في رياضتنا ابتلينا للأسف بمجموعة جعلتنا نعيش مع مشاهد متنوعة وغريبة، بعد مشهد الشغب والعنف الذي حدث في مباراة الدربي، وأصبح حديث الساعة وتناولته كل وسائل الإعلامية الداخلية والخارجية، ولم يجف الحبر الذي كتبت به أخر مقال، شهدنا مهازل بداية الأسبوع الحادي والعشرين للدوري الممتاز من لجنة الخرمجة والبرطعة، حيث تم إلغاء مباراتين الأولى بين الأهلي شندي والنيل الحصاحيصا والرابطة كوستي والأمل عطبرة. الأهلي شندي حسب الجدولة المعدة من قبل اللجنة المنظمة شد الرحال من دار جعل متوجها إلى الحصاحيصا لمقابلة النيل في منافسة الدوري الممتاز، وعند وصولة إلى الإستاد لم يجد أي أثر لفريق النيل الذي ذهب إلى إستاد الكاملين حسب الجدولة .. عندما شعرت اللجنة بالخطأ الجسيم التي ارتكبته، ناشدت وطلبت من إدارة فريق النيل رجوع الفريق إلى الحصاحيصا لأداء المباراة، ورفضت إدارة الفريق ذلك فاضطرت اللجنة إلى إلغاء المباراة. اللجنة المنظمة حددت لكل فريق ملعب وكلا الفريقين حضرا في الزمان والمكان المحددين .. حسب القانون تمنح النقاط الثلاث للفريق الذي حضر إلى الملعب ويعتبر الفريق الذي لم يحضر مهزوما 2/ صفر، وهذا يعني أن اللجنة سلمت كل فريق جدول مختلف عن الأخر، وكلنا نعلم إن جدول المباريات في كل أندية العالم يسلم لإداراتها محدد فيه التاريخ والزمن، ورغم ذلك أعيدت المباراة في إستاد الكاملين وفاز الأهلي بهدفين مقابل هدف للنيل وفي أثناء المباراة، وبعدها وقع إشتباك بين اللاعبين ولو لا تتدخل الشرطة لحصل ما لا يحمد عقباه. في ظل الفتاوى التي نسمع بها فقه الضرورة، وفقه السترة، وفقه التمكين، وفقه الحضارة، وغيرها من الفتاوى التي أصبحت تستخدم عند الأزمات، كنت أتوقع من إتحاد البدع الذي يخرج علينا كل يوم بلوائح مبكية ومضحكة أن يضيف فتوى الترضية ويمنح فريقي النيل والأهلي ثلاث نقاط لكل منها .. ربما تستخدم هذه الفتوى في ظل الأخطاء المتكررة التي تحدث عند كل مباراة المهزلة الثانية حدثت في إستاد كوستي .. المباراة بين الأمل عطبرة والرابطة كوستي، وصول حكام المباراة متأخرين عن الوقت المحدد، ولعبت المباراة وانتهت حصتها الأولى بهدفين نظيفين لفريق الأمل، ولم تلعب الحصة الثانية لتعذر الرؤية بسبب مغيب الشمس، بالإضافة إلى ضعف الإنارة وأضطر الحكم إلى إلغاء المباراة. طيلة حياتنا الرياضية لم نسمع بهذا القصص العجيبة والغريبة حتى في منافسات ( الدافوري)، وهذا ليس بمستغرب على قيادات الإتحاد السابق والحالي الذي يقودنا إلى عصر الظلام. سبق لإتحاد شداد إعادة مباراة النيل الحصاحيصا والهلال في الدوري الممتاز التي تخلف عنها الهلال ولم يحضر إلى الملعب متحججا بسبب رفض الإتحاد العام تسليمه بطاقتي لاعبيه داريو كان وسولي شريف، بينما حضر النيل إلى الملعب وأعطى حكم المباراة الهلال الوقت المسموح، وبعدها أطلق صافرته معلناً نهاية المباراة بفوز النيل 2/صفر بانسحاب الهلال الذي لم يحضر للملعب. كتلة الممتاز نيابة عن الهلال قدمت إستئناف للجنة الإستئنافات التي يترأسها المربي الفاضل وأستاذنا الجليل( ود الشيخ )، ولم تترد لجنته في إصدار قرار تم بموجبه إعادة المباراة، رغم عدم وجود شكوى من الطرف المتظلم والإستئاف لم يستوفي الشروط، كل شيء متوقع من قادة الإتحاد الحالي الذي يبدع في تأليف وإخراج القوانين بالطريقة التي تناسبه وهكذا لت وعجن. ما هو الخطأ الذي ارتكبته هذه الفرق التي حضرت في الزمان والمكان حسب الجدولة، وتعاد مبارياتها الملغية دون إخطارهم بقرار الإلغاء قبل وقت كاف، أو حتى المباريات التي لعبت ولم تكتمل بسبب ضعف الإنارة وغيرها، رغم فوز طرف على الآخر، لم يرتكب أي خطأ يعاقب عليه. حزمة الأخطاء الفادحة المتكررة التي حدثت وتحدث الآن يتحملها الإتحاد العام .. كما يجب عليه أن يتحمل مصاريف الإعداد التي خسرتها تلك الفرق .. في إعتقادي انه لن يدفع مليماً لها وما يحدث من الإتحاد الذي فشل فشلاً كبيراً في إدارة اللعبة، ولا أمل في تطوير الكرة السودانية بوجود هؤلاء السماسرة الذين دأبوا على ذلك العمل الرياضي المتصحر في تعاملهم مع الأنظمة والقوانين والقرارات، وقادوا السفينة نحو الغرق، لم أجد وصفاً يليق بهؤلاء السماسرة والنفعيون غير هذا الوصف. وختاماً علني أجد تفسيراً أو حالة مشابهة لما يحدث في رياضتنا من أجل معرفة الحل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة