروننا بذلك في اول عهدهم . نحن نريد فقط ان نعرف ماذا انجز البروف اثناء توليه لادارته ! ولماذا تركه دون ان يكتب لاحقا عن تلك الفترة والتى كان يتقاضى فيها راتبا من دافعى الضرائب !
بالله لو ما عندك معلومات بس قولى ماعندك ...
09-25-2012, 10:30 AM
أبو ساندرا
أبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493
Quote: انت ترى ان الحل فى الدين والاخرين كذلك والاختلاف بينكم فى المنهج المفسر لكن المرجعيةواحدة هى الدين حسب راى محمود يعنى فى النهاية لا تفصلون الدين عن السياسة ولكن تطرحونه بفهم اخر
نعم، وهذا اختيار ديمقراطي لا اظنك تعيبه ولنا اطروحاتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المطروحة والتي تتواكب مع العصر ولا عشان فشل تجربة الاسلامين تحكم علي دين بالكامل بالفشل
ولو بقي معيارك هو (فشل التجارب دليل فشل الافكار) يبقي افشل فكر مشي علي الارض هو الفكر الماركسي تحياتي
Quote: نعم، وهذا اختيار ديمقراطي لا اظنك تعيبه ولنا اطروحاتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المطروحة والتي تتواكب مع العصر ولا عشان فشل تجربة الاسلامين تحكم علي دين بالكامل بالفشل
ولو بقي معيارك هو (فشل التجارب دليل فشل الافكار) يبقي افشل فكر مشي علي الارض هو الفكر الماركسي تحياتي
وانا بفصل تماما بين الدين والسياسة لذلك للدين مقاصد اكبر واسمى من ان تضعه تحت اختبار سياسات اقتصادية واجتماعية وسياسية معقدة ومتغيرة من صنعنا نحن ثم اثرت علينا ضياعا وفقرا وعوزا وفاقة الفرق بيننا انت عاوز تعالج ذلك وفق رؤية دينية وانا وفقا للواقع المعاش على اساس انتم اعلم بشئون دنياكم اما التجارب الفاشلة فالتاريخ مكتظ يها واعترف بها ولم اقل فشل التجربة دليل فشل الفكرة ولكن فشل الاسلام السياسى مثل فشل النموزج السوفيتى فهل هناك من يفكر فى تكرار النموزج السوفيتى الذى حقق انجازات مأهولة ويبقى الرجاء مارأيك فيما كتبه د كتور التيجانى بصفتك الطرف الاخر من الاسلام السياسى
09-25-2012, 09:43 PM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
ها هي بقايا ما يسمى بالحركة الاسلامية يا تجانى تنفض الخيبة عن نفسها وتعمل في الظلام كالخفافيش لتصنع منك ابليس السودان القادم خلفا لابليس الكبير الذى انتزع منه ( جنرال المشروع الحضارى ) انيابه واظفاره وجعله كالمنبت لا سلطة طال ولا جاه ملك فأصبح كالشحاذ الاجرب في الحوارى الفقيرة .
صدق او لا تصدق يا تجانى ان مشيت على خطا هذا الدجال ستنتهى يوما ما الى هذه الحالة التى يصورها الفديو ادناه . ولو رجعت بذاكرة الى الوراء والى اول يوم قابلت فيه هذا الرجل المنبوذ وقارنت بين حاله ذاك وحاله في هذا الفيدو ستكتشف انه - ومهما طال الزمن - ستدور على الباغى الدوائر ......اللهم هل بلغت
تحية لك صاحب البوست ود الزين والاخوة زوارك كلما اقرأ لكوز عتيق واصيل في الكوزنة انتقاد للحكومة/الحزب انظر اليها من ناحيتين واحدة محاولة لتبرئة الذمة المطاطة مما ال اليه الحال في السودان من تدهور وتخلف تحسبا ليوم حساب آت لا محالة وهي ان لم تكن نية صادقة في تبيين مكامن الخطأ واصل الداء في تجربتهم فعلى الاقل توضح ان هنالك جوانب سالبة كثيرة ومن ناحية اخرى انظر اليها كرد فعل على فقد الكوز لموقع مؤثر او ماكلة ما في وظيفة ما واحساسه بالغبن يدفعه ليس اعترافًاً بخطأ شارك فيه وكان من منظريه بل محاولة لتحقيق نصر شخصي .. والمحصلة النهائية هي ان الكوز مهما شطح في نقده لتجربتهم إلا انه مقتنع بانها الانجع لحل مشاكل البلاد والعباد .. وبعد مرور 23 سنة من الفشل في كل المناحي ومايزال تجد الكوز مقتنع بان تجربتهم لا زالت صالحة لحكم السودان وان التغيير يمكن ان يحدث بايديهم وبهم لا بغيرهم ... الامر في غاية البساطة الاعتراف بفشل الاسلام السياسي في ايجاد حلول لتحقيق اقتصاد معافى وتنمية متوازنة لعدم وجود برنامج مدروس لتحقيق ذلك والحركة الاسلامية بشقيها وطني وشعبي لا تعدو ان تكون إلا مجموعة من اللصوص والمنافقين وومستجدي النعمة والارزقية وكل الصفات السيئة ... الكيزان نقطة اقلاعهم واحدة وهي تحليل نهب المال العام والسرقة واستغلال الدين لتقنين هذه السرقة وذلك النهب. انظر لكبيرهم الذي علمهم السحر عندما كان المايسترو والمنظر للنهب غير المسبوق للبلد بحالها وهو على راس الحكم والامر الناهي مغلق عينيه واذنيه وبالع لسانه عن كل مفسدة وعندما اطيح به بواسطة زمرة المنافقين واللصوص من تلامذته اصبح اكثر المعارضين والمنتقدين شراسة لحكومة غرس هو في اعضائها افكاره ورباهم على ما هم عليه من سوء . الكيزان كلهم سواسية من مارس النقد الذاتي وعينه على موقع للنهب جديد ومن هو صامت بحكم رضاه بما اعطي له من تنظيمه وغيره من سلالة بني كوز.
09-26-2012, 09:31 AM
البحيراوي
البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
Quote: ومن ناحية اخرى انظر اليها كرد فعل على فقد الكوز لموقع مؤثر او ماكلة ما في وظيفة ما واحساسه بالغبن يدفعه ليس اعترافًاً بخطأ شارك فيه وكان من منظريه بل محاولة لتحقيق نصر شخصي .. والمحصلة النهائية هي ان الكوز مهما شطح في نقده لتجربتهم إلا انه مقتنع بانها الانجع لحل مشاكل البلاد والعباد .. وبعد مرور 23 سنة من الفشل في كل المناحي ومايزال تجد الكوز مقتنع بان تجربتهم لا زالت صالحة لحكم السودان وان التغيير يمكن ان يحدث بايديهم وبهم لا بغيرهم ...
العزيز سماعين حسن
تحياتي وكب كن كااااااااااب
يا زول غايتو دكتور تجاني دا ما بكون زعلان عشان فقده منصب أو جاه ! لكن نريد منه أن يعترف بعجز مجموعته السياسية التي أفنى فيها عمر طويل دون أن يقدموا تجربة وعلاج لأزمات السودان المتوارثة . بل اضافوا ليها الكثير السلبي ولا زالوا يضيفون . ويبحث بصدق مع كافة مكونات السودان الأخرى بمخرج يضعنا في المسار الصحيح ونتدافر بعد ذلك كلِ حسب منطقه وقوة حجته ! وقبل ذلك نتحاسب عبر آليات شفافة لا نعدمها من تجربتنا أو تجارب الإنسان عبر التاريخ.
بحيراوي
09-26-2012, 10:12 AM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: يا زول غايتو دكتور تجاني دا ما بكون زعلان عشان فقده منصب أو جاه ! لكن نريد منه أن يعترف بعجز مجموعته السياسية التي أفنى فيها عمر طويل دون أن يقدموا تجربة وعلاج لأزمات السودان المتوارثة . بل اضافوا ليها الكثير السلبي ولا زالوا يضيفون . ويبحث بصدق مع كافة مكونات السودان الأخرى بمخرج يضعنا في المسار الصحيح ونتدافر بعد ذلك كلِ حسب منطقه وقوة حجته ! وقبل ذلك نتحاسب عبر آليات شفافة لا نعدمها من تجربتنا أو تجارب الإنسان عبر التاريخ.
والله لا يا اخونا البحيراوى نحنا ما محتاجين الى اعترافهم بعجزهم . اعترفوا او لم يعترفو . فعجزهم لا تغطيه مياه البحار والمحيطات .
هل تصدق يا بحيراوى ان هذا الابليس الصغير لم يسمع ببيوت الاشباح في حينها ؟ وهذا الابليس الصغير لم يصل الى علمه ان جماعته قتلت الانفس البرئية في اول عهدهم ؟
يا البحيراوى عندما كانت الناس تطرد من الخدمة المدنية والجيش بعشرات الالوف وعندما كان اولاد الناس يختطفون من الشوارع وداخل الحارات ويرمى بهم في محرقة الجنوب كان هذا الابليس الصغير منكبا على اوراقه في مكتبه , يفكر ويبحث عن الطريقة المثلى التى يعيد بها تأصيلنا وصياغتنا من جديد وحتى نكون على الهيئة التى يريد. ماذا تنتظر يا بحيراوى من رجل كهذا ! رجل تعشعش في رأسه الاوهام الصفراء ولا ينظر الى ابعد من حذاء شيخه..... اللعنة عليه وعلى شيخه واللعنة على الكيزان اجمعين ....
09-27-2012, 03:14 AM
إسماعيل حسن
إسماعيل حسن
تاريخ التسجيل: 08-09-2008
مجموع المشاركات: 442
سلام يا بحيراوي يا بحيراوي بالله اقرا مداخلة الاستاذ عمر دفع الله يا اخي ريحني خالص بالله كده اقرأ كلامه ده تاني ، يااخي ابعد كل هذه السنوات العجاف من تجربة حكومة الكيزان اتعتقد بانهم يمكن ان يبحثوا بصدق مع كافة المكونات الاخرى في السودان للبحث عن مخرج ؟ يا اخي اليست هي نفس الحكومة/ الحزب التي تعتقل الاستاذة جليلة خميس وقد تحاكم بالاعدام ونفس الحكم الظالم جاهز في انتظار مهيرة هذا الزمن :الاستاذة نجلاء سيد احمد .. او ليس ينتمي لنفس الجهه التي مازالت تكذب وتتحرى الكذب ..او ليس هو من نفس طينة الحكومة الحالية التي تقتل الناس في جنوب كردفان ، جنوب النيل الازرق ودارفور ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة